موجة النزوح السورية تباطأت من تل كلخ والنازحون يتظاهرون

خطوة للتعايش مع الأزمة: المجلس يقوم مقام الحكومة!

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 أيار 2011 - 5:54 ص    عدد الزيارات 2546    القسم محلية

        


وليامز يدين إستخدام القوة ضد العزّل ... وإجراءات عسكرية شمالاً
خطوة للتعايش مع الأزمة: المجلس يقوم مقام الحكومة!
عون يستعجل إبعاد ميقاتي ... وجنبلاط يشترط: بهية الحريري أو طبارة

تتجه الطبقة السياسية باتخاذ اجراءات تسمح بالتعايش مع ازمة تأليف الحكومة الجديدة، الى وقت غير محدد.

وأدرجت مصادر مطلعة تزخيم عمل اللجان النيابية تمهيداً لعقد جلسة تشريعية او اكثر بأنها الشكل الدستوري الاكثر ملاءمة للتعايش مع الازمة السياسية المفتوحة، بعد اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري، وتعطيل تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

فبعد اقفال ابواب الاتصالات، ارتأى الرئيس نبيه بري تنشيط الحراك النيابي ضمن مقاربة دستورية ما تزال موضع تجاذب، وفحواها ان المجلس يمكن ان يقوم مقام الحكومة في التشريع والتنفيذ، ومن منطلق ان المجلس سيد نفسه.

ومن هذه الزاوية، دعا الرئيس بري هيئة مكتب المجلس للاجتماع قبل ظهر غد الاربعاء للتفتيش عن فتوى دستورية وقانونية تجيز عقد جلسة تشريعية عامة لدرس واقرار جملة من المشاريع القوانين في ظل حكومة تصريف الاعمال.

ويأتي هذا التوجه، بعد ان تلقى الرئيس بري عدة دعوات لعقد مثل هذه الجلسة، لاقرار مجموعة مشاريع واتفاقيات دولية بحاجة الى المصادقة عليها، فضلاً عن البحث في صيغة تؤمن امكانية اصدار احكام تتعلق بالعفو العام وتخفيض السنة السجنية ومعالجة ملف السجون بشكل عام، وهو الامر الذي ستعاود اللجان النيابية بحثه اليوم في حضور الوزيرين زياد بارود وابراهيم نجار.

واللافت ان كل ذلك يجري والمنطقة تغلي بالاحداث والاضطرابات وحركة الاحتجاجات، في غير بلد عربي، فيما يعود الى الصدارة الصراع العربي - الاسرائيلي باعتباره جوهر كل هذا الحراك، انطلاقاً مما حدث على الحدود وفي الجولان والضفة الغربية، وينشغل لبنان الرسمي والشعبي، بالوضع على حدوده الشمالية، التي تشهد حركة نزوح لمواطنين سوريين بحثاً عن ملجأ في لبنان يقيهم من نار الاحداث الجارية في سوريا.

واذا كانت النار الاسرائيلية في مارون الراس ونار ما يجري في بلدة تل كلخ السورية، قد حجبت لبعض الوقت الاهتمامات الرسمية بالمسألة الحكومية، فإن انقطاع الاتصالات بين المعنيين، اعطى انطباعاً بأن <الطبقة السياسية في لبنان لم تعد تمتلك روح المسؤولية الوطنية>، على حد تعبير رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وان مسألة تأليف الحكومة، لم تعد تشكل اولوية لدى رئيس المجلس الذي دفعه اليأس - كما يبدو - من نجاح محاولاته الى تحريك عجلة المجلس النيابي للحلول محل حكومة تصريف الاعمال التي لا تستطيع ان تجتمع لايجاد حلول للازمات المعيشية، التي بدأت تطل برأسها من خلال اضراب قطاعات النقل العام يوم الخميس المقبل احتجاجاً على ارتفاع سعار البنزين، وهو الاضراب الذي سينعكس سلباً على المدارس وتنقلات النّاس، وسيكون بمثابة خطوة تحذيرية أولى لتحرك تصعيدي للاتحاد العمالي العام وصولاً إلى الاضراب المفتوح.

