أخبار لبنان..لبنان يطالب واشنطن بـ«ضمانات» لجم العدوان الإسرائيلي..قائد "فيلق القدس" في بيروت والتمديد لقائد الجيش يتقدّم نيابياً..إسرائيل ستحوّل كامل اهتمامها إلى «حزب الله»..«بعد حماس»..الفراغ الرئاسي في لبنان يدخل عامه الثاني..تصاعد التوترات على الحدود بين جنوب لبنان وإسرائيل..نصر الله يسعى للتوفيق بين طمأنة اللبنانيين وإقلاق حلفاء إسرائيل..

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 تشرين الثاني 2023 - 4:10 ص    عدد الزيارات 535    القسم محلية

        


لبنان يطالب واشنطن بـ«ضمانات» لجم العدوان الإسرائيلي..

تكتل جعجع للتمديد لقائد الجيش..وأسئلة نيابية عن مصادر تمويل خطة الطوارئ..

اللواء...مع تصاعد الحذر والترقُّب من تطور الحرب البرية في قطاع غزة، واحتمال توسع المواجهة في عموم الشرق الاوسط، بدءاً من الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط وصولاً الى البحر الاحمر وممرات النفط الدولية. وقبل 48 ساعة من اطلالة متوقعة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد ظهر غد الجمعة، ازدادت الاسئلة ليس حول ما يمكن ان يعلنه في اول ظهور إعلامي وسياسي علني، وفي مناسبة إحياء ذكرى شهداء الحزب منذ 7 ت1 الماضي، بل حول المخاطر التي يمكن ان تسبق الكلمة أو تليها. ووسط حالة الترقُّب هذه والغليان الذي يضرب الجبهات، يصل وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الى لبنان لزيارة وحدات بلاده العاملة في الجنوب، فضلاً عن زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف للاجتماع الى مسؤولين رسميين وعسكريين، على وقع انحياز فاضح لآلة الحرب التدميرية الاسرائيلية سواء في غزة او عند الحدود مع لبنان. وحسب المعلومات، فإن الجانب اللبناني سيطالب الدبلوماسية الاميركية بـ«ضمانات» على واشنطن تقديمها للبنان، بأنها ستلجم اندفاعة الحرب الغرائزية الاسرائيلية المعادية ضد لبنان، والمدعومة بقوة الموقف والتسليح والادارة من الولايات المتحدة. في هذا الوقت، يكاد اللبنانيون ان يقيموا «الاحتفالات» بذكرى مرور عام على «الفراغ الرئاسي»، وكأنهم براء مما صنعته ايديهم من خذلان للمجتمع والدولة، في جرّها من ازمة الى ازمة أخطر.. والاعتصام «بحبل التباعد» كقاعدة سلوك قبل عام، وخلال عام كامل.. وفي اجواء الفراغ المعتم، ينعقد مجلس الوزراء اليوم في السراي الكبير للبحث في جدول اعمال مالي، اداري، وظيفي، ويتخلله عرض من الرئيس نجيب ميقاتي لما آلت اليه اتصالاته في الداخل والخارج لمنع تفلت الوضع جنوباً، وامتداداً الى كامل الاراضي اللبنانية. وكشف وزير بارز، أن الحكومة تبحث في جلستها موضوع الاعتمادات المالية المتوقعة بشأن خطة الطوارىء. اما بالنسبة إلى تحرك الكتل لمنع استجرار لبنان إلى الحرب، فقد اوضح نائب كتلة تجدد أديب عبد المسيح في تصريح لـ«اللواء» أن الكتلة تعمل من خلال جولتها على جمع القوى تحت شعار تحييد لبنان عسكرياً عن الصراع الحاصل حاليا، ويقول أن العمل يتركز على منع دخول لبنان في أتون النار المشتعل في فلسطين. وفي شأن سياسي متصل، أوضحت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء» أن الكتل المعارضة ستتابع موضوع التمديد لقائد الجيش بكثير من الاهتمام وإن عددا من النواب يظهرون في الإعلام للحديث عن اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة الجمهورية القوية بشأن هذا الملف، مشيرة إلى أن المهم هو ان يدخل الاقتراح حيِّز التنفيذ فلا يسقط أو يجمد كما غيره من اقتراحات القوانين، على أن هؤلاء النواب يدخلون في مواجهة جديدة تحت هذا العنوان بعدما أدركوا أن تحالف حزب الله التيار الوطني الحر يقف بوجه التمديد. ورأت أن هناك من يعتبر أن الملف ليس مستعجلا، الأمر الذي دفع بكتل المعارضة إلى التحرك تفاديا للأسوأ، داعية إلى انتظار المواقف التي ترد تباعا. يشار الى أن تكتل «الجمهورية القوية» تقدّم امس باقتراح قانون يؤجل التسريح لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش. وكشف رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان ان «اقتراح «الجمهورية القوية» مساره الهيئة العامة مباشرةً، وسنشارك في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا». وتابع: «نتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح». وفي حال لجأ وزير الدفاع الى اقتراح اسماء لقيادة الجيش للتعيين قال عدوان: لمن يدعي الحفاظ على الرئاسة، نقول لا يجوز ان نلزم رئيس الجمهورية المقبل بتعيينات عسكرية لا كلمة له فيها، وخارجة عن ارادته. اما عن امكانية اندراج هذا الإقتراح على منصبي اللواء الياس البيسري واللواء عماد عثمان، رد بالقول: «نحن نرى ان الظرف اليوم هو لقيادة الجيش.

أسئلة نيابية: من أين التمويل

وتحولت جلسة اللجان المشتركة امس لدرس خطة الطوارئ الحكومية الى حوار متباعد، فالموضوع لم يناقش، في ظل عدم جدية مالية، ولاحظ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة ان «ليس لدينا الاموال لتطبيق هذه الخطة» داعياً الى بذل الجهد على انتخاب رئيس لحماية لبنان من الدخول بحرب. وطالب النائب ميشال معوض بـ«مناقشة كيفية حماية لبنان، وليس خطة لمواجهة الحرب». واعتبر رئيس الكتائب ان تجنب لبنان الانجرار الى الحرب يكون عبر نشر الجيش اللبناني عند الحدود. يشار الى ان الرئيس ميقاتي، اجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتم البحث في موضوع «خطة الطوارئ الوطنية» التي أعدتها «اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية» بالتعاون مع المنظمات الدولية.

ميدانياً، عاش الجنوب امس يوماً عنيفاً، وتمكنت المقاومة من الردّ على اعتداء اسرائيلي، وذكرت المقاومة ان مجموعة الشهيد حسين منصور استهدفت بالصواريخ الموجهة قوة اسرائيلية كانت على تلة الخزان في محيط موقع العاصي عند الحدود. واعتبرت منظمة العفو الدولية ان استخدام اسرائيل قذائف مدفعية، تحتوي على الفوسفور الابيض الحارق والمحرم دولياً في جنوب لبنان، هو بمثابة جريمة حرب، معززة اتهامها بأدلة دامغة.

