محور سليمان - ميقاتي يواجه <إسقاط الصلاحيات> وحزب الله يدفع الأزمة مع المستقبل إلى المواجهة

تاريخ الإضافة السبت 16 نيسان 2011 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2944    القسم محلية

        


محور سليمان - ميقاتي يواجه <إسقاط الصلاحيات>  وحزب الله يدفع الأزمة مع المستقبل إلى المواجهة
ريفي ينفي تقارير عن ضبط أسلحة من لبنان إلى سوريا

 

التوتر الداخلي، وتجدد الاشتباك بين <حزب الله> و<المستقبل> على خلفية البيان الصادر عن كتلة <الوفاء للمقاومة> والذي اتهم <المستقبل> بتهريب السلاح الى الداخل السوري، وانه حول لبنان الى مزرعة سائبة ووضع البلاد تحت تصرف الادارة الاميركية، اثار قلق الاوساط السياسية من تداعيات الاحداث الجارية في سوريا وارتداداتها على الصعيد اللبناني، في ضوء الاصرار على توجيه الاتهام لتيار <المستقبل> وأحد نوابه جمال الجراح بالتآمر على سوريا، والعبث بأمنها.
<الوفاء للمقاومة> تحمل على تيار <المستقبل>
وتتهمه بالتضليل وتحويل لبنان إلى مزرعة
اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة ان ما يطال البلاد من سلبيات ومشكلات هو نتاج سياسات حزب <المستقبل> وحكوماته السابقة· وقالت في بيان لها امس: في بيانها الأخير قرأنا بكائيات كتلة المستقبل على خروجها من السلطة، تنساب قلقاً مفتعلاً وتشكيكاً بالآخرين، ومزيداً من المكابرة والديماغوجية والافتراء والتضليل·

فحتى اللحظة لم تصل فترة تأليف الحكومة المرتقبة إلى المهلة الزمنية التي استغرقها تأليف حكومتي حزب المستقبل السابقتين، فلماذا العويل والتهويل وإثارة الشكوك والتحريض، ولمصلحة من؟·

واوضحت ان التعقيدات الاعتيادية معروفة إزاء كل عملية تأليف، والرئيس المكلف يخطو خطوات واثقة لإنجاز حكومته، وجميع قوى الأكثرية متعاونة معه في ذلك وتمارس حقها المشروع في إبداء مطالبها ووجهة نظرها من دون أي ضغط أو ابتزاز أو تملق أو تكاذب·

ورأت ان ما يطال البلاد اليوم من سلبيات ومشكلات ليس إلا نتائج سياسات حزب المستقبل وحكوماته السابقة التي حولت لبنان إلى مزرعة سائبة يتقاسمها كل من له مصلحة في وضع البلاد تحت تصرف الإدارة الأميركية ومن يذعن لمشروعها ويقدّم لها طقوس الولاء والطاعة·

وقالت أن تولّي كتلة المستقبل الدفاع عن سياسات القمع والظلم والقهر الذي يمارس ضد شعب أعزل من شعوب منطقتنا العربية، يترجم بالدقة حقيقة النهج السياسي المستبد الذي تلتزمه، والذي لا يمكن تغطيته بالتصفيق لنجاح انتفاضة الشباب في تونس ومصر، والجميع يعلم مستوى مراهناتهم واعتمادهم على دور حسني مبارك المخلوع في مواقفهم وأدبياتهم وزياراتهم وولائهم ·

اضافت :إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حين أطلق صرخته ضد العنف المتمادي والمفرط في حق غالبية عظمى لشعب عربي مسالم في بلده، لم يكن تدخلاً في شأن داخلي وإنما كان تحسساً إزاء مخاطر هذا الأداء، وانعكاساته السلبية على مناعة الاستقرار في كل منطقتنا العربية، وسعيا لدرء الفتنة وتفويتا لفرصة استغلالها من أميركا وإسرائيل· وهو لم يكن في حاجة لتبرير هذا التحسس الإنساني الذي يشاركه فيه كل الناس الأحرار والشرفاء في العالم·

