تهجّمات عون تسمّم الأجواء: ميقاتي يستغرب وجنبلاط مستاء

على خط مواز، تسير المعالجات لتثبيت الاستقرار الامني في مدينة طرابلس، وتثبيت مفاصل سياسة الحكومة، عبر البيان الوزاري المفترض ان يختم البحث فيه قبل يوم الجمعة المقبل، من حيث انتهى عند نقطة المحكمة الدولية تمويلاً وقضاة واتفاقية وشهود زور من منطلق العدالة، والبحث عن صيغة <حمّالة أوجه>·

ومع ان النائب ميشال عون بدا صوت نشاز في مسيرة لم الشمل الحكومي والسياسي، مما اثار حفيظة الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط اللذين دعيا للابتعاد عن الكيدية والالتفات الى اطلاق مسيرة العمل الحكومي·

وعلى صعيد تثبيت الاستقرار في طرابلس، انجز مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار كل الترتيبات لدعوة النواب والوزراء والفاعليات الطرابلسية والشمالية لعقد اجتماع موسع في دار الافتاء في المدينة يوم بعد غد الجمعة وهو اجتمع لهذه الغاية مع الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي، حيث سلمه دعوة للاجتماع، كما اجرى اتصالاً بوزير المالية محمد الصفدي·

ويشارك في الاجتماع، الى جانب الوزراء والنواب الحاليين من طرابلس والشمال رؤساء البلديات والنقابات والهيئات المهنية، حيث يدرس المجتمعون الخطوات الآيلة لتدعيم القرارات الامنية التي ادت الى وقف الاشتباكات الاخيرة في المدينة، بما في ذلك الشعار الذي رفع مؤخراً حول جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح·

وهو الشعار الذي تمسكت به كتلة <المستقبل> النيابية، في اجتماعها الاسبوعي امس، كمقدمة لنزع السلاح من كل المناطق اللبنانية، مؤكدة رفضها وادانتها بالمطلق حمل السلاح وممارسات المسلحين، مهيبة بالسلطات المسؤولة السياسية والامنية الضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن طرابلس، مؤكدة ان لا خيمة فوق رأس احد، وضرورة ان يكون الجميع تحت القانون حيث ان امن طرابلس واهلها فوق اي اعتبار·

وتزامن هذا الموقف، مع موقف آخر اعلنه الرئيس عمر كرامي رأى فيه ان نزع السلاح من المدينة يجب ان يأتي ضمن خطة متكاملة للبنان تشرف عليها الحكومة وتنفذها، لافتاً النظر الى ان ابقاء الجرح المفتوح في طرابلس (في اشارة الى الوضع بين التبانة وجبل محسن) هدفه الابقاء عى فتنة يتم استعمالها غب الطلب·

غير ان مصادر ومراجع امنية رفيعة ابدت تخوفها من تداعيات التجاذب السياسي الحاصل، وتدني الخطاب السياسي الذي دأب النائب ميشال عون على استخدامه ضد خصومه السياسيين، ولا سيما الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي، مشيرة الى حالة غليان في الشارع السني، سواء في طرابلس او في بيروت، نتيجة اهانات عون·

ولفتت هذه المصادر إلى اتصالات تجري بين القيادات الإسلامية لاتخاذ موقف والرد على مثل هذه الإهانات التي تتجاوز الشخص إلى الطائفة، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي ليس بعيداً عن هذه الاتصالات، وهي التي دفعته أمس إلى إصدار بيان، استغرب فيه كلام عون، داعياً إلى عدم جواز تخطي النقاش الإطار السياسي الطبيعي إلى تجاوز حدود اللياقة والاحترام>، كما دفعت النائب جنبلاط إلى إصدار بيان مماثل، مؤكداً أن <جبهة النضال الوطني> لن تغطي أو تشارك في أي اعمال انتقامية أو كيدية، لافتاً إلى أن مشاركتها في الحكومة كانت على هذا الأساس، من دون ان يعني ذلك عدم موافقتها على محاسبة من يخرق القوانين، انما ضمن الأصول والمعايير المعتمدة، مشيراً الى أن المطلوب هو بناء مناخات تتيح لهذه الحكومة أن تحقق إنجازات في ملفات كثيرة متراكمة، بدل التلهي في نقاشات جانبية·

