انفجار مريب للوضع الأمني بين التبانة وجبل محسن

رئيس الحكومة يتّهم المعارضة و"المستقبل" يدعوه الى وقف التجنّي ورفعت عيد يؤكد ولاءه للأسد ونصرالله

تاريخ الإضافة الأحد 19 حزيران 2011 - 6:30 ص    عدد الزيارات 2545    القسم محلية

        


 

رئيس الحكومة يتّهم المعارضة و"المستقبل" يدعوه الى وقف التجنّي ورفعت عيد يؤكد ولاءه للأسد ونصرالله
حلفاء ميقاتي يفجّرون طرابلس
التدهور الأمني المريب والمفاجئ الذي شهدته طرابلس أمس من خلال الاشتباكات المسلحة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة طرح جملة أسئلة في شأن ما يُحاك للبنان في الإجمال، خصوصاً وأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سارع الى الربط بين ما حصل ميدانياً وبين معارضة حكومته سياسياً، الأمر الذي استوجب ردوداً من عدد من نواب المدينة وتيار "المستقبل" اعتبرت ذلك الربط تجنّياً ودعت الى "التهدئة واتقاء الله".
الاشتباكات التي دارت في محيط شارع سوريا تلت تظاهرة مناهضة للنظام السوري، وأدت الى مقتل ستة أشخاص بينهم المسؤول العسكري في "الحزب العربي الديمقراطي" علي فارس وإصابة نحو عشرين آخرين بجروح بينهم خضر المصري المقرّب من الرئيس ميقاتي، وبدأت بعد إلقاء قنبلة صوتية على المتظاهرين، ما أدى الى إصابة أربعة منهم.
وأكدت مديرية التوجيه في الجيش أن وحداته المنتشرة في المنطقة تدخلت على الفور "حيث تعرضت لإطلاق نار سقط بنتيجته شهيد وجريحان" محذّرة من أنها "سترد بكل حزم وقوة على مصادر إطلاق النار من أي جهة كانت".
الاشتباكات أدت الى إلغاء الرئيس ميقاتي حفل استقبال كان مقرراً في "مركز الصفدي"، لكنه استعاض عنه بمؤتمر صحافي سارع فيه الى ربط ما حصل بالمعارضة قائلاً "نفهم أن تكون المعارضة سلمية وهذا ما وعدنا به(...) يخطئ من يظن نفسه أقوى من الدولة وبأنه قادر الى الإفلات من العقاب".
إلا أن عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر رد قائلاً: "كنا نتمنى على الرئيس ميقاتي أن تكون إطلالته الأولى أكثر حكمة واعتدالاً وعدم إطلاق الاتهامات، هو يعلم أننا نحن في تيار المستقبل الوحيدين الذين لم نلجأ الى السلاح يوماً، بل نحنمن رفع شعار إسقاط السلاح"، ورأى أن ما قاله ميقاتي "فيه تجنٍ كبير علينا". ولفت الى أن "ما حصل هو بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، وهذه قصة قديمة". ودعا الجميع الى "التهدئة واتقاء الله".
كما أصدر النائب أحمد فتفت بياناً جاء فيه: "فوجئنا بالاتهام المبطّن للرئيس ميقاتي للمعارضة بأن لها يداً في أحداث طرابلس الأليمة وقد تكون خسارة الرئيس ميقاتي لأحد أهم أركانه الأمنيين هو ما دفعه الى محاولة توجيه الاتهام الى مكان آخر". وأضاف: "إن الرئيس ميقاتي يدرك تماماً أن المعارضة الممثلة بقوى 14 آذار وتيار المستقبل تحديداً، ليست طرفاً بأي شكل من الأشكال في كل مجريات الأمور في طرابلس، وأن هذه الاتهامات المبطّنة لا تبشّر بالخير يا دولة الرئيس ونؤكد لك أن المعارضة كانت وستكون دائماً سلمية وديموقراطية".
عيد..
