35000 إلى 55000 لبناني يهاجرون سنوياً معظمهم من الشباب خلل في التوازن ما بين الجنسين رفع نسبة العزوبة لدى الفتيات.....سليمان وضع سقفاً جديداً سيتحكّم بمواقف الفرقاء وسط خلط أوراق ومخاوف من مفاجآت أمنية....لبنان أمام محكّ الحكومة «الصعبة» والحوار... الأصعب

مجزرة على الحدود وتوتر في البقاع الشمالي كونيللي لـ"النهار": على الزعماء الاقتداء بسليمان...دعوة الحريري الحكومية لن تلقى تجاوباً عند "حزب الله" وطريقة ربط الشيعة بفلسطين لم تلق استحسان جنبلاط.....باسيل: شعب أجنبي على ارضنا ولن نسمح بتغلغله في مناطقنا...الجميّل يعتبر خطاب الحريري مهمّاً على الصعيد الوطني.. وسعيد: وحّد "14 آذار"

تاريخ الإضافة الإثنين 5 آب 2013 - 5:25 ص    عدد الزيارات 1878    القسم محلية

        


 

مجزرة على الحدود وتوتر في البقاع الشمالي كونيللي لـ"النهار": على الزعماء الاقتداء بسليمان
النهار...
مع ان المجزرة التي ارتكبها النظام السوري امس على الحدود اللبنانية - السورية وصدّر على اثرها الى مستشفيات بعلبك ست ضحايا وتسعة جرحى من المدنيين السوريين العزل معظمهم من الاطفال، اخترقت المناخ السياسي الواجم في لبنان، بدا هذا المناخ مقبلا على مزيد من الجمود والانسداد اقله في الاسبوع الطالع وفي انتظار ما يمكن ان يطلق من تحركات وجهود جديدة بعد عطلة عيد الفطر.
ويتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الى طهران في زيارة سريعة يشارك خلالها في احتفال تسلم الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني مهماته رسمياً، وينتظر ان تكون للرئيس اللبناني لقاءات مع المسؤولين الايرانيين على هامش الاحتفال. وباتت الزيارة المقررة في وقت سابق للخطاب الذي القاه الرئيس سليمان في عيد الجيش تكتسب بعدا اكثر اهمية ودلالة عقب التفاعلات والاصداء الواسعة التي اثارتها مواقفه خصوصا لجهة رفضه موضوع التورط في الازمة السورية ومسألة السلاح غير الشرعي اللذين يتصلان مباشرة بوضع "حزب الله" الطرف الوثيق الصلة والارتباط بايران مباشرة. ومن غير المستبعد ان يلتقي الرئيس سليمان اليوم في طهران مرشد الجمهورية الاسلامية الامام علي خامنئي. وعلم انه كان هناك سعي للقيام في الوقت نفسه بزيارة للرياض لكن وبسبب انشغالات المسؤولين السعوديين تقرر ترتيب موعد آخر لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين في المملكة.
وعشية الزيارة شدد الرئيس سليمان على اهمية تضافر الجهود للمشاركة في حكومة تضم الجميع وتحظى بأوسع تأييد لافتاً الى اهمية تصحيح المسارات والعودة الى اعلان بعبدا "الذي يشكل مظلة امان للوطن وشبكة حماية للمنضوين تحته وتحصينهم ضد اي تطاول او موقف خارجي".
وقالت اوساط رئيس الجمهورية لـ"النهار": ان ما صدر عنه امس من مواقف تتصل بالموضوع الحكومي لم يتضمن جديدا عما سبق ان اعلنه في خطابه الاخير في عيد الجيش. واوضحت ان الرئيس سليمان يتعامل مع هذا الاستحقاق على ثلاثة مستويات: الاول، عدم السماح بالوصول الى الانتخابات الرئاسية من دون حكومة جديدة تجنبا للفراغ. والثاني، تشكيل حكومة سياسية تضم الجميع وتحظى بأوسع تأييد. والثالث، وفي حال تعذر قيام حكومة سياسية جامعة العمل على تشكيل حكومة حيادية. وإذ اشارت الى ان هناك من يتداول احتمال تقديم تشكيلة حكومية جديدة بعد عيد الفطر قالت ان رئيس الجمهورية اذا ما قدم الرئيس المكلف تمام سلام مثل هذه التشكيلة فسينظر فيها. واعلنت ان هناك اسبوعين او ثلاثة اسابيع لا تحمل جديدا في الافق الداخلي والاقليمي والخارجي.
ولاحظت اوساط سياسية بارزة ان "حزب الله" لم يصدر امس اي تعليق على المبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري في شأن تشكيل الحكومة على قاعدة عدم اشتراك الحزب وقوى 14 آذار فيها في مقابل الذهاب الى الحوار لمناقشة مسالة السلاح.
كونيللي
في غضون ذلك، عبرت السفيرة الاميركية مورا كونيللي عن موقف داعم بقوة للرئيس سليمان. وقالت في حديث ادلت به الى "النهار" لمناسبة اقتراب مغادرتها لبنان ان الرئيس سليمان "لا يحتاج الي للتعليق على ادائه لكنه يتجاوب مع هموم اللبنانيين ولا ينتظر معرفة كيف ستحل الازمة السورية قبل ان يدافع عن استقلال لبنان وسيادته واستقراره"وتمنت "لو ان الزعماء السياسيين يقتدون به ويدعمونه". ورأت انه "لا تزال هناك شبكة امان كبيرة" ولو انها لم تقلل الاحداث الامنية المقلقة. واذ شددت على الالتزام الاميركي الثابت من اجل بناء قدرات الجيش اللبناني اعادت التعبير عن "الاحباط" الذي اثاره التمديد لمجلس النواب "الذي يحرم النواب فرصة الحصول على رد فعل ناخبيهم على ادائهم". وقالت ان "حزب الله" يمكنه ان يقول انه كان ناجحا "على بعض المستويات اذا كانت نيته وقف المسار السياسي في لبنان الا انه دفع الثمن باهظا لانه قوض سريعا صدقيته داخل لبنان والآن في اوروبا ايضا". (راجع ص 2 )
وسط هذا المناخ اتخذ الافطار الذي اقامته النائبة بهية الحريري في مجمع البيال مساء امس تكريما للجيش وقائده العماد جان قهوجي دلالة لجهة مضي "تيار المستقبل" في تأكيد دعمه للمؤسسة العسكرية. وخاطبت الحريري قائد الجيش قائلة: "انتم مؤتمنون الآن على آخر ما تبقى من الدولة الوطنية اللبنانية، وبوطنيتكم وتضحياتكم وحرصكم على كل المواطنين وبشهدائكم وبصلابتكم تستطيعون ان تنقذوا حلم كل اللبنانيين في الدولة العادلة والقادرة وقدركم انكم تتحملون كل هذه الضغوط من كل اللبنانيين لانكم املهم الاخير في بقاء دولتهم".
مجزرة … واضطرابات
اما على الوضع الامني فشهد البقاع الشمالي امس تطورات لافتة تمثلت اولا بمجزرة بشعة حصلت في المنطقة الحدودية المتداخلة في وادي رافق بين الاراضي السورية واللبنانية من جهة جرود عرسال. ونقلت الى مستشفيين في بعلبك وراس بعلبك 6 جثث و9 جرحى من المدنيين السوريين بينهم اطفال. وافادت جريحة سورية "النهار" ان المجموعة كانت متوجهة من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية من جهة عرسال هربا من القصف في الداخل السوري فتعرضت لرشقات نارية وقذائف صاروخية من جهة مجهولة. غير ان امرأة اخرى مصابة ابلغت "وكالة الصحافة الفرنسية" ان طائرة حربية استهدفت الهاربين وهم في طريقهم من سوريا الى لبنان.
وفي سياق آخر سقط قتيلان وجرح 6 آخرون لدى محاولة دورية للجيش توقيف مطلوب في محلة الشراونة في بعلبك. واثار الحادث توترا واسعا اقدم على اثره مسلحون من آل زعيتر على اطلاق النار في الهواء واقفال مدخل حي الشراونة بسواتر ترابية. كذلك حصل توتر لدى تعثر اطلاق المخطوف يوسف المقداد من مقنة ورد اهله ليلا بخطف حسين الحجيري شقيق رئيس بلدية عرسال. وجاء ذلك عقب خطف ثلاثة اشخاص من بعلبك وواحد من بريتال في عرسال.
 
