حزب الله يرفض تشكيلة حكومية من ثلاث حصص متساوية.. ويُعد سلام «غير حيادي»...مخاوف من مضاعفات سياسية - مذهبية لأحداث بعلبك...لبنان: الجيش يعيد الهدوء إلى بعلبك وينتشر في مناطق الاحتكاك لمنع امتدادها....الغلوّ في الأمن الذاتي يكشف محدودية سيطرة "حزب الله"

سليمان إلى الإمارات الأربعاء في إطار جولة لمتابعة شؤون اللبنانيين في الخليج العربي...أعدادهم تتزايد في لبنان والمساعدات الدولية تتناقص ... ميقاتي عرض مع وزير الداخلية دمج مسلّحي طرابلس في قوى الأمن

تاريخ الإضافة الإثنين 30 أيلول 2013 - 8:20 ص    عدد الزيارات 1737    القسم محلية

        


 

مصادر أمنية لـ" الجمهورية": حزب الله لن يخلي بعلبك
الجمهورية...
خيم الهدوء الحذر على مدينة بعلبك التي شيعت قتيلي "حزب الله"عصر امس، في ظل إنتشار مسلح للحزب وسيارات رباعية الدفع رافقت نقل الجثمانين الى مركز الخميني وأطلقت رشقات نارية غزيرة في المنطقة التي قتلا فيها ما ادى الى استنفار معاكس عالجته وحدات الجيش بإنتشار كثيف.وتستعدّ المدينة لتشييع الجندي في الجيش محمد علي صلح والذي استشهد عصر امس متأثرا بجروحه بعدما أصيب برصاصة قنص على شرفة منزله.
 وعلى رغم إعلان وزير الداخلية مروان شربل ان "حزب الله" أخلى حواجزه لوحدات الجيش، أُفيد ان الحزب سلم الحاجز الذي شهد الإشكال الأمني مع آل الشياح وحاجزين آخرين للواء السادس إلا انه إحتفط بعدد من الحواجز في مناطق تعتبر من بيئته الحاضنة.
 وقالت مصادر أمنية لـ" الجمهورية" ان الحزب ليس في وارد إخلاء المدينة لأسباب أبرزها ارتباط أمن المدينة ليس بما هو حاصل فيها من إستهداف بل بالفترة المقبلة التي يستعد الحزب فيها لمواجهة تداعيات محتملة لمعارك شرسة على الجانب السوري من الحدود، وتحديداً في تخوم المنطقة الشرقية من عرسال الى بعلبك والهرمل، وهو أمر قد ينعكس على أمن المنطقة بكاملها إذا صحّت التهديدات بالمعركة الحاسمة التي يستعد لها النظام السوري ضد المعارضة السورية المسلحة في تلك المنطقة وخصوصا في منطقتي الزبداني والقلمون".
 
معلومات «الراي» عن عملية وشيكة في القلمون بدّدت الآمال بنجاح سليمان في عزل لبنان عن الأزمة
بيروت - «الراي»
رغم الملامح الايجابية التي شقّت طريقها مبدئياً الى المشهد اللبناني جراء عوامل خارجية يبدو في مقدمها الانفتاح الاميركي - الايراني الذي ترصده دول المنطقة ولاسيما منها لبنان بدقة، لا يزال الحذر يغلب على مجمل التطورات الداخلية المرتقبة وخصوصاً بعد عودة هاجس الاضطرابات الامنية الى الواجهة.
ذلك ان الاحداث التي حصلت في مدينة بعلبك بين «حزب الله» ومسلحين من عائلة الشياح السنية وان أفضت امس الى سحب المسلحين وتسليم الجيش مسؤولية حفظ الامن في المدينة، فانها رسمت علامات شكوك واسعة حول توقيت تفجير الاشتباكات. ولم يبدُ مقنعاً كل الكلام عن دوافع عائلية واحتقانات عشائرية خصوصاً بعدما برز الطابع المذهبي نافراً في بيانات صدرت ليل السبت وقبل انسحاب المسلحين من الاحياء وانتشار الجيش. كما ان هذا الحادث تزامن مع سقوط كثيف لقذائف على منطقة عكار من الجانب السوري وايضاً مع ملامح عودة للاحتكاكات المسلحة في طرابلس.
كل هذه العوامل دفعت بأوساط معنية واسعة الاطلاع الى ابداء خشيتها من ان يكون ثمة تحريك أمني مقصود هدفه عرقلة او تبديد المكاسب التي حققها الحكم اللبناني عبر اجتماع مجموعة الدعم الدولي من اجل لبنان الاسبوع الماضي في نيويورك. وقالت هذه الاوساط لـ «الراي» ان هذا الاحتمال يبدو الأقرب الى المنطق علماً ان مصادر الوفد اللبناني الرسمي الى الامم المتحدة لم تكن قد أخفت خشيتها مسبقاً من تطورات تعكر صفو الانجاز الذي حققه الحكم باعتبار ان المتضررين الداخليين والاقليميين من تحييد لبنان عن الصراع السوري لن يتركوا اي مسعى دولي مؤازر للبنان في هذا السياق يمرّ بسهولة.
