أخبار لبنان..معادلة أمن القرى الحدوديَّة مقابل شريط المستوطنات ترسم مسار المواجهة في رمضان!..تمسُّك أميركي باستمرار مساعي التهدئة..ولقاء مصارحة بين بري و«الاعتدال» اليوم..إستعداد خليجي لتمويل تطويع 7 آلاف جندي وبناء الأبراج..إسرائيل تدرس "جدولاً زمنياً" للحرب..جبهة جنوب لبنان مفتوحة على كل الاحتمالات..والعين على هدنة غزة..خلاف مستجد حول الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس..وزير الأشغال اللبناني يعلن تضرر 9 آلاف وحدة سكنية بسبب القصف الإسرائيلي..أكثر من 63 في المائة من قتلى «حزب الله» تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاماً..

تاريخ الإضافة السبت 9 آذار 2024 - 2:35 ص    القسم محلية

        


معادلة أمن القرى الحدوديَّة مقابل شريط المستوطنات ترسم مسار المواجهة في رمضان!..

تمسُّك أميركي باستمرار مساعي التهدئة..ولقاء مصارحة بين بري و«الاعتدال» اليوم..

اللواء..تلاشت «فقاقيع التوترات الداخلية» التي حصلت الـ48 ساعة الماضية محلياً، وبدا أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث دعت دار الفتوى لالتماس هلال رمضان غروب غد، مع الترجيح القوي ان يكون الاثنين 11 آذار اول ايام الشهر الفضيل، فإن المشهد سيشهد مزيداً من الاسترخاء ما خلا الاطلالات التعبوية المتعلقة بالمواجهات الجارية في غزة الى جنوب لبنان، واولها اطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاربعاء المقبل في اولى الامسيات الرمضانية. وفي هذا الاطار، ارتفعت المخاوف من تفلُّت الوضع في ضوء حالة انعدام الوزن في مستوطنات الشمالي الاسرائيلي، والارتباك الظاهر للعيان داخل «الكابينت» (مجلس الحرب)، واستطراداً حكومة بنيامين نتناهو. وحسب «يديعوت احرنوت»، فإن منطقة المستوطنات الشمالية تحولت الى شريط امني داخل اسرائيلي، وهي ما زالت شبه مهجورة، وسط عمليات حزب الله. وغداً، يجتمع رؤساء المجالس في المستوطنات للبحث في ما يتعين فعله، لجهة التحرك ضد حكومة نتنياهو، عبر تشكيل وفد يذهب الى القدس المحتلة، ويقتحم مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، من زاوية ان المستوطنات تعيش حرباً حقيقية. بالمقابل، يستمر حزب الله باعتبار ان الاستهدافات الاسرائيلية للمدنيين والآمنين في القرى الحدودية خط احمر، وانه ليس بوارد التغاضي عن الرد على الاعتداءات. وفيما تحدثت بعض المصادر اللبنانية عن ان الوسيط الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بصدد تجميد وساطته، بانتظار جلاء المشهد في حرب غزة، نُقل عن دبلوماسي اميركي مخضرم، عايش الوضع في لبنان والمنطقة (ديفيد هيل) دعوته لعدم التراجع الاميركي في مسألة القرار 1701، معتبرا ان المسؤولية هي على كاهل حزب الله الذي لم يلتزم بالقرار منذ وضعه عام 2006. واعتبرت مصادر قريبة من «مطبخ الاتصالات» غير مباشرة ان ثمة معادلة قائمة منذ بداية «حرب المساندة» في 8 ت1 «2023»، وهي تحييد المدنيين على جانبي الحدود: القرى الحدودية اللبنانية ومستعمرات الشمال الاسرائيلي، اطاحت بها اسرائيل، وان المساعي بموازاة ما يحدث على جبهة غزة إحياء هذه المعادلة، ريثما يتوضح مسار مفاوضات وقف النار في القطاع. ولم تستبعد المصادر التبريد في ما خص المدنيين خلال شهر رمضان المبارك، ما لم يتفلَّت الوضع الاقليمي ككل، في ضوء ممارسات المستوطنين في المسجد الاقصى. بالقابل، كشفت القناة 13 الاسرائيلية ان جيش الاحتلال «يقوم بصياغة خطة للدخول البري الى لبنان»، واشارت الى انه تم تكليف العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة، علما أن تمير هو من صاغ خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إذ طُلب منه «استخلاص الدروس من القتال في القطاع».

«الإعتدال» اليوم في عين التينة

وعلى صعيد المسار الرئاسي المتجمد، يلتقي اليوم الرئيس نبيه بري مع وفد تكتل «الإعتدال الوطني؛ الذي بعث حرارة من نوع ما في الملف المتعلق بالتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وحسب ما رآه السفير المصري علاء موسى، عضو لجنة السفراء الخماسية، والذي التقى النائب جبران باسيل ان تركيبة لبنان قائمة على التوافق، لذا لا يمكن ان يؤتى برئيس يكسر فريقا من الفرقاء الآخرين، معتبرا ان التوافق امر لا بد منه والخماسية لا تدعم مرشحا على حساب مرشح آخر.

البلديات بين بري ومولوي

وحضرت الانتخابات البلدية والاختيارية في ايار بين الرئيس بري ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، لجهة ما يجري الحديث عنه من مشروع قرار لتمديد العمل بالمجالس القائمة نظرا لعدم امكانية حصول الانتخابات، في ضوء ما يجري، في الجنوب، ولعدم الاستعداد اللوجستي في الداخلية.