وكان عون قد رفع أمس من منسوب تهجمه على الرئيس الحريري، واصفاً المعارضة التي برزت في وجه الحكومة بالشرسة ولكنها قليلة التهذيب مضيفاً: <بما انهم رفضوا بطاقة One way out، فهناك One way in، لافتاً إلى ان هناك قسماً كبيراً في سجن رومية يجهز لهم>·

ردّ الحريري وليلاً صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري البيان الآتي: <رداً على ما قاله النائب ميشال عون اليوم (امس) يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يُؤكّد أن الأشخاص الوحيدين الذين سيكون مصيرهم السجن هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز وأصحاب النفوس المريضة الذين يحمونهم·

فمن يعتقد انه يعيش تحت حماية القتلة والمجرمين، عليه أن يتبصر جيداً بحقيقة أن الشعب اللبناني اوعى من أن ينجر خلف الشعارات التحريضية الفارغة التي يطلقها باستمرار· اما في ما يتعلق بكل التعابير التي أطلقها النائب عون مؤخراً حول بطاقات الذهاب والاياب وتوسيع الأجنحة في سجن رومية، فنحن نؤكد اننا بانتظار شرف التصدّي لأي يد تمتد إلى أي من الشرفاء في لبنان>·

وكانت كتلة <المستقبل> قد ردّت بدورها على كلام عون مشيرة إلى انه يظهر مدى الحقد والتوتر، ويكشف حقيقة النوايا الثأرية والانتقامية التي تهدف إلى إلغاء الآخرين في الوطن، وهي السياسة التي كان قد ابتدعها وأتقن ممارستها <حزب الله> في توجهاته وممارساته السياسية، وجاء جناحه المستحدث في الرابية لاستكمالها وترسيخها>·

وألمحت مصادر نيابية في الكتلة أن اجتماع الأمانة العامة لقوى 14 آذار سيتطرق اليوم الى تهجم عون وتوجهاته للثأر والانتقام، لكنها لفتت إلى أن الرد لن يكون بنفس لغته· وقالت إن الاجتماع سيكون مهماً، خصوصاً بعدما عاد إلى بيروت مساء أمس كل من النواب السابقين باسم السبع وفارس سعيد وسمير فرنجية ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الذين كانوا اجتمعوا في باريس مع الرئيس الحريري وجرى البحث في توجهات المرحلة المقبلة، والخطة التي ستعتمدها المعارضة لها بعد وضع البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي·

لجنة البيان الوزاري تجدر الاشارة إلى أن لجنة صياغة البيان الوزاري وضعت في اجتماعها الثاني، أمس، برئاسة الرئيس ميقاتي الصياغة ما قبل النهائية للعديد من بنوده، بحسب وزير الإعلام وليد الداعوق، على أن تعقد اجتماعاً آخر عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير· وأوضحت مصادر وزارية، شرعت في مناقشة مسودة البيان التي وضعها الرئيس ميقاتي ووزعت على الوزراء، وهي تقع في 9 صفحات، بينها 4 صفحات للشق السياسي، والتي هي عبارة عن المقدمة السياسية، إلى جانب المجالات الأخرى والطموحات التي يراها الوزراء في مجال وزاراتهم، ضمن سياسة الحكومة الداخلية· وقالت إن اللجنة أقرت بعد تعديلات طفيفة أدخلت على المسودة، بنوداً عدة تتعلق بالعلاقات مع سوريا ودول الجوار، والتزامات لبنان الدولية، لكنها تركت الفقرة التي تتعلق بالمحكمة الدولية إلى نهاية النقاشات، بانتظار الاتصالات التي يجريها الرئيس ميقاتي، بعيداً عن الأضواء، لكي تأتي هذه الفقرة نتيجة توافق سياسي، خصوصاً وأن ثمة أطرافاً في الحكومة لا تريد إدراج هذه الفقرة في البيان، أو تربطها بشرط إدراج بند حول الشهود الزور، أو النص على عدم تمديد اتفاقية المحكمة وإلغاء انتداب القضاة اللبنانيين فيها· وكشفت ان الفقرة المتعلقة بالمقاومة والاتفاقيات الدولية، قد تم اقرارها وفق الصيغة القديمة في بيان حكومة <الوحدة الوطنية> التي تقوم على معادلة الشعب والجيش والمقاومة، لكن الفقرة المتعلقة بالاتفاقيات الدولية، أضيفت بطريقة عامة، اي من دون تحديد القرارات الدولية، باستثناء القرار 1701· ولفتت الى ان قراءة مسودة البيان اخذت من الوزراء اكثر من ساعتين، ولدى وصولهم الى الفقرة المتعلقة بقانون الانتخاب، كان التعب قد بلغ ذروته عندهم فرفعت الجلسة الى اليوم، على ان تواصلها الخميس بقصد الانتهاء من الصياغة الخميس او الجمعة·