لقد اتخذ السيد نصرالله الموقف الحق والمشرِّف، من دون أن تثنيه محاولات البعض في لبنان لتوظيف هذا التحسس الإنساني النبيل بهدف تحريض هذا النظام أو ذاك ضد بعض اللبنانيين لإخراجهم علّهم يضغطون عندنا فنسكت عن ممارسات وانتهاكات ظالمة لا مبرر لها إطلاقاً ولا جدوى منها أيضاً، لا بل ستزيد المشكلة تعقيداً وهو ما لا نريده لأسباب أخلاقية أولاً ولأسباب تتعلق بمصلحة الاستقرار في المنطقة التي يتأثر لبنان بأوضاعها على أي حال· إن الإعلام الرسمي في سوريا قد عرض عيّنة من تورط حزب المستقبل المريب في الشؤون الداخلية لسوريا ولم يقنع نفيُكم أحداً· إن بيتكم من زجاج فلا ترشقوا الناس بالحجارة· لا تتحدثوا عن محاور، فأنتم صناعة بعضها، وفكّروا كيف تحفظون الاستقرار في هذا البلد بتصرفات ومواقف مسؤولة· وما نشرته وثائق ويكيليكس عن بعض أنفاسكم، ليس إلاّ قرينة على صحة تقييمنا لما ارتكبتموه من خطايا في حق المقاومة والوطن· لسنا ديّانين لكن ماذا نفعل إذا كانت ارتكاباتكم مفضوحة وظاهرة للعيان ·

 


 
عبد الكريم يُطالب القضاء اللبناني بوضع يده على ملف <الإتهامات السورية>
أعلن سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان علي عبد الكريم "أن اعترافات المجموعة الارهابية التي عرضها التلفزيون السوري والتي أكد عناصرها ارتباطهم بالنائب في كتلة المستقبل جمال الجراح يستوجب من السلطات اللبنانية التحرك ووضع يدها على هذا الملف حفاظا على العلاقة المميزة بين البلدين"·

وقال في حديث صحفي: "لا حاجة لتواصل جديد من قبل السلطات السورية مع القضاء اللبناني لأن ما جرى عرضه كاف لتحرك الجهات اللبنانية المسؤولة بشكل تلقائي"·

أضاف: "الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري هي المقدمة وليست كل شيء لافتا الى أن التدخلات في الشأن السوري كانت واضحة في لبنان وعرضتها وسائل الاعلام ومحطات التلفزة المحلية"·

وأوضح أن مسؤولية القضاء اللبناني تحتمها الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين وهناك ضرورة بأن تبادر السلطات اللبنانية المعنية الى متابعة هذا الملف، معتبراً ان ما عُرض من اعترافات في مثابة تواصل مع السلطات اللبنانية وليس في حاجة لطلب سوري آخر وهو أيضاً في مثابة استنفار للشعور في المسؤولية تجاه العلاقة بين البلدين والحرص على أمنهما، وذلك لتفادي حلقات أخرى من العبث وهو ما ينعكس سلبا على الأمن والاستقرار في البلدين، وخصوصا أن العلاقات متداخلة ولا تسمح بالعبث بأمن الشعبين·

وأكد ان ما حدث من تدخلات وتورّط من قبل بعض الأطراف اللبنانية في الأحداث التي جرت في سوريا والاعترافات التي عرضت أمر بالغ الخطورة ومناقض لاتفاق الطائف والعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا·

من جهة ثانية، استقبل السفير السوري امين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون العميد مصطفى حمدان، واستعرض الطرفان المستجدات على الساحتين اللبنانية والعربية·

 

 


 
الجراح يكرر نفيه للإتهامات السورية مطالباً بإثباتات  ومعارضون يطالبون برفع الحصانة ومؤيدون يتضامنون
تواصلت تداعيات الإتهامات السورية لتيار المستقبل والنائب جمال الجراح تحديداً، ورغم النفي الذي أصدره الجراح أمس عبر <اللواء> في بيانٍ صدر عنه، بالإضافة إلى إحتفاظ كتلة المستقبل بحقها في الإدعاء القانوني، جدد عضو كتلة <المستقبل> النائب الجراح في حديث الى محطة الـ ، نفيه أمس أن يكون منتميا لـ <جماعة <الاخوان المسلمين>، بل الى <تيار المستقبل> لا غير، مؤكدا <احترامه لكل التيارات السياسية>، وذلك في أعقاب دعوة السفير السوري علي عبد الكريم علي السلطات اللبنانية الى التحرك·

وقال الجراح: <لا اعلم من هو احمد عودة الذي أدلى باعترافات مزعومة عبر التلفزيون السوري فهم ربطوا الامر بشخص غير موجود في الاساس لتضييع الامور>·

وأوضح أن علاقته بنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام <علاقة شخصية وعائلية عمرها سنوات ولا علاقة لها بالموضوع السياسي>، مؤكدا <التزامه بتيار <المستقبل> ونهجه· كما أن موقف التيار واضح، وعبر عنه أمين عام التيار أحمد الحريري بكلام صريح بأن لا علاقة لنا بهذا الموضوع ولا نريد لسوريا الا الامن والاستقرار>·

ولفت الجراح الى أن <هناك اتهامات أخرى سيقت بحق النائبين خالد الضاهر ومحمد كبارة وعضو المكتب السياسي للتيار مصطفى علوش وغيرهم وهذا جزء من مسلسل ربما يكون طويلا>·

وإذ استغرب <كيف يتدخل الجميع في الشأن اللبناني الداخلي>، قال <إذا اعطى أي نائب رأيا سياسيا فهذا لا يكون تدخلا لا عسكريا ولا أمنيا>، معتبرا أن <الادعاءات والتركيبات السخيفة، ما هي الا عمل مخابراتي>·

وشدد على أن <ليس لديه لا النية ولا الرغبة ولا الامكانية للتدخل في الشأن السوري، وتحديدا في الجانبين الامني والعسكري>·

وطلب <ممن يملك الاثباتات والادلة على الادعاءات والتركيبات السخيفة التي صدرت بحقه وبحق <تيار المستقبل> تقديمها الى المجلس النيابي أو الى القضاء اللبناني في الخانة نفسها، دعا المجلس الأعلى لـ <التيار الوطني الحر - كندا> في بيان بعد اجتماعه الدوري <اللبنانيين كافة إلى أخذ العبر والالتفاف حول الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية وعلى حصر حق التسلح ومهمة الدفاع عن لبنان فقط بالقوى الأمنية الشرعية والجيش اللبناني، ووضع مصلحة لبنان العليا وأمنه وسيادته فوق كل اعتبار>·

وإستغرب عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده دعوة السفير السوري، وقال إذا كان هناك من تدخل مزعوم لشخصيات لبنانية في القضايا الداخلية السورية، فهذا يمكن ان يكون بمثابة درس لسوريا نتيجة ما عاناه اللبنانيون طوال الـ 35 عاماً من تدخل سافر في شؤونه ومن حرب أهلية، ولفت إلى أن من الضروري أن يكون هناك مساواة في التعامل بين الدولتين والشعبين، مشيراً إلى أنه لا بد من ملاحظة مدى إساءة التدخل السوري في الشؤون اللبنانية·

< على خط مقابل، دعا رئيس <المركز الوطني في الشمال> كمال الخير، في بيان أمس ، إلى <رفع الحصانة النيابية عن النائب جمال الجراح، تمهيدا لمحاكمته بتهمة التآمر على دولة شقيقة>، مشيرا إلى أن <ما سرب من معلومات عن تورط هذا النائب وفريقه السياسي في الأحداث الأمنية التي تشهدها سوريا، ليس بالأمر الغريب والمستبعد>·

< وعقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعه الدوري في مقر حركة الناصريين المستقلين - المرابطون، وتوقف أمام <خطورة ما أدلى به أعضاء الخلية الإرهابية التي اعتقلت في سورية، من اعترافات عن تلقيهم الأموال من النائب في تيار المستقبل جمال الجراح·

ودعا إلى <رفع الحصانة النيابية عن النائب الجراح، والتحقيق معه في شأن تورطه في تمويل المجموعات الإرهابية لضرب الاستقرار في سورية·

 


 
هل تقدم سوريا على مقاضاة الجراح؟
مخاوف من تداعيات داخلية للإتهامات السورية لـ <المستقبل>
كتبت رباب الحسن: يتخوّف اللبنانيون من محاولة إقحام بلدهم على غير إرادتهم في الأحداث الدائرة في سوريا، من خلال الاتهامات التي وجهتها سوريا لتيار <المستقبل> وأحد نوابه جمال الجراح في التآمر على دولة <المواجهة> سوريا· من خلال مجموعة ارهابية من ثلاثة اشخاص تمكنت من هزّ النظام السوري واشعال حركة احتجاج شعبي في مختلف المدن السورية·

ولا يختلف اثنان على مشهد فيلم الاعترافات الا ان ما يخشى منه هو الإنعكاسات السلبية التي سيتركها هذا الفيلم <على الرغم من معرفة الكثيرين انه مفبرك> على الساحة اللبنانية وعلى العلاقات بين البلدين سياسياً وقضائياً إذا ما قررت سوريا اتخاذ اجراءات قضائية في حق النائب المعني·

ويضع مصدر مطلع الخطوة السورية بإتهام تيار <المستقبل> بالعبث بأمن سوريا، ضمن إطار الحملة السياسية ضد <التيار> والتي كانت انطلقت منذ عدة اشهر داخل لبنان من خلال فريق 8 آذار الذي شنَّ ولا يزال هجومات عنيفة على <التيار> وفريق 14 آذار وصلت في نهايتها الى الاتهام بالتعرّض للسيادة السورية·

ويذكّر المصدر ضمن هذا الاطار بالمحاولات السورية لزج اسم لبنان وتيار <المستقبل> تحديداً فيما يحصل في سوريا منذ بداية الاحتجاجات الشعبية، حيث تحدثت مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان عن اعتقال لبنانيين في صفوف المتظاهرين في درعا، ثم اشيعت معلومات عن انتقال السلاح الى الداخل السوري عبر مرفأ طرابلس بتشجيع من عدد من نواب <المستقبل> وتمويلهم، ومن بينهم النائب سمير الجسر والنائب جمال الجراح، ليعاد الاتهام في هذه القضية في مرحلة لاحقة الى نائب الرئيس السوري الاسبق عبد الحليم الخدام واتهامه بمحاولة لتهريب اسلحة عبر طرابلس لتتوّج الاتهام <بمسرحية الاعترافات>، التي صوّرت الشبان السوريين الثلاثة <كالجبابرة> الذين تمكنوا من هز عصب النظام السوري المعروف انه استخباراتي الى حد ان <الأخ لا يؤمّن فيه لأخيه>·

وإذ يبدي المصدر خشيته من ان تؤدي هذه الاتهامات التي لاقتها اصداء من الداخل اللبناني الى محاولة تصدير الأزمة السورية الى لبنان وخلق فتنة مذهبية تعمي الابصار لقمع التظاهرات والاحتجاجات في الداخل السوري، وتخرج في الوقت عينه فريق سوريا في لبنان من الأزمة التي يتخبط فيها سياسياً في ظل الصراع على الحصص الوزارية·

وفيما نفى تيار <المستقبل> ونائبه جمال الجراح الاتهامات الموجهة ضدّهما، الا ان السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي طالب القضاء اللبناني بوضع يده على القضية انطلاقاً مما تم بثه على التلفزيون السوري·