منصوري في عين التينة

واستقبل الرئيس بري حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، وعرض معه الوضع المالي، وما لمسه في زياراته للخارج لجهة الأداء النقدي والمصرفي في البلاد. يشار الى ان عشرات المودعين اعتصموا امام مصرف لبنان، مطالبين باسترداد اموالهم، وسط صيحات الغضب، واطلاق الاسهم النارية، تعبيراً عن سخطهم واشعلوا الاطارات امام المصرف. وقطعت القوى الأمنية السير عند الطريق المؤدي الى مصرف لبنان وحولت السير باتجاه نزلة كليمنصو، وسجلت زحمة سير كثيفة في المكان بسبب قطع المعتصمين للطريق امام المصرف. وفي الاطار المالي، وقَّع الخليل قراراً يرمي الى اعطاء التعويض المؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، استنادا الى ما نص عليه المرسوم 13020، على ان تصرف الفروقات عن شهرين في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، وتحديدا اعتبارا من 22 آذار 2024. كما أعان خليل أن المالية أنهت إجراءات التحضير لطبع ثلاثين مليون طابع من فئات العشرين والمئة والمئتي والأربعمئة ألف ليرة لبنانية، مشيراً إلى أن الوزارة ستطرح في الأسواق الأسبوع المقبل عشرة ملايين طابع من فئة الخمسة آلاف ليرة». ولفت إلى أن «الوزارة كانت بدأت تركيب آلات وسم الطابع المالي في عدد من المراكز الرسمية، لا سيما في محتسبيات مديرية المالية العامة، على أن تشمل مراكز أوسع انتشاراً تباعاً». وانتقد النائب فريد هيكل الخازن الوزير مولوي مع تكليف الادارة العسكرية تسيير عمل النافعة في كسروان، مطالبا باتخاذ الاجراءات لإعادتها إلى الادارة المدنية.

الوضع الميداني

وفي اليوم الـ152 للحرب الدائرة، على سبيل الاسناد في الجنوب، استهدف العدو مساء امس وادي الجميل الواقع بين ميس الجبل وحولا بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت اطراف عيترون للقصف المشابه. كما أغارت الطائرات المعادية على اطراف بلدة عيتا الشعب. وحلق طيران العدو فوق حاصبيا ومزارع شبعا الى المنحدرات الغربية لجبل الشيخ، في البقاع الشرقي، مع الاشارة الى ان الطيران المعادي حلق فوق بيروت، وتعرضت مسيّرة تابعة له لاطلاق النار في منطقة صيدا. واطلقت صفارات الانذار في بلدة شلومي، في الجليل الغربي، بعد استهداف صاروخي لأهداف اسرائيلية هناك. واستهدف حزب الله انتشارا لجنود الاحتلال في محيط موقع الراهب بقذائف مدفعية.

290 شهيداً

وحسب الاحصاءات (الدولية للمعلومات) فإن حصيلة شهداء حزب الله بلغت 290 شهيداً بينهم 228 شهيداً لحزب الله سقطوا على طريق القدس كما «زفهم» حزب الله. ويتوزع هؤلاء الشهداء على 119 قرية وبلدة ومدينة كما في الجدول التالي، حيث أن العدد الأكبر من الشهداء كان في كل من بلدة عيتا الشعب وكفركلا وبلغ 9 شهداء في كل منها ومن ثم مركبا وعيترون 7 في كل منها، و6 في كل من خربة سلم والطيبة. ونعى حزب الله امس ثلاثة شهداء جدد.

إستعداد خليجي لتمويل تطويع 7 آلاف جندي وبناء الأبراج

"الإعتدال" في عين التينة اليوم: بري. بري. لماذا تركتني؟.. إسرائيل تدرس "جدولاً زمنياً" للحرب

نداء الوطن..وسط ارتفاع منسوب الحل العسكري مجدداً على الحدود الجنوبية، تراجع منسوب الرهان على حل نيابي يُخرج الاستحقاق الرئاسي من عنق زجاجة التعطيل. وآخر الشواهد ما يرافق مسعى تكتل «الاعتدال» النيابي. فبعدما انطلق هذا المسعى بقوة من عين التينة خلال الأسبوعين الماضيين، يعود اليوم الى مقر الرئاسة الثانية وهو منهك من اعتراض الثنائي الشيعي عليه. وفي معلومات لـ»نداء الوطن» من أوساط نيابية مواكبة، أنّ العطب الذي أصاب مبادرة «الاعتدال» جاء نتيجة «سوء تفاهم» بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وبين «حزب الله». وأوضحت أنّ بري لم يقرأ جيداً الإشارات التي التقطها من «الحزب» في شأن الاستحقاق، ما جعله يعتقد أنّ هناك «ضوءاً أخضر» من الضاحية للسير قدماً نحو إجراء الانتخابات الرئاسية، لكن سرعان ما تبيّن أنّ «حزب الله» ليس جاهزاً بعد لإتمام هذه الانتخابات. وهذا ما يفسر سرعة تحرك عين التينة الى فرملة تأييدها «الاعتدال». وذكرت معلومات أمس أنّ الرئيس بري عندما يلتقي وفد «الاعتدال» اليوم، سيدلي بملاحظات على مبادرة التكتل، خصوصاً ما يتعلق بـ»الدعوة إلى التشاور من دون رئيس المجلس، وكذلك الدعوة إلى جلسات مفتوحة بعد الحوار». وفي المقابل، سيبدي الوفد النيابي رأيه عارضاً حصيلة اتصالاته. ورجّحت المعلومات أنّ الوفد سيقول لبري إنّ اتصاله بـ»الحزب» كان بتشجيع من بري نفسه، ولكن «الحزب» لم يكن في وضع ملاقاة المبادرة. وفي تقدير الأوساط النيابية، وانطلاقاً من شهر الصوم المسيحي الموصول الى أسبوع الآلام، سيكون لسان حال كتلة «الاعتدال» في لقاء عين التينة اليوم سؤال: «بري. بري. لماذا تركتني؟». ومن الآلام الرئاسية الى الآلام الجنوبية حيث ما زالت وتيرة التصعيد قائمة، فقد استهدفت إسرائيل بغارات وقصف مدفعي عدداً من الأهداف ردّ عليها «الحزب» بقصف مناطق مقابلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود. ونعى «الحزب» نتيجة هذه المواجهات ثلاثة من عناصره. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره أنّ غارته على مبنى عسكري في بلدة مجل زون الساحلية قرب الناقورة أسفرت عن «انفجارات ثانوية ما يشير إلى وجود أسلحة كانت مخزّنة في المبنى». وفي موازاة ذلك، كرّرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس قولها إنّ إسرائيل تعدّ خطة لعملية برية محتملة في لبنان. وأضافت أنّ الجيش كلّف العميد موشيه تمير إعداد خطط عدة محتملة. علماً أن تمير هو من وضع خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة. وألمح أحد المصادر الى أنّ البحث يدور في إسرائيل حول «جدول زمني» يتعلق بموعد العملية البريّة. وفي سياق متصل، أبلغت مصادر ديبلوماسية «نداء الوطن» أنّ دولة خليجية أعربت عن استعدادها لتمويل تطويع 7 آلاف جندي في الجيش اللبناني، وكذلك تمويل أبراج المراقبة على الحدود الجنوبية. وتأتي هذه المبادرة الخليجية في سياق التحضير لتطبيق القرار 1701 عندما تصل مبادرة الإدارة الأميركية الى خاتمتها المرجوة.

