دبلوماسي غربي لـ<اللواء>: القطع الأميركية في المتوسط غير مفاجئة

حزب الله> يتجه لدعم عون بانتزاع الداخلية والدفاع من سليمان

تاريخ الإضافة الجمعة 15 نيسان 2011 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2601    القسم محلية

        


حزب الله> يتجه لدعم عون بانتزاع الداخلية والدفاع من سليمان
البنزين يلتهب مجدداً والتضخم إلى إرتفاع

لولا حاجة اللبنانيين الملحة اقتصادياً وسياسياً لرؤية حكومة تملأ الفراغ، لكان الاهتمام بالاتصالات الجارية لعملية التأليف، انعدم او كاد·
 

واذا كانت دعوة الرئيس نبيه بري لصلاة استسقاء من اجل الحكومة، عبرت عن حجم العقد او التعقيدات المانعة لولادة الحكومة، مما جعل الرجاء هو المعول عليه لرؤية الحلحلة، في ظل صدمة متنامية من انقلاب العماد ميشال عون على ما بات مؤكداً من انه اتفاق تم على صيغة العشرات الثلاث·

واذا كان كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي، فوجئ مستغرباً بالحسابات او الاسباب التي اعادت التقدم حول هيكلية الحكومة الى الوراء، فإن المشهد اللبناني بات يقع حكماً تحت وطأة هذا الاضطراب الطويل الممتد من البحرين على تخوم البحر الاحمر الى اللاذقية على شاطئ المتوسط، مروراً بالصحراء الليبية وكل العواصم المضطربة، في هذه المنطقة·

وانشغلت الاوساط السياسية ليلاً بتأثير تطورين على الجهود الآيلة لتأليف الحكومة:

الاول: اهتمام إعلام الاكثرية الجديدة بالوثائق السرية عن سفارات اميركا حول العالم، او ما يعرف برقيات <ويكيليكس> وما نشر عن الرئيس ميشال سليمان حول ضرورة توزير الياس المر في الداخلية لمواجهة <حزب الله>·

والثاني: تفاعل ما بثه التلفزيون السوري من ان شخصاً سورياً ينتمي الى <خلية ارهابية مسلحة> مارست التحريض على التظاهر في سوريا، تلقت دعماً مالياً من النائب في كتلة <المستقبل> جمال الجراح، الامر الذي نفاه الجراح بقوة، كما ان كتلة <المستقبل> وضعت الاتهامات السورية بأنها <باطلة وكاذبة ومختلقة تهدف الى تعكير العلاقات اللبنانية - السورية الاخوية والزج بتيار المستقبل باتهامات ضده هو بعيد عنها كل البعد>·

لكن مصادر نيابية توقعت ان يكون لهذين التطورين تداعيات مباشرة على الوضع الداخلي، سواء على صعيد خلط الاوراق السياسية، او على الصعيد القضائي·

ومع ان دارة الرئيس المكلف في فردان بقيت مزار الشخصيات المستوزرة، اذ استقبل الرئيس ميقاتي كلاً من الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق اسامة سعد، وزاره وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني مطالباً اما بحقيبة الدفاع او بوزارة اساسية لرئيس الحزب طلال ارسلان، فإن الاهتمام انتقل إلى الاتصالات التي جرت بين حزب الله والتيار العوني، في ضوء معلومات راجت مساء من أن المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله حسين الخليل تحدد له موعد مع العماد عون عند التاسعة ليلاً، مزوداً ببعض الأفكار من قيادة الحزب للمساعدة في الحلحلة·

الا أن مصادر مطلعة اشارت إلى أن قيادة الحزب في ضوء ما تردّد عن لقاء بين عون والسيّد نصر الله، باتت أقرب إلى اتخاذ قرار مباشر بدعم مطالبة رئيس تكتل <الاصلاح والتغيير> ليس بانتزاع الداخلية من الرئيس سليمان، بل الدفاع أيضاً·

وليلاً بثت قناة اخبار <المستقبل> خبراً مفاده أن نصر الله زار دمشق خلال الأيام الماضية والتقى الرئيس بشار الأسد، وأن الزيارة السريعة خصصت لبحث المستجدات على الساحة السورية، لكن القناة استدركت بأن <المعلومات غير مؤكدة>·

وسبق ذلك زيارة قام بها الخليل للرئيس ميقاتي، الذي احتفل أمس بولادة حفيدين توأمين لابنه المقيم في لندن، يرافقه المعاون السياسي للرئيس برّي النائب علي حسن خليل، في إطار استكمال المشاورات لتأليف الحكومة من دون أن تفيد المعلومات عن أي تقدّم، باستثناء القول بأن الاتصالات غير متوقفة وهي مستمرة·

