"رسالة" أميركية إلى سليمان وجنبلاط

القرار الاتهامي خلال ساعات يواكبه اهتمام دولي رياح الحريري تهبّ مجدداً والأكثرية مضمونة

تاريخ الإضافة الأحد 16 كانون الثاني 2011 - 5:09 ص    عدد الزيارات 2486    القسم محلية

        


القرار الاتهامي خلال ساعات يواكبه اهتمام دولي رياح الحريري تهبّ مجدداً والأكثرية مضمونة

لم تكن عودة الرئيس سعد الحريري امس الى واجهة المشهد الداخلي مجرد حدث عادي، بل جاءت مصحوبة بمواقف ومعطيات تؤكد ان نجاح قوى 8 آذار في اطاحة "حكومة الوحدة الوطنية" عندما كان رئيسها في ذروة اتصالاته الدولية، كان نجاحا موقتا، بعدما تسارعت التطورات داخليا وخارجيا لتظهر ان ميزان القوى الذي أوصل الحريري الى رئاسة الحكومة الاولى في حياته السياسية لا يزال راجحا على رغم التبدلات في التحالفات التي وضعت الاكثرية النيابية في دائرة التساؤلات. وقال قيادي بارز في الاكثرية لـ"النهار" إن الاثنين المقبل، أول ايام الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتسمية رئيس مكلف "ستنجلي عن 14 آذار سياسي جديد"، مشيرا الى ان "تبدلا جوهريا" طرأ على موقف اقليمي له انعكاسات على اندفاعة 8 آذار الاخيرة بقيادة حزب الله".
وأوضح ان الاجتماع المشترك لـ"تيار المستقبل" وقوى 14 آذار في "بيت الوسط" الخامسة بعد عصر اليوم سيؤكد ان الحريري مرشح ومستمر. وتواكب الاجتماع اتصالات لتنسيق المواقف من الاستشارات لتسمية الحريري الذي بدا امس بعد عودته "مرتاحا ومتماسكا ومصمما".

بعبدا

وقد واكبت مندوبة "النهار" في قصر بعبدا هدى شديد اطلالة الرئيس الحريري من القصر مساء امس بعد لقائه الرئيس سليمان، فلفتت الى ان الحريري اختار القصر الجمهوري ليوجه رسائله السياسية عشية بدء الاستشارات النيابية. وجاءت الكلمة التي ألقاها بمثابة رد محكم على الهجمات السياسية المتتالية التي انتهت باستقالة "ثلث المعارضة المعطل"، وفتح مواجهة  جديدة تبدأ من رئاسة الحكومة المقبلة، ولا تنتهي مع البيان الوزاري المنتظر للحكومة العتيدة.
وفي وجه "دفتر الشروط" الذي تضعه المعارضة لرئاسة الحكومة المقبلة، رفع الحريري سقف شروطه، للتعاون، ولم يقفل باب الحوار، واضعا سقفا  لا يمكن أي مرشح لرئاسة الحكومة ان يقبل بأقل منه. وبقدر ما بدا الخطاب للوهلة الاولى، ثوابت غير قابلة للمساومة لرئاسته الحكومة، ترك ختامه انطباعا انه يعتذر سلفا عن قبول رئاسة أي حكومة مقيدة بالشروط كما  يراها الفريق الآخر.
ويمكن اختصار رسائل الرئيس الحريري بثلاث:
- استعداده للتضحيات ولكن ليس من دون مقابل يكون لمصلحة لبنان الدولة.
- تمسكه بالحوار، وتأكيده ان لا سبيل آخر الا الحوار.
- تأكيده عدم سعيه الى السلطة بأي ثمن، ودعوته الى عدم تخييره بين السلطة وكرامة أهله وأبناء وطنه، لأنه سيختار الكرامة.
وخص الرئيس الحريري رئيس الجمهورية بشكره على التعاون، وشدد على استمراره في التعاون معه، وسئل هل يعني أنه يعتذر عن قبول رئاسة الحكومة، فأجاب: "قلنا اننا سنشارك في الاستشارات الاثنين المقبل".
وعلم ان الرئيس الحريري الذي كان منتظرا ان يصل الى بعبدا في الخامسة والنصف بعد العصر، تأخر حتى السادسة الا عشر دقائق، والسبب تعريجه على كليمنصو حيث التقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وكانت أجواء اللقاء جيدة.
وانعقد هذا اللقاء قبل توجه النائب جنبلاط إلى دمشق يرافقه الوزير غازي العريضي للقاء المسؤولين في القيادة السورية اليوم، وقبل الانتقال الى حلبة الاستشارات التي يفترض أن تحدد اتجاهات المرحلة الجديدة، سواء بالمواجهة، أم بتسوية جديدة تبدأ من رئاسة الحكومة.
وكان الصحافيون أبلغوا فور وصول الرئيس الحريري الى بعبدا، انه سيلقي كلمة مكتوبة مباشرة على الهواء، مع تمني عدم طرح أسئلة.