وقالت الاوساط نفسها ان تحريك الاضطرابات في بعلبك والقصف السوري على قرى في عكار يعيد ابراز الارتباط التام للوضع الامني الحدودي بتطورات الصراع الميداني في سورية، كما لو ان في الامر رداً ضمنياً واضحاً على اي مسعى لتحييد الوضع الداخلي عن المجريات الميدانية في سورية كما دعا الى ذلك البيان الختامي لاجتماع نيويورك الاسبوع الماضي.
كما ان الاوساط لفتت في هذا السياق الى تزامُن هذه الاحداث مع المعلومات عن هجوم مشترك وشيك لـ «حزب الله» وقوات النظام السوري على مناطق القلمون والزبداني وجرود عرسال. ولاحظت ان هذه المعلومات التي كشفتها «الراي» جاءت لتضع حداً حاسماً لكل ما تردد عن بداية انسحاب «حزب الله» من سورية. حتى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان لمح الى ذلك في احد تصريحاته فجاءت المعلومات عن التحضير لعملية في المنطقة الجردية الشرقية المتاخمة لجرود عرسال بمثابة نفي قاطع لاي امكان لتراجُع الحزب عن القتال في سورية وتالياً التزام «اعلان بعبدا».
وتضيف الاوساط نفسها ان المناخ السياسي لا يبدو افضل من المناخ الامني اذ ان المحاولات لتشكيل الحكومة لا تزال تدور في حلقات مقفلة. واذا كانت بعض الدوائر السياسية أبدت آمالاً في زيارة الرئيس سليمان للسعودية التي كانت مقررة غداً على مستوى تحريك الملف الحكومي، فان اعلان رئاسة الجمهورية اللبنانية امس ارجاء الزيارة الى موعد لاحق يُعلن في حينه بدد كلياً هذه الآمال.
ولم يتَّضح سبب ارجاء الزيارة التي كانت ستتم تلبية لدعوة رسمية من السلطات السعودية ولا ملابساتها، علماً انه كان من شأن حصولها، بعد ايام على لقاء سليمان الرئيس الايراني حسن روحاني في نيويورك، ان يساعد الرئيس اللبناني الى حدود كبيرة على فهم الاتجاهات الاقليمية المقبلة والسعي الى توظيفها في حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن. كما ان الجانب الاساسي من الزيارة كان سيخصص لموضوع الدعم للبنان وحشد اوسع مشاركة ممكنة في مجموعة الدعم الدولية وسط امال لبنانية واسعة تعول على اموال خليجية من شأنها ان تطلق عملية انشاء الصندوق الائتماني الذي لحظه بيان نيويورك.
وتبعاً لذلك، ترى الاوساط المعنية الواسعة الاطلاع ان الملف الحكومي في لبنان ليس مرشحاً للتحريك الجدي الا اذا برز تفاهم سعودي - ايراني وهو الامر الذي لا يزال في طور البدايات ويصعب ترجمته الا بعد حصول توافقات حقيقية بين الجانبين السعودي والايراني لن تتبلور قبل زيارة روحاني للمملكة العربية السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 13 اكتوبر المقبل.
في موازاة ذلك، اعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «ألا امكان لتشكيل أو تأليف حكومة في هذا الظرف دون أن تكون وحدة وطنية جامعة، تتمثل فيها جميع القوى السياسية بأحجامها التمثيلية في البرلمان». واذ رحّب «بالدعوة الى الحوار دون شروط تطرح من أي جهة، لأننا حريصون على أن نوفر الحد الأدنى من الاستقرار القائم على تفاهم مشترك بين كل مكونات الشعب اللبناني»، لفت الى أنه «في موازاة هذا المسار ستكون هناك مشاكل نواجهها من التفجيرات المتنقلة في المناطق ومن الاستفزازات والمشاكل التي تحصل في بعض الأحياء من الذين يحملون السلاح ويجدون لهم بيئة حاضنة لدى بعض اللبنانيين ممن يراهنون على متغيرات الجوار».
واضاف: «على هؤلاء أن يعرفوا أن كل رهاناتهم سقطت ونحن لاحظنا خيبتهم المرة، خصوصا بعد ما حصل في نيويورك سواء لجهة الاتفاق الروسي الأميركي الذي أحبط آمالهم في اصدار قرار تحت الفصل السابع أو من جهة كسر الجليد وفتح أفق لتبادل حذر من أجل التوصل الى ما يحقق مصلحة تراها ايران لشعبها».