مسؤول العلاقات السياسية في "الحزب العربي الديموقرطي"، رفعت علي عيد قال لقناة "المنار"(..) "منذ شهرين وهم يتظاهرون (ضد سوريا) ونسمع تكفيرنا وتحليل ذبحنا، وقلنا لهم نحن أهل وأخوة، لكن مع "مين بدّك تحكي""، متّهماً "فرع المعلومات (في قوى الأمن الداخلي) بتوزيع السلاح شمالاً ويميناً، وبأنه في قلب المؤامرة أكان في سوريا أو في لبنان، فهذا الفرع وأجهزة عربية مسؤولون عمّا يحصل في طرابلس". ورداً على سؤال، أجاب عيد: "نحن مع الرئيس السوري بشار الأسد ومع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومع (أمين عام "حزب الله") السيد حسن نصرالله ومع حركة "حماس" ومع فلسطين، ونطلب من جماعة (الرئيس) سعد الحريري وعملاء الغرب أن يقفوا عند حدّهم"، معتبراً أن "طرابلس أصبحت عبارة عن تورا بورا وقندهار حيث نرى اللباس الأفغاني والباكستاني، فلماذا طرابلس متروكة هكذا؟"، وتابع: "نحن من جانبنا لم نسمح لأي استفزاز، فيما الطرف الثاني يغطّيه (اللواء) أشرف ريفي وفرع المعلومات، فاللواء ريفي هو من قال نحن من نسيج 14 آذار وهو الذي تكلم وليس أنا".
إلى ذلك، علمت "المستقبل" أن ميقاتي ترأس اجتماعاً لفاعليات منطقة التبانة في طرابلس، في حضور مسؤولي الأجهزة الأمنية في الشمال، وجرى الاتفاق على ثلاثة أمور هي: "وقف إطلاق النار، واستكمال المساعي والمحاولات لضبط الوضع، ومتابعة التطورات مع الجيش اللبناني".
توجيهات الرئيس
على المستوى السياسي العام، قال وزراء قصر بعبدا لـ"المستقبل" إن "لقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الوزراء الجدد "تتركز على ضرورة القيام بواجباتهم الإدارية بعيداً عن الكيدية، ومستندين الى أن العمل الحكومي هو عمل مستمر ولن يتمكن أي وزير من الانطلاق من نقطة الصفر أو الإقدام على تغيير كل شيء، بل يجب الاستفادة من الأمور الإيجابية في العهود السابقة وإكمالها وتصحيح الثغرات فيها عند الاقتضاء، وهذا يتطلب فريق عمل يضم جميع فئات الموظفين في الإدارة، لا سيما المدراء العامين منهم الذين لهم صفة الاستمرارية أكثر من الوزير".
وأضاف الزوار "يؤكد الرئيس سليمان على أن أداء الوزراء يجب أن يكون حكيماً، وأن لا يقدم أي وزير على التشفّي من أي موظف بل المحافظة على هرمية الموظفين والاستفادة من خبرتهم".
على صعيد آخر، قال الزوار "إن لجنة صياغة البيان الوزاري تعمل حالياً على إدخال تعديلات غير جوهرية على بندي المحكمة الدولية وسلاح المقاومة، من أجل تدوير الزوايا وحفظ أمن لبنان واستقراره، خصوصاً أن اللجنة ستستند في هذين البندين الى ما ورد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري".
وأضاف الزوار "من المفروض أن يكون نهاية الأسبوع المقبل موعداً مبدئياً لإنجاز معظم بنود البيان الوزاري في حال لم يستجد أي طارئ".
وتوجّهات الجنرال..
في المقابل، بدا أن وزراء الجنرال ميشال عون في "جو" آخر و"أجندة" مختلفة. وزير الدولة سليم كرم رأى "أنه لا بد من إعادة النظر في المحكمة"، مشيراً الى "أنه لا يمكن أن نقبل بأن تفرض علينا المحكمة أي أمر لسنا مسؤولين عنه"، معتبراً أن "المحكمة سيف مصلت على اللبنانيين ويجب أن نأخذ قراراً للسير الى الأمام".
بدوره، وزير الثقافة غابي ليّون قال "نحن مع العدالة، لكن تبين لنا أنّ هذه المحكمة لا تستهدف العدالة بل هي أداة مسيّسة لتحقيق المآرب التي لم يستطيعوا تحقيقها لا ديبلوماسياً ولا سياسياً ولا بالقوة الإسرائيلية"، مشدداً على عزم الحكومة الجديدة "التصدي لهذه الأداة بحيث سيتخذ مجلس الوزراء المواقف اللازمة لجبه كافة الأخطار المحدقة بلبنان(..)".