انقطاع التواصل غير أن مصادر شبه رسمية سارعت إلى نفي أن تكون هناك قطيعة بين المسؤولين، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ينتظر من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان يطلعه على محصلة مشاوراته منذ الاختراق المحدود الذي سجل على جبهة حقيبة الداخلية بالتفاهم على شخص العميد المتقاعد مروان شربل، فيما الرئيس المكلف لا يزال ينتظر الأجوبة على المقاربة المحددة التي طلبها من المعاونين السياسيين لكل من رئيس المجلس النائب علي حسن خليل، والأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والوزير جبران باسيل، والتي تتلخص باقتراح ثلاثة اسماء لكل حقيبة، من أجل أن يبنى على الشيء مقتضاه، مؤكداً في الوقت عينه عدم تراجعه عن المعادلة الحكومية التي تم التفاهم عليها بتوزيع الحصص الوزارية على أساس 19 وزيراً لتحالف الأكثرية الجديدة و11 وزيراً للرئيسين سليمان وميقاتي والنائب جنبلاط، او اعتذاره عن المهمة المكلف بها، انطلاقاً من الثوابت التي يتمسك بها من خلال الدستور وصلاحيات رئيس الحكومة المكلف.

وأكدت المصادر المطلعة أن لا صحة لوجود عقدة خارجية، بالرغم من التسليم بوجود موقف خارجي ضاغط على الرئيس ميقاتي بعدم المجيء بحكومة مواجهة، وأن العقدة اساساً داخلية تتمثل بالمطالب الجديدة للعماد عون بعد حل مشكلة الداخلية، وهي حصوله على عشرة وزراء بالإضافة إلى توزير النائب طلال ارسلان من دون أن يكون محسوباً عليه، واشتراطه كذلك الحصول على حقائب الطاقة والاتصالات والعدلية والشؤون الاجتماعية.

وكشفت المصادر أن موضوع اعتذار الرئيس ميقاتي كان موضع بحث بين الأكثرية الجديدة والنائب جنبلاط الذي تمسك بالرئيس ميقاتي، على اعتبار أن البدائل غير جاهزة، فضلاً عن كونها ليست واضحة، لكنه لفت إلى انه بالامكان أن <يمشي> بترشيح واحد من اثنين: إمّا النائب السيدة بهية الحريري أو النائب السابق بهيج طبارة.

وبحسب المعلومات، فان البحث في موضوع الاعتذار توقف عند هذا الحد، لا سيما بالنسبة للفريق الشيعي في الأكثرية الجديدة، والذي تؤكد مصادره بأنه لا يرغب في مواجهة جديدة مع الفريق السني، ويفضل بأن يستنفد الرئيس المكلف كل جهوده في عملية التأليف استناداً إلى الثقة التي محضته إياها دمشق ولا تزال.

وفي هذا السياق، أكد قطب أكثري لـ <اللواء> بأنه لا بديل عن الرئيس ميقاتي، وأنه إذا لم يعتذر عن التأليف من تلقاء نفسه فلن يُقدم أي فريق أكثري على مطالبته بالرحيل حتى ولو استمرت الأزمة.

ولاحظ القطب المذكور أن عملية تشكيل الحكومة دخلت في غيبوبة رغم محاولات تذليل العقبات وتتويج الاتصالات بتشكيل حكومة. وعلى حد قوله، فالقضية ليست مجرد تشكيل حكومة، لأن المنطقة من المحيط إلى الخليج تتشكل من جديد، والمشكلة الحكومية اللبنانية <بحصة> في هذه التشكيلة.

دمشق مرتاحة وتزامناً، مع تأكيدات القطب الأكثري، نقل زوار مسؤول سوري رفيع عنه قوله إن دمشق مرتاحه إلى أداء الرئيس ميقاتي، وأن لا صحة لأي أنباء أو تحليلات أو انطباعات تخالف هذا الأمر، أوتدّعي وجود استياء سوري ما منه.

وقال المسؤول إن القيادة السورية تعتبر أن لا بديل عن ميقاتي في هذه الظروف، نظراً إلى الصفات الشخصية التي تميّزه، فضلاً عن أنه الرجل المناسب وصديق للقيادة.

أضاف المسؤول السوري أمام زواره إن القيادة تدرك أن الحمل الواقع على الرئيس ميقاتي ليس سهلاً، نظراً الى العوامل المعروفة، والتي تشكل الضغوط جزءاً غير يسير منها. هي تريد وتشجع على تسريع تشكيل الحكومة، لكنها لا تتدخل في تفاصيلها، لا من حيث الأسماء ولا من حيث الحقائب والتوزيعات.

