بعد الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية خارطة طريق إسرائيلية للعدوان على لبنان

السجال بين حزب الله والمستقبل يتحول إلى صراع على القرار

تاريخ الإضافة الأحد 10 نيسان 2011 - 6:07 ص    عدد الزيارات 2565    القسم محلية

        


السجال بين حزب الله والمستقبل يتحول إلى صراع على القرار
الحريري: مواقفي لحماية اللبنانيين في الخليج { نصر الله يردّ بقساوة اليوم

لم يعد السجال، الذي يخفي ضمناً، صراعاً على القرار بين <حزب الله> و<تيار المستقبل> محصوراً داخل مؤسسات الدولة، ولا سيما في مجلس الوزراء، مثلما كان يحصل ايام حكومة الوحدة الوطنية، بل خرج هذا الصراع الى الشارع من خلال الخطاب السياسي الذي يطرحه الرئيس سعد الحريري في الفترة الاخيرة، واصرار <حزب الله> على التمسك من جهته، بخطابه وخياراته السياسية المعروفة، والتي سيعيد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله التأكيد عليها، في الكلمة التي سيلقيها مساء اليوم عبر قناة <المنار> وبعد نشرة اخبار السابعة والنصف حسب ما افادت الوحدة الاعلامية للحزب، والتي ستكون بحسب مصادر في الحزب <رسالة قاسية جداً للقاصي والداني>.

وقالت هذه المصادر ان نصر الله سيرد مباشرة على الرئيس الحريري من الموضوع الايراني ومن موضوع السلاح الذي سكت عليه الحزب طويلاً، كما سيتطرق الى ملفات قضائية وامنية، ومنها ملف سجن رومية وقضية خطف الاستونيين وتفجير كنيسة زحلة، فضلاً عن ملف اللبنانيين في ساحل العاج، ووثائق <ويكليكس>.

اما مقاربته للموضوع الحكومي، فقد اشارت المصادر الى انه سيكون من خلال الكلام الاخير للعماد ميشال عون والذي دعا فيه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اما الى المخاطرة والمضي قدماً في التشكيل واما رد التكليف والاعتذار.

وفيما بدا واضحاً ان الصراع على القرار يخفي في حقيقته صراعاً على السياسة الخارجية، واحدى تجلياته ما يتعرض له اللبنانيون في الخليج، نتيجة تداعيات المواقف من التطورات والاحداث التي تجري، ليس فقط في الخليج بل في غير دول عربية، فإن اولى ضحاياه سيتجلى بدوره في تعثر تأليف الحكومة الجديدة، الامر الذي يشير الى ان الملف اللبناني حار ذا ارتباط وثيق بكل هذه التطورات، بحيث لم يعد لدولة امر فريق القدرة على التأثير الاحادي فيه، مما يعني ان التجاذب الخارجي سيؤدي حتماً الى تجميد الملفات اللبنانية اللاهبة، وفي مقدمها تشكيل الحكومة.

وقال قيادي في قوى 14 آذار لـ<اللواء> ان فريق الاكثرية النيابية الجديدة لا يزال يقارب ملف تشكيل الحكومة بمعزل عن التطورات الدراماتيكية المحيطة بلبنان، وهي مقاربة هشة لن توصل هذا الفريق الى ما يتمناه، مبدياً اعتقاده بأن الحراك السوري المتسارع، والذي فاق كل التوقعات، سيضفي مزيداً من التعقيد على المشهد اللبناني، نظراً الى ان طبيعة ما يحصل في المدن السورية من جهة، وان الاتصالات ذات الاهمية الفائقة التي تجري بين عواصم عربية واقليمية من القاهرة الى الرياض فأنقرة، والتي سيكون لها التأثير الأكبر في التطورات السورية.

