محادثات نيويورك: التسوية ثابتة وتحذير أميركي من تجاوز الخطوط الحمر

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 كانون الثاني 2011 - 5:28 ص    عدد الزيارات 2891    القسم محلية

        



 

الحريري يلتقي ساركوزي فجراً: التزام المحكمة ومراجعة العلاقة مع سوريا
محادثات نيويورك: التسوية ثابتة وتحذير أميركي من تجاوز الخطوط الحمر
تجدّد الإتصالات حول التفاهم بين بيروت ودمشق ·· والأمير عبد العزيز قريباً إلى العاصمة السورية

توقعت مصادر دبلوماسية عربية في نيويورك ان تتكون في غضون الساعات والايام المقبلة حصيلة المشاورات الرفيعة المستوى التي كان محورها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، قبل ان يغادر مقر اقامته الى أغادير المغربية في طريق العودة الى بلاده.

والبارز في هذه المشاورات، كان اللقاء الذي جمع الملك عبد الله والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في وقت ترددت فيه معلومات في اروقة الامم المتحدة، بان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد يأتي الى نيويورك للقاء الملك قبل سفره، الامر الذي يعني ان لقاء سيعقد لاحقاً، بين الرئيس الاميركي ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

وجاء هذا اللقاء غداة القمة الاميركية - الفرنسية التي عقدت في البيت الابيض بين الرئيس ساركوزي ونظيره الاميركي، وكان الوضع في لبنان، استناداً الى هذه المصادر الانفة الذكر، احد ابرز نقاط البحث، من ضمن معادلتين مترابطتين.

- ترك المحكمة تواصل عملها لمنع منفذي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري او المتورطين فيها عن الافلات من العقاب، بصرف النظر عن القرار الاتهامي، وما يمكن ان يتضمن من اتهامات لهذه العناصر او تلك، شرط ان يتمتع القرار بأدلة تبرر الاتهام.

- والناحية الثانية، منع اي جهة من زعزعة الاستقرار في لبنان، وايصال رسالة الى الاطراف المعنية، لا سيما ايران واسرائيل ان اتخاذ القرار الاتهامي ذريعة لتحويل الازمة السياسية في لبنان الى <نزاع اقليمي، من زاوية ان الحرب اذا اندلعت لن توفر حلاً للمشكلات القائمة والتي تعاني منها المنطقة>، على حد تعبير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في تصريحات ادلت بها في ابو ظبي، خلال برنامج تلفزيوني.

وكشفت كلينتون انها تعمل مع السعوديين والفرنسيين والمصريين وغيرهم لمحاولة ضمان استقرار لبنان ومنع اية جهة خارجية، او اية جهة داخلية تأخذ تعليماتها من جهات خارجية (في اشارة الى حزب الله وايران) من اتخاذ خطوات يمكن ان تزعزع استقرار لبنان او ربما تتسبب في نشوب نزاع.

وبحسب معلومات خاصة فان الدبلوماسية الأميركية بعثت برسائل عبر الوسيط الفرنسي لكل من طهران و <حزب الله> من أن تجاوز الخطوط الحمر في لبنان، بصرف النظر عن مآل القرار الاتهامي، سوف يلقى ردوداً رافضة بقوة، ويتحمل الطرف الذي يتسبب بالخروج عن الاستقرار مسؤولية في هذا المجال.

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها <اللواء> ليلاً أن لا بديل عن التسوية، وأن هذه التسوية ثابتة، لكنها تحتاج لبعض الوقت، وإلى توسيع دائرة الاتصالات، إذ سجلت مصادر المعلومات ان اي اتصال بين الإدارة الأميركية وسوريا لم يحصل بعد حول لبنان، كذلك لا تفيد المعلومات أن اتصالات أميركية - إيرانية جرت على هذا الصعيد، بانتظار الاجتماع الذي سيعقد في اسطنبول يوم الخميس في 20 كانون الثاني الجاري. موقف واشنطن

ونقل مصدر لبناني متابع لاتصالات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في نيويورك عن مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية قوله أن <موقف واشنطن واضح، وهو أن لا مساومة على المحكمة الدولية لأي اعتبار، وان دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لمطلب العدالة لا تهاون فيه، كما دعمه لرئيس الحكومة (سعد) الحريري، ولحكومة فاعلة قادرة على النهوض بطموحات اللبنانيين.

