دستوريون يعتبرون "النتائج الكارثية" للتمديد أخطر من أسبابه الموجبة.. الرفاعي: جنوا على التشريع ■ بارود:استثناء خطير ■ كيوان: يمكن إبطاله

هل ينجح الطعن في تقصير الولاية الممددة؟ والصواريخ السورية تتوغل الى أعماق البقاع

تاريخ الإضافة الإثنين 3 حزيران 2013 - 6:39 ص    عدد الزيارات 1650    القسم محلية

        


هل ينجح الطعن في تقصير الولاية الممددة؟ والصواريخ السورية تتوغل الى أعماق البقاع

 

سليمان ينتقد مجلس النواب والدستوري لن يستنفد مهلة الشهر
جولة جديدة من التعقيدات مع انطلاق المشاورات لتأليف الحكومة


من ازمة قانون الانتخاب التي انتهت الى اخفاق في التوصل الى قانون جديد، الى ازمة تأجيل الانتخابات التي افضت الى تمديد فجر مناحة على الديموقراطية، الى ازمة الطعن في التمديد الطالعة مع تقديم رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس مراجعة الطعن لدى المجلس الدستوري، ووسط الاستعداد للفصول المتجددة لأزمة تأليف الحكومة التي قد تضاهي شقيقاتها صعوبة وتعقيدا ينزلق لبنان اكثر فأكثر في متاهات "انفاق الازمات" التي لم تخترقها سوى تسوية التمديد لمجلس النواب.
ومع ان الاصداء الحارة للتمديد ظلت تتردد بقوة غداة جلسة مجلس النواب خصوصا في ضوء مسارعة الرئيس سليمان الى ملاقاتها بتقديم الطعن العاجل والاطلالة على الرأي العام بكلمة متلفزة شرح فيها موقفه، فان ثمة معطيات برزت بسرعة حيال الاستحقاق الحكومي تشير الى ان تسوية التمديد وقفت مفاعيلها عند التمديد فقط ولن تنسحب تالياً على الاستحقاق الحكومي بما يرشحه لجولة اخرى من شد الحبال والمبارزات بالشروط والتعقيدات التي يبدو ان التحسب لها كان في صلب اللقاء الذي عقد امس بين الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في قصر بعبدا.
وفهم ان سلام انطلق في مرحلة مشاورات جديدة استهلها امس مع الرئيس سليمان حيث جرى البحث في منطلقات العمل لتشكيل الحكومة في ضوء معطى التمديد للمجلس النيابي.وقد علمت "النهار" ان سلام أكد لسليمان ان المبادئ التي سبق له ان أعلنها في مستهل مرحلة التأليف قبل اسابيع لا تزال قائمة وهي اعتماد  نصوص الدستور التي تعطي الرئيس المكلف صلاحية التأليف في ضوء الاستشارا ت التي يجريها ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها وفق ما تنص عليه المادة 64 من الدستور. وفيما لم يتم التطرق الى موضوع التمديد وموقف الرئيس سليمان منه حدد سلام الثلثاء بدء مرحلة المشاورات مع كل الاطراف وفقا لبرنامج يجري اعداده.
وخلال وجوده في قصر بعبدا التقى سلام مصادفة عدداً من المواطنين كانوا يجولون في المكان في اطار برنامج "الابواب المفتوحة" الذي بدأ امس تنفيذه. وقد سمع سلام من بعض المواطنين يقول  له:"لا تعتذر يا بك وألّف الحكومة" فرد سلام مطمئنا الى ما يقوم به.
في غضون ذلك، تسارعت الخطوات الآيلة الى الطعن بقانون التمديد الذي اقره مجلس النواب، فجرى نشره امس في ملحق للجريدة الرسمية وتسلم المجلس الدستوري مساء مراجعة الطعن التي قدمها الرئيس سليمان. وعلمت "النهار" ان رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان سيعين مطلع الاسبوع مقرراً من اعضاء المجلس ليضع تقريرا حول الطعن الرئاسي في مهلة عشرة ايام حدا اقصى وفق قانون انشاء المجلس الدستوري ونظامه الداخلي. ثم ينكب المجلس مجتمعا على دراسة الطعن والتقرير، علماً ان القانون يمنحه مهلة شهر لاصدار قراره النهائي. الا ان مصادر معنية اعربت لـ"النهار" عن اعتقادها ان قرار المجلس في الطعن لن يستنفد المهلة القانونية كاملة لاصداره.

 

سليمان والمجلس

وحرص الرئيس سليمان غداة جلسة التمديد على اتباع ايقاع سريع في استكمال اجراءات الطعن بعدما تجنب خيار المواجهة المباشرة مع المجلس باسقاطه خيار رد القانون .ومع ذلك لم تخف معالم الاجواء الملبدة بين رئاسة الجمهورية ومجلس النواب في تحميل سليمان المجلس كتلا ورئاسة مسؤولية التقاعس في عقد الجلسة النيابية في اليوم الاخير من العقد العادي. وعرض سليمان في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين مساء امس الخيارات الدستورية التي كانت متاحة امامه والتي ادت الى قراره بتوقيع قانون التمديد ومن ثم الطعن فيه.ولوحظ انه حرص على تأكيد "ابتعاده عن اي كيدية في استعمال السلطة وشل مجلس النواب وتعطيل العمل التشريعي". لكنه لم يتوان عن توجيه انتقادات مباشرة الى المجلس تناولت "استهلاك كل الوقت المتاح للتوافق على صوغ قانون جديد للانتخاب اضافة الى التقاعس عن عقد الجلسة العامة للمجلس وتاخيرها حتى اليوم الاخير من العقد الحالي " .وعلل قراره بانه جاء "بين التمديد الطويل او الفراغ او اجراء انتخابات متسرعة قد تشوبها الشوائب بعدما تكاثرت العراقيل امام سلامتها وشفافيتها". وامل من المجلس الدستوري اتخاذه قراره "بكل تجرد وبأقصى سرعة". ولفت في كلمته دعوته "الجميع الى ان يسمحوا لاعضاء المجلس بأن يكونوا ناكرين لجميل السلطات التي عينتهم بهدف الاتاحة لمجلس النواب ان ينعقد مجددا للنظر في تقصير مهلة التمديد بالشكل الذي يسمح له بمناقشة مشاريع قوانين الانتخاب الموجودة لديه واقرار قانون جديد واجراء الانتخابات في مطلق الاحوال قبل انتهاء مدة الولاية الممددة ".
وافادت اوساط قريبة من الرئيس سليمان "النهار" انه سواء قبل المجلس الدستوري الطعن ام لم يقبله فان رئيس الجمهورية "اقدم على ما يرضي ضميره ومسؤولياته الوطنية في الحفاظ على القوانين والاستحقاقات الدستورية".

 

دورة استثنائية

وقال الوزير السابق خليل الهراوي الذي كلفه الرئيس سليمان امس اطلاع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على قراره بالطعن في قانون التمديد لـ"النهار" ان الرئيس سليمان يتجه الى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب في حال قبول المجلس الدستوري الطعن ليمدد المجلس لنفسه شهرين بغية انجاز قانون انتخاب جديد واجراء الانتخابات على اساسه، واذا تعذر ذلك تجرى الانتخابات على اساس القانون النافذ الحالي . اما في حال لم يقبل الطعن فاوضح الهراوي ان سليمان سيسعى مع القوى السياسية الى انجاز قانون جديد وسيتمنى عليها تقصير الولاية الممددة واجراء الانتخابات على اساس قانون جديد "واذا لم يفعلوا فلا حول ولا قوة ...".

 

الصواريخ

وسط هذه الاجواء اتسعت امس على نطاق لافت رقعة الاعتداءات على الأراضي اللبنانية من خلف الحدود السورية مع تكثيف لاطلاق الصواريخ التي طاول بعضها مناطق في عمق البقاع الاوسط للمرة الاولى. واحصي امس اطلاق اكثر من 16 صاروخا توزعت في فترات متقطعة بين بلدتي سرعين الفوقا والتحتا، كما استهدفت اطراف جنتا في جرود بريتال والنبي شيت والخريبة بصواريخ مماثلة.