الحريري لنواب <المستقبل> وفي هذا السياق، كشف الرئيس الحريري لنواب كتلة <المستقبل> التي اجتمعت أمس برئاسته في <بيت الوسط> انه ستكون له جولة عربية واسعة ستقوده إلى السعودية ومصر وقطر والبحرين والامارات، ودول أخرى لم يحددها، في إطار تحصين الاستقرار اللبناني، مشيراً إلى ان تأجيل زيارته التي كانت مقررة اليوم إلى القاهرة كان لسبب تقني نتيجة ارتباطات طارئة لرئيس المجلس العسكري في مصر المشير محمد حسين طنطاوي، الذي سيزور اليوم السعودية مع رئيس الحكومة عصام شرف، وهي (أي الزيارة) ستتم بعد بضعة أيام.

وقال الرئيس الحريري، بحسب مصادر نيابية في كتلة <المستقبل> أن الخطابين اللذين القاهما مؤخراً، الأوّل حول سلاح <حزب الله> والثاني من إيران أعادا شيئاً من التوازن إزاء وضع اللبنانيين في الخليج الذين يقدر عددهم هناك بنحو 300 ألف لبناني، لافتاً النظر إلى ان السياحة إلى لبنان تراجعت بنسبة 35 بالمائة والجزء الأكبر منها يأتي من الخليج، كما أن اللبنانيين هناك تعرضوا لاضرار كبيرة بعد الموقف الأخير للسيد نصر الله من تطورات الوضع في الخليج ولا سيما في البحرين، بغض النظر عن طائفة أي واحد منهم أو مذهبه.

وأضاف بأن التدخل الإيراني في المجتمعات العربية، ليس سراً، وكنا في مرحلة سابقة ندوّر الزوايا في إطار الحرص على العلاقات العربية - الإيرانية، مشيراً إلى انه عندما زار طهران مؤخراً سأله المسؤولون الإيرانيون عن السبيل لتحسين هذه العلاقات، فأجابهم بعدم التدخل، لكن الايرانيين استمروا في التدخل والذي اتخذ في التطورات الأخيرة طابعاً مكشوفاً في اتجاه تغيير أنظمة الحكم، وهذا امر ليس مقبولاً، مؤكداً بأن الموقف الذي اعلنه اساسي ولا تراجع عنه.

وعن زيارته الأخيرة إلى تركيا، اوضح أنه لمس من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأن هناك تحديات كبيرة تواجه المنطقة، مبدياً تخوفه من الوضع في ليبيا، مؤكداً أن أمن الخليج من أمن تركيا، وأن الأتراك في النهاية هم مع التحرك الشعبي، ويؤيّدون الدولة السورية مع ضرورة إجراء إصلاحات.

وكان الحريري أجرى ظهراً اتصالاً بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة طالباً منه عدم اعتبار أي موقف من أي تشكيل سياسي في لبنان موقفاً للدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني، متمنياً <عدم تعميم تداعيات مثل هذه المواقف المؤسفة على علاقة البحرين باللبنانيين القاطنين فيها، أو بلبنان وشعبه>.

وتبعاً للانقسام السياسي في البلد، فقد كانت لمواقف الحريري من إيران، ردود فعل متفاوتة بين مؤيّد لها ومعارض، وكان البارز فيها، موقف الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الذي غمز من قناة رئيس حكومة تصريف الأعمال، من دون أن يسميه، حيث اعتبر أنه <من غير المفيد إعلان مواقف من مسؤولين لا تعكس موقفاً لبنانياً واحداً ولا تعبّر عن إرادة لبنانية جامعة، خصوصاً إذا كانت المواقف التي تعلن اليوم تختلف عما سبق أن أعلنه المسؤولون أنفسهم في مناسبات سابقة>.

كما كان للرئيس سليم الحص موقف مماثل، إذ اعتبر أن <الحملة الشعواء على إيران هي في غير محلها، ومن شأنها صرف الأنظار عن العدو الحقيقي إسرائيل، فيما رأى رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط <أننا عدنا إلى سياسة المحاور>، مشدداً على أنه <مهما علت الخطابات والصيحات والنبرات من هنا وهناك، فإن سياسة المحاور لا تفيد>، داعياً خلال غداء تكريمي أقامه اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي للابتعاد عن سياسة المحاور، <وأن نعود بعد تشكيل الوزارة إلى طاولة الحوار على قاعدة لا لاستخدام السلاح في الداخل ونعم لبناء استراتيجية دفاعية واضحة تستوعب تدريجياً سلاح المقاومة في الجيش والدولة>.