وقال المصدر أن الخارجية الأميركية <كانت تشعر ببعض القلق من احتمال أن يكون الملك (عبد الله بن عبد العزيز) في وارد ممارسة الضغط على الحريري للقبول بتسوية ما تنطوي على اي مساس معنوي او عملي بالمحكمة أو بقرارها الاتهامي، الا أن اللقاء يوم الجمعة (بين العاهل السعودي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون) بدّد هذه المخاوف وعزز القناعة باتساع رقعة التفاهم على أولوية العدالة إلى جانب أولوية الاستقرار>.

لقاء الملك وساركوزي وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أن الحريري زار مساء أمس الأول بتوقيت نيويورك (فجر أمس بتوقيت بيروت) خادم الحرمين الشريفين في مقر إقامته، إلا أن مصدراً متابعاً أكد لـ <اللواء> أن الحريري التقى العاهل السعودي مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وأنه التقى في السابعة مساء (بتوقيت نيويورك) الثانية فجراً بتوقيت بيروت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتناول البحث مراجعة ما جرى منذ لقائهما في 30 تشرين الثاني الماضي في الإليزيه، فيما في ذلك العلاقات اللبنانية -الفرنسية والعلاقات الفرنسية - السورية.

ووصف المصدر المداولات الجارية في الولايات المتحدة بأنها <آلية مستمرة (ongoing process) لن تتضح نتائجها قبل 48 ساعة على الأقل، إذ من المهم التنبّه إلى أن طبيعة الاتصالات هي لتجميع المعطيات والتصورات لدى كل الأطراف من لبنان إلى فرنسا وأميركا والسعودية والأمم المتحدة، فنحن ما زلنا بعيدين عن خط النهاية، وعن نقطة اتخاد القرارات النهائية بشأن ما يمكن القيام به>.

وشدد المصدر على أن الرئيس الحريري مرتاح لمجرى المداولات، مشيراً إلى أنه أكد في خلال مشاوراته سواء مع الملك عبد الله أو مع الرئيس ساركوزي، أو بان كي مون والوزيرة كلينتون على تمسكه بالاتفاق الذي توصلت إليه المساعي السعودية والسورية، وحرصه على تجنيب لبنان أية خضات سياسية أو أمنية بعد صدور القرار الاتهامي.

إتفاق لبناني - سوري ولاحظ مصدر دبلوماسي عربي بأن هناك حرصاً سعودياً على وضع الاتفاق بين لبنان وسوريا برعاية سعودية، وأنه لأجل ذلك،يمكن توقع مجيء الامير عبد العزيز بن عبد الله الى دمشق بعد مغادرة الملك عبد الله نيويورك خلال اليومين المقبلين.

وقال مصدر مطلع لمراسل <اللواء> في واشنطن ان الادارة الاميركية تدعم فكرة التسوية ولا ترى بديلا عنها لضمان الاستقرار اللبناني، لكنها تفضّل تأخير اعلانها قبل صدور القرار الاتهامي الذي ترى انه سينتج واقعا جديدا.

واستدرك المصدر الى ان الأمر لا يتعلق بموعد صدور القرار الاتهامي بل بأمور اكثر عمقا، لأن واشنطن تنتظر وجهة المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي انطلاقا من اجتماع اسطنبول في العشرين من هذا الشهر، وترصد نتائج حوارها المستأنف مع القيادة السورية مع عودة السفير الجديد الى دمشق روبرت فورد.

وفي باريس، قال مصدر واسع الاطلاع لمراسل <اللواء> ان الدعم الفرنسي للتسوية السعودية - السورية يتم من خلفية محددة هي تأمين الاستقرار في لبنان انطلاقا من انها حصرا لاحتواء تداعيات القرار الاتهامي بعد صدوره، وبما يحول دون تحوله شرارة لحريق هائل في لبنان تمتد ألسنته الى المنطقة.

واوضح المصدر ان واشنطن باتت اقرب الى تبني وجهة موقف باريس التي تدعو الى التعامل مع مرحلة ما بعد القرار الاتهامي والتي ترى في التسوية الخيار الأقل سوءا للبنان، بما يوجب دعم المساعي السعودية - السورية واعطائها كل الفرص اللازمة للنجاح.

مندرجات التفاهم الى ذلك قال قيادي مسيحي في قوى الرابع عشر من آذار لـ <اللواء> ان المدخل الرئيس لبدء تنفيذ مندرجات التفاهم السعودي السوري يتمثل في التزامين على <حزب الله> ودمشق المبادرة الى الايفاء بهما، وهما لبنانياً وقف شلل العمل المؤسسي واعادة الحياة الى مجلس الوزراء وهيئة الحوار الوطني، وسورياً الغاء مذكرات التوقيف الصادرة في حق 33 شخصية لبنانية.