"حزب الله"
من جهته، اعتبر "حزب الله" على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الحزب "ليس من أنصار الكيدية والثأرية ولا التشفي"، وقال "نحن أصحاب الانتصارات المتواضعة التي كلما تحقق واحد منها ازددنا تواضعاً ومددنا أيدينا للآخرين ليشاركوا في مهمات البناء وتحمل المسؤولية والقيام بالواجب(..)".
المعارضة
في المقابل، أعلن نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري أن "الحكومة ما كانت لتتشكل لولا وجود ضغط سوري كبير"، مشيراً الى أن "قوى 8 آذار تحاول من اللحظة الأولى الإمساك بكل مفاصل الدولة تمكيناً لـ"حزب الله" من ترسيخ وضعه داخلياً وتأمين مستقبله في مرحلة المتغيرات الاقليمية المتسارعة(..)".
وردَّ رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ما يدّعيه البعض من أن هذه الحكومة حصّلت حقائب كثيرة للمسيحيين، معتبراً هذا القول بمثابة "ذرّ للرماد في العيون باعتبار أن هذه الحقائب ستُشغَّل لمصلحة من أعطاها وليس لمصلحة المسيحيين". وسأل "أين هي اذاً مصلحة المسيحيين من مواجهة قرارات المحكمة الدولية واستطراداً المجتمع الدولي والمجموعة العربية؟ أين مصلحة المسيحيين في تغطية السلاح غير الشرعي من لبناني وفلسطيني؟ أين مصلحة المسيحيين في إعادة تقوية النفوذ السوري في لبنان؟ أين مصلحة المسيحيين في إظهار لبنان كدولة مارقة لا تحترم حقوق الإنسان وتضرب عرض الحائط باتفاقيات جنيف الإنسانية؟(..)".
وأكد النائب مروان حماده أن "معارضتنا ستكون منظمة رسمية وسنتصدى للحكومة في الإعلام وفي القطاعات الشعبية وداخل المجلس النيابي وسنحمّلها مسؤولية أي صعوبات ومشكلات يتعرض لها لبنان مستقبلياً"، لافتاً إلى أن "الحكم على الحكومة الحالية مبني على ثلاثة أمور، طريقة التشكيل والبيان الوزاري والأداء(..)".
سليمان يتابع مع غصن وشربل وقهوجي الوضع المضطرب في الشمال
تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس مع كل من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، الوضع المضطرب في الشمال ووجوب العمل على إعادته إلى طبيعته.
وعرض في القصر الجمهوري في بعبدا مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور للأوضاع العامة وخطة عمل الوزارة في المرحلة المقبلة.
واطّلع من وزير الثقافة غابي ليون على تصوره وبرنامجه للعمل في الوزارة، وشدد أمامه على "اهمية تفعيل الوزارة ودورها وإبراز وجه لبنان الثقافي والحضاري". كما التقى الوزيرة السابقة منى عفيش التي شكرت له ثقته ودعمه لها في فترة توليها وزارة الدولة في الحكومة السابقة.
وبحث مع الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم في الأوضاع العامة.
واستقبل وفداً من متخرجي الجامعة الاميركية في بيروت، دعاه الى حفل تكريم متخرجي الجامعة الذي يقام في 27 الجاري.
وزار بعبدا وفد بلدية راشيا ورؤساء بلديات القضاء برئاسة مروان زاكي، الذي ألقى كلمة نقل خلالها صورة العيش الواحد في القضاء وتأييد ابنائه للمسار الوطني الذي يقوده الرئيس سليمان. ووجه الدعوة اليه لزيارة قلعة راشيا عشية ذكرى الاستقلال لما لهذه الزيارة من وقع كبير على ابناء المنطقة.
ورحب سليمان بالحضور، منوها بـ "صورة التنوع والتفاعل للوفد الذي يجسد العيش الواحد بين اللبنانيين، ويعطي نموذجا عن صورة لبنان المثال الذي يحتذى في هذا المجال".
كما التقى وفدا من مكتب التنسيق الدائم للمؤسسات التي تعنى بالمعوقين برئاسة رئيف شويري، الذي شكر له "احتضانه قضيتهم وايلاءها الاهمية القصوى، بحيث تم ايجاد الحلول التي أخذت طريقها الى التنفيذ"، لافتا الى "سعي المكتب الى تطوير العمل الاجتماعي في لبنان عبر توطيد العلاقة بين الدولة والمؤسسات والمساعدة في مسح الاحتياجات وإيجاد رؤية اجتماعية متكاملة، من شأنها ان تبقي لبنان بلدا رائدا في مجال تأهيل المعوقين ورعايتهم".
