المجلس الشيعي يتبرأ من البند 6

البيان الختامي للقمة الروحية: التأكيد على الثوابت الوطنية

تاريخ الإضافة السبت 14 أيار 2011 - 5:53 ص    عدد الزيارات 2614    القسم محلية

        


القمة الروحية: تحفّظ شيعي على بندي التحرير والصراع مع إسرائيل
إنتكاسة تضرب التوافق على التشكيلة وكونيللي تكرر مطالبها من الحكومة الجديدة
  القمة الروحية في بكركي ومن اليمين الشيخ نعيم حسن، الشيخ قبلان، البطريرك الراعي، والمفتي قباني والبط

انحسرت موجة التفاؤل، وغطى غبار داكن سماء المشهد السياسي اللبناني: حكومياً، رسمياً وروحياً، فما كاد اللبنانيون يلتقطون نسائم الليلة الماضية التي هبت بتأثير من حركة الاتصالات الكثيفة لتثبيت الارادة السياسية بتشكيل حكومة ترضي الرئيس المكلف وتحظى بثقة التحالف الاكثري الجديد الذي أتى به رئيساً مكلفاً، حتى سرعان ما تلاشى رذاذ التفاؤل، وانتقل الرأي العام من <صدمة التراجع> عن التفاهمات الحكومية، الى <صدمة ما بعد القمة الروحية> والبيان الذي صدر عن رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وفيه <ان رئاسة المجلس ليست معنية بما ورد خاصة في البند السادس من البيان الختامي للقمة>، والذي نص على <تأكيد سيادة لبنان وحريته واستقلاله وحق الدولة في تحرير اراضيها التي تحتلها اسرائيل الخ··>·

وتحفظ المجلس الشيعي حول هذه الصيغة التي تسقط الحق بالمقاومة، مقترحاً مكانها الصيغة التالية: <حق لبنان في تحرير ارضه حتى يشمل بذلك حق الجيش والشعب والمقاومة في تحرير الارض، خاصة واننا في ظل فقدان الدولة للقدرة والقوة في الدفاع عن نفسها، والذي ما يزال البعض يعتبر ان قوة لبنان في ضعفه>·

وكان البيان الرئاسي الشيعي تحفظ ايضاً على البند السابع بما يتعلق بعبارة <حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي>، مقترحاً عبارة <حل الصراع العربي - الاسرائيلي>، من دون ان يطبع هذا الاقتراح في البيان الرسمي للقمة·

في هذا المشهد المضطرب، تضاربت التفسيرات بعد ان اضيف اليها ما اعتبرته الاكثرية الجديدة <تزحيطة اميركية>، حول اسباب ما حدث ومن هي الجهة التي تتحمل المسؤولية، حيث سارت الامور عكس ما تشتهي السفن الوفاقية·

وكانت السفيرة الاميركية مورا كونيللي التي اجتمعت مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قالت في بيان وزعته ان الولايات المتحدة ترى <ان المجتمع الدولي سوف يقيم علاقته مع اي حكومة جديدة في لبنان على اساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل، والبيان الوزاري والاجراءات التي سوف تتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الاخرى>·

واعتبر مصدر واسع الاطلاع ان ما حصل على جبهة القمة الروحية والحكومة هو اكبر من انتكاسة واقل من انهيار، كاشفاً عن توقيف الاتصالات وعدم مجيء <الخليلين> النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل مع الوزير جبران باسيل للقاء الرئيس ميقاتي أمس، بحسب ما كان متفقاً عليه، اعتراضاً على ما تردّد عن سحب الرئيس ميشال سليمان موافقته المبدئية على العميد مروان شربل، فضلاً عن عدم إرسال الكتل الثلاث <التنمية والتحرير> و?<الاصلاح والتغيير> و?<الوفاء للمقاومة> أسماء الشخصيات المقترحة لتولي الحقائب، اعتراضاً أيضاً على رغبة الرئيس المكلف باقتراح ثلاثة أسماء لكل حقيبة، بالإضافة إلى تحرك الشياطين بعدما دخل البحث في التفاصيل وتمسك العماد ميشال عون بالحقائب التي كانت لديه، واهمها الاتصالات والطاقة، والتي يرغب الرئيس ميقاتي بأن تكونا من غير حصته·

وفهم أن موقف الخليلين وباسيل، جاء بعدما اجتمعا مع العماد ميشال عون في الرابية ظهراً، حيث اتفق على عدم إعطاء أي جواب على المقاربات التي طلبها الرئيس ميقاتي·

شيطان التفاصيل وقال مصدر واسع الاطلاع لـ?<اللواء> أن الاتفاق على هيكل الحكومة لم يحجب جزئيات التفاصيل وتعقيداتها، خصوصاً على مستوى التوزيع الطائفي للحقائب الرئيسية ومن ثم التوزيع الاسمي، وهما عنوانان خلافيان نسبياً وسيشهدان مزيداً من التجاذب، وأشار إلى أن الاتفاق على وزارة الداخلية لم يقد بعد الى إنضاج الحكومة، اذ تبين ان استيلادها لا يزال في حاجة إلى استكمال المشاورات والخوض في تفاصيل تكمن فيها شياطين كثيرة·

