نصر الله: التسلح مستمر وميقاتي أفرزته الأكثرية

الإثنين 21 آذار 2011 - 5:52 ص     2583     محلية

اعتبر السلطة ثمناً للقرار الظني وتعهّد ملفاً من "ويكيليكس" مثل شهود الزور
نصر الله: التسلح مستمر وميقاتي أفرزته الأكثرية
14 آذار: ألغى الدستور ونصّب نفسه مصدر الحريات

بعد التحرك الشعبي العارم لقوى 14 آذار في مواجهة وصاية السلاح خارج سلطة الدولة دخل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس على خط الرد المباشر، مؤكداً استمرار سلاح المقاومة ومضيفاً إليه وظيفة جديدة تتعلق بحماية التنقيب عن النفط. وتطرق في الوقت عينه الى أزمة تأليف الحكومة فقال "ان هذا تحدٍ سياسي يجب أن تتحمله الأكثرية النيابية الجديدة"، وتعهد النجاح في هذا التحدي.

 

في المقابل، لا تزال أوساط رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي تعتصم بالصمت بناء على توجيهاته. وفي معلومات مصادر مواكبة لعملية التأليف أن الامور عادت الى المراوحة نتيجة تمسك رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بشروطه التي بات معلوماً أنها تتلخص بطلبه حصة من 12 وزيراً في حكومة ثلاثينية، وأن تكون حقيبة الداخلية من ضمنها، وأن الرئيس المكلف لا يزال ينتظر جواباً من موفدي السيد نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد عون، والمتوقع أن يكون خلال اليومين المقبلين بعد عودة موفد عون الوزير في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل من دبي التي توجه اليها مباشرة من مكتب الرئيس ميقاتي عقب الزيارة المشار اليها.
على ان مصادر سياسية ونيابية مستقلة ومن قوى 14 آذار أعربت عن اعتقادها ان العقدة الداخلية ليست الا "واجهة"، وان العقدة الحقيقية تكمن في أن قرارا اقليمياً بتأليف الحكومة لم يصدر بعد، وانه لا بد من ضغط سوري على قوى 8 آذار، لافتة الى ان السوري لن يتخذ قرارا من دون التفاهم مع السعودي وهذا ما لم يحصل بعد. (راجع ص2)
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجرى مشاورات مع الرئيس ميقاتي قبل ظهر امس في قصر بعبدا تناولت المراحل التي قطعتها الاتصالات لتأليف الحكومة الجديدة.

 

وفي كلمته في "الاحتقال التضامني مع الشعوب العربية" الذي اقامه "حزب الله" مساء امس، تطرق نصرالله الى الوضع الداخلي فقال: "ان موضوع المقاومة لا يعالج بالتحريض (...) وعلى رغم كل هذا الضجيج فأنا اؤكد لكم انه لن يؤثر شيئا على اداء المقاومة، فهي مستمرة في ادائها، في التدريب والتسليح والتنظيم واستكمال الجهوزية المكتملة لكن لرفع مستواها الى مستوى اعلى والتعاون في المعادلة الذهبية بين الجيش والشعب والمقاومة".
واعتبر "ان القرار الظني صدر وليس له اي قيمة ولم تحصل فتنة شيعية سنية في لبنان ولن تحصل. وثمن القرار الظني كان السلطة التي يتباكون عليها الآن". واشار الى "ان سلاح المقاومة موجّه الى العدو ولكن ما حدا يتحركش فيها".
وتعهد تكوين ملف قضائي من وثائق "ويكيليكس" مضيفا: "اذاً، لدينا ملف جديد مثل ملف شهود الزور نريد ان نفتحه بالبلد".
وقال: "في موضوع الحكومة، اقول لكم بكلمة مختصرة، نعم هناك ضغوط. اولا في تشكيل الحكومة: يجب ان تبدأوا بمحاسبة الاكثرية الجديدة منذ لقاء البريستول عندما اعلنت قوى 14 آذار انها لن تشارك، يعني نبدأ العد العكسي من ذلك اليوم وليس منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي.
طبعا، هناك ضغوط كبيرة على الرئيس ميقاتي، سفراء ودول، سؤال عن طبيعة الحكومة، وبالتالي هناك ضغوط خارجية تقول: لا تشكلوا حكومة من لون الاكثرية الجديدة، "طيب كيف؟"، هي اكثرية جديدة من حقها ان تتشكل منها الحكومة. نقاش في اللون، ضغوط على تركيبة الحكومة، ضغوط على بيانها الوزاري، ضغوط على سياساتها المستقبلية.
الموضوع ليس موضوع عقد داخلية. في الاكثرية الجديدة هناك مطالبات وانا برأيي هي مطالبات محقة ويجب ان تناقش، وفي تشكيل اي حكومة في لبنان الامور تجري بهذه الطريقة، وهذا ليس بدعا الذي يحصل الآن، وقد يأخذ بعض الوقت، ولكن المسألة ليست فقط هذه، وانما هي ضغوط. انتم تستطيعون ان تسمعوا كل يوم في 14 آذار مهرجاناتهم وتصريحاتهم يطالبون الرئيس ميقاتي بتشكيل حكومة تكنوقراط. ماذا يعني هذا؟ هل انتم عندما كنتم الاغلبية كنتم ترضون برئيس وسطي يشكل حكومة تكنوقراط؟ هل الرئيس ميقاتي هو رئيس توافقي ام رئيس افرزته اكثرية جديدة في اطار صراع سياسي قائم في البلد؟ وبالتالي لا شك ان الرئيس المكلف يتعرض لضغوط متنوعة. هذه عقد بعضها الداخلي طبيعي والخارجي هو غير طبيعي، بل يتم استجلاب الخارج وانا اعرف وانتم تعرفون مستوى الاستعانة بالخارج، الاميركي والفرنسي والغربي والعربي للضغط على الرئيس المكلف، واذا احتجنا في يوم من الايام لاظهار تفاصيل فنحن جاهزون لذلك.
لكن مع ذلك انا في ختام الوضع اللبناني اريد ان اقول لكم: ان شاء الله الأكثرية الجديدة بكل عزم وبكل جدية سوف تعمل على تشكيل حكومة وستشكل حكومة لبنانية جديدة برئاسة دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وهذا تحد سياسي يجب ان نواجهه وان نتحمله جميعا في الاكثرية النيابية الجديدة".