اتصال سليمان بعون ومن جهة ثانية، اكدت مصادر بعبدا ان اتصالاً اجراه الرئيس ميشال سليمان بالفعل مع النائب عون مساء امس الاول، لكن الاتصال لا علاقة له بالمواضيع الآنية او بالوضع العام، وانما كان حول شأن خاص· إلا ان الاتصال كسر جليد العلاقات بين الرجلين، ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يمهد لزيارة يقوم بها عون الى بعبدا ربما اليوم او خلال الاسبوع الحالي·

 

أكد رئيس <جبهة النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط في تصريح امس <أن أفضل ما يمكن أن تقدمه القوى السياسية المشاركة في الحكومة لضمان نجاح مسيرتها وعملها هو الابتعاد عما يثير السجالات السياسية والاعلامية التي لا تؤدي سوى إلى زيادة التوتر، في حين أن المطلوب هو بناء مناخات تتيح لهذه الحكومة أن تحقق إنجازات في ملفات كثيرة متراكمة بدل التلهي في نقاشات جانبية لا تقدم ولا تؤخر>· وقال: <في هذه المناسبة، نؤكد سلفا أن <جبهة النضال الوطني> لن تغطي أو تشارك في أي أعمال إنتقامية أو كيدية، وأن مشاركتها في الحكومة كانت على هذا الأساس، من دون أن يعني ذلك عدم موافقتها على محاسبة من يخرق القوانين، إنما ضمن الأصول والمعايير المعتمدة.. >· واوضح ان <الدخول في لعبة الكيدية لا يفاقم التوتر دون طائل فحسب، بل إنه أثبت في كل المراحل السابقة أنه لا أفق له ويزيد من حال القطيعة السياسية القائمة بين الأطراف المختلفة· فلنعطي هذه الحكومة الجديدة متنفسا وفسحة لتعيد بناء الثقة وتنطلق في أعمال ومعالجات نحن أحوج ما نكون اليها، ولنترك السجالات والاتهامات جانبا ونذهب الى العمل>·

أكد رئيس تكتل <التغيير والاصلاح> ميشال عون أن <البيان الوزاري لن يواجه احد،? ونحن نريد العدالة ولكن نرفض التزوير والقرارات المأخوذة خلافا للقانون الدولي وصراعنا معهم قانوني>، مشيرا الى ان < كلمة تصفية الحساب والثأر والكيدية ليست في حساباتنا ويهاجمنا من هو خائف اما بالنسبة لنا فيتحمل المسؤولية من يرتكب خطأ جسيم ونحن نريد بناء دولة ومرتكزها القانون والقضاء>· واعتبر عون، بعد اجتماع <التكتل> الأسبوعي في الرابية ان < الهجوم على الحكومة هو انحطاط سياسي>، متمنيا على اللبنانيين الذين في اوروبا والعرب ان يطمئنوا ويزوروا لبنان، مستغربا <الاسعار الاحتكارية التي تعتمدها شركة طيران الشرق الاوسط والاسعار غير مقبولة ويجب ان يكون هناك محاسبة ويجب اتخاذ تدبير سريع لتكون الاسعار تنافسية>·

ووصف العماد عون المعارضة التي برزت في وجه الحكومة بالشرسة ولكنها قليلة التهذيب، وكلمة تقال ولا تعني القتل وانا اعطوني بطاقة منها عام 1990 وتمردت عليها وعدت وما على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الا ان يتمرد عليها ويعود>، معربا عن أسفه ان تيار <المستقبل> لم يقرأ ما كتبه رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري على باب السراي عن انه لو دامت لغيرك ما عادت اليك>، مضيفا: < بما انهم رفضوا الـ هناك وهناك قسم كبير في سجن رومية يجهز لهم>·