ومن زوار بعبدا النائب السابق حسن الرفاعي مع وفد من العائلة، شكر رئيس الجمهورية على مواساته وتعزيته بوفاة شقيقه.
وتسلم سليمان في حضور وزير الخارجية، اوراق اعتماد سفير النروج المعتمد لدى لبنان سفاين آس، وأقيمت في القصر الجمهوري الترتيبات اللازمة للمناسبة.
وتلقى اتصالا من نظيره الاستوني هنأه خلاله بتشكيل الحكومة الجديدة، وتناول الاتصال كذلك موضوع الاستونيين السبعة المخطوفين والمساعي الجارية لتحريرهم.
كذلك، تلقى اتصالا من العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس تمنى خلاله النجاح للحكومة الجديدة. وكانت مناسبة للبحث في مواضيع مشتركة والعلاقات الثنائية.
 
عون: الحريري ذهب ولن يعود ونحن أصبحنا السلطة المقررة في البلد
رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أمس، أن "حكم (الرئيس سعد) الحريري كان لإفقار لبنان"، مؤكداً أن "خطة الحريري انتهت"، وتابع "لقد قطعنا له ورقة وان واي تيكت، فذهب ولن يعود".
وقال في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء كسروان في "التيار الوطني الحر": "أصبحنا تقريباً السلطة المقرِّرة في البلد بحجمنا الحالي، ومن الصعب جداً كان استرداد هذه المواقع التي فقدناها منذ عشرين سنة"، واعتبر أن "كسروان ممثلة عبر 27 نائباً وعبر 10 وزراء، وهي تمثل كل لبنان لأنها القلب المحرك لكل الحركة التصحيحية ولكل التغيير الحاصل في لبنان، ولذلك كان التركيز عليها في الانتخابات النيابية عام 2009، وهناك تخطيط لانتخابات 2013"، مضيفاً "كما سقطوا في الـ2009، ما حيكون إلن خبز في الـ2013".
وأكد أن "أميركا لا تهتم بنا، نحن لسنا مصلحة أميركية، والحل سيأتي على حسابنا، لذلك نحن ممانعون ومقاومون ونحن من سينتصر"، وختم بالقول: "ليس كل السياسين كذابين كما يقولون لكم، فشروا، فنحن صادقون، نحن تم نفينا ولم نخف، ولم نتراجع، ونحن اليوم موجودون بينكم لنكمل ما تبقى من الحياة معكم".
 
فرنسا: أمن الحريري أولوية
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن أمن الرئيس سعد الحريري "أولوية بنظر فرنسا" شأنه شأن أمن سائر السياسيين اللبنانيين، تعليقاً على معلومات صحافية أفادت باكتشاف عملية رصد لتحركاته وفُسّرت على أنها قد تعني احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال.
وسُئل المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو خلال لقاء صحافي عما إذا كان الرئيس سعد الحريري في وضع لجوء في فرنسا كما أفادت أنباء صحافية فرد أن "الحريري غالباً ما يأتي الى فرنسا. يكون هنا يوماً، يغادر في اليوم التالي. لا معلومات خاصة لدي بهذا الصدد". وتابع "في المقابل، موقف فرنسا الثابت بصورة عامة هو أن أمن الحريري كأمن أي مسؤول سياسي لبناني آخر، كما أمن لبنان بأسره، أولوية بنظر فرنسا".
وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية كتبت أول من أمس أن الأجهزة (الأمنية) الأميركية والسعودية مقتنعة بأن حياة الرئيس الحريري "مهددة من النظام السوري الذي يحاول تصدير مشاكله الداخلية"، وأن "عدم العودة الى لبنان"، هو الإنذار الذي وجهته واشنطن والرياض إليه وأسباب الإنذار: الأجهزة الأمنية الأميركية والسعودية تخشى أن تكون حياته مهددة.