 


التقى سلام وتلقى اتصالاً من ميقاتي في شأن مبادرته الحوارية وسليمان وقّع الطعن في التمديد "انسجاماً مع روح الدستور"

 

أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه اتخذ قرار الطعن في قانون التمديد لمجلس النواب  "انسجاما مع روح الدستور ومرتكزات الديموقراطية، وبعيدا من أي كيدية في استعمال السلطة وشلّ مجلس النواب وتعطيل العمل التشريعي".
وقال في كلمة الى اللبنانيين بعد توقيعه مراجعة الطعن: "بحكم مسؤولياتي رئيساً للدولة يسهر على إحترام الدستور، رأيت من واجبي أن أتوجّه مباشرة الى الشعب الذي هو مصدر السلطات وصاحب السيادة، وخصوصاً الى الشباب الذين غصت شبكات التواصل الإجتماعي برفضهم للتمديد، لأوضح لهم ومن خلالهم لكل المسؤولين الرسميين والسياسيين، الدوافع الدستورية التي أملت عليّ إتخاذ قراري حول القانون الذي قضى بتمديد ولاية مجلس النواب 17شهراً.
فقد ورد القانون أمس إلى رئاسة الجمهورية وتضمن إستعجال إصداره وفقا للفقرة الأولى من المادة 56 من الدستور التي توجب إصداره ونشره خلال خمسة أيام، فكان لزاما عليّ الإسراع في إتخاذ القرار حياله.
ان الدستور يتيح لي خيارات عدة عكفت على درسها لأرى أيها الأكثر ملاءمة مع المصلحة الوطنية العليا ومصلحة المواطنين الذين سلب حقهم الدستوري في الإقتراع والترشح، فرأيت أن أوقع القانون وأتقدم بمراجعة أمام المجلس الدستوري للطعن في دستوريته، بعدما إستبعدت نهائيا إمكان أن أقدم على عدم توقيعه أو ردِّه الى مجلس النواب لإعادة النظر فيه أو تأجيل إنعقاد جلسة مجلس النواب، إنسجاما مع روح الدستور ومرتكزات الديموقراطية، وبعيدا من أي كيدية في إستعمال السلطة وشلّ مجلس النواب وتعطيل العمل التشريعي.
لقد كان أول ما لفتني التساؤل أنه كيف لرئيس الجمهورية أن يوقع قانونا لا يتوافق مع الأحكام الدستورية ثم يطعن فيه، وكأنه يطعن في توقيعه؟ وإن جوابي لهم هو أن المادة 19 من الدستور لا تجيز التقدم بمراجعة امام المجلس الدستوري في قانون قبل صدوره.
وتساؤل آخر تداوله كثيرون، هو كيف أن الرئيس لم يستعمل صلاحياته الواردة في المادة 57 من الدستور بالمبادرة الى رد القانون الى مجلس النواب لإعادة النظر فيه، فكيف يمكن رئيس الجمهورية الإقدام على ذلك بعدما أقدمت اللجان المشتركة ولجنة التواصل النيابي على إستهلاك كل الوقت المتاح للتوافق على صياغة قانون جديد للإنتخاب، إضافة الى التقاعس في عقد الجلسة العامة لمجلس النواب وتأخيرها حتى آخر يوم من العقد الحالي، مما أدى الى إفراغ أحكام المادة 57 المذكورة من فحواها وهدفها، وأصبح ردّ القانون كأنه تعبيد الطريق إلى الفراغ لكون المجلس يصبح غير قادر على الإنعقاد لإنتهاء العقد التشريعي؟
وذهب البعض الى دعوة الرئيس لتطبيق المادة 59 من الدستور التي تسمح له بتأجيل إنعقاد مجلس النواب وإلغاء جلسته العامة التي كانت مقررة الجمعة الماضي، بهدف منعه من التمديد لنفسه.
كما أني قد استبعدت اللجوء الى إستعمال هذه المادة إحتراماً لصلاحيات مجلس النواب الذي عمد أيضاً من خلال التأجيل المتراكم لإنعقاد جلساته، إلى إفراغ هذه المادة من فحواها وهدفها، ولأسباب أهم تتعلق بالمصلحة الوطنية العامة وعدم المشاركة في خطيئة الوصول الى الفراغ، لأنه أيضا لا مجال لإنعقاد مجلس النواب في هذه الحالة بعدما إنتهى عقده التشريعي.
إن التأجيل الذي تسمح به المادة 59 من الدستور يجب ألا يتعدى مدة شهر، فإذا أقدمت كما يتصور البعض على تأجيل إنعقاد المجلس حتى تاريخ إنتهاء ولايته، فأكون بذلك قد حرمت مجلس النواب الإنعقاد وساهمت مساهمة مباشرة في إحلال الفراغ في السلطة التشريعية. لكل ما تقدم، كان قراري من الخيارات المتاحة لي، بين التمديد الطويل أو الفراغ أو إجراء إنتخابات متسرعة قد تشوبها الشوائب بعدما تكاثرت العراقيل أمام سلامتها وشفافيتها من خلال التأخير بتشكيل هيئة الإشراف على الإنتخابات، أو من خلال المراوحة في إنجاز التحضيرات لإنتخاب اللبنانيين المقيمين في بلاد الإغتراب. لذلك قررت البارحة توقيع القانون، كما وقعت اليوم مراجعة الطعن في دستوريته، وكلي أمل في أن يقوم المجلس الدستوري بإتخاذ قراره حيالها بكل تجرد وبأقصى سرعة ممكنة، وعلى الجميع أن يسمحوا لأعضاء المجلس أن يكونوا ناكرين لجميل السلطات التي عينتهم، بهدف الإتاحة للمجلس النيابي أن ينعقد مجددا للنظر في تقصير مهلة التمديد بالشكل الذي يسمح له بمناقشة مشاريع قوانين الإنتخاب الموجودة لديه وإقرار قانون إنتخاب جديد، وإجراء الإنتخابات في مطلق الأحوال قبل إنتهاء مدة الولاية الممددة وفقا لأحكام القانون الساري المفعول في حينه، ولكي يتاح أيضا للمرشحين وللفاعليات السياسية المتسع من الوقت لتحضير حملاتهم الإنتخابية وتفعيل جهوزهم للمشاركة في العملية الإنتخابية".
من جهة أخرى، استقبل سليمان في قصر بعبدا أمس، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الذي اطلعه على اجواء المشاورات والاتصالات في هذا الصدد، وضرورة الاسراع في انجاز هذا الاستحقاق الدستوري.
كذلك التقى مستشاره السياسي الوزير السابق خليل الهراوي بعدما أوفده الى بكركي للتشاور مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الاستحقاق الانتخابي، والخطوات اللاحقة لقرار تمديد المجلس النيابي لنفسه.
وتلقى سليمان  اتصالاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تشاورا خلاله في المبادرة التي أطلقها الأخير بعد إطلاعه عليها، وإيفاده في أعقاب ذلك الوزير نقولا نحاس والسيد خلدون الشريف للتشاور في سبل متابعتها مع اللجنة التحضيرية لهيئة الحوار الوطني في رئاسة الجمهورية.

 

 
مي عبود ابي عقل

دستوريون يعتبرون "النتائج الكارثية" للتمديد أخطر من أسبابه الموجبة.. الرفاعي: جنوا على التشريع ■ بارود:استثناء خطير ■ كيوان: يمكن إبطاله

 

في جلسة لم تستغرق اكثر من 10 دقائق، مدد 97 نائبا ولاية مجلس النواب لمدة 17 شهرا. والسؤال: هل التمديد اصبح امرا واقعا؟  الجواب: لا ، ليس قبل ان يصدر حكم المجلس الدستوري الملزم ، في الطعنين اللذين سيقدمهما رئيس الجمهورية ميشال سليمان و"التيار الوطني الحر".

انتظروا السبعة اشهر الاخيرة ليمثلوا مسرحيتهم الهزلية على الناس، ويوهموهم بأنهم يعملون على وضع قانون انتخاب جديد وعصري، بعد ادعائهم دفن "قانون الستين" الذي اتى بهم، لأنه "لا يؤمن التمثيل المسيحي الصحيح". وكانوا يتبادلون الادوار في وضع قوانين لا دستورية ورفضها ، ومرات عدة  رمى الافرقاء المسلمون الكرة في ملعب المسيحيين قائلين " نحن نوافق على ما يتفقون عليه"، لوضعهم في خانة المعرقلين، وكأن المسلمين على اختلاف مذاهبهم كانوا في الاصل متفقين على قانون واحد. وتبين ان اللعبة مشتركة بينهم جميعا، متكافلين ومتضامنين، في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، يمعنون تخريباً وتقويضاً بشبه النظام  الديموقراطي الاخير في العالم العربي.

 

انتخابات لا، امتحانات نعم
 

الازمة السورية، بنتائجها الميدانية وخواتيمها السياسية، هي لب المشكلة والحل. ويبقى لكل فريق اسبابه الموجبة لاقرار التمديد الذي يخدم مصالحه الخاصة وغاياته الشخصية، وحتى الفريق الطاعن، فعل ذلك لدوافع صغيرة تتلطى بعناوين كبيرة، اعترف بها علنا بعض اعضائه، لقطع دابر التمديد على من كان أول رافضيه.
لا يريدون اجراء الانتخابات، وحجتهم  الوضع الأمني المتردي . فكيف سيجرون الامتحانات الرسمية بدءا من 22 حزيران الجاري، والتي سيتقدم اليها اكثر من مئة ألف طالب، تتوزع مراكزهم  في كل المناطق، وحتى في طرابلس والهرمل؟ أليس الاساتذة والمعلمون الذين سيراقبون ويصححون، هم أنفسهم من كان يفترض ان يواكبوا العملية الانتخابية؟  
أصوات كثيرة، من مواطنين عاديين وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، علت تستنكر التمديد، وتطالب بوضع قانون يحمي حقوهم في المواطنية والمشاركة في الحياة السياسية. ولكن ماذا يقول اهل القانون والاختصاص عن هذا التمديد؟ وما مدى دستوريته؟ ومتى تبيح الضرورات المحظورات؟ وهل الاسباب الموجبة التي اوردها قانون التمديد المقدم، والأمنية خصوصاً، تدخل ضمن هذه الضرورات، وتستوجب فعلا التمديد؟  اسئلة وجهتها " النهار" الى ثلاثة من  الدستوريين والقانونيين الكبار.