 

بري

وسئل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عن تأييده سابقاً تسمية الحريري رئيساً للحكومة المقبلة، فأجاب باقتضاب أمام زواره: "ليعلن الرئيس الحريري انه مع "س. س" وبشوف عندها من اسمي".
وشدد على الدعوة الى عدم "الخربطة الأمنية". وأضاف: "المهم الأمن أولاً وأخيراً، والوضع جيد، وما يحصل في البلد هو مسألة دستورية صرف وفي الامكان معالجتها في السياسة وفق قواعد القانون والدستور".
وعلم ان بري وسائر قوى المعارضة في مرحلة انتظار خلال الساعات الـ 48 المقبلة ليعرفوا بدقة ما سيقدمه الحريري.
وفي هذا الصدد قالت مصادر في المعارضة لـ"النهار" إن عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة يجب أن تتم وفق شروط خطية عن التزاماته، وإلا فان هناك الكثير من المرشحين المستعدين لذلك. وأشارت الى ان خطوط الاتصالات المحلية والدولية مع سوريا لم تنقطع وقد تؤدي الى حلحلة عشية الاستشارات بعد غد.
وعلق مصدر بارز في الاكثرية لـ"النهار" بأن البيان الذي تلاه الرئيس الحريري في بعبدا مساء أمس كان فيه تبنٍ واضح وصريح لمسعى "س - س" وهذا ما يجب ألا يفوت الرئيس بري ملاحظته.

 

سليمان

ومن تداعيات استقالة الحكومة، نقل زوار الرئيس سليمان امس استياءه الشديد من الخطوة التي أقدم عليها وزير الدولة عدنان السيد حسين المحسوب عليه والتي تشكل اساءة الى رئيس الجمهورية نفسه وطعنا فيه. وأشاروا الى ان الوزير السيد حسين كان قد أبدى رغبته في الاستقالة، فتمنى عليه الرئيس سليمان التريث في انتظار عودة الرئيس الحريري من الخارج وذلك من باب اللياقة، لكن السيد حسين سارع من خلف ظهر الرئيس وكتب استقالته من دون استئذانه وسلمها الى المدير العام لرئاسة الجمهورية ناجي ابو عاصي، في حين أن وزراء 8 آذار العشرة تصرفوا حسب الاصول وقدموا استقالتهم خطية الى الامين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي ليرفعها الى الرئيس الحريري ومنه الى رئيس الجمهورية وتتضمن الاسباب الموجبة والتواقيع مع عبارة "مع فائق الاحترام والتقدير" لرئيس الحكومة.

 

المحكمة

وفي تطور مرشح للاستئثار بالاضواء، علمت "النهار" من مصادر مواكبة لملف المحكمة الخاصة بلبنان ان القرار الاتهامي الذي يعده المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار سيسلم في الثالثة بعد ظهر اليوم الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين. واذا طرأ ما يحول دون هذه الخطوة، فان موعدها سيكون في حدود بعد غد الاثنين.
وبموجب قواعد الاجراءات والاثبات التي تعتمدها المحكمة ستكون هناك مهلة تمتد الى ستة أسابيع أمام فرانسين لينظر في القرار ويتخذ القرار بالسير بموجبه أمام المحكمة.
وفي مقر المحكمة بهولندا، قالت مصادر قريبة من قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أمس لوكالة "رويترز" ان بلمار سيرسل القرار الاتهامي "قريباً" الى فرانسين وربما صدر الأسبوع المقبل.

 

تركيا

• في أنقرة (رويترز) أعلنت تركيا أمس أنها تريد الدعوة إلى محادثات دولية رفيعة المستوى في شأن الأزمة السياسية في لبنان، بعد انهيار حكومة الحريري. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين بعدما استقبل الحريري: "نفكر في تنظيم سلسلة اجتماعات تشارك فيها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعوية وقطر وسوريا ولبنان ومصر". وأضاف: "يتصدر أولوياتنا إجراء محادثات عبر الهاتف. سنتحدث اليوم (أمس) مع ايران وقطر". وتوقع التحدث مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن المبادرة.
واجتمع أردوغان والحريري قرابة ساعتين أمس في أنقرة. وفي وقت سابق قال أردوغان في كلمة أمام مسؤولين من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه: "سنواصل تقديم دعم قوي لإيجاد وضع سلمي وآمن ومستقر في لبنان كبلد يمكنه إقامة حوار بين جميع الأطراف اللبنانيين".