جبهة جنوب لبنان مفتوحة على كل الاحتمالات..والعين على هدنة غزة

مع تزايد القلق الداخلي أمنياً وسياسياً واقتصادياً

(الشرق الأوسط).. كارولين عاكوم.. بعد ستة أشهر على المواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل لا تزال جبهة جنوب لبنان مفتوحة على كل الاحتمالات مع تصاعد العمليات العسكرية ورفع سقف التهديدات من قِبل الطرفين. وبالتوازي، تتجه الأنظار إلى ما ستفضي إليه المفاوضات الجارية حول هدنة غزة كي يُبنى على الشيء مقتضاه، مع أنه ليس ثمة ضمانات بانسحاب التهدئة في غزة - إذا ما تحققت - إلى لبنان. والحال، أنه على الرغم ربط «حزب الله» التفاوض ووقف العمليات بوقف إطلاق النار في غزة، فإن إسرائيل لا تزال ترفض - عبر مواقف مسؤوليها - هذا الأمر، فارضة شروطاً لا يزال «حزب الله» ولبنان الرسمي يرفضانها؛ ما يعني بقاء احتمال توسّع الحرب موجوداً مع تفاوت في التقديرات. تحت شعار «مساندة غزة» أطلق «حزب الله» نيرانه الأولى من جبهة جنوب لبنان، يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 باتجاه إسرائيل، بعد إطلاق عملية «طوفان الأقصى». وحصل ذلك عبر تنفيذ مجموعات «الشهيد القائد الحاج عماد مغنية» هجوماً على ثلاثة مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، «على طريق تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية المحتلة وتضامناً مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني...»، بحسب ما أعلن في بيان له. يومذاك، أعلن «حزب الله» أنه على اتصال مباشر مع قيادة حركة «حماس» في الداخل والخارج. وقال مسؤول الإعلام في لجان المقاومة في فلسطين «أبو مجاهد» إن «مؤازرة (حزب الله) منسّقة مع المقاومة الفلسطينية ورسالة للعدو»، قبل أن يعود أمين عام الحزب حسن نصر الله لينفي علمه بالعملية، وينفي أيضاً مسؤولية إيران عنها، قائلاً: «عدم علم أحد بمعركة (طوفان الأقصى) يثبت أنها فلسطينية بالكامل». غير أن هذه المساندة تحوّلت مواجهات مفتوحة بين الحزب وإسرائيل، التي لم تكتفِ باستهداف مراكز عسكرية للحزب، بل اعتمدت سياسة الاغتيالات. ومن ثم، وسّعت نطاق القصف الجغرافي داخل العمق اللبناني كاسرة قواعد الاشتباك مرات عدة. وهي أيضاً اعتمدت توسيع إطار «حرب الاغتيالات» التي تجاوزت خطوط المناطق الحدودية والجنوبية، بحيث وصلت إلى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي الضاحية نفذت إسرائيل عملية اغتيال نائب رئيس حركة «حماس» صالح العاروري وستة آخرين بواسطة صواريخ موّجهة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية.

توسّع عمليات الاستهداف

وعادت آلة الحرب الإسرائيلية، لاحقاً، لتغتال عدداً من القياديين عبر استهدافهم في سياراتهم أو منازلهم. ولقد نفّذت إحدى العمليات في منطقة جدرا، التابعة لقضاء الشوف بجبل لبنان شمال شرقي مدينة صيدا، على الطريق التي تربط بيروت بالجنوب، على مسافة نحو 60 كيلومتراً عن الحدود، حيث استهدفت قيادياً في حركة «حماس». وأيضاً، قصفت بعلبك إلى الشمال من محافظة البقاع في أول عملية تستهدف العمق اللبناني بهذا الحجم منذ «حرب تموز/يوليو» 2006، بالإضافة إلى استهداف مدينة النبطية وبلدة كفررمّان، المجاورة لها، في عمليات وُصفت بالنوعية طالت مسؤولين في الحزب داخل شقق سكنية. لقد تركّز هذا القصف على بنى تحتية لـ«حزب الله» في محاولات يبدو أن الغاية منها لقطع خطوط الإمداد، ومنها مخازن أسلحة ومراكز عسكرية، وهو ما أعلنته مرات عدة إسرائيل. ولكن كذلك، طال القصف الكنائس والجوامع والمدارس والمراكز الصحية بما يخالف القوانين والأعراف الدولية.