مجزرة طاولت هاربين من القصف في سوريا وأوقعت 6 قتلى و9 جرحى
النهار..بعلبك - وسام اسماعيل
مجزرة جديدة تضاف الى سلسلة المجازر البشعة في حق المدنيين السوريين العزّل. فقد نقل 6 قتلى بينهم امرأة، و 9 جرحى من المدنيين غالبيتهم من الاطفال الى "مستشفيي "يونيفرسال" و"الريان" في رأس بعلبك ومدينة بعلبك في حادث بقيت تفاصيله مجهولة في المنطقة الحدودية المتداخلة، في وادي رافق بين الاراضي السورية واللبنانية من جهة جرود عرسال.
ونقل القتلى والجرحى أولاً الى "مستشفى يونيفرسال" في رأس بعلبك في البقاع الشمالي بواسطة "بيك اب - تويوتا" ابيض يحمل اللوحة 303318/م ثم عمل الصليب الاحمر اللبناني على نقل الجرحى الى "مستشفى الريان" وهم: حورية عبد السلام، زهري عبد الرزاق لحلوح (32 عاما) وطفلاه عبد الحليم (7 أعوام) وعبد الرحمن (8 أعوام)، ماهر محمد عبد الوهاب وطفله عمر (3 أعوام )، محمد عمر عبد الوهاب (4 أعوام)، اسماء حسن مصطفى (7 أعوام)، مالك حسن مصطفى (عامان)وهو في غيبوبة.
وقالت الجريحة حورية لـ"النهار" انهم خلال توجههم من الاراضي السورية في اتجاه الاراضي اللبنانية من جهة عرسال هرباً من القصف على البلدات السورية تعرضوا لعدد من الرشقات النارية والقذائف الصاروخية من جهة مجهولة.
واكد الطبيب المعالج داخل "مستشفى الريان" ان جميع الاصابات ناتجة من شظايا قذائف صاروخية.
 
دعوة الحريري الحكومية لن تلقى تجاوباً عند "حزب الله" وطريقة ربط الشيعة بفلسطين لم تلق استحسان جنبلاط
النهار..رضوان عقيل
يشكل إحياء "يوم القدس العالمي" محطة رئيسة عند قيادات "حزب الله" وقواعده بدءاً من أمينه العام السيد حسن نصرالله الى أصغر عضو في هيكله. ومن يطّلع على دعوة الامام الخميني لإقامة هذه المناسبة في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، يدرك حجم هذا الواجب الذي يحرص الحزب على اتمامه. لذلك لم تكن إطلالة نصرالله امام حشد من جمهوره في قلب الضاحية الجنوبية محل مفاجأة على رغم الخطر الامني الذي يواكب حياة الرجل ومكان اقامته، وهو المطلوب الاول في العالم على رأس لائحة الاستخبارات الاسرائيلية.
أراد السيد نصرالله من هذا الظهور الرد على كثيرين منهم الاتحاد الاوروبي الذي وضع "الجناح العسكري" للحزب في لائحة الارهاب، وذلك قبل ساعتين من خطاب الرئيس سعد الحريري. وقد أطلقا جملة مواقف متباعدة في الرؤية والهدف والنظرة الى سلاح المقاومة ومفهوم الاستراتيجية الدفاعية، وإن التقيا على دعم الجيش وحمايته ومنحه الدور المطلوب فوق ارض ساخنة تغلي بالخطابات السياسية المذهبية في اكثر من منطقة سنية وشيعية ازدادت افتراقاً بعد الحرب السورية التي يتتبع اللبنانيون يوميات معاركها.
وعادة يكون خطاب نصرالله محل ترقب لبناني وعربي ودولي مع تدقيق اسرائيلي بالطبع. وهذه السنة علا كلام الحريري ليقول له "نحن هنا"، تطبيقاً لسياسة "الندية" بين الاثنين على المسرح اللبناني. وقد وجه الحريري رسالته الى "جيش المعتدلين" في لبنان في اشارة الى جمهور "تيار المستقبل" ليؤكد انه لا يزال في موقع المقرر في صناعة السياسة في البلاد. كما قدم جرعة دعم اخرى الى الرئيس المكلف تمام سلام لمتابعة مهمة التأليف الاكثر من شاقة.
لم يقتنع الحزب بدعوة الحريري الى عدم مشاركته و"تيار المستقبل" في الحكومة، لأن سلام انطلق من رحاب 14 اذار وإن كان الحزب قد سماه في الاستشارات النيابية. ويؤكد من يسير في فلك الحزب ان هذه "الحيلة" لن تنطلي على 8 اذار، وأول من يرفضها هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحمله " التيار الازرق" المسؤولية عن عرقلة اكثر من ملف وبأنه يقف على يمين "حزب الله" ويغطي سياساته من الضاحية الجنوبية، الى معاركه في ريف القصير في سوريا.
من هذا المنطلق يعتبر الحزب أن المواقف الاخيرة للحريري تأتي في اطار خطة لعزل من يمثل المقاومة عن المشاركة في السلطة التنفيذية في البلاد.
وأراد نصر الله عن قصد تركيز الجزء الأكبر من خطابه على الموضوع الفلسطيني أولاً لارتباطه بالمناسبة، وثانيا لعدم تفريغه والغرق في الملفات الداخلية. واكتفى بتوجيه التحية الى الجيش في عيده ولم يرد على الكلام الأخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان. ويبدو أن الدوائر المعنية في الحزب اتخذت قراراً بعدم الرد مباشرة منعاً لتكبير الخلاف بينهما، ولاسيما بعد تلقف أفرقاء 14 آذار كلام سليمان الذي سقط عليهم هدية ثمينة في ظل صراعهم السياسي المفتوح مع الحزب الذي تلقى بدوره اشارة نقد غير مباشرة أيضاً من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي أعطى سليمان كل الحق في ما يقوله. ويبدو أن حديث نصر الله عن فلسطين واشهاره شيعيته بهذه الطريقة للمرة الأولى والنظر إلى قضيتها بهذه الطريقة لم يكن محل ترحيب عند جنبلاط ومن المرجح أن يرد على هذه النقطة في جريدة "الأنباء" الناطقة باسم حزب التقدمي الاشتراكي غداً الاثنين.
في المقابل، ثمة من يرى أن موقف نصر الله حيال فلسطين جاء من خلال الموقع الذي يمثله حلفه في لبنان والمنطقة، تزامناً مع الحديث عن عودة اطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وانه أراد أيضاً تأكيد الموقف الوجداني للشيعة اينما كانوا حيال هذه القضية وما تحمل من رمزية في العالم الإسلامي، ودعوته الفلسطينيين إلى الوحدة والتصدي، وأول من يقصد حركة "حماس" التي تعاني الأمرين في مصر جراء ازاحة "الإخوان" المسلمين عن موقع رئاسة الجمهورية، وهو يحضها على اعادة الحرارة إلى علاقاتها بايران.
 