واستدرك المصدر قائلاً أن كل المؤشرات، من الاتصالات المتواصلة إلى الحراك الدبلوماسي في اتجاه الرئيس المكلف وبينهما استجلاء المناخ السوري والحاجة الملحة إلى معالجة أزمات اقتصادية واجتماعية مرتقبة وشديدة الوطأة، تفيد أن الحكومة اضحت في المخاض الأخير بعد 106 أيام من المد والجزر، الا في حال تبين أن التفاصيل التي يفترض أن تكون أقل حدة في التجاذب الحاصل سيجري توظيفها لتمديد حال الترقب والانتظار·

وكشف المصدر أن الرئيس ميقاتي طلب من الخليلين والوزير باسيل، عندما التقاهم مساء أمس الأوّل اجابات محددة، لكن الثلاثة لم يأتوا، مشيراً إلى أن الرئيس المكلف لا يزال ينتظر هذه الإجابات، رغم انه يُدرك أن هناك محاولات من قبل البعض للامساك بالمفاصل الأساسية للحكومة، فضلاً عن محاولات القضم بالمفرق، بعد فشل محاولة القضم بالجملة، ملاحظاً بأن الطريقة التي تم من خلالها تسريب الأسماء المقترحة لتولي حقيبة الداخلية، كان القصد منها العرقلة، من خلال الايحاء بنظرية <الوديعة> التي سبق لرئيس الجمهورية ان أعلن رفضه لها·

<نقزة> سليمان ولفت المصدر إلى أن الرئيس سليمان الذي شعر <بنقزة> تجاه عملية التسريب، طرح مسألة التفاهم على <السلة الكاملة>، لادراكه أن طرح مسألة الداخلية ليست هي العقدة الأساسية، بقدر ما يكمن في التفاهم على الحقائب الأخرى، والهيكلية العامة للحكومة، خصوصاً بعدما طرح العماد عون ان تكون حصته في التشكيلة عشرة وزراء من دون النائب طلال أرسلان بحيث يكون هذا الأخير <الوزير الوديعة>، أي الحادي عشر، في مقابل عشرة وزراء لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب وليد جنبلاط، و9 وزراء لحزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحلفائهم·

وكشف مصدر قريب من <التيار العوني> أن أحد وجوه التعثر مسألة إسقاط الأسماء على الحقائب، إذ يُصرّ الرئيس ميقاتي على أن يتقدم التكتل بثلاثة مرشحين لكل وزارة على أن يختار منها، في حين تصر قيادة التيار على اتباع آلية التفاوض ذاتها التي اتبعت في أثناء تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري أي أن يختار التيار وزراءه بلا تدخل أو وصاية·

ورأى ان الاصرار على مخالفة هذه الآلية من شأنه ان يضفي تعقيدات البلد في غنى عنها·

ولفت الى ان ثمة من يلمّح الى رغبته في التنصل من الاتفاق على اسم وزير الداخلية لمعطيات أو خلفيات استجدت بعد التوافق تتعلق بحسابات سياسية أو مناطقية، او لغياب ارادة فعلية للتشكيل وهو الامر الذي سبق ان حذر منه العماد عون·

وعلمت <اللواء> ان ثمة تنافسا على وزارة الاتصالات بين الرئيس المكلف الذي سمى عددا من المرشحين منهم الرئيس الاسبق لمجلس ادارة هيئة أوجيرو فؤاد حمدان (سني من اقليم الخروب) والوزير الاسبق موريس صحناوي ونقولا نحاس، وبين تكتل الاصلاح والتغيير الذي يصر على الاحتفاظ بهذه الحقيبة من غير ان يحسم امر بقائها مع الوزير شربل نحاس، وخصوصا بعدم تردد في الساعات الاخيرة انها قد تكون من حصة النائب سليمان فرنجية الذي سبق ان سمى النائب سليم كرم كمرشح عن تياره·

وتبلّغ الرئيس المكلّف مساء أمس من الوزير غازي العريضي الذي زاره مجدداً، عودة النائب جنبلاط من دمشق، بعدما التقى هناك اللواء محمد ناصيف وعدداً من الأصدقاء، حيث كان نقاش عام في كل القضايا بما فيها العلاقات اللبنانية - السورية·

وذكرت معلومات خاصة بـ <اللواء> أن جنبلاط لمس ارتياح المسؤولين السوريين للوضع في سوريا، لكنهم أبدوا انزعاجاً من تأخير تشكيل الحكومة في لبنان، رغم ادراكهم للأسباب الحقيقية لهذا التأخير·

وأبدت مصادر متابعة انزعاج الرئيس المكلّف من طريقة إثارة السفيرة الاميركية للوضع الحكومي، بالرغم من أنها لم تبحث هذا الموضوع مع الرئيس ميقاتي سوى لماماً، ومن خلال سؤاله فقط عن الموعد الذي يتوقعه لولادة الحكومة، مشيرة إلى أن البحث اقتصر على الوضع في المنطقة وسوريا·

القمة الروحية أما بالنسبة إلى القمة الروحية التي انعقدت أمس في بكركي، فقد كشفت مصادر المشاركين فيها، أن ورقة العمل التي تقدم بها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والتي تضمنت مقترحين، الأول بتشكيل هيئة حكماء لحل الخلافات السياسية، وتوقيع وثيقة عهد على مستوى القيادات الروحية في لبنان والدول العربية، بقيت موضع دراسة في قمم لاحقة في حال تم الاتفاق على ذلك، نافية أن يكون نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان قد تحفظ على البيان الختامي للقمة، ولا سيما بالنسبة الى البندين السادس والسابع، مشيرة إلى أن التحفظ على البيان جاء بعد انتهاء القمة، وأن المداخلات من رؤساء الوفود ناقشت بنود البيان وتم الاتفاق عليها بإجماع الحاضرين·

لكن مصادر المجلس الشيعي لفتت إلى أن العديد من رؤساء الطوائف لا سيما الكلدان والاشوريين والارمن لم يكونوا على علم مسبق بفحوى البيان الختامي، وهم اعربوا عن انزعاجهم لعدم وضعهم في اجواء بنوده لكي يكونوا على بيّنة من النقاط التي ستكون مدار نقاش·

وقالت ان مسودة البيان الاول الذي وزع لابداء الرأي والملاحظات كان مليئاً بالالغام والافخاخ وقد عملنا قدر المستطاع على فكفكة هذه الافخاخ ووضعنا ما اعتبرناه تعديلات ضرورية تتوافق والمصلحة العامة، وقد استغرقت قراءة المسودة حوالى الاسبوع، وانتهى ذلك الى صياغة بيان قبل 36 ساعة من انعقاد القمة وقد قرأناه حرفاً حرفاً وأرسلنا الملاحظات التي تحمل التاريخ والجهة المرسلة، وابلغنا انه تم الأخذ بهذه التعديلات، غير اننا فوجئنا داخل قاعة القمة اننا امام بيان آخر·

وكشفت هذه المصادر عن ان البند السادس والسابع المتعلقين بحق الدولة في الدفاع عن الارض، والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي قد أخذا حوالى ساعتين من النقاش حيث طلب الشيخ عبد الامير قبلان بأن يعدل البند السادس بحيث يصبح من حق لبنان الدفاع وليس حصر ذلك بالدولة لان في ذلك اسفافاً لحق المقاومة والشعب، وفي ما خص البند المتعلق بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي يعدل ليكون الاصراع العربي - الاسرائيلي لان هناك اراض ما تزال محتلة في الجولان وفي لبنان وما الى هنالك، غير ان النقاش انتهى على النحو الذي صدر فيه البيان، وقد انتهى النقاش بإبداء المفتي حسن مواد تحفظ المجلس الشيعي على هذه الصيغة·

ولم يغب الهم الحكومي عن القمة الروحية، حيث ناشد المجتمعون المسؤولين السياسيين تأليف الحكومة اليوم قبل الغد على الاسس والقواعد الميثاقية والدستورية بما يمكنها من أداء دورها في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية·

وأعاد القادة الروحيين تأكيدهم على الثوابت الوطنية، ولا سيما التأكيد على الوحدة الوطنية بين اللبنانيين والتحذير من حال التشرذم الداخلي، واعتبار الدولة مصدر قوة للبنانيين جميعاً والحاضنة لهم، والتزام ثقافة الحوار وتعزيز الانتماء الوطني والاحتكام الى المؤسسات الدستورية دون سواها لمعالجة اي خلاف والاعتماد على الجيش اللبناني وعلى قوى الامن الشرعية وحدها للمحافظة على الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة·

 


 
القمة الروحية في بكركي تؤكّد التوافق الإسلامي - المسيحي على الثوابت الوطنية والوحدة
دعوة المسؤولين إلى تأليف الحكومة اليوم قبل الغد على الأسس الميثاقية والدستورية
المجلس الشيعي ينقض البيان الختامي لخلاف على <حق الدولة> و<حق لبنان> في تحرير الأراضي
  الرؤساء الروحيون في صورة تذكارية لهم على درج بكركي (تصوير: جمال الشمعة)

بكركي - نالسي جبرايل يونس:

 

ناشد البيان الختامي للقمة الروحية الاسلامية - المسيحية التي انعقدت أمس في بكركي، المسؤولين اللبنانيين تأليف الحكومة اليوم قبل الغد على الأسس الدستورية والميثاقية، مما يمكّنها من أداء دورها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة العربية· وطالب القادة الروحيون، حسب البيان، المسؤولين بالاحتكام إلى المؤسسات الدستورية دون سواها لمعالجة أي خلاف والاعتماد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الشرعية·

وطالب المجتمعون تعزيز الانتماء الوطني ثقافياً وتربوياً وسياسياً واجتماعياً، وتثبيت أركان الدولة واحترام دستورها وقوانينها، وتأكيد احترام القيم الأخلاقية والروحية، وناشدوا وسائل الإعلام إحترام وصون هذه القيم·

وناشد البيان الختامي حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والعربي - الاسرائيلي الذي هو مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة، كما ناشد الشباب التمسك بأرضهم والمحافظة عليها من جيل إلى جيل والتشبث بقيمهم الإيمانية للمحافظة على الأمن والاستقرار ولمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتوفير الامكانات اللازمة لها للقيام بهذه المهمة، بالإضافة الى تأكيد على سيادة لبنان وحق الدولة في تحرير أراضيها من الاحتلال الاسرائيلي·

وشدد المجتمعون على الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، محذرين من التشرذم، داعين إلى الالتزام بثقافة الحوار الذي تحترم وجهات النظر مهما تباعدت ويرمي إلى تحقيق الوفاق والخير العام·

وتبنّى المشاركون في القمة شعار <شركة ومحبة> الذي اختاره البطريرك بشارة بطرس الراعي، وأْعربوا عن عميق تقديرهم للبطريرك السابق نصر الله صفير على مجمل عطاءاته· القمة جمعت خمسة وثلاثين شخصية روحية وزمنية إسلامية ومسيحية جمعت رؤساء الطوائف اللبنانية وأعضاء لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي، وانضم السفير البابوي كابريال كاتشا إلى المجتمعين قبيل نهاية اللقاء، حيث كانت لفتة من البطريرك الراعي إلى المشاركين حيث قدّم لكل منهم هدية تذكارية·

وأشار المجتمعون إلى ضرورة عقد لقاءات دورية في المستقبل·

إلا أن هذا الأمر لم يُحسم، كما لم يُحسم الاقتراحين اللذين تقدم بهما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني لتفادي رياح الفتن والصراعات المذهبية والطائفية والاتنية، والتي تشكل مصدراً للقلق على النسيج الوطني اللبناني وعلى نسيج العالم العربي·

وتضمن الاقتراح الأول: تسمية مجموعة من الرجالات الوطنيين المشهود لهم بالكفاءة والاعتدال من غير الحزبيين والسياسيين مهمتها حصر الالتباسات والمعضلات والخلافات السياسية لدى الأفرقاء السياسيين والعمل على تذليلها·

والثاني: تبنّي القمة الروحية مشروع توقيع عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والبلدان العربية، يوقّعه الرؤساء الروحيون من جميع الطوائف في مؤتمر يُعقد في لبنان، وصوغ هذا العهد والميثاق صياغة تاريخية لمبادئ وقواعد لأمان الجميع·

غير أن اللافت، على هامش القمة، كان البيان الذي أصدره المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في وقت لاحق من مساء أمس، والذي تبرأ فيه من البند السادس من بيان القمة الروحية، والذي يؤكد على <سيادة لبنان وحريته وحق الدولة في تحرير أراضيها التي تحتلها اسرائيل>، مشيراً إلى أن المجلس الشيعي اقترح تعديل هذا البند في اتجاه التأكيد على <حق لبنان في تحرير أرضه حتى يشمل حق الجيش والشعب والمقاومة، خاصة وأننا في ظل فقدان الدولة للقدرة على الدفاع عن نفسها>·

لكن مصدراً شارك في القمة نفى أن يكون هذا التعديل قد طُرح في الاجتماع، مؤكداً أنه لم يحصل داخل القمة أي أمر من هذا القبيل، وأن كل حرف في البيان تم التوافق عليه بإجماع الحاضرين، مشيراً إلى أن جميع الحاضرين البالغ عددهم 37 شخصية لم يشعر بأي خلل، والكل فوجئوا بموقف المجلس الاسلامي الشيعي··

وأوضح المصدر أن لجنة صياغة البيان الختامي عملت عليه طوال ثلاثة أسابيع، وأنه نوقش من قبل جميع الحاضرين، ونوقش داخل القمة وصدر بالإجماع·

وأوضح المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في اتصال مع <اللواء> أن لجنة الحوار التي أعدّت البيان الختامي تتحمل مسؤولية الموقف الذي اتخذ من بعض بنود هذا البيان لتجاهلها التعديلات التي وضعت لا سيما على البند السادس·

وإذ أكد أن المداولات كانت جيدة، فإنه أعرب عن استغرابه لتصرّف اللجنة التي وزعت على الحضور نسخة عن بيان لم يكن ذاته الذي أُعلن في ختام القمة·

وكان اللقاء الذي افتتحه البطريرك الراعي بدأ بدعائين، الأول ألقاه بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث بصلاة <الأبانا> والثاني مفتي الجمهورية، متمنياً أن تأتي القمة بالخير للبنانيين جميعاً مسلمين ومسيحيين في لبنان والخارج·

وتوجّه البطريرك الراعي بكلمة افتتاحية للمشاركين في القمة الروحية في بكركي معتبراً أن هناك هدفين داخلي وخارجي لانعقاد القمة·

السبب الأول الخلل في وحدتنا الوطنية وظهور نزاعات طائفية ومذهبية سببها خيارات سياسية متناقضة ورغبات بالهيمنة، فكان لا بد من تأكيد الثوابت والأهداف الوطنية المشتركة لتأتي الخيارات متكاملة لا متناقضة في جو من الحرية والديمقراطية ولكي نثبت ميثاقنا الوطني بالمساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة على أساس عقد اجتماعي - ثقافي - سياسي مشترك· والسبب الخارجي هو الأزمات الحاصلة حالياً في بعض البلدان العربية البعيدة والقريبة وما لها من انعكاسات على لبنان ومكونات نسيجه في حال استمرار حالة التشرذم والانقسام·

وأشار الراعي إلى مقدمة الإرشاد الرسولي <رجاء جديد للبنان>، معتبراً أن لبنان مهد ثقافة عريقة وإحدى منارات الشرق الأوسط، كما أن الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين من شأنه أن يساعد على تحقيق الخطوة ذاتها في بلدان أخرى ببناء مستقبل عيش مشترك وتعاون لتطوير الشعوب تطويراً إنسانياً وأخلاقياً·

وأضاف: إن لبنان بفضل نظامه المتوسط بين النظام التيوقراطي الذي يجمع بين الدين والدولة والنظام العلماني الذي يفصل بينهما، يتميّز بكونه دولة مدنية تؤدي الإجلال لله تعالى وتحترم البعد الديني عند كافة المواطنين، وبفضل هذا النظام يحمل لبنان شعار <لا للذوبان في محيطه والتيوقراطية، ولا للتبعية للغرب والعلمنة الإلحادية>، فهو حسب اتفاق الطائف جمهورية مستقلة عربي الهوية والانتماء متعاون مع الدول العربية والأجنبية مع حفظ التوازن دون وصاية أو امتياز أو إتحاد·

وقال: بما ان القمة الروحية المسيحية - الاسلامية حاجة من اجل تعزيز الثوابت الوطنية وتحقيق الاهداف المشتركة لمتابعة الامور والخيارات التي تترجمها في الاعمال والممارسة والمواقف، فلا بد من ان تعقد لقاءات دورية نتفق عليها، وبما ان لبنان يميز بين الدين والدولة ويحترم الاديان عقيدة وممارسة، بات من الواجب قيام تعاون وثيق بين السلطة الروحية والسلطة السياسية من اجل الخير العام وخيرهما المشترك على قاعدة التفاهم والاحترام المتبادل· ومن شأن القمة الروحية أن تشدد على القيم الروحية والاخلاقية في الممارسة السياسية وان ندافع عن الثوابت الوطنية والوحدة الداخلية والاهداف المشتركة·

وختم: أهلا وسهلا بكم في بيتكم وبارك الله لقاءنا وجعله ضامنا لوحدتنا اللبنانية الكاملة ونموذجا للوحدة في سائر بلداننا العربية مع الشكر لاصغائكم·

وبعد انتهاء البطريرك الراعي من إلقاء كلمته، طلب من الإعلاميين الخروج من القاعة، كما طلب من المشاركين مناقشة مشروع البيان الختامي المطروح أمامهم، على أن لا تتجاوز كلمة كل واحد منهم خمس دقائق·

وفي الأولى بعد الظهر انتهت القمة، وانتقل الجميع إلى مأدبة غداء أقامها البطريرك الراعي تكريماً·

 

 


 

المجلس الشيعي يتبرأ من البند 6
صدر عن رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى البيان التحفظي الآتي: <لقد حرص نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على مشاركته في لقاء القمة الروحية في بكركي لما لها من أهمية بالغة في إرساء الثوابت الوطنية والعيش المشترك بين اللبنانيين، خصوصا أنها أصبحت مهترئة في هذا الزمن الصعب الذي نفتقد فيه حضور الدولة والنظام العام·
 

اضاف: لقد كان الاتفاق على ان يكون اللقاء تأكيدا على هذه الثوابت وعدم التعرض إلى أي مسألة خلافية بين التوجهات السياسية، ومن هنا نوضح ان النقاش الذي دار في القمة حول مشروع البيان الختامي اظهر عكس ما اردناه من تأكيد على الثوابت الوطنية وانحرفت بالتالي الامور بشكل مخالف لما اتفق عليه، وخصوصا في البندين السادس والسابع من البيان والذي جاء فيه قبل طرح التعديل: (التأكيد على سيادة لبنان وحريته وحق الدولة في تحرير أراضيها التي تحتلها اسرائيل)، وفي البند السابع في ما يتعلق بالصراع العربي -الإسرائيلي فكان الاقتراح من قبل رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كالتالي: (حق لبنان في تحرير ارضه) حتى يشمل بذلك حق الشعب والجيش والمقاومة في تحرير الأرض، وخصوصا اننا في ظل فقدان الدولة للقدرة والقوة في الدفاع عن نفسها والتي ما يزال البعض يعتبر ان قوة لبنان في ضعفه·

اما في ما يتعلق بالبند السابع فجاء في البيان المذكور أهمية حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي فكان الاقتراح حل الصراع العربي - الإسرائيلي فتم زيادة التعديل خجلا دون طباعته في البيان الرسمي·

وختاماً فإننا توجهنا إلى اللقاء مع حسن الظن بلجنة الحوار الإسلامي -المسيحي على ان يكون البيان متفقا عليه من قبل الجميع وخاليا من الحساسيات، ولكن مع الأسف وجدنا عكس ذلك إذ وجدنا ان النص المعد مختلف عن النص الذي وزع للمناقشة ولإبداء الملاحظات لذا نحن لسنا معنيين بما ورد، خصوصا في البند السادس من البيان>·

 

 

 

نص ورقة عمل المفتي قباني إلى القمة
  قادة الطوائف الإسلامية: الشيخ حسن والشيخ قبلان والمفتي قباني مع البطريركين الراعي وصفير وظهر إلى ا

في ما يأتي نص ورقة العمل التي تقدم بها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى القمة الروحية التي عقدت أمس في بكركي: اصحاب الغبطة والسماحة والسيادة الرؤساء الروحيون في لبنان،

