«14 آذار» تتريّث في تقييم المبادرة الروسية و«8 آذار» تحاذر اعتبارها انتصاراً للأسد...الطيران الإسرائيلي كثّف طلعاته فوق العرقوب ومزيد من النازحين للمنطقة خشية ضرب سوريا

سليمان لن يبقى في الرئاسة عند انتهاء ولايته يرفض الثلث المعطل و"السعودية لا تعرقل تأليف الحكومة"...التطورات السورية تجمد أعمال تشكيل الحكومة اللبنانية و«14 آذار» تتهم حزب الله بالعرقلة

تاريخ الإضافة الخميس 12 أيلول 2013 - 7:31 ص    عدد الزيارات 1858    القسم محلية

        


 

سليمان سيطعن بالتمديد له ويؤكّد أن السعودية لم تعرقل الحكومة الأمن الذاتي يتمدّد وشربل يحدّد أطراً ضابطة للحرس البلدي
النهار...
يعيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعض الحيوية الى الحياة السياسية المجمدة على وقع الضربة التي كانت متوقعة لسوريا، والتي تسببت بشلل في معظم القطاعات. وقد تبودلت رسائل متشنجة بين فريقي 8 و 14 آذار في الايام الاخيرة قبل ان تنفرج أسارير البعض بفعل نجاة لبنان من تداعيات تلك الضربة، الامر الذي يعيد امكان البحث في مسار التأليف الحكومي. وامس بدا الرئيس سليمان واثقا من قيام حكومة جديدة على الاقل قبل انتهاء ولايته في ايار المقبل، وقال لـ "النهار" انه لا يسعى قطعا الى التمديد، "يهمني ان أسلم الامانة في أفضل الظروف. لا أميل الى الاعتقاد ان هناك من يسعى الى الفراغ. الدستور واضح في ان مجلس الوزراء مجتمعا يتولى المسؤولية الدستورية والتحضير لانتخابات الرئاسة في أقرب وقت". واذا تم الاتفاق على التمديد؟ يجيب (ضاحكاً): "أطعن بهذا التمديد".
ولدى سؤاله عن تطيير تأليف الحكومة في الايام الاخيرة، ينفي سليمان لزواره كل المعلومات المتعلقة بذلك، مع اصراره الدائم على ولادة حكومة جامعة ووحدة وطنية "وانا لست مع الثلث المعطّل" ومع مشاركة الجميع في هذه الحكومة وعدم استبعاد "حزب الله" عنها.
وينفي بشدة أن يكون رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز وراء عرقلة تأليف الحكومة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة "هو لم يتعاط هذا الموضوع. انا على مستوى موقع رئاسة الجمهورية لم أسمع بهذه العرقلة. واذا توافرت معطيات الولادة فإن التشكيلة تركب في خمس أو ست ساعات".
ولا يمانع سليمان في ما ورد في "خريطة الطريق" التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا يعارض أيهما قبل الحكومة أو الحوار أو العكس شرط أن يقبل الرئيس المكلّف بهذا الأمر ويقصد موضوع الحكومة.
بري
في المقابل، يعود الرئيس بري الى خريطة طريقه التي أطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر. وقال لـ "النهار" ان طرحه لا ينتقص من السلطتين التنفيذية والتشريعية. "فأنا لا أريد الانتقاص من أحد".
وردا على قبول البعض بمشاركة "حزب الله" في الحكومة، يقول: "لا احد يربحنا جميلا باشراك الحزب وهو ليس في حاجة الى صدقة من احد. الحكومة لن تتشكل من دون الحزب، وهذا الامر يسري على المستقبل والاشتراكي وسائر مكونات الوطن. لا يبيعنا احد من كيسنا".
السنيورة والامن البلدي
على صعيد آخر، أثار الموضوع الذي طرحته "النهار" عن الامن الذاتي وتسليح العناصر البلدية، اهتمام مرجعيات ووزراء ونواب تخوفا من انتشار مسلح ميليشيوي تحت غطاء الشرعية، خصوصا ان لا ضوابط تحكم عمل الشرطة البلدية في اختيار رجالها او تدريبهم.
وعلمت "النهار" ان رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة اتصل امس هاتفيا بوزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل ولفته الى خطورة التشجيع على استخدام الحرس البلدي المسلح الذي قد تستغله أحزاب من أجل فرض الامن الذاتي في عدد من المناطق بما يشيع حالة ميليشيوية خارج نطاق القانون الذي يفرض نطاقا محدودا لعمل هؤلاء الحراس. وقد انعكس موقف الرئيس السنيورة في البيان الصادر عن الاجتماع الاسبوعي لـ"كتلة المستقبل"، اذ لفت "عناية المسؤولين والرأي العام إلى محاولات بعض الأطراف تعميم إجراءات الأمن الذاتي المسلح عبر توسيع مهمات الشرطة والحرس البلدي، بما يتجاوز ما يسمح به قانون البلديات لأنه قد يشكل استخداما مشبوها لقوى الأمر الواقع في مهمات تدخل في صلب صلاحيات القوى العسكرية والأمنية الشرعية".
شربل
وسألت "النهار" الوزير شربل عن الاتصال، فأوضح ان السنيورة "أبدى تخوفه من تسرّب الحزبيين الى العمل البلدي فطمأنته الى أنني حددت أطرا من أجل ضمان سلامة هذه المهمة ومنها اعتماد السجل العدلي للتأكد من وضع الحرس البلدي، وانهم من غير المطلوبين ومعروفين من سكان المنطقة ويتمتعون بالصفات التي تجعلهم مؤهلين للتعامل مع المواطنين في نطاقهم البلدي".