وعن تصريح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان عن الحكومة، اشار عون الى انه < اطّلعنا على تصريح فيلتمان عن الحكومة وهذا مخلوق عجيب يظن نفسه انه الوحيد من دولة حرة في العالم وهو من دولة تستعبد الناس وهذه المرة الوحيدة التي تؤلف حكومة من خارج ارادته ولانه تعوّد ان يمارس وصايته على فريق معين اعتبر اننا خاضعون لوصاية ونحن محور شر على الشر ونحن سعداء بهذه التسمية ونحن نعرف الخير الذي جابوه للعراق ولافغانستان والذين يريدون ان يأتوا به الى سوريا واذا بريد يحترم نفسه >· وعما حصل في طرابلس، رأى عون ان < ما حصل كان شيء سيء جدا وكانت القصة مدروسة ولكن الحمدالله كانت النهاية السعيدة، التفاف الطرابلسين حول مدينتهم شيء مشجع>، لافتا الى ان <مشهد الاحداث في طرابلس كان قد بدأ من خلال تجميع المتظاهرين وفتحت <الكرتونة> الشتائم للرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي،وميقاتي عندما تحدث هو ووزير المال محمد الصفدي لم يتهما جذفاً وانا اطلعت على الوقائع والقصة مدبرة وليست من العدم>، مضيفا: < الشعب اللبناني ليس لديه ارادة التصادم وخلال ساعات وانتهت القصة ولا اعتقد انه سيكون هناك تكرار لاحداث طرابلس>·

وفيما يتعلق بموضوع المحاسبة، شدد على انه < لن نحاسب احد غير مرتكب وعند اطلاع الناس على حسابات الدولة الناس هي التي تحكم ونحن لا يمكن ان نسكت لاننا سنتحول الى متهمين>· وفيما يتعلق بالوضع السوري، اشار الى ان < المظاهرات في سوريا اليوم كانت اكبر من مظاهرات المعارضة والاسد قام بالاصلاحات>، سائلا: <ماهو المطلوب؟ هل المطلوب ديمقراطية العراق وافغانستان؟ وهل المطلوب ان نعطي اسرائيل ما تريد من خلال تقطيع جبهة الممانعة وهذا هو اساس المشكل لافتا الى ان <هناك مؤامرة على سوريا والاسد تحدث بالامس ودعا الجميع الى الحوار لكي لا تكون العملية <مسلوقة> ولكي يكون هناك نوع من الاكثرية في اقرار الاصلاح وفيما بعد يجب القيام بالدراسات لان الاصلاح لا يكون <ارتجالي>·

< اكد عضو تكتل <التغيير والاصلاح> النائب زياد اسود ان <المواضيع التي ستدرج في البيان الوزاري هي نفسها التي تم على اساسها اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، لافتا الى ان <كل هذه القضايا هي اشكاليات، وبالتالي سيكون مضمون البيان الوزاري من ضمن هذا السياق، الا ان طريقة التعبير عنها قد تختلف وهي تعود الى اللجنة المكلفة اعداد البيان والحكومة>· < ولفت النائب فريد الخازن الى أن <البيان الوزاري سيكون في جزء منه مكملا لبيانات الحكومات السابقة> · وأشار في حديث إذاعي، الى أن <موقف الغرب، وتحديدا أميركا، من الحكومة الجديدة متخذ مسبقا>·

 

بقي الوضع في طرابلس موضع اهتمام سياسي ورسمي في اطار متابعة ما اجمعت عليه فعاليات المدينة لجعلها مدينة منزوعة السلاح ·

وكان هذا الموضوع محور بحث معمّق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي زاره مساء امس في السراي الحكومي لدعوته الى اجتماع موسع سيعقد في دار الافتاء في طرابلس يوم الجمعة المقبل ،حيث يؤمل ان ينبثق عنه مجلس قيادة يضم جميع فعاليات المدينة من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية ،على غرار هيئة التنسيق الشمالية التي كان يرأسها الرئيس الشهيد رشيد كرامي · وفي سياق هذه المتابعة رأى الرئيس عمر كرامي ان نزع السلاح من طرابلس يفترض ان يأتي ضمن خطة متكاملة للبنان تشرف عليها الحكومة وتنفذها· وقال في بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في مكتبه: لم يعد خافياً على أحد أن الأحداث المؤسفة التي تشهدها طرابلس بين فترة وأخرى بين منطقتي التبانة وجبل محسن، انما يتم توظيفها سياسياً في مواقيت مريبة، لكأن إبقاء هذا الجرح المفتوح هدفه الابقاء على فتنة يتم استعمالها غب الطلب، بحيث تتيح لجهات سياسية اختلاق أدوار مفقودة، كما تتيح للبعض من ذوي المراكز والمواقع غير السياسية إختلاق الحضور و<المنظرة> على حساب أرواح الناس وأرزاقهم·

اضاف :الواقع ان المصالحات العديدة التي جرت، أو بالأحرى التي تم تسويقها إعلامياً، والتي لم تثمر عن شيء جدي ومفيد، إنما كانت مصالحات يجري استغلالها لمجرد الظهور وأغراض الدعاية، وقد قلنا ونبهنا منذ البدء، بأن الحل ليس في مصالحات الصالونات ولا في الاجتماعات الاستعراضية، ولكن يكون بخطة أمنية جدية تتولاها المؤسسات ويتم دعمها بخطة انمائية جادة ومسؤولة هدفها خلق فرص عمل للشباب وتحقيق مشاريع منتجة في المنطقتين المنكوبتين، على أن يكون ذلك بمثابة خطوة أولى في مسيرة إنماء طرابلس والشمال · اليوم، لا تزال المشكلة هي نفسها، ولا يزال اللاعبون على المسرح هم أنفسهم، وللأسف لا تزال تتكرر أيضاً الأساليب البالية وغير الجدية نفسها في ما يتصل بالمصالحات وانشاء اللجان وإقحام المقامات في ما ليس من طبيعة مهامها، والأهم تجاوز الدولة ومؤسساتها في خروج فاقع عن التسوية الصحيحة التي تضع الأمور في نصابها·

وقال :إذ نرى ان الدعوة الى نزع السلاح في الداخل لا ينبغي أن تكون دعوة حصرية تتعلق بطرابلس وانما ينبغي أن يتم ذلك ضمن خطة متكاملة على كل الأراضي اللبنانية تشرف عليها الحكومة وتنفذها الأجهزة المعنية، على ان نكون واعين لجموح البعض لاستعمال هذه المسألة لاستهداف السلاح الموجّه ضد إسرائيل، اذ ان هدف هؤلاء في الواقع ليس استتباب الأمن في الداخل وانهاء <الميليشيات> و<الميني ميليشيات> المحلية، وانما ذر الرماد في العيون·

ودعا الجميع الى ان يتقوا الله، وقال:كفى هدراً للدماء البريئة وترويعاً للنساء والأطفال، وتدميراً للممتلكات والأرزاق، وعلى الدولة أن تمارس مسؤوليتها كاملة في إنهاء هذا الملف لمرة واحدة وأخيرة وفي أسرع ما يمكن>· < بدوره شدد عضو كتلة <المستقبل> النائب سمير الجسر على <ضرورة نزع السلاح من مدينة طرابلس>، مؤكداً ان< هذا ليس شعاراً بل مطلب اساسي>·

واعتبر في حديث إذاعي ان <هذه العملية لا تحتاج الى القوة، بل الى بعض الحزم واصدار قرار سياسي>، مشيراً إلى <اننا طرحنا هذا الامر ولاقانا الرئيس نجيب ميقاتي حوله>، آملا من <التنظيمات ذات الارتباطات المعروفة ان توافق عليه وان يبذل الرئيس ميقاتي جهداً في هذا السبيل>·

وإذ أعلن أن <لا حاجة إلى هذا السلاح ولا إلى المربعات الامنية التي نشأت بعد احداث 2008> رأى ان هذا الامر> لا يحلّ في يوم او يومين، وعملية الامن لا ترتبط فقط بعملية البؤر بل بالحزم الذي من الممكن ان تمارسه القوى الامنية على الارض>·

وعن الاجتماع المقرر في دار الفتوى في طرابلس، كشف الجسر انه <سيضم كل نواب وفاعليات المدينة، وبطبيعة الحال سيكون الرئيس ميقاتي من المشاركين>، موضحاً ان <ما ينادي به فريق الرئيس ميقاتي الوزاري الطرابلسي من اخراج طرابلس من بقعة الحرمان كان نواب طرابلس وراءه>· اضاف: <قبل الانقلاب السياسي جرى تمويل هذه الفكرة من الاطراف كافة حيث موّل الرئيس سعد الحريري نصفها، والرئيس ميقاتي والوزير محمدالصفدي والنائب روبير فاضل مولوا النصف الآخر وانجزت منذ فترة>·

< واوضح عضو كتلة <المستقبل> النائب احمد فتفت ان الإجتماع السياسي الذي عقد في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة للبحث في احداث طرابلس الأخيرة اتفق فيه المجتمعون على مطلب اساسي وهو تطبيق شعار طرابلس منزوعة السلاح نهائياً مؤكداً ان هدف اللجنة التي إنبثقت عن هذا الإجتماع والتي تضم كل نوّاب المدينة ورئيس بلدية طرابلس هو متابعة هذا المطلب مع رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي>، لافتاً إلى ان <ثقتنا بتنفيذ هذا الشعار كبيرة جداً على رغم عدم ثقتنا بالحكومة في تطبيقه إلا ان الرئيس ميقاتي تعهّد بتأييده>·