 

الرفاعي : خداع ووقاحة
 

الخبير الدستوري حسن الرفاعي اعتبر ان " اقل ما يقال في التمديد، كما اراده سياسيونا اعضاء المجلس النيابي، انه خداع مفضوح، واقول وقح. كان المجلس يبحث، لعدم اتفاقه على اقتراح قانون للانتخاب، عن حجة للتمديد سمّاها تمديداً تقنياً. تفرض الوقائع، بسبب القانون الجديد، ان يمدد للمجلس لأشهر معدودة، وفقا لقرار وزير الداخلية الذي هو وحده يعلم كيفية ادارة العمليات الانتخابية والوقت اللازم لتهيئتها. واليوم يغارون على الفراغ. لقد حملوا لبنان كله الى الفراغ، بكل هيئاته ومراجعه، عطلوا السلطة التنفيذية بثلثهم المعطل المستورد والمفروض من خارج الحدود، عطلوا القضاء فبات يدخل المجرم من الباب ويخرج من الشباك، عطلوا الأمن ويخترعون احداثا يقولون انها امنية. ليدعموا الجيش في طرابلس، فينهي قضيتها في 24 ساعة. هل يعطل القاء صاروخين على كنيسة في الشياح الأمن؟  لم تهدأ الثورات في البلاد العربية ، ومع ذلك اعتبروا ان الانتخابات واجب لاستمرار الحياة الديموقراطية. في كل بلاد العالم تحصل احداث كبيرة ولا يمتنعون عن اجراء الانتخابات.
بسبب تقاعسهم وقلة الحس الوطني الصادق عندهم، لم يتفقوا منذ 4 سنوات، ولم يعوا انهم في حاجة الى تعديل قانون الانتخاب، ولن يتفقوا. سمعة لبنان، بسبب سياسييه في السلطتين التنفيذية والتشريعية، اصبحت في الحضيض. سياسيونا، بموقفهم هذا،  يضرون بالاقتصاد ويضربونه، ويقولون للعالم ان بلدنا غير آمن، خذوا حذركم ولا تأتوا اليه، وهو خراب من الآن وحتى سنة و5 اشهر. اذا كانت الحالة الامنية اليوم متوترة، من يقول انها ستبقى كذلك كل هذه المدة؟ فليرفعوا ايديهم عن الجيش، ويعطوه صلاحيات في مجلس الوزراء، من نجح في نهر البارد لن يفشل في طرابلس، وفي الهرمل هم يتسببون بما يجري فيه".
ويؤكد انه "من الناحية القانونية لا يجوز التمديد لمجلس النواب لان الوكيل لا يمدد وكالته، وليس هناك اي موجب للتمديد. وأسباب عدم دستورية القانون اكثر من ان تحصى. يرمون الناس بدائهم وينسلون. الوضع في لبنان أصبح على شفير الهاوية . ليست الديموقراطية وحدها المهددة، بل الكيان كله مهدد بنظر العالم".
في رأي الرفاعي ان "لا يوجد اية  ضرورات تبيح المحظورات للتمديد. الدستور يقول ان السلطات مداورة، والمدد هي من متعلقات النظام العام، ومن الواجب المحافظة عليها. وتوكيل الناس للنواب هو لمدة محدودة . لقد سمحوا لأنفسهم بأن يمددوا غيرة على الفراغ، وهم من أنشأوا الفراغ . عطلوا الاسواق ، والمجلس النيابي، والتعيينات الادارية والتشكيلات القضائية والديبلوماسية. كل واحد فاتح على حسابه، ويتظاهرون بالغيرة على لبنان".
وهل الوقت لا يزال متاحاً حتى 20 حزيران للاتفاق على قانون جديد، ام نمشي بقانون الستين على علاته؟ أجاب: "كل فئة تريد ان يكون لها قانون انتخاب يؤمن لها مصالحها. ستفنى البشرية ولن يتفق سياسيونا على قانون انتخاب اذا كان هذا هو المقياس. قانون الستين قائم. هم جرونا الى وجوب العمل به، وجنوا على الوضع التشريعي. وهم سبب حمل رئيس الجمهورية على القول ان قانون الستين هو المعمول به ومن واجبه ان يطبقه وان يعمل بموجبه. امام هذا الواقع اتوجه بالكلام الى فخامة رئيس الجمهورية، وارى انه اليوم القبطان الوحيد الذي عليه، وفي امكانه، ان ينقذ لبنان. واناشده ألا يدع هؤلاء السياسيين يسلبونه صلاحياته الدستورية، وخصوصاً في تشكيل الحكومة، فيعمد فوراً هو والرئيس المكلف، الى  تطبيق احكام الدستور، ويشكل حكومة ربما تساعده على حماية الدستور ولبنان. كذلك ألفت فخامته الى ان تنازله مرة عن صلاحيته في تشكيل الحكومة، سيصبح عرفاً عند سياسيي لبنان لن يرجع عنه".
وفي الختام توجه الرفاعي الى المجلس الدستوري: "لينظر في واقع الامر، وقانونيته، وليصدر قراراً مبدئياً ينقذ به الدستور ولبنان معا".

 

بارود: كفى تعرضاً
لصلاحيات الرئيس

من ناحيته يعتبر وزير الداخلية السابق زياد بارود ان " التمديد لمجلس منتخب هو استثناء خطير للقواعد العامة الدستورية، ولا يلحظه الدستور أصلا، كما لا تعالجه القوانين مسبقاً. ففي القانون، المجلس النيابي ينتخب لولاية محددة مدتها مسبقا. نعرف متى تبدأ ومتى تنتهي. ومن الناحية القانونية، فإن ولاية المجلس ترتبط بوكالة يعطيها الناخب للنائب الذي اقترع له، وتشير المادة 27 من الدستور إلى عبارة "الوكالة". ومن الناحية القانونية، فإن الوكيل (أي النائب في هذه الحالة) لا يسعه أن يمدد، هو، مدة وكالته التي تسقط بانتهاء الولاية! إذا من الناحية الدستورية البحتة، تمديد الولاية هو من قبيل تخطي الوكالة الممنوحة من الناخبين، ومن قبيل التعدي على حقهم باختيار ممثليهم إنتخابا ضمن المهل المحددة، ليس بموجب تدبير إداري، وإنما بقانون صادر منذ أكثر من أربع سنوات، وهو بالتالي خرق لقانون الانتخاب أيضا".
وبالعودة إلى قراري المجلس الدستوري رقم 1 و2 الصادرين عام 1997 واللذين أبطلا التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، نرى أن المجلس اعتبر في تعليله أمرين ذات صلة بما هو متداول اليوم:
الأول: ان تمديد الولاية يتعارض مع مبدأ الدورية في ممارسة الناخبين حقهم في الاقتراع، وقد كرّست هذا المبدأ المادة 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الأمم المتحدة، وهو من المواثيق الدولية التي تشير إليها مقدمة الدستور، وقد انضم إليه لبنان عام 1972.
الثاني: ان السلطة التشريعية لا تستطيع أن تعدّل في مدة الوكالة الانتخابية الجارية "إلاّ لأسباب مستمدة من ضرورات قصوى، وفي حدود المدة التي تستدعيها هذه الضرورات، أي في حال وجود ظروف إستثنائية"، كما ورد في نص قرار المجلس الدستوري الذي ذكرت. والظروف الاستثنائية مفهوم ضيق لا يمكن التوسع في تفسيره، ولا ينطبق على ما هو قائم حاليا في لبنان. وباستعراض سريع لانتخابات 1992 و1996 و2000 و2005، يتبيّن أن كل هذه الجولات الانتخابية كانت سبقتها وواكبتها ظروف أمنية أصعب من تلك التي نعيش".
وحول تذرع البعض بسوابق مددت فيها ولاية المجلس بين عامي 1976 و1991 اعتبره " في غير محله لسببين: أولا لأن الظروف ليست نفسها: يومها كان لبنان في حالة حرب بكل معنى الكلمة، وثانياً لأن المجلس الدستوري لم يكن قد استحدث بعد حتى يتم الطعن أمامه بتلك القوانين الممددة للولاية"، مشيرا الى أن " ثمة أسباباً حقيقية وراء التمديد، وأسباباً أخرى تضمنها نص "الأسباب الموجبة" الذي رافق نص القانون. الأسباب الحقيقية هي العجز عن إنتاج قانون إنتخاب جديد والتوافق حوله، ورفض قوى سياسية مؤثرة ما يعرف بقانون الستين الذي لا يزال سارياً، وربما أيضا حالة الانتظار الإقليمية. أما الأسباب التي تضمّنها نص الأسباب الموجبة، فتخضع لرقابة المجلس الدستوري من ناحية مدى كفايتها، أو بالحري عدم كفايتها لتبرير التمديد. وفي رأيي أن هذه الأسباب لا يمكن أن تشكّل مبرراً كافياً للتمديد لاعتبارات ثلاثة على الأقل:
- الاعتبار الأول يرتبط بمدة التمديد التي تقارب نصف ولاية المجلس والتي لا يمكن تبريرها بمعطيات آنية وراهنة. وإن تبريرها باعتبارات مستقبلية أو إفتراضية هو تبرير لا يستقيم قانونا.
- الاعتبار الثاني يرتبط بغياب قانون جديد كان يمكن أن يتضمن أحكاما جديدة قد تستوجب تمديداً تقنياً لتمكين الحكومة من الإعداد للانتخابات. ولو حصل ذلك، ربما كان بالإمكان الحديث عن تمديد تقني لأسابيع قليلة.
- الاعتبار الثالث يرتبط بالنتائج الكارثية التي ستنتج من التمديد والتي قد تفوق المخاطر التي تشير إليها الأسباب الموجبة. فالتمديد لمدة تقارب نصف ولاية المجلس يعني أن لبنان دولة غير قادرة على احترام الاستحقاقات، وغير قادرة على إدارة نفسها، وأن الوضع المأزوم مرشح للاستمرار، وإلا فلماذا إطالة التمديد بهذا القدر؟ هذا كله يضعف ثقة الناس بدولتهم، وثقة الآخرين بنا كدولة قادرة على الإيفاء بالتزاماتها القانونية".