تجدر الإشارة إلى أن الخلاف الذي فجر <نقمة> عون على الرئيس المكلف يعود سببه إلى رفض الأخير الخضوع لمطلب الأوّل الحصول على الحقائب الوزارية التي كانت في عهدة الوزراء المسيحيين في الأكثرية السابقة في حكومة الوحدة الوطنية، وهي وزارات العدلية والشؤون الاجتماعية والثقافة والعمل والاعلام، إضافة إلى الداخلية، وضم هذه الوزارات إلى الوزارات التي اسندت إليه في تلك الحكومة، وهي الطاقة والاتصالات والصناعة والسياحة، مقترحاً في المقابل بأن تقتصر حصة رئيس الجمهورية على وزراء دولة، ولا تكون محصورة أيضاً بالطائفة المسيحية، وهو الامر الذي ووجه برفض مشترك من الرئيسين سليمان وميقاتي·

صندوق النقد غير أن اللافت، في ضوء استمرار حال المراوحة، أنها بدأت تنعكس اقتصادياً ومعيشياً، حيث توقع صندوق النقد الدولي تباطؤ في الاقتصاد اللبناني هذا العام إلى 2.5 في المائة من متوسط سنوي قدره ثمانية في المائة في السنوات الأربع الماضية، وعزا هذا التباطؤ بدرجة كبيرة إلى ما وصفه بـ <عدم التيقن السياسي>·

وتوقع الصندوق أيضاً في بيانه ارتفاع التضخم في لبنان إلى 6.5 في المائة بسبب ضغوط من ارتفاع أسعار النفط والغذاء في الأسواق العالمية·

وكان لبنان، بحسب ما نقلت وكالة <رويترز>، قد توقع نمو ناتجه المحلي الاجمالي سبعة إلى ثمانية في المائة في العام 2011، لكنه عدّل هذا التوقّع بالخفض إلى خمسة في المائة في أواخر العام الماضي، كما توقّع تراجع التضخم إلى 2.8 في المائة·

ورأى بيان صندوق النقد أن <هذا يمثل تباطوءاً حاداً من متوسط سنوي قدره ثمانية في المائة في السنوات الأربع الماضية ويعكس إلى حدٍّ بعيد استمرار حالة عدم التيقن السياسي في البلاد والمنطقة، متوقعاً الأخذ في الحسبان ضعف النشاط الاقتصادي الملحوظ في الربع الأول من العام 2011، والجمود السياسي بالإضافة إلى الاضطراب الاقليمي اللذين يؤثران على النشاط التجاري والسياحة والاستثمار العقاري، وهي المحركات الرئيسية للاقتصاد اللبناني·

وقال الصندوق أنه حتى بافتراض حدوث انتعاش في النصف الثاني من العام، فإنه لن يكفي لرفع معدل النمو السنوي إلى مستوياته السابقة، لافتاً إلى أن التأخر في تشكيل الحكومة سيؤجّل على الأرجح، تنفيذ الإنفاق الاستثماري العام إلى الجزء الأخير من العام، بل ربما إلى العام 2012، وهذا يحد من التحفيز المالي المحتمل·

هواجس فرنسية يشار الى ان التعثر الحكومي حضر في زيارة السفير الفرنسي دوني بييتون للرئيس ميقاتي من زاوية الهواجس المحيطة بالتشكيل وتداعيات استمرار الفراغ، وهو ما ألمح اليه بييتون في اشارته الى ملف التعيينات الاساسية الذي قال انه يتطلب وجود حكومة متوازنة وواسعة التمثيل، والذي يشكل هاجساً اساسياً لدى الرئيس المكلف الراغب في حكومة متوازنة يمكنها مواجهة الاولويات اللبنانية· ونقل ادراك ميقاتي لخطورة المرحلة المضطربة سياسيا وما يواجهه الاقتصاد اللبناني من ضغوطات تستوجب حكومة جديدة في لبنان·

وفي هذا السياق، اعتبر بعض زوار فردان ان مسار التشكيل يقف وراء انتظار رد قوى 8 آذار على اقتراح الرئيس المكلف المتضمن معايير واسس التشكيل، ليبنى على الشيء مقتضاه، متوقعة الا يطول زمن الانتظار نسبة للضغوط التي تحكم المسار من جهة واوضاع البلاد من جهة ثانية بفعل الفراغ السياسي وارتداداته السلبية على المستويات الادارية والاقتصادية والتزامات لبنان المالية والدولية والخشية من تعميم حال الفراغ في ا لدولة·