 

فرنسا

• في باريس، نقل مراسل "النهار" سمير تويني عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي انه "في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها لبنان، تدعم فرنسا السلطات اللبنانية ولا تزال مستمرة في تعلقها باحترام المؤسسات والإطار الدستوري الذي حدده اتفاق الطائف، واحترام القيم الديموقراطية، في سبيل استقرار لبنان واستقلاله وسيادته". وأكد من جديدة تعلق بلاده بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، قائلاً: "تذكر فرنسا بتعلقها بالمحكمة الخاصة بلبنان وباستقلال لبنان. وينبغي أن تتمكن من الاستقرار في عملها من دون أية قيود".
وبعث الرئيس نيكولا ساركوزي برسالة الى الرئيس سليمان أكد فيها دعمه الشخصي ودعم بلاده لرئيس الجمهورية وخصوصا في هذه الفترة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر ديبلوماسي أوروبي امس ان باريس تدعو الى تشكيل "مجموعة اتصال" دولية حول لبنان لمساعدته على تخطي الازمة السياسية الحالية الناجمة عن سقوط حكومته.
وقال المصدر ان "فرنسا تدعو الى تشكيل مجموعة اتصال حول لبنان تضم، الى جانبها، سوريا والسعودية والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مع احتمال انضمام دول أخرى اليها". وأضاف: "سيلتقي ممثلون للدول الاعضاء في المجموعة خارج لبنان، نظرا الى التوترات الحالية هناك".
وأفاد ان فكرة تشكيل "مجموعة الاتصال" طرحت خلال استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحريري مساء الخميس في قصر الاليزيه، وان هذه الفكرة تدور حول ايجاد حل للأزمة السياسية الناتجة من سقوط حكومة الحريري.

 

الأمم المتحدة

• في نيويورك (الأمم المتحدة)، أفاد مراسل "النهار" علي بردى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أبدى أسفه البالغ أمس لأن الحكومة اللبنانية لا تستطيع القيام بعملها بسبب استقالة وزراء "حزب الله" منها، مؤكداً أن الوضع الراهن في لبنان "مقلق للغاية". وشدد على أنه "من مسؤولية" أي حكومة لبنانية جديدة "توفير التمويل" للمحكمة الخاصة بلبنان بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1757.
وفي مؤتمره الصحافي الأول في السنة الجديدة، قال بان إن "الأمم المتحدة أعلنت موقفها مرات عدة في الماضي. ولا يزال موقفها كما هو". وأضاف: "كما قرأتم في بياني الأسبوع الماضي بعد اجتماعي مع كل من رئيس الوزراء سعد الحريري والملك عبد الله بن عبد العزيز في نيويورك، أنا أراقب الوضع عن كثب" بعد استقالة ثلث الوزراء وتالياً حكومة الحريري. ورأى أنه "من المؤسف للغاية ألا تتمكن الحكومة من القيام بعملها كما ينبغي بسبب انسحاب وزراء حزب الله"، داعياً الى "استمرار الحوار بين جميع الأطراف والى احترام الدستور والقانون في البلاد".
وعن المحكمة الخاصة بلبنان، كرر أن "هذا نظام قضائي دولي مستقل ينبغي عدم وقفه أو التدخل فيه من أي طرف... أنا أحترم تماماً نزاهة" العاملين في المحكمة.
وسئل هل يؤثر على عمل المحكمة وقف أي حكومة لبنانية مقبلة التمويل اللبناني وسحب القضاة اللبنانيين ووقف التعاون مع المحكمة، فأجاب: "حين أنشئت المحكمة الخاصة بتفويض من مجلس الأمن، من الواضح أن لبنان كان أحد الطرفين اللذين عليهما توفير التمويل. وهذا ما فعلته (الحكومة). الطرف الآخر هو المجتمع الدولي، وهذا ما فعلته أنا لتأمين التمويل... أعتقد أن هذه المسؤولية ينبغي أن تستمر. والحكومة اللبنانية - كائناً من كان في السلطة - عليها مسؤولية توفير التمويل".
ورداً على سؤال جانبي لـ"النهار"، قال بان إن "الوضع الراهن في لبنان مقلق للغاية. الحكومة لا تستطيع العمل. هذا مقلق للغاية".
 