 

المادة 59

وعن سبب التركيز على الوضع الأمني قال "لأن كل الأسباب الأخرى المدلى بها لا تستقيم في مواجهة المبادئ الدستورية، ولكن هذا لا يعني أن أي وضع أمني يبرر التمديد، خصوصا إذا كان التمديد مسندا إلى احتمال تزعزع الوضع الأمني، أي إذا كان مبنيا على فرضية فقط. ما أخشاه هو تفاقم الوضع الأمني إلى أخطر مما نشهده بأضعاف، حتى يتم استخدام الأمن ذريعة لتبرير التمديد".
 ورأى أن الجدل الدائر حول حق رئيس الجمهورية في الطعن بمواجهة تطبيق المادة 59 من الدستور، هو "جدل في السياسة وليس في القانون. رئيس الجمهورية يتمتع بسلطة كاملة في اختيار ما يراه مناسبا من صلاحيات دستورية. قانونا، لدى الرئيس سلطة إستنسابية في استخدام المادة 19 التي تتيح له مراجعة المجلس الدستوري، أو المادة 57 التي تتيح له الطلب من مجلس النواب إعادة النظر في القانون أو المادة 59 التي تجيز له تأجيل انعقاد المجلس. ليس في الأحكام الدستورية ما يلزم الرئيس تراتبية ما أو أولوية بين أي من الصلاحيات التي ذكرت. وكفى تعرّضا لصلاحيات رئاسة الجمهورية. الرئيس هو صاحب القرار لجهة المفاضلة، وفقا لما يراه على مستوى الملاءمة الوطنية والسياسية ، ولا أحد يستطيع أن ينزع منه سلطة التقدير هذه".

 

كيوان: حجتهم ضعيفة

مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتورة فاديا كيوان قالت انها لا تريد  استباق قرار المجلس الدستوري"، لكنني اعتقد ان قانون التمديد غير متين،  ويمكن المجلس الدستوري ابطاله بسهولة، لأنه مبني على اسباب موجبة غير قاهرة، وبالتالي لا يجوز تعديل المهل". واعتبرت ان الاسباب الامنية " يمكن ان تكون كافية لابطال انتخابات عندما تكون واقعة، لكن الافتراض انها ستقع، أمر غير جائز، لأنه يشكل تهديدا بابتزاز المواطنين بالارباكات الامنية. عند حصول الحرب، او اعلان حالة استنفار من الدرجة الاولى لأسباب تتعلق بأمن الدولة، واذا كان هناك انتشار للحوادث الامنية على كل اراضي الدولة، يمكن عندها الحكومة ومجلس النواب، الاستناد الى عوامل الاسباب القاهرة. ولكن القانون نفسه الذي قدموه ينص على انهم لم يتفقوا على قانون، كم هي ضعيفة هذه الحجة! الاسباب الموجبة التي وضعوها هي التي ستجعل القانون يبطل. فحتى لو لم يتفق السياسيون على قانون انتخاب ، هناك قانون نافذ يجب ان يطبق ، وإلا فالاسباب الامنية ليست قاهرة بما يكفي".
وعن وجوب صدور الحكم بقانون الطعن قبل 20 حزيران موعد انتهاء ولاية المجلس النيابي، اعتبرت كيوان انه " مبدئياً يجب ان يصدر بصورة عاجلة، نظرا الى قرب انتهاء ولاية مجلس النواب. فيدعو  رئيس المجلس الدستوري الى اجتماع عاجل، وينظر في الموضوع، ويقصر المهل، لاعداد التقرير واصدار قرار بالابطال".
واذا لم يصدر القرار قبل العشرين من الشهر، هل يصبح التمديد أمراً واقعاً؟ نفت الامر بالقول " لا. القرار الصادر يمكن ان يبطل القانون، وتجرى الانتخابات بصورة عاجلة. ويمكن مجلس الوزراء ان يلتئم  ويستند الى الاسباب الاستثنائية، لا القاهرة، اي انتهاء ولاية مجلس النواب، ويطلب تمديداً تقنياً للتحضير لاجراء الانتخابات كقرار اداري، في الوقت الذي تراه وزارة الداخلية مناسبا، ويتم تنفيذ احكام القانون النافذ اي قانون الستين".
وماذا عن اعتبار التمديد القصير المدى والتقني الذي يطرحه الرئيس قانونيا؟ رأت أنه " اذا كان مرتبطاً بقانون نافذ، واذا كانت المهلة تقنية فعليا، وليست ذريعة لتمديد ولاية مجلس النواب، أي اذا اقترن التمديد بالتزام التقيد بتنفيذ الانتخابات، اما بقانون جديد اذا تم الاتفاق عليه، والا بالقانون النافذ، فهذا أمر دستوري بالطبع".  

 

المجلس الدستوري

عيون اللبنانيين شاخصة اليوم الى المجلس الدستوري، والآمال معلقة عليه في قرار الطعن المنشود، لانتشال لبنان من الفوضى الدستورية التي تسوده ، وإعادة الانتظام الى الحياة السياسية وخصوصا التشريعية، التي تستبيحها السلطة المنوط بها سنّ القوانين التي ترعى حياتهم وتنظّمها. وتترقب الاوساط باهتمام الآراء التي ستصدر، خصوصا عن الاعضاء المعينين من المجلس النيابي في المجلس الدستوري. وإن غدا لناظره قريب!  
 

 

 


14 قذيفة صاروخية من الأراضي السورية على أطراف النبي شيت والناصرية وجرود بريتال

 

توسعت رقعة الاعتداءات على الأراضي اللبنانية من خلف الحدود السورية، وسقطت قرابة الثانية والنصف فجر أمس 4 قذائف صاروخية في محلة الشعرا بين بلدتي سرعين التحتا والفوقا (السلسلة الشرقية)، واوقعت اضراراً وأشعلت حرائق متفرقة في الأعشاب عملت سيارات اطفاء للدفاع المدني على اخمادها.
وأعقبها اطلاق زهاء 10 قذائف صاروخية أخرى على دفعات، طاولت أطراف جنتا في جرود بريتال، والناصرية والنبي شيت، والخريبة من جهة معربون.
من جهة أخرى، أصيب مقام السيدة خولة عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك بعيارات نارية، كما اصيبت سيارة "ب. ام. ف 5 x" كانت متوقفة امامه، في تبادل للنار بين عدد من المسلحين.

 

الرئيس اللبناني يطعن بقانون التمديد لولاية البرلمان.. وعون يستعد لخطوة مماثلة... سلام يغير أولوياته.. ورئيس المجلس الدستوري: لا نخضع للضغوط

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ... سارع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، غداة توقيعه على قانون تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي لمدة سنة و5 أشهر، إلى تقديم طعن إلى المجلس الدستوري، أمس، أعدته الدوائر القانونية في القصر الرئاسي، من أجل إبطال تمديد ولاية البرلمان، وذلك بعد ساعات على صدور قانون التمديد في ملحق تابع للجريدة الرسمية، التي تنشر النصوص التشريعية والتنظيمية والأحكام القضائية والإعلانات الرسمية في لبنان.