وأضاف: "لم نقدم على هذه الخطوة من اجل توفير تنفيعات للاحزاب والسياسيين وسنحرص على ضبط عمل هؤلاء الحراس وفق القوانين المرعية الاجراء، بما يوفر ما أمكن من طمأنينة للمواطنين الذين يريدون ان يروا ان هناك من يسهر على أمنهم". وتساءل: "من أين سنأتي بحراس من خارج الواقع اللبناني؟ هل نستوردهم من سويسرا مثلا... لقد أكدت في الاجتماعات مع البلديات ان تمارس توجيها مشددا لكي ينضبط الحرس البلدي في نطاق العلاقات اللائقة مع المواطنين، وهذا ما شرحته للرئيس السنيورة مؤكدا له ان دور الحراس البلديين سيكون مساعدا للقوى الامنية". وأشار الى "ان هناك بلديات كبرى وأولاها بلدية بيروت لديها امكانات يجب الاستفادة منها. فبلدية بيروت لديها 800 شرطي بلدي يتقاضون معاشات وبالتالي فان في الامكان الافادة من قدراتهم في الحراسة وتنظيم السير الذي تتولاه قوى الامن وهو ليس من مهماتها باعتبار ان دورها محصور بالطرق الدولية. ولهؤلاء الحراس دور ايضا في تسليم المشتبه فيهم الى المخافر، علما ان عددا من البلديات تمكنت من القبض على عصابات ونالت تنويها منا".
مخطوفو اعزاز
وأمس، اعتصم أهالي المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز للمرة الثانية امام دارة الرئيس نبيه بري في عين التينة احتجاجاً على استمرار توقيف ثلاثة من ذويهم في قضية خطف الطيارين التركيين مراد اقجا ومراد اكبينار قبل اكثر من شهر، وحمل الاهالي لافتاتهم وقصدوا "الاستاذ" خصوصاً ان بين الموقوفين عنصراً من شرطة مجلس النواب أوقف راتبه بعد أيام من توقيفه. وبحسب الاهالي لم تثبت اي تهمة على الموقوفين حسن صالح ومحمد صالح ونديم زغيب وهم أقارب المخطوفين في اعزاز جميل صالح وعلي زغيب.
 
سليمان لن يبقى في الرئاسة عند انتهاء ولايته يرفض الثلث المعطل و"السعودية لا تعرقل تأليف الحكومة"
النهار...رضوان عقيل
هواء أيلول والاشجار المحيطة بقصر بيت الدين يساعدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان للادلاء بمواقف وتقديم أجوبة عدة ينتظرها اللبنانيون وخصوصاً في مثل هذه الايام الحبلى بالاخبار والتطورات السورية وانعكاساتها على لبنان وما اذا كانت مفاعيلها سترتد عليه على رغم ما يعانيه ازاء تدفق اللاجئين السوريين الى ربوع بلد يشقه الانقسام السياسي.
ما يشغل سليمان في هذا التوقيت الساخن الذي تجتازه بلدان المنطقة هو سعيه للتوصل الى الحد الادنى من القواسم المشتركة والعمل على ما هو الأربح، الذي يفيد البلد بعيداً من الحسابات الطائفية أو المخارج التي تناسب هذا الفريق أو ذاك.
وفي معرض سؤاله عن تطيير تأليف الحكومة في الايام الاخيرة، ينفي سليمان كل هذه المعلومات التي تداولها البعض ونقلتها وسائل الاعلام مع اصراره الدائم على ولادة حكومة جامعة ووحدة وطنية "وانا لست مع الثلث المعطّل" ومع استمراره في بذل المساعي لمشاركة الجميع في هذه الحكومة وعدم استبعاد "حزب الله" عنها.
ويؤكد ثانية في جواب له ان "الثلث المعطل ليس متاحاً الآن وان رئيسي الجمهورية والحكومة يقدمان الضمانات للجميع".
وينفي بشدة أن يكون رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز وراء عرقلة تأليف الحكومة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة "هو لم يتعاط في هذا الموضوع. انا على مستوى موقع رئاسة الجمهورية لم أسمع بهذه العرقلة. واذا توفرت معطيات الولادة فإن التشكيلة تركب في 5 أو 6 ساعات".
ويقول "لا أقدر أن أقول انا رئيس الجمهورية اذا لم تشكل حكومة، وحسناً قال الرئيس المكلّف تمام سلام أن المطلوب حكومة واقع وليس أمر واقع وهو عليه واجب ويتحمل مسؤوليات. وفي النهاية الحكومة ستشكل وهذا ما أسعى وأعمل عليه".
ولا يمانع سليمان ما ورد في "خريطة الطريق" التي أطلقها رئيس مجلس النواب ولا يعارض أيهما قبل الحكومة أو الحوار أو العكس شرط أن يقبل الرئيس المكلّف بهذا الأمر ويقصد بالأخيرة موضوع الحكومة.
ويعود سليمان في معرض أكثر من سؤال عن "إعلان بعبدا" والظروف التي ولد فيها هذا الاعلان إبان انعقاد طاولة الحوار وكيف جرى وضعه على الشاشة أمام الأعضاء المجتمعين آنذاك وكيف كان الطرفان (8 و14 آذار) يعارضانه. ويذكر كيف وقف الرؤساء نبيه بري وأمين الجميل ونجيب ميقاتي للاستفسار عنه (الاعلان) والسؤال عن بنوده وما يحمله وكيف جرت إدخال تعديلات عليه وانه "لم يكن ابن ساعته".
