لماذا يستعدّ «حزب الله» علناً لحرب الشوارع؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 كانون الأول 2013 - 6:45 ص    عدد الزيارات 303    التعليقات 0

        

 

 
لماذا يستعدّ «حزب الله» علناً لحرب الشوارع؟
جورج سولاج
لم يؤدِ الإتفاق الأميركي - الإيراني حول "النووي" الى تهدئة ساحات المواجهة السرّية والعلنيّة في منطقة الشرق الأوسط، ولا الى تهدئة النفوس الغاضبة على انتقال الولايات المتحدة الأميركية من ضفة العداء لطهران الى ضفة "الإحتواء المزدوج" لها ولخصومها من العرب والإسرائيليين.
فساحات العراق وسوريا ولبنان إرتفع منسوب التفجيرات والعمليات العسكرية والأمنية في النقاط الملتهبة فيها، فيما نفّذت المخابرات الإسرائيلية عملية اغتيال "العقل اللامع" في "حزب الله" حسان اللقيس، بأسلوب تقني شبيه إلى حدٍ ما بعملية اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في دبي في شباط 2010.
وانشغل المحلّلون في تقصّي المعلومات عن أهداف اغتيال اللقيس في هذا التوقيت، وهل يمهّد أو يؤدي الى نشوب "حرب بديلة" بين إسرائيل" وحزب الله" في المرحلة المقبلة؟
وقد كشفت معلومات إستخبارية أجنبية أن "الحزب" يستعدّ فعلاً للحرب من خلال مخيمات تدريب أقامها في الجنوب والبقاع، حيث يدرّب آلاف الشباب الجدد على قتال الشوارع، فيما يواصل مشاركته في الحرب السورية.
ولاحظت وكالات الإستخبارات من خلال طائرات التجسس والأقمار الصناعية، أن مخيمات التدريب التابعة للحزب أصبحت علنية، بعدما كانت سرّية طوال سنوات، لكي لا تكتشفها الطائرات الإسرائيلية.
وخلص المحلّلون إلى أن لا نية لدى الطرفين في توسيع العمليات الأمنية المضادة بينهما، لأن إسرائيل يهمّها ان تُستنزف قوات "حزب الله" في سوريا، فيما اهتمام "الحزب" أن يُبقي على تركيزه هناك، وألاّ يُشتّت قواه في معركة أخرى.
من هنا، فإن الإعتداءات الإسرائيلية لا تستهدف مخيمات "الحزب" بل قياداته، وفي المقابل سيسعى "الحزب" الى الردّ في حدود العمليات الأمنية - الإستخباراتية المدروسة، تجنّباً للإنجرار الى مواجهة عسكرية مفتوحة .
في هذا الوقت، أوفدت واشنطن وزير دفاعها تشاك هاغل الى الخليج لإصلاح ما "أفسده" وزير خارجيتها جون كيري. وقد استخلص من تسنّى له الإطلاع على مضمون محادثاته الثوابت الآتية:
1 - الإتفاق مع إيران لا يعني أن التهديد الإيراني للخليج إنتهى، لأن الإتفاق هو حصراً على "النووي".
2 - الإلتزام العسكري الأميركي بأمن دول الشرق الأوسط لن يتراجع.
3 - القوات الأميركية ستُبقي على انتشارها في الخليج: 35 ألف عسكري جواً وبحراً وبراً، 40 سفينة، مقاتلات وأنظمة متطورة للمراقبة والإستخبارات، ومظلة دفاعية صاروخية وبطاريات باتريوت ورادارات.
4 - تعزيز قدرات دول الخليج العربي عسكرياً. وقد عرض البنتاغون بيعها رادارات وأنظمة إنذار دفاعية صاروخية مبكرة.
5 - التعامل مع مجلس التعاون الخليجي كوحدة، وليس مع كل دولة على حدة. وعرض هاغل إجتماعاً سنوياً لوزراء دفاع الخليج، على أن يُعقد الإجتماع الأول خلال 6 أشهر.
من هنا يبدو المشهد الإقليمي أكثر غموضاً، والعواصف الأمنية أكثر قساوة من عواصف الطبيعة، في انتظار ربيع سياسي بعيد المنال.
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,555,184

عدد الزوار: 6,995,804

المتواجدون الآن: 70