وأشارت الصحيفة الى "أن السياسة الاعتيادية العامة للنظام في سوريا تقضي بتصدير المشاكل الداخلية الى الخارج ولا سيما الى لبنان، مستعمرته السابقة، لذلك تعتبر هذه الأجهزة أن دمشق قد تُقدم على خطوة الاغتيال بهدف إثارة فتنة سنية ـ شيعية في لبنان". وأن "هذا الاغتيال سيلفت أنظار المجتمع الدولي وسيتمكن بنتيجته (الرئيس السوري) بشار الأسد من سحق الثورة الداخلية في سوريا بحجة أنها فتنة وحرب أهلية".
أضافت "ليبراسيون" أنه "في موازاة ذلك، حققت دمشق هذا الأسبوع نصراً سياسياً لدى جارها ذي الأوضاع الهشة، بتشكيل حكومة جديدة تُدين بالولاء لها بشكل كبير، وتحت سيطرة كبيرة لحزب الله، حليف النظام السوري الرئيسي في لبنان. وتعكس خطوة الاغتيال، فيما لو تم الإقدام عليها، إرادة سورية لتصدير الأحداث الداخلية غير المسبوقة الى كل المنطقة". ونقلت عن مصادر لبنانية "أن أول غيث التهديدات لحياة الرئيس الحريري، كان انذاراً جدياً على طريق المطار قبل أسبوع". ولم توضح الصحيفة ما قصدته بذلك، علماً أن الرئيس الحريري موجود في الخارج منذ نحو شهرين، وعلماً أيضاً أن صحيفة "الرأي" الكويتية كانت قد نقلت الأسبوع الماضي عن مصادر أميركية اكتشاف عمليات رصد لموكب الرئيس الحريري وخصوصاً على طريق المطار، وإفشال محاولة اغتيال كانت مخططة للتنفيذ في شهر أيار.
 
 
بعد 3 سنوات على المصالحة في منزل المفتي الشعار في طرابلس
انفجار مريب للوضع الأمني بين التبانة وجبل محسن
انفجر الوضع الأمني بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس بشكل مريب أمس بعد إلقاء قنبلة تبعتها رشقات من أسلحة حربية على تظاهرة مؤيدة للشعب السوري انطلقت بعد صلاة الظهر من مسجد حربا.
ويشكل التوتر المستجد بين باب التبانة وجبل محسن سابقة لم تشهدها طرابلس منذ إجراء المصالحة بين فعالياتها قبل ثلاث سنوات برعاية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في منزل مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار في حضور جميع المسؤولين الذين وقعوا على اتفاق تعهدوا فيه عدم العودة الى مناخات التوتير والاشتباكات.
وسقط في المواجهات التي تخللها إطلاق قذائف (الإنيرغا) والى (ب 7) والقنص ستة قتلى و22 جريحاً في حين سجل نزوح كثيف للأهالي الذين أخلوا منازلهم، خصوصاً في الشارع العام المعروف باسم "شارع سوريا" بين جبل محسن الذين يهيمن عليه الحزب العربي الديموقراطي برئاسة رفعت عيد الموالي للنظام السوري ومنطقة باب التبانة.
وفي تفاصيل الاشتباكات أنه إثر خروج تظاهرة شعبية من مسجد حربا بعد صلاة الظهر مؤيدة للشعب السوري وهاتفة ضد النظام في سوريا أطلقت باتجاهها قنبلة يدوية وزخات من الرصاص من أسلحة حربية تسببت بهلع كبير في المدينة وأدت الى سقوط عدد من الجرحى عُرف منهم محمد حسين، محمود المولى، مصطفى العتر وأحمد المصري.
وبعد هدوء مشوب بالحذر إثر انتشار وحدات من الجيش اللبناني في المنطقة، عادت قذائف الانيرغا لتسقط مجدداً في أحياء باب التبانة والأحياء المجاورة، مصدرها جبل محسن. ولم تفلح الاتصالات التي شارك فيها نواب طرابلس وقياداتها وفاعلياتها الذين تواصلوا مع المسؤولين في وقف الاشتباكات التي استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
وأفادت معلومات أمنية أن الاشتباكات أدت الى مقتل المسوؤل الأمني في الحزب العربي الديمقراطي علي فارس وعنصر من الجيش اللبناني.
ونقلت وكالة (ا ف ب) عن مصادر أمنية أن الاشتباكات أدت الى مقتل خمسة أشخاص، اثنان منهم في جبل محس، وثلاثة في منطقة باب التبانة.