ويعود أيضاً الى ابلاغه بلدان الخليج آنذاك ان لبنان لا يستطيع أن تكون أراضيه ممراً للسلاح الى سوريا وان "هذا الاعلان يصب في مصلحة الجميع وأن يبقى كما هو وان لا يزيد عليه احد اي شيء والمزايدة في هذه النقطة تضر هذا الاعلان".
ولا تستوي الجلسة مع سليمان من دون السؤال عن العلاقة اللبنانية – السورية وكيف انه لم يلتق ولم يتحدث ولو في اتصال مع الرئيس بشار الاسد وخصوصاً بعد ملف الوزير السابق ميشال سماحة واتهامه بنقل متفجرات الى لبنان. يقول سليمان ان ضميره مرتاح حيال هذه القضية وتعاطيه معها والتي كادت ان تسبب (المتفجرات) كارثة".
ويروي كيف ان القضاء اللبناني عرض أمامه جملة من الوقائع. ومنذ ذلك الحين "فتحت علي نار جهنم من الاطراف المؤيدة لسوريا".
ويرجع سليمان رسم هذه العلاقة وامكان استمرارها الى ما ينص عليه اتفاق الطائف في هذا الشأن.
ومن الملفات التي تشغل سليمان في هذه الأيام هو خطر الجماعات التكفيرية والتصدي لها وكان قد ناقش هذه النقطة باسهاب مع وفد مجلس الشورى الايراني الذي زاره في الاسبوع الفائت برئاسة علاء الدين بروجردي.
ومنعاً من ان يحدث كلامه هذه "نقزة" عند السنة، يستذكر مواقف سياسييها ابان معارك نهر البارد وكيف وقف ابناء هذه الطائفة وخصوصاً في طرابلس مع الجيش. وان 80 في المئة من شهداء هذه المؤسسة كانوا من السنة فضلاً عن مشاركتهم في تطويق ظاهرة الشيخ احمد الاسير "ورجعت (الطائفة) ووقفت ضده".
يواصل سليمان مساعيه رغم صعوبة الطريق واقتراب موعد انتهاء ولايته الرئاسية على خلق القواسم المشتركة ووحدة الصف بين اللبنانيين قدر الامكان والظروف التي تسمح له بذلك. وان الوضع في البلد في رأيه يحتاج الى عناية أكبر في ظل ما تلوح به المعطيات الأخيرة في الفضاء السوري.
وفي لقائه الأخير والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمس ان احتمالات الضربة ضد سوريا قد تراجعت، لكنه في الوقت نفسه لا يحبذ الدخول في النيات. وهو على الرغم من ادانته ورفضه الشديد لاستعمال السلاح الكيميائي فانه يترك للسياسة ان تأخذ مجراها.
وقرأ في جلسته وهولاند ان ثمة "فتحة سياسية" ما تحضر في الصالونات الديبلوماسية العليا وهو يتمنى نجاح المساعي الروسية. وتوصل الى معطيات فرنسية وهي ان هولاند ليس لديه ثقة لا بل انها مفقودة حيال النظام السوري.
وفي خضم متابعات رئيس الجمهورية والاتصالات التي يقوم بها في هذا الشأن هو سعيه الى تحييد لبنان وهذا ما يركز عليه في مواقفه المعلنة ولقاءاته مع المعنيين. يريد ان يبعد البلد عن كل ردة فعل. وهذا ما قاله لـ"حزب الله" عبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وسيلتقيه ثانية في موعد قريب جرى تحديده على اجندة مواعيد سليمان.
ورداً على سؤال عن تطور الوضع في سوريا نحو الأسوأ، فانه يتحدث ان "لا ضمانات" في السياسة والحروب، مع العلم انه سمع "اجواء ايجابية" في هذا الشأن وانه يرى أيضاً ان مصلحة لبنان لا تغيب عن حسابات "حزب الله". وسئل سليمان ان اشارات التمديد له في رئاسة الجمهورية بدأت تلوح في الأفق؟ وان الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط باشرا الاعداد لهذا الموضوع، يجيب (ضاحكاً) "لم يخبرني أياً منهما في هذه المسألة. والدستور يقول عندما تنتهي الولاية (في 25 أيار المقبل) تتسلم الحكومة هذه المسؤولية والحكومة ستشكل مليون في المئة".
ويرى ان التغيب عن استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية يخالف الديموقراطية وعدم توفير النصاب المطلوب أمر غير صحيح وغير وطني وهو عمل اجرائي.
وثمة شخصيات عدة في البلد وهي معروفة تحمل هذه المسؤولية. واذا جرى الاتفاق على هذا التمديد، يرد (ضاحكاً) "أطعن بهذا التمديد".
وكان سليمان قد استقبل وفداً من رابطة خريجي كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية برئاسة الزميل عامر مشموشي.
 
«انفراجة» تراجع احتمالات ضرب سورية لا تنعكس إيجاباً على تأليف حكومة لبنان
بيروت – «الحياة»
انعكست المواقف الدولية من ملف الأسلحة السورية الكيماوية، بعد قبول الولايات المتحدة البحث في المبادرة الروسية القاضية بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية وموافقة النظام السوري عليها، استرخاء نسبياً على الساحة السياسية اللبنانية، لعلها تجنب لبنان تداعيات الضربة العسكرية المحتملة لسورية، إذا نجحت المفاوضات في هذا الشأن على الصعيد الدولي.
وإذ اهتم كبار المسؤولين اللبنانيين برصد المواقف الدولية وبمعرفة مدى تراجع حظوظ الضربة العسكرية لمصلحة الحل السياسي في هذه المرحلة من الأزمة السورية، فإن الانقسام السياسي الداخلي حول هذه الأزمة والذي ينعكس على عملية تأليف الحكومة الجديدة بقي على حاله.
وتمنى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «يُبنى على العرض الروسي لتسوية الوضع في سورية»، مشيراً الى أنه لمس أجواء دولية إيجابية لتحييد لبنان في حال تعرضت المنطقة لتطورات. وقالت مصادر وزارية إن سليمان استند في ذلك الى تطمينات من غير سفير غربي ومنهم السفير الأميركي الجديد ديفيد هيل الذي أدلى بأكثر من تصريح في زياراته البروتوكولية للقيادات اللبنانية عن سعي بلاده الى تجنيب لبنان تداعيات أي عمل عسكري ضد سورية، إذ أبلغ أكثر من مرجع أن أي عمل عسكري لن يستخدم الأجواء اللبنانية، لتفادي أي إحراج للبنان وحرصاً على الاستقرار فيه.
وفيما كرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى تسريع عملية التأليف هذه لمواجهة التحديات، استقبل سليمان عصر أمس رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النيابية محمد رعد وعرض معه «التطورات السياسية والحكومية الراهنة، إضافة الى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط»، وفق القصر الرئاسي.
وتفيد مصادر مواكبة لتأليف الحكومة بأن الاتصالات في هذا الشأن كانت تجمدت حين تصاعد حديث الضربة العسكرية على سورية، نظراً الى استمرار المواقف على حالها: قوى 14 آذار قبلت بالحكومة الجامعة على أساس التمثيل المتساوي للفرقاء من دون ثلث معطل (8+8+8)، وكذلك سليمان والرئيس المكلف تمام سلام، وقوى 8 آذار تصر على الحصول على 9 وزراء وأن يسمي تحالف «أمل» – «حزب الله» الوزراء الشيعة الخمسة، ورفض تسمية الوزير الخامس من قبل الرئيسين.
وأضافت المصادر: «في وقت غلب الاعتقاد أن أياً من الفرقاء ليس مستعداً لتعديل موقفه، خصوصاً حزب الله، في انتظار معرفة ما سيحصل بعد الضربة المحتملة، فإن تقدم المبادرة الروسية سيؤدي الى إطالة الأخذ والرد في ما يخص الأزمة السورية وبالتالي سيؤدي الى مزيد من التأخير في تأليف الحكومة ومن الأفضل تجنب الانتظار أكثر والمبادرة الى تسريع تأليف الحكومة».
وكانت قوى 14 آذار رفضت فكرة حصول 8 آذار على الثلث المعطل، عبر وزير ملك أو اسم متفق عليه، مع الوزراء الشيعة، وكذلك زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري. كما رفضه الرئيسان سليمان وسلام.
وأوضحت المصادر أن الرئيس سليمان يأمل بأن يغادر في 23 الجاري الى نيويورك لحضور الاجتماع الدولي لدعم لبنان في ظل حكومة جديدة، لأن الدعم الذي ينتظر أن يقدمه المجتمع الدولي بنتيجة هذا الاجتماع الذي ترعاه الأمم المتحدة بموافقة الدول الكبرى قاطبة، لتحصين الاستقرار فيه، يتناول مساعدة الجيش اللبناني والمساعدات لمعالجة مشكلة النازحين السوريين، إضافة الى الدعم السياسي للمؤسسات والرئاسة، وهو ما يتطلب آلية تنفيذية تتولاها الحكومة، تفضل الدول الكبرى أن تكون حكومة كاملة الصلاحية وفعالة. إلا أن استمرار التباعد في مواقف الفرقاء من صيغة الحكومة ما زال يحول دون ذلك.
واشارت المصادر الى أنه كان هناك توجه نحو تأليف حكومة على أساس (8+8+8) وأن تعاد تسمية الوزيرين حسين الحاج حسن ومحمد فنيش لـ «حزب الله» ووزيرين شيعيين للرئيس نبيه بري، إضافة الى 4 وزراء مسيحيين لـ «تكتل الإصلاح والتغيير» برئاسة العماد ميشال عون، إلا أن بري و «حزب الله» حذّرا من خطوة كهذه حين بلغهما الأمر بالتواتر، وأكدا نيتهما الانسحاب من حكومة كهذه، والقيام بتحركات في الشارع اعتراضاً عليها.
 
«المستقبل»: «الأمن الذاتي» يتمدد إلى بيروت والنظام السوري والأسد يجب ألا يفلتا من العقاب
بيروت - «الحياة»
حملت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان «المجتمع الدولي مسؤوليته في ضوء الأنباء الأولية عن تفاهم دولي يبدو أنه يجري التوصل إليه ويرمي إلى منع النظام السوري من الاستمرار في استعماله أسلحته الكيميائية لإبادة شعبه».