 

وقال في حديث لـ>المركزية>: <علمت ان احد الوزراء الأمنيين خلال الإجتماعات الآمنية التي عقدت في السراي أمس لبحث الوضع في طرابلس لم يكن متحمساً لتطبيق شعار طرابلس مدينة منزوعة السلاح>، مشيراً إلى ان المفتي مالك الشعار أصر ان تكون الإجتماعات المقبلة في طرابلس وستعقد في دار الإفتاء>، معرباً عن إعتقاده ان هذا الإجتماع سيكون مدخلاً لجعل هذا المطلب قراراً جامعاً في طرابلس>· < وكشف عضو كتلة <المستقبل> معين المرعبي عن <أن أسلحة حديثة تدخل إلى طرابلس، اضافة الى تطوير لنوعية الأسلحة المستخدمة>، مؤكداً أن <الأمن لا يمكن أن يكون بالتراضي>· ورأى في حديث لـ <أخبار المستقبل> <سهولة ضبط الوضع ولكن بإرادة من الجميع، ومن الدولة اللبنانية بالدرجة الاولى، خصوصاً من الجيش>· وأوضح أنه <يمكن للجيش اللبناني وضع 500 أو ألف عنصر في طرابلس ومنع أي تحرك لأي مسلح>· وقال: <لا نقبل ان تساوم قيادة الجيش في الامور الامنية، بل يجب ان تحسم الامور بسرعة، وان تنتشر بطريقة اسرع وتقمع بيد من حديد أي حركة من الحركات>· وأعلن عن <اجتماع لمجلس القيادة في طرابلس، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي وجميع النواب وعدد من الفاعليات لوضع آلية بتوافق معين>· < وأكدت حركة <التوحيد الاسلامي> في بيان، أن <ما جرى في منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس كان بكل بساطة رسالة ملطخة بالدم رمتها الأكثرية السابقة في وجه حكومة الرئيس نجيب الميقاتي>·  واعتبرت ان <كل من في طرابلس يعلم من الذي حرض على المسيرات وكيف حوّلها إلى مسيرات ضد الحكومة الجديدة فدفعها صوب ساحة النور لتعيق الاحتفال بتشكيل الحكومة، ومن ثم وجهها صوب منطقة التماس المتوترة في طلعة العمري بين جبل محسن وباب التبانة>· ورأت ان <مشكلة جبل محسن وباب التبانة هي في عدم إقامة مصالحة شعبية فعلية عقب الحرب الأهلية، ففي كل لبنان ومنذ حكومة الرئيس رفيق الحريري 1991، دفعت تعويضات الحرب وأجريت مصالحات وأعيد إعمار ما تهدم إلا في طرابلس أبقي الجرح مفتوحا لينكأ ويستثمر المستثمرون بالدم بين الفينة والأخرى حسب الطلب>·

وأشارت الى أنه <لا يحق لمن فشل في السياسة والاقتصاد والإنماء المتوازن أن يتجاوز أهل طرابلس وقياداتها ويستجلب من خارج طرابلس ممثلين لحزب الكتائب والقوات اللبنانية ? على سبيل المثال لا الحصر - ليبحثوا عن حلول لمشاكلها، فطرابلس ليست حقل تجارب>· واعتبرت أن <جلَّ خدمة تقدم لطرابلس ولكل لبنان أن يكف الأكثريون السابقون عن سياسة التحريض المذهبي والطائفي وأن يتوقفوا عن الاستثمار بالدم>· وتمنت على <المرجعيات الدينية أن تكون على مسافة واحدة من الجميع وأن تسعى إلى عقلنة الأصوات المحرضة التي تثير الأحقاد والضغائن وتنكأ الجراح وذلك يتنافى بشكل كلي مع مقاصد شريعتنا الغراء>· < وأكد رئيس الهيئة الشبابية الإسلامية المسيحية للحوار مالك المولوي <ضرورة البدء بعملية نزع السلاح من التنظيمات المسلحة في طرابلس وجعل هذه المدينة آمنة ومنزوعة السلاح>· وطالب في بيان الهيئة، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي <بوضع آلية معينة وفترة زمنية محددة والطلب من جميع الأحزاب المسلحة تسليم معداتهم للجيش اللبناني>·