تظاهرة لحزب التحرير تضامناً مع الإنتفاضة السورية

والإعتداءات تصل إلى ممتلكات في الغبيري

تاريخ الإضافة الأحد 24 نيسان 2011 - 6:23 ص    عدد الزيارات 3389    القسم محلية

        


توقّف الإتصالات لحلحلة <عقد الحقائب>!
نجاح في ضبط التجمع في طرابلس بلا صدامات
والإعتداءات تصل إلى ممتلكات في الغبيري
  تجمّع لأنصار <حزب التحرير> في ساحة النجمة في طرابلس (تصوير: أحمد عوض)

غابت السياسة او كادت في يوم <الجمعة العظيمة> لبنانياً، وملأت الهواجس الامنية الفراغ الحكومي، في وقت كانت فيه الانظار تتجه الى عدد من المدن العربية التي تشهد تظاهرات واشتباكات، لكن الانظار اللبنانية تركزت هذه المرة على ما يجري في المدن السورية، سواء لجهة اتساع نطاق الاحتجاجات او حجم الضحايا الذين سقطوا في يوم <الجمعة العظيمة>، في ظل اسئلة مقلقة عن انعكاسات ما يجري على الوضع اللبناني والاستقرار القائم، وإن بدا هشاً، سواء في العجز عن وقف الاعتداء على الاملاك العامة البرية والبحرية، او حوادث القتل والفلتان والتسيب في غير مكان من الاراضي اللبنانية.

وباستثناء اشارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالة الفصح، وهي الاولى منذ توليه سدة البطريركية المارونية، الى <الامل في ان ينهض لبنان من ازمة تشكيل الحكومة>، بدا الموقف مظلماً لهذه الجهة، وكأنه دخل في نفق اتضحت بدايته من دون ان تتضح نهايته، وسط معلومات مؤكدة عن توقف الاتصالات بين الاطراف المعنية بتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي من المتوقع ان يعود اوائل الاسبوع الى بيروت من لندن، حيث ينتظره استحقاق داهم يتمثل في موقف متوقع للعماد ميشال عون في اول يوم عمل بعد العطلة، اي الثلاثاء المقبل بدعوة الرئيس المكلف بحسم خياراته سلباً او ايجاباً.

ويعترف وزير بارز في حكومة تصريف الاعمال ومرشح للانضمام الى الحكومة الجديدة ان الموقف بات ينذر بأزمة غير مسبوقة لا قدرة على لبنان بتحملها لاسابيع اضافية.

ومع حرص الوزير المذكور على عدم الخوض في الاسباب التي تحول دون التشكيل حتى الآن، إلا انه يخشى من فشل اي جهد يبذل للتوصل الى صيغة مقبولة لوزارة الداخلية، في ضوء المعلومات عن رفض الرئيس ميشال سليمان التخلي عنها، ورفض العماد عون، ومن خلفه <حزب الله> ان يكون اي شخص مرشح من بعبدا مقبولاً لتولي هذه الوزارة او اي وزارة اخرى، وهو ما كشف عنه الوزير السابق ميشال سماحة، عندما اشار الى انه لا يجب ان يكون رئيس الجمهورية ممثلاً لا في الداخلية ولا في الدفاع او العدل، معتبراً ان ما يقوي شخصية الرئيس هو صدقه وشخصيته ووسطيته.

واكد سماحة في مقابلة مع <المنار> ان عقدة وزارة الداخلية وتمثيل عون في الحكومة ليسا السبب في تأخير تأليف الحكومة، لافتاً الى انه من الممكن ان تذهب الداخلية الى شخصية مقبولة من عون ومن حزب الله وحركة <امل> و<المردة> وخلص الى انه عندما يقرر الرئيس المكلف تجاوز العقبات التي يضعها على طريقه في التشكيل يتم التأليف.