وقال هؤلاء انه في ضوء الاجوبة التي قد يحصل عليها من الاكثرية، سيلجأ الى واحد من خيارات عدة يملكها، من بينها خيار حكومة تكنوقراط، رغم انها مرفوضة من الاكثرية النيابية الجديدة، على اعتبار ان تشكيل افضل من الاعتذار، الذي ما يزال من ضمن اللاءات الثلاثة التي سبق ان اعلنها في مناسبات سابقة، والتي يعتقد انها تضع الجميع امام مسؤولياتهم·

 

دبلوماسي غربي لـ<اللواء>: القطع الأميركية في المتوسط غير مفاجئة
كتب المحلل الديبلوماسي: تدقق بعثات ديبلوماسية عاملة في بيروت في ما ذكرته صحيفة <لوس انجلس تايمز> الاميركية عن ان قطعا بحرية اميركية اتخذت، او هي في طور اتخاذ مراكز لها في عمق البحر الابيض المتوسط·

وقال احد الديبلوماسيين الغربيين لـ <اللواء> ان هذه الخطوة، في حال صحت، غير مفاجئة وتأتي كجزء من اعادة انتشار استراتيجي تبلور في دوائر القرار في واشنطن منذ بدء ما سمّي اميركيا <الدومينو العربي>، اي الحراك الشعبي على مستوى غالبية الدول العربية·

واشار الى ان شرق المتوسط بات يشكل في المفهوم الاميركي الاستراتيجي، اثر اندلاع الثورات العربية، منطقة عمليات فائقة الاهمية دفعت بالقيادة المركزية في الجيش الى اتخاذ قرار بتسيير طلعات جوية مكثفة تمسح المنطقة وتقدم المعطيات الاستخبارية اللازمة التي تساعد في اتخاذ القرار السياسي على مستوى الادارة والبنتاغون، والتي تسهم في التقييمات الامنية والترقبية والوقائية التي تضعها وكالات حفظ الامن·

ولفت الى ان الولايات المتحدة سبق ان ارسلت الى المنطقة في العام 2009 المدمرة <هيغينز>، وهي واحدة من 18 سفينة أميركية منتشرة في أنحاء العالم مزودة نظام <ايغيس> الاعتراضي القادر على تفجير صواريخ ذاتية الدفع فوق الغلاف الجوي·

واوضح ان آخر ظهور للمدمرة سُجل في بحر العرب في 11 آذار الفائت·

ويمكن نظام <ايغيس> المتمركز في البحر المتوسط أن يغطي، في حال نشوب حرب صواريخ، جنوب تركيا ولبنان واسرائيل والاراضي الفلسطينية وشمال مصر· كما ان هناك مدمرة أخرى متمركزة في الخليج يمكن أن تحمي كذلك دول المنطقة·

ويمثل نظام <ايغيس> عنصرا حيويا، اذ يحوي رادارا استراتيجيا أميركيا، ويمكن تشغيل نظام <ارو 2> الاسرائيلي لاعتراض الصواريخ، الذي شاركت واشنطن في دعمه ماليا، في الوقت نفسه مع <ايغيس>·

 


 
إشارات دمشقية تنحو إلى التصعيد في <الداخلين> السوري واللبناني
هل تكون مصالحة جنبلاط ومراد أولى خطوات التخلي عن خيار ميقاتي؟
كتب المحلل السياسي: قرأ مراقبون في بيروت <اشارات بدائية> صادرة عن دمشق، تؤشر الى ان القيادة السورية اتخذت قرارا مبدئيا بالتصعيد على مستوى <الداخلين> السوري واللبناني، انطلاقا من مجموعة رسائل حملتها الساعات الاخيرة، ابرزها ثلاث:

1- النفي السوري شبه الرسمي لزيارة اعلن عنها في الرياض للرئيس بشار الاسد·

وكانت صحيفة <عكاظ> السعودية قد اوردت امس بصيغة جازمة الخبر عن الزيارة الافتراضية، مشيرة الى <ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبحث مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة اليوم (امس)، سبل تعزيز العلاقات بين الرياض ودمشق في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية، وتداول ملف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف إنهاء الانقسام الداخلي والوصول إلى اتفاق المصالحة المرتقبة بالإضافة إلى بحث ملف الصراع العربي الإسرائيلي وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وطبيعة التحرك لمواجهة التعنت الإسرائيلي>·