وناشد الرئيس اللبناني المجلس الدستوري أن يتخذ قراره حول مراجعة الطعن «بكل تجرد وبأقصى سرعة ممكنة»، وناشد جميع الأفرقاء السياسيين أن «يسمحوا لأعضائه بأن يكونوا ناكرين لجميل السلطات السياسية التي عينتهم». وبرر سليمان توقيعه على قانون التمديد لولاية المجلس النيابي بأكثرية 97 صوتا نيابيا، أول من أمس، ثم الطعن به أمس، بالإشارة إلى أن «المادة 19 لا تجيز التقدم بمراجعة أمام المجلس الدستوري بقانون ما قبل صدوره رسميا». وأشار إلى أن «رد القانون لقراءة ثانية أمام المجلس النيابي كان سيمهّد للفراغ، لأنه جاء في اللحظة الأخيرة»، موضحا أن قراره «كان من بين الخيارات المتاحة لي، بين التمديد الطويل أو الفراغ أو إجراء انتخابات متسرعة بعدما شابتها الشوائب».
واستبق سليمان بالطعن الذي قدمه خطوة مماثلة يعتزم تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون القيام بها، بعد اعتراضه على تمديد ولاية المجلس النيابي. ووضع عون، أمس، اللمسات الأخيرة على صيغة طعن أعدها وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال القانوني سليم جريصاتي المقرب من حزب الله، المؤيد لتمديد ولاية المجلس النيابي.
وقال النائب في كتلة عون زياد أسود لـ«الشرق الأوسط» إن الطعن بقانون التمديد سيقدم بداية الأسبوع إلى المجلس الدستوري، مبديا أسفه لـ«تحول كل ما في لبنان إلى استثناءات ولاستسهال تمرير هذه الاستثناءات». واعتبر أن «المسؤولية لا تتحملها الأطراف السياسية وحدها، بل الناس الذين لا يُحاسبون ولا يراقبون».
وأشار أسود إلى أن «ثمة قواعد في الحياة السياسية في لبنان مكسورة منذ سنوات، والاستمرار في عدم احترامها لا يؤسس لقيام دولة»، مذكرا بـ«تكرار الإخلال بالدستور وعدم احترام القوانين، وصولا إلى تبرير ارتكابات ومخالفات للدستور بحجة (الظروف القاهرة)، وهي الذريعة التي استند إليها المجلس النيابي لتبرير التمديد». ولفت إلى أن «البلدان كافة تعاني من مشكلات اقتصادية ولديها ظروف أمنية، ولكنها تنصرف إلى معالجة هذه المشكلات عوض التذرع بها للمماطلة والاستمرار».
ويشدد أسود على أن «إجماع الأكثرية على التمديد لا يعطيه مشروعية، لأن الأساس هو تطبيق القوانين بشكل صحيح»، منتقدا «من يتلطى اليوم خلف الإجماع لتمرير ما هو غير ميثاقي وغير شرعي».
ومن المتوقع أن يباشر المجلس الدستوري بدراسة الطعنين فور ورودهما إليه. ويعتبر المجلس الدستوري هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية، مهمتها مراقبة دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات الرئاسية والنيابية في لبنان.
وقال رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المجلس يأخذ قراره وفق قناعة أعضائه، ولا يعير الضغوط السياسية ومواقف الأفرقاء أي اعتبار»، وذلك على خلفية مطالبة المجلس باتخاذ قراراته بتجرد. وكان نواب في كتلة عون وبينهم أسود في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» دعا المجلس الدستوري إلى «تحمل مسؤوليته التاريخية والقيام بواجباته من دون الخضوع لأي إملاءات أو ضغط من أي طرف سياسي»، معتبرا أن «المطلوب من المجلس الدستوري أن يطبق القوانين وإلا يخضع للضغوط لكي لا تتكرر سابقة تعطيل طعون انتخابية».
وأوضح رئيس المجلس الدستوري، الذي امتنع عن التعليق حول موقفه من طعني سليمان وعون، آلية عمل المجلس، فلفت إلى أنه بعد «تسلمه للطعن، يعين رئيس المجلس مقررا من أعضاء المجلس لوضع تقرير حول الطعن في مهلة أقصاها عشرة أيام، على أن يبادر رئيس المجلس إلى دعوة الأعضاء إلى الاجتماع بعد تسلمه التقرير».
وعلى خط تأليف الحكومة اللبنانية، أفادت مصادر سياسية متابعة بتغير أولويات الرئيس المكلف تمام سلام في تشكيل حكومة جديدة، حيث كان الهدف تشكيل حكومة تنحصر مهمتها في إجراء الانتخابات النيابية. وأعربت عن اعتقادها بأن مشاوراته عادت إلى نقطة الصفر مع تمديد ولاية المجلس النيابي.
 
20  صاروخا وقذيفة على البقاع اللبناني والحدود مصدرها من الداخل وسوريا ورئيس بلدية بعلبك يحذر من الفتنة وينفي استهداف مقام شيعي

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ..... تشهد الساحة اللبنانية محاولات عدة لتوتير الوضع الداخلي بشكل يومي، على إيقاع تساقط قذائف سوريا على الأراضي اللبنانية الحدودية عدا عن إطلاق صواريخ وصلت أمس إلى عمق منطقة البقاع ويعتقد أنها أطلقت من داخل لبنان. ودفع سقوط القذائف والصواريخ، التي وصل مجموعها إلى 20، بكثيرين إلى السؤال عن مصدر هذه الصواريخ وهدف مطلقها، خصوصا أن القوى الأمنية أوقفت 4 سوريين للتحقيق معهم.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، وهي وكالة الأنباء الرسمية في لبنان، عن سقوط أربع قذائف على السلسلة الشرقية في منطقة الشعرا بين بلدتي سرعين التحتا والفوقا في منطقة البلاطة البقاعية عند الثانية والنصف من ليل الجمعة - السبت، مصدرها الجانب السوري. واقتصرت الأضرار على الماديات، وبعض الحرائق الطفيفة في الحشائش، تمكنت أجهزة الدفاع المدني من إخمادها.
وارتفع عدد الصواريخ التي أطلقت على جرود بريتال والناصرية والنبي شيت إلى 16 صاروخا، بحسب الوكالة، التي أفادت بتوقيف 4 سوريين للتحقيق معهم. وفي مدينة بعلبك، أفادت الوكالة ووسائل إعلام لبنانية عدة عن إطلاق مجهولين فجر الجمعة - السبت الرصاص على مقام السيدة خولة الشيعي، الواقع على المدخل الجنوبي للمدينة، مما أدى إلى إصابة المقام برصاصات عدة وإحدى السيارات المتوقفة بجانبه.
لكن رئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان نفى لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه الأنباء، وقال إنها «عارية عن الصحة»، مبديا أسفه «لاستناد وسائل الإعلام إلى رسائل قصيرة وخدمة «الواتس آب» لاستقاء أنباء تبين أنها غير صحيحة إطلاقا». وأشار إلى أن سكان المدينة الذين يقطنون قرب المقام لم يسمعوا أي أصوات طلقات نارية، كما تم التحقق من المقام من دون أن تظهر آثار أي رصاصات»، مشددا على وجوب «توخي الدقة والحذر في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه لبنان والمنطقة».
وأبدى عثمان كذلك أسفه «لتداول أسماء متهمين من الطائفة السنية الكريمة، في محاولة لإشعال الفتنة والخلاف»، معتبرا أن «كل صاحب ضمير في هذا الظرف مدعو للحذر ولاتخاذ موقف عقلاني وحدوي، انطلاقا من رفضنا للفتنة من منطلقات عدة، دينية وأخلاقية ووطنية وعروبية». ووصف إطلاق الصواريخ على القرى المتاخمة لمدينة بعلبك بأنها «رسائل»، وقال إن مصدرها، وفق المعطيات المتوفرة، من داخل لبنان، مشيرا إلى «من يحاول ليل نهار إشعال الفتنة ونقل التوتير الأمني إلى لبنان».
وكان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، قد التقى في مكتبه في اليرزة أمس أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، وتناول البحث الأوضاع على الحدود اللبنانية - السورية. كما عرض مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في الشؤون الأمنية والتعاون بين المؤسستين.
وتتزامن الاعتداءات على الحدود والبقاع مع سلسلة حوادث فردية، تؤكد غياب هيبة الأجهزة الأمنية لدى المواطن اللبناني، حيث لا يمر يوم من دون حوادث إطلاق نار وخلافات فردية في مناطق عدة لأسباب غالبا ما تكون شخصية أو نتيجة خلاف فردي أو بسبب أفضلية مرور. وتحفل الصفحات الأمنية في المواقع الإلكترونية والصحف بحوادث مماثلة. ففي منطقة بعلبك أمس، أطلق شاب من آل المصري النار في كاراج لتصليح السيارات في بلدة دورس على خلفية تصليح سيارة، على كل من أسامة وكمال الدبس، فأصيب الأول برجله والثاني بوجهه ونقل الجريحان إلى مستشفى دار الأمل الجامعي للمعالجة.
وفي منطقة البداوي في طرابلس، شمال لبنان، تعرض الزميل المصور في وكالة الصحافة الفرنسية غسان سويدان للاعتداء بالضرب من قبل مجهولين، إثر عودته إلى منزله في منطقة البداوي ونقل إلى المستشفى بحالة حرجة. وعلى الفور حضرت الأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي وبدأت التحقيقات لكشف الفاعلين.
وفي طرابلس أيضا، اعتدى مجهولون مسلحون على حارسين أمام مستشفى المنلا، حيث أطلقا النار في الهواء وأبرحا الحراس ضربا. وقال مدير المستشفى أسامة الخطيب «أنه لم يتمكن من معرفة الأسباب الحقيقية للاعتداء المرفوض»، مطالبا الأجهزة الأمنية «بوضع نقطة عسكرية أمام كل مستشفيات المدينة لردع الاعتداء عليهم».
وفي حادث أمني من نوع آخر، أفاد موقع «لبنان الآن» أنه خلال تشييع «حزب الله» أحد عناصره الذين سقطوا في القصير في سوريا، أصيبت مواطنة بطلق ناري بينما كانت ترمي الأرز عن شرفة منزلها الكائن في تحويطة الغدير وسرعان ما فارقت الحياة.
وفي غضون ذلك، تعرضت سيارة رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد العمري إلى اعتداء من مجهولين، وهي متوقفة أمام منزله في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، اعترض الجيش الإسرائيلي صباح أمس على قيام جرافة لبنانية بتنظيف مجرى نهر الوزاني بمحاذاة منتجع الحصن، بحجة أن الخط الأزرق يمر وسط مجرى النهر، وأبلغ الجيش الإسرائيلي قوات اليونيفيل اعتراضه، مطالبا بوقفها، وقد أجرت اليونيفيل اتصالات عاجلة مع الجيش اللبناني لتفادي أي تداعيات سلبية.
وشهدت منطقة الوزاني حالة من التوتر إثر ذلك، بعد أن اجتازت قوة مشاة إسرائيلية ضمت 10 عناصر السياج الشائك ولمسافة أكثر من 100 متر في اتجاه منطقة متحفظ عليها من قبل الجيش اللبناني مشرفة على مجرى النهر، مما أدى إلى استنفار لدى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ التي أرسلت تعزيزات إلى المنطقة.
 