واشار الى ان كلا من دمشق و>حزب الله> يعرفان ما يقع على عاتقهما في هذا الصدد، الا انهما يدركان تمام الادراك ان التفاهم السعودي السوري لا يصادر اطلاقا المحكمة الدولية، والاهم انه سيكون لاحقا لصدور القرار الاتهامي، بمعنى ان كل ما اشاعته قوى الثامن من آذار عن اسقاط المحكمة واجهاض القرار لم يكن سوى مجرد تهويل ومراوغة يرميان الى الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري في سياق الصراع المحلي الاقليمي.

 


 


 

إتهمت طهران بقرع طبول الحرب لإخفاء النووي
كلينتون <قلقة> من زعزعة إستقرار لبنان
  كلينتون والشيخ محمّد بن زايد خلال لقائهما في أبو ظبي (ا·ف·ب)

أعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس عن قلقها بشأن محاولات <زعزعة> استقرار لبنان وسط التوترات بشأن المحكمة الدولية وشنت هجوما جديدا على إيران متهمة إياها بقرع طبول الحرب لتشتيت الأنظار عن مشروعها النووي الذي أكدت رئيسة الدبلوماسية الأميركية أنه قد بدأ يتراجع ويتأثر بالعقوبات·

وفي مقابلة مع قناة ام·بي·سي العربية في أبو ظبي سجلت بحضور طلاب جامعات قالت كلينتون <اشعر بقلق شديد من محاولات زعزعة لبنان>·

واضافت <يجب ان نبذل كل ما في وسعنا لضمان عدم تحقق> التحذيرات من نشوب نزاع اقليمي· وقالت كلينتون <من المهم للغاية ان نفكر في الكارثة التي ستحدثها الحرب على الجميع (···) الحرب ليست حلا للمشاكل التي تعاني منها المنطقة>·وأكدت كلينتون أنها تعمل <كذلك مع السعوديين والفرنسيين والمصريين وغيرهم لمحاولة ضمان استقرار لبنان ومنع اية جهة خارجية او اي جهة داخل لبنان تأخذ تعليماتها من جهات خارجية من اتخاذ اي خطوات يمكن ان تزعزع استقرار لبنان وربما تتسبب في نشوب نزاع>·

إيران وبشأن إيران قالت كلينتون ان <آخر تحليل يفيد ان العقوبات تأتي بنتائج>· واضافت ان العقوبات <صعبت جدا تحقيق ايران طموحاتها النووية· ايران تواجه مشاكل تكنولوجية عطلت جدولها الزمني>· واضافت <اننا بالتالي نلاحظ بعض المشاكل في ايران، لكن السؤال الحقيقي الان هو كيف نقنع ايران بأن الاسلحة النووية لن توفر لها مزيدا من الامن ولن تجعلها اكثر قوة، بل العكس تماما>· وهذه اول مرة تؤكد فيها وزيرة الخارجية الاميركية ان العقوبات بدأت تنعكس على برنامج ايران النووي· وقد اكد قائد جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) السابق مئير داغان الجمعة ان هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية الايرانية لا مبرر له في هذه المرحلة، معتبرا ان ذلك البلد لن يتمكن من حيازة قدرات نووية قبل 2015 نظرا لما طرأ على برنامجه النووي من تأخير· كذلك تحدث وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشي يعالون، في نهاية كانون الاول ، عن <صعوبات> ادت الى تأخير برنامج القنبلة الذرية الايراني عدة سنوات· لكن كلينتون حاولت تجنب اي تراجع في التعبئة، موضحة انها تريد ان <لا ينخدع احد بتحاليل> اجهزة استخبارات· وقالت <اننا ننتظر من شركائنا الذين يشاطروننا قلقنا (من ايران) ان يواصلوا التركيز اكثر ما يمكن وان يبذلوا قصارى جهودهم للمساعدة على تطبيق العقوبات>· واصاب الفيروس المعلوماتي <ستاكسنت>، الذي يشتبه في ان مصدره اسرائيلي، اجهزة الطرد الايرانية التي تنتج اليورانيوم المخصب·

وبدأت كلينتون أمس من ابو ظبي جولة تدوم خمسة ايام تقودها الى الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر· واكدت هذه الدول التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة انها تطبق العقوبات المفروضة على جارتها الايرانية بحذافيرها رغم انعكاساتها السلبية على اقتصاداتها لا سيما في دبي·