قتيلان و6 جرحى بينهم مطلوبان على حاجز وسواتر تراب أقفلت حي الشراونة في بعلبك
بعلبك - " النهار"
سقط قتيلان وجرح 6 آخرون لدى محاولة دورية لمخابرات الجيش، توقيف المطلوب حمزة زعيتر(في العقد الثالث) في محلة الشراونة في بعلبك .
وفي التفاصيل ان الدورية نصبت مكمناً للمطلوب حمزة على مقربة من "مستشفى الططري"، وخلال مروره بجانب المكمن في سيارة "بيكانتو" حمراء داكنة الزجاج وبرفقته حسين حسن زعيتر والفتى نوح صادق زعيتر (12 عاما)، لم يمتثل لاوامر الدورية فأطلقت النار في اتجاه السيارة واصيب من فيها. كذلك قتلت سامية المنى (14 عاماً) على الفور، واصيب سامي وسميرة المنى (40 عاما) في رأسها وقد صدف مرورهم بسيارتهم من نوع "را ف فور " سوداء، وهم من بلدة الفاكهة في البقاع الشمالي. واصيب ايضاً عصام جمال الدين وآخر من آل الرفاعي.
وتوزع الجرحى على مستشفيات المنطقة، حيث نقل حمزة الى "مستشفى الريان" في حال حرجة وآل المنى الى "مستشفى دار الامل الجامعي"، بينما نقل الفتى نوح وحسين زعيتر الى "مستشفى الخوري" في مدينة زحلة نظراً الى خطورة اصاباتهما. وذكر أن أحد الجرحى توفي متأثراً بجروحه.
وفور شيوع الخبر اقدم مسلحون من آل زعيتر على اطلاق عيارات نارية في الهواء واقفال مدخل حي الشراونة بسواتر تراب بواسطة جرافة.
بيان الجيش
ولاحقاً أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه:"بعد ظهر اليوم (أمس) في محلة الشراونة - بعلبك، وفي أثناء قيام حاجز للجيش بمحاولة توقيف سيارة تقل عددا من المسلحين، أقدم مَن في داخلها على إطلاق النار في اتجاه عناصر الحاجز، التي ردت على النار بالمثل، مما أدى إلى أصابة ثلاثة منهم بجروح، وإصابة ثلاثة مواطنين آخرين كانوا يمرون بالقرب من مكان الحادث، وما لبث أن فارق إثنان منهم الحياة. وأوقف المسلحون المذكورون، وتبين أن إثنين منهم مطلوبان الى العدالة بموجب مذكرات توقيف. ونقل الضحايا والمصابون الى مستشفيات المنطقة، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص".
 
باسيل: شعب أجنبي على ارضنا ولن نسمح بتغلغله في مناطقنا
البترون – "النهار"
افتتحت جمعية مهرجانات قلعة سمار جبيل في قضاء البترون مهرجاناتها في حضور راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، الذي القى كلمة تطرق فيها الى قضية اللاجئين السوريين فقال: "في 2005 خرج جيش غريب من ارضنا ويومها اعتقدنا اننا استردينا سيادتنا، لنعود ونجد في 2013 ان هناك شعباً اجنبياً على ارضنا، في امكاننا ان نحبه ونهتم ونعتني به، ولكنه يبقى شعباً اجنبياً وليس شعباً لبنانياً، ونحن مجبرون على ان نصف هذه الاعداد التي دخلت الى ارضنا بأنها كناية عن شعب، لأنها تجاوزت ثلث عدد الشعب اللبناني ولا يمكن اي وطن ان يقوم في ظل وجود شعب غريب على ارضه يساوي هذا الكم".
وشبه باسيل لبنان "بالارض البور، الارض المهملة والمتروكة، فيه من على اجهزة المخابرات، وفيه من جنسيات مختلفة وفيه شعب غريب صديق وجار وحبيب انما هو يقاسمنا الكهرباء والمياه والامن والصحة والوزارات"، "اريد ان أنبه كما نبهت سابقا من تدفق النازحين السوريين الى مناطقنا، كما أريد ان أنبه من الموضوع الامني والنازحين السوريين. صحيح انهم شعب طيب، ولكن هناك منهم من يحمل السلاح ويتغلغل في احيائنا ويحاولون الدخول الى ارضنا واقامة مخيمات عليها، وهناك جهات رسمية تشجعهم، وتحضر لهم لكي يبنوا مخيمات على ارضنا. هذه التجربة التي عشناها سابقا لسنا مضطرين ان نعيشها مرة جديدة، على الاقل في مناطقنا، ونحن لن نسمح ان يحصل فيها اي من هذه المشاريع".
 