وكان الوزير السابق وئام وهّاب قد أعلن أمس بعد لقائه العماد عون أن البحث جارٍ عن مخرج قانوني لسحب الثقة من الرئيس المكلف، وأنه بحث هذا الأمر مع العماد عون، لكنه اعترف بأن المخرج ليس جاهزاً بعد، لافتاً بأن عقدة الرئيس سليمان هي العماد عون.

ولم يصدر عن الرئيس المكلف أي تعليق باستثناء ما قالته أوساطه بأنه <عندما يجد عون ووهّاب المخرج فليعطونا علماً به>.

جنبلاط أما جنبلاط، فقد أكد في مقاله الأسبوعي في صحيفة <الأنباء> الصادرة اليوم عن الحزب التقدمي الاشتراكي على ضرورة تشكيل حكومة جديدة بسرعة لمواجهة التطورات ومواكبة مسار المحكمة الدولية التي تثبت المستجدات المتلاحقة أنها تُستغل سياسياً غب الطلب وبحسب الظروف الدولية والإقليمية.

وسأل الذين يرفضون الحوار: ما البديل؟ إلى أين يؤخذ البلد سوى الأفق المسدود بالمطلق فيما لو بقيت منافذ الحوار موصدة بهذا الشكل، وبقيت القطيعة هي سيدة الموقف؟ المسألة لا تقتصر على تأليف حكومة من هنا، وكسب وزير من هناك، بل هي تتصل بمستقبل لبنان، وإمكانية القضاء على كل المنجزات الوطنية التي تحققت بعد اتفاق الطائف في حال الاستمرار في الحال الراهنة من القطيعة.

وجدد جنبلاط الدعوة الى ان تعود هيئة الحوار الوطني الى الانعقاد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان فور تأليف الحكومة الجديدة، لانه لا مفر من العودة الى الحوار الكفيل وحده بتقريب وجهات النظر وبإعادة بناء الثقة تدريجياً بين القوى السياسية لكي نتمكن من تجاوز المخاطر الكبرى التي تحيط بلبنان والمنطقة في ظل هذه الظروف الحساسة وفي ظل التحولات السياسية الكبرى التي يعيشها العالم العربي في هذه الحقبة من الزمن.

مارون الراس في غضون ذلك، بقي الاهتمام الرسمي مركزا على التطورات الجنوبية، في ضوء ما جرى في مارون الراس، حيث شيع الفلسطينيون في عدد من المخيمات الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفتهم، واستدعى رئيس الجمهورية سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي داعيا الولايات المتحدة الى إلزام اسرائيل باحترام القوانين والمواثيق والاعراف الدولية، مجددا ادانته الاعتداء الاجرامي ضد المدنيين الابرياء العزل في الجنوب، داعيا مجلس الامن والولايات المتحدة الى محاسبتها وردعها عن اعمال كهذا، وحضها في المقابل على الانخراط في عملية جدية وواسعة لايجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الاوسط.

واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التفاصيل الميدانية لما جرى امس الاول في مارون الراس والخطوات التي اتخذها الجيش في اثناء التظاهر السلمي وما بعده.

تجدر الاشارة الى ان الامم المتحدة ادانت امس <القوة المميتة وغير المتناسبة> التي استخدمتها اسرائيل ضد الفلسطينيين الذين تظاهروا على الحدود.

وقال منسق الامم المتحدة الخاص للبنان مايكل وليامز الذي التقى امس كلا من الرئيس ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة انه <ذهل من عدد القتلى واستخدام اسرائيل القوة غير المتناسبة والمميتة ضد متظاهرين عزل، مؤكدا على وجوب ان يمارس جميع الاطراف اقصى درجات ضبط النفس لمنع تجدد اعمال عنف من هذا القبيل، وعلى الالتزام الصارم بالقرار 1701.

النزوح السوري اما على الحدود شمالاً، فقد سجلت امس حركة نزوح ضئيلة باتجاه منطقة وادي خالد في عكار، هربا من الاحداث الجارية في بلدة تل تلخ السورية، فيما تجمع عشرات السوريين قرب معبر البقعية غير الرسمي مطالبين بإسقاط النظام.