وبالنسبة إلى دعوة عون لحسم خيارات الرئيس ميقاتي سلباً أو إيجاباً وفي خلال مهلة محددة، أوضح مصدر قريب من <حزب الله> لـ <اللواء> أن رئيس تكتل الإصلاح والتغيير يبدو مصراً على مطلبه في حمل الرئيس المكلف على الاعتذار وتكليف شخصية سنية أخرى، الا أن الحزب لا يستطيع مجاراته في هذه المرحلة وازاء هذا المطلب بالرغم من تقديره لمبرراته واسبابه وربما تفهمه لها، لكنه يرى الأمور من منظار آخر، اذ أن البلد لا يستطيع ان يتحمل قلب الطاولة مرتين، في إشارة إلى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وبعده إسقاط تكليف الرئيس ميقاتي، كما انه يعتبر ان اي شخص اخر يأتي محله لا يستطيع أن <يشيل الزير من البير> باستثناء ربما ان يأخذ خيارات قد لا تكون محسوبة، بالشكل الذي يحسبه الرئيس ميقاتي رغم انه <لا يرد على احد>.

وكشف المصدر أن لا شيء فعلياً قد تحقق على صعيد عملية تأليف الحكومة باستثناء التقدم الذي حصل على مستوى النسب والحصص، اما باقي التفاصيل، وكل ما يتعلق بالحقائب، فما زال مجرّد <حكي>، معتبراً <عيدية> الرئيس نبيه برّي مجرد محاولة <رفع عتب> أو تأجيل، مشدداً على القول أن لا حل ظاهراً بالنسبة الي العقد، وليس ثمة تشكيلة حكومية جاهزة.

ورجح المصدر أن يكون وراء تريث الرئيس المكلف في حسم موقفه، انتظاره لتبلور الصورة من الوضع السوري وليس أكثر من ذلك.

الاتهامات السورية إلى ذلك، وفيما هدأت نسبياً موجة السجالات بين فريق الأكثرية الجديدة، وخصوصاً <حزب الله> وتيار <المستقبل> على خلفية الاتهامات السورية للنائب جمال الجراح بالضلوع في تهريب اسلحة إلى المعارضة السورية، كشفت أوساط جهات مكلفة بمتابعة الملف أن الأجهزة السورية المعنية بدأت إعداد ملف قضائي لارساله عبر القنوات المختصة إلى لبنان بعدما أبلغت رسمياً عدم جواز تحريك القضاء في لبنان من دون ملف سوري يتضمن وثائق ومستندات.

الا أن مرجعاً قضائياً مسؤولاً أبلغ <اللواء> أمس انه حتى الساعة لم تتسلم وزارة العدل أي ملف يتعلق بهذه الاتهامات، مشيراً إلى أن أي استنابة قضائية أو ملف يفترض أن يمر عبر وزارة العدل اللبنانية، وهذا الأمر لم يحصل بعد.

ولفتت المعلومات المتوافرة حول هذا الموضوع إلى أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري الخوري نقل إلى المسؤولين السوريين رغبة السلطات اللبنانية بإعداد ملف بالاتهامات موثقة بمستندات لكي يصار إلى تحرك القضاء اللبناني، وأن السلطات السورية أبدت تجاوباً مع هذا الطلب.

هواجس الراعي ولم تغب الهواجس السياسية والأمنية عن رسالة الفصح التي وجهها البطريرك الراعي في <الجمعة العظيمة>، حيث <أمل في أن ينهض لبنان بفضل الإرادات الصالحة من أزمة تشكيل الحكومة ومن الحالة المتردية التي يرزح المواطنون تحت أعبائها الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ومن نزيف الهجرة واليأس من مستقبل أفضل أمام أجيالنا الطالعة>، راجياً أن يبزغ فجر قيامة السلام والاستقرار والتفاهم في الأراضي المقدسة و،البلدان العربية التي تعاني من الاضطرابات.