وفيما لم يعلن بعد ما اذا كان القضاء السوري سيحوّل الاتهامات الى ادانة ويعمل على اصدار مذكرة توقيف بحق الجراح، على غرار المذكرات القضائية السورية التي كانت صدرت في حق اكثر من ثلاثين شخصية لبنانية، رأى مصدر قضائي لبناني انه حسب النظام القضائي اللبناني، فعند وقوع جرم مرتكبه لبناني ويعاقب عليه القانون اللبناني، تتم ملاحقة المعني في لبنان·

واشار المصدر الى انه في حال طالبت سوريا بتسليم الشخص المعني بالجرم فمن حق لبنان رفض تسليمه واعلان محاكمته في لبنان، فينتقل عندها الملف الى لبنان·

ويشير المصدر الى انه بموجب المعاهدة اللبنانية - السورية فالأولوية هي للدولة التي ينتمي الملاحق الى جنسيتها·

ورأى المصدر القضائي ان القضاء اللبناني لا يمكن ان يتحرّك الا من خلال ملف، وعليه يجب انتظار الخطوة السورية ليُبنى على الشيء مقتضاه، مؤكداً انه لا يمكن لأي دعوى أن تقام على اعترافات تلفزيونية غير مثبتة بقرائن، هذا إضافة إلى أن المتهم المعني بهذه القضية هو اساساً نائب، وبالتالي علينا في هذا الأطر انتظار ما سيقوله مجلس النواب اللبناني إذا ما وجهت له مذكرة قضائية في هذا الموضوع، وهل سيوافق على رفع الحصانة النيابية عن النائب المعني لمحاكمته؟·

المصدر الذي يتوقع ألا يتجاوب مجلس النواب مع المطلب السوري حذر من إمكانية أن يُدخل هذا الأمر البلد في أزمة قضائية مع جارته·

اما سياسياً، فلا شك أن تداعيات هذه المسألة ستظهر أولاً في العلاقة ما بين <تيار المستقبل> وسوريا، وفيما أكّد الأوّل انه لن ينجر إلى سجالات أو صدام مع السلطات السورية، كما يخشى من أن تنعكس هذه التداعيات على الشارع من خلال صدامات طائفية، وهو الأمر الذي يدفع إلى طرح السؤال الكبير: هل بدأت سوريا تصدير ازمتها إلى الداخل اللبناني من خلال اتهام جماعات في لبنان بتصدير ارهابيين؟·

القادري

مجدداً، يُؤكّد تيّار <المستقبل> عبر نائبه زياد القادري أن لا علاقة <للتيار> أو أي من نوابه في الأحداث التي تشهدها المدن السورية، مؤكداً أن اللبنانيين عامة و<التيار> خاصة يعتبرون ما يجري في سوريا مسألة سيادية تعني الشعب السوري، وطالما نحن نطالب سوريا باحترام سيادة واستقلال لبنان، فنحن أيضاً انطلاقاً من ثقافتنا وعقيدتنا لا يمكن ان نتدخل بأي شأن داخلي له علاقة بسوريا·

وحذّر القادري من أن الهدف السوري من هذه الاتهامات هو محاولة تصدير الأزمة إلى لبنان، ومحاولة لجرنا <كتيار مستقبل> وفريق 14 آذار إلى اشتباك سياسي جديد مع سوريا·

وإذ أكّد القادري أن <التيار> لن ينجر إلى مثل هذا الاشتباك، اعتبر أن ما حققه الرئيس سعد الحريري في حكومة الوحدة الوطنية لناحية العلاقات اللبنانية - السورية وتحويلها إلى علاقة مؤسساتية، سنحافظ عليه وسنبني على الإيجابيات ولن ننجر إلى اي سجال فيما خص الأحداث الحاصلة في سوريا أو في العالم العربي، لأن هذه الأمور تبقى ملك شعوب هذه الدول، وبالتالي لن نقبل بإعادة التوتر إلى الساحة اللبنانية من خلال اشتباك سياسي بيننا وبين سوريا·