وعند السابعة والنصف كثف الجيش تواجده في طرابلس ووصلت تعزيزات من فوج مغاوير البحر انتشرت في مناطق التوتر في محاولة للفصل بين المتقاتلين.
وقبيل الحادية عشرة ليلاً ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام "أن الاشتباكات استمرت متقطعة وسمع دوي انفجارات ناجمة عن قذائف "الاينرغا والار بي جي"، فيما يواصل الجيش اللبناني تقدمه ببطء عند مشارف بعل محسن والتبانة.
وتابعت: "إن قذيفة صاروخية سقطت على ساحة الأسمر في منطقة التبانة أدت الى سقوط ثلاثة جرحى".
وذكرت قناة "أخبار المستقبل" أن "عمليات القصف على منطقة القبة، باب التبانة، أدت الى احتراق جامع البقار نتيجة قذيفة أُطلقت من جبل محسن"، وأشارت إلى "سماع إطلاق نار كثيف من جبل محسن باتجاه المنطقة المحيطة بمنطقة القبة وباب التبانة".
بيان الجيش
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه: "على اثر الاشتباك المسلح الذي حصل بعد ظهر اليوم (أمس) في محلة التبانة - جبل محسن، تدخلت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة على الفور، حيث تعرضت لإطلاق نار سقط على أثره شهيد وجريحان من الجيش، وهي تقوم حالياً بحملة مداهمات لتوقيف المسلحين وإعادة الوضع الى طبيعته. وتحذر قيادة الجيش بأنها سترد بكل حزم وقوة على مصادر إطلاق النار من أي جهة كانت، ولن تتهاون مع كل شخص يحمل السلاح أو يحاول تعريض حياة المواطنين للخطر".
ميقاتي: السلم الأهلي خط أحمر
وفي ردود الفعل على التفجير الأمني وصف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي توقيت ما حصل في طرابلس بـ"المريب"، وأكد "أن السلم الأهلي خط أحمر"، وقال: "نفهم أن تكون معارضة سلمية، وهذا ما وعدنا به. إننا نفهم اليوم أن حوادث مخلة بالأمن حصلت، ونحن نقوم بواجبنا كاملاً لقطع دابر الفتنة في هذه المدينة".
عقد ميقاتي مؤتمراً صحافياً طارئاً في دارته في طرابلس، عصر أمس، في حضور الوزراء محمد الصفدي، أحمد كرامي، نقولا نحاس وفيصل كرامي تناول فيه الأحداث الأمنية التي وقعت في طرابلس، قال فيه: "إن توقيت ما جرى في طرابلس مريب، ومن مسؤوليتنا أمن المواطنين والوطن. لذلك، نؤكد أن السلم الأهلي خط أحمر، ولا مساومة على الأمن إطلاقاً، ولا تراجع عن الإنماء، لأننا نفهم المعارضة سلمية وبناءة. لقد أصدرت التعليمات الصارمة للجيش والقوى الأمنية لاتخاذ الإجراءات الجازمة والضرب بيد من حديد. ويخطئ من يظن نفسه أقوى من الدولة والقانون أو أنه قادر على الإفلات من العقاب. لهذا، كلفت أيضاً الأجهزة المختصة بالتحقيق بالحوادث التي حصلت اليوم. رحمة الله على الضحايا، وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل. وفي هذه المناسبة، ندعو أهلنا في طرابلس إلى وعي الأهداف الخبيثة وإسقاطها حفاظاً على مستقبل المدينة الذي نريده ساطعاً لتعود منارة وطنية لبنانية".
ورداً على سؤال، قال "لقد قلت في بياننا إننا نفهم أن تكون معارضة سلمية، وهذا ما وعدنا به. إننا نفهم اليوم أن حوادث مخلة بالأمن حصلت، ونحن نقوم بواجبنا كاملاً لقطع دابر الفتنة في هذه المدينة". وعن الخشية من تطور الوضع، قال: "نتيجة الاتصالات التي أجريتها بالقوى الأمنية وإعطائها التوجيهات، إنني على يقين بأن هذا الأمر سيوضع له حد هذا المساء بالتأكيد".