البابا في رسالة غير مباشرة للمسؤولين: "إنتخبوا رئيساً لأزور لبنان"

قائد "فيلق القدس" في بيروت والتمديد لقائد الجيش يتقدّم نيابياً

نداء الوطن...وسط طوفان المخاطر التي تتهدّد لبنان تدريجياً بفعل اشتعال الحدود الجنوبية المستمر، وصل أمس الى بيروت قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، في زيارة ليست الأولى منذ بدء حرب غزة، وتأتي قبل أيام قليلة من كلمة وصفت بأنها «مفصلية» للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد غد الجمعة. وتعيد زيارة الجنرال الإيراني الى الأذهان الزيارات المماثلة لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، كما أنها تأتي في ظل الحرب البرية التي انطلقت في قطاع غزة، والتي تعاملت معها طهران كـ»خط أحمر» يؤدي تجاوزه الى تحرّك الجبهات التي تعود الى حلفاء ايران، وفي مقدمهم «حزب الله». وتزامناً مع وصول قآني، وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله» رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول، وحتى اليوم. وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل أو جرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية. كما أعلن «الحزب» تنفيذ 105 هجمات طاولت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً. وليلاً، أفيد عن تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية لبيروت. ويتزامن وجود قائد «فيلق القدس» في لبنان، مع وصول كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ووزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو الى بيروت بدءاً من اليوم. داخلياً، تحرّكت أمس للمرة الأولى، مبادرة إستباقية لمعالجة الشغور في قيادة الجيش باقتراح قانون معجل مكرر تقدّم به تكتّل «الجمهوريّة القوية»، ويقضي بـ»تعديل سن التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60. وقاربت أوساط نيابية مواكبة ملفي قيادة الجيش والانتخابات الرئاسية ما يجري نيابياً، فأشارت عبر «نداء الوطن» الى أنّ «لدى فريق الممانعة موضوع واحد، هو الحرب. وهو يعلّق كل شيء على إنتهائها. وقالت: «لو فرضنا أنّ «حزب الله» سيسمح الآن بإجراء انتخابات رئاسية، فهو سيفعل ذلك فقط كي يوصل مرشحه (سليمان فرنجية) الى قصر بعبدا». وسألت: «هل في لحظة حرب، حيث تحتشد أذرع إيران، وتصل أساطيل أميركية الى المنطقة، وتستنفر المملكة العربية السعودية، يمكن القبول بأن تصبح الشرعية في لبنان في يد ايران؟». وأضافت الأوساط: «في هذا الظرف الاستثنائي والخطير، هناك موضوع قيادة الجيش التي هي آخر جوهرة تحمي استقرار اللبنانيين. لذلك ممنوع التلاعب بها، كي لا يدخل لبنان في الفوضى التي يحاول تفاديها، من أجل ذلك يجب أن تحافظ المؤسسة على هرميتها وتماسكها ووحدتها وقيادتها». وختمت: «من هنا تبرز الضرورة القصوى للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة الضرورات القصوى والأمن القومي، وببند واحد هو التمديد للقائد، لأنّ الجيش هو الضمان لمنع الفوضى في مرحلة خطيرة وشغور رئاسي متمادٍ». وفي ظل التردي على كل المستويات نقل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله عن البابا فرنسيس قوله: «إنتخبوا رئيساً لأزور لبنان»، في رسالة غير مباشرة للمسؤولين اللبنانيين. وأشار المطران خيرالله الى أنه خلال أعمال السينودوس التي استمرت شهراً كاملاً، لاحظ أنّ الحبر الأعظم يولي مع مساعديه في الدوائر الفاتيكانية عملية السلام في المنطقة عموماً، ولا سيما لبنان، «أهمية كبرى».

إسرائيل ستحوّل كامل اهتمامها إلى «حزب الله»... «بعد حماس»..

لبنان في مرمى «غزوة غزة» فهل تصمد «قواعد الاشتباك»؟...

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- أميركا وفرنسا في بيروت اليوم... و«العفو الدولية» للتحقيق في «جريمة حرب» إسرائيلية جنوباً

- جنبلاط: كولونا أبلغت بري وميقاتي أنه في حال الحرب ما منطقة لبنانية ستَخرج سالمة

- ماذا يعني استحضار «حزب الله» معادلة «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»؟

- هل يكون نتنياهو «تشامبرلاين الثاني»... وهل ترتدّ الفظائع في غزة على مسار الحرب؟

- ميقاتي مرتاح ومرتاب والمعارضة لمنْع الحرب عوض وضْع خطط طوارئ لها

... وبدأ الهجومُ البري. عنوانٌ دخلتْ معه الحرب التي انفجرت مع عملية «طوفان الأقصى» مرحلةً جديدة من العصف الذي حَبَسَ لبنان الأنفاس بإزائه خشيةَ أن يجد نفسه في قلب جهنّم التي فُتحت على غزة التي «تُذبح» ويُراد تحويلها «غرفة إعدام كبيرة» باسم «الدفاع عن النفس». ورغم مراوحة العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في اتجاه غزة أمس بين تقديمها على أنها تدشين للغزو البري الشامل، وبين اعتبارها مرحلة أعمق من التوغّلات المُمَهِّدة لاجتياحٍ قد لا يكون بالمفهوم التقليدي ويمكن أن يستمرّ على طريقة الدخول والانسحاب وإبقاء دور فاعل لسلاح الطيران بمعنى التوغل الـ «برّ جوي» المنسَّق، فإن الأكيد أن القطاع المحاصَر بات أمام اختبار نارٍ جديد ارتسمت وقائعُه الميدانية داخله كما عبر «عمليات الإسناد» على امتداد «قوس الحلفاء»، من اليمن حيث جدّد الحوثيون، وهذه المرة بإعلانٍ رسمي غير مسبوق، محاولة استهداف إسرائيل بصواريخ بالستية وبالمسيّرات، مروراً بسورية والعراق عبر تكرار قصف قواعد أميركية، وصولاً إلى لبنان من خلال تكثيف «حزب الله» استهداف مواقع إسرائيلية وقوة متموْضعة على تلة (في محيط موقع العاصي قبالة ميس الجبل). وفي حين كانت التقديرات تشير قبل زيادة إسرائيل منسوب توغلها البري أمس إلى أن «حزب الله» سيرفع وتيرة عملياته، وإن ضمن الضوابط التي لا تستدرج «الأسد الجريح» الإسرائيلي لشنّ حرب على لبنان، وذلك في ملاقاة الإطلالة المنتظَرة لأمينه العام السيد حسن نصر الله بعد غد، فإنّ القلق تَعاظَمَ في بيروت من احتمالات انقطاع «الحبل الرفيع» الذي تسيرُ عليه البلاد فوق البركان المتفجّر في غزة ولا سيما في ظلّ عدم إمكان الركون إلى تقاطعاتٍ مصلحية حول عدم توسيع الجبهة (أميركية - إسرائيلية - إيرانية) قد تكون قابلة للتبدّد وفق مجرياتِ الميدان أو محاولة إسرائيل المأزومة جرّ الجميع وفي مقدّمهم الولايات المتحدة إلى «وليمةِ نارٍ» على أكثر من جبهة تُفْضي إلى «حلّ متعدّد الرأس» وبما يموّه على عدم قدرتها على تحقيق انتصارٍ صريح في غزة. وإذ لاحظتْ أوساطٌ مطلعة أن إطلاق إشارة «الهجوم البري» جاءت على وقع تعالي الأصوات في إسرائيل لاستقالة بنيامين نتنياهو فيكون «(نيفيل) تشامبرلين الثاني» (في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني الذي استقال في 1940 خلال الحرب العالمية الثانية)، وفي ظلّ مشاهد مروّعة لمجزرة جباليا أمس وأشرطة عن همجية الجيش الإسرائيلي في تعذيب فلسطينيين في الضفة الغربية، فإنّها حذّرتْ من سوء تقدير المدى الذي قد تبلغه تل أبيب في سعيها لمحو وصمة العار التي شكّلها 7 أكتوبر وهو ما عبّر عنه في الساعات الماضية:

- رفع سفيرها لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان نجمة سداسية صفراء على صدره خلال جلسة مجلس الأمن (أول من أمس)على شكل «نجمة داوود» كُتب عليها «لن يتكرر ذلك مرة أخرى»، في إشارة إلى أن إسرائيل لن تسمح بتكرار المحرقة أو الهولوكست، وهي الشارة التي تشبه أخرى قديمة كان قد فُرض على اليهود وضعها خلال الحقبة النازية في ألمانيا، وذلك تحت عنوان «سأرتدي الرقعة الصفراء حتى نقضي على حماس النازية، وحتى يتوقف مجلس الأمن عن الصمت... ويدين مجزرة 7 أكتوبر»، مشبهاً السيد علي خامنئي بأدولف هتلر «وجيشهم يضم حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيين».

- رفْضُ إسرائيل الهدنة الإنسانية، وليس فقط وقف النار، وسط محاولة من نتنياهو للتعمية على المأزق الذي يواجهه في ملف الأسرى الذي تحوّل ورقة ضغط شعبي ضدّه، عبر طرحه معادلة شبه مستحيلة تقوم على التوفيق بين «استعادة الأسرى وسحق حماس»، وهو ما يتطلّب في الشق الأول التفاوض معها عبر وسطاء ويستوجب في الثانية المضيّ في آلة الحرب بوجهها، وسط اعتبار خبراء إسرائيليين أن معضلة نتانياهو تتمثل في كيفية إدارة هذا الملف من دون إعطاء إشارة، من خلال التنازلات المطلوبة، إلى إمكان السماح بتكرار هذا الأمر، وفي الوقت نفسه القضاء على حماس بحيث تضمن تل أبيب ألا يتكرر السابع من اكتوبر مرة جديدة أبداً. وفي مقابل تقديراتٍ بأن إطالة أمد الحرب على غزة وتَعمُّق الكارثة الإنسانية وارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين ستزيد من تقليب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، فإنّ هذا لا يكفي وفق الأوساط المطلعة للاطمئنان إلى أن المعركة ستبقى محصورة في القطاع «المخنوق». فبعد بدء العملية البرية في غزة، وقبل إطلالة نصرالله، اشتدت التحريات عن مآل «معركة ما بين الحروب» الدائرة على جبهة جنوب لبنان المحكومة بقواعد اشتباك يحترمها الطرفان (إسرائيل وحزب الله) وتقتصر حتى الآن على ضربات موجعة و«شبه متوازنة»في الجغرافيا والخسائر على طرفي الحدود. ويُنقل في هذا السياق، عن دوائر قيادية في«محور المقاومة»أن لا قرار بتفجير واسع النطاق مع إسرائيل عبر ما يُعرف بـ«الجبهة الشمالية»، فالمواجهات التي دشّنها«حزب الله»في اليوم الأول من«طوفان الأقصى»واستمر بها وفق وتيرة مدوزنة تؤدي غرضَها عبر اشغال الجيش الإسرائيلي وتشتيت قواه. وفي تقدير هذه الدوائر، أن ميدان غزة سيَحكم قواعد اللعبة في نهاية المطاف، فإذا تمكنت الآلة العسكرية الإسرائيلية من إحداث «دفرسوار» في غزة وشقها وعزْل شمالها عن جنوبها على نحو يجعل حركة «حماس» في مصيدة لا مفر منها، فإن الأمور ربما تأخذ منحى مختلفاً على جبهة الجنوب. وفي اعتقاد هذه الدوائر أن «حزب الله» الذي يستحضر معادلة ما يعرف «أُكل الثور الأسود يوم أُكل الثور الأبيض»على اقتناعٍ بأنه سيكون الهدف التالي بعد «حماس» (ولو بعد حين) في حال نجح مخطط شطْبها، وهو الأمر الذي لن يسلّم به وقد يدفعه إلى قلب الطاولة، تماماً كما حدث يوم قرر الانخراط في الحرب السورية لمنع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لاقتناعه أيضاً بأنه سيكون الهدف التالي. وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، أمس، إن إسرائيل تتخذ وضعاً دفاعياً على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها بينما تركز على شن الحرب على حركة «حماس» في قطاع غزة. وأضاف «بعد يوم واحد من (القضاء على) حماس» ستطبق إسرائيل «الدروس المستفادة» على «حزب الله». ولم تسقط هذه الدوائر - بحسب ما نقل عنها - من حسابها في حال نجحت إسرائيل في الانتقام من الصفعة الإستراتيجية التي تعرضت لها في السابع من أكتوبر، أن تتمادى وتخرج من دائرة التردد التي قد تنتهي مع خروج بنيامين نتنياهو من الحُكْم هو الذي كان يحاذر خوض الحروب، وحصول تبدلات دولية كعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، ما يجعل إيران والقوى الموالية لها في دائرة استهداف حقيقي.

واشنطن وباريس

وهذه الصفائح المتحرّكة والقابلة للاهتزاز بحسب مجريات الحرب في غزة ستكون محور لقاءات كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ووزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في بيروت، اليوم، وهما سيؤكدان مخاطر تمدُّد الحرب إلى لبنان، وهو ما كان حذّر منه في مواقف بارزة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كشف أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أبلغت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال زيارتها لبيروت بعد«طوفان الأقصى»أنَّ«ما منطقة لبنانية ستَخرج سالمة»بحال انجرّت البلاد إلى الحرب. ولم يقلّ دلالةً على خطورة اللحظة، دعوة جنبلاط«حزب الله»رداً على مشاركة مجموعات أخرى غيره بعمليات في جنوب لبنان،«أن تكون الآلة العسكرية لكم وحدكم في الجنوب، ممسكة بقرار السلم والحرب، بالإضافة إلى وجود الجيش اللبناني». لكن عندما تدخل تلك الفصائل، قد يكون قرار البعض منها ليس بيد حزب الله، وقد تكون هناك مصالح ثانية إقليمية أو محلية قد تحرج «حزب الله» وتدخله في حرب شاملة خارج إدارته. وفي سياق متصل، أكد ميقاتي أنه يعمل على«تجنيب لبنان دخول الحرب»، معلناً«أن حزب الله حتى اليوم يقوم بعقلانية وحكمة بإدارة هذه المواضيع، وشروط اللعبة لاتزال محدودة»، لكنه قال إنه لا يستطيع«طمأنة اللبنانيين»، لأنّ«الأمور مرهونة بأوقاتها»، مشدداً على أنّ الشعب اللبناني«لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار، خصوصاً بعد أن وصل الى مستويات من الفقر والعوز». وفي الميدان، اشتدت المواجهات أمس على طول الجبهة الجنوبية وصولاً إلى مناطق شمال الليطاني استهدفتْها إسرائيل، مع بروز إعلان«حزب الله»أنه«وبعد رصْد دقيقٍ من مجاهدي المقاومة الإسلامية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، تم اكتشاف كمين لقوة إسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، فقامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور باستهدافها بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح»، قبل أن يؤكد«استهداف موقع المرج بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة في تجهيزاته». في المقابل، قامت مسيّرات إسرائيلية بإطلاق أربعة صواريخ على حديقة إيران في مارون الراس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي«اننا قصفنا موقعاً تابعاً لحزب الله جنوب لبنان رداً على إطلاق قذائف هاون وصواريخ مضادة للدروع». كما استهدف القصف الإسرائيلي بالقذائف الحارقة كروم الزيتون بين بلدة ميس الجبل و محيبيب، وخراج بلدة يارون، ومنطقة«المشيرفة»عند رأس الناقورة في محيط المنطقة التي كان يعمل فيها عناصر الإطفاء على اخماد النيران المندلعة، وكذلك بلدة مروحين. وقصف الجيش الإسرائيلي أيضاً سواتر موقع الجيش اللبناني بين بلدة مركبا ووادي هونين بـ 6 قذائف مباشرة من دون وقوع إصابات في صفوف الجيش.