واللافت ان السفير السوري في المملكة مهدي دخل الله قد تعامل مع الزيارة على انها حاصلة حتما، فأكد في حديث مع الصحيفة عينها أن <زيارة الرئيس بشار إلى الرياض تعكس عمق العلاقات بين الرياض ودمشق التي هدفها بناء تضامن عربي فعال، على أساس القواسم المشتركة التي تجمع العرب، مؤكدا أن دور الرياض ودمشق، أساسي لتحقيق هذا التوجه>· وأضاف أن القيادتين الحكيمتين في البلدين ملتزمتان القضايا القومية العربية وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن لقاء الرياض يعكس أن العرب حريصون على إظهار صورتهم الحقيقية أمام العالم كأمة حضارية، إذا اتحدت تستطيع التأثير على السياسة الدولية والإقليمية· وأشار أن العلاقات السعودية السورية متجذرة في التاريخ، وساهمت في إيجاد الحلول للكثير من الأزمات منذ اتفاق الطائف وحتى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، كما أن للبلدين مواقف عروبية تاريخية خاصة فيما يتعلق في عروبة العراق ووحدة أراضيه واستقلاله·

وأضاف أن تعزيز العلاقات بين الرياض ودمشق يؤسس لواقع عربي جديد، مؤكدا أن للرياض علاقات جيدة مع العديد من الدول في الغرب، وقد تساعد على مد الجسور بينها وبين سوريا·

2- البيان الاستثنائي في لغته وتوقيته الصادر عن وزارة الخارجية الايرانية، الذي حمل للمرة الاولى دعما للنظام في سوريا في وجه الانتفاضات والتظاهرات التي يواجهها في عدد من المدن·

3- الاتهام الذي وجهه التلفزيون الرسمي السوري الى النائب جمال الجراح، واستطرادا تيار <المستقبل> الذي ينتمي اليه، بتوفير الدعم والتمويل لمتظاهرين·

وكان الاعلام السوري الخاص، ولا سيما الالكتروني منه، قد سبق الاعترافات التي بثها التلفزيون الرسمي، بحياكة سيناريوات المؤامرات اللبنانية ? الخليجية على سوريا، واتهم مباشرة تيار <المستقبل> وقيادته بالاشتراك مع نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام (والذي يقول الاعلام السوري ان الجراح احد رجالاته الخلّص) بتوفير السلاح والمال والدعم اللوجستي الى المتظاهرين وارسال سفن من طرابلس محمّلة بالعتاد والذخائر·

تشكل هذه الرسائل الثلاثة مجتمعة خريطة طريق واضحة للتحرك السوري حيال التظاهرات وازاء الملف اللبناني، بما فيه عنوان تشكيل الحكومة·

1- بدا من الواضح ان قرارا بالحسم الامني والعسكري قد اتخذته القيادة السورية في اكثر من مدينة، وخصوصا في بانياس التي تشهد عمليات عسكرية شديدة للجيش السوري ضد ما سمته الاجهزة الامنية <عناصر متشددة>، بعد انتهاء مهلة الاربع والعشرين ساعة التي اعطتها السلطات للاهالي في اكثر من ناحية في بانياس، خلاف مدينة درعا التي <مُنحت> فرصة للحوار

· 2- وينسحب قرار الحسم في الداخل تلقائيا في لبنان، اذ من الواضح ان دمشق تنحو صوب بت مسألة تشكيل الحكومة، من خلال وسائل ضغط على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تشي بعدم رضا سوري على ادائه في الآونة الاخيرة· فرفْعُ رئيس تكتل <الاصلاح والتغيير> النائب العماد ميشال عون سقف مطالبه كلّما صدّق ميقاتي انه قريبا من التشكيل، معطوفا على تصعيد رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان والبيانات التوزيرية المتتالية لحزب البعث العربي الاشتراكي، كلها مؤشرات يجدر بالرئيس المكلف قراءتها بإمعان، وان تكون مجالا للبحث في زيارات شقيقه طه الى دمشق·