وقالت كلينتون <اذا امتلكت ايران سلاحا نوويا ألا تعتقد انه يتعين عليك امتلاك سلاح نووي أيضا·· أقصد انه سيكون هناك سباق بالغ الخطورة· ولذلك فانه من المهم ومن مصلحة المنطقة اقناع ايران بعدم السير في طريق امتلاك سلاح نووي·>

واتهمت كلينتون ايران بتشجيع قرع <طبول الحرب> في انحاء المنطقة لابعاد الانظار عن العمل النووي·

ومضت كلينتون تقول انها مدركة لما يحدث من <قرع لطبول الحرب وأعتقد أن هذا يحدث للاسف لاغراض دنيئة> مستندة الى ما قالت انها جهود لزعزعة استقرار لبنان واحداث المزيد من الانقسامات بين الاسرائيليين والفلسطينيين·

وقالت كلينتون <أعتقد أنه ليس هناك شك يذكر في أن ايران لا تريد أن ترى أي نوع من السلام عبر المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين·>

وتابعت قائلة <لاغراض تتعلق بها تريد أن تبعد الانظار عما يمثل قلقا بالغا للمستقبل وهو وجود ايران مسلحة نوويا··· لا يمكن أن نسمح بتشتيت الانتباه ولا يمكن أن نسمح بأن تسبب قوى خارجية صراعا في الشرق الاوسط والذي سيكون وبالاً على الجميع·>

السلام ومن أهداف زيارة كلينتون التي تمتد خمسة أيام الى الامارات العربية والمتحدة وعمان وقطر تقوية الموقف الاقليمي فيما يتعلق بايران وأيضا التشجيع على مزيد من الدعم العربي لجهود السلام في الشرق الاوسط·

وقالت كلينتون وهي تشير الى ان الجانبين كانا <قريبين جدا> من السلام في عام 2000 حين كان بيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة ان الوقت حان للاسرائيليين والفلسطينيين والحكومات العربية في المنطقة لانتهاز الفرصة مرة اخرى·

وقالت كلينتون <اننا نعمل طوال الوقت ومن الناحية الفعلية كل يوم لنحاول بناء مستوى من الثقة لدى كل من الجانبين ليمضي قدما ويتخذ قرارا·>

وتابعت <دعونا نستعد الان ودعونا نفي بحل الدولتين الذي سيكون خطوة هائلة للامام ليس فقط للاسرائيليين والفلسطينيين وانما للمنطقة بالكامل·>

الإرهاب: على صعيد آخر دعت كلينتون الى تحرك مشترك للعرب والاميركيين لمواجهة التطرف· وقالت <لدينا تطرف في بلادنا· استهدفت (غابرييل) غيفوردز وهي عضو ممتازة وشجاعة في الكونغرس بنيران متطرف>· واصيبت غيفوردز البرلمانية الديموقراطية بجروح بالغة في الرأس السبت في دائرتها في اريزونا بجنوب غرب الولايات المتحدة· واضافت كلينتون <فبدلا من البقاء بعيدين علينا العمل لمنع الارهابيين في اي مكان وحيثما وجدوا من ارتكاب اعمال عنف (···)· هذا ما يحتاج العالم لسماعه>· وتابعت الوزيرة الاميركية <ما نحتاج لعمله هو القول بكل وضوح ان التطرف لا يمثل لا الافكار العربية ولا الافكار الاميركية>، معربة عن اسفها لان <صوت المتطرفين يسمع احيانا على التلفزيون>· (ا·ف·ب - رويترز)

 


 
دبلوماسي عربي لـ<اللواء>: واشنطن لن توافق على تسوية
للأزمة اللبنانية على حساب المحكمة والقرار الإتهامي
كتب عمر البردان: لا زالت الانظار شاخصة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث يتصدر الملف اللبناني واجهة اللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة سعد الحريري، اضافة الى حضوره القوي على طاولة اجتماع الرئيسين الاميركي والفرنسي باراك اوباما ونيكولا ساركوزي، بالتزامن مع حركة المشاورات والاتصالات التي يشكل مقر اقامة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز محورها الاساسي، في اطار الجهود المبذولة لحل المأزق اللبناني، وبما يجنب لبنان تداعيات القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه·

وفي ظل التكتم الحاصل على مسار اللقاءات <الاميركية> فإن تساؤلات كثيرة طرحت في بيروت وخارجها عن حقيقية موقف الولايات المتحدة عن التسوية المشفرة، وهل انها فعلاً تقف موقفاً داعماً لجهود سوريا والسعودية، أم ان لديها موقفاً متحفظاً؟