«جريمة حرب»

في موازاة ذلك، أعلنت منظمة العفو الدولية أنها خلصت«في تحقيق جديد إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض بشكل لا يميّز بين المدنيين والعسكريين، وبالتالي بشكل غير قانوني، في هجوم على بلدة الضهيرة في 16 أكتوبر». وأعلنت«يجب التحقيق في هذا الهجوم باعتباره جريمة حرب». وعلى وقع هذا الصخب، حاول البرلمان اللبناني عبر اللجان المشتركة البحث في خطة الطوارئ الوطنية التي وضعتها الحكومة تحسباً لأي عدوان على لبنان ولكن أحزاب المعارضة طالبت«بمنع انزلاق لبنان إلى الحرب عبر تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وليكون الجيش القوى المسلحة الوحيدة جنوب الليطاني وعدم إعطاء العدو الإسرائيلي الذرائع لإعلان الحرب على لبنان»...

الفراغ الرئاسي في لبنان يدخل عامه الثاني

خشية على الموقع في ظل مخاض المنطقة

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح..... يدخل الفراغ الرئاسي في لبنان عامه الثاني في ظل ضبابية مطلقة تحيط بالوضع اللبناني الذي بات يربطه كثيرون بتطورات الوضع في غزة كما في المنطقة. وبعد تجميد المبادرات الخارجية لحل أزمة الرئاسة؛ نظراً لانشغال الدول المعنية بملفات أكثر سخونة، وتجنب توسيع رقعة الحرب الدائرة في غزة، بدت القوى المحلية مستسلمة للواقع ولوجوب انتظار انتهاء الحرب قبل البت مجدداً بمصير الرئاسة ومعها الكثير من الاستحقاقات الأخرى المجمدة. ولم يدعُ رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة لانتخاب رئيس منذ يونيو (حزيران) الماضي حين عُقدت جلسة حملت الرقم 12، ولم تؤد إلى نتيجة تنافس فيها مرشح «الثنائي الشيعي» رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية مع مرشح تقاطع قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» الوزير السابق جهاد أزعور، فحاز الأول 51 صوتاً، والثاني 59 صوتاً، قبل أن يعمد نواب «حزب الله» و«أمل» لتطيير نصاب الدورة الثانية. ويحتاج انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إلى حضور ثلثي أعضاء البرلمان جلسة انتخابه، أي 86 نائباً من أصل 128، كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء المجلس، ويتم الاكتفاء بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي. ويستطيع 43 نائباً أن يعطلوا نصاب جلسة الانتخاب. ويمكن الحديث عن مرحلتين أساسيتين مر بهما الاستحقاق الرئاسي منذ سبتمبر (أيلول) 2022، المرحلة الأولى كانت فيها المواجهة بين مرشح المعارضة حينها رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض والورقة البيضاء، على اعتبار أن عدداً كبيراً من النواب وأبرزهم نواب «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» كانوا يصوتون بورقة بيضاء. وتخللت هذه المرحلة 11 جلسة انتخاب لم تصل لنتيجة؛ لأن الثنائي الشيعي كان يعمد لإفقاد الجلسات النصاب في الدورة الثانية. وفي مارس (آذار) 2023 خرج «الثنائي» ليعلن رسمياً ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. لكن لم تتم الدعوة لأي جلسة انتخاب تنافس فيها فرنجية ومعوض. أما المرحلة الثانية التي بدأت في يونيو 2023، فأعلن مع انطلاقتها معوض انسحابه لمصلحة أزعور. وشهدت جلسة انتخاب واحدة لم تؤدّ إلى نتيجة، ومنذ ذلك الوقت قرّر بري عدم الدعوة لأي جلسة حتى تتبلور معطيات جديدة. وشهدت المرحلتان أكثر من مبادرة لحل الأزمة أبرزها المبادرة الفرنسية التي اقترحت انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وسفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام رئيساً للحكومة، وكذلك مبادرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي ومبادرة لنواب التغيير. وتم مؤخراً تجميد مبادرة فرنسية جديدة يقودها منذ فترة موفد باريس جان إيف لودريان، وكذلك مبادرة قطرية وهما تروجان لمرشح ثالث بديل عن فرنجية وأزعور. ويرى النائب «التغييري» ميشال الدويهي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «آن أوان العمل على مبادرة داخلية جديدة وعلى تقاطع جديد بين القوى»، لافتاً إلى أنه سيتحرك في هذا الاتجاه قريباً «لأنه لا يجوز الرضوخ للواقع الحالي وانتظار حصول الحرب أم لا. ففي كل الأحوال يجب أن نحصن بلدنا، وذلك لا يحصل إلا بانتظام عمل المؤسسات، وبالتالي بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة ما يسمح عندها لمجلس النواب بالقيام بمهامه كاملة». ولم يعد خافياً أن الخوف لم يعد ينحصر بمصير الانتخابات الرئاسية بل يتعداه خشية على موقع الرئاسة نفسه والنظام اللبناني الحالي. وقد عبّر الزعيم الدرزي، رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط صراحة عن ذلك بقوله مؤخراً إن «الرئاسة ستطير من يد الموارنة ومن يدنا وسنبقى في الفراغ»، ويرى «أننا نلعب بالنار». وهو ما تؤيده بريجيت خير، الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة التي تعد أن «ليس فقط موقع الرئاسة بخطر إنما الدولة والكيان اللبناني بخطر؛ نتيجة ما يحصل في الداخل مواكبة لوضع غزة، حيث زاد التسلح والتفلت الأمني»، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لا يكون لدينا رئيس أفضل من أن يكون لنا رئيس ممانع، على اعتبار أنه لو رضخت المعارضة وسمحت بانتخاب فرنجية لكانت كارثة في ظل التطورات الراهنة في المنطقة».

واشنطن والدوحة تطلبان التمديد لعون... وبري لا يشرّع «على الطلب»

الأخبار ...عشية إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الأول المقبل، يتصاعد السجال السياسي بين رافضي التمديد له (رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية)، ومؤيّديه الذين يمثّلهم النائب السابق وليد جنبلاط، وانضمّ إليهم أمس رسمياً حزب القوات اللبنانية الذي تقدمت كتلته النيابية باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لإتاحة استمرار قيادة الجيش. فيما أكدت كتل نيابية أخرى، من بينها الكتائب ونواب في المعارضة، أنها ستحضر أي جلسة تشريعية يدعو اليها رئيس مجلس النوب نبيه بري وستصوّت للتمديد.... وفيما بقي ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن خارج السجال، سئل بري مساء امس رأيه في اقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدمت به كتلة حزب القوات اللبنانية، فأجاب: «أنا لا اشرّع à la carte، ولا بحسب مزاجهم. ساعة يريدون، هم مع التشريع، وساعة لا يريدون، يقاطعون المجلس. أعرف ما عليّ فعله ولا احد يمليه عليّ. لا موعد الجلسة ولا جدول اعمالها». ويرافق هذا السجال، حراك خارجي يدعم التمديد لعون، بسبب الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها البلد، ربطاً بما يحدث في فلسطين المحتلة وإمكانية فتح الجبهات، وضمنها الجبهة الجنوبية، إذ دأبت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا على الطلب من كل من تلتقيهم الذهاب إلى خيار التمديد حتى لا ينسحب الفراغ في رئاسة الجمهورية على قيادة الجيش، خصوصاً أن لا اتفاق على تعيين رئيس للأركان. وتؤكد معلومات «الأخبار» أن قطر ليست بعيدة عن هذا الحراك. وبحسب مصادر مطلعة، «فاتح السفير القطري في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالأمر منذ فترة».