... وأسلحة جديدة

عسكرياً، كشف «حزب الله» الذي نفّذ أكثر من ألف عملية خلال خمسة أشهر، من جهته، عن أسلحة جديدة للمرة الأولى، أبرزها صواريخ «بركان» ومنصة الصواريخ «ثأر الله» و«فيلق»، قبل أن يسجل تطوراً جديداً نهاية الشهر الماضي، تمثل في استخدامه منظومة دفاع جوّي متطوّرة أدت إلى إسقاط مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع «هرمس 450» بصاروخ أرض - جو فوق منطقة إقليم التفاح بشمال جنوب لبنان، وهذا بعدما سبق له أن أسقط مسيّرات صغيرة عبر استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية. وللعلم، المسيّرة «هرمس 450» هي الثالثة من حيث الحجم التي تمتلكها إسرائيل بعد «هرمس 900» (الثانية)، في حين تعد طائرة «إيتان» أو «هيرون تي» الأخطر والأكبر من حيث الحجم، وينفذ بواسطتها معظم عمليات الاغتيال الإسرائيلية في لبنان. وفي حينه، ردّت إسرائيل بقصف ما ادعت أنها مستودعات أسلحة في بعلبك.

استمرار التصعيد... مقدمة لحرب واسعة؟

التصعيد المستمر بين «حزب الله» وإسرائيل يضع المواجهات بينهما أمام كل الاحتمالات، لا سيما مع التهديدات المستمرة من قِبل إسرائيل. وهذا ما عبّر عنه أخيراً وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بعد لقائه قبل أيام المبعوث الأميركي آموس هوكستين؛ إذ قال: «التوتر المستمر مع (حزب الله) على الحدود اللبنانية يقرّب الوضع من التصعيد العسكري». ولكن في المقابل، يعتبر «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم «أنه بنسبة 90 في المائة لن تكون هناك حرب واسعة في لبنان»، وإن كان يؤكد في الوقت عينه استعداد الحزب لها «في ما لو حصلت غداً!»، ولقد جدّد قاسم أخيراً القول: «نحن في موقع دفاعي وليس في موقع هجومي... جبهة دفاعية ومحدودة ونقوم بالتضحيات من أجل عدم جر لبنان إلى حرب»، مجدداً القول: «موقفنا واضح... فما دامت الحرب موجودة على غزة فهذا يعني أن جبهة لبنان متأثرة بها، وعندما تتوقف في غزة تتوقف في لبنان». وبينما يرفض الجانب الإسرائيلي ربط أي هدنة قد تتحقق في غزة بوضع جبهة الجنوب، على عكس ما يعلنه «حزب الله»، أبدى مسؤولون أميركيون خشيتهم من تنفيذ إسرائيل توغّلاً برّياً في لبنان خلال أشهر. فقد نقلت شبكة الـ«سي إن إن» الأسبوع الماضي، عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن هناك قلقاً داخل الإدارة الأميركية من أن تكون إسرائيل تخطط لتوغّل برّي في لبنان يمكن حدوثه في غضون أشهر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في إبعاد جماعة «حزب الله» اللبنانية عن الحدود مع إسرائيل. مع هذا، ورغم إمكانية توسع الحرب، يستبعد اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، خلال حوار مع «الشرق الأوسط»، احتمال التوغّل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان لأسباب عدة. وهو يرى أنه، في حال حدث، سيكون مقتصراً على القرى الأمامية القريبة من الحدود بنحو 5 إلى 6 كيلومترات تحت دعم النيران المباشر للقوى المهاجمة، ولكن ليس أبعد من ذلك. شحيتلي وصف ما يحصل اليوم بالحرب التحضيرية، وأوضح «إسرائيل تريد الحرب على الجبهة الشمالية... إنما لم يتكوّن لديها الإمكانيات والمعطيات الكافية حتى الآن لخوضها، وهذا في وقت لم تتغير فيه المعادلة القتالية لدى (حزب الله) الذي خسر حتى الآن نحو 250 مقاتلاً في ما كان نصر الله أعلن أن لديه مئة ألف مقاتل». في الوقت عينه، يعتقد الدكتور سامي نادر، مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» بأن احتمالات استمرار الحرب لا تزال مرتفعة. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» أشار نادر إلى أن «إسرائيل ستتفرّغ أكثر للجبهة الشمالية في حال التوصل إلى هدنة في غزة». واعتبر أن الأمور «مرتبطة بموازين القوى التي لم تتبدَّل حتى الساعة، والتي لا تسمح بإقفال الجبهة وتطبيق القرار 1701، كما أن إسرائيل لم تحقق أهدافها لغاية الآن، إلا إذا حصلت عملية عسكرية مفاجئة وتغيّرت الموازين لصالح أحد الطرفين». ومن جهته، يتكلّم العميد المتقاعد خليل الحلو عن «حرب استنزاف يتعرّض لها (حزب الله) في الجنوب من قِبَل الإسرائيلي الذي يملك زمام المبادرة في الجنوب، ويقصف بشكل ممنهج وتدميري، وليس فقط رداً على الصواريخ التي يطلقها (حزب الله)». ثم يذكّر الحلو بالموقف الإسرائيلي الرافض ربط جبهتَي الجنوب وغزة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «مسار المفاوضات والتصعيد العسكري في غزة والتهديد بتنفيذ عملية في رفح لا يعكس أن هناك اتجاهاً للتهدئة». مفاوضات التهدئة...العين على هدنة غزةفي أي حال، منذ اليوم الأول لاشتعال جبهة جنوب لبنان بدأت تنشط الجهود السياسية على خط التهدئة والسعي لمنع توسّع الحرب التي قد تخلّف تداعيات كارثية على لبنان الذي يعاني أصلاً أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة. ولقد سجلت في هذا الإطار زيارات لوفود أجنبية ودبلوماسيين تحت العناوين نفسها، وتحوّل المسؤولون في لبنان إلى «سعاة بريد» بين هؤلاء و«حزب الله» الذي يملك القرار بشأن الحرب، وهو ما لاقى بدوره رفضاً من قبل بعض الأفرقاء. وبينما يؤكد المسؤولون اللبنانيون على ضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل جميع الأطراف ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، تطالب إسرائيل بإخلاء المنطقة الحدودية من مقاتلي «حزب الله» وتراجع مقاتليه إلى مسافات تتراوح بين 7 و10 كيلومترات، وهو ما رفضه «حزب الله» ولبنان. وفي سياق موازٍ، زار خلال الأشهر الخمسة المبعوث الأميركي آموس هوكستين بيروت ثلاث مرات كان آخرها بداية هذا الأسبوع، حين أطلق «رسالة تهديد» إلى المسؤولين اللبنانيين بأن «الهدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائياً إلى لبنان... والتصعيد أمر خطير ولا شيء اسمه حرب محدودة». وبعد مغادرة هوكستين بيروت، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن الأخير قدّم مقترحاً بالتهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهو ما يتولى درسه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، على أن تبدأ مباحثات غير مباشرة لوقف الأعمال القتالية على حدود لبنان مع إسرائيل خلال شهر رمضان المبارك الأسبوع المقبل، لكن نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم كان حاسماً في موقفه حول مساعي هوكستين بالقول: «لا أجوبة لدينا قبل وقف إطلاق النار في غزة... وهوكستين يستطيع أن يقول ما يشاء ولن نقبل بأن يفرض علينا الإسرائيلي شروطه». للعلم، طرح هوكستين، الذي لا يختلف كثيراً عما عُرف بـ«الورقة الفرنسية» للحل، يتضمن انتشار الجيش اللبناني في منطقة عمل قوات «اليونيفيل» وإخلاء المنطقة من المظاهر المسلحة والمراكز العسكرية، أي إبعاد عناصر «حزب الله» عن الحدود. ويتضح من كل الطروحات، أنها لا تشمل حسم الأمر بالنسبة إلى المناطق المحتلة من إسرائيل في جنوب لبنان، وبالذات القسم الشمالي من بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، بل التركيز على تكريس الهدوء على جبهتي الحدود.