35000 إلى 55000 لبناني يهاجرون سنوياً معظمهم من الشباب خلل في التوازن ما بين الجنسين رفع نسبة العزوبة لدى الفتيات
النهار...رياض طباره
- مدير مركز الدراسات والمشاريع الانمائية (مدما)
من أهم المواضيع السكانية بالنسبة للبنان هو من دون شك مسألة هجرة اللبنانيين الى الخارج، وبخاصة هجرة الشباب والكفاءات والأدمغة. غير أن اهتمام الدولة والجهات المانحة لا يترجم الى معلومات وإحصاءات وبرامج تساعد على مواجهة المشكلات الناتجة عن هذه الهجرة. فالإحصاءات السكانية القليلة والمتقطعة التي تنتجها الإدارة المركزية للإحصاء والجهات الإحصائية الأخرى في الدولة لا تتطرق إلا نادراً الى قضايا الهجرة، ومعظم المعلومات المتاحة في هذا المجال تأتي من جهات خاصة تقوم بجمع المعلومات وتحليلها وفق قدراتها المحدودة، ومن باحثين يهتمون بتحليل هذه المعلومات وفق توافرها. أما الجهات المانحة في مجال السكان فإنها غائبة في شكل شبه كامل عن الموضوع، رغم أهميته المعلنة. فصندوق الأمم المتحدة للسكان، الجهة الأممية المانحة الرئيسية في هذا المجال، يركز اهتمامه في شكل شبه كامل على موضوع الصحة الإنجابية وقضايا الجندر والعنف الأسري، مهملاً كلياً قضايا الهجرة الخارجية (وحتى الداخلية)، من الناحيتين الإحصائية والتحليلية، وبالتالي السياسات المتعلقة بها. رغم هذه القيود حاولنا في دراستنا أن نجمع كل ما هو متاح من معلومات، من المراجع الخاصة ومن تحليلات الباحثين في الموضوع بشكل أساسي، للوصول الى صورة أولية لواقع الهجرة الخارجية للبنانيين وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية.
حجم الهجرة
الطريقة المباشرة لمعرفة حجم هجرة اللبنانيين تكمن في مقارنة أعداد الوافدين منهم مع أعداد المغادرين. فأعداد الوافدين ناقص أعداد المغادرين خلال السنة، إذا جاءت سلبية، تعطي الحجم الصافي للبنانيين الذين بقوا في الخارج تلك السنة، وإذا جاءت إيجابية فتعني أنّ الهجرة الصافية هي نحو لبنان. هذه الإحصاءات موجودة تصدرها المديرية العامة للأمن العام وتنشرها إدارة الإحصاء المركزي، ولكنها مشوبة الى درجة لا تسمح باستعمالها. فعلى سبيل المثال، إنّ صافي الهجرة، أي عدد اللبنانيين الذين بقوا في الخارج بين سنتي 1995 و1999 (آخر ما نشر) بلغ حوالي 900000 شخص أي بمعدل 180000 شخص سنوياً، وهذا رقم مبالغ فيه جداً وفق الاحصاءات السكانية الاخرى المتاحة.
لذلك قام بعض الاخصائيين بتقديرات للهجرة، إما بمقارنة نتائج مسحي السكان في سنتي 1997و2004 اللذين نفذتهما الادارة المركزية للاحصاء (شربل نحاس وهذه الدراسة) أو من خلال دراسة ميدانية واسعة لعينة من الاسر الموجودة في لبنان، كما فعل فريق عمل في الجامعة اليسوعية برئاسة شوغيك كسبريان، والتي غطت المدة ما بين 1992 و1997. بناء على نتائج هذه الدراسات نستطيع القول ان حجم الهجرة الخارجية بلغ ما بين 35000 و55000 نسمة سنوياً خلال التسعينيات وبداية الالفية الحالية، وأنه من غير المنتظر أن يكون المعدل السنوي للهجرة قد تغير كثيراً منذ ذلك الحين الا لربما بارتفاع بسيط نظراً للحال الاقتصادية والامنية السائدة.
هجرة الشباب
هذه الهجرة المكثفة طالت في شكل خاص الشباب وتركزت على البالغين من عمر 20 الى 34 سنة (الرسم رقم1). فبينما كانت هذه الفئة العمرية تشكّل أقل من 27 بالمئة من مجموع السكان، شكلت في الوقت عينه 47 في المئة من مجموع الهجرة.
من أهم التداعيات الإجتماعية للهجرة أنها أصبحت، منذ بداية الحرب الأهلية، أكثر كثافة وتركزت في شكل خاص على الذكور بين الشباب، ممّا أخل بالتوازن بين النساء والرجال في سن الزواج. لدى الديموغرافيين في هذا المجال طريقة لقياس ما يسمونه "توافر الأزواج" تتلخص بالمقارنة بين عدد النساء من فئة عمرية معينة مع عدد الرجال من الفئة العمرية، التي يتزوجن منها تقليدياً. ففي المدة التي نحن بصددها، أي1997-2004، كان فارق العمر ما بين الرجال والنساء عند الزواج الأول نحو 5 سنوات، لجهة الرجال كمعدل وسطي ولذلك فقياس توافر الأزواج للنساء البالغات من العمر 20 الى 24 سنة مثلاً يكون بمقارنة أعدادهن مع أعداد الرجال في الفئة العمرية 25-29 سنة.
نتيجة هذه المقارنة تظهر في الرسم رقم 2 للسنة 2004. فبالنسبة للبنات في الفئة العمرية 15-19 سنة كان هناك 106 رجال من العمر المناسب لكل 100 امرأة، بينما بالنسبة للفئات العمرية ما بين 20 و24 سنة هناك 79 رجلاً فقط في العمر المناسب لكل مئة امرأة، وفي فئتي العمر التاليتين (أي 25-29 و30-34) 87 و83 رجلاً لكل 100 إمرأة على التوالي. بالمقابل، فإنّ زيادة مدة التعلم عند النساء كما الحال الاقتصادية الضاغطة وأشياء أخرى جعلت سن الزواج الأول في لبنان يرتفع في شكل كبير في العقود الماضية لكلا الجنسين ليصبح الأعلى في العالم العربي، ومن الأعلى في العالم ككل. فبالنسبة للرجال ارتفع سن الزواج الأول من 29 سنة العام 1970 الى حوالي 33 سنة اليوم بينما ارتفع بالنسبة للنساء من 23 الى 29 سنة خلال المدة عينها.
احدى نتائج هذه الحال (أي الزواج المتأخر للنساء وانخفاض نسبة الرجال في هذه الأعمار بسبب الهجرة) كان في ازدياد العزوبة بين النساء في كل أعمار الزواج، ما بين عامي 1970 و1997. فبالنسبة للنساء في الفئة العمرية 20 الى 24 سنة ازدادت العزوبة من 51 في المئة سنة 1970 الى 74 في المئة سنة 1997. وبالنسبة للفئة العمرية 25-29 تضاعفت نسبة العزوبة بين النساء خلال المدة عينها فارتفعت من 26 في المئة الى 50 في المئة، كما تضاعفت تقريباً بالنسبة لكل الفئات الاكبر سناً ايضاً كما يظهر في الجدول الرقم 1.
في أواخر التسعينيات، أصبحت الشابة اللبنانية أكثر تعلماً وأكثر مشاركة في الحياة الإقتصادية وأكثر تحرراً، ممّا جعلها تبحث عن عمل – كزملائها الشباب الى حد كبير- داخل وخارج الوطن فبدأت تتكثف هجرة الشابات للعمل في الخارج، وبخاصة الى الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت. وممّا ساعد على دفع هذه الهجرة، العزوبة المرتفعة بين الشابات المتعلمات اللواتي لم يكن لديهن أسرة وأطفال يمنعونهن من االسفر. هذه الهجرة النسائية المتصاعدة للنساء العازبات في سنين الزواج أعادت بعض التوازن بين أعداد الشباب والشابات، ممّا أوقف الإرتفاع في مستويات العزوبة بين الشابات عند مقارنة مستويات العزوبة عند النساء لسنتي 1997 و2004 كما يظهر في الجدول الرقم 1. ورغم أنّ الإحصاءات ذات الصلة غير متوافرة لما بعد هذه الفترة فمن المرجح أن تكون مستويات العزوبة بين الشابات قد بدأت بالتراجع بسبب إرتفاع وتيرة هجرة النساء بصرف النظر عن الإرتفاع البسيط الذي يحصل عادة في مستوى العزوبة الإختيارية.
نتيجة أخرى لاختلال التوازن ما بين الرجال والنساء في سن الزواج التي جاء نتيجة لكثافة وتوزع الهجرة وفق الجنس، ظهرت في الإنخفاض اللافت في الفارق التقليدي في سن الزواج الأول بين الرجال والنساء. فبينما كان هذا الفارق ست سنوات السنة 1970 أصبح اليوم أربع سنوات، ممّا يخفض أيضاً نسبة العزوبة بين النساء، إذ أنّ نسبة توافر الأزواج ترتفع كلما ضاق الفارق بين سنَّي زواج المرأة والرجل.
نسب اللواتي لم يتزوجن أبداً وفق العمر (الجدول الرقم 1)
الفئة العمرية 1970 1997 2004
15-19 86.8 94.4 94.7
20-24 50.9 74.4 73.0
25-29 25.9 49.7 49.7
30-34 14.2 30.5 30.1
35-39 10.1 21.2 20.9
40-44 7.6 13.7 17.5
45-49 6.9 9.5 12.3
 