وثمة من يعتقد ان الضغط على ميقاتي سيتجاوز ما هو متخيّل الى الآن، في اتجاه مطالبته بالتنحي والاعتذار، لافساح المجال امام شخصية سنية راديكالية تتولى تشكيل حكومة المواجهة الموازية والمكمّلة لقرار المواجهة في الداخل السوري· وغني عن القول ان عون لا يخفي ارتياحه الى العمل مع شخصية راديكالية تتيح حسب اعتقاده لقوى الغالبية النيابية الجديدة الحكم المطلق بلا عوائق· ولا يخفى كذلك ان قيادة <التيار الوطني الحر> باتت على قناعة بأن ميقاتي يسعى الى <تقليم> الغالبية النيابية وربما تقزيمها والحد من قدرتها على التحرك، وهو امر لم يكن في خاطر لا التيار ولا حتى <حزب الله> يوم وقع الخيار <المتسرّع> على ميقاتي بديلا من سعد الحريري·

وتردد في هذا المجال ان استبدال ميقاتي بالنائب السابق عبد الرحيم مراد خيار جدي يدرس في كواليس قوى الغالبية الجديدة، على ان اولى الخطوات الواجب اتباعها في هذا الصدد مصالحة يجري العمل عليها بين مراد ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي كان في اساس قرار اختيار ميقاتي·

3- ولا يفت البعض ان الدخول الاعتراضي الايراني دعما للنظام في دمشق، لم يكن عفويا بقدر ما كان يرمي الى <احباط> حوار سوري- سعودي خفي من وراء ظهر ايران، وربما بمعزل عن علمها· اذ ان بيان وزارة الخارجية الايرانية جاء متأخرا اكثر من 3 اسابيع، ولا مكان له في الاعراب السياسي سوى انه رمى لاجهاض حراك سوري ? سعودي افصحت عنه عفوا صحيفة <عكاظ>، وربما هي اسهمت عن غير قصد في احباطه·

وفي رأي ديبلوماسي متابع للعلاقة السورية ? الايرانية، ان دمشق تعمّدت في الآونة الاخيرة، وتحديدا منذ بيان وزارة الخارجية الداعم للتدخل العسكري السعودي ? الخليجي في البحرين، العودة الى ممارسة <دلعها> السياسي التقليدي مع طهران·

ويشير هذ الديبلوماسي الى ان خريطة الطريق التي رسمتها قبل نحو اسبوعين تركيا للقيادة السورية، تضم في ما تضم اعادة نظر في سياستها الخارجية ولا سيما حيال 3 ملفات حيوية واستراتيجية:

أ- الموقف من ايران ومن التوسع في اتجاه ما تسميه القيادة في طهران <الشرق الاوسط الاسلامي>·

ب- الموقف في لبنان، لجهة الاكتفاء بالمرحلة الاولى من الانقلاب الذي اطاح سعد الحريري وعدم الخوض في المراحل الاخرى، وخصوصا تشكيل حكومة <معادية> للمحكمة الدولية، وكذلك مقاربة جديدة لمسألة سلاح المقاومة ودور <حزب الله> في السياسة اللبنانية·

ج- الموقف في العراق·

ويلاحظ الديبلوماسي ان التدخل الايراني عبر بيان الدعم والتأييد اتى متزامنا مع وصول الضغط التركي ? العربي ? الدولي المشترك والمتوازي على دمشق في ملفات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاتجاهات الجديدة في السياسة الخارجية، الى اوجه، وبعدما تيقّنت طهران ان القيادة السورية لم يعد في مستطاعها معاندة هذا الضغط او الاستمرار في تجاهل مطالب الاصلاح التي كانت اولى خطواتها المطلوبة تركياً ? بإلحاح- تجنيس نحو 100 الف كردي من مكتومي القيد، وهو الملف الذي طالما أرّق القيادة التركية التي ترى في هؤلاء <جنود احتياط> في جيش حزب العمال الكردستاني·

ويشير الى ان التدخل الايراني نجح جزئيا في تحقيق مبتغاه، اذ سارع النظام في دمشق الى استخدام قبضته الحديدية في مدن التوتر، واعاد الربط مع الجمهورية الاسلامية، وقد يكون في صدد اقفال ابواب التفاوض مع عدد من الدول العربية على خلفية المواجهة المفتوحة مع ايران·

وليس من المستبعد ان تباشر دمشق قريبا المرحلة الثانية من الانقلاب على الحريري، من خلال الايعاز بتشكيل حكومة المواجهة المكمّلة للمواجهة في الداخل، في استعادة طبق الاصل لآلية المواجهة السورية للقرار الدولي 1559 يوم سارعت دمشق الى التمديد للرئيس السابق اميل لحود بعد ساعات من صدور القرار، بذريعة حاجتها الى رئيس مواجهة سبق ان اختبرته 6 اعوام كاملة·

 


 

المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,824,318

عدد الزوار: 6,967,636

المتواجدون الآن: 63