 

"رسالة" أميركية إلى سليمان وجنبلاط

واشنطن – من هشام ملحم:
أبلغت مصادر أميركية مسؤولة "النهار" ان الولايات المتحدة التي تراقب عن كثب وبقلق التطورات السياسية في لبنان، تريد ان توضح بشكل لا لبس فيه، ان مجرد تسمية شخصية سياسية من معسكر 8 آذار لتأليف الحكومة الجديدة كما توحي بذلك بعض الاصوات في الائتلاف الذي يقوده "حزب الله،"، سيعرض للخطر كل برامج المساعدات الاميركية للبنان، من اقتصادية وعسكرية، وسيقوض أسس الشركة السياسية بين البلدين".
وقالت ان الهدف الاولي لهذه "الرسالة"الاميركية هو الرئيس ميشال سليمان، وفي الدرجة الثانية سياسيون لبنانيون في مقدمهم النائب وليد جنبلاط، نظراً إلى اهميته في أي مشروع يهدف الى قلب المعادلة النيابية جذرياً.
جاء ذلك مع تأكيد مستشار الامن القومي كوم دونالن المشاركة الاميركية العميقة  في المساعي الديبلوماسية لمعالجة الازمة في لبنان بما في ذلك الجهود "الفرنسية الهادفة الى تنظيم فريق دولي لدعم الحكومة اللبنانية لمعالجة القضايا التي تواجهها". وبعدما اشار خلال لقاء والصحافيين في البيت الابيض الى الاستشارات التي ستبدأ الاثنين في بيروت لتأليف حكومة جديدة، اضاف: "سندعم العملية السلمية في هذا المجال"، أي تأليف الحكومة الجديدة. ورأى ان اهداف "حزب الله" بالنسبة الى كشف حقائق اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحقيق العدالة  "باتت عارية". وان الحزب سوف يواجه "وقتاً عصيباً وهو يحاول مواصلة خطابه السياسي كتنظيم مقاوم وهو يستمر في السير اتجاه تقويض حكومة تسعى بكل بساطة الى دعم الجهود الدولية للعثور على الحقيقة وتحقيق العدالة بعد اغتيال شخصية بارزة في البلاد".
وكانت مصادر اخرى في الكونغرس قد اوضحت لـ"النهار" ان بيانات التأييد القوية للرئيس سعد الحريري  ودعم استقلال لبنان وعمل المحكمة الخاصة الصادرة عن عدد من النواب في اليومين الاخيرين مشروطة بالتزام لبنان القرارات الدولية وبوجود حكومة يرأسها الحريري او أي سياسي من أئتلاف 14 آذار. وقالت ان القيادات الجمهورية الجديدة في مجلس النواب تحديدا ستراقب عن كثب أكثر ما يجري على الارض في لبنان، وان بعضها سيعلق بسرعة – بصرف النظر عما تفعله ادارة الرئيس اوباما- مختلف المساعدات للبنان اذا تألفت في بيروت حكومة يسيطر عليها ائتلاف 8 اذار. وكان آخر بيان قوي في هذا الشأن قد صدر مساء الخميس عن النائب الجمهوري اللبناني الاصل داريل عيسى الذي سيرأس لجنة المراقبة الحكومية النافذة، إذ قال ان "حزب الله هو سرطان" على الجسم السياسي في لبنان، واتهمه بتهديد مصلحة البلاد بكاملها من خلال اسقاط الحكومة.
ونفت المصادر الحكومية المسؤولة بشدة ادعاءات سوريا ومعسكرها في لبنان ان الولايات المتحدة تدخلت لتقويض ما سمي الاتفاق السعودي - السوري، ونددت "بالشائعات التي تبثها سوريا" عن وجود خلافات بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس سعد الحريري بسبب عدم تنفيذ الحريري ما هو متوقع منه وفقا للرواية السورية. واضافت: "الحقيقة هي ان السعودية لم تطلب  أي التزامات او تنازلات محددة من الحريري، والواقع هو ان السوريين هم الذين لم ينفذوا التزاماتهم التي نوقشت مع السعوديين". وأوضحت ان هذه الالتزامات شملت ترسيم الحدود، والغاء مذكرات التوقيف السورية في حق شخصيات لبنانية سياسية واعلامية قريبة من الحريري او تنتمي الى 14 اذار، ومعالجة مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وأشارت الى ان الرئيس السوري بشار الاسد رفض تنفيذ أي تعهد "واراد ارغام الحريري على التراجع".