وقدر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب معين المرعبي، عدد النازحين السوريين الى المناطق الشمالية بنحو 8 آلاف، مشيرا الىان حركة النزوح استمرت ليلا، وتوزع النازحون على عائلات لا تربطهم بهم اية صلة قربى.

واصدر الجيش اللبناني بيانا حذر فيه من اي محاولة للاخلال باستقرار الحدود اللبنانية - السورية، وتعريض حياة المواطنين على جانبي الحدود للخطر.

وعلمت <اللواء> ان قافلة مساعدات ستتوجه اليوم الى مدرسة <البيرة> في عكار، والى وادي خالد تضم ممثلين عن الهيئة العليا للاغاثة والصليب الاحمر والشؤون الاجتماعية للوقوف على حاجات النازحين السوريين وتقديم المساعدات الاولية لهم.

 


 
البريستول اليوم: مواجهة بين متضامن مع الشعب السوري ومتضامن مع الدولة
تلقى نحو 300 شخصية لبنانية منضوية في إطار تجمع 14 آذار، دعوات إلى المشاركة في لقاء تضامني مع الشعب السوري ينعقد في فندق <البريستول> عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، من دون ان تعرف الجهة المنظمة، أو الداعين إلى هذا اللقاء، باستثناء النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد اللذين وقعا بيان التضامن الذي صدر قبل نحو اسبوعين ووقع عليه 130 شخصية، ودعا السلطات السورية إلى <وقف استخدام القوة ضد شعبها ومحاسبة المسؤولين عن المجازر>.

وعلم ان الأحزاب اللبنانية والقوى الوطنية ، وبينها حزب البعث، دعت في المقابل إلى تجمع معاكس تأييداً للنظام السوري في المكان نفسه، وربما في التوقيت عينه.

وأحيطت القوى الأمنية علماً بحصول اللقائين، الأول مع الشعب السوري والآخر مع النظام، واتخذت إجراءات احتياطية لمنع حصول احتكاكات بين جمهور الطرفين.

 


 
جنبلاط: للإسراع في حكومــة تواكب التطورات
القطيعة توحي بأن الطبقة السياسيّة غير مسؤولة
أعلن رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط أن القطيعة توحي بأن الطبقة السياسيّة برمتها لا تمتلك روح المسؤولية الوطنية التي تحتّم التواصل والتفاعل والحوار مهما كانت الخلافات عميقة وكبيرة، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة بسرعة لمواجهة التطورات ومواكبة مسار المحكمة الدوليّة التي تُثبت المستجدات المتلاحقة أنها تُستغل سياسياً غب الطلب وبحسب الظروف الدوليّة والاقليميّة·

وقال جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة <الأنباء> الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم: <ما حدث في مارون الراس والجولان هو بمثابة بداية جديدة في الصراع العربي- الاسرائيلي، سيجبر إسرائيل، عاجلاً أم آجلاً، على الاعتراف بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة المشروعة، وسيحقق تغييراً في مسار الأحداث بطريق مغايرة لما كانت تجري عليه طوال العقود المنصرمة· وتجربة الشعوب العربية في الأشهر القليلة الفائتة تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى أسيراً خصوصاً أنه صاحب حق مشروع·

اضاف: لا شك في أن إنعقاد القمة الروحية في بكركي شكّل حدثاً مهماً برعاية البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي الذي إنطلق في مسيرته البطريركية بالسعي لجمع شمل اللبنانيين بمختلف إنتماءاتهم الطائفية، وبمحاولة حثيثة لتعزيز القواسم المشتركة فيما بينهم على حساب القضايا الخلافيّة التي تعيق تقدّم هذا البلد وتحول دون تكريس إستقراره ومناعته

· وتأتي هذه القمة في وقت تنقطع الاتصالات السياسيّة بشكل شبه كامل بين مكونات سياسية رئيسية في البلد، وهي حال لم يسبق أن شهدنا لها مثيلاً حتى في أحلك سني الحرب الأهلية وأكثرها قسوة، إذ أنه كان هناك دائماً شكل من أشكال التواصل المباشر أو غير المباشر بين اللبنانيين على رغم الصراع الدامي آنذاك· أما اليوم، فالقطيعة السياسية تامة، وهي توحي بأن الطبقة السياسيّة برمتها لا تمتلك روح المسؤولية الوطنية التي تحتّم التواصل والتفاعل والحوار مهما كانت الخلافات عميقة وكبيرة·