ودعت الكتلة «إلى اتخاذ إجراءات جدية وعملية وعاجلة لوقف اعتداءات النظام السوري على شعبه ومعاقبته على الجرائم التي ارتـكبـها منـذ انـدلاع الثورة في سورية والتي أدت إلى سقوط أكثر من 120 ألف قتيل وضعف هذا العدد من الجرحى والمشوّهين، وإلى تهجيـر ما يـزيـد عـن ثلث الشعب السوري داخل سورية وخارجها».
وشددت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، على تحميل «النظام السوري وفي مقدمه رئيسه بشار الأسد مسؤولية استخدام أسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستمراره في ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب السوري والتي لا يجوز أن يفلت مرتكبوها ومن أمر بارتكابها من العقاب».
وتوقفت الكتلة أمام «ما يتم تناقله عن معارك عسكرية في محيط بلدة معلولا التاريخية لما لها من رمزية دينية»، مستنكرة «أشد الاستنكار، أي اعتداء على الأماكن التاريخية المسيحية المقدسة في البلدة من أي جهة أتى، وتستنكر أيضاً أي اعتداء سبق أن استهدف أو يمكن أن يستهدف أماكن تاريخية ومقدسة لدى كل من المسلمين والمسيحيين». ودعت إلى «توخي الدقة لدى الحديث عن مثل هذه الاعتداءات، التي يروّجها النظام السوري وآخرون، بحيث لا تصبح مادة للتجاذبات والتحريض والإثارة والاستغلال السياسي البعيد عن الحقيقة».
 توقيت الهجوم على معلولا
ورأت «في توقيت الحديث عن الهجوم على معلولا أمراً مثيراً للشبهة لأنه يأتي في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى الجرائم التي ارتكبها النظام السوري عبر استعماله الاسلحة الكيمياوية في حق شعبه».
وتوقفت الكتلة عند «ادعاءات النظام السوري الكاذبة والخبيثة لجهة أنه يحمي الأقليات وعلى وجه الخصوص المسيحيين»، مذكرة «بارتكابات هذا النظام واستخباراته خلال سنوات طويلة وما قام به من اضطهاد للبنانيين، إلى أي طائفة انتموا وفي مقدمها الطوائف المسيحية ما يثبت بالدليل القاطع أن النظام السوري لا يمكن أن يكون حامياً للمسيحيين في لبنان ولا في سورية».
وتوقفت الكتلة عند «تكاثر وتكرار الأحداث والمشكلات الأمنية في أكثر من منطقة والناتجة من تداعيات حال الأمن الذاتي التي يفرضها حزب الله وينفذها في كل من الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان». واستنكرت «هذه الإجراءات التي سبق أن حذرت منها، وما جرى في برج البراجنة ومنطقة جبيل من الدلائل على خطورة ضرب هيبة الدولة وسلطتها على أراضيها ويهدف إلى الحلول مكانها وسلب دورها».
واستنكرت «تمدد حال وإجراءات الأمن الذاتي إلى شوارع ومناطق في العاصمة بيروت حيث بدأت تنتشر المظاهر والإجراءات الأمنية الحزبية وخصوصاً في الليل ما يروع الأهالي والسكان والمتنقلين ويهدد بعودة شبح الماضي البغيض من سيطرة الميليشيات والشبيحة على الطرق».
ولفتت «المسؤولين والرأي العام إلى محاولات بعض الأطراف تعميم إجراءات الأمن الذاتي المسلّح عبر توسيع مهام الشرطة والحرس البلدي بما يتجاوز ما يسمح به قانون البلديات لأنه قد يشكل استخداماً مشبوهاً لقوى الأمر الواقع في مهام تدخل في صلب صلاحيات القوى العسكرية والأمنية الشرعية».
ورأت الكتلة «أن المحاولة الأخيرة التي بذلها رئيسا الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة للخروج من الوضع الراهن عبر تشكيل حكومة مؤلفة وفقاً لقواعد أعلنها الرئيس المكلف، جرى إجهاضها من قبل حزب الله، عبر إصراره على بدعة الثلث المعطل وهو لا يزال يسعى إلى صيغة تضمن له التملّص من إعلان بعبدا الذي تمّ التوافق عليه في هيئة الحوار الوطني». وجددت مطالبة الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام بالمسارعة إلى تشكيل الحكومة، «لأن الوضع لم يعد يحتمل التأخير وشؤون الناس الاقتصادية وأوضاع المؤسسات باتت في حال كارثية لا يمكن الاستمرار فيها في ظل الأخطار المتمادية والتراجع الكبير في المؤشرات الاقتصادية».
 
التطورات السورية تجمد أعمال تشكيل الحكومة اللبنانية و«14 آذار» تتهم حزب الله بالعرقلة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. ضاعفت المتغيرات في سوريا من العراقيل التي تحول دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة، بعد خمسة أشهر على تكليف رئيس الحكومة تمام سلام، وسط اتهامات متبادلة بين فريقي «8 آذار» و «14 آذار» بأنهما يعولان على المستجدات السورية لتقديم تنازلات في شروطهما التي تعرقل التأليف، في وقت أعلن عضو الكتائب النائب إيلي ماروني أن الخلاف انتقل إلى البيان الوزاري، بعد وصول الجميع إلى قناعة بأنه إذا كان هناك من حكومة جامعة، فسيكون حزب الله ممثلا فيها.
ولم يفتتح هذا الأسبوع على أي تطور من شأنه أن يبشر بتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، على الرغم من أن الأسبوع الماضي أقفله الرئيس سلام على لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وإجرائه اتصالات مع الأفرقاء السياسيين في البلاد. وقالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ«الشرق الأوسط»: «لا تطور جديدا على صعيد التأليف»، مؤكدة أن الرئيس سلام «يواصل اتصالاته مع الأفرقاء السياسيين لحلحلة العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة».
لكن هذه العقد، كبيرة ومتشعبة بين الوضع الداخلي والمستجدات الإقليمية التي تنفي المصادر نفسها أن يكون الرئيس سلام ينتظرها، مؤكدة أن سلام «لا يربط بين المتغيرات الإقليمية، والسورية تحديدا، وبين تشكيل الحكومة»، مشددة على أنه «يواصل إجراء الاتصالات لتذليل العقبات».
وتحول العقبات الداخلية أيضا دون تأليف الحكومة، وسط إصرار فريق الثامن من آذار (المتحالف مع إيران وسوريا) على تمثيل كل القوى السياسية في الحكومة، ومن ضمنها حزب الله الذي ترفض قوى «14 آذار» مشاركته، وقدم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عرضا له، عبارة عن تنازل تيار المستقبل عن ترشيح محازبيه في الحكومة، مقابل عدم توزير محازبين من حزب الله. ويعد هذا الشرط، من أبرز العراقيل، كما تقول مصادر مواكبة للتأليف، مشيرة إلى أن «الشروط والشروط المضادة، تحول دون تشكيل الحكومة وتجمد الخطوات الآيلة لتأليفها». ويصر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة على ثلاثة مبادئ لتأليف حكومته، هي عدم توزير محازبين ورفض الأسماء الاستفزازية في الحكومة، فضلا عن تقسيم الحصص على قاعدة 8+8+8، وهي الحصص المقسمة بالتوازي بين 8 و14 آذار والوسطيين.
وفيما ينشغل اللبنانيون بالتطورات السورية، وسط تحفظ حزب الله عن الإدلاء بأي تصريح بشأن الضربة المحتملة على سوريا، برزت معطيات جديدة، أعلنها عضو كتلة الكتائب النائب إيلي ماروني، الذي كشف أنه «بات جميع الأفرقاء على قناعة أنه إذا كان هناك من حكومة جامعة فيجب أن يكون حزب الله مشاركا فيها»، لافتا في حديث لوكالة «أخبار اليوم» إلى أن «الخلاف بقي بشأن البيان الوزاري، لأن الفرقاء الموقعين على إعلان بعبدا مختلفين على معادلة الشعب والجيش والمقاومة، كذلك بالنسبة إلى الثلث المعطل لوضع رقبة الحكومة تحت سيف الثلث المعطل الذي يملكه فريق معين».
ويتفق ماروني مع مسؤولين آخرين، أنه «انطلاقا مما يجري في سوريا، فإن الجميع منشغلون بالوضع المتأزم ولا يوجد أي أفق لإمكانية تشكيل حكومة في المدى المنظور لأن كل فريق ما زال متمسكا بارتباطاته الإقليمية ومواقفه التي لا تتبدل ولا تتعدل».
وتنسحب تقديرات ماروني على تيار المستقبل، إذ أكد النائب خضر حبيب أن «هناك استحالة في تأليف الحكومة»، لافتا إلى أن «الاتصالات عادت إلى المربع الأول وبالتالي فإن المشاورات قد توقفت بالتزامن مع التطورات المتسارعة». واتهم حبيب قوى «8 آذار»، وفي مقدمها حزب الله، برفض صيغة 8 + 8 + 8 «لأنه يريد أن يسيطر على لبنان سياسيا وميدانيا»، داعيا إلى «حكومة وحدة وطنية جامعة لتأمين شبكة أمان سياسية تنسجم مع سياسة النأي بالنفس إذا ما تم توجيه ضربة ضد النظام السوري». وإزاء تجميد البحث بتشكيل الحكومة، دعا وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي الأفرقاء السياسيين إلى «التحلي بالواقعية في ظل الوضع الصعب والمضطرب الذي نعيشه اليوم من أجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام والعمل على تأليف حكومة جامعة لكل اللبنانيين نجلس من خلالها إلى الطاولة لحماية البلد في هذه الظروف الصعبة».
 
«14 آذار» تتريّث في تقييم المبادرة الروسية و«8 آذار» تحاذر اعتبارها انتصاراً للأسد
  بيروت - «الراي»
ساد المشهد اللبناني في الساعات الأخيرة ما يشبه الوجوم الشامل الذي تسبّبت به تطوّرات الأزمة السورية وبروز مفاجأة التسوية الكيماوية المحتملة من دون إسقاط احتمالات الضربة الاميركية للنظام السوري، وهو الأمر الذي ترك الوسط السياسي اللبناني امام حيرة واضحة تُرجمت في تجنب اتخاذ مواقف فورية من هذه التطورات.
ومع ان الامر لا يبدّل في حال الانتظار والترقب التي كانت سائدة اصلاً في لبنان والتي جُمّدت معها كل المساعي المتصلة بأزمة تشكيل الحكومة الى ما بعد حسم القرار الاميركي والتصويت عليه في الكونغرس، فان القوى السياسية الداخلية بدت على حذر شديد في تقويم التطورات الاخيرة، فلا انبرت قوى 8 اذار الى تصوير التسوية المحتملة للسلاح الكيماوي بمثابة انتصار للنظام السوري على ما كانت تدأب على تصوير كل تطور، ولا قوى 14 اذار بدت راغبة في الادلاء بدلوها حيال امكان حصول الضربة او تأجيلها اقله حتى الساعة.