 
مخاوف من مضاعفات سياسية - مذهبية لأحداث بعلبك
 بيروت - «الراي»
لم تتأخّر في الظهور المضاعفات السياسية - المذهبية للإشكال الذي بدأ فردياً في مدينة بعلبك بين عناصر من «حزب الله» ومجموعة شبان من عائلة سنية (الشياح) قبل ان يتطوّر إلى مواجهات اسفرت عن وقوع اربعة قتلى وعدد من الجرحى وازدادت خطورتها مع دخول العنصر العائلي والعشائري على خطها مستحضراً حساسيات لم تغب عنها محاور الخلاف السياسي في لبنان حول الثورة السورية وسلاح «حزب الله».
وفيما شهدت «مدينة الشمس» امس هدوءاً حذراً وسط سباق بين الاتصالات السياسية لمنع تفاقُم الوضع وبين المخاوف من تجدُّد المواجهات نتيجة احتمالات حصول «عمليات ثأر»، طغى على مشهد تشييع الضحايا سجال «ناري» بين «حزب الله» ونواب من «تيار المستقبل» بقيادة الرئيس سعد الحريري في طرابلس لم تتأخّر الجماعة الاسلامية في ملاقاته وعزّز الخشية من تمدُّد حادث بعلبك إلى مناطق أخرى فيقع «المحظور».
ووسط الانتشار الامني للجيش اللبناني في بعلبك وتسلّمه الحواجز التي كان يقيمها «حزب الله» في اطار التحسب لتفجيرات على غرار التي وقعت في الضاحية الجنوبية، بقيت السوق التجارية وبعض الأحياء المتداخلة التي شهدت مواجهات عنيفة اول من امس مقفلة ومقفرة في ظلّ قلق لدى الاهالي من ردات فعل انتقامية لعائلات الضحايا ولا سيما ان تقارير اشارت إلى ان «حزب الله» أمهل السلطات الرسمية ساعات لتوقيف قتلة اثنين من عناصره (عماد بلوق وعلي البرزاوي) شيّعهما عصر امس في مقابل معلومات عن ان الحزب دعا إلى اقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون انفجار الوضع.
وكانت السلطات اللبنانية «استنفرت» بعد اندلاع مواجهات بعلبك، اذ عُقد اجتماع موسع في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان (تلقى اتصالاً من الرئيس الحريري دعا إلى ضبط الامور في المدينة البقاعية) وحضور رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية من اجل منع تفلت الامور بما يهدد بإشعال فتنة مذهبية وتعريض السلم الأهلي للخطر.
وفي حين نجحت اجراءات الاجهزة الامنية الرسمية في منع المظاهر المسلحة قبل ظهر امس، فان هذه المظاهر عادت مع تشييع الضحايا وسط استنفار نفذه شبان من مجموعة من العشائر والعائلات ما سبب حال خوف في بعلبك التي تظهّر حجم الاحتقان الذي تعيشه في الاجتماع الذي عُقد في دار البلدية وضم رئيس البلدية حمد حسن وأعضاء المجلس البلدي، ومخاتير المدينة وفعالياتها الحزبية والدينية والاقتصادية والاجتماعية، اذ تخلله إشكال بين أحد المشاركين الذي رفض رفع اعلام «جبهة النصرة» في بعلبك وبين ممثل دار الفتوى الذي رفض هذا الكلام نافياً وجود الجبهة في المدينة.
ويُذكر ان قيادة الجيش اللبناني اكدت في بيان لها «أنها ستواجه بحزم جميع المظاهر المسلحة إلى أي عائلة أو جهة انتمت، بما في ذلك إستخدام القوة وإطلاق النار»، فيما نُقل عن مصدر مسؤول بالجيش نفيه ما تردد عن مشاركة مسلحين من «النصرة» في الاشتباكات التي وقعت في بعلبك، مؤكدا أن لا وجود للجبهة في المدينة.
وفي موازاة ذلك، عقد اللقاء الوطني الإسلامي إجتماعاً طارئاً في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة (من كتلة الحريري) في طرابلس بحضور كامل اعضائه لتدارس ما وصفه بانه «الاعتداء السافر الذي ينفذه الحزب الإرهابي (في بعلبك)، ما يؤشر إلى محاولة مضمرة ومؤامرة دنيئة لاستئصال أهلنا اللبنانيين المسلمين السنّة من مدينة بعلبك والبقاع الشرقي عبر قتلهم ومهاجمة سكنهم بالسلاح، وإحراق ممتلكاتهم، وخطف أبنائهم».
واعلن اللقاء في بيان له انه «يشد على أيدي أهلنا المضطهدين في مدينة بعلبك والبقاع الشرقي، ونقول لمن يعنيهم الأمر إن الكأس امتلأت وفاضت، ولم يعد للمواطنين قدرة على تحمل اعتداءات الحزب الإرهابي، الذي نحمّله مسؤولية عدم الاستقرار الذي يضرب لبنان، ونحمّل من يحميه مسؤولية تهاوي الدولة تحت ضربات الإرهاب المتفلت».
واذ استنكرت الجماعة الإسلامية في البقاع التي قيل ان الاشكال وقع مع المسؤول فيها عن بعلبك «ما جرى مع أهالي بعلبك الآمنين من اعتداء عليهم»، قالت إن «مسؤولية ما جرى في بعلبك يقع بشكل كامل على عاتق أصحاب سياسة الامن الذاتي»، مطالبة «الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية بوضع حد لفوضى السلاح وإزالة حواجز الأمن الذاتي في بعلبك».
ولم يتأخر ردّ «حزب الله» على كبارة بلسان رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك الذي اعلن أن «ما حصل في مدينة بعلبك مؤلم جدا وهذا ما كنا نحذر منه وكنا نطالب الدولة بأن تتحمل مسؤولياتها حياله»، وقال: «من المعيب أن يتحدث البعض بلغة نرفضها بأن السنّة يعيشون حالة الإضطهاد ومن المعيب أن يصل الجنون إلى أناس يعتبرون أنفسهم مسؤولين في البرلمان فمن يضطهد من؟ وما تفسير هذا الأضطهاد»، مضيفاً: «يؤسفنا ان يتحدث هذا النائب من على منابر الفتنة والتجييش (...) قدَرنا جميعا ان نكون إلى جانب بعضنا البعض ولن نسمح للشيطان ان يفرق بيننا».
«الراي» كشفت عنها قبل أسابيع.. وفد استخباري ألماني في بيروت للوساطة في قضية مخطوفي أعزاز
بيروت - «الراي»
اتخذ ملف اللبنانيين الشيعة التسعة المخطوفين في أعزاز منحى جديداً مع دخول ألمانيا على خط الوساطة في محاولة لايجاد خاتمة سعيدة لهذه القضية المفتوحة منذ 22 مايو 2012.
والواقع ان الوساطة الألمانية التي أشارت تقارير الى ان خاطفي اللبنانيين التسعة طلبوها، فرضها «التوازن» الذي أرساه خطف الطيار التركي مراد اكبينار ومساعده مراد آغا على طريق مطار بيروت في 9 اغسطس الماضي على يد عائلات من اللبنانيين التسعة للضغط على انقرة للإسراع في إنهاء ملف مخطوفي أعزاز، وهو التطور الذي اعقبه في حينه إعراب مصادر وثيقة الصلة بهذا الملف لـ «الراي» عن اعتقادها بأن «طرفاً ثالثاً غير لبناني وغير تركي وله باع طويل في مسائل من هذا النوع (صفقات تبادل) يمكن ان يدخل على خط التفاوض ضماناً لصدقية فقدها التركي كلياً بعد إخلاله بوعود كثيرة سابقاً».
ومع المعلومات التي اشارت امس الى وصول وفد استخباراتي ألماني إلى لبنان لمتابعة ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، بدا واضحاً التشابُك الكامل بين قضية مخطوفي أعزاز والطياريْن التركييْن ولائحة السجينات اللواتي كان «لواء عاصفة الشمال» (خاطف اللبنانيين) طلب إطلاقهن من سجون النظام السوري في اطار صفقة تبادُل باتت في عهدة برلين التي سبق ان اضطلعت بأدوار بارزة في غالبية عمليات تبادُل الأسرى التي حصلت بين «حزب الله» واسرائيل باعتبارها طرفاً موثوقاً. وكانت تقارير اشارت الى ان المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم المكلف متابعة ملف مخطوفي أعزاز كان التقى مسؤولين ألماناً مطلع الاسبوع الماضي وبحث معهم في مسألة المخطوفين، فيما نقلت تقارير صحافية ان الجهة الخاطفة للبنانيين وبعد الاحداث الاخيرة في منطقة اعزاز ارتأت ان تدخل المانيا في مفاوضات الاطلاق لاسباب عدة، منها كسب التعاطف الاوروبي مع «لواء عاصفة الشمال» ومحاولة احراج الجانب السوري لحمله على اطلاق سجناء لديه، ولتخفيف العبء عن الجانب التركي، كاشفة ان الوسيط الالماني أبلغ تطمينات عن متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس المطران يوحنا ابراهيم المخطوفين في سورية منذ 23 ابريل الماضي، وهو يعمل على اطلاقهما.
 
سليمان إلى الإمارات الأربعاء في إطار جولة لمتابعة شؤون اللبنانيين في الخليج العربي
بعلبك تلملم آثار معركة "الأمن الذاتي"
المستقبل..
لا يحمل الأسبوع الطالع أي مؤشرات فعلية إلى احتمال كسر حالة الجمود المتحكّمة بالاشتباك السياسي الخاص بتشكيل الحكومة، في حين خيّم الهدوء الحذر على بعلبك وسط سعي من فعالياتها لتطويق ذيول معركة "الأمن الذاتي" رغم إبقاء "حزب الله" على حواجزه داخل المدينة بعد أن نفّذ الجيش عملية انتشار واسعة استلم بموجبها عدداً من الحواجز عند مداخلها.
في موازاة ذلك، أشارت مصادر بعبدا لـ"المستقبل" إلى أنّ تأجيل رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته للمملكة العربية السعودية يعود إلى أسباب "تقنية" وليس سياسية.
ولفتت المصادر إلى أنّ موعد الزيارة يوم غد الثلاثاء كان موعداً مبدئياً، وقد أُجريت اتصالات مساء السبت بين بعبدا والرياض في إطار استكمال التحضيرات للزيارة، وبعد مشاورات بين الجانبين ارتؤي تأجيل الزيارة لبضعة أيام، وبالتالي فالزيارة لا تزال قائمة وليس هناك ما يمنع حصولها.وأشارت المصادر إلى "أنّ الزيارة هي في إطار الجهد الذي يبذله رئيس الجمهورية لتحييد لبنان عن تداعيات الأزمة السورية، خصوصاً بعد لقائه الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في نيويورك، وبالتالي فهو سيقوم بزيارة يوم بعد غد الأربعاء إلى الإمارات العربية المتحدة للقاء المسؤولين الإماراتيين، ضمن جولة على دول الخليج العربي، للبحث في كيفية تحصين وضع اللبنانيين العاملين في هذه الدول بعد القرار الأخير لمجلس التعاون بفرض عقوبات شاملة على حزب الله واتخاذ تدابير بحق المنتسبين إليه في ما يتعلق بمعاملاتهم المالية وإقاماتهم".
بعلبك...
ووسط إقفال شبه تام للمحلات والمؤسّسات التجارية، شهدت بعلبك يوماً من الهدوء الحذر بعد الاشتباكات التي دارت أول من أمس وأودت بعدد من أبنائها بين قتيل وجريح. ونفّذت وحدات من الجيش عملية انتشار واستلمت عدداً من حواجز "الأمن الذاتي" عند مداخل المدينة في دورس وبالقرب من مستشفى بعلبك الحكومي ومن "أوتيل بالميرا" في مقابل القلعة, فيما بقيت الحواجز الأخرى على حالها لا سيما الحاجز الذي شهد انطلاق شرارة الحوادث في وسط المدينة التجاري، كما حضرت عناصر من الشرطة العسكرية لإجراء مسح شامل على منطقة الاشتباكات في ظل وجود عناصر من "حزب الله" في المكان من دون انسحابها.
وتلبية لدعوة من بلدية بعلبك، عُقد في مقرّها لقاء موسّع حضره رئيسها وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير وفعالياتها الحزبية والدينية والاقتصادية والاجتماعية وانتهى إلى اعتبار ما حصل "سابقة غريبة عن المدينة وعيشها وسلمها الأهلي، ورفضها دعوات الفتنة المذهبية".
وطالب المجتمعون "القوى الأمنية بملاحقة المخلّين والمرتكبين، والأجهزة الأمنية، وبخاصة قيادة الجيش الوطني، باستكمال خطتها الأمنية لتطال مدينتنا المهدّدة والمستهدفة بأمنها". وأكدوا "وحدة البندقية في وجه العدو الإسرائيلي"، واعتبار "شهداء المدينة، أبناء بيوتنا جميعاً". ودعوا إلى تجنب الفتنة "داخل مدينة الشهداء والمقاومة".
وكانت "الجماعة الإسلامية" في البقاع استنكرت في بيان ما جرى "مع أهالي بعلبك الآمنين من اعتداء عليهم وعلى بيوتهم وأرزاقهم"، ورأت في ذلك "مدخلاً خطيراً لفتنة كبيرة تهدّد صيغة العيش الفريد الذي تميّزت به المدينة محمّلة "أصحاب سياسة الأمن الذاتي" مسؤولية ما جرى.
 
سليمان لـ"النهار": المهم عودة اللاجئين إلى سوريا من هو أبوصالح العراقي الذي أغرق الـ 28؟
يطل الرئيس ميشال سليمان على حصيلة الايام اللبنانية الخمسة التي امضاها في نيويورك بارتياح ظاهر ويقول لـ "النهار": "نحن عازمون الان على متابعة تنفيذ البنود التي تقررت في اجتماع مجموعة الدعم الدولي بعقد اجتماعات مماثلة قدر الامكان. لدينا اربعة عناوين رئيسية ومؤتمر جنيف في نهاية ايلول المخصص لأزمة النازحين واللاجئين سيؤلف ثلاث لجان مختصة بمعالجة هذه الازمة. لجنة للدعم المادي ولجنة لتوزيع اللاجئين على عدد من الدول ولجنة لعودة اعداد من اللاجئين والنازحين الى الاراضي السورية. هذه اللجنة الاخيرة انا كنت قد طلبتها من منطلق انه يمكن اعادة بعض النازحين الحاليين الى مناطق آمنة في سوريا او ايجاد مخيمات لهم داخل سوريا تكون مرعية من المنظمات الدولية. وهذه الخطوة او العودة تتم بتنسيق مع المجتمع المحلي والادارة المحلية. والدور الاهم للجنة العودة لاحقا هو في تأمين العودة الواسعة للاجئين التي تتطلب مواكبة دولية لتسهيل هذه العودة حياتيا ومعيشيا واقتصاديا".
ويضيف رئيس الجمهورية: "سنعمل مع دول الخليج ودول الاتحاد الاوروبي. والمهم في مجمل هذه المتابعة اللبنانية ان تمضي بروح تعاون وانفتاح وعدم اضاعة الفرصة ككل مرة بالخلافات السخيفة او الناتجة من التجاذبات السياسية او من الآليات المقررة للمساعدات". الحكومة
ويلتقي الرئيس سليمان اليوم في قصر بعبدا الرئيس المكلف تمام سلام الذي "يعي تماما – كما نقل عنه زواره - دقة الوضع وحساسيته وهو لم يعلن يوما صيغة محددة لحكومته ليقبل بهذه أو يرفض تلك". وقد قرر التريث في أي رد على ما صدر أخيرا، في انتظار بلورة حيثيات المواقف الاخيرة والتي "أعدمت" صيغة الثلاث ثمانات، ولمحت الى صيغة 9+9+6.
في المقابل، لم يثمر كثيرا لقاء الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة في ملف التأليف الحكومي، على رغم وصف رئيس مجلس النواب اللقاء بأنه كان ايجابيا. وأكد لـ" النهار" ان ما نقله الرئيس السنيورة كان دقيقا وجرى الاتفاق على جملة من النقاط.
وعلمت "النهار" ان بري قدم ما عنده وكذلك فعل السنيورة طوال 180دقيقة. وفي ضوء ما اتفقا عليه والنقاط التي سيبحثان فيها سينقل بري تلك الحصيلة الى الرئيس ميشال سليمان ليبنى عليها.
من جهة اخرى، سألت "النهار" بري عن حقيقة البدء بالخوض في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، فأجاب: "من جهتي أقول انه من المبكر تناول هذا الموضوع الذي أركز عليه بدءا من25 آذار المقبل". وسئل ماذا عن التمديد للرئيس سليمان، فأجاب: "لم يفاتحني أحد في هذا الموضوع".
بعلبك
أمنيا، اتجهت الانظار الى بعلبك التي كانت حتى الامس القريب خارج النزاع المذهبي السني - الشيعي، على رغم التوترات القريبة في عرسال ومحيطها. إلا ان الاحتقان فجر الوضع السبت في المدينة، وبلغت ارتدادته مدينة طرابلس حيث أحرق مكتب للشيخ هاشم منقارة في منطقة القبة.
وقال مصدر في تيار "المستقبل" لـ"النهار" إن ما جرى في بعلبك "يدل مرة اخرى على خطورة سلاح حزب الله وفرضه الامن الذاتي على المواطنين والحل الوحيد هو سيطرة الدولة على مقاليد الامور وتسليم الحزب سلاحه الى الدولة سواء أكان هذا السلاح في الضاحية الجنوبية أم في بعلبك أم في سوريا". ورأى ان محاولة الحزب فرض الامن الذاتي في الضاحية ثم في بعلبك "تلقت ضربة قاسية اضطر معها الحزب الى تسليم زمام الامر في الضاحية الى الدولة وهذا ما يجب ان يحصل في بعلبك ليصير الامن الشرعي هو المرجع الوحيد للتعامل مع المواطنين".
وتعددت الروايات عما حصل في بعلبك، لكن مصادر مطلعة في المدينة روت لـ"النهار" ان الحادث الذي وقع في قلب الاسواق بالمدينة سببه اشكال مع حاجز "حزب الله" امام محل الجوهري لبيع الحلويات قبالة متجر لمواد البناء لصاحبه محمد الشياح (ابو طارق) مسؤول "الجماعة الاسلامية" في المدينة. وقبل ايام وفيما كان نجل الاخير، وهو طالب طب، يغادر متجر والده مرّ بالحاجز فطلب منه عناصره التوقف الى يمين الطريق لاخضاعه للتفتيش، فرد على هؤلاء بأنهم يعرفونه إنه يعبر الحاجز باستمرار ولا داعي لتفتيشه. وحصل جدل غادر بعده ابن الشياح المكان من غير أن يمتثل لأمر التوقف، فأطلقت عناصر الحاجز النار في اتجاهه من دون اصابات. وتطور الاشكال الى اطلاق نار لاحقا بين الطرفين فأصيب عنصر من الحزب هو هشام وهبة وتدخل وسطاء لتهدئة الامور.
والسبت حضر أفراد من "حزب الله" لتوقيف محمد الشياح. فامتنع عن مرافقتهم وأخطر أقرباءه فأنجده أفراد العائلة فيما استنفر الحزب عناصره وحدثت المواجهات بين الطرفين واسفرت عن مقتل اثنين من الحزب هما عماد بلوق وعلي البرزاوي، كما قتل المواطن علي سامي المصري قنصا في ساحة ناصر على مسافة مئة متر من مكان الاشتباك، وأصيب الجندي محمد علي صلح برصاص طائش ادى الى وفاته متأثرا بجروحه.
عكار
أما في ما يتعلق بمأساة العبارة التي غرقت في البحر قبالة اندونيسيا وقضى نتيجة الحادث 28 لبنانيا، فعلمت "النهار" ان هؤلاء وقعوا ضحية المدعو ابو صالح العراقي الذي ساعد نحو 500 لبناني اكثرهم من عكار، في السفر الى اوستراليا، وعاونه في الامر أشخاص من قبعيت وعكار وطرابلس قبضوا عمولات مقابل اقناع الناس ودفعهم الى تلك الهجرة الخطرة.
وعلم ان الاسم الحقيقي لابو صالح العراقي هو حسين حميد ميمونة من مواليد 1979 في البصرة - العراق. محكوم عليه بالسجن المؤبد وهو مسجون في العاصمة الاندونيسية جاكرتا منذ عشرة اشهر بتهمة قتل رجل سعودي داخل مقهى ليلي في جاكرتا. لكنه يدير أعماله من داخل السجن، وتتوافر له كل وسائل الراحة، والاتصالات من هواتف ذكية وانترنت، ولديه يوم في الاسبوع يخرج فيه 12 ساعة من السجن للترفيه عن نفسه. ويتولى ادارة عصابة لتصدير اشخاص الى اوستراليا منذ نحو ثماني سنوات، وأكثر من يأتون اليه من العراقيين والايرانيين، الى لبنانيين. وتبلغ كلفة الرحلة للشخص الواحد عشرة آلاف دولار اميركي.
دخل ابو صالح لبنان بواسطة شخص سوري يدعى م. هـ. و تولى الاخير ترويج نشاطه بين اللبنانيين في الشمال، وتوسط بداية بينهم وبين ابو صالح، الذي ما لبث ان بدأ يبني علاقات مع كل من يأتيه من اللبنانيين، حتى ان رقم هاتفه بات متوافرا لدى الكثير من ابناء عكار وطرابلس وهم يتصلون به مباشرة: 00628568599470، و006285880374092.
طريقة السفر الى اندونيسيا تتم عبر مكاتب سفريات في طرابلس وبيروت توفر الحجوزات للذهاب الى جاكرتا وهناك يستقبلهم اشخاص في عصابة ابو صالح ويتولون حجز غرف لهم في فنادق الى حين موعد انطلاق العبارات الى جزيرة كريسماس.
 
ميقاتي عرض مع وزير الداخلية دمج مسلّحي طرابلس في قوى الأمن
النهار..
جدّد رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي خلال دردشة مع الصحافيين في طرابلس دعوته الى "تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، من أجل مواكبة التطورات والاستحقاقات الداخلية والاقليمية"، كاشفا انه بحث مع وزير الداخلية في إمكان إنخراط مسلحي طرابلس ضمن قوى الأمن الداخلي.
وسئل عن الخطة الأمنية لطرابلس، فاجاب: "إن مجلس الأمن المركزي يتولى الآن اعداد خطة أمنية ستكون على مراحل، أولاها ضبط الأمن اليومي والانفلات الناتج من السرقة والاشكالات الفردية والتجاوزات الأمنية، ثم وضع حد للتوترات في المناطق الساخنة مثل منطقتي التبانة وجبل محسن".
وسئل عن اعلان احد "قادة المحاور" عن استعداده وآخرين لتسليم السلاح ، فأجاب "لقد بحثت مع وزير الداخلية مروان شربل في إمكان انخراط هؤلاء ضمن قوى الأمن الداخلي، على غرار ما حصل مع عدد من الميليشيات بعد الحرب، ولا سيما أن هناك دورة قريبة لتطويع الفي عنصر. نحن على استعداد لمساعدة هؤلاء الشباب في ايجاد فرص عمل، إذا كانوا فعلا مقتنعين بالتزام سقف الدولة ومرجعيتها".
وكان ميقاتي تابع مع زواره قضية الضحايا اللبنانيين الذي قضوا في حادثة غرق المركب على سواحل اندونيسيا. وإستقبل لهذه الغاية وفدا من علماء عكار برئاسة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ثم انضم الى اللقاء وفد من بلدية قبعيت.
واطلع ميقاتي من المدير العام للمغتربين هيثم جمعة على ما آلت اليه الامور في قضية كارثة المركب، مشددا على "وجوب تكثيف العمل من أجل الاسراع في نقل الناجين وجثامين الضحايا".
 
صيدلي يؤمن بـ"مفهوم الدولة" في الكرك خطفه مجهولون بعد محاولة فاشلة قبل شهر
النهار.. زحلة – دانييل خياط
طالب الصيدلي المخطوف وسام الخطيب "الزعماء اللبنانيين، والاحزاب اللبنانية الترفع عن خلافاتهم السياسية والالتفات الى امن اللبنانيين، فيوفرون بذلك الغطاء للاجهزة الامنية لتتمكن من القيام بواجباتها في حفظ الامن".
كان ذلك قبل 29 يوما، في حديث الى "النهار" معه عقب نجاته من محاولة خطفه من على طريق الكرك – زحلة بينما كان عائداً، منتصف ليل 29 آب الفائت، من صيدليته الى منزله. اذ عمد، عندما ايقن انه يتعرض لعملية خطف، الى صدم سيارة "الجيب" التي اعترضت طريقه وواصل القيادة مفلتا من خاطفيه. لم يعتب يومها وسام على أداء الاجهزة الامنية نفسها، بل اكتفى بمطالبتها بتكثيف دورياتها في الاماكن الحساسة امنيا، وفي حضور مكثف وساهر للشرطة البلدية.
أمس، قرابة السابعة والنصف صباحاً، خطف وسام، "في وضح النهار ومن بين المنازل"، على يد مسلحين تبعوه بسيارة " كابريس"، انتظروه حتى ركن سيارته قرب صيدليته، بين مبنيين، على طريق عام الكرك، واقتادوه عنوة، بينما كانت سيارة "جيب" تراقب الطريق العام، وفق ما ظهر في كاميرات المراقبة المركزة على الصيدلية. هرع والداه، واشقاؤه وشقيقاته، زوجته ومعها ولداهما، واقرباء العائلة وابناء بلدته كفرزبد، وقطعوا لبضع ساعات الطريق بين زحلة والكرك قرب الصيدلية واوتوستراد زحلة عند مستديرة "الرحاب"، مطالبين بالافراج عنه. وطالب شقيقه نذير، الدولة عبر الاجهزة الامنية بالاسراع في اطلاقه و"إلا سنلجأ الى خطوات تصعيدية". هم "مع الدولة، هكذا علمنا وسام" يقول نذير، ولكنهم سألوا ايضا "اين هي الدولة؟"
قبل 6 اشهر من محاولة خطفه الاولى سرقت سيارة وسام، في المرتين لجأ الى الاجهزة الامنية، التي فتحت تحقيقا في الحادثين. وفيما يبدو ان من امتهنوا الجريمة في بلادنا لا يرتضون الا بأن ينجزوا ما شرعوا فيه، نجح خاطفو وسام في الاطباق على ضحيتهم في محاولتهم الثانية، خذل الزعماء والاحزاب و"الدولة" وسام الذي كان قد طالب عبر "النهار" بـ "زند الدولة وسلاحها وعقلها لحماية المواطنين"، وتفتح الاجهزة الامنية تحقيقا ثالثا. والدولة، بمفهوم وسام، سلطة واحدة موحدة تبسطها على كل اراضيها، وفي غياب تلك "الدولة"، لم يكن امام سليم الخطيب، والد وسام، سوى ان يناشد اصحاب السلطات في بلادنا من رئيس الجمهورية، الى رئيس مجلس النواب، فرئيس الحكومة والنواب والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن يساعدوا على استعادة ابنه من خاطفيه.
نقابة الصيادلة
في بيروت، استنكرت نقابة الصيادلة خطف الخطيب ودعت الخاطفين إلى إطلاقة والقوى الأمنية والعسكرية إلى التحرك الفاعل لكشف مصيره. ونددت في بيان بـ "الاستهداف المتكرر للصيادلة الذين يؤدون مهنة رسالية توجب السهر ليل نهار على صحة المواطن وتأمين الدواء اللازم للمرضى". وأعلنت أن النقيب ربيع حسونة سيعقد مؤتمرا صحافيا الأولى والنصف بعد ظهر اليوم في مقر النقابة، قرب العدلية - طريق النهر، يشرح خلاله ما توافر من معلومات عن عملية الخطف.
 
26 مليون أورو من ايطاليا لإغاثة اللاجئين السوريