المستثمرون الدوليون يراهنون على أوروبا

المستثمرون الدوليون يراهنون على أوروبا

الحياة..برن - طلال سلامة

أشاد خبراء المال في سويسرا بتصريحات المرشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون، التي عززت رغبة المستثمرين الدوليين في العودة بحزم إلى أسواق الأسهم الأوروبية. وأشاروا إلى أن صناديق الأسهم الأوروبية نجحت في جمع أكثر من 2.4 بليون دولار، وهو أفضل أداء لها منذ كانون الأول (ديسمبر) 2005. وتمكنت هذه الصناديق للأسبوع الخامس، من استقطاب أموال المستثمرين الدوليين.

وأعلن المحللون السويسريون منذ مطلع السنة، أن مردود صناديق الأسهم الأوروبية تخطى 11.8 في المئة، ما يحض مزيداً من المستثمرين على المشاركة في برامج هذه الصناديق. علماً أن أداء الأخيرة لجهة المردود احتل المركز الثالث عالمياً، بعد ذلك الناتج من الاستثمار في صناديق أسهم الدول الناشئة (14.5 في المئة) وتلك الخاصة بمجال التكنولوجيا (14.9 في المئة).

ويبدو أن ماكرون أعطى انطباعاً دولياً بأن فرنسا لن تعود أبداً الى زمن الفاشية، ما ولد مفعولاً مالياً أطلق عليه الخبراء السويسريون اسم «مفعول ماكرون» الذي أفرز انتعاشاً حتى في صناديق السندات الأوروبية الخاصة.

وفي ما يتعلق بالصناديق الأوروبية المناطة بها الأسهم ذات التصنيف الائتماني العالي، فهي نجحت في حصد 2.3 بليون دولار في الفترة الأخيرة. علماً أن حصة مهمة من تدفق الأموال الى هذه الصناديق ذات الأداء المالي الرفيع، كانت بالدولار لا باليورو أو الفرنك السويسري أو أي عملة أخرى. ورصد الخبراء مشاركة كثيفة للمستثمرين الأميركيين في أسواق سندات الشركات الأوروبية الخاصة.

ولفت مراقبون ماليون في مدينة زوريخ، إلى وجود علاقة مباشرة بين تشجيع المستثمرين الأميركيين على الاستثمار في صناديق المال الأوروبية، ونتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي آلت إلى تعزيز قيمة اليورو أمام الدولار بنسبة 1.8 في المئة في أسبوع واحد فقط.

وتستفيد صناديق المال الأميركية بدورها، من «مفعول ماكرون» المالي السحري، إذ لم يسحب المستثمرون الماليون أموالهم من أسواقهم المحلية للذهاب بها إلى القارة العجوز، بل يمكن القول انهم عززوا استثماراتهم في الخارج أيضاً. وكذلك نجحت صناديق الأسهم الأميركية في جمع موارد مالية جديدة ومنعشة، قدّرها خبراء سويسرا المصرفيون بنحو 13.8 بليون دولار. وهذا أفضل أداء لها منذ أكثر من شهرين. أما صناديق الأسهم الأميركية المتخصصة بالأسواق النامية، فتمكنت من جمع 1.8 بليون دولار، وهكذا، توثّق الأخيرة انتعاشها للأسبوع السادس على التوالي.

ونجحت الأذرع المالية الاستثمارية حول العالم، في استقطاب رؤوس أموال منعشة، واستطاعت على الصعيد العالمي جذب أكثر من 21 بليون دولار، لتسجل أفضل أداء لها منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي نظرة إلى أسواق السندات الخاصة العالمية، يتبيّن أنها نجحت أيضاً منذ مطلع السنة، في استقطاب ما لا يقل عن 10.7 بليون دولار.