 
الجميّل يعتبر خطاب الحريري مهمّاً على الصعيد الوطني.. وسعيد: وحّد "14 آذار"
"حزب الله" .. أفريقيا أيضاً
المستقبل..                       
جاء اعتراف اللبناني طلال أحمد روضة الذي يُحاكم في نيجريا بتهمة الانتماء إلى الجناح العسكري لـ"حزب الله" والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية، ليؤكد أن الأدوار الأمنية الخطيرة العابرة للحدود التي انخرط فيها الحزب والتي تتخطى الشأن "المقاوم"، لا يمكن للساحة اللبنانية تحمّلها، وترتّب نتائجها تداعيات كبيرة على لبنان، خصوصاً أن عملياته امتدت من جنوب شرق آسيا إلى الأميركيتين مروراً بأوروبا وشمال أفريقيا.
ولعلّ قرار الاتحاد الأوروبي بوضع الجناح العسكري للحزب على لائحة التنظيمات الإرهابية، الذي بُني على أدلة ووثائق دامغة تشير إلى تورّط "حزب الله" في تفجير بورغاس في بلغاريا، إلى جانب اعتراف روضة، يؤكدان الترابط بين "حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني" وهو الجيش الأم الذي يدرّب ويموّل الحزب ليقوم عنه بتنفيذ أجندته الخارجية، خصوصاً على ضوء إدانة فدرالية أميركية في العام الماضي الأميركي من أصل إيراني منصور أرباب سيار، بالتعاون مع علي غلام شكوري، المسؤول في فرقة "القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني وآخرين في إيران، بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن علي الجبير.
وكانت السلطات النيجيرية اعتقلت اللبنانيين الثلاثة مصطفى فواز (49 سنة) وعبد الله طحيني (48 سنة) وطلال أحمد روضه (51 سنة) ووجهت اليهم الشهر الماضي رسمياً تهمة الانتماء للجناح العسكري لـ"حزب الله" والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية بعد العثور على كمية ضخمة من الأسلحة في أحد متاجرهم في أبوجا وفي منزل تسكنه "خلية" تابعة لحزب الله في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا. ونفى المتهمون ما نُسب اليهم من تهم إلا أن محضر الاتهام يوضح أن الثلاثة اعترفوا بالانتماء للجناح المسلح لـ"حزب الله".
إلى ذلك، لاقت كلمة الرئيس سعد الحريري التي ألقاها أول من أمس ترحيباً واسعاً حيث وصف الرئيس أمين الجميل مضمونها بـ"المهم جداً على الصعيد الوطني"، مشيراً الى أنه "يمثل نقلة نوعية، بعدما وضع النقاط على الحروف"، فيما أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد، أن الخطاب "وحّد 14 آذار وتكلم بلسانها". مؤكّداً أن "دعمه للرئيس المكلف تمام سلام، وضع حداً للالتباس عن أن تيار المستقبل يفشّل سلام تحت الطاولة".
سليمان
في غضون ذلك، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام زواره في القصر الجمهوري، الى "تصحيح المسارات والعودة الى التزام إعلان بعبدا الذي يشكّل مظلة أمان للوطن وشبكة حماية للمنضوين تحته وتحصينهم ضد أي تطاول أو موقف خارجي"، مشدداً على "أهمية تضافر الجهود للمشاركة في حكومة تضم الجميع وتحظى بأوسع تأييد".
الجميل
وأثنى الرئيس الجميل على كلام الرئيس سعد الحريري الذي ألقاه أول من أمس، واصفاّ مضمونه بـ"المهم جداً على الصعيد الوطني"، مشيراً الى أنه "يمثل نقلة نوعية، بعدما وضع النقاط على الحروف". ورأى أن "هذا الموقف يؤكد تصميم تيار المستقبل، على السير بالثوابت الوطنية، ودفع البلد باتجاه الاعتدال الذي وحده ينقذ الوطن"، معتبراً أن "خلاص لبنان يكون بدعم التيارات المعتدلة"، ومشدداً على أن "كلام الحريري يكمل خطاب الرئيس ميشال سليمان في الفياضية، ويشكل البوصلة التي تؤمن خلاص البلد".
وأعلن تأييده بقوة "لما أكده الرئيس سعد الحريري في خطابه، من دعمه الدولة وكل مؤسساتها، لأن لا وطن من دون دولة متماسكة، ودعمه للجيش الوطني. فلا يمكن أن يكون جيشان على أرض واحدة، لأن ذلك يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية، وفعالية القوات المسلحة اللبنانية".
واعتبر أن "خطابي الرئيسين سليمان والحريري يضعان أطر وأسس الحوار، لأننا لا نفهم الحوار إذا لم يؤكد على عنوان لبنان أولاً، وعلى قيام الدولة القوية الجامعة، وإذا لم نكن مع الجيش، ومع سلاح واحد بيد السلطة الشرعية. ولا نفهم الحوار مع تورط قوى لبنانية في نزاعات الخارج. كما لا معنى لأي حوار إذا لم يؤكد على حياد لبنان، والتطرف لا يخدم الحوار".
سعيد
من جهته، أوضح سعيد أن ما قاله الرئيس الحريري "مهم ويجب إعادة قراءة كلامه بدقة، وهو لم يقفل الباب على موضوع الحوار إنما وضع خارطة طريق له، وطالب بتشكيل حكومة لا يوجد فيها لا 14 ولا 8 آذار، تهتم بشؤون الناس ومن بعدها نذهب الى حوار عند رئيس الجمهورية عندما يطلب ذلك".
الحريري تكرّم الجيش
إلى ذلك، أكّدت النائب بهية الحريري أنه "بإمكاننا ألا نكون في الحكومة، ولا في المجلس النيابي، وألا نكون في الوظيفة العامة، لكن لا يمكن لنا ألا يكون لدينا دولة وجيش وطني وأمن وطني". وأضافت خلال حفل الإفطار الذي أقامته أمس في "البيال" بمناسبة عيد الجيش، وحضره قائد الجيش العماد جان قهوجي "عيد الجيش هو عيد الانصهار الوطني، والدفاع عن الأرض والإنسان، والعيش بأمان". ورأت أن "هذا العيد حتى يراجع كل واحد نفسه، الفرد والأسرة والطوائف والأحزاب والرؤساء والوزراء والنواب والصناعيون والمبدعون والتجار والأطباء والمحامون والمعلّمون".
وشددت على "الحاجة إلى استراتيجيات دفاعية متخصّصة في كلّ مجال لنحدّد فيها عناصر قوّتنا وضعفنا، ونواجه أعداءنا لننهض بوطننا، ونحقّق تقدمنا واستقرارنا، وننعم بسيادتنا واستقلالنا"، مخاطبة قائد الجيش بالقول: "أنتم مؤتمنون الآن على آخر ما تبقّى من الدّولة الوطنية اللبنانية، وبوطنيّتكم وتضحياتكم وحرصكم على كلّ المواطنين، وبشهدائكم وبصلابتكم تستطيعون أن تنقذوا حلم كلّ اللبنانيين في الدولة العادلة والقادرة".
الشراونة
أمنياً، أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بياناً قالت فيه إنه "بعد ظهر اليوم (أمس) في محلة الشراونة - بعلبك، وأثناء قيام حاجز للجيش بمحاولة توقيف سيارة تقل عدداً من المسلحين، أقدم من بداخلها على إطلاق النار باتجاه عناصر الحاجز، الذين ردوا على النار بالمثل، ما أدى إلى أصابة ثلاثة منهم بجروح، وإصابة ثلاثة مواطنين آخرين كانوا يمرون بالقرب من مكان الحادث، ما لبث أن فارق إثنان منهم الحياة على أثرها، وقد جرى توقيف المسلحين المذكورين، الذين تبين أن إثنين منهم مطلوبان الى العدالة بموجب مذكرات توقيف، كما تم نقل الضحايا والمصابين الى مستشفيات المنطقة، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص".
 