واعتبر القادري أن ما بثه التلفزيون السوري من اعترافات غير جدي وغير حقيقي ولا يمت للواقع بأي صلة، داعياً للتعاطي مع هذا الموضوع بالمستوى الذي نطمح أن تكون فيه العلاقات بين لبنان وسوريا·

وقال: يمكن لسوريا إذا كان لها أي ملاحظات حول أي مسألة جدية تعتبر انها تمس بأسمنها الداخلي وأمنها القومي، أن يتم التعامل فيها من خلال سفارتي الدولتين·

وعن المقاضاة القضائية رأى القادري أن ما تمّ بثه لا يُشكّل دليلاً على جدية الاتهامات، وهي اتهامات باطلة ومفبركة، لزج لبنان و<تيار المستقبل> بمسألة لها علاقة بسوريا، إضافة إلى أن المتهم هو نائب في البرلمان اللبناني ويمثل الأمة جمعاء، وبالتالي على مجلس النواب الانتفاض لكرامة احد أعضائه، ويتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً لهذه الناحية، واضعاً هذا الأمر برسم الرئيس نبيه برّي·

اما قضائياً، فلا يعتقد القادري أن هذه الاعترافات قد تشكّل بداية لملف قضائي، داعياً سوريا إلى التعاطي مع لبنان بطريقة حضارية وعلى مستوى المسؤولية في العلاقات بين الدول، لا سيما واننا كقوى 14 آذار قمنا بمراهنة كبيرة بعد انتخابات العام 2009 على جدية الارتقاء بهذه العلاقات بين لبنان وسوريا إلى المستوى الذي يجب ان تكون عليه هذه العلاقات، وبالتالي فان محاولة زج هذه العلاقات مرّة جديدة بمسائل غير واقعية وفيها تحامل على تيّار سياسي كبير، ستعيد العلاقات إلى حالة اللاثقة بين الشعبين والدولتين، وهذا ما لا نريده ولن ننجر إليه، وسنحاول تحصين هذه العلاقات خدمة للبنان وسوريا ولمفهوم منظومة العمل العربي المشترك·

 


 

 

 

واعتبرت هذه الاوساط ان هذا الملف على جانب كبير من الخطورة، ويهدد الوضع الامني الهش في لبنان، في ظل غياب سلطة قادرة على الامساك بالوضع، وتجنيب البلاد خضات جديدة.

وفي حين خففت اوساط 14 آذار من اهمية هذه الاتهامات، واعتبرتها محاولة تكوين ملف جديد لمواجهة ملف السلاح الذي طرحه تيار المستقبل في الاونة الاخيرة، وكان محور خطابات رئيسه سعد الحريري، وبالتالي فإن ملف تهريب السلاح الى سوريا قد يكون الهدف منه المقايضة مع موضوع سلاح <حزب الله> في الداخل.

الا انه في كل الاحوال لا يمكن الاستهانة بالاتهامات السورية، وتداعياتها على العلاقات بين البلدين، وعلى العلاقة بين الاطراف اللبنانية ذاتها، على المستوى السياسي، وارتداداتها بالتالي على الصعيد القضائي، خصوصاً بعدما طالب السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي القضاء اللبناني بوضع يده على القضية حفاظاً على العلاقات المميزة بين البلدين.

وفيما عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ليلاً الى بيروت بعد ان شارك الى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الصلاة على جنازة شقيقته الاميرة صيتة بن عبد العزيز في الرياض، اطل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من قصر بعبدا، بعد ثلاثة اشهر على تكليفه، ليعلن بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن قرارهما المشترك باعطاء مهلٍ اضافية لكي <تكون الحكومة مبنية على قواعد دستورية ثابتة، وليس على قواعد سياسية متحركة، ولكي تكون حكومة ميثاقية وعنواناً للاستقرار>.