لبنان انزلق إلى... «السيناريو الأسود»
بيروت - «الراي»
هل انزلق لبنان الى السيناريو «الأسود»؟
... لا انتخابات نيابية، ولا حكومة جديدة على الأرجح، ولا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية (بعد سنة)، ما يعني ان لبنان يتّجه لان يكون «دولة فاشلة» «يأكل» الفراغ مؤسساتها الواحدة تلو الأخرى، الامر الذي يجعل البلاد التي تعاني «فقدان الجاذبية» مشدودة «بلا كوابح» الى «كرة النار» السورية.
فالدولة المعلّقة على حبل الأزمة السورية، صارت أسيرة فائض الخيارات الاستراتيجية لـ «حزب الله» من جهة، والعجز الفائق لقوى 14 آذار من جهة أخرى، ما يجعل لبنان مجرّد «حلبة اقليمية» تخضع فيها استحقاقاته الدستورية وانتظام حياته السياسية لمقتضيات الصراع الكبير في المنطقة المهتزّة على وقع «الزلزال» السوري وحممه المتطايرة في كل اتجاه.
وفي اول يوم بعد إقرار تمديد «أبغض الحلال» للبرلمان لمدة سنة وخمسة أشهر، شخصت الأنظار على المجلس الدستوري الذي انتقل اليه «لغم» قانون إطالة عمر مجلس النواب بعدما تقدّم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بطعن في هذا القانون الذي سلك طريقه الى الجريدة الرسمية بسرعة قياسية اذ نُشر في ملحقها قبل ظهر امس بعدما وقعّه سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفيما كان درّاج القصر الجمهوري، الذي فتح ابوابه امس وكما سيفعل في السبت الاول من كل شهر امام المواطنين للتجول في باحاته ومكتب الرئيس وقاعات الاستقبال، يحمل الى المجلس الدستوري عصر امس الطعن في قانون التمديد (حتى 20 نوفمبر 2014)، الذي يتهيأ للطعن به ايضاً زعيم «التيار الوطني لحر» النائب العماد ميشال عون، أطلّ الرئيس سليمان على اللبنانيين في كلمة متلفزة شرح فيها حيثيات خطوته وموضحاً ملابسات نقطتين:
* توقيعه القانون مباشرة من دون ردّه الى البرلمان اولاً، الامر الذي كان سيجعل مجلس النواب يعيد حكماً التأكيد عليه وإقراره بالأكثرية اللازمة (65 نائباً)، علماً ان هذا المسار كان سيعني خسارة «وقت ثمين» ستدخل عليه تعقيدات تتصل اولاً بانتهاء الدورة العادية للبرلمان ابتداء من يوم امس والحاجة لفتح دورة استثنائية من دون إغفال تضييق المهل الفاصلة عن انتهاء ولاية البرلمان في 20 يونيو. مع الاشارة الى ان صدور القانون وتوقيعه ضروري لسلوك مسار الطعن به امام المجلس الدستوري.
* عدم ممارسة صلاحيته المنصوص عنها في المادة 59 من الدستور اي تعليق عمل البرلمان لشهر وذلك تفادياً لإقرار التمديد، الامر الذي كان سيدفع البلاد نحو الفراغ الحتمي في المؤسسة التشريعية مع انتهاء ولاية مجلس النواب او تعميق الأزمة السياسية ووضْع رئيس الجمهورية في مواجهة «كل الآخرين» من داعمي التمديد، وذلك في لحظة التوترات الأمنية الجوالة التي بدت وكأنّها مبرمجة للضغط في اتجاه التمديد وتأمين «حيثيات» امنية له.
واشارت معلومات الى ان الطعن الذي تقدّم به رئيس الجمهورية يأتي تحت فصلين هما الشكل والمضمون، حيث يرى سليمان في الشكل ان الطعن جائز لتجاوز مجلس النواب مدة الوكالة الممنوحة له شعبياً، اما في المضمون فيركز على ما استند اليه القانون في اسبابه الموجبة من «ظروف استثنائية ووضع امني» ليؤكد انها غير كافية ولا اساسية ما دامت الحكومة هي المسؤولة عن الامن وقد اعدت العدة للانتخابات ويعود لها تقدير الظروف الامنية ومدى خطورتها على العملية الانتخابية. علماً ان تقارير افادت ان الطعن عُطف على طلب وقف تنفيذ القانون في انتظار البت فيه ضمن مهلة الشهر التي يرجّح ان لا يستهلكها المجلس الدستوري حرصاً على عدم تجاوُز تاريخ انتهاء ولاية البرلمان، مع الاشارة الى انه يتعين على «الدستوري» اولاً تعيين مقرر يضع تقريراً يناقشه الأعضاء العشرة، ويحتاج قبول الطعن، غير القابل للمراجعة، الى سبعة اصوات.
في موازاة ذلك، وفيما أقرّت قوى 14 آذار امس بان التمديد هو «هزيمة موقتة للديموقراطية امام سلاح حزب الله»، لم يتضح كيف سيحاول تحالف «ثورة الأرز» تدارُك الاهتزاز في صورته التي ترتكز على حمل لواء «مشروع الدولة»، وما خطته لمواجهة الاستحقاقات المقبلة ولا سيما ملف تشكيل الحكومة بعدما بدا جلياً ان اي مقايضة لم تحصل بين ملاقاة «حزب الله»، وإن من باب الامر الواقع، في هدفه الاستراتيجي بتطيير الانتخابات، وبين تليين موقفه من تأليف حكومة بلا ثلث معطّل. علماً ان «تيار المستقبل» رفع في الساعات الاخيرة شعار رفض مشاركة «حزب الله» في الحكومة، وذلك في اطار معادلة «لينسحب من القصير اولاً»، متمسكاً بحكومة غير سياسية، وهو الامر الذي يرفضه الحزب بقوة ويعتبره استجابة لضغوط خارجية لاحت بوادرها مع الاتجاه لوضعه على لائحة الارهاب الاوروبية، داعياً لحكومة «كاملة المواصفات» تدير مرحلة التمديد وتكون بنصاب سياسي جامع ويؤمن الشراكة الحقيقة.
وبين هذين الحدّيْن اللذين يؤشران الى شبه استحالة التوافق على حكومة سيكون عمرها بأيّ حال محكوماً بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية في مايو 2014، من دون استبعاد ان يفضي الاشتباك الاقليمي حول الملف السوري الى تمدُّد الفراغ الى سدة الرئاسة الاولى، استأنف الرئيس المكلف تمام سلام امس شريط استشارات ما بعد التمديد بلقاء عقده مع رئيس الجمهورية اطلعه خلاله على اجواء الاتصالات في شأن تشكيل الحكومة وضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق الدستوري.
واوضحت اوساط قريبة من سلام انه وبعدما انتهى الملف الانتخابي مبدئيا باشر العمل على توجيه البوصلة الى ملف تشكيل الحكومة، وهو للغاية اجرى تقويما نهائيا لمرحلة التمديد باعتبارها محطة اساسية قد تنعكس نتائجها على التأليف. وشددت على ان سلام يتكتم على المعلومات التي باتت متوافرة لديه في ملف التأليف، رافضا التعليق على تمديد ولاية مجلس النواب ليترك لاصحاب الشأن، اي المجلس الدستوري، تحديد الكلمة الفصل. علماً ان تقارير اشارت الى محاولة لتأليف حكومة لا تكون حكومة أمر واقع (اي من جانب واحد) ولا حكومة تصريف أعمال أخرى، بل حكومة سياسية من غير الحزبيين» على قاعدة أن حكومة الوحدة الوطنية غير ممكنة في ظل انخراط «حزب الله» في النزاع السوري ولا حكومة التكنوقراط التي كانت مطروحة سابقاً، ما يفرض التوجه إلى حكومة تحترم التوازنات السياسية ولكن من غير ان يتمثل فيها الأطراف السياسيون مباشرة.
الاعتداء بالضرب على مصوّر «فرانس برس» في البداوي
بيروت - «الراي»
تعرض المصور في «وكالة الصحافة الفرنسية» غسان سويدان للاعتداء بالضرب من مجهولين اثر عودته الى منزله في منطقة البداوي قرب طرابلس شمال لبنان ما استدعى نقله الى المستشفى. وعلى الفور حضرت الاجهزة الامنية وقوى الامن الداخلي وبدأت التحقيقات لكشف الفاعلين، فيما دان اعلاميو الشمال «الاعتداءات المتكررة على الجسم الاعلامي، وآخرها تعرض مصور فرانس برس الزميل غسان سويدان للضرب على يد مجموعة من الشبان خلال عودته ليلا الى منزله».
 