وأكدت مصادر رسمية أن الرئيس سليمان سيشارك الأحد في قداس بكركي لمناسبة عيد الفصح ويعقد خلوة مع البطريرك الراعي، وهو كان قد شارك مع عقيلته السيدة وفاء في رتبة دفن المسيح في جامعة الروح القدس في الكسليك إلى جانب عدد من الوزراء والنواب وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

<جمعة> طرابلس ومثلما توقعت <اللواء> أمس، فقد ظلت <جمعة طرابلس> هادئة وآمنة ومستقرة، بفضل عنصر الضبط الذي مارسته القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي التي فرضت طوقاً أمنياً محكماً حول المكان (أي ساحة النجمة) الذي سمح لحزب <التحرير الاسلامي> أن يعبّر عن وجهة نظره فيه بعد خروج مناصريه من المسجد المنصوري الكبير والذي لا يبعد أكثر من 30 متراً عن الساحة والتي لا تتسع عادة لأكثر من بضع مئات احتشدوا في الساحة رافعين أعلام الحزب وهتفوا مرددين شعارات داعمة للشعب السوري.

وغاب عن التظاهرة أي شخصية سياسية معروفة باستثناء مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الاسلام الشهال الذي كانت له كلمة، مثلما كانت هناك كلمة لرئيس المكتب الاعلامي للحزب أحمد القصص الذي توعد بأن يكون هناك تجمع أسبوعي بعد كل صلاة جمعة في الجامع المنصوري لمواكبة ما وصفه بـ <انتفاضة أهل الشام> وسائر الانتفاضات في العالم الاسلامي.

وكانت المدينة قد شهدت اجراءات امنية مشددة وغير مسبوقة، حيث قطعت عناصر من قوى الامن ومكافحة الشغب كل الطرق المؤدية الى المسجد والى ساحة عبد الحميد كرامي، وابقت على طريق واحد مفتوح بينهما للتدقيق والتفتيش، فيما انتشر عناصر امنية فوق سطوح الابنية في مختلف الشوارع واحيائها، كما تم اقامة حواجز متنقلة للجيش، اضافة الى تسيير دوريات راجلة ومؤللة. ولم يسجل اي تظاهرة مضادة كما تردد لاحزاب قوى 8 آذار استجابة لقرار مجلس الامن الفرعي بمنع التظاهر.

التعديات على الاملاك العامة في غضون ذلك، لم تفلح الاجراءات والاجتماعات الامنية واللقاءات الحزبية والبلدية في اكثر من منطقة تشهد اعتداءات على الاملاك العامة من وقف هذه التعديات، رغم سقوط قتلى وجرحى في قمع هذه المخالفات، والتي استمرت على المشاعات ضاربة بعرض الحائط القرارات المتخذة، وانتقل المعنيون من بحث تفعيل وقفها الى لملمة ذيول حادثة المساكن الشعبية في صور، فيما استغل المخالفون ذلك لانجاز اعمال الورش القائمة وسط غياب لافت لقوى الامن والقوى الحزبية الاخرى التي دعت برفع الغطاء السياسي عن الفاعلين، مما يطرح علامات استفهام، خصوصا وان بعض الاعلام الموجه من قبل جهات حزبية عاد الى تحريك موضوع المخالفات في <سوليدير> في مقابل التعديات الجارية في الجنوب والضواحي.

إلا ان اللافت او الجديد على هذا الصعيد، ما كشف عنه منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل من اعتداء حصل على ملكية عقار يعود للفاتيكان يقع قرب السفارة الكويتية في منطقة الغبيري، حيث عمد عدد من الاشخاص الى ادخال شاحنة الى العقار وبدأوا بصب الباطون تمهيداً لاستملاكه.

واوضح البيان ان الجميل اتصل بالاجهزة الامنية لوقف التعدي، ما اسفر عن توقيف سائق الشاحنة للتحقيق معه واخلاء العقار المذكور.

واضاف بأنه فريقاً من محطة تلفزيون M.T.V تعرض لاعتداء من قبل مسلحين اطلقوا النار في اتجاه الفريق اثناء قيامه بإجراء تقرير مصور.