وشددت المصادر على ان العاهل السعودي الملك عبدالله كان "منزعجا جدا من الرئيس السوري". واعترفت بأن المسؤولين لم يكونوا على علم بكل تفاصيل الاتصالات السعودية – السورية، وأنهم اطلعوا عليها كاملة خلال اللقاءات التي عقدوها مع الملك عبدالله وغيره من المسؤولين السعوديين في نيويورك في الاسابيع الاخيرة "ورأينا انها تتضمن عناصر ايجابية، خصوصا انها لا تشمل التخلي عن المحكمة الخاصة".
وكان واضحا ان المصادر الاميركية تشعر باستياء واضح من "هذه الشائعات التي يروجها السوريون، وتوجيههم اصبع الاتهام الينا وفي الوقت عينه الادعاء ان علاقاتهم جيدة مع السعودية. هذا غير صحيح، والحقيقة هي ان الملك عبدالله لم يعد يثق بهم".
وحين سئل المستشار دونالن عن قرار ارسال السفير روبرت فورد الى سوريا وهو قرار فسره البعض بأنه "مكافأة لسلوك سيىء" أجاب بأن وجود سفير أميركي في دمشق "يخدم مصالحنا" لأنه يعفي الحكومة الاميركية كلما أرادت التحدث مع السوريين من عبء ارسال وفد ديبلوماسي خاص الى دمشق، و"أردنا ان يكون لنا ديبلوماسي ذو خبرة وقوي ومتمرس بشؤون المنطقة، وأن يكون على الارض، ولذلك نحن لا نرى ذلك على أنه نوع من المكافأة للحكومة السورية. نحن نرى الامر على أنه يخدم مصالحنا لأنه يعزز قدرتنا على القيام بعملنا الديبلوماسي لخدمة مصالحنا".
ووضعت المصادر المسؤولة التي تحدثت معها "النهار" ما يسمى المبادرة الفرنسية في سياق المحاولات الرامية ليس فقط الى منع لبنان من الانزلاق الى العنف، بل الى انقاذ بعض العناصر المهمة التي كان يفترض ان تنفذ وفقا للاتفاق السعودي – السوري وخصوصا صون التزام المحكمة الخاصة وعدم ارغام اللبنانيين على الاختيار بين العدالة والاستقرار، ووفقا لصيغة "تحقيق مقدار من العدالة مع الحفاظ على الاستقرار". وأضافت: "للرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي علاقات وقنوات مفتوحة مع أطراف اقليميين ونأمل في ان تنجح مساعيه".
وكشفت المصادر ان من الدول التي سيحاول ساركوزي اشراكها في جهوده (التي من المرجح أن تشمل مؤتمرا دوليا حول لبنان) الى الولايات المتحدة ومصر والسعودية وسوريا، تركيا وقطر وربما دولا اخرى. وقالت انه في أسوأ الاحوال وحتى لو لم تؤد المبادرة الفرنسية الى تسوية مقبولة لدى مختلف الاطراف في المدى البعيد، إلا أنها في المستقبل المنظور يمكن ان تحقق ما حققته فترة الاتصالات السعودية – السورية، أي ابقاء الامل في لبنان في احتمال التوصل الى تسوية سلمية ومنع الوضع من الانفجار.
وتحدثت المصادر المسؤولة بخيبة ملحوظة عن عدم استجابة سوريا او عدم تقديرها أهمية سياسة الحوار معها التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما فور وصوله الى البيت الابيض. ورأت انه كانت أمام الرئيس السوري أكثر من فرصة لفتح صفحة جديدة مع واشنطن للتحاور مباشرة مع أوباما في اتصالات هاتفية او في لقاء قمة لو تصرف بطريقة مسؤولة في لبنان والعراق وفلسطين. وتساءلت "اذا لم يستطع السوريون التعامل بايجابية مع رئيس مثل أوباما، فهل يفعلون ذلك مع رئيس جمهوري؟"
ولم تخف المصادر استياءها لأن الرئيس السوري غالى في مواقفه التي كان يدرك سلفا ان واشنطن لا يمكن ان تتسامح معها وتحديدا زيادة حجم تسليح "حزب الله" بصواريخ متطورة وبعيدة المدى بينها صواريخ من طراز "سكود" تم تدريب عناصر لـ"حزب الله" على استخدامها داخل الاراضي السورية.
 

 


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,882,007

عدد الزوار: 7,007,094

المتواجدون الآن: 77