واشارت مصادر مطلعة على المعطيات المحيطة بزيارة ميقاتي الى بعبدا، الى ان ما اعلنه، يؤشر الى ان الاتصالات التي كانت تكثفت في الايام الاخيرة من اجل الدفع باتجاه تسريع الحكومة، قد عادت الى نقطة الصفر، نتيجة تشبث الاطراف المعنيين بمطالبهم وشروطهم التوزيرية، وان كلاً من الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين يتمسكان بصلاحياتهما في عملية التأليف لن يتنازلا عن هذه الصلاحيات، ولن يخضعا للضغوط، مع تأكيد الحرص على مواصلة المساعي وبذل الجهود من أجل تشكيل الحكومة التي يطمحان إلى الأطلالة بها على اللبنانيين، فلا تكون حكومة اللون الواحد، بل حكومة تُلبّي حاجات وطموحات اللبنانيين.

رسائل ميقاتي ووفق أوساط ميقاتي، فانه كان واضحاً في الرسالة التي أراد توجيهها إلى اللبنانيين، بأنه لن يعتذر ولن ييأس، ولن يتنازل عن صلاحياته الدستورية. اما قول البعض من قوى 8 آذار، وبينهم تحديداً أمس الوزير السابق وئام وهّاب بعد زيارته الرئيس نبيه برّي، بأن التأخير في تشكيل الحكومة بدأ يأكل من رصيد الرئيس المكلف، ومن رصيد الأكثرية الجديدة، فقد قللت الأوساط من هذا الانطباع، مؤكدة العكس، مشيرة الى ان الرئيس ميقاتي يثبت يوماً بعد آخر لفريقي 14 و8 آذار، كما للخارج انه ليس صحيحاً انه اختير ليكون رئيساً لحكومة ستكون حكومة <حزب الله>، فهو جاء بمشروع وفاقي، ويبدي تريثاً في مهمته التي لن يستقيل منها ولن ييأس، إلى ان يقيّض الله له حكومة تكون على مستوى طموحاته.

ولم تستغرب الأوساط الحملات على الرئيس ميقاتي، لا من 14 آذار الذي يعتبر انها تريد منه دفعه إلى الاعتذار، وهذه مسألة غير واردة، ولا من بعض قوى 8 آذار، التي تدرجها في إطار الابتزاز بسبب عدم توزيرهم، وبينهم النائب السابق ايلي الفرزلي الذي طرح امس علامات استفهام حول دور الرئيس ميقاتي وأوراق الاعتماد التي يقدمها، معتبراً انه يقوم بانقلاب على ما سمي بالانقلاب على الحكومة السابقة.

وعلم من مصادر مواكبة لاتصالات التأليف، أن الاتفاق على صيغة 19 لكامل فريق الأكثرية الجديدة، و11 وزيراً لفريق رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، كان جدياً، ولكن التباين وقع مجدداً عندما بدأ البحث بتوزيع الحقائب، وبالاسماء. فالمواقف ما زالت على حالها بين بعبدا والرابية. والعماد عون ما زال مصراً على أن تكون له عشر حقائب وليس فقط عشر وزارات، فهو يرفض اعطاءه وزارة دولة، ويتمسك بحقائب معينة. ورئيس الجمهورية ليس في وارد التنازل عن صلاحياته في عملية التأليف، ولا عن رؤيته لوزارات يرى من الضروري أن تبقى حيادية.

وأوضحت المصادر المواكبة للاتصالات انها ستتكثف خلال الأيام القليلة المقبلة، فإما انها ستفرج عن قرار بالحلحلة، وبالاسراع في التأليف، وإما انها ستزيد من قبضة الشروط والمطالب، لتدخل معها عملية التأليف مرحلة جديدة مجهولة الأفق وغير محددة بمهل.

ونفت المصادر أن يكون الرئيس ميقاتي عرض مع الرئيس سليمان تشكيلة وزارية، وأن الأخير تمنى عليه تمديد مشاوراته حرصاً على استقرار البلد وأمنه، مشيرة إلى أن الغاية من الزيارة، كان فقط من أجل إعلان ما قاله الرئيس ميقاتي وتوجيه رسائله.