يقول منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ان <الاميركيين ما زالوا على موقفهم الثابت وهو ان لا مساومة على المحكمة الدولية، تحت اي ظرف من الظروف، وانهم يريدون صدور القرار الاتهامي عن القاضي دانيال بلمار، بهدف كشف الحقيقة تمهيداً لمعاقبة الجناة الذين اقترفوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، وسائر الجرائم الاخرى التي حصلت في لبنان في السنوات الماضية

· كما وان واشنطن اكدت وما زالت ملتزمة بهذا الموقف بأن لا مساومة على العدالة، بحيث ان اللبنانيين لا يمكن ان يتنازلوا عن هذا الحق الذي دفعوا ثمنه غالياً من خيرة سياسييهم ومفكريهم واعلامييهم·

وفي قراءتها لمسار المواقف الاميركية بالنسبة الى المحكمة، فإن مصادر دبلوماسية عربية تؤكد لـ<اللواء> انها لا تختلف كثيراً عن مواقف اطراف دولية وعربية لجهة التأكيد على دعم المحكمة لكي تقوم بعملها بكل شفافية كونها هيئة مستقلة تعمل بإشراف هيئة مستقلة تعمل باشراف الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وانطلاقاً من هنا، فإن عليها استكمال دورها حتى انجاز مهمتها على اكمل وجه لجهة محاكمة من تثبت تورطه في جريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الاخرى التي حصلت في لبنان·

وبرأي المصادر فإن واشنطن لا يمكن ان توافق على اي تسوية في ما يتعلق بالازمة، على حساب المحكمة والقرار الاتهامي، اللذين تنظر اليهما على انهما مطلبان عربيان ودوليان لكشف حقيقة الجرائم في لبنان ومحاكمة الذين قاموا بها، وهذا ما جرى ابلاغه صراحة الى المعنيين بعملية التسوية، وما عدا ذلك، فإن مسؤولية الاطراف اللبنانية بالتنسيق مع الجهات الداعية لحل الازمة، وهذا ما ينطبق على المساعي السورية السعودية المستمرة لانضاج الحل المنشود·

ويلفت سعيد الى ان <القرار الاتهامي سيدخل لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة، وسيكون هذا الحدث مفصلياً بالتأكيد بالنظر الى التداعيات السياسية المتوقعة، بحيث ان على الجميع في لبنان والمنطقة ان يتعاملوا بواقعية ومسؤولية مع ما يمكن ان يحدثه هذا <الزلزال> من تطورات ونتائج ونحن كلبنانيين علينا ان نبحث عن كل ما يفسح المجال لإعادة الحوار انطلاقاً من هذه المرحلة وما سيليها>·

من جهتها، تشدد المصادر الدبلوماسية على ان الجهود السورية السعودية تركز على اخراج تسوية مقبولة بين الاطراف اللبنانية لا تتضمن، لا القرار الاتهامي ولا المحكمة، لان دمشق والرياض تدركان جيداً ومنذ ان تسلما مهمة حل الازمة اللبنانية، ان لا قدرة لأي طرف عربي او دولي من التأثير على عمل المحكمة وان صدور القرار الاتهامي بيد القاضي بلمار وحده، وليس هناك اي جهة يمكن ان تؤخر او تعيق هذه المهمة، وبالتالي على الجميع ادراك هذه القناعة، وعدم القفز فوقها، او التشويش على سير التحقيقيات ومجرى العدالة·

في المقابل، ورغم الايجابيات التي تحدثت عنها في ما يتعلق بالجهود السورية والسعودية، فإن قوى 8 آذار تتوجس خيف من تدخل اميركي قد يجهض مساعي الحل العربية التي تقودها دمشق والرياض في الشوط الاخير من السباق، حيث اكدت في هذا السياق مصادر نيابية في هذا الفريق لـ<اللواء> ان <التجارب كانت دائماً تدل على ان الاميركيين كانوا دائماً يعرقلون مساعي الحل في اي ازمة يتعرض لها لبنان في الماضي، وهذا الامر مرشح لان يحصل اليوم، على اعتبار ان الولايات المتحدة واسرائيل تعملان على استخدام المحكمة لتشويه صورة المقاومة من خلال اتهام حزب الله باغتيال الرئيس الحريري، بعد ان عجزتا عن تحقيق اهدافهما خلال عدوان تموز في الـ2006>·

 

 


 

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,829,898

عدد الزوار: 7,005,186

المتواجدون الآن: 83