وسأل الذين يرفضون الحوار،: ما البديل؟ الى أين يؤخذ البلد سوى الأفق المسدود بالمطلق فيما لو بقيت منافذ الحوار موصدة بهذا الشكل، وبقيت القطيعة هي سيدة الموقف؟ المسألة لا تقتصر على تأليف حكومة من هنا، وكسب وزير من هناك، بل هي تتصل بمستقبل لبنان، وإمكانيّة القضاء على كل المنجزات الوطنيّة التي تحققت بعد إتفاق الطائف في حال الاستمرار في الحال الراهنة من القطيعة·

واعتبر ان القمّة الروحيّة اكتسبت هذه الأهميّة البالغة في هذا الظرف السياسي بالذات، ولهذا من المفيد أن تنعقد بصورة مستمرة لتعزيز التواصل بين اللبنانيين وتخطي الحواجز النفسيّة التي إنتصبت خلال السنوات الفائتة وإنقسمت بموجبها البلاد بشكل كبير· وكان يمكن تجاوز بعض الاعتراضات اللفظيّة المتعلقة بالبيان الختامي طالما أننا جميعاً متفقون على الهدف الرئيسي وهو حق تحرير الاراضي اللبنانيّة من الاحتلال الاسرائيلي، ونذكّر هنا أن لبنان لم يستطع تحرير قرية الغجر حتى الآن بإنتظار جهود ما يُسمّى المجتمع الدولي·

وبالتالي، بإنتظار تبلور إستراتيجيّة دفاعيّة وطنيّة، تبقى معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي الأمثل لأنه لا يمكن القبول بكشف لبنان أمام إسرائيل مجاناً· وغنيٌ عن التأكيد مجدداً أن أي إستخدام للسلاح في الداخل هو مرفوض بدوره تحت أي ظرف من الظروف·

وجدد جنبلاط الدعوة الى أن تعود هيئة الحوار الوطني الى الانعقاد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان فور تأليف الحكومة الجديدة، لأنه لا مفر من العودة الى الحوار الكفيل وحده بتقريب وجهات النظر وبإعادة بناء الثقة تدريجيّاً بين القوى السياسيّة لكي نتمكن من تجاوز المخاطر الكبرى التي تحيط بلبنان والمنطقة في ظل هذه الظروف الحساسّة وفي ظل التحولات السياسيّة الكبرى التي يعيشها العالم العربي في هذه الحقبة من الزمن·

وأكد على ضرورة تشكيل حكومة جديدة بسرعة لمواجهة كل هذه التطورات ولمواكبة مسار المحكمة الدوليّة التي تُثبت المستجدات المتلاحقة أنها تُستغل سياسياً غب الطلب وبحسب الظروف الدوليّة والاقليميّة، وتأليف الحكومة هو أحد أبرز أساليب مواجهة المفاعيل السلبيّة التي قد تصدر عن هذه المحكمة· فالتلهي المستمر بنقاش مستفيض لا ينتهي حول من يأخذ ماذا من التركيبة الحكوميّة المنتظرة هو مجرد دوران في حلقة مفرغة آن الأوان لكسرها·

واسف جنبلاط لاستقالة المبعوث الأميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل في هذه اللحظة السياسيّة بالذات لا سيّما بعد المصالحة الوطنيّة الفلسطينيّة وكأنها بمثابة رد على التصلب الاسرائيلي الذي يعبّر عنه نتنياهو برفض التسوية وإستمرار النشاط الاستيطاني، وهو يتقاطع مع الضغوط التي مورست من قبل المجموعات الصهيونيّة واليمين الاميركي في هذا الاتجاه منذ أشهر عدة·

 

 


 