 


 
حكومة <مصادرة الآخر> تغرق في مطبّات الإنقسام الداخلي وانحسار التأييد العربي
ميقاتي يُمدّد المهل لتبيان آثار الإنتفاضات الشعبية والخلاف الخليجي - الإيراني
<أي حكومة تُؤلَّف تحت سقف الإنقسام السياسي، كما هو حاصل، سيكون مصيرها الفشل>

يُلاحظ أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قد اختار أسلوب تمديد المهل الزمنية لنفسه، لإطالة أمد تشكيل الحكومة الجديدة إلى أجل غير مسمى، بحجة اتاحة الفرصة للقيام بمزيد من الاتصالات والمشاورات مع حلفائه في التحالف السوري - الإيراني، لتذليل العقبات القائمة في طريق تشكيل حكومة <مصادرة الآخر> التي قبل مهمة تشكيلها بعد اسقاط حكومة الوحدة الوطنية باتفاق جرى في دمشق نهاية العام الماضي، رداً على رفض الرئيس سعد الحريري التجاوب مع الرئيس السوري بشار الأسد والامين العام لحزب الله حسن نصر الله، للتبرؤ من المحكمة الدولية الخاصة بملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقطع كل علاقات الحكومة التي كان يرأسها يومذاك بهذه المحكمة، بعدما تبدّلت ظروف ووقائع تسميته رئيساً للحكومة، بمستجدات طارئة محلية واقليمية ودولية غير متوقعة، أوجبت عليه التأني قدر الامكان في الاندفاع بتشكيل الحكومة الجديدة، والسعي قدر الإمكان لاستكشاف ما ستؤول إليه التطورات والتغيّرات المتسارعة التي شملت تداعياتها الغطاء العربي الوحيد الذي استند إليه لترؤس الحكومة العتيدة، وهو الغطاء السوري الذي يرزح الآن تحت تداعيات الاحتجاجات الشعبية الواسعة المطالبة بالتغيير، مقابل انكفاء عربي شبه كامل عن تأييد الاسلوب المتبع في اسقاط حكومة الوحدة الوطنية ومحاولة التحالف السوري - الإيراني فرض تشكيل حكومة جديدة بسلطة سلاح <حزب الله> وخلافاً لإرادة قيادات سياسية اساسية في لبنان·

وحسب المراقبين السياسيين لمسار عملية تشكيل الحكومة العتيدة وتفاصيلها، فان اختيار الرئيس المكلف لاسلوب تمديد المهل في الوقت الحاضر بحجة السقوف العالية للتيار العوني وسائر أطراف حلفائه، يبدو الاسلوب الأجدى لتفادي مزيد من الخسائر السياسية والشعبية التي ترتبت على قبول تسميته من قبل <حزب الله> رئيساً لحكومة <إلغاء الآخر>، بدلاً من الإسراع في تشكيل حكومة مكشوفة في الوقت الحاضر، والاقل ضرراً وسوءاً على البلد عموماً لأسباب عديدة منها:

اولاً: استمرار تفاعل حدة الخلاف والانقسام السياسي والشعبي السائد حالياً في البلاد، بعد فشل كل محاولات الرئيس المكلف وحلفائه لتبديد هذا الانقسام، إن كان من خلال السعي لاختراق صفوف تحالف قوى المعارضة في 14 آذار وإغراء بعض أطرافه بإسناد حقائب مهمة إليهم، أو لضم هذا التحالف في إطار حكومة وحدة وطنية تجمع في صفوفها الموالاة والمعارضة معاً على غرار حكومة الوحدة الوطنية المستقلة حالياً· إذ أن الرئيس المكلّف يعرف جيداً ان تشكيل حكومة من لون واحد كما يجري التداول فيه في الوقت الحاضر وتحت مظلة الانقسام السياسي الحاصل واستمرار ترددات تداعيات تسميته رئيساً للحكومة من قبل <حزب الله> تحديداً، سيعقّد كثيراً مهمة الحكومة العتيدة ويكبّل حركتها، ويجعل التصويب عليها امراً سهلاً، لا سيما وان هناك أكثر من تجربة حصلت في السابق وأظهرت ان اي حكومة تؤلف تحت سقف الانقسام السياسي كما هو حاصل اليوم سيكون مصيرها الفشل·