الحكومة في غضون ذلك، قال مصدر في قوى الثامن من آذار لـ <اللواء> ان المفاوضات لتشكيل الحكومة شهدت تقدما ملموسا، لكن الوصول الى اتفاق نهائي ينتظر لقاء بين الأمين العام لـ <حزب الله> السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل <الاصلاح والتغيير> النائب العماد ميشال عون.

واوضح ان الامور تسير بشكل إيجابي نسبة الى الصيغ المطروحة، لافتا الى ان اللقاء بين نصرالله وعون من شأنه ان يمهد الطريق>.

ولفت الى ان قيادة <حزب الله> كثفت جهودها من أجل <ترطيب> مطالب عون لتسهيل التوصل الى اتفاق مع الرئيس ميقاتي حول توزيع الحقائب الوزارية.

وكشف ان ثمة صيغة هي الاكثر تداولا في الوقت الراهن من شأنها خفض حصة عون من 12 او 11 وزيرا الى 10 وزيرا، على ان يتم في ضوئها بدء البحث في هوية الوزير الجديد للداخلية تسوية بين الرئيس سليمان وعون، لكنه اشار الى ان اسم الوزير العتيد لم يحسم، علما ان ثمة اقتراحات عدة في هذا الشأن، منها ان يتولى النائب سليمان فرنجية شخصيا وزارة الداخلية.

في السياق عينه، اوضح مصدر في <التيار الوطني الحر> لـ <اللواء> ان عون قدّم بالفعل تصوره الحكومي الى معاوني الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ونصر الله حسين خليل، تاركا لهما التفاوض مع ميقاتي. وقال ان قيادة التيار الوطني الحر تنتظر رد ميقاتي على الاقتراح قبل إعادة النظر في تأييده للرئيس المكلف تشكيل الحكومة.

واذ امتنع عن الكشف عن تفاصيل اقتراح عون، أوضح ان النقاش في مسألة وزارة الداخلية يبدأ بعد رد ميقاتي واستجابته لمطالب رئيس تكتل الاصلاح والتغيير فيما يتعلق بعدد من الوزارات والحقائب التي ستخصص للتكتل.

وكان الرئيس المكلف قد ابلغ زواه في طرابلس، قبل ان يعود لاحقاً الى بيروت حيث ادى صلاة الجمعة في <مسجد السلام> القريب من منزله في فردان، ان المشاورات تسير بخطى وطيدة نحو انجاز التشكيلة الحكومية التي ينتظرها اللبنانيون، مشيرا الىان الاتصالات حققت تقدما مهما، وهي تجري في اجواء ايجابية وان كل الاطراف يدركون ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وفق القواعد الدستوري، وعلى اساس تمثيل القوى السياسية والكفاءات لتكون الحكومة منسجمة وقادرة على القيام بالعمل المطلوب على الصعد الاجتماعية والحياتية والخدماتية والاقتصادية والانمائية.

ولفت الى ان ما يتم تداوله في الاعلام من صيغ حكومية ومن تحليلات للتوازنات داخل الحكومة غير دقيق، لان منطلقات تشكيل الحكومة لا تقوم على المحاصصات الضيقة وانما تستند على احترام القواعد الدستورية التي يجب العودة للالتزام بنصوصها واحترام مضامينها، آملاً ان تنتهي المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الى ما يتمناه اللبنانيون في وقت قريب وتشكيل الحكومة.

ولاحظت مصادر طرابلسية زارت الرئيس ميقاتي، ان الرئيس المكلف غير مستعجل كثيراً لتأليف الحكومة، فيما ابدت اوساطه تفاؤلاً غير مبالغ فيه بامكانية ولادة الحكومة في غضون اسبوعين على ابعد تقدير.