سليمان إلى إيران اليوم و السعودية لاحقاً: لا أعتقد أن «حزب الله» أطلق الصاروخين
بيروت – «الحياة»
أدت غارة مروحية عسكرية سورية على «بيك آب» يقل نازحين من سورية الى الأراضي اللبنانية، الى مقتل ستة مدنيين سوريين، هم امرأتان وطفلان ورجلان، وجرح 7 أطفال آخرين في المنطقة الحدودية المتداخلة بين لبنان وسورية في جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي.
وفيما نقل الأطفال الجرحى وجثث الضحايا الستة الى مستشفى في مدينة بعلبك البقاعية، قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ «الحياة» إن المنطقة التي قصفت المروحية فيها الشاحنة الصغيرة هي خربة داود «وهي لبنانية تقع بمحاذاة المناطق المتنازع عليها بين البلدين».
وفيما يغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان بيروت الى طهران اليوم بدعوة رسمية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، على أن يعود مساء، توالت أمس ردود الفعل على إطلاق الصاروخين على منطقة اليرزةبعبداً ليل الخميس - الجمعة، وعلى مواقف الرئيس سليمان التي أطلقها في عيد الجيش وعلى خطابي زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وأيد الرئيس السابق رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ما أعلنه الحريري، معتبراً أنه نقلة نوعية، فيما رأت مصادر مراقبة أن إعلان الحريري الاستعداد للمشاركة في «هيئة الحوار الوطني» في أي موعد يحدده الرئيس سليمان، تطوراً جديداً، إذا قرر الأخير دعوة الهيئة قبل تشكيل الحكومة، وهذا يفتح الباب على أخذ ورد.
وقالت مصادر رسمية إن سليمان ربما يلتقي الرئيس الإيراني الجديد، وأشارت الى احتمال لقائه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي. وذكرت أن سليمان سيؤكد أهمية تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي في لقاءاته المحتملة في طهران. وعلمت «الحياة» من مصادر رسمية أن سليمان ينوي أيضاً زيارة السعودية حين يستكمل الاتصالات لإتمامها.
ونقل زوار سليمان عنه قوله أمس إن زيارته طهران تدل على أنه «غير مربوط بأحد»، وقال سليمان، بحسب الزوار: «يجب أن نكف عن تعيير بعضنا بعضاً وأن نستريب ببعضنا كلما طرحت فكرة أو اقتراح فنطلق العنان للأسئلة من أين أتت ومن وراءها. وها أنا تلقيت دعوة من الجانب الإيراني وسأقوم بالزيارة ومن سأجلس معهم هناك لا يحبهم الأميركيون. لكن مسؤوليتي كرئيس للجمهورية أن أزور أي بلد لمصلحة لبنان أن أزوره».
وأوضح الزوار أن الرئيس سليمان شرح موقفه من المقاومة حين قال إن تعديلاً طرأ على وظيفتها الأساسية حين تخطت الحدود بالقول: «انا مع المقاومة ضد إسرائيل ومع وحدة الجيش والشعب والمقاومة لكن ضد إسرائيل. إلا أن هذا يعني أن يحصل تنسيق بين المكونات الثلاثة لهذه المعادلة، وما حصل أن المقاومة ذهبت الى سورية من دون أي تنسيق مع أحد». وأضاف سليمان لزواره: «صحيح أن أفراداً آخرين ذهبوا الى سورية للقتال فيها، لكن هم ذهبوا كمقاومة. وكما قلت أنا مع المقاومة، لكن معادلة الجيش والشعب والجيش والمقاومة يجب أن تحترم وأن يحصل تنسيق».
وعن موقفه من تشكيل الحكومة الجديدة، نقل زوار سليمان لـ «الحياة» عنه قوله: «أصررت وما زلت مصراً على أن يمثل حزب الله في الحكومة. وحين حدثني الرئيس الفرنسي (فرانسوا) هولاند قبل مدة تطرقنا الى مسألة التأخر في تأليف الحكومة وقلت له إن حزب الله حزب لبناني له أساس وله وجود مهم على الساحة وجزء من مكونات المجتمع وتفهم موقفي. لكن السؤال هو لماذا نضع شروطاً على بعضنا مثل الثلث المعطل وغيره؟».
وتابع: «أنا مع أن تتألف حكومة وحدة وطنية لكن من دون أن تتحول الى حكومة مناكفة بين بعضنا بعضاً وإلا فلتكن حكومة حيادية».
وتطرق سليمان الى مسألة إطلاق الصاروخين على منطقة بعبدا قائلاً: «صحيح أن بعبدا كانت مقصودة (يقصد محيط القصر الرئاسي) نعم. لكن كما قلت هذا لن يثنيني عن أن أقول ما أعتقده صحيحاً».
وأردف سليمان بالقول: «أنا لا أعتقد أن حزب الله هو الذي أطلق الصاروخين على بعبدا. وربما أحد ما غير الحزب اعتقد أنه بإطلاقهما قد يخدمهم، أو أن فريقاً يريد أن يسبب فتنة، لكنني لا أعتقد أن الحزب يمكن أن يقوم بذلك».
 