ان لبنان الذي احتل مساحة مديدة من التاريخ، وعبر مخاض النشوء والولادة، وتجاوز المصاعب والعثرات، حتى خلص الى قيام كيان فريد ومتنوع وطنا نهائيا لجميع أبنائه، لبنان هذا، يستحق منا التضحيات، والجهود الكفيلة الحفاظ عليه وعلى ميثاقه الوطني، وثروته الثقافية والحضارية والإنسانية والإجتماعية والطبيعية، وكذلك الحفاظ على أبنائه ومؤسساته والحفاظ على استمراره ودوامه·

ومن هنا فإن الواجب يحتم على المرجعيات الروحية اللبنانية، وفي هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا لبنان والمنطقة العربية، أن تنأى بنفسها عن الإصطفاف الداخلي والخارجي، وأن تؤلف في ما بينها جسما واحدا يسعى الى الارتقاء بالحال السياسية والشعبية المنقسمة على ذاتها، الى المساحة الوطنية الواحدة، والى الإنصهار الوطني الحقيقي·

اضاف: ولا بد لنا من ترجمة المبادئ التي توافق عليها اللبنانيون، حول قواعد العيش المشترك عمليا، وتلك التي سيتضمنها البيان الختامي لهذه القمة، عبر القيام بنشاط وطني يتناسب ودقة المرحلة، للحفاظ على الإستقرار وديمومة الوحدة الوطنية، من خلال تثبيت جدول لانعقاد القمة الروحية اللبنانية بشكل دوري، وتشجيع اللقاءات الوطنية الجامعة، وتفعيل الدور الوطني للمرجعيات الروحية لجهة توحيد الصف الداخلي ونشر رسالة المحبة بين اللبنانيين، على مستوى القادة، وعلى مستوى القواعد الشعبية، وكذلك تفعيل دور هيئة الحوار الإسلامي - المسيحي عبر تحويلها الى مؤسسة وطنية فاعلة، تضطلع بإزالة الحواجز الطائفية، التي تحول دون التقاء اللبنانيين، حيث بات الحضور الدائم للمرجعيات الروحية ضرورة لازمة لطمأنة اللبنانيين، وتبديد مخاوفهم·

ان رياح الفتن والصراعات المذهبية والطائفية والإثنية، التي تعصف بمنطقتنا العربية، تشكل مصدرا للقلق البالغ على النسيج الوطني اللبناني، وعلى نسيج العالم العربي بالذات، لذا يجب علينا وعلى اللبنانيين جميعا، أن نحرص على عدم استيراد ثقافة الغرائز والفتن، بل الأولى بنا تصدير النموذج اللبناني، وثقافة العيش الواحد بين الأديان والطوائف، ليواجه به إخواننا العرب جميع أشكال الفتنة التي تتربص بهم وبأبنائهم وبأوطانهم، في حاضرهم ومستقبلهم·

ان اللبنانيين ليجمعون اليوم، أكثر من أي يوم مضى، على ان عدوهم الواحد والوحيد هو الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، ولمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وهو المحتل للأرض العربية في فلسطين ولبنان وسوريا، حتى أصبح هذا الإجماع اقتناعا راسخا في نفوس اللبنانيين، ومبدأ يجتمعون عليه·

غير ان علينا نحن اللبنانيين، أن ننظر اليوم الى شؤوننا المرتبطة بالعالم الخارجي، والى علاقتنا بالمجتمع الدولي، وبأفرقائه بالعين اللبنانية الواحدة، انطلاقا من المصلحة اللبنانية الواحدة، التي تعلو على كل ما عداها، المصلحة الوطنية الواحدة، التي تصبو الى خير وطننا وأبنائه، والتي تحفظ علينا دولتنا اللبنانية وطنا واحدا نهائيا لجميع أبنائه·

وقال: انطلاقا من كل ما تقدم، وبناء على الواقع الذي نعيش تفاصيله اليومية من مواقعنا الوطنية، ومن دورنا في المحافظة على وطننا لبنان، وبناء على الواجب الذي نحمله تجاه رعيتنا، أتقدم من جانب هذه القمة الروحية المنعقدة في صبيحة هذا اليوم (أمس)، في هذا الصرح الوطني في بكركي، وفي أول قمة روحية بعد تولي البطريرك بشارة الراعي سدة هذا الصرح البطريركي الوطني، أتقدم إليكم باقتراحين اثنين:

أولا - اقتراح تبني القمة لمبادرة روحية وطنية: لحل الخلافات السياسية الداخلية بين الأفرقاء اللبنانيين، والتي أدت مع مرور الزمن الى حال الإصطفاف والإنقسام، التي نشهدها اليوم ونعانيها، والتي تنعكس سلبا على واقع لبنان، وواقع اللبنانيين، وتتلخص هذه المبادرة بما يلي:

- في مسعى خاص جدا: يسمي أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة، الرؤساء الروحيون، مجموعة من الرجالات الوطنية، التي لا يخلو وطننا لبنان منها، بحيث تشكل هذه المجموعة من الحكماء، المشهود لهم بالكفاءة والإعتدال، من غير الحزبيين أو السياسيين، وتكون هذه الهيئة هيئة مستقلة باسم الرؤساء الروحيين·