 

بعد الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية خارطة طريق إسرائيلية للعدوان على لبنان
حكومة اللون الواحد ونهج الإستئثار يهددان الإستقرار والإنجازات
<العدو الإسرائيلي يعمل على استغلال غياب السلطة الموحّدة والإنشغال بالإنتفاضات لشنّ عدوانه>

في أخطر وأقوى المعلومات التي تسرّبت منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 كان ما نشرته صحيفة <واشنطن بوست> الأسبوع الماضي عن خارطة للجيش الاسرائيلي يشير فيها لمواقع عسكرية لحزب الله في قرى الجنوب، وأن لحزب الله ألف منشأة عسكرية في الجنوب اللبناني، ستكون بنك أهداف للطيران الاسرائيلي·

وذكرت الصحيفة بأن الخارطة وصلت إليها من مجموعة من ضباط الجيش الاسرائيلي، وذكر أحدهم <بأننا نشرنا الخارطة ليرى العالم بأن حزب الله يحوّل القرى اللبنانية في الجنوب لجبهة حرب، وأن مواقعه العسكرية قريبة من المستشفيات والمدارس والمنازل>، وقال آخر بأن <الهدف من نشر الخارطة هو لمنع أي انتقادات مثل تلك التي وجّهت إلى اسرائيل بعد الحرب على قطاع غزة في إطارعملية الرصاص المصبوب في أواخر عام 2008·

من جهة ثانية الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل تعيش الآن حالة من التوتر الشديد الذي ينذر بعدوان جديد على غزة، وهذه الخطورة لم تشهدها هذه الحدود منذ انتهاء عدوان عملية الرصاص المصبوب أواخر عام 2008 وأوائل 2009 حيث تعرضت غزة وقتها لعدوان شرس ومدمّر استخدمت فيه اسرائيل كافة الأسلحة التدميرية والمحرّمة دولياً·

إن نشر الخريطة العسكرية الاسرائيلية لبنك الأهداف التي تدّعي فيها أنها مواقع عسكرية لحزب الله، والتهديدات الاسرائيلية المتتالية بشن عدوان على غزة، يشكل خارطة طريق اسرائيلية للعدوان على لبنان وغزة·

فقد عوّدنا العدو الاسرائيلي أنه قبل أي عدوان يعمل بإتقان على تمهيد الطريق بحملة سياسية وإعلامية دولية ضخمة لتبرير عدوانه، ولتبرير قتل المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء وليبرر كافة أساليبه التدميرية الوحشية، وما يقوم به اليوم هو جزء أساسي من هذه الحملة المخطط لها قبل العدوان على غزة وعلى لبنان،

كما أن العدو الاسرائيلي يعمل على استغلال انشغال العرب والمجتمع الدولي بما يحصل من انتفاضات وأحداث أمنية في أكثر من ساحة عربية وهي ممتدة من تونس وليبيا ومصر إلى اليمن والبحرين وسوريا والأردن والعراق·

في غزة سارعت المنظمات الفلسطينية وفي مقدمها حركة حماس إلى الإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد، لعلّها في ذلك تؤجل العدوان الاسرائيلي·

والسؤال ماذا عمل لبنان الرسمي وغير الرسمي لمواجهة الحملة الإعلامية - السياسية الاسرائيلية الممهدة لعدوان اسرائيلي قادم؟ يرى مراقب سياسي أن كل ما يجري على صفحات المشهد السياسي اللبناني منذ أشهر يشكل فرصة كبيرة يمكن أن يستغلها العدو الاسرائيلي لشن عدوانه على لبنان، استكملها (العدو الاسرائيلي) بتسريب خارطة عسكرية يدّعي فيها أنها مواقع عسكرية لحزب الله داخل القرى في الجنوب، ليعلن من خلالها أن حزب الله خالف القرار الدولي 1701 ولم يلتزم به بل أنشأ قواعد عسكرية داخل القرى بالقرب من المستشفيات والمدارس والمنازل·