ورداً على سؤال آخر، قال: "دائماً، نرى أن الجيش هو في الوسط ليرد الطرفين المتصارعين عن هذه الساحة. واليوم، تابعت الموضوع معه والأوامر بالنسبة إليه واضحة وصريحة لوضع حد لهذه الفتنة من جذورها".
أضاف: "جئنا لنؤكد أن الإنماء أولاً، وفوجئنا بما حصل. أقول نعم الأمن والإنماء أولاً وأخيراً لهذه المدينة. نحن نريد الاستقرار والإنماء، وسنعمل معاً. اليوم، هذه فرصة لأهلنا في طرابلس ولمدينتنا، ولن نسمح لأحد بأن يمد يده عليها بأي شكل من الأشكال، والقانون سيطبق، والقوى الأمنية ستكون صارمة، وعند استتباب الأمن ستبدأ عملية الإنماء".
وتابع: "نحن رسائل محبة وإنماء وبناء، ونرى أن الرسائل الأخرى تكون رسائل دماء وتهديد.
وعن ضرورة سحب السلاح من الناس، قال: "هذا الأمر سيُبجث مع القوى الأمنية، ولكننا اليوم أمام حادث محدد نحن نعمل على تطويق تداعياته، والقوى الأمنية ستكون صارمة في وضع حد لهذه الحوادث خلال الساعات المقبلة. إذاً، في الوقت الحاضر الحادث أمني والقوى الأمنية ستضع حداً لهذا الموضوع".
وقال: "من أي جهة أتت الرسالة المهم ألا تدفع طرابلس الثمن، فكفاها طرابلس ما تدفعه من أثمان. لدينا فرصة وعلينا جميعاً الإفادة منها، فالاستقرار في هذا الوطن من واجباتنا ومسؤولياتنا وسنحافظ عليه بكل قوة".
ورداً على سؤال قال: "لست أتهم أحداً بما حدث، وأوكلت الوضوع إلى الأجهزة القضائية المختصة للقيام بالتحقيق. لا يمكن اتهام أحد في هذا الظرف فما حصل ليس الأول من نوعه في طرابلس، رغم أنه تطور بعض الشيء اليوم. لا يمكن أن أتهم أحداً، وليس لدي أي دليل في هذا الموضوع".
وفي الختام، أعلن ميقاتي "إلغاء حفل الاستقبال الذي كان مقرراً هذا المساء بسبب الظروف التي حصلت".
فتفت
ومساء أمس، رد عضو "كتلة المستقبل"النائب أحمد فتفت على كلام ميقاتي فقال في تصريح: "فوجئنا بالاتهام المبطّن للرئيس ميقاتي للمعارضة بأن لها يداً في أحداث طرابلس الأليمة اليوم (أمس). وقد تكون خسارة الرئيس ميقاتي لأحد أهم أركانه الأمنيين في أحداث اليوم هو ما دفعه الى محاولة توجيه الإتهام الى مكان آخر".
أضاف: "إن الرئيس ميقاتي يدرك تماماً أن المعارضة الممثلة بقوى 14 آذار وتيار المستقبل تحديداً، ليس طرفاً بأي شكل من الأشكال في كل مجريات الأمور في طرابلس اليوم". موضحاً "إن هذه الإتهامات المبطنّة لا تبشّر بالخير يا دولة الرئيس ونؤكد لك أن المعارضة كانت وستكون دائماً سلمية وديموقراطية".
الجسر
وأسف عضو "الكتلة" النائب سمير الجسر لما حصل في مدينة طرابلس، وقال لأخبار "المستقبل": "نطلب الرحمة لأرواح الشهداء ونطلب من الله أن يعجل في شفاء الجرحى: "كنا نتمنى على الرئيس نجيب ميقاتي أن تكون إطلالته الأولى أكثر حكمةً واعتدالاً وعدم إطلاق الاتهامات"، موضحاً "الرئيس ميقاتي يعلم أننا نحن في "تيار المستقبل" الوحيدين الذين لم نلجأ الى السلاح يوماً، بل نحن من رفع شعار إسقاط السلاح".
ورأى أن ما قاله ميقاتي في مؤتمره الصحافي "فيه تجنٍ كبير علينا". ولفت إلى أن "ما حصل هو بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، وهذه قصة قديمة"، ودعا الجميع الى "التهدئة واتقاء الله".
 
 

المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,299,686

عدد الزوار: 6,986,382

المتواجدون الآن: 76