 

وفي رد أولي على خطاب نصرالله الذي قال ان المهرجانات والخطابات جرت "دون ان يحصل أي أذى او ضربة كف" وانه "الى جانب الجيش والقوى الامنية، كانت قوى الاكثرية الجديدة شريكة فعلية طوال الليل والنهار لحماية من يشتم المقاومة ومن يعتدي عليها (…)". وهذا دليل على انه لا مسدس في رأس أحد"، قال مصدر بارز في قوى 14 آذار لـ"النهار": "إنه يتكلم كمن نصّب نفسه مصدراً لكل الحريات في لبنان. وعليه يجب على كل اللبنانيين ان يكونوا شاكرين لنصرالله على السماح لهم بحرية التعبير. ان هذا يمثل تنازلا كبيراً من قبله بعدما ألغى الدستور وألغى الدولة. انه فعليا مصدر كل السلطات والحريات وسلاح "حزب الله" هو المرجع بدلا من الدولة".
الى ذلك، أكد المصدر ان جولات رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري التي بدأت في طرابلس ستشمل كل المناطق، وسيحدد البرنامج الزمني لها في حينه.
 

حَمَل بشدة على نظام البحرين في "يوم التضامن مع الثورات العربية"
 نصرالله: سنرفع دعاوى على خلفية "ويكيليكس"
لا جديد في الكلام على السلاح والحكومة ستتشكل

السيد نصرالله متحدثاً وبدت اعلام دول عربية تشهد ثورات. (سامي عياد)