ويعكس هذا التريث لدى الجانبيْن الاساسييْن في لبنان المقدار العالي من التهيّب الذي باتت تشعر به القوى اللبنانية على مختلف توجهاتها حيال تسارُع التطورات الجارية وعدم اتضاح التوجهات الحاسمة في ما يتعلق بالضربة لسورية من عدمها.
وتؤكد اوساط مطلعة في هذا السياق لـ «الراي» ان الوضع الداخلي لن يشهد اي تحرك سياسي يُعتد به قبل اسابيع عدة على الاقل وخصوصاً ان دخول عامل التسوية الكيماوية على خط الاستعدادات لضربة اميركية للنظام السوري قد خلط الاوراق مجدداً وجعل الوضع اللبناني برمّته يغرق اكثر فاكثر في الجمود والانتظار.
وتقول الاوساط نفسها ان لا حركة متوقعة في لبنان حالياً خارج اطار الاجراءات الامنية الاستباقية التي تتركز الاهتمامات عليها، فيما يغيب عن المسرح السياسي اي حراك. ولا يُتوقع ان يتبدل المشهد حتى انعقاد المؤتمر المخصص للبنان في الامم المتحدة على هامش دورتها العادية في الثلث الاخير من الشهر الجاري.
وتعتقد الاوساط ان هذا المؤتمر الذي سيحضره رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيكتسب اهمية كبيرة في ظل التطورات الجارية حالياً اذ انه الاطلالة الدولية الاولى بحجم واسع على المشهد اللبناني بعد ان يكون مصير الضربة لسورية او التسوية قد حُسم مما سيوفر للبنان فرصة عودة الاهتمام بأوضاعه وتشكيل مظلة دولية معنوية لتحييده ما امكن عن التداعيات المحتملة لمجريات الازمة السورية.
وفي رأي الاوساط انه لا يزال مبكرا اي رهان على حلحلة للازمة الحكومية في لبنان لمجرد تراجع محتمل في فرص الضربة الاميركية لمصلحة تسوية لا يزال التشكيك فيها يطغى على فرص تنفيذها. ولا يخفى في هذا المجال ان ثمة انطباعات تولدت لدى جهات رسمية حيال امكان معاودة الجهود لتذليل عقبات تشكيل الحكومة في غضون ايام قليلة مقبلة. لكن الاوساط نفسها اشارت الى عدم توافر اي فرصة واقعية يمكن الرهان عليها حالياً لتحريك اي ملف سياسي داخلي لان القوى الحليفة للنظام السوري ليست في وارد التنازل عن اي ورقة تملكها وأبرزها مواقعها الوزارية ضمن الحكومة المستقيلة في وقت تتملكها مخاوف كبيرة لا تعبّر عنها علناً. كما ان قوى 14 اذار لا تبدو في وارد استعجال اي امر ما دامت تراقب حركة التراجعات والتنازلات للنظام السوري التي سترتدّ حتماً على حليفه «حزب الله». وهما عاملان يؤكدان ان الوضع اللبناني محكوم بالجمود الطويل.
وفي موازاة ذلك، ابدى الرئيس سليمان امام زواره امس ثقته بتشكيل حكومة جامعة لمواكبة الظروف الداخلية والخارجية، مكرراً الدعوة الى التزام اعلان بعبدا، ومشدداً على «اهمية وحدة الصف والعناية بوضعنا الداخلي لتمرير هذه المرحلة».
واذ اشار الى وجود «اجواء دولية ايجابية لتحييد لبنان في حال تعرضت المنطقة لتطورات»، تمنى ان «يبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سورية»، لافتاً الى «الثوابت اللبنانية في هذا الشأن والقاضية بإيجاد حل سلمي للنزاع بسورية».
في المقابل، رأى السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم في الاقتراح الروسي حيال الاسلحة الكيماوية في سورية «بحثاً عن مخرج للحرج الذي أوقعت الإدارة الأميركية نفسها فيه».
ولفت علي بعد زيارته الرئيس السابق للحكومة سليم الحص الى انه «اذا كانت هناك تسوية سياسية أو عمل على مخارج تتفادى تصعيد العدوان والحرب، فهذا فيه انتصار لسورية وتخفيف للضحايا والخسائر وهذا ما نحرص عليه، ولكن إذا كانت مكابرة العدوان وغطرسة القوة والحسابات الخاطئة ستدفع بالأميركي والفرنسي والإسرائيلي ومعهم أدواتهم في المنطقة الى تصعيد الحرب والمغامرة أكثر فأظن ان خسارتهم ستكون أكبر».
على صعيد آخر، عُثر يوم امس على السفير اللبناني السابق في بلغاريا ميشال بو خاطر مقتولاً داخل شقته في تعنايل (البقاع).
وبحسب المعلومات الاولية فإن بو خاطر العازب والذي يعيش بمفرده، قتل بآلة حادة داخل فيلّته الواقعة بين شتورة وتعنايل، ويرجّح ان تكون الجريمة قد حصلت يوم السبت. وقد تعرضت محتويات منزله للبعثرة والسرقة كما سُرقت سيارته.
وعلى الفور حضرت القوى الامنية الى منزل بو خاطر وفتحت تحقيقاً لكشف ملابسات الجريمة.