وكشفت أن الخليلين (علي حسن خليل والحاج حسين الخليل) تمنيا على الرئيس المكلف عندما زاراه أمس الأول أن لا يقدّم تشكيلته اليوم إلى رئيس الجمهورية، مثلما كان مقرراً سابقاً، ووعداه باستكمال المسعى الذي يقومان به، انطلاقاً من النقطة التي تم التوافق عليها، قبل التصعيد الأخير للعماد ميشال عون، وهي صيغة 10 وزراء لعون وليس حقائب، و3 لحركة <أمل> و2 <لحزب الله> وشيعي سادس من حصة الحزب القومي الذي رشح أيضاً النائب السابق باسم يموت أو كمال النابلسي للمقعد السنّي، في حال تعذر عليه الحصول على وزارة من حصة الشيعة، زائد النائب طلال أرسلان، في مقابل 3 وزراء لرئيس الجمهورية و6 للرئيس ميقاتي و3 للنائب وليد جنبلاط، على أن يكون سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري وزيراً للداخلية.

الإتهامات السورية في غضون ذلك، نفى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لوكالة <رويترز> أن تكون القوى الأمنية قد ضبطت أسلحة مهرّبة من لبنان إلى سوريا، كما نفى أن يكون قد تناهى إلى سماعه أن جهازاً أمنياً لبنانياً قد ضبط أسلحة مهرّبة، بحسب ما ذكرت الوكالة بأن شرطة الحدود اعتقلت شخصين كانا يحاولان قيادة سيارتين محملتين بالأسلحة إلى سوريا، عبارة عن بنادق كلاشينكوف وأسلحة نصف آلية وبعض القنابل.

وقالت إن أحد الرجلين لبناني والآخر سوري، وقد اعتقلا في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في منطقة الحدود عند وادي البقاع الشرقي.

وتزامنت هذه المعلومات مع تشديد الأجهزة السورية اجراءات التفتيش على الحدود مع لبنان، ما ادى الى توقف مئات الشاحنات لا سيما على معبر العبودية المؤدي الى مدينة حمص.

وكان السفير السوري في بيروت قد أخذ من الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري موضوعاً للاحتجاج على التدخلات في الشأن السوري، داعياً السلطات والقضاء اللبناني الى التحرك ووضع يدهما على الملف تطبيقا للاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين وحفاظا على العلاقة المميزة بينهما.

وليلا، اعلن المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل تأييده لما طرحه السفير علي، داعياً الدولة اللبنانية الى ان تضع يدها على الاتهامات السورية، وان تبادر الى استكمالها من خلال تحقيقات، لكنه لفت الى انه على المعنيين السوريين ان يستكملوا هذا الملف وان يرسلوه الى لبنان، مؤكدا ان استقرار سوريا قوة ومناعة للبنان.

غير ان مصدراً قضائياً رأى ان القضاء اللبناني لا يمكن ان يتحرك الا من خلال ملف، وقال انه يجب انتظار الخطوة السورية ليبنى على الشيء مقتضاه، مؤكداً انه لا يمكن لاي دعوى ان تقام على اعترافات تلفزيونية غير مثبتة بقرائن، اضافة الى ان المتهم المعني بهذه القضية هو اساساً نائب، وبالتالي فيجب الانتظار، ما سيقوله مجلس النواب في حال وجهت اليه مذكرة قضائية في هذا الموضوع، وعما اذا كان سيوافق على رفع الحصانة النيابية عن النائب المعني لمحاكمته.

وحذر المصدر الذي توقع الا يتجاوب مجلس النواب مع المطلب السوري، من امكانية ان يدخل هذا الامر البلد في ازمة قضائية مع جارته، عدا عن تأزم العلاقة السياسية بينهما.


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,831,514

عدد الزوار: 6,967,837

المتواجدون الآن: 65