اتساع رقعة قصف مناطق «حزب الله» بالصواريخ... بقاعاً
 بيروت - «الراي»
للمرة الاولى منذ بدء استهداف مناطق حدودية في البقاع اللبناني، ولا سيما الهرمل، بالقصف من جانب «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة» رداً على انخراط «حزب الله» عسكرياً في معركة القصير، توسّعت رقعة الاستهداف الى بلدات لم يسبق ان كانت في «دائرة النار» وتحديداً النبي شيت التي تُعتبر معقلاً بارزاً للحزب.
فقد شهد ليل الجمعة - السبت سقوط 16 صاروخاً في مناطق تقع كلها في قضاء بعلبك، حيث يتمتع «حزب الله» بنفوذ كبير، اذ سُجل استهداف المنطقة الواقعة بين بلدات سرعين التحتا وسرعين الفوقا والنبي شيت بأربعة صواريخ، في حين طاولت القذائف ايضاً منطقة جنتا جرود بريتال والناصرية.
وأفادت مصادر امنية بعدم سقوط ضحايا جراء القصف، موضحة أن الأضراراقتصرت على الماديات، فضلاً عن بعض الحرائق المحدودة في الحشائش، تمكنت أجهزة الدفاع المدني من إخمادها.
وتزامن سقوط هذه الصواريخ مع إطلاق مجهولين النار عند الثانية و30 دقيقة فجراً على مقام السيدة خولة على المدخل الجنوبي في مدينة بعلبك، فأصيب المقام بعدة رصاصات كما تضررت سيارة كانت متوقفة امامه.
وبعد تحقيقات مع أربعة سوريين كانوا في المنطقة، عادت القوى الأمنية واعتقلت 3 لبنانيين بشبهة إطلاق النار.
وفي سياق متصل، اعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «أننا نشهد اليوم مشروع استهداف معادلة المقاومة بكل ركائزها»، معتبراً «انه بالاعتداء على الجيش وقصف المدن والقرى الآهلة بالسكان ومحاولة استنزاف المقاومة ومحاصرتها، يستهدفون معادلة الجيش والشعب والمقاومة في آن واحد»، ومشدداً على أننا لن نسكت ولن نقف مكتوفين أمام مشاريع محاصرة المقاومة واستهداف شعب لبنان والاعتداء على الجيش الوطني، لأن تبني ما يسمى الجيش الحر بالصوت والصورة لقصف الهرمل والقصر يكشف طبيعته الإجرامية أولاً، ثم دوره المشبوه في تحقيق الأهداف الإسرائيلية، ويفضح دول النفط العربي التي تموّل سلاحه، في وقت باتت الجهة التي استهدفت الجيش اللبناني في طرابلس وعرسال معروفة بالأسماء والانتماءات».
واشار قاووق الى «ان موقف حزب الله حيال ما يجري في سورية ينطلق من معادلة حماية ظهر المقاومة وإسقاط مشاريع محاصرتها ولا يتصل بأي مشروع آخر»، متسائلاً: «هل يمكننا أن نقف وننتظر عندما تكون المعارضة في سورية بموقع تهديد ظهر المقاومة وخدمة الأهداف الإسرائيلية، وعندما تقصف الهرمل والضاحية، وتقوم بتدمير المقدسات ونبش قبور الأولياء بتحريض من فضائيات الفتنة».
وفي الشأن اللبناني، أكد «اننا لن نسمح للاملاءات الأميركية والوشوشات العربية بتقييد أو تحديد دور حزب الله في أي حكومة مقبلة»، لافتا إلى «أن هناك فريقاً في البلد لا يريد شراكة فاعلة بل يراهن على الأزمة في سورية واستثمار ما يحصل هناك بالضغط على الرئيس المكلف لتشكيل حكومة تضمن لهم الاستئثار والإمساك بالسلطة...
 