ثانياً: تلمس مسار الأحداث والتطورات على الساحة العربية وتحديداً ما يجري في سوريا وما يمكن أن تؤول من نتائج وانعكاساتها على لبنان، لا سيما بعدما تولى النظام السوري عملية إسقاط حكومة الوحدة الوطنية، وحاول إعادة الإمساك بزمام الأمور والتحكم بتشكيل الحكومات كما كان يفعل ذلك طوال مُـدّة وجوده في لبنان عندما أرغم كل حلفائه والدائرين في فلكه وتحت سيطرته بمقاطعة التعاون والتفاهم مع تحالف قوى 14 آذار خلافاً لما يتطلبه أمر تشكيل الحكومات الوفاقية بين كل اللبنانيين، مما ساهم مساهمة كبيرة في مقاطعة الاطراف اللبنانيين بين بعضهم البعض وانقطاعهم عن التواصل المعتاد وتعميق الخلافات القائمة في ما بينهم·

ثالثاً: ظهور الرئيس المكلف بمظهر الرافض للشروط الموضوعة من قبل النائب ميشال عون وتياره بالنسبة للحصص والمقاعد الوزارية التي يطالب بها في التشكيلة الحكومية المرتقبة، وتقديم نفسه بأنه متمسك بالدستور ويرفض رفضاً قاطعاً التنازل عن الصلاحيات المنوطة به بموجب الدستور لتأليف الحكومة خلافاً لمحاولة بعض حلفائه التطاول على هذه الصلاحيات والسعي لفرض شروط وزارية معينة أو تسمية وزراء لا يرغب في ضمهم إلى صفوف حكومته مهما استدعى ذلك من شدّ وجذب وتنافر، لما لهذا الأسلوب المعتمد من اثر إيجابي في إعادة شد عصب شعبيته الذي لاقى تراخياً ملحوظاً منذ تسميته رئيساً للحكومة، في حين أن بعض الوقائع تظهر أن حلفاء رئيس الحكومة الجدد لم يتركوا له حرية اختيار بعض الوزراء السنّة تحديداً في حكومته وأصرّوا عليه انتزاع هذا الحق، تارة تحت مطلب تمثيل المعارضة السنية وأخرى بحجة ارضاء النائب وليد جنبلاط تقديراً ومكافأة له لوقوفه إلى جانب الرئيس ميقاتي ودعمه لتولي رئاسة الحكومة في مواجهة الرئيس سعد الحريري·

رابعاً: تجنّب إدخال ولادة الحكومة الجديدة في الخلاف الخليجي - الإيراني المستفحل في كل المنطقة العربية، والتريث قدر الإمكان ريثما تهدأ حمى الاشتباك الحاصل ولو قليلاً وتتحسن الأمور تدريجاً في المستقبل القريب، لئلا يزج بالحكومة العتيدة في حمأة هذا الخلاف وتحسب على الطرف الايراني بفعل تزعم <حزب الله> للقوى السياسية الداعمة لها، وما يمكن ان يؤدي ذلك من تداعيات سلبية غير مؤاتية لانطلاقتها وقيامها بالمهمات المنوطة بها·

لكل هذه الأسباب مجتمعة، يعتقد المراقبون السياسيون بأن الرئيس ميقاتي يتريث قدر الإمكان ويفرمل حركته لتبيان مسار الأمور والتطورات كلها، قبل أن يتخذ قراره النهائي وأي حكومة سيشكل في هذه المرحلة الدقيقة والحسّاسة، أو يتجه لما يضعه في آخر خياراته غير المطروحة حالياً، الاعتذار عن التشكيل، لا سيما اذا استمر حلفاؤه الجدد بمحاولات ابتزازه واستنزافه لصالحهم كما يحدث حالياً·