 كتب عباس الصباغ:
اعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الحزب في صدد رفع دعاوى قضائية ضد من "كان يحرض ويدعو الى تدمير لبنان ويتآمر مع المقاومة ولا يزال يقوم بذلك، ولذلك سنكوِّن ملفا قضائيا ولن نقوم بتظاهرات، أهل بنت جبيل وعيتا والناس الذين قصفوا (سيقدمون الدعاوى)، خصوصا عندما يقول أحدهم "اقتلوهم" في حرب تموز 2006 ". وأكد "عدم الدخول في سجال حول سلاح المقاومة، لأن كل هذا الضجيج لن يؤثر شيئا في أداء المقاومة فهي مستمرة في التدريب والتسليح والتنظيم ورفع مستواها والتعاون في المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة". وغمز من قناة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري سائلاً: "عندما تقرر أي حكومة لبنانية أنها ستحفر في البحر في الجنوب بحثا عن النفط وتهددها إسرائيل لن تجد سوى هذه المقاومة لحفظ حق لبنان، في النفط والغاز، كيف سندافع عن نفطنا؟ بالشعر والقصائد والكرافات؟ يومذاك فلنر الجاكيت كل واحد حقه يشلح ويلبس اللي بدو". وأكد ان الحكومة ستشكل برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، معتبراً ذلك "تحدياً سياسياً  يجب أن نتحمله جميعا في الأكثرية".
كلام نصر الله جاء خلال احتفال تضامني حاشد مع ثورات الشعوب العربية اقامه "حزب الله" في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية مساء امس، وحضره عدد من النواب والمسؤولين في "حزب الله" والاحزاب الحليفة وجمع من رجال الدين وشخصيات وحشد من المناصرين. وافتتح الاحتفال بآيات قرآنية قدمت مشهدية عن "ثورات الشعوب العربية من تونس الى البحرين"، وأطل السيد نصر الله عبر شاشة ضخمة متحدثاً نحو 90 دقيقة عما تشهده المنطقة، ومؤكداً دعم الحزب  لثورات الشعوب العربية. ودعا "الحكام في ليبيا واليمن والبحرين الى استجابة مطالب الشعوب"،  كما رأى ان "الإدارة الأميركية شريكة في جرائم الأنظمة، وأي كلام أميركي على احترام الحقوق وإدانة القمع والترهيب يبقى ساقطا نتيجة السياسة الأميركية تجاه الشعب الفلسطيني. فقبل أيام وضعت أميركا "فيتو" على قرار منع الاستيطان. في فلسطين شعب يقصف وتدمر منازله ويهجر، والقدس تتعرض فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية للتهديد والخطر، والأميركيون يدافعون عن المعتدي وساحق العظام".
ثم انتقل الى الحديث عن الوضع في البحرين، فقال ان المعارضة هناك "سلمية لم تكسر زجاجا ولم تعتد على أحد". متهماً النظام بدهم المستشفيات والاعتداء على الجرحى، واضاف: "دمرت بيوت بعض المعارضين وهذه طريقة إسرائيلية. ضاق صدر الحكام حتى برمز اللؤلؤة وكل هذا يمكن الصبر عليه لأن الوحشية هي من طبيعة الطغاة وتقديم التضحيات هي من طبيعة المجاهدة. ولكن المظلومية هي محاصرة الدماء بحصار الطائفية. يجب توجيه التحية إلى علماء المسلمين السنة، وإلى الحركات الإسلامية السنية في لبنان والعالم العربي، وإلى كل المواقف التي اتخذتها. ويجب أن أقف بشكل خاص أمام الموقف المعبر لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان". وسأل "من يسكت عن الظلم اللاحق بإخواننا في البحرين: لماذا السكوت عن الظلم اللاحق بهم؟ بل لماذا يتم إدانة التحرك واتهام الجرحى؟ هل لأنهم شيعة؟ هل ان انتساب غالبية المعارضة في البحرين إلى المذهب الشيعي يجعلها معارضة مستباحة الدماء تصدر في حقها الفتاوى؟ أين الحق في هذا؟ نحن جميعاً وقفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ولم يسأل أحد ما هو مذهب الشعب الفلسطيني"، ولم يسأل أحد عن دين شعوب تونس ومصر وليبيا ومذاهبها (...) وما هو الفرق بين نظام آل خليفة ونظام آل مبارك أو آل القذافي؟ الديموقراطية؟ مراعاة حقوق الإنسان؟".
وتابع: "ما يجري في البحرين ليس تحركا طائفيا بل إنه سلاح يستخدمه العاجز، وهذا لن ينال من إرادة الأحرار في البحرين، وكلمتي للبحرينيين: لا تحزنوا من فتاوى الطائفيين لأن هناك أصواتاً كبيرة من أهل السنة تقف الى جانبكم، أقول لكم: اثبتوا في الدفاع عن حقوقكم، أقول لهم: لديكم قيادة حكيمة وشجاعة فاسمعوا لها إن دماءكم وجراحكم ستهزم الطغاة وإن طالت المدة".
وتوجه الى حكام ليبيا واليمن والبحرين بالقول "كيف تتصورون المستقبل؟ مهما طال عنادكم مصيركم الهزيمة فاستجيبوا لشعوبكم قبل فوات الأوان".

 

وفي الوضع الداخلي قال: "خلال الشهرين الماضيين بعد سقوط الحكومة السابقة وتكليف شخصية جديدة بتشكيل الحكومة، شهدنا دعوة شعارها إسقاط السلاح ما زالت مستمرة في أشكال مختلفة. قيل في هذا كل ما يمكن أن يقال، واستخدمت وسائل إعلام مختلفة حتى الرسوم المتحركة، "حتى سمبا وموفاسة"، تعليقي لتحديد المسؤولية فحسب هو التالي: في الشكل كل ما قالوا وسمعناه، والمهرجانات والخطابات، من دون أن يحصل أي أذى أو ضربة كف هو دليل على كذب الادعاء وعلى ألاّ مسدس في رأس أحد ولا رشاش في وجه أحد (...) وأكثر من ذلك، إلى جانب الجيش والقوى الأمنية، قوى الأكثرية الجديدة، "أمل" و"حزب الله"، كانوا شركاء فعليين طوال الليل والنهار لحماية من يشتم المقاومة ومن يعتدي عليها. والدليل على أن لا مسدس في رأس أحد هو أنكم تحرضون وتستفزون من دون أن يتعرض لكم أحد".
واعتبر ان "كل ما يقال هو تكرار"، وتابع: "كل هذا الضجيج لن يؤثر شيئا في أداء المقاومة، فهي مستمرة في التدريب والتسليح والتنظيم، ورفع مستواها والتعاون في المعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة)، وآخر نتائجه اكتشاف المنظومة التجسسية في جنوب لبنان، وعندما تقرر أي حكومة لبنانية أنها ستحفر في البحر في الجنوب بحثا عن النفط وتهددها إسرائيل لن تجد سوى هذه المقاومة لحفظ حق لبنان في النفط والغاز. كيف سندافع عن نفطنا؟ بالشعر والقصائد والكرافات؟ يومذاك فلنر الجاكيت وكل واحد حقه يشلح ويلبس اللي بدو".
ورأى ان الغاية من الحملة هي "الزج بالمقاومة في سجال، ونحن أخذنا على عاتقنا عدم الدخول في ذلك، فالناس هم الذين صنعوا إنجازات المقاومة ونحن نعبر عن ذلك. لن ننجرّ، فاخطبوا قدر ما تريدون، فلا حجة جديدة جديرة بالمناقشة. وهناك ملف آخر للسجال هو الاستفزاز، ففي الاستفزاز يتم الذهاب أيضا إلى المجال الطائفي، نحن لا يجوز أن نستفز، ومن لا تحمله أعصابه يجب ألا يسمع، فلا يجوز أن نستفز، دائما هنالك من يضع نصب عينيه الفتنة السنية الشيعية، كانوا يأملون من خلال القرار الظالم والمحكمة الدولية في جر لبنان لهذه الفتنة، ونعتبر أن القرار الظني صدر وليس له أي قيمة ولن تحصل أي فتنة سنية شيعية في لبنان".  وتابع: "ثمن القرار الظني هو خسارتهم السلطة، ويجب أن نتعامل مع كل ما يقال في وسائل الإعلام بدرجة عالية من الصبر. فهل من شيء يدعو الى القلق؟ المقاومة بخير وسلاحها بخير وجمهورها بخير وعيون المقاومة وسلاحها دائما وأبدا موجهة إلى العدو ولكن "ما حدا يتحركش فيها" ".

 

وكشف ان "حزب الله" في صدد تنظيم ملف قضائي "لمن حرض على المقاومة حسب ما كشفت "وثائق ويكيليكس".  واضاف: "نقسم ما نقل عن أشخاص قسمين: هناك من أجرى مراجعة لمواقفه وأعلن وقوفه إلى جانب المقاومة، وهناك قسم آخر ما زال يقول ويمارس ما قاله في الويكيليكس. كان يحرض ويدعو الى تدمير لبنان ويتآمر ضد المقاومة ولا يزال يقوم بذلك، ولذلك سنكوّن ملفا قضائيا ولن نقوم بتظاهرات: أهل بنت جبيل وعيتا والناس الذين قصفوا (سيقدمون الدعاوى) خصوصا عندما يقول أحدهم "اقتلوهم" في حرب تموز. في الـ2006 كانت لدينا معلومات من هذا النوع ولم نفضحها، نحن نعرف كيف تآمر من تآمر ومع ذلك وقفت في 22 أيلول وقلت تعالوا لنضع يدا بيد لنحمي لبنان، مع من؟ مع من نعلم أنهم تآمروا علينا وشاركوا في قتل نسائنا وأطفالنا.
اليوم أصبحت هذه الأمور على صفحات الجرائد وعلى رغم ذلك سنتصرف بكل حضارية ونتابع الموضوع على مستوى القضاء. "اما عن الحكومة فاكد "ان الرئيس ميقاتي سيشكل حكومة على رغم الضغوط" مستغرباً رفض حكومة اللون الواحد وسائلاً "هل ان الرئيس ميقاتي وصل الى التكليف لأنه وسطي ام أن الاكثرية الجديدة اوصلته؟".