وهاب زار عون : رئيس الجمهورية يعرقل التأليف  نبحث عن مخرج قانوني لسحب الثقة من ميقاتي
عرض رئيس تكتل <التغيير والإصلاح> النائب العماد ميشال عون مع رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في دارته في الرابية، التطورات الراهنة في لبنان ·بعد اللقاء استغرب وهاب <الموقف الرسمي اللبناني والعربي والدولي من المجزرة التي حصلت في لبنان أو فلسطين أو الجولان وكأن ما جرى حادث عادي وليس ان اسرائيل تضرب كل شيء ولا تقيم أي حساب للمجتمع دولي والأمم المتحدة والدول الغربية>·

موجة النزوح السورية تباطأت من تل كلخ والنازحون يتظاهرون
الجيش يحذّر من الإخلال بالإستقرار وكبارة لدعم الشعب السوري
الحدود الشمالية ? رضوان يعقوب: إستمرت موجة النزوح من مدينة تلكلخ والبلدات المتاخمة السورية وأن كانت بوتيرة أقل من أمس الأول ، لكن سكان بلدة العريضة السورية الملاصقة للنهر الكبير الجنوبي والتي كانت وقعت فيها أحداث في اليومين الماضيين نزحوا بكاملهم ?تقريبا- رجالا ونساءاً وأطفالاً الى منطقة وادي خالد بعدما تم تهريب الماشية خوفاً من إجتياح القوات السورية للمنطقة ·

وقامت القوة المشتركة بتعزيز مواقعها على المعبر الغربي حيث رفعت جرافة السواتر الترابية على طول حدود المعبر لمنع المتسللين من الدخول إلا عبر المعبر للحالات الإنسانية · وسجل منذ الصباح حصول مظاهرتين للنازحين الموجودين في وادي خالد منددين بالنظام السوري ومطالبين بإسقاطه إقتربت من المعبر الذي عملت عناصر القوة الأمنية اللبنانية المشتركة على فضها بالطرق السلمية دون أن يقع أي حادث ·

وعلى المعبر غير الشرعي في خراج بلدة الدبابية اللبنانية ، نزح معظم سكان بلدتي حالات و الزارة في سوريا من مختلف الأعمار سيرا على الأقدام لمسافات طويلة حيث عبروا النهر الكبير الجنوبي الى الدبابية وبلغ عددهم حسب إحصائيات رسمية أكثر من 400 أسرة بمعدل وسطي للأسرة يبلغ 5 أشخاص أي ما يزيد عن 2000 نسمة ونقلت طفلة في الثانية من عمرها مصابة بطلق ناري في رجلها الى مستشفيات المنطقة لم يعرف إسمها بعد، وتوزعت الأسر النازحة على بلدات : الدبابية ، القشلق ، وادي الحور ، عمار البيكات ، النورا ، والبلدات المجاورة وأشاروا الى أن الجيش السوري يقوم بقصف منطقتهم بكل أنواع الأسلحة ويقطعوا عنهم المياه والإتصالات الهاتفية والكهرباء المستمرة منذ ثلاثة أيام ? كما قالوا - ·

وفي هذا الإطار زار النائبان معين المرعبي ونضال طعمة معبر الدبابية حيث إطلعوا على أحوال النازحين وأكد النائب المرعبي ل> اللواء> على التعاطف التام معهم في المصاب الذي أصابهم جراء الإعتداءات التي تحصل على المدنيين في سوريا ، أملا أن يعم الأمن والإستقرار في كافة المناطق السورية ، وطالب المرعبي المجتمع الدولي بالتحرك بأسرع ما يمكن لوقف المجازر والقتل الذي يحصل بحق الشعب السوري الشقيق ·

بدوره قال النائب طعمة بأنه وبنيتجة الوضع العام المتوتر في سوريا فإن عائلات نزحت الى لبنان ومن واجبنا أن نستقبلهم بكل ما يلزم وتأمين المساعدات والحاجات االإنسانية المطلوبة وفتح المدارس لإستقبالهم دون الدخول في أي من الشؤون السياسية في الداخل السوري حيث أن الشعب هناك هو الذي يختار ما يناسبه دون تدخل أي كان ·