سليمان وضع سقفاً جديداً سيتحكّم بمواقف الفرقاء وسط خلط أوراق ومخاوف من مفاجآت أمنية
الحياة..بيروت - وليد شقير
تعتبر مصادر سياسية مراقبة أن المرحلة السياسية الجديدة التي يشهدها لبنان بعد المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول سلاح المقاومة والتعديل في وظيفته بتخطيه الحدود إلى سورية، وحول إمكان تأليف حكومة حيادية إذا تعذر قيام حكومة تمثل الجميع، وردود الفعل عليه والتي صُنِّف إطلاق الصاروخين على محيط القصر الرئاسي ليل الخميس - الجمعة من ضمنها تفترض خلطاً للأوراق في المواقف السياسية بدأت ملامحها تظهر في المواقف الصادرة إلى الآن، فضلاً عن أنها تحمل معها احتمالات المفاجآت الأمنية، التي حذر منها رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط متوقعاً المزيد من الرسائل الصاروخية والهدايا المفخخة.
وإذا صحت الترجيحات الأمنية المتسربة عن أن إطلاق الصاروخين على منطقة بعبدا - اليرزة، تم من منصة متنقلة وضعت على شاحنة أو «بيك آب» مخصص لهذا النوع من الصواريخ، نتيجة عدم العثور على منصة إطلاق لهما، كما جرت العادة في مثل هذه الحال، ومثلما حصل حين أطلق الصاروخان على منطقة الضاحية الجنوبية - مار مخايل قبل زهاء شهرين، ثم على الكحالة - الفياضية قبل زهاء الشهر، فإن هذا يعني أن مطلقي الصواريخ يتمتعون بقدرة على الحركة، وينوون اتخاذ كل الاحتياطات للحؤول دون كشفهم.
 رسالة الصاروخين
وفي رأي المصادر المراقبة، أنه سواء صحت الاستنتاجات السياسية التي خرجت بها أوساط «قوى 14 آذار»، باتهامها «حزب الله» أو حلفاءه بإطلاق الصاروخين نتيجة انزعاجه الشديد من كلام سليمان، (وهو ما دانه الحزب ورفضه بشدة في بيانه)، أو أن طرفاً آخر استغل بروز التباعد بين سليمان والحزب ورتب إطلاق الصاروخين، فإن الأمر يصبح أشد خطورة من العمليات السابقة التي حصلت.
وتذهب المصادر المراقبة إلى القول إن هناك فرضية تقول إن الصاروخ الثاني الذي سقط من دون أن ينفجر، في منطقة تبعد زهاء 500 متر عن منزل السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري، الموجود خارج لبنان، هو رسالة تتعلق بالخلافات الإقليمية المتعلقة بالوضع اللبناني.
وفيما تترقب أوساط سياسية عدة ما ستحمله الأيام المقبلة على الصعيد الأمني وسط مخاوف من سيناريوات كثيرة بعد عيد الفطر، فإن ما بعد العيد يفترض أن يشهد أيضاً تبلوراً لمعالم المرحلة السياسية الجديدة التي أطلقتها مواقف سليمان، لا سيما على صعيد تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق تقول المصادر المراقبة إن سليمان وضع سقفاً جديداً يرجح أن يتحكم بمواقف الكثير من الفرقاء كالآتي:
1- إن قوى 14 آذار التي أيدت ما صدر عن سليمان لجهة السلاح والاستراتيجية الدفاعية وإعلان بعبدا وموضوع الحكومة، ألزمت نفسها بهذا السقف، بحيث أنها إذا أقدمت على أي حوار أو توافق من النوع الذي تدعو إليه «قوى 8 آذار» و «حزب الله»، لن تتمكن بعد الآن من أن تنزل عن هذا السقف إذا اضطرت إلى تقديم تنازلات يوجبها ميزان القوى، كما حصل في مراحل سابقة منها اتفاق الدوحة عام 2008 حين كان الانتهاء من الفراغ الرئاسي أحد مواضيع التفاوض بين الفريقين.
وعليه فإن الأوساط المراقبة ترى في تكرار زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في خطابه شرحه المطوّل لأسباب إصراره على التنازل المتبادل بين تياره وبين «حزب الله» عن الاشتراك في الحكومة لمصلحة حكومة من غير الحزبيين، تكريساً لهذا السقف، الذي كانت بعض القوى الوسطية تدعو 14 آذار إلى إبداء المرونة حياله بالقبول بأن تتمثل الأحزاب، نظراً إلى صعوبة إقناع «حزب الله» بأن يتمثل أسوة بغيره بأصدقاء، وميله إلى التشدد بعد تمكنه من تحقيق انتصارات عسكرية في سورية من القصير إلى غيرها، وفي ظل «الهجمة» الأوروبية عليه بتصنيف جناحه العسكري إرهابياً.
2- إن السقف الذي وضعه سليمان سيكون أيضاً ملزماً للقوى التي أيدته، لا سيما لجهة توجهات الحكومة المستندة إلى إعلان بعبدا وإلى تصوره للاستراتيجية الدفاعية التي «عمادها الجيش» كما قال، وفضلاً عن تأكيد استحالة قيام الجيش بمهمة في ظل ازدواجية السلاح، لتعارضها مع تحصين مقدرة الدفاع عن لبنان «حصراً»، بحيث يمسك الجيش «حصرياً» بمستلزمات الدفاع هذا. وهذا كله يرتب البحث عن صيغة مختلفة عن معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» في أي بيان وزاري.
3- إن سقف مواقف الرئيس تستبق الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي يتخوف كثيرون من تعذر تلبيته لعمق الخلافات الداخلية، لكنه سقف سيكون ملزماً للأطراف في تفتيشهم عن الرئيس العتيد من جهة وفي الحكومة المقبلة التي ستتولى سلطات الرئاسة (وفق نص الدستور) إذا تعذر انتخاب الرئيس بحيث تأتي الحكومة الرئاسية تحت هذا السقف أيضاً.
وفيما تقول مصادر مطلعة على موقف سليمان إن طرحه احتمال الحكومة الحيادية لا يعني الإقدام عليها سريعاً، لا سيما أنه لمّح إلى أن «الاستشارات (في شأن حكومة تمثل الجميع) وتحليل المعطيات على وشك النفاد»، بمعنى أنها لم تستنفد كلياً، فإن سقف مواقفه أخذ ينتج معطيات جديدة، أبرزها قول الرئيس الحريري في خطابه أول من أمس، مقابل اعتباره دعوة السيد نصرالله إلى الحوار أنها للاستهلاك، إنه مستعد للذهاب إلى هيئة الحوار بدعوة من رئيس الجمهورية في أي وقت يحدده.
 الحوار والحكومة
وترى المصادر المراقبة أن استعداد الحريري هذا ينهي الغموض الذي ساد المرحلة السابقة حيث بدا أن «المستقبل» يفضل تشكيل الحكومة قبل الحوار. إلا أن مصدراً مقرباً من قيادة «المستقبل» يؤكد «أننا لم نقل في أي مرة أننا لا نشارك في الحوار إلا بعد تشكيل الحكومة، بل كنا نستند إلى موقف الرئيس سليمان الذي كان قال إنه سيدعو إلى الحوار بعد تشكيل الحكومة. لكن يمكن القول إنه بعد موقف الرئيس الحريري نضع ورقة الحوار في يد الرئيس ساعة يشاء ويرى ذلك ضرورياً، سواء قبل أم بعد الحكومة، والقرار له».
أما المعطى الجديد الآخر الذي برز التزاماً بالسقف الذي أخذ يرسمه سليمان فهو في موقف جنبلاط الذي، إضافة إلى تأييده له في موقفه من السلاح وإعلان بعبدا والتدخل العسكري لـ «حزب الله» في سورية، فهو أخذ موقفاً إيجابياً أول من أمس من خيار الحكومة الحيادية، للمرة الأولى، بعد أن كان مصراً على حكومة تمثل الجميع حين أيّد موقفه حياله، في تعليقه على «رسائل الصواريخ».
ماذا يرتب السقف الذي رسمه سليمان على موقف «حزب الله»؟ الأوساط المراقبة نفسها تلاحظ أن السيد نصرالله تجنب في خطابه المتشدد حيال الموضوع الفلسطيني، وحيال الصراع الإقليمي، ذكر مسألة الصواريخ، وتفادى الحديث عن الوضع الداخلي، الحكومي أو المشاركة في القتال في سورية، على رغم حديثه عن الحوار في سياق تطرقه إلى «التحريض المذهبي»، لأن السقف الجديد الذي حدده سليمان محرج للحزب وسياسته أشد الإحراج، بل إن هذه الأوساط ترى أن الهجوم العنيف الذي شنه على الدول الخليجية والاتهامات التي وجهها إليها وحرصه على مخاطبة الآخرين من موقعه الشيعي الصرف هذه المرة، يجعل من المراهنة على دعوته السابقة إلى الحوار ضعيفة الإمكانية، ما ينسف أيضاً المراهنات على أن يقود تقارب إيراني - سعودي إلى حوار بين الحزب و «المستقبل».
وتسأل المصادر: «كيف يمكن تفسير هجوم نصرالله على الدول الخليجية في وقت يتحدث الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني عن إعطائه الأولوية لتحسين العلاقة مع السعودية التي يتردد أنه ينوي أن تكون أول دولة يزورها؟».
 