رفض الانزلاق للحرب ... واستثمارها سياسياً

على صعيد آخر، منذ الأيام الأولى لبدء المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان ارتفعت أصوات معارضة رفضاً لزج لبنان بالحرب وتفرّد الحزب بقرار السلم والحرب. ثم تزايدت التحذيرات من «استثمار» الحرب في الداخل اللبناني للحصول على مكاسب سياسية في المرحلة المقبلة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والفراغ المستمر منذ سنة ونصف السنة والحكومة المقبلة واستحقاقات سياسية واقتصادية، وذلك في ظل تمسّك كل فريق بموقفه، ورفض «حزب الله» وحلفاؤه التخلي عن مرشحهم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. إذ قال رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع: «في المفاوضات الجارية بين محور الممانعة والموفدين الغربيين، وخاصة الأميركييّن، حول إعادة انتشار (حزب الله) في الجنوب وأمور أخرى، فإنّ محور الممانعة ينهي حديثه بالقول: هذه الأمور لكي تتمّ تحتاج إلى وضع داخلي يتّصل بملفّ رئاسة الجمهوريّة والحكومة... الأمر الذي يُفهَمُ منه أنّ هذا المحور يضع رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة في إطار المفاوضات الجارية حول وضعه في الجنوب. ولكن رئاسة الجمهوريّة ليست بدلاً عن ضائع، ولن تكون جائزة ترضية لمحور المقاومة، ولن تكون أمراً ملحقاً لأيّ صفقة لا من قريب ولا من بعيد». وفي الإطار نفسه، حذّر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل من غياب لبنان الرسمي عن الاتصالات والمفاوضات التي تحصل للوصول إلى حل بين «حزب الله» وإسرائيل، مؤكداً أن «الأولوية تبقى ألا تحصل أي تسوية على حساب سيادة الدولة...». ولم يكن موقف «التيار الوطني الحر» - الحليف السابق لـ«حزب الله» - مختلفاً عن معارضيه المسيحيين، وهو ما كرّس التباعد أكثر بينهما. إذ قال رئيس «التيار» جبران باسيل: «نحن مع (حزب الله) لحماية لبنان، أما تحرير القدس فمن مسؤولية الفلسطينيين». وكان لافتاً أيضاً موقف الرئيس اللبناني السابق ميشال عون منتقداً فتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة. وحذّر عون أيضاً من صفقة رئاسية قائلاً: «ترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً، وإلا تكن تضحيات الشهداء ذهبت سدى، وتكون أكبر خسارة للبنان». مع هذا، في هذا الإطار، يعتبر المحلل السياسي علي الأمين في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «حزب الله» سيستثمر الحرب في الداخل اللبناني وبشكل أساسي في الانتخابات الرئاسية. ويتابع: «لا شكّ أن الحزب الذي يمسك بالسلطة سيقلب المعادلات وسيقول إنه انتصر حتى لو كان مهزوماً، وسيحاول بذلك أن يحصل على المكاسب السياسية والدليل أن الحرب تستثمر اليوم لمنع إجراء الانتخابات الرئاسية».