في المقابل لبنان الرسمي وغير الرسمي لم يبادر للقيام بأي حملة مضادة لكشف كذب الادعاءات الاسرائيلية، بل عمدت قوى 8 آذار لبعض الاجراءات المساعدة للحملة الاسرائيلية عبر أخطاء خطيرة وكبيرة تمثّلت بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تشكل حالة وطنية جامعة لحماية لبنان والمقاومة من أي عدوان، وهي بذلك شلّت وعطّلت مؤسسات الدولة وهي التي عادة ما تتمتع بمصداقية دولية لا تتوفر في غيرها، فأنتجت حالة من التجاذب السياسي والإعلامي الحاد حول السلاح ودوره وطرق استخدامه·

ويرى المصدر أيضاً أن لبنان لا يستطيع أن يتحمّل مجدداً أعباء قرار فردي لقيادة حزب الله كما حصل في تموز 2006 الذي أدى للعدوان الاسرائيلي الذي طال كافة المناطق اللبنانية·· (السيد حسن نصر الله أعلن أننا لو كنا ندري بأن خطف الجنود الاسرائيليين سيؤدي لهذا العدوان لما كنّا أقدمنا على عملية الخطف)، فالحروب والمواجهات عادة لا تعتمد على السلاح والرجال فقط، فهي تتطلب توفّر وحدة وطنية، وسياسة إعلامية وحملات سياسية أيضاً، وأن مقولة <السلاح يحمي السلاح> رؤية قاصرة ولا تتوفر فيها الرؤية الشاملة لمواجهة أي عدوان· فحماية المقاومة وإنجازاتها تتطلب تضافر جميع القوى الطائفية والسياسية·

فحماية لبنان لا تتأمّن عبر حكومة من لون واحد، كما لا يمكن مجاراة العدو الصهيوني وبما يملك من وسائل وسلاح تدميري، هذا إضافة إلى أنه من الخطأ الكبير وضع لبنان على خارطة العدوان بعدما تحررت 99 بالمائة من أرضه، وكان حري بقوى 8 آذار بدل الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية بعد تعطيلها، التصميم على تفعيل هيئة الحوار الوطني بدل إلغائها وتعطيلها، فهيئة الحوار الوطني التي يشارك فيها جميع القوى السياسية بما فيهم من تدور الشكوك بمصداقية إيمانهم بدور المقاومة، كانت تشكل الإطار الصحيح والسليم لمناقشة كافة الآراء والتوجهات حول الحفاظ على إنجازات المقاومة ومنعة وتحصين لبنان، وكذلك توفير كل ما يضمن حماية قيادات المقاومة من العدو الصهيوني·

فلا حكومة اللون الواحد، ولا الاستئثار بالسلاح والسلطة يشكلان بديلاً عن الإجماع الوطني والوحدة الوطنية، والتوافق على نهضة الوطن وصولاً إلى صناعة الاستقرار·

وعليه فلبنان ما زالت الفرصة أمامه قائمة لإحياء هيئة الحوار الوطني وصولاً إلى رؤية واحدة حول الحكومة الجديدة، وإلى رؤية واحدة موحدة لمواجهة العدوان المقبل· (نأمل أن يكون نشر الخارطة العسكرية الاسرائيلية في إطار الحرب النفسية فقط)·

وكما هي ما زالت قائمة أمام الشعب الفلسطيني للبدء بالانتفاضة الثالثة المطلوبة للقضاء على الانقسام الفلسطيني الخطير، ولتفويت الفرصة على العدوان الاسرائيلي القادم على غزة ولوقف سياسة الاستيطان الذي يقضم يومياً جزءاً من الأراضي الفلسطينية·

حسن شلحة


 

 

رصاصات الحريري السياسية ترسم خطوط المواجهة الجديدة مع <حزب الله>
<المستقبل> مرتاح <للخطاب المقاوم>: الساكت عن الحق شيطان أخرس
محمد مزهر:

وضع رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، في خطاباته الأخيرة، النقاط على الحروف، سواء على الصعيد الداخلي، أو على الصعيد الخارجي، فعلى الصعيد الداخلي، بعث الحريري برسائل حازمة وواضحة إلى قوى الثامن من آذار ولا سيّما <حزب الله> الذي رفع الحريري الغطاء عن سلاحه بشكل كامل، حيث شدد على أهمية نزع كل السلاح غير الشرعي بما في ذلك سلاح <حزب الله>، في حين كان خطابه بالنسبة الى ايران اقوى وقعاً الامر الذي دفع <حزب الله> الى الرد للمرة الاولى وخلافاً لعادته السابقة حيث كان يكتفي بالصمت فيما يتعلق بسلاحه، وفي هذا السياق يؤكد مصدر بارز في تيار <المستقبل> لـ<اللواء> على أنّ <خطاب الرئيس الحريري بيّن بأنّ المرحلة الحالية لا تحتاج إلى خطاب رمادي، بل خطاب <مقاوم> في ظل استمرار <حزب الله> في ممارسة سياسة قضم الدولة لمصلحة دويلته التي تشكّل جزءا من دولة <ولاية الفقيه> المراد منها تفريس لبنان، وإخضاعه بشكل كامل إلى محور لا يمت إلى العروبة بصلة>·

هجوم الحريري على الدور المشبوه لـ<حزب الله>، لم يقتصر على مسألة السلاح، بل تعدّاه إلى اتهام الحزب مباشرة بالضلوع في تأجيج الصراع داخل العديد من الأنظمة العربية، ولا سيّما في البحرين، واليمن، وبلدان عربية أخرى، غامزاً في ذلك من سنّارة أمين عام <حزب الله> السيّد حسن نصرالله، الذي لم يتوانَ في مهرجان مساندة الثورات العربية، عن تحريض الشعوب العربية، على الإطاحة بأنظمتها، الأمر الذي ارتدّ سلباً على اللبنانيين، لا سيّما منهم العاملين والقاطنين في دولة البحرين، التي تشهد في الآونة الأخيرة اضطرابات أمنية·

وعلى هذا الصعيد، يؤكد المصدر المستقبلي عينه لـ<اللواء> أنّ <السياسة التي يعتمدها <حزب الله> أقل ما يقال عنها سياسية هوجاء ومدمّرة لعلاقات لبنان مع باقي الدول العربية>، موضحا أنّه <أمام هذه السياسة، بات لا بد من المواجهة لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس>·

لماذا تزامن هذا الهجوم للرئيس سعد الحريري على <حزب الله> والدور المساند الذي يلعبه في سبيل تنفيذ مخططات إيران في المنطقة، بعد عودة الحريري من جولته الخليجية؟ هذا السؤال يجيب عليه المصدر المستقبلي الذي يشير لـ<اللواء> إلى أنه <لا رابط بين هذه المواقف المتقدّمة، وبين الزيارات التي قام وسيقوم بها إلى الدول العربية، وعلى العموم فإنّ البيانات الصادرة عن كتلة تيار المستقبل في الآونة الأخيرة كلّها تطرّقت إلى دور <حزب الله> المشبوه، حذّرت من تأثيرات هذا الدور على لبنان مع محيطه العربي، وبالتالي من هذا المنطلق كان لا بد علينا من تصويب مسار الأمور، كون لبنان لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون عامل تخريب داخل الدول العربية>·

في المقابل تعلّق مصادر في الثامن من آذار على كلام الرئيس الحريري الأخير، وتشير لـ<اللواء> إلى أنّ الحريري بات لا يميّز في الآونة الأخيرة بين العدو والصديق، وبات في خطاباته أقرب إلى العدو، ولأجل ذلك بات ليس غريبا أن يطلق الحريري مثل هذه المواقف التحريضية ضد المقاومة، التي تخدم المشروع الصهيوني الهادف إلى تجريد لبنان من قوّته الحقيقية· وتستغرب المصادر كيف يتهم الحريري <حزب الله> بتنفيذ مخططات مشبوهة لتغيير بعض الأنظمة العربية، لافتة إلى أنّ الأحداث التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، أظهرت دور <تيار المستقبل> وللحريري على وجه الخصوص، والهادف إلى إسقاط حصن الممانعة الأول في الوطن العربي، وبالتالي أمام هذا الواقع كان من الأشرف على الحريري أن لا ينزلق إلى هذه المرحلة من المعاداة لـ<حزب الله> الذي سيبقى محتفظا بسلاحه مهما ارتفع منسوب التحريض ضد المقاومة من أجل حماية لبنان وتحرير باقي الأراضي المحتلة لا سيّما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر>·