- تكون مهمة هذه الهيئة: حصر الإلتباسات والمعضلات والخلافات السياسية، لدى الأفرقاء السياسيين، وتفنيدها وتصنيفها، ثم العمل على تذليلها وحلها·

- تعمل هذه الهيئة: بشكل لا يتعارض مع الدولة ومؤسساتها، ولا تلغي أيا منها، ولا تحل محلها بأي شكل من الأشكال، بل تتعاون معها·

- العمل من الجميع: على تحييد النشاط السياسي اليومي ونشاط الدولة عن الخلافات، في ظل مسعى هذه الهيئة·

- تتمتع هذه الهيئة باستقلالية ذاتية، تخولها القيام بمهمتها، وتحظى برعاية أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة الرؤساء الروحيين، وبالتالي لا تشكل بأي حال من الأحوال طرفا، بل هيئة وطنية لتجاوز الخلافات الداخلية·

ثانيا - أتقدم باقتراح تاريخي ومهم جدا سبق ان اقترحته في لقاء مع الأمانة العامة للقمة الروحية، أن تتبنى القمة الروحية اللبنانية المنعقدة اليوم (أمس) في بكركي، مشروع توقيع عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وفي بلداننا العربية، يوقعه رؤساؤها الروحيون المسلمون والمسيحيون في لبنان وبلاد العرب من جميع الطوائف، في مؤتمر روحي تاريخي يعقد في لبنان لهذه الغاية، بعد تشاور واسع مع بعضهم البعض، وصوغ هذا العهد والميثاق صياغة تاريخية بمبادئ وقواعد لأمان الجميع، وتعاون الجميع للحاضر والمستقبل في بلداننا، وتحصينا لأوطاننا ولأبنائنا وأجيالنا من الأخطر الآتي والله أعلم، وفقكم الله لما فيه خير لبنان واللبنانيين، وخير العرب مسلمين ومسيحيين·

 


 البيان الختامي للقمة الروحية: التأكيد على الثوابت الوطنية
 

 في ما يأتي نص البيان الختامي للقمة الروحية، والذي تلاه الأمين العام للجنة الحوار المسيحي - الإسلامي محمد السمّاك:

 

< في الوقت الذي تجري في العديد من الدول العربية احداث مصيرية كبرى، تبدو اكثر من اي وقت مضى أهمية الصيغة اللبنانية في احترام قيم الحريات الفردية والعامة، الدينية منها والسياسية، واهمية التزامنا نحن اللبنانيين أسس النظام الديموقراطي البرلماني الذي ارتضيناه نظاما يحفظ لنا عيشنا المشترك ويصون وحدتنا الوطنية·

ولقد تنادى اصحاب الغبطة والسماحة والسيادة وعقدوا قمة في الصرح البطريركي في بكركي صباح الخميس 12 ايار 2011، لتأكيد المبادىء الكيانية التي تؤهل لبنان ليكون جديرا بحمل رسالة احترام التنوع الديني والتعدد المذهبي في اطار الالتزام الوطني· استهل المجتمعون لقاءهم بالصلاة والدعاء الى الله العلي القدير ليحفظ لبنان وشعبه ويصون وحدة ابنائه المسيحيين والمسلمين·

حرص المجتمعون على عقد اجتماعهم الاخوي في الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة تولي غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي السدة البطريركية، وتقديرا منهم لتوجيهاته الروحية والوطنية التي تتلاقى مع توجيهاتهم المشتركة لخير لبنان وخير العلاقات الاسلامية- المسيحية، مثمنين شعار شركة ومحبة الذي اتخذه غبطته، ومتمنين له كل النجاح في تأدية مهمته، كما اعربوا عن عميق تقديرهم لغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على مجمل عطاءاته، داعين له بالصحة وطول العمر·

وقد ناشدوا بادىء ذي بدء المسؤولين السياسيين المعنيين، تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، على الاسس والقواعد الميثاقية والدستورية بما يمكنها من اداء دورها في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية·

وبعد تداول الاوضاع أكدوا الثوابت الوطنية الآتية:

1- الوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا، والتحذير من حال التشرذم الداخلي التي يضعف استمرارها مناعة لبنان ويطعن في صدقية رسالته، وفي قدرته على مواجهة تحديات التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، الامر الذي قد يعرضه لا سمح الله الى ان يدفع مرة جديدة الثمن الباهظ من امنه وسلامته واستقراره·

2- اعتبار الدولة اللبنانية مصدر قوة للبنانيين جميعا والحاضنة لهم، مما يفرض على المواطنين توطيد ثقتهم بها، ودعم مؤسساتها، ومن القيادات السياسية الارتفاع في اختلافاتها وفي تباين وجهات نظرها، لغة ومضمونا، وسيلة وهدفا، الى المستوى الذي يمكن لبنان من مواجهة الصعوبات السياسية والاقتصادية التي يواجهها، ومن الاستجابة لمقتضيات العيش الوطني الذي من دونه يفقد لبنان جوهر كيانه·

3- التزام ثقافة الحوار الذي يحترم وجهات النظر المختلفة مهما تباعدت، ويرمي الى تحقيق الوفاق والخير العام، والاعتماد على هذا الحوار أساسا لبت القضايا اللبنانية الكبرى، وفي طليعتها:

- التزام لبنان ميثاقه الوطني ووثيقة الوفاق في الطائف والمواثيق العربية والدولية في اطار جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة، مما يجنبه الدخول في الخلافات والصراعات والمحاور الاقليمية والخارجية بصورة مباشرة وغير مباشرة·

- البحث في استراتيجية وطنية تمكن الدولة اللبنانية من الدفاع عن سيادتها وحقوقها وعن مصادر ثروتها الطبيعية في ارضها وفي مياهها الاقليمية، وهو حق مطلق لها·

4 - تعزيز الانتماء الوطني ثقافيا وتربويا واجتماعيا وسياسيا، وتثبيت اركان الدولة واحترام دستورها وقوانينها، تمكينا لها من اداء دورها في معالجة الشأن المعيشي والاجتماعي المتسبب بالهجرة واستنزاف قوى البلاد الحية، وفي تحقيق المساواة والعدالة للمواطنين جميعا· فالعدالة قيمة مطلقة وهي صفة من صفات الله تعالى لا يمكن أي مجتمع أن يستمر ويزدهر من دونها، وتأكيد احترام القيم الأخلاقية والروحية، وناشدوا وسائل الإعلام القيام بدورها في صون هذه القيم·

5- الإحتكام الى المؤسسات الدستورية دون سواها لمعالجة أي خلاف، والاعتماد على الجيش اللبناني وعلى قوى الأمن الشرعية وحدها للمحافظة على الأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتوفير الإمكانات اللازمة لها للقيام بهذه المهمة·

6- تأكيد سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وحق الدولة في تحرير اراضيها التي تحتلها اسرائيل، وهم إذ يثمنون دور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان التي تعمل وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، يهيبون بالأمم المتحدة وبالمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لحملها على تنفيذ القرارات الدولية التي تطالبها بالإنسحاب الفوري وغير المشروط من كل الأراضي اللبنانية، واحترام سيادة لبنان على أرضه ومياهه وفضائه·

7- التشديد على أهمية حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي هو مفتاح السلام والأمن والإستقرار، بما يضمن تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة·

كما يهيبون بالمنظمة الدولية الإستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني وبخاصة حق العودة الى وطنه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، المعترف بها وطنا دائما لجميع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وفي الشتات، وهذا ما يتلاقى مع إرادة اللبنانيين الجامعة في رفض التوطين بكل أشكاله·

8- مناشدة جميع اللبنانيين، وبخاصة الشباب، التمسك بأرضهم في الوطن، محافظين عليها من جيل الى جيل، والتشبث بقيمهم الإيمانية وبقيم وطنهم وثقافته المنفتحة على التنوع، مبتعدين عن أخطار التزمت والتطرف الديني الذي يشوه صورة الآخر ويروج للتقوقع والإنغلاق ويزعزع الثقافة الوطنية المشتركة المبنية على اعتبار العيش معا قيمة إنسانية سامية· ودعوتهم لعدم الإستسلام الى تجربة الإنطواء على الذات في مجموعات طائفية متجانسة ومنقطعة عن التواصل في ما بينها، لأن في ذلك تقطيعا لأوصال المجتمع ولجذور الوحدة الوطنية· ومطالبة الدولة اللبنانية بتحفيز النمو الإقتصادي وتأمين فرص عمل للشباب وتبديد مشاعر الخوف لديهم حول المستقبل

· أبدى أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة قلقهم واستنكارهم الشديدين لتداعيات الاحداث التي اتخذت بعدا طائفيا في جمهورية مصر العربية الشقيقة، ومن قبلها العراق، والتي طالت العديد من المسيحيين ووصلت الى حد الاعتداء الآثم على الكنائس، واكدوا موقفهم الثابت، وهو ان اي اعتداء على اي بيت من بيوت الله او على مقدس من مقدساتنا الدينية، هو بمثابة اعتداء عليها جميعا، وهم يؤكدون ما للمسيحيين والمسلمين في هذا الشرق من دور تاريخي بناء على مختلف الاصعدة، وما يتمتعون به من ولاء واخلاص لاوطانهم، مصرين على المشاركة في صنع مستقبل مشرق لها·

كما شدد المجتمعون على تعزيز روابط الاخوة بين لبنان والدول العربية الشقيقة وعلى حرصه على ان تحقق هذه الدول الشقيقة لنفسها ما يتمنى هو ان يحققه لنفسه ايضا من استقرار وازدهار وامن وسلام·

وقد أقر المجتمعون مبدأ عقد لقاءات دورية للقمة الروحية، والتوجه بمبادرة روحية وطنية لمعالجة الخلافات السياسية الداخلية·

وهم يرفعون الدعاء الى الله العلي الضابط الكل لكي تتخطى الدول العربية الازمات العصيبة التي تمر بها، كما يتمنون ان يوفر لقاؤهم الروحي والوطني اليوم قوة دفع جديدة للحوار السياسي الوطني على النحو الذي حققه لقاؤهم السابق الذي عقد في رحاب القصر الجمهوري في عام 2008، ويبتهلون معا الى الله العلي ان يمن على لبنان وشعبه بالخير والامان، وان يصون وحدة ابنائه ويوفقهم جميعا لسلوك طريق الخير والسلام والمحبة

·


المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,706,934

عدد الزوار: 7,039,876

المتواجدون الآن: 116