تزوجت «المعلم» مدنياً في سويسرا بعدما أخذت عقله وقلبه
حزن على رحيل والدة جنبلاط ... «سيدة الجبل» الصلبة
 خيّم الحزن امس على منطقة الجبل اللبناني مع رحيل السيدة مي ارسلان جنبلاط، والدة الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط عن 85 عاماً.
وكانت السيدة جنبلاط توفيت ليل الاثنين في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ونُقل جثمانها بعيد ظهر امس الى المختارة (حيث معقل الزعامة الجنبلاطية) حيث تقام مراسم دفنها اليوم.
ومنذ صباح امس تحوّلت دارة النائب جنبلاط في كليمنصو (بيروت) صالوناً مفتوحاً لتقبل التعازي من الشخصيات السياسية والوفود الشعبية، وكان الأبرز بين الحاضرين رئيس البرلمان نبيه بري الذي تقبل التعازي الى جانب الزعيم الدرزي لبعض الوقت.
ومع وصول جثمان الفقيدة الى المختارة، تواصلت التعازي على ان تستمر بعد مراسم الدفن وحتى يوم والجمعة قبل ان تنتقل الى كليمنصور يومي السبت والاحد.
وقد تلقى جنبلاط سلسلة اتصالات تعزية امس ابرزها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وشخصيات في لبنان وخارجه.
والراحلة «زوجة «المعلم» كمال جنبلاط الذي اغتيل العام 1977، وابنة الراحل شكيب أرسلان الذي اشتهر بلقب «امير البيان» وناضل في سبيل العروبة وفلسطين».
وتلقت دروسها في الليسيه وتابعت تعليمها في فرنسا، وعندما كان الإنقسام الدرزي عميقاً بين الجنبلاطيين واليزبكيين وعلى رأسهم آل أرسلان، جذبت العام 1945 قلب وعقل الزعيم الجديد للمختارة كمال جنبلاط فتزوجا بعد ثلاث سنوات مدنياً في سويسرا ليرزقا بعد سنة بإبنهما الوحيد وليد.
وبعد إستشهاد كمال جنبلاط أصبحت أرملته، المشهورة بحبها للحياة والنشاطات الاجتماعية والثقافية، مرجعية مطلقة لوريث الزعامة وليد جنبلاط فوقفت بصلابة الى جانبه داعمة ومشجعة ومساندة في المفاصل الرئيسية والتحولات الكبرى.
ومع رحيل مي جنبلاط يخسر لبنان سيدةً طبعت «بلاد الارز» بشخصيتها الصلبة وشغفها بالموسيقى والفنون والتزامها بالحفاظ على التراث.
 
الطيران الإسرائيلي كثّف طلعاته فوق العرقوب ومزيد من النازحين للمنطقة خشية ضرب سوريا
اللواء..العرقوب – حسين حديفة:
خرق الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر أمس حرمة الأجواء اللبنانية ونفّذت أربع طائرات من طراز «أف 16» طيرانا دائريا على علو متوسط فوق مناطق العرقوب حاصبيا برغز وصولا حتى سماء جزين البقاع الغربي واقليم التفاح.
تزامن ذلك مع تحليق مماثل للمروحيات الاسرائيلية فوق مزارع شبعا المحتلة تركزت فوق المنطقة الواقعة ما بين وادي العسل ومركز التزلج عند المنحدرات الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ امتدادا حتى الخط الحدودي في مرتفعات الجولان المحتلة.
وكان قد سُجِّلَ طوال الليل الماضي وحتى ساعات الفجر الاولى من يوم أمس تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي في سماء قرى العرقوب المحرّرة نفّذت خلالها هذه الطائرات العديد من الغارات الوهمية في وقت كان يسمع فيه دوي انفجارات متقطعة عند الطرف الشرقي الجنوبي للجولان المحتل دون ان تعرف مصدرها .
وبموازاة ذلك، كثّف جيش الاحتلال الاسرائيلي من دورياته الراجلة والمؤلّلة على طول الخط التقني ما بين الغجر والعباسية وعند تخوم مزارع شبعا عملت خلاله عناصر هذه الدوريات على تفقد السياج الشائك الذي يفصل بين الاراضي اللبنانية المحررة والمحتلة واجهزة المراقبة المثبتة عليه، كما شوهدت دورية اسرائيلية اخرى تقوم بعملية تمشيط للطريق العسكري الذي يربط موقع فشكول عند الطرف الغربي للمزارع بموقع الغجر، مرورا بالجزء المحتل من العباسية كما وافيد ايضا عن تحركات غير عادية لجيش الاحتلال ليلا في عمق مزارع شبعا المحتلة وعند الاطراف الشرقية لمستعمرة كان المطلة على سهل الحولة.
وفي الجانب اللبناني وكعادتها كثّفت قوات «اليونيفل» والجيش اللبناني من دورياتهما الراجلة والمؤلّلة في النقاط القريبة من الخط التقني عند محاور المطلة الوزاني الغجر والعباسية لمراقبة واستطلاع ما يجري في المقلب الاخر من الحدود.
من جهة ثانية، وصل الى منطقة العرقوب خلال الـ 48 ساعة الماضية العديد من العائلات السورية، تخوفا من ضربة عسكرية اميركية مرتقبة على سوريا، وتوزّعت هذه العائلات على اقارب لها في بلدات وقرى حاصبيا، شبعا، كفرشوبا والهبارية.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,162,764

عدد الزوار: 6,981,282

المتواجدون الآن: 88