 


 

 

قاووق: دور إيران محط تقدير كل الشرفاء
استقبل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في مقر المجلس التنفيذي وفدا نسائيا إيرانيا برئاسة النائب في مجلس الشورى الإيراني ورئيسة اللجنة النسائية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الدكتورة لالا افتخاري، والعضوين في المجمع العالمي النائبة الدكتورة فاطمة رهبري والدكتورة جنان الواسطي الأستاذة في الحوزة العلمية·

أكّد قاووق للوفد أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكل شريكا أساسيا في كل إنجازات وانتصارات المقاومة في لبنان، مشيراً إلى أنّ الذين يريدون إيران عدوا بديلا لإسرائيل إنما يخدمون مشاريع أعداء الأمة·

وقال: <إنّ الدور المتألّق والمواقف الرائدة للجمهورية الإسلامية محط تقدير كل شرفاء وأحرار الأمّة العربية والإسلامية>، مشيدا بالمواقف الراسخة للجمهورية الإسلامية الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين، وهي مواقف محفورة في الوجدان والضمائر ولا يمكن أن تنسى·

ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية كانت السبّاقة في تقديم كل الدعم والنصرة للبنان في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ورفع آثار العدوان·

 


 


 

ويكيليكس: <حزب الله> مستعد لحرب طويلة
وإطلاق 100 صاروخ يومياً على تل أبيب
كشف موقع ويكيليكس ان حزب الله على استعداد لإطلاق 100 صاروخ يوميا على تل أبيب وان نظام الاسد لن ينجو من مواجهة عسكرية مع إسرائيل·

وجاء في إحدى وثائق ويكيليس نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست امس أن حزب الله مستعد لقصف إسرائيل، وأن بحوزته ترسانة مكونة بعدد من الصواريخ يزيد على 20 ألف صاروخ·

وأوضحت الوثيقة أنه خلال اجتماع لمجموعة مشتركة من السياسيين والعسكريين في تشرين الثاني 2009، أبلغ مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية لنظرائهم الأميركيين أن "حزب الله مستعد لصراع طويل المدى مع إسرائيل يأمل من خلاله إطلاق عدد هائل من الصواريخ على إسرائيل يوميا"، مع خطط لإطلاق 400 - 600 صاروخ وقذيفة في اليوم الواحد، ومن بينها 100 تستهدف تل أبيب·

ورد عمدة تل أبيب رون هولداي على المزاعم بأن حزب الله يمكن أن يقصف المدينة بإطلاق متواصل للصواريخ خلال ماراثون تل أبيب، قائلا: "نحن نعيش في إسرائيل، ونتعرض لتهديدات في كل الأوقات، وإذا ما حدث أمر يمكننا الرد"·

هذا وكشف عدد كبير من وثائق موقع ويكيليكس عن علاقة إسرائيل مع أعدائها وأصدقائها في المنطقة· وقالت إحدى وثائق الموقع تعود إلى عام 2007 إن نظام الأسد لن ينجو من مواجهة عسكرية خطرة مع إسرائيل·

وأعرب رئيس سابق لجهاز الموساد مئير داغان عن قلقه من عدم الاستقرار بين الأنظمة العربية المحيطة، معرباً بالتحديد عن مخاوف من الوضع غير المستقر لكل من الأنظمة المصرية والأردنية والسورية واللبنانية·

(سما)


 

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,856,889

عدد الزوار: 6,969,006

المتواجدون الآن: 119