سلام لـ «الحياة»: لا مبرر لتأخير الحكومة سليمان: لتقصير مهلة التمديد للبرلمان
بيروت – «الحياة»
لم تنتهِ ذيول تمديد المجلس النيابي اللبناني لنفسه 17 شهراً، فصولاً، بعدما تقدم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بمراجعة الطعن بدستورية قانون التمديد أمس، وطالب بعقد البرلمان «مجدداً للبحث في تقصير مهلة التمديد في الشكل الذي يسمح له بإقرار قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات قبل انتهاء مدة الولاية الممددة»، فيما أدار الرئيس المكلف تأليف الحكومة النائب تمام سلام أمس محركاته مجدداً من أجل تسريع تشكيلها بعدما جمّد مشاوراته منذ 13 أيار (مايو) الماضي في انتظار المداولات النيابية التي كانت جارية حول قانون الانتخاب في حينها، وقال لـ «الحياة» أمس إنه لم يعد هناك من مبرر لتأخير تشكيل الحكومة، معتبراً أن استمرار الفراغ الحكومي لا يقل ضرراً عن الفراغ النيابي الخطير الذي استوجب اتفاق القوى السياسية والنيابية على التمديد للبرلمان أول من أمس.
ودفعت انتقادات من معارضي التمديد لسليمان بأنه كان يمكنه رد القانون الذي أقره البرلمان، ومحاولات بذلها بعض مؤيدي التمديد معه، حتى لا يطعن به، رئيس الجمهورية مساء أمس الى الخروج عن صمته ومخاطبة اللبنانيين ببيان أذاعه بنفسه على شاشات التلفزة رد فيه على الانتقادات من دون أن يخلو كلامه من الملاحظات اللاذعة لهؤلاء، مشيراً أكثر من مرة الى «تقاعس مجلس النواب في عقد جلسة عامة للبت في قانون الانتخاب وإلى تأخير تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات (من قبل الحكومة) وإلى «المراوحة في التحضيرات لانتخاب المغتربين في إشارة الى القوى السياسية التي تشكل الأكثرية الفاعلة في الحكومة وهي قوى 8 آذار وتحالفها مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون».
وكان نواب من «التيار الحر» انتقدوا توقيع سليمان القانون أول من أمس، ثم طعنه به اليوم وعدم رده القانون وفق صلاحياته بحسب المادة 57 من الدستور، وعدم تأجيله الجلسة النيابية وفق المادة 59 منه، مشيراً الى أن الدستور يجيز المراجعة أمام المجلس الدستوري بقانون قبل صدوره وإلى أن رده القانون كان لأن البرلمان اجتمع في آخر يوم من العقد العادي ويصبح تعبيداً للطريق الى الفراغ وكذلك تأجيله الجلسة والذي استبعده من أجل «عدم المشاركة في خطيئة الوصول الى الفراغ». وغمز سليمان من قناة قوى سياسية عدة حين أشار في بيانه أنه «استبعد اللجوء الى هاتين الخطوتين (رد القانون وتأجيل الجلسة) انسجاماً مع روح الدستور... وبعيداً من أي كيدية في استعمال السلطة».
وبدا أن سليمان من خلال بيانه يسعى الى الاحتفاظ بالمبادرة وفق صلاحياته، وعدم التسليم بالأمر الواقع الذي فرضه التمديد ومصمم على رأيه بجعل التمديد قصير المدة لتجرى الانتخابات في نهايتها، ورفضه إطالته 17 شهراً، في وقت تميل القوى الداعمة للتمديد الى الاطمئنان بأن المجلس الدستوري سيأخذ بالأسباب الموجبة للتمديد.
أما على صعيد تأليف الحكومة فقد اجتمع الرئيس المكلف أمس الى سليمان وأفاد بيان رئاسي أن البحث تناول «الإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق».
وقال سلام في دردشة مع «الحياة»رداً على سؤال عن أن قوى 8 آذار تطالب بحكومة سياسية بعد التغيير في المعطيات إثر إقرار التمديد لأنها لم تعد حكومة انتخابات، أنه سبق أن اعتبرها حكومة مصلحة وطنية من أبرز مهماتها الانتخابات وأمامها ملفات أخرى اقتصادية ومعيشية وأمنية عليها أن تنكب عليها... وهي لن تدوم 17 شهراً (مدة التمديد) لأن الدستور يفرض تغييرها مع بداية عهد رئاسي جديد بانتهاء ولاية الرئيس سليمان في 24 أيار 2014. وأضاف: هي حكومة آخر العهد لديها 10 أشهر كي تنتج شيئاً. وقال إنها حكومة سياسية لكن من الحياديين حتى لا تنتقل المواجهات والمتاريس في البلد الى داخلها وتشلّها الخلافات... وهل المطلوب أن نضع البلد في وتيرة تصريف الأعمال طوال هذه المدة؟
وقال إن حكومة الوحدة الوطنية تكون بأدائها مكرراً القول إن تجارب الحكومات الفضفاضة من 30 وزيراً أثبتت فشلها.
واعتبر سلام أن التمديد للبرلمان لم يأخذه فريق واحد في البلد، بل لأن الجميع كان يشعر بخطر الفراغ وأن انتظار ورشة البرلمان حول قانون الانتخاب هي ذريعة انتهت وموضوع الحكومة نضج ولا يمكن أن يبقى البلد من دون حكومة.
وتتوقع مصادر بارزة أن تواجه سلام الصعوبات إياها، أي مطالب قوى 8 آذار، لا سيما «حزب الله» بأن تتمثل بحزبيين بدلاً من اقتراحه تمثيل الأطراف بغير حزبيين، وأن تحصل على الثلث المعطل في الحكومة الأمر الذي يرفضه هو، فضلاً عن عدم قبول العماد عون بالمداورة في كل الحقائب وإصراره على الاحتفاظ بحقيبتي الطاقة والاتصالات. وسيلقى مطلب عون مساندة من «حزب الله» تعويضاً له عن السير بالتمديد للبرلمان من دون رضاه.
وتخشى المصادر البارزة هذه من أن تطول فترة التأليف فيبقى سلام منتظراً حلحلة العقد وتستمر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي طويلاً في تصريف الأعمال. وتعتبر المصادر أن «حزب الله» وحلفاءه يفضلون هذا الخيار، وكشفت المصادر البارزة لـ «الحياة» أن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اجتمع قبل 3 أسابيع الى الرئيس ميقاتي وجرى خلال اللقاء استعادة حرارة العلاقة بينهما بعد جفاء حصل نتيجة استقالته آخر شهر آذار (مارس) الماضي. وذكرت المصادر أن هذا اللقاء شجع ميقاتي على العودة الى التحرك واقتراح مبادرة للحوار الوطني قضت بمطالبة الرئيس سليمان بالدعوة الى عقد هيئة الحوار وتشكيل وفد من فريقه للتواصل مع الفرقاء كافة لهذا الغرض.
 
ناشطون حملوا «نعش الديموقراطية»
بيروت - «الحياة»
قابل عشرات الناشطين من «الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي» وآخرون على «الفايسبوك» اجتماع المجلس النيابي للتمديد لنفسه لمدة سنة ونصف سنة، بإعلاء الصوت من ساحة رياض الصلح، حيث تداعوا الى اعتصام لبسوا خلاله الثياب السود ونعوا الديموقراطية في لبنان. فرشقوا مواكب نيابية اثناء دخولها الى منطقة ساحة النجمة بالبندورة وحملوا ثلاثة نعوش لُفّت بالأعلام اللبنانية وهتفوا للنواب: «يللا يللا يللا النواب طلعوا برا».
وأُحيطت المداخل الى ساحة النجمة بإجراءات امنية مشددة، وكذلك أُحيط الناشطون بطوق امني من جانب عناصر من الجيش وقوى الامن الداخلي، لكن الحواجز الامنية لم تمنع حناجر المحتجين من ايصال الصوت الى البرلمان. وتابع المحتجون سيرهم في اتجاه ساحة الشهداء حيث ألقوا كلمات غاضبة ورفعوا الأعلام اللبنانية فوق تمثال الشهداء. ولاحقاً اوقفت القوى الامنية الناشط مروان معلوف اثناء محاولته نصب خيمة في الساحة المذكورة احتجاجاً.
 

فنيش: مرحلة جديدة بعد التمديد ولقاء قريب لـ8 آذار لتدارس الخطوات

 

حمّل وزير الدول لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش في حديث الى وكالة الأنباء "المركزية"، قوى 14 آذار و"تيار المستقبل" مسؤولية الوصول الى تمديد ولاية مجلس النواب. وقال ان "الطرفين اضاعا الوقت لفترة طويلة ورفضا مشروع الحكومة الانتخابي القائم على النسبية ورفعا شعارات غير واقعية وتلطيا وراءها لعدم القبول بقانون يطور النظام ويضمن عدالة التمثيل ويتيح للغالبية الشعبية أن تعبّر عن آرائها، ولانهما يدركان انهما لا يملكان الغالبية الشعبية، لم يقبلا بأي مقترح انتخابي يوفر صحة التمثيل، فرفضا النسبية ومن بعدها اللقاء الارثوذكسي، وجاءا قبل ايام من الاستحقاق بتوليفة رتبت على عجل وسمياها المختلط، وفصلت على قياس مصالحهما السياسية والخاصة ولم ترتكز على معايير موحدة ولا قواعد وهدفت الى جذب بعض الافرقاء المسيحيين لاسقاط الاقتراح الارثوذكسي، وعرّضا البلاد لمشكلة عدم امكان اجراء الانتخابات في الوقت المتبقي. ورافق ذلك فوضى السلاح وتغطية المسلحين وتوفير مناخ لدعم المعارضة المسلحة في سوريا، وجعل بعض المدن خارج سيطرة الدولة والتعرض للجيش وحماية المعتدين واثارة العصبيات، وكل ذلك ادى الى توفير ظروف امنية عجزت معها الدولة عن اتخاذ قرارات تؤدي الى الامساك بالوضع والسيطرة من اجل اجراء الانتخابات".
واضاف: "وضع كل ذلك البلد امام ثلاثة خيارات: قانون الستين او التمديد لمجلس النواب او الفراغ، فلم يكن الا التمديد لمجلس النواب، ولا نعرف الى متى يستمر التمديد في انتظار ان تأتي معجزة الاتفاق على قانون جديد للانتخاب".
ونفى فنيش أي تأثير للعلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على خلفية عدم سير الاخير بخيار التمديد مع حلفائه. وقال: "اننا نتفهم مواقفه المبدئية المنسجمة مع نفسها ونحترم خياراته ودوافعه، لكنه اكد ان بعض التباين موجود في تشخيص القضايا التفصيلية، اما في القضايا المصيرية فالتفاهم قوي وراسخ".
وفي الشأن الحكومي، لمّح الى "دخولنا مرحلة مختلفة بعد التمديد تحتاج الى نقاش داخل فريقنا اولا، ومع الآخرين ثانياً للوصول الى  تحديد المعالم المقبلة والمواصفات المطلوبة للحكومة". وكشف عن لقاء قريب لقوى 8 آذار لتدارس الخطوات اللاحقة لان المهمات المطلوبة من الحكومة بعد تمديد الولاية تغيرت وانتفى وجود المنطق السابق الذي كان يطالب بحكومة حيادية تشرف على الانتخابات. منطقنا تعزز بعد التمديد، وهو الاتيان بحكومة سياسية تدير البلد".
 


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,192,684

عدد الزوار: 6,982,371

المتواجدون الآن: 75