القوات تنضمّ إلى مؤيّدي التمديد ولا موقف حاسماً لحزب الله

وتأتي هذه المستجدات، بعد أسبوعين من الاتصالات لم يكن باسيل بعيداً عنها، وهو ما كشفه جنبلاط في مقابلته أول من أمس، مشيراً إلى أنه طرح على باسيل فكرة التمديد لقيادة الجيش، لكن الجواب «أتى من ميلة حزب الله بأنه لا يريد حشر باسيل»، علماً أن الحزب، بحسب مطّلعين، «لا يزال ينأى بنفسه عن السجال، ولم تتبلغ أي جهة رسمية منه موقفاً حاسماً في هذا الشأن، لا رئيس الحكومة ولا جنبلاط ولا باسيل، وهو لا يزال يدرس الموضوع». ويقول هؤلاء إن «حزب الله، في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، ليس بإمكانه مقاربة ملف قيادة الجيش انطلاقاً من مصالح حلفائه أو أصدقائه أو ربطاً بملف رئاسة الجمهورية التي يبدو أن الفراغ فيها سيكون طويلاً، بل إن مقاربته للتمديد أو التعيينات ستكون متصلة بمصلحة المؤسسة العسكرية وما تتطلبه الساحة الداخلية من تحصين في حال حصول أيّ تطور»، علماً أن «الخيارات الأخرى لا تزال قيد البحث ولا تزال مطروحة على الطاولة بقوة». وتقول مصادر مطلعة إن الأمور باتت أسهل بعدما أعلن حزب القوات موقفه المؤيد، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة ميثاقية بأن هناك فريقاً في البلد يفرض على المسيحيين تعييناً في الموقع الماروني الأول بعد الرئاسة. كما أن فكرة التمديد من داخل مجلس النواب صارت الخيار الأسهل، إذ إن خروج القرار من الحكومة دونه عقبات كثيرة، أبرزها يتعلق بموقع وزير الدفاع موريس سليم، الذي يعترض على استكمال التعيينات، إضافة إلى رغبة باسيل في تعيين قائد جديد للجيش واستكمال التعيينات العسكرية إنما وفق صيغة الإجماع، أي أن يتخذ القرار بتصويت كل الوزراء وليس بالغالبية، لتكريس هذا المبدأ لاحقاً وانسحابه على كل القرارات، وهو ما لن توافق عليه القوى الحكومية الأخرى، إلا إذا جرى الاتفاق على تسوية تشمل التعيينات كافة ولا سيّما تعيين قائد جديد للجيش.

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان

فرانس برس.. تصاعد التوترات على الحدود بين جنوب لبنان وإسرائيل..

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه شن غارات جوية ضد منشآت ومواقع في جنوب لبنان تابعة لحزب الله المدعوم من إيران. وقال الجيش في منشور على منصة أكس، تويتر سابقاً، إن "طائرات مقاتلة هاجمت قبل قليل بنى تحتية لمنظمة حزب الله الإرهابية على الأراضي اللبنانية". وأضاف أنه "من بين البنى التحتية التي تمت مهاجمتها، تم تدمير أسلحة ومواقع وأماكن يستخدمها التنظيم". ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ ثلاثة أسابيع تبادلا للقصف بين حزب الله وإسرائيل على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الاثنين، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أنه يعمل على "تجنيب لبنان دخول الحرب". وتشهد المنطقة الحدودية بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل تبادلا للقصف منذ أن شنت حركة حماس، في السابع من أكتوبر، هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ترد عليه مذاك بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر. وفي جنوب لبنان، تشارك مجموعات عدة، بينها فصائل فلسطينية، بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود، وإن بوتيرة أقل من حزب الله. ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف أطراف بلدات حدودية عدة وتحركات مقاتلي حزب الله، ما أسفر عن مقتل 62 شخصا، بينهم 47 مقاتلا من حزب الله وأربعة مدنيين ضمنهم مصور في وكالة "رويترز" للأنباء، وفق حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس". وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل أربعة أشخاص. ويثير التصعيد عبر الحدود خشية من تمدد الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى جنوب لبنان. وتحذر إسرائيل وقوى غربية حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، من مغبة فتح جبهة جديدة. وشنت حركة حماس، في السابع من أكتوبر، هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية. وترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف مدمر على قطاع غزة، يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وقُتل في هذا القصف على القطاع أكثر من 8300 شخص، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في غزة.

أولويات أوروبية وأميركية في انعكاسات الحرب على لبنان

الاخبار.. هيام القصيفي ... تختلف أولويات واشنطن والعواصم الغربية تجاه احتمالات دخول لبنان في الحرب. ثمّة انتظارات سياسية لحرب غزة تتعلق بموقع إسرائيل المستقبلي. لكنّ الحاجة اليوم الى استقرار لبنان تبدو واضحة لحسابات مختلفة... منذ اليوم الأول لحرب غزة، بدأت محاولات غربية جدية لتحييد لبنان عن مجريات الحدث العسكري. وكان المقصود ليس فقط إبعاد لبنان عن تكرار تجربة حرب تموز، وإنما عن دخوله في صلب معركة لن تقف حينها على حدوده فحسب. يمثل لبنان، بذلك، ساحة محورية إما تنتقل عبرها الحرب الى المنطقة، أو يتم حصرها في غزة. ورغم ما يحدث على الحدود الجنوبية منذ أسبوعين، لا يزال انطباع المتصلين بدوائر غربية أن ما يجري على مستوى عالٍ من الاتصالات والمفاوضات الدولية أكبر مما يصل الى مسامع المسؤولين اللبنانيين، ويهدف في شقّ منه الى «حماية» ما يجري في غزة من أي «تدخل خارجي». وحتى الآن، أصبح ذلك قائماً في يوميات الحرب الدائرة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، من دون أن تتوسع لائحة المشاركين الفعليين في الحرب على مستوى عالٍ، وعزل أي تدخل خارجي يهدف بحسب هؤلاء الى ترك مجريات المعركة العسكرية تأخذ مداها، لاستكشاف ما قد ينجم عنها من تداعيات سياسية يُبنى عليها. القراءة الأولى التي يتحدث عنها الموفدون الغربيون تشير الى مستويَين من المعركة: آنيّ ومستقبلي. ولا يمكن التعويل على مفاوضات الهدنة الإنسانية الآنية لرسم خريطة مستقبلية، ولا سيما من وجهة نظر إسرائيلية باتت تتحدث عن صراع طويل الأمد وتخطّي كل الأفكار التي كانت مطروحة في مؤتمرات دولية أو مبادرات سلام، وعلى رأسها حلّ الدولتين. وفق ذلك، يصبح مضموناً في الكلام الغربي تأكيد الذهاب الى مرحلة مختلفة بحيثياتها جذرياً عن المرحلة الماضية، لجهة نوعية الصراع الذي عاد الى منطقة الشرق الأوسط على أساس القضية الفلسطينية بعد سنوات طويلة من تقدم قضايا إقليمية ودولية أخرى في المشهد السياسي الدولي. والعودة أصبحت محفوفة أكثر بمخاطر تتعلق بموقف إسرائيل من الفلسطينيين والدول العربية، استناداً الى عملية 7 تشرين الأول، وما تركته من آثار على فكرة وجود دولة إسرائيل. وهذا الأمر هو الذي يشكّل لبنة مفاوضات الدول الغربية في العمل على ضبط الصراع العسكري في إطاره الحالي، قبل الذهاب الى مفاوضات أوسع مدى، من المبكر جداً الكلام عنها أو التكهّن بما يطرح فيها وفقاً لنتائج المعركة. لذا، بدل الكلام عن مفاوضات تتعلّق بأفق الصراع الإسرائيلي العربي - الفلسطيني، يتقدم الكلام عن حشود عسكرية لمعظم الأطراف الغربيين في المنطقة، توازياً مع مفاوضات التهدئة المرحلية، استعداداً لأيّ تدهور يتمدد في لحظة اصطدام بين معسكرين الى الساحات الأخرى، ومنها لبنان.

حين تنتهي «المنازلة بحدودها المعروفة حتى الآن»، يصبح لبنان من ضمن الملفات العالقة التي تحتاج إلى حل شامل

لا تتعلق مقاربة الوضع اللبناني فقط بقرار الحرب والسلم. ثمّة غياب للإمرة السياسية، بما يتخطى وجود حكومة تصريف الأعمال، لأن استحقاقاً مصيرياً كالذي يواجهه لبنان يحتاج الى إدارة أزمة حقيقية، غير متوافرة. فهل من السهل، مثلاً، بحث هؤلاء الموفدين مع قائد للجيش وضع الحرب وآفاقها، فيما هو على طاولة تجاذب السياسيين قبل انتهاء ولايته بشهرين يمكن أن تتوسع الحرب خلالهما. وهل يمكن الركون فعلياً الى أجوبة واضحة وملزمة، فيما الهيكلية السياسية مضعضعة، وتختلف مقاربتها حتى على مستويات الصف الأول؟

المفارقة الثانية في اختلاف أولويات الموفدين الغربيين تحت خانة تحييد لبنان: تريد الولايات المتحدة وأوروبا الاستقرار، وهناك سعي جدّي مع الجهات الفاعلة لمنع إحداث توتر داخلي على تماسّ مع مجريات غزة. تختلف التحذيرات الغربية لمواطنيها، وهو شأن داخلي كما هو نوع من الضغط المعنوي، عن التعامل مع لبنان كساحة محتملة للحرب، إذ يستمر الضغط لانتظار تحوّلات الحرب، وحين تنتهي «المنازلة بحدودها المعروفة حتى الآن»، يصبح لبنان من ضمن الملفات العالقة التي تحتاج الى حل شامل. وأي مسّ داخلي بالأوضاع لا يؤتي ثماره، ويزيد من الأعباء التي لا ضرورة لها. ولأميركا منذ بداية الحرب نظرة أخرى، لا تتعلق بمصالحها المباشرة، أو وجودها العسكري الذي رفعت من شأنه على مستوى المنطقة. ما يعني واشنطن اليوم، وهي تقف الى جانب إسرائيل، ألّا يتحوّل لبنان إلى مشكلة إضافية، هي في غنى عن التعاطي معها. لذلك تحرص على إيصال رسائل واضحة، وتبدو حتى الآن مرتاحة الى مستوى ما يجري في الجنوب من رسائل متبادلة محدودة. يمثل لبنان لواشنطن غير ما يمثله لدول أوروبية، لحاجة معروفة تتعلق بدور القوات الدولية العاملة في الجنوب. ومن الصعب تجاوز كل ما أحاط أممياً وأوروبياً بدور القوة الدولية في السنتين الأخيرتين. من هذه الزاوية، يصبح لكلام وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس وزيارة نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو لبيروت مغزى مختلف عن حاجة لبنان الى الاستقرار. فباريس تهدف من زيارة وزير دفاعها إلى البحث جدياً في كل ما يمسّ عمل القوة الدولية، ليس فقط لجهة حماية الحدود، البحرية (ألمانيا) والبرية (فرنسا) بالمعنى التقليدي، بل وجودها كقوة دولية وسلامة أفرادها، فلا تتحوّل إلى خاصرة رخوة لأوروربا، علماً أن لفرنسا وألمانيا موقفاً حالياً غير منسجم إجمالاً مع سياسة البلدين المعهودة في ما يتعلق بالوضع في المنطقة. للمرة الأولى، تقف ألمانيا بهذا الشكل وراء الموقف الأميركي، الى جانب إسرائيل، وتقف فرنسا موقفاً مرتبكاً، وتخطو خطوات متعثّرة، كما هي عادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ تولّيه منصبه، رغم ما يمكن أن يرتدّ على باريس من إدارته للأزمة الحالية. لكنّ كليهما ينظران من ضمن موقف أوروبي - بريطاني نظرة موحّدة الى حرب غزة. أما لبنانياً، فيتعاطيان مع إيطاليا على قاعدة حماية جنودهما في الجنوب، من دون أن يحصرا تدخّلهما بهذا الملف، ولا سيما باريس التي تسعى الى ترويج سياستها الديبلوماسية بعدم استثناء أحد من اللاعبين الكبار. وذلك من ضمن استراتيجية وقف حرب غزة وطرح حلول طويلة الأمد، يستفيد منها لبنان، وتستفيد منها أوروبا التي لا تريد دولها توسّع الصراع، ونقله بوجوه مختلفة الى بلادها. وهذه أولوية لا أحد أوروبيّاً يستخفّ بها.

«حزب الله» يرعب الإسرائيليين..ماذا لو كرر ما فعلته «حماس»؟

تل أبيب: «الشرق الأوسط» و«الشرق الأوسط»... في كيبوتس دفنة الواقع على مسافة كيلومترين من الحدود مع لبنان في شمال إسرائيل، يعيش سكان بهاجس أن تشتعل عندهم جبهة جديدة بعد الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفق تقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية. وأُخليت منطقة دفنة الزراعية، وأُجْلِيَ جميع سكانها البالغ عددهم 1050 شخصاً تقريباً إلى فنادق بالقرب من بحيرة طبريا. وبقي نحو 15 رجلاً فقط يتولون حراسة المكان، إذ يخشى السكان أن يتعرّضوا لهجوم يشنه «حزب الله» اللبناني على غرار هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وتؤدي طريق ضيقة وغير مؤهلة يسميها الإسرائيليون «الطريق الشمالية القديمة» إلى الكيبوتس، وهي خالية تماماً، ويمكن منها رؤية مواقع لـ«حزب الله» بوضوح على الجانب الآخر من الحدود. وقال إيريك يعقوبي (46 عاماً) الذي بقي في القرية: «خشي الناس العودة إلى هنا بسبب إمكانية أن يكرر (حزب الله) ما فعلته (حماس)» على الحدود مع قطاع غزة. ويأتي مزارعون مرتين يومياً لحلب الأبقار التي كانت تُحلب 3 مرات يومياً قبل الحرب. وأضاف يعقوبي: «إن لم نفعل ذلك فستموت الأبقار». وشنّت حركة «حماس» في السابع من أكتوبر هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل مع قطاع غزة، وهاجمت بلدات حدودية وتجمّعات سكنية. ويقوم الجيش الإسرائيلي مذّاك بقصف مكثّف على قطاع غزة المحاصر. وأسفر القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، عن مقتل أكثر من 8500 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 3400 طفل. وبدت الممرات في كيبوتس دفنة خالية باستثناء عدد من الجنود. وتشير علامات كثيرة هناك إلى مغادرة السكان بسرعة؛ إذ تركوا وراءهم ألعاباً للأطفال في الحدائق، ودراجات هوائية أوقفت على عجل قرب جدران المنازل، وغسيلاً على حبال خارج البيوت، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

«لا أنام»

يعود بعض السكان أحياناً مدة وجيزة لري حديقة أو جمع بعض الأمتعة قبل أن يغادروا مجدداً. وتعبر الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي مديرة مركز «ألما» للأبحاث في شمال الجليل، عن قلقها على سلامة عائلتها. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أعد أنام. أفكر باستمرار بسياج المنزل الذي يجب أن أعززه. نعلم أن (حزب الله) يخطط للقيام بما فعلته (حماس) بالضبط». وعرضت زيهافي المتخصّصة بشؤون المنطقة مقطعاً قصيراً مصوراً لـ«حزب الله» يعود تاريخه إلى عام 2014، ويعرض فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله مخططاً يرمي إلى «السيطرة على الجليل»، متحدثاً عن نقاط استراتيجية في البلاد، ومصانع، ومصاف، وطرق سريعة، ومراكز تسوق، ومطارات، وقواعد عسكرية، ولكن أيضاً بلدات وكيبوتسات. وتحدثت عن نقاط تشابه بين هذا المقطع وهجوم «حماس»، وقالت: «إطلاق كميات هائلة من الصواريخ على شمال إسرائيل، وتقدّم قوات (كوماندوز) تابعة لـ(حزب الله) لتعبر الحدود الشمالية، وتتوغل عبر طرق إلى داخل البلاد بدعم من مسيّرات وزوارق سريعة». ورأت أن نصر الله «يريد من رجاله أن يدخلوا البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان». ودفعت إمكانية دخول «حزب الله» الحرب السلطات إلى إجلاء 22 ألف شخص من سكان مدينة كريات شمونة المجاورة، وكذلك إجلاء سكان كل الكيبوتسات على طول الحدود، وبعضها أصبح خالياً اليوم، مثل حنيتا ودفنة اللذين أُنشئا في أواخر ثلاثينات القرن الماضي.

«مستعدون»

وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه: «نحن ننتشر هنا للدفاع عن حدودنا الشمالية ضد هجمات (حزب الله). نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم. و(حزب الله) يشن هجمات كل يوم». لكن الضابط السابق في المخابرات العسكرية والمتخصص في شؤون إيران آفي ميلاميد رأى أن تحرّك «حزب الله» ليس مؤكداً. وأوضح أنّ «الإيرانيين الذين يحرّكون (حزب الله) يواجهون معضلة: إما ألا يفعلون شيئاً ويطيلوا أمد الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وإما أن يتصرفوا ويخاطروا بأن يفقد كل من (حماس) و(حزب الله) قدرته على التحرك بعد رد إسرائيلي». وأضاف: «لهذا السبب، في هذه المرحلة، يشنون فقط هجمات محدودة لتجنب التصعيد».

نصر الله يسعى للتوفيق بين طمأنة اللبنانيين وإقلاق حلفاء إسرائيل

يقف أمام خيارات صعبة أولها الدعوة لتفادي الحرب

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... يقف جمهور «حزب الله» على بُعد يومين من الإطلالة الموعودة لأمينه العام حسن نصر الله، نهار الجمعة، في ظل تصاعد وتيرة الحرب المفتوحة بين «حماس» وإسرائيل التي باشرت غزوها البري لقطاع غزة، واحتدام المواجهة العسكرية على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع جنوب لبنان، والتي لا تزال تحت السيطرة، وإن كانت شكّلت خرقاً محدوداً لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب يوليو (تموز) 2006. فإطلالة نصر الله هذه المرة على جمهوره غير الإطلالات السابقة؛ لأن الأنظار مشدودة إلى ما سيقوله في ضوء ارتفاع الدعوات للحزب لعدم الانجرار إلى التأزّم العسكري المسيطر على قطاع غزة، وضرورة تحييد الجبهة الشمالية، وقد ترافقت مع تحذير حمَلته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارتها لبيروت، بقولها أمام من التقتهم، بدءاً برئيسَي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بأنه لن تكون هناك مناطق آمنة في لبنان في حال انخراط «حزب الله» في الحرب. وكان «حزب الله» قد أُنذر بمضامين رسالة كولونا إلى لبنان بالواسطة، وبالنيابة عن الولايات المتحدة، كما يقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط» بأن واشنطن أوكلت إلى باريس تمرير الرسالة إلى الداخل اللبناني، وأيضاً إلى إيران. وهذا ما دفع ميقاتي إلى التحرك باتجاه الدول، أكانت غربية أو عربية لتوفير الحماية للبنان، تحت عنوان أن قرار الحرب بيد إسرائيل. وعلى الرغم من أن التهديدات الإسرائيلية والغربية للبنان بعدم توسيع رقعة الاشتباكات في الجنوب أخذت تتراجع؛ لكنها ما زالت قائمة، ويبقى على نصر الله أن يُطمئن اللبنانيين بعدم استدراج لبنان إلى الحرب. وبكلام آخر، فإن احتمال انتقال الحرب من غزة إلى جنوب لبنان لم يُلغ كلياً، وإن استبعادها نهائياً يتوقف على القرار الذي يتخذه «حزب الله» في تقويمه لمجريات الحرب في غزة، ليكون في وسع القوى السياسية أن تبني على الشيء مقتضاه؛ خصوصاً أن احتمالات المواجهة لم تُسحب نهائياً من التداول، وهي تراهن حالياً على واقعية ومرونة الحزب لإسقاط كل الذرائع من يد إسرائيل. لذلك، فإن نصر الله وإن كان يستمد موقفه من مجريات الحرب الدائرة في غزة بين «حماس» وأخواتها في محور الممانعة، وبين إسرائيل، فإن طمأنة اللبنانيين باتت أكثر من ضرورة، مع ارتفاع موجة النزوح من الجنوب. ولم يكن أمام نصر الله خيار إلا تحديد موقف الحزب؛ لأنه مضطر للخروج عن صمته، كون أن الصورة التي جمعته بأمين عام حركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» صالح العاروري، كانت مطلوبة لتبديد الأجواء غير الإيجابية الناجمة عن قول رئيس حركة «حماس» في الخارج خالد مشعل بأن تدخّل الحزب غير كافٍ. فنصر الله سيحضر شخصياً لمخاطبة جمهوره ومحازبيه؛ لأن أحداً من قياداته ومسؤوليه لا يستطيع أن يملأ الفراغ لو طال غيابه؛ لأن جمهوره لا يتفاعل سياسياً كما يجب ما لم يطلّ عليه مباشرة بالصوت والصورة. ويبقى السؤال: كيف يمكن لنصر الله أن يوفّق بين طمأنة اللبنانيين بأن لبنان لن يُستدرج إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وبين الإبقاء على الأخيرة ومعها الولايات المتحدة والعدد الأكبر من الدول الأوروبية في دائرة القلق، بإحجامه عن تحديد موقفه في حال أن تل أبيب واصلت اجتياحها البري لقطاع غزة؟...

فهل يبادر نصر الله إلى طمأنة اللبنانيين بأن المواجهة مع إسرائيل ستبقى مضبوطة، وأن الوضع الميداني لا يمكن أن يتدحرج نحو إلحاق لبنان بالحرب الدائرة في غزة؟ أم أنه يتمهّل في التجاوب مع النصائح التي أُسديت له، انسجاماً مع دعواته في السابق وفي أكثر من مناسبة لتوحيد الساحات؟ خصوصاً أنه لا يمكنه الاستهانة بحجم المعارضة في الداخل ومطالبتها بتفادي الحرب، كون أن لبنان أصبح مكشوفاً، ويفتقد أصدقاء يؤمِّنون له شبكة الأمان، بخلاف ما كان عليه طوال فترة «حرب تموز» يوليو 2006، عندما لقي احتضانا عربياً ودولياً، تجلى في توفير الدعم المالي والسياسي لإعادة بناء ما دمّرته هذه الحرب؟ ..... وما يعزّز السؤال عن الموقف الذي سيطل به نصر الله على جمهوره، وجود تقدير لدى خصوم الحزب في الداخل بأن الموقف الإيراني لا يزال ملتبساً، ويتراوح بين تلويح وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بتمدّد النزاع إلى مناطق أخرى خارج غزة، وبين إبداء استعداده للقيام بدور الوسيط للإفراج عن المحتجزين لدى «حماس». فطهران تبقى الأقدر على التواصل مع حلفائها في محور الممانعة، ولن تتسرّع في حرق أوراقها التي تتمتع بها في الشرق الأوسط، وهذا ما يدعوها لعدم التفريط بها في غير محلها، وبالتالي لن يخطو «حزب الله» خطوة إلا بالتنسيق والتفاهم معها، إنما على قاعدة أن لبنان بإمكاناته الراهنة -كما تقول المصادر السياسية لـ«الشرق الأوسط»- لا يحتمل الدخول في مواجهة غير محسوبة، ولا تأخذ بجنوح السواد الأعظم من اللبنانيين نحو التهدئة، وعدم جرّ الجنوب إلى حرب تطيح بقواعد الاشتباك. وتبقى الإشارة إلى أن اللبنانيين ينتظرون من نصر الله أن يدعوهم للاطمئنان والصمود في آن معاً. فهل يتناغم ورغبتهم لقطع الطريق على اتساع الهوّة بين اللبنانيين الذين لا يريدون الحرب التي تأخذ البلد إلى مزيد من الانقسام؟ وماذا سيقول في هجومه غير المسبوق؛ ليس على إسرائيل والولايات المتحدة فحسب، وإنما على عدد من الدول التي توافد قادتها إلى تل أبيب للوقوف إلى جانب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو في اجتياحه لغزة لاسترداد هيبته. وستكون لباريس الحصة الكبرى بانتقاده لمواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى تشكيل تحالف دولي ضد «حماس» على غرار التحالف في تصدّيه لـ«داعش»؛ لكن على قاعدة الاحتفاظ لنفسه بكلمة السر، ما دامت الحرب على غزة لن تتوقف.

المقاومة تكثّف العمليات جنوباً

الأخبار .. كثّف حزب الله عملياته أمس ضد المواقع الإسرائيلية بالصواريخ الموجّهة، ونوّع من عمليات الاستهداف عبر زيادة رصد جيش العدو ونصب الكمائن لعناصره محقّقاً إصابات مؤكّدة في صفوفهم، بحسب بيانات الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية. وفي عمل نوعي، وبعد ‏رصد دقيق لقوات الاحتلال الإسرائيلي ‏على الحدود، اكتشف مقاتلو الحزب كميناً لقوة إسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في ‏محيط موقع العاصي، فـ«قامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور ‏باستهدافها بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها ‏وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح». ‏‏ وبالأسلوب نفسه، استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية قرب موقع الجرداح بالقذائف المدفعية ‏و«أوقعت فيها إصابات مؤكّدة».‏ كما استهدفت موقع المرج بالأسلحة المناسبة و«حقّقت ‏إصابات مباشرة في تجهيزاته».‏ لاحقاً، استهدف المقاومون دبابة ميركافا بالصواريخ الموجّهة لدى ‏تحركها في محيط ثكنة برانيت «ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل ‏وجريح».‏ ونشر الإعلام الحربي في حزب الله حصيلة الهجمات عبر الحدود منذ الثامن من تشرين الأول، أظهرت تنفيذ 105 هجمات طاولت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً، وأسفرت عن مقتل وجرح 120 جندياً إسرائيلياً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مُسيّرة واحدة.

اندلاع حرائق غابات في جنوب لبنان والدفاع المدني يقول إنها بسبب القصف الإسرائيلي

رويترز.. يكافح رجال الإطفاء في لبنان الثلاثاء حرائق غابات قال الدفاع المدني إنها اندلعت بسبب قصف إسرائيلي، وأمكن رؤية ألسنة اللهب على بعد عدة كيلومترات مع حلول الظلام. وقال عبد الله موسوي رئيس المركز الإقليمي للدفاع المدني اللبناني في مدينة صور لرويترز إن الحرائق اندلعت في نحو الساعة 1700 بتوقيت غرينتش ونجمت عن إطلاق قذائف إسرائيلية تحتوي على الفوسفور الأبيض عبر الحدود. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق. وتصاعدت الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في الأسابيع القليلة الماضية منذ دخول إسرائيل في حرب ضد حركة (حماس)، حليفة حزب الله. وقال شاهد من رويترز إن النيران القريبة من قرية لبونة الحدودية اللبنانية يمكن رؤيتها من مدينة صور الساحلية على بعد نحو 25 كيلومترا شمالا. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من سبب الحرائق. وقال موسوي "إننا نواجه قصفا بالفوسفور، وهذه العناصر تتفاعل مع الأكسجين، وتسقط مسببة الكثير من الشظايا". وقال موسوي نقلا عن الأطباء والجيش إن "حوالي 90 بالمئة من القذائف عبارة عن قنابل فوسفورية"، مضيفا أن الحرائق التي تسببها هذه القذائف لها لون مميز. ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع إصابات جراء الحرائق. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام نقلا عن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب قوله إنه أوعز إلى "بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان وقيامها عمدا بحرق الأحراج والغابات اللبنانية". وبشكل منفصل، اتهمت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان الثلاثاء الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض في عمليات عسكرية على طول الحدود الجنوبية للبنان في الفترة من العاشر إلى 16 أكتوبر. وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية في بيان "استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض بشكل لا يميز بين المدنيين والعسكريين هو فعل مروع وينتهك القانون الدولي الإنساني". وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش الإسرائيلي إن الاتهام الذي وجهته منظمة هيومن رايتس ووتش باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في غزة "كاذب بشكل لا لبس فيه". ونظرا لأن الفوسفور الأبيض له استخدامات مسموح بها قانونا فهو غير محظور كسلاح كيماوي بموجب الاتفاقيات الدولية لكنه يمكن أن يسبب حروقا خطيرة ويشعل الحرائق. ويعتبر الفوسفور الأبيض سلاحا حارقا بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام أسلحة تقليدية معينة. ويحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، لكن إسرائيل لم توقع عليه وغير ملزمة به.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..«حرب غزة» تهدد الاقتصاد العالمي الهش.. آخر رحلة مستأجرة لإجلاء الأميركيين من إسرائيل تنطلق غداً..الصين تؤكد رغبتها في تطوير العلاقات العسكرية مع أميركا..شرخ جمهوري يعرقل إقرار المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل..هجوم مطار داغستان ودعوات زعماء المسلمين الروس للتحرك أقلقا الكرملين..كييف تعلن استهداف منظومة للدفاع الجوي الروسي في القرم..تحقيق جديد عن تورط جواسيس بريطانيين في تعذيب معتقلي غوانتانامو..اللاجئون الأفغان يتدفقون إلى خارج باكستان وسط توتر مع حكومة «طالبان»..

التالي

أخبار فلسطين والحرب على غزة..الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة في جباليا..والحوثيون يدخلون الحرب..نصرالله وقآني يؤيدان التصعيد وفق مبدأ «الحرب الكبرى أو السلام الشامل»..فلسطين تتوقّع من قمة الرياض الطارئة رسالة سياسية واقتصادية للمجتمع الدولي..غانتس: في هذه الحرب لا توجد ساعة ديبلوماسية تدق..منظمة الصحة العالمية تُحذّر من «كارثة وشيكة بالصحة العامة»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,550,841

عدد الزوار: 6,995,608

المتواجدون الآن: 72