واضاف طعمة : ومع تطوّر الأحداث السّوريّة على حدودنا الشماليّة، ومع نزوح عائلات من تلكلخ السّوريّة إلى داخل الاراضي اللّبنانيّة، نؤكّد وجوب تعاملنا مع هؤلاء كضيوف مؤقّتين، آملين حسن استضافتهم، على أمل أن تلعب الدّولة دورها بذلك· وهذا ما عبّر عنه الرّئيس سعد الحريري بالإيعاز إلى الهيئة العليا للإغاثة بالاهتمام بالموضوع· وكنّا قد رافقنا وزير الشّؤون الاجتماعيّة سليم الصّايغ، لنؤكّد إنسانيّة القضيّة وبعدها عن التّسييس، على رجاء عودة النّازحين آمنين إلى بلدهم المستقرّ، دون أن يشكّل التّعاطي معهم أيّ موقف يفسّر على أنّه تدخّل في الدّاخل السّوريّ· فللشّعب السّوريّ وحده الحقّ في قول كلمته فيما يريد وكيف يرى الدّولة الّتي يحلم بها·

وكان وجهاء منطة وادي خالد أصدروا بياناً الى الرأي العام أكدوا فيه وقوفهم على الحياد وأن إستقبالهم للنازحين في منازلهم هو من منطلق القرابة والجوار مع العائلات النازحة·

 

ومساء نزح حوالي 100أسرة من أهالي بلدة إدلين السورية عبر معبر العرمة ? حكر جانين الى منطقة الدريب الأوسط وتوزعوا على المنازل في القرى والبلدات · ويسود الهدوء المشوب بالحذر في منطقة وادي خالد ليل أمس فيما تسمع الطلقات النارية بمختلف العيارات في تلكلخ ·

وعقد وجهاء واهالي منطقة وادي خالد اجتماعا في دارة محمد سليمان < ابو عبدالله < احد وجهاء المنطقة في بلدة الهيشة في وادي خالد وجرى البحث في مستجدات الامور على ضوء الاحداث التي تحصل في سوريا ونزوح مئات العائلات السورية الى قرى وبلدات وادي خالد

· واصدر المجتمعون بيانا جاء فيه:

بناء على ما حدث اخيرا في المنطقة من نزوج سكان اهالي تلكلخ والجوار في سوريا الى منطقتنا وردا على اللغط الاعلامي وقلب الحقائق ، نوضح :

ان ما يجري في الشقيقة سوريا يدمي قلوبنا ونحن نتمنى لها الامن والاستقرار كما نتمناه لوطننا الحبيب لبنان · لاننا شعب واحد في بلدين وما يحدث في سوريا ينعكس علينا·

واما عن استقبال النازحين فواجب القرابة والاخوة والمصاهرة بين الشعبين يوجب علينا فتح بيوتنا لهم بغض النظر عن مناطقهم وطوائفهم ونحن حريصون كل الحرص على الحفاظ على السلم الاهلي ونبذ الفتنة من اي جهة كانت·

وقد وقع على البيان : محمد سليمان الشيخ خالد العزو واحمد الحمود وخالد البدوي ومحمد علي العلي واحمد عبيدان·

تحذير الجيش

وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان : انه نتيجة الاشكالات الامنية التي حصلت خلال الآونة الاخيرة على الحدود اللبنانية السورية في منطقة الشمال، عززت وحدات الجيش انتشارها الميداني على امتداد هذه الحدود، كما أقامت نقاط تفتيش ثابتة ومتحركة، وسيرت دوريات مكثفة لمنع اعمال التسلل في الاتجاهين، محذرة من اي محاولة للاخلال باستقرار هذه المنطقة وتعريض حياة المواطنين على جانبي الحدود للخطر، ومؤكدة انها ستتخذ اقصى الاجراءات القانونية في حق المخالفين·

كبارة

وفي ردود الفعل، دعا عضو كتلة <المستقبل> النائب محمد كبارة اللبنانيين الى اتخاذ موقف حيال نضال الشعب السوري يتناسب ومستوى أخلاقنا وتاريخنا ومبادئنا، والتحرك سياسياً وأخلاقياً وانسانياً لدعم هذا الشعب حتى لا يخجل منا الاحفاد والتاريخ·

وقال في بيان: أيها الأحبة في كل لبنان، أخاطبكم اليوم لأطلق صرخة ألم وخجل· ألم على الشعب السوري الشقيق الذي يتعرّض لمذبحة مبرمجة، وخجل لأننا تنازلنا عن أخلاقنا، وكراماتنا، وواجباتنا، وشرفنا، ونخوتنا كي نقول فقط نحن نلتزم مبدأ عدم التدخل في ما يجري في سوريا لأنه شأن داخلي يعني الشعب السوري·