لبنان أمام محكّ الحكومة «الصعبة» والحوار... الأصعب
الرأي.. بيروت - من ليندا عازار
ماذا بعدما وضع كل من «حزب الله» وتيار «المستقبل» كلّ أوراقهما على الطاولة وحددا اولوياتهما «المتقابِلة» ومشاريعهما «المتواجِهة»؟ وأيّ مفاعيل عمليّة ممكنة لمواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من «سلاح المقاومة الذي تخطى الحدود اللبنانية» ومن «ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي»؟ وأيّ تداعيات للتباعد الشاسع الذي ظهر بين السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري كما لـ «الرسائل الصاروخية» التي وُجهت الى القصر اللبناني على ملف الحكومة الذي يشكّل إحدى حلقات الأزمة اللبنانية التي يتعمّق «ربط النزاع» بينها وبين الحريق السوري؟
هذه الأسئلة دهمت بيروت امس غداة مواجهة المنابر ومبارزة السقوف العالية التي جرت بين الرئيس الحريري والسيد نصر الله والتي عكست في جانب منها عدم واقعية الرهان على تقارُب ايراني - سعودي يتيح «عزل» الواقع اللبناني عن الأزمة السورية في ظل استمرار انغماس «حزب الله» في الحرب السورية وعدم استعداد «المستقبل» لتقديم تغطية سياسية لهذا التورّط في الحكومة ولا العودة الى حوار حول سلاح «حزب الله» يقرّ له بحق مواجهة اسرائيل او الدفاع عن لبنان في وجهها بمعزل عن الدولة.
والواقع ان «جمعة الخطَب» حملت أوضح اشارات الى ان لبنان واقع في قلب الاشتباك الاقليمي والدولي حول سورية وان الفصل بين مسارهما شبه مستحيل، ما يضع المرحلة المقبلة بين حدّيْ إما استمرار «ستاتيكو» التوترات «الموْضعية» من ضمن حال المراوحة الحالية القائمة على «تصفيح» الاهتراء السياسي في انتظار اللحظة المناسبة لاستثمار هذا الانسداد من اللاعبين الاقليميين سواء في الملف السوري او في الواقع اللبناني وتوازناته، وإما انفلات الأمور وانزلاقها الى ما هو أدهى في ضوء ارتفاع منسوب الاحتقانات والانكشاف الامني والضغوط المالية والاقتصادية المتعاظمة نتيجة تعطيل عمل البرلمان و«اليد المشلولة» لحكومة تصريف الاعمال.
والواقع ان يوم المنابر بين الضاحية الجنوبية لبيروت وجدّة حيث يقيم الحريري حمل مفارقات ودلالات استثنائية في الشكل والمضمون أبرزها:
* ان تعمُّد نصر الله كسر التحوّط الامني ليخاطب جمهوره المحتشد في الضاحية الجنوبية لبيروت لاحياء مناسبة «يوم القدس» على مدى أكثر من اربعين دقيقة مباشرة عن منبر خشبي، عكس الاهمية التي يعلّقها «حزب الله» على تعبئة جماهيره، علماً ان ظهور الامين العام للحزب بين مناصريه هو السادس منذ نهاية حرب 2006 مع اسرائيل لكنه كان هذ المرة الأطول.
وبدا واضحاً ان نصر الله الذي يواجه حزبه المزيد من العزلة العربية والدولية نتيجة مشاركته في الحرب السورية، أراد شد عصَب جمهوره من خلال خطاب غير مسبوق غلب عليه «فائض التعبئة» الشيعية، والتي بلغت حد اعلانه صراحة «اننا نحن شيعة علي بن أبي طالب، لن نتخلى عن فلسطين، ولا عن شعب فلسطين... قولوا رافضة، قولوا إرهابيين قولوا مجرمين، قولوا ما شئتم واقتلونا تحت كل حجر وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد،... نحن شيعة علي، لن نترك فلسطين. وأقول لكل العالم: نحن حزب الله، سنتحمل مسؤولياتنا بمقدار ما يقع علينا من مسؤوليات، ونحن الحزب الإسلامي الشيعي الإمامي الإثنا عشري لن نتخلى عن فلسطين والقدس ومقدسات هذه الأمة»، محدداً المواجهة مع اسرائيل كأولوية رئيسية، ومعلناً «شكراً ايران وسورية» في موازاة هجوم على دول الخليج وإعلامها.
وبينما استرعى الانتباه ابتعاد نصرالله في كلمته عن الشؤون الداخلية ما خلا تأكيد دعمه للجيش، فان كلامه من الموقع الشيعي وتثبيته عنوان فلسطين من باب ان «لا احد في العالم يملك أي تفويض في أن يتخلى عن حبة رمل واحدة من ترابها أو عن قطرة من مياهها» واعتباره «إزالة اسرائيل مصلحة وطنية لبنانية ولكل الدول العربية الاسلامية» اكتسب رمزيته لتزامنه هذه السنة مع استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في واشنطن، كما عكس ما يشبه عملية ربط جديدة للسلاح بهذه القضية المركزية بعدما طغى الانغماس في الحرب السورية على وُجهته.
* ان الحريري الذي برر غيابه الشخصي عن لبنان منذ اكثر من عامين بضرورات «التزام الحيطة والحذر»، قدّم «جردة» حساب للعلاقة الاشكالية مع «حزب الله» منذ العام 2005 مطلقاً مواقف بالغة التشدد حيال سلاح الحزب باعتباره «اساس المشكلة»، ومبدياً الانفتاح على الحوار بعد تشكيل الحكومة، ومقدماً مبادرة في هذا السياق قاعدتها ان «نضحي نحن وحزب الله فنعزل انفسنا عن المشاركة في الحكومة برئاسة الرئيس تمام سلام كي لا تتفجّر من الداخل وليتم تسيير شؤون الناس» وراسماً «مستحيلات» ابرزها استحالة القبول بصيغة «جيش وشعب ومقاومة»، لأن المقاومة ذهبت إلى سورية وتركت الجيش والشعب في لبنان، واستحالة تغطية «حزب الله» الذي غرق في سورية بالدم السوري.
وفي خطابه الذي استمر نحو 50 دقيقة وأطل عبره من خلال شاشات عملاقة على نحو 20 الف مدعو الى إفطارات أقيمت في كل من بيروت وطرابلس وصيدا واقليم الخروب، وعكار والمنية، الضنية، البترون، وجبيل وكسروان والبقاع الغربي والاوسط والشمالي وعرسال، قدم الحريري ما يشبه «المضبطة الاتهامية» ضد «حزب الله»، عارضاً تطور الخلاف مع سلاح الحزب بعد العام 2005، وسقوط مبادرات الحوار الواحدة تلو الأخرى، بما في ذلك حكومات الوحدة الوطنية وصولاً الى اعلانه ان «سلاح الحزب فقد صلاحيته في مواجهة اسرائيل اذ ذهب للقتال في سورية بعدما تحوّل عقب حرب يوليو 2006 قوة ضغط على الحياة السياسية ووسيلة لترهيب الخصوم السياسيين، والأهم أن هذا السلاح أصبح منذ 2005 موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين».
واذ اكد الحريري أن «لا مخرج للبنان من النفق ومن رمال التوتر والاحتقان الطائفي إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح»، اعتبر ان «الصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع رسالة ارهابية هدفها النيل من رموز الدولة وإطاحة إعلان بعبدا»، محملاً «حزب الله» مسؤولية جعل الدولة «الركن الاضعف في المعادلة الداخلية في ظل سلاح يعبر يوميا عن فائض القوة».
وفي حين أكد رفض «أي شكل من أشكال الانتقائية اذ لا سلاح غير شرعي بسمنة وسلاح غير شرعي بزيت»، اكد ان «السلاح والدولة لا يلتقيان» متسائلاً: «ماذا سيفعل حزب الله اذا سقط النظام السوري وطار بشار؟»، وداعيا الى «اتفاق تاريخي يعيد الاعتبار الى الدولة ويؤكد حصريتها في امتلاك السلاح واستخدامه».
وفي موازاة ذلك، شخصت الانظار على انعكاسات هذا الاصطفاف الحاد على ملف الحكومة في حين لم يكن صدر حتى الى ساعات بعد ظهر امس اي ردّ من «حزب الله» على كلام الحريري ومبادرته. علماً ان الرئيس سلام، الذي جدد زعيم «المستقبل» الثقة به في معرض الردّ على الدعوات من 8 آذار لعودته الى لبنان وترؤس حكومة وحدة وطنية، أكد رغبته بتشكيل «حكومة مصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن لغة التحدي والاستئثار والمحاصصة والاستفزاز بالتوافق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان صاحب المواقف الوطنية المتقدمة التي ما فتئت تستجلب عليه صواريخ الحقد».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,922,123

عدد الزوار: 6,972,002

المتواجدون الآن: 78