معروف الداعوق


 

تظاهرة لحزب التحرير تضامناً مع الإنتفاضة السورية
في المسجد المنصوري في طرابلس وسط إجراءات أمنية مشددة

  من التظاهرة أمام المسجد المنصوري

طرابلس - حسام الحسن:
 

بدا نهار امس هادئا جدا وما ساهم في ذلك هو تزامنه مع يوم عطلة رسمية لمناسبة الجمعة العظيمة، وكان الجيش اللبناني والاجهزة الامنية قد احكموا سيطرتهم على الامور ولعل الحركة النوعية التي قامت بها وحدات المخابرات في الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن عامر الحسن والاتصالات التي اجراها مع المسؤولين بالتنسيق مع مفتي طرابلس والشمال قد حصر حركة التظاهر التي دعا اليها حزب التحرير في الاطار المتفق عليه اي حصر حركتهم في المسجد المنصوري الكبير ومحيطه وصولا الى ساحة النجمة·

ومنذ ساعات الصباح الاولى انتشرت وحدات من الجيش اللبناني في شوارع المدينة وسط تدابير امنية غير اعتيادية اي جانب المسجد المنصوري الكبير وضربت القوى الامنية وعناصر مكافحة الشغب طوقا امنيا محكما حول ساحة الاعتصام بالتنسيق مع قيادة المخابرات في الشمال الامن العام وأمن الدولة فمر يوم الجمعة بسلام ولم يسجل في مكان الاعتصام اي حادث واي حركة مخلة بالامن·

بدأ عناصر حزب التحرير ومشايخه ومسؤوليه بالتوافد الى المسجد المنصوري الكبير منذ الساعة الحادية عشر صباحا وبدأوا تنظيم تحركهم من داخل المسجد وصولا الى ساحة النجمة المجاورة له واللافت ان عند ميقات الصلاة كان امتلأ المسجد بعناصر حزب التحرير فغلب ذلك على المصلين الذين أمَّهم الشيخ سامي ملحم الذي دعا بخطبته الى وحدة الصف بين اللبنانيين والبعد عن اثارة النعرات المذهبية والطائفية ولم تتعدَّ خطبته العشر دقائق على غير عادته·

وبعد الصلاة تجمع عناصر الحزب وسط ساحة المسجد والقى فيهم الشيخ محمد ابراهيم كلمة دعاهم فيها الى التحلي بروح المسؤولية وعدم افتعال اي اشكال والالتزام بما اتفق عليه اي الانطلاق بهدوء من ساحة المسجد الى ساحة النجمة ·

وبعد ذلك انطلقوا ليتجمعوا في ساحة النجمة حيث اقيمت منصة على ظهر سيارة <بيك آب > والتي اعتلاها رئيس المكتب الاعلامي في حزب التحرير في لبنان احمد القصص ورئيس هيئة علماء الصحوة الدكتور الشيخ زكريا المصري و مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال·

بداية القى المسؤول الاعلامي للحزب في الشمال المختار وليد درنيقة كلمة توجه فيها إلى المشاركين مؤكدا ان مسيرة النضال طويلة في وجه الظلم وان من ينصر الله ينصره ويثبت اقدامه·

من جهته الشيخ داعي الشهال القى كلمة قال فيها من طرابلس المسلمة وطرابلس الناصر قلاوون نرفع راية الاعتدال وراية العدل لرفع القهر عن المظلومين حتى يسقط الطاغوت·

واستنكر كل اعتداء قد يتعرض له المسلمون على ايدي الحكام مشيرا الى ان المرحلة اليوم صعبة جدا وان علينا ان نتحد وان نكون يدا واحدة وان نصرة اخواننا واجب علينا وهم بحاجة ماسة الينا ومد يد العون لهم والدعاء لهم بالتوفيق ·