وسأل: هل يعني عدم التدخل ألا نتعاطف مع شعب كبير نراه يذبح؟ وهل يعني عدم التدخل في الشأن السوري ألا نفتح قلوبنا وبيوتنا للمعذبين من عائلات المناضلين السوريين؟

أتريدون أن يسجل التاريخ أن الشعب اللبناني فقدَ كرامته، وأخلاقه، وشرفه، ونخوته، وحتى فقد إحساسه، وحاسة سمع أصوات الانفجارات ورشقات الرصاص في المدن السورية، وفقد حاسّة البصر فلم يعد يشاهد الأبرياء يقتلون والنسوة يسقن الى ما وراء أبواب المعتقلات؟

أضاف: ايها اللبنانيون، أدعوكم اليوم الى اتخاذ موقف شهم حيال نضال الشعب السوري يتناسب ومستوى أخلاقنا وتاريخنا ومبادئنا

· والتحرك، بأي شكل من الأشكال، ان لم يكن لنجدة الشعب السوري، فليكن لنجدة كرامتنا الوطنية التي لن يرحمها التاريخ اذا بقينا نتفرّج، والجار يذبح·

 

ولفت الى <الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة لتشكيل الحكومة· فبعدما توصلت الإتصالات الى نتيجة إيجابية، وكان الجميع على ثقة بأننا سنشكل الحكومة، بدا أن بعض المسؤولين الكبار لديهم روزنامة دولية أخرى، ولا أعتقد ان لدى بعض الأوساط نية تأليف الحكومة، بل يبدو انهم ينتظرون ما سيحصل في سوريا وغيرها>·

وأشار الى أن <العماد عون قدم كل التسهيلات المطلوبة، وطرح أسماء بخلفية، وهو يعرف ان رئاسة الجمهورية لا تستطيع أن ترفض هذه الأسماء· ربما وجدت رئاسة الجمهورية لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي كل الوضع المالي والإقتصادي والإجتماعي وكل الخلل الذي يتحمل مسؤوليته من يرفض تشكيل الحكومة، من يعمل على أجندة خارجية معينة لتأجيل تشكيل الحكومة الى فترة حتى يحسنوا ظروفه>·

وقال <الآن الوضع مثالي لهم ليسيروا في الحكومة، ولا أعتقد أنه سيكون لهم وضع أفضل من الظروف الحالية للتشكيل، لذلك رأفة بالمواطنين وبالوضع الذي نراه حاليا، الأفضل أن يخرجوا من هذه المناورات، انتهى موضوع وزارة الداخلية فاخترعوا مناورة أخرى>·

وعن رأيه بنفي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لأي ضغط خارجي يمارس عليه وتأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنّ ليس عنده عقدة قال:

بالفعل ليس عند الرئيس سليمان أي عقد، بل مجرد عقدة صغيرة هي العماد عون ولا أعرف كيف سنحلّها· الرئيس سليمان رئيس لكل اللبنانيين، فليخرجوا من هذه المواضيع·

أمّا بالنسبة للرئيس ميقاتي نسأله عن سبب زيارة كونيللي له، مشيرا الى <رسائل وصلت اليه مفادها التمهل بالتشكيل·

ودعا فريق الاكثرية المبادرة الى ضغط أكثر لتشكيل الحكومة لأننا نتحمل مسؤولية بقاء الوضع هكذا، ميشال سليمان ونجيب ميقاتي من الممكن أن يؤمنا مصالحهما، في المقابل أين هي مصالحنا نحن كأكثرية؟ نحن مصالحنا في تشكيل حكومة، فإذا كانوا لا يريدون لمصلحة خارجية معينة، فليس من مصلحتنا أن نستمر نحن بالسكوت على الوضع·

وعن الخيارات الأخرى قال:من أعطاهم الثقة يرفعها عنهم·

وقيل له هذا الخيار غير موجود دستوريا فقال :

نستطيع أن نجد المخرج، كنا نبحث هذا الأمر مع العماد عون، المخرج ليس جاهزا بالطبع ولكن نستطيع أن نجده ،لافتا> الى ان المخرج سيكون قانونيا>·


المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,810,035

عدد الزوار: 7,043,954

المتواجدون الآن: 81