خسائر الحرب... بشرية واقتصادية

> شملت خسائر الحرب، لبنانياً، خلال خمسة أشهر خسائر بشرية واقتصادية وزراعية وسياحية وغيرها؛ ما سينعكس سلباً على قطاعات أخرى في المرحلة المقبلة. إذ أسفرت المواجهات عن مقتل 302 شخص على الأقل في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي «حزب الله» و51 مدنياً بينهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما أحصى الجيش الإسرائيلي مقتل عشرة جنود وسبعة مدنيين. وتعرّض الاقتصاد اللبناني لخسائر تقدر بين 7 و10 مليارات دولار، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد أمين سلام. وقدّرت الخسائر التي أصابت القطاع الزراعي بـ2.5 مليار دولار أميركي، وأعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن، القضاء على عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية نتيجة القصف الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض، إضافة إلى نحو 5 آلاف شجرة زيتون، وإن كان المسح الميداني الدقيق لا يزال صعباً مع استمرار القصف، وفق الحاج حسن. وإضافة إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص من بلدات الجنوب، سجّل تدمير حتى الآن نحو ألف منزل، وفق ما أعلن وزير الداخلية بسام مولوي، وتضرّر نحو خمسة آلاف منزل. وبحسب تقرير أولي لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، سجل خسائر كبيرة في الماشية والدواجن وتربية الأحياء المائية، وأدى القصف بقذائف الفوسفور إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه؛ مما يشكّل تهديداً للماشية وصحة الإنسان، كما عانت محاصيل رئيسية مثل الزيتون والخروب والحبوب والمحاصيل الشتوية كثيراً، كما أدى العنف إلى تقييد وصول الصيادين المحليين إلى مناطق الصيد. وتضرّرت القطاعات الاقتصادية الرئيسية، كالسياحة والخدمات والزراعة، أكثر من غيرها، وهي التي توفّر فرص العمل والدخل لنسبة كبيرة من سكان لبنان، كما أن احتمال انكماش الاقتصاد بات مرتفعاً، بحسب التقرير نفسه. ولم يسلم أيضاً القطاع الطبي من الحرب؛ إذ استهدفت إسرائيل مراكز صحية مرات عدة، وقُتل سبعة عمال إنقاذ ومسعفين جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وحذّر فابريتسيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، من أن تصعيد القتال على الحدود الجنوبية للبنان سيفاقم معاناة المستشفيات التي تعاني أصلاً نقص النقود في البلد الذي يمر بأزمة مالية. أما مدير مستشفى مرجعيون، فذكر أن في المستشفى 14 سرير طوارئ، وهو يعاني لمواصلة العمل بسبب نقص الموظفين ونقص الوقود الضروري. ويعمل المستشفى بمولدات الكهرباء الخاصة به 20 ساعة يومياً وينفق 20 ألف دولار شهرياً على الوقود.

لبنان: خلاف مستجد حول الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس

المعارضة ترى فيها فرصة لفوز مرشّحها وبري يعدّها تعطيلاً لعمل البرلمان

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. عاد إلى الواجهة الخلاف بين الأفرقاء اللبنانيين حول جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، تحديداً مع مطالبة المعارضة بجلسة مفتوحة بدورات متتالية، وهو ما يعارضه رئيس البرلمان نبيه بري. يأتي ذلك في موازاة استمرار حراك «اللجنة الخماسية» التي عقد سفراؤها مساء الخميس اجتماعاً في السفارة القطرية، وكتلة «الاعتدال الوطني» عبر مبادرتها الرئاسية التي بحثتها مع الكتل النيابية في الأسبوعين الأخيرين، على أن تلتقي السبت، رئيس البرلمان نبيه بري، حيث تعمل على مبادرتها بالتنسيق معه، لوضعه في نتائج جولتها. وأفادت السفارة القطرية في بيان لها، بعد اجتماع السفراء، بأنه «تم خلال اللقاء، استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي». ولفتت إلى أن «السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن». وسفراء اللجنة، هم سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، وسفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. ورغم بعض التجاوب الذي سجّلته مبادرة «الاعتدال الوطني» الرئاسية التي تنص في جزء منها على جلسة مفتوحة بعد التشاور بين الكتل النيابية، شكل الخلاف حول هذه النقطة محوراً أساسياً، لا سيما بعد إعلان المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل رفض هذا الأمر، عادّاً أن إبقاء الجلسة مفتوحة يعني تعطيل عمل البرلمان التشريعي، علماً بأن اعتراض المعارضة منذ اللحظة الأولى للفراغ الرئاسي كان على رفض التشريع خلال الفراغ وعدّ مجلس النواب هيئة ناخبة فقط، لكن رغم ذلك عاد المجلس وعقد جلسات تشريعية عدّة؛ أبرزها تلك التي تم التمديد خلالها لقادة الأجهزة الأمنية وتأجيل الانتخابات البلدية، كما إقرار الموازنة. وسبق أن عقدت 13 جلسة انتخاب منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، عمد خلالها بري إلى رفع الجلسة بعد التصويت، وخروج نواب «حزب الله» و«حركة أمل» وحلفائهما، ما يفقد الجلسة نصابها. ودعت مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، إلى انتظار الاجتماع الذي سيعقد السبت، بين بري وكتلة «الاعتدال» لحسم الموقف تجاه هذه النقطة. وتوضح: «الفرق بين الجلسات المتتالية والجلسة المفتوحة، أي أنه في الخيار الثاني الذي تطالب به المعارضة سيؤدي إلى إقفال البرلمان أمام التشريع، وهو الذي يشكل اليوم آخر سلطة منتخبة وشرعية في هذا الظرف الذي يمر به لبنان، مذكّرة بما قام به البرلمان خلال فترة الفراغ الرئاسي، وبالتالي ضرورة إبقائه مفتوحاً». في المقابل، تأتي مطالبة المعارضة بإبقاء الجلسة مفتوحة بدورات متتالية، تعويلاً منها على إمكانية إيصال رئيس للجمهورية، منطلقة في ذلك من عدد الأصوات التي حصلت عليها في جلسة الانتخاب التي اتفقت فيها على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور، وحصل حينها على 59 صوتاً. وتنطلق المعارضة في مقاربتها من المادة 49 من الدستور التي يعدّون أنها تنص أن المجلس يبقى منعقداً من دون رفع الجلسة حتى يتم انتخاب الرئيس. وهو ما تؤكد عليه مصادر حزب «الكتائب اللبنانية»، عادّة أنه إضافة إلى المطالبة الدائمة بضرورة تطبيق الدستور وترك الجلسة مفتوحة بدورات متتالية، فإن ذلك من شأنه أن يحفّز الرماديين أو المترددين لحسم موقفهم، وبالتالي قد يكون الحصول على 6 أصوات إضافية للوصول إلى 65 صوتاً ليس بالأمر الصعب لصالح مرشح المعارضة. وجهة النظر نفسها تعبّر عنها أيضاً مصادر حزب «القوات اللبنانية»، مؤكدة أن عدم التوافق على اسم مرشّح لا يعني إبقاء منصب الرئاسة شاغراً. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الدستور ينص على جلسة مفتوحة بدورات متتالية ولا يحق عندها للنائب الذي تقع عليه مسؤولية وطنية التغيب»، واصفة ذلك بـ«البدعة»، في إشارة إلى خروج النواب وفقدان نصاب الجلسة. وتتطرق المصادر عند اجتماع سفراء «اللجنة الخماسية» الأخيرة، منطلقة في ذلك مما نقل عنه لجهة دعمهم مبادرة «الاعتدال الوطني»، وتقول: «هذا الدعم يعني أن من يعطل المبادرة يقف أيضاً بوجه الخماسية، وهذه جرعة إضافية للحراك الذي تقوم به (الاعتدال)». وفي السياسة، تقول المصادر: «لا شك أنه في الدورات المتتالية ستحسم كل الكتل النيابية موقفها، تحديداً تلك التي لم تكن قد حدّدت خيارها سابقاً، ومن بينها كتلة الاعتدال التي تلتزم ببنود المبادرة التي يفترض أن تؤدي إلى انتخاب رئيس». من هنا تعدّ المصادر أن تطيير النصاب في الجلسات السابقة ورفض الفريق الآخر الذهاب نحو جلسة مفتوحة بدورات متتالية، سببها أن ذلك سيرفع حظوظ مرشح خصومهم وسيؤدي إلى فوزه. وانطلاقاً من هذه الوقائع، تجدد مصادر «القوات» الدعوة لمن لا يريد هذه الآلية الذهاب إلى خيار ثالث، بعيداً عن مرشح «حزب الله» وحلفائه، الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح المعارضة جهاد أزعور.