ثم كانت كلمة للمسؤول الاعلامي لحزب التحرير في لبنان الشيخ احمد القصص كلمة قال فيها : قالوا لنا انتم لبنانيون فما شأنكم في سوريا وما شأنكم بمصر وما شأنكم في ليبيا وتونس نقول لهم ان تونس قَيْرَواننا ومصر كنانتنا وليبيا مختارنا واليمن يمننا والشام شامنا لا نريد ان يكون لنا حضارة جديدة اسمها ادونيس وعشتروت يريدون لنا ان ننفصل عن الشام وأمة الاسلام ·

واضاف : ان عقيدتنا الاسلام وليس لبنان وديننا الاسلام وليس لبنان وامتنا امة الاسلام ارضنا ارض الاسلام ولطالما قالوا ان اهل سوريا سيبقون نياما الله اكبر يا اهل درعا اثبتم انكم درع الشام اثبتم ان دمشق ليست شام حكم طاغية ولا عائلة مالكة ولا فرعون من الفراعنة، اثبتم ان شامكم شام الانبياء وشام محمد رسول الله وشام عيسى ابن مريم وشام عمر بن الخطاب سوريا ليست سوريا حزبل البعث بل هي شام خالد بن الوليد، وعبيدة بن الجراح وشام صلاح الدين اهلها ابطال الله معهم ومع اخل حلب ودرعا وبانياس، وحمص التي احيت فينا خالد بن الوليد ودمشق احيت فينا الخليفة عمر بن عبد العزيز، قالوا لنا انتم دول دول الممانعة فاي ممانعة هذه تتخلى عن الجولان، وتحدثوا عن فلسفة جديدة في الممانعة اي اذا اردتم مقاومة فعليكم طمس راس شعوبكم بالتراب فهل هذه هي الممانعة ؟ قالوا ان ما يجري في سوريا مؤامرة دولية فاذ بالمؤمرات الدولية تطلق الرصاص الحي على العزل· واين الممانعة ممن قال ان السلام هو خيارنا الاستراتيجي؟ اين المانعة لمن يتاجر بسلاح المقاومة اهذه هي الممانعة ؟ وان كانت هذه ممانعتكم فتبا لهكذا ممانعة فيا اخواننا في الجيش السوري ويا ضباطه انتم جنود الامة اياكم ان تكونوا جنودا لفرعون ولهامان كونوا درعا لاهلكم في دمشق وحلب ودرعا وكل سوريا·

وتابع : يبدو اليوم ان حكام لبنان اليوم لم يتعظوا مما جرى لطاغية تونس ولفرعون مصر وفرعون اليمن الم ترو ان بلطجيتهم ادت بهم الى الهاوية وانهارت عروشهم وان شعبهم جعلهم من مخلفات التاريخ، فكيف يسجنون الشباب المسلم اربعة سنين دون محاكمة، وذنبهم انهم يريدون الجهاد في العراق ولم يطلقوا رصاصة واحدة على اي انسان، هؤلاء هم حكام لبنان عقولهم متبلدة ولا يسمعون الاخبار ولا يعرفون كيف يفكرون، اي حكم هذا وأي قانون هذا، فهل القانون بظلم الناس واعتقال الناس دون محاكمة ؟

وختم: من طرابلس الشام والى حلب الشهباء والى دمشق صلاح الدين والى درعا واهل سوريا اصمدوا قلوبنا معكم دعاؤنا معكم دمنا دمكم ومصيرنا مصيركم وفقكم الله ونصركم ·

الشعار: لا تأثير ولا حضور لحزب التحرير

اعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار <أن التظاهرة التي دعا اليها حزب التحرير في طرابلس لم تأتِ من تيار له فاعليته أو حضوره أو تأثيره على الأرض سياسيا أو شعبيا>·

واشار في حديث اذاعي الى <أن حزب التحرير حصل على ترخيص بعد قرابة ستين عاما من المطالبة به وقد حاز عليه من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، في حجة أن العمل فوق الطاولة أفضل من العمل وراء الستار>·

ورأى <أن هدف الحزب هو اقامة الخلافة الاسلامية سواء في لبنان أم في أي بلد آخر>، وأكد <أن هذا التفكير بعيد عن منطقتنا وعن المنطقة العربية>، مشددا على <أن التيارات الاسلامية الفاعلة التي لها تأثير لم تتجاوب مع الدعوة الى التظاهر اليوم في طرابلس>·

وأشار الى <أنه بعد المشاورات والاتصالات والحوار تم التوصل الى التظاهر والتجمع في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، كي يعبروا عن رأيهم من دون حصول تحدٍّ للتيارات السياسية الأخرى التي لا تعنيها هذه التظاهرة مطلقا>·

ونفى الشعار وجود <أي تخوف من أي تصادم لأن الجميع وضعوا في أن حماية لبنان وطرابلس أولوية لا مساومة عليها، وهذا المناخ لم يرفضه أحد من سائر الأطراف>·

وتوجه الشعار بالتهنئة الى اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة لمناسبة حلول الأعياد المباركة·

فتفت: رخصت لـ <التحرير> كما <الوطني الحر> و<المردة> و<التوحيد>

أعلن عضو كتلة <المستقبل> النائب أحمد فتفت أن <حزب التحرير> حصر تظاهرته في مكان معين في مدينة طرابلس بعد أن قبِل التفاهم مع القوى الأمنية>، مؤكداً أن <الأمور جيّدة في طرابلس من الناحية الامنية· وقال في حديث لـ <أخبار المستقبل>: <هناك بعض الكلام واللوم إزائي شخصياً وكما تيار <المستقبل> لإعطاء ترخيص لـ<حزب التحرير>، انا أعطيتُ العلم والخبر في الوقت نفسه لـ<حزب التحرير> ولـ <الوطني الحر> ولـ <المردة> ولـ <التوحيد>، وهذا امر طبيعي وحق للبنانيين>، لافتاً الى أنه <عندما يخالف أحدهم القوانين تجري محاسبته، ولكن لا تصح المحاسبة على النيات>·

وعن ازالة المخالفات على الأملاك العامة وما حصل أمس، أوضح أن <ما يحصل أكبر بكثير ممّا يشار اليه في الاعلام من حيث التجاوزات والاعتداءات على الأملاك العامة، وبالأخص في حرم المطار>، معرباً عن اعتقاده أن التعديات <ستتوقف مرحلياً لتستعاد لاحقاً>، والهدف من كل هذه الحملات توقيف الحملة القائمة على السلاح غير الشرعي·

الجسر: <التحرير> ليس سعودياً

ولا تراجع عمّا تحقق مـــع دمشق

الى ذلك نفى عضو كتلة <المستقبل> النائب سمير الجسر مقولة <ان ما يحصل في طرابلس بمثابة صراع سعودي - سوري على الأرض، لافتاً إلى أن <حزب التحرير ليس موالياً للسعوديين، وكل ما يحصل اليوم في طرابلس هو أن هذا الحزب دعا الى تظاهرة>·

وعزا في حديـث إذاعي التأخير في تشكيل الحكومة إلى التريث الاقليمي وبالتالي لا تفسير آخر لهذا الموضوع>·

وإذ أسف للهجوم الذي تشنّه سوريا على <تيار المستقبل> قال: <زيارات الرئيس سعد الحريري إلى دمشق <لم تسفر عن صفر> بل أحرزت بعض التقدم، وبالتالي لن يكون هناك تراجع عمّا تحقق>·

الخازن

من جهته طالب رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، بإعادة النظر بالتراخيص التي تُعطى لمثل <حزب التحرير>، لأنها تخالف مبدأ العيش الواحد·

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,846,045

عدد الزوار: 6,968,484

المتواجدون الآن: 106