لبنان وإسرائيل «شريكان» في مشروع

الأخبار .. عُقِدَ الأربعاء الماضي، في فندق «موفنبيك»، مؤتمر لعرض نتائج برنامج SwitchMed المخصّص لدعم زيادة الإنتاج الصناعي وتخفيف أثره البيئي، والذي يشمل لبنان، وتنفّذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.وخلال عرض ممثلتي الاتحاد الأوروبي و«يونيدو» للنتائج المُحقّقة، تمّت الاستعانة بخريطة عُرضت على شاشة كبيرة، تُبرِز أسماء الدول الشريكة في المشروع، وهي إلى جانب لبنان، مصر وفلسطين والأردن و«إسرائيل»!.. معنيون بالعمل مع المنظمات والهيئات الدولية استغربوا كيف أنّ «يونيدو» والاتحاد الأوروبي لم يجدا أنفسهما معنيين بمراعاة الوضع الراهن، في ظلّ عدوان إسرائيلي يتعرّض له لبنان منذ خمسة أشهر. ولفتوا إلى أن الحديث عن شراكة الاتحاد الأوروبي و«يونيدو» مع إسرائيل «غير ضروري وكان يمكن تجنّب ذكره»، إذ إنّ التشبيك بين الجهات المحلية اللبنانية وغير الحكومية مع المنظمات الدولية مثل UNDP وUNHCR وUNICEF يتم عبر المكاتب الإقليمية التي يكون مقرّها عادة في إحدى الدول العربية، «وفي العادة، يكون حرص شديد على ألا تصدر أي اتفاقيات أو مستندات رسمية عن الطرفين فيها أي نوع من الاعتراف بإسرائيل عبر الخرائط أو سواها». وهذا، في رأي المصادر، يستدعي جملة تساؤلات حول المؤتمر الأخير، منها: «هل تأتي المستندات والخرائط الرسمية التابعة للمشروع التي وقّعها لبنان ضمن إطار التعاون في البرنامج على ذكر إسرائيل؟ والأهم، هل هناك داتا مرتبطة بلبنان وبالأبحاث في شأن مياهه شاركتها المنظمة مع إسرائيل، سيّما أن المشروع نُفّذ بالتوازي في الدول الخمس؟».

وزير الأشغال اللبناني يعلن تضرر 9 آلاف وحدة سكنية بسبب القصف الإسرائيلي

أكثر من 63 في المائة من قتلى «حزب الله» تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاماً

بيروت: «الشرق الأوسط».. بإعلان «حزب الله» اللبناني الجمعة عن مقتل شابين من عناصره من مواليد عامي 2004 و2005، يتكرس ما كشفه تقرير إحصائي أظهر أن أكثر من 63 في المائة من عناصر «حزب الله» الذين قتلوا في الحرب الدائرة مع إسرائيل في جنوب لبنان تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاما، وأن معظمهم سقطوا في الأسبوع الثالث لبدء المواجهات بين الطرفين ويتحدرون من البلدات الجنوبية. وقالت «الدولية للمعلومات» إن الحرب أدت «إلى استشهاد 290 شخصاً منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، بينهم 228 شهيداً لحزب الله ويتوزعون على 119 قرية وبلدة ومدينة، حيث إن العدد الأكبر من الشهداء كان في كل من بلدة عيتا الشعب وكفركلا وبلغ 9 شهداء في كل منهما، ومن ثم مركبا وعيترون بـ 7 في كل منهما، و6 في كل من خربة سلم والطيبة». وتبين، وفق الإحصاء، أن 117 شابا نعاهم الحزب هم من الفئة العمرية الشابة بين 20 سنة و35 سنة ويشكلون نسبة 51.4 في المائة من إجمالي ضحاياه، بينهم 23 عنصرا بين 20 و25 عاما، أي بنسبة 9.2 في المائة، و47 عنصرا بين 26 و30 عاما أي بنسبة 20.6 في المائة، و49 عنصرا بين 31 و35 عاما، بنسبة 21.6 في المائة، و48 عنصرا بين 36 و40 عاما، بنسبة 21 في المائة، و20 مقاتلا بين 41 و45 سنة، أي بنسبة 8.8 في المائة، و43 مقاتلا أكبر من 45 عاما، بنسبة 18.8 في المائة. وأعلن «حزب الله»، الجمعة، سقوط ثلاثة مقاتلين في صفوفه وجميعهم من بلدة بليدا الجنوبية، التي يشنّ عليها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة حملة واسعة أدت إلى تدمير عدد كبير من منازلها. وهم، هادي محمود حجازي وفضل عباس كعور وعلي أمين مرجي. ومع استمرار استهداف القصف الإسرائيلي لمنازل الجنوب، قال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية إن مئات الوحدات السكنية قد تدمرت كلياً أو جزئياً نتيجة القصف الإسرائيلي وما جاوز التسعة آلاف وحدة قد تضررت بشكل جزئي. وتحدث حمية خلال مشاركته في المنتدى العالمي للمباني والمناخ، المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس عن «الاعتداءات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي على البلدات والقرى اللبنانية»، مشيرا إلى أن «آلة الحرب الإسرائيلية تدمر الوحدات السكنية فيها، بحيث تبين أن مئات الوحدات السكنية قد تدمرت كلياً، أو جزئياً وما جاوز التسعة آلاف وحدة قد تضررت بشكل جزئي، وأعدادها - مع الأسف - في تصاعد مستمر، وذلك مع تواصل تلك الاعتداءات على بلدنا لبنان...». ميدانيا، أعلن «حزب الله» في بيانات متفرقة عن تنفيذه عددا من العمليات العسكرية، استهدفت موقع رويسات العلم و‏تجمعا لجنود إسرائيليين وآليات شرق موقع السماقة في تلال كفرشوبا، إضافة إلى انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب مقابل عيتا الشعب وموقع جل العلام في الناقورة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت ما وصفه بمراكز القيادة العسكرية لـ«حزب الله» في منطقتي المنصوري وبنت جبيل في جنوب لبنان. وقال في بيان إنه قصف مجمعات عسكرية لـ«حزب الله» في منطقتي طلوسة ومجدل زون، مشيرا إلى أن القصف أعقبه وقوع «انفجارات ثانوية»، ما يدل على وجود عدد كبير من الأسلحة مخزنة داخل المجمعات، بحسب البيان. وقد سجل قصف متقطع على عدد من بلدات الجنوب، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن قصف مدفعي استهدف المنطقة الواقعة بين حولا وميس الجبل، تلة الرويسة، كما أغار الطيران الحربي على منزل في منطقة المشاعات بين المنصوري ومجدل زون، ودمره بالكامل. وكان قد استمر تحليق الطيران الاستطلاعي طوال ساعات الليل، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف مدينة صور على الساحل، وأطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، بحسب «الوطنية». كما أغار الطيران ليلا على منزل في بلدة رامية، واقتصرت الأضرار على الماديات، وعلى منزل آخر في مجدل زون، ما أدى إلى تدميره بالكامل، ووقوع إصابات طفيفة في صفوف الأهالي من جراء تناثر الزجاج والحجارة على المنازل المجاورة، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات. واستهدف القصف ليلا، أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة، وعملت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية من فوج بلدة المنصوري على إزالة الركام من الطرق.

تحرك جديد للمودعين أمام مصرف لبنان للمطالبة بودائعهم

بيروت: «الشرق الأوسط».. نفذ مودعون لبنانيون اعتصاماً، يوم الجمعة، أمام مبنى مصرف لبنان في بيروت للمطالبة باستعادة أموالهم. ورفع المشاركون في الاعتصام الأعلام اللبنانية واللافتات التي تدعو لاسترداد أموالهم، وأطلقوا صيحات الغضب، كما أطلقوا الأسهم النارية باتجاه المصرف تعبيراً عن سخطهم من الواقع المالي، قبل أن يعمدوا إلى إحراق الإطارات وإقفال الطريق. وكانت قد سجلت في السنوات الأخيرة اعتصامات مماثلة ومتواصلة من قبل المواطنين اللبنانيين للمطالبة بحقوقهم ترافقت مع اقتحامات للبنوك للمطالبة بالحصول على ودائعهم، قبل أن تعود وتتراجع وتيرة هذه التحركات لعدم توصلها إلى نتيجة، فيما كان المصرف المركزي يصدر بين الحين والآخر تعاميم تسمح بموجبها للمودعين بالحصول على مبالغ محدودة بالدولار الأميركي. ويعاني لبنان منذ عام 2019 من أزمة اقتصادية واجتماعية صعبة أدت إلى ارتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار، وبالتالي أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات. وخسر كذلك المودعون قيمة ودائعهم الموجودة في المصارف، مع وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى حوالي 90 ألف ليرة بعدما كان مثبتاً لسنوات طويلة عند الـ1500 ليرة لبنانية.



السابق

أخبار وتقارير..بايدن في «خطاب الاتحاد»: لا تراجع عن دعم أوكرانيا..ولا «مساومة» على مساعدات غزة..بايدن: حلف الأطلسي أقوى من أي وقت مضى بعد انضمام السويد..موسكو تُحذّر من حرب شاملة في أوروبا..عتقال جندي أميركي لبيعه أسراراً عسكرية للصين..بريطانيا لتسليم أوكرانيا أكثر من 10 آلاف مسيّرة..مولدوفا تتهم موسكو بأنها «تسعى للسيطرة على بلادنا»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..حاخام يافا يعلّم تلاميذه أن الشريعة اليهودية تحتّم قتل سكان غزة..ميناء غزة..الإغاثة تسبق وقف النار..إسرائيل ستسمح بوصول 100 ألف مصلٍّ إلى الأقصى في رمضان..بلينكن: كرة قرار وقف إطلاق النار في ملعب «حماس»..الأمم المتحدة: لا يجوز السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على رفح..كندا تعلن استئناف تمويل «الأونروا»..30878 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة..«الأمم المتحدة»: توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يرقى إلى جريمة حرب..فون دير لايين: الممر البحري للمساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة سيفتح الأحد..«حماس»: لا تنازل عن الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة لتبادل الأسرى..بالأرقام..المرأة الفلسطينية ضحية آلة القتل وحرب التجويع الإسرائيلية في غزة..دعاوى تعويض بمئات ملايين الدولارات ضد السلطة الفلسطينية و«حماس»..مستشار بارز لنتنياهو يدعوه للاستقالة مع غالانت وهليفي..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,313,494

عدد الزوار: 6,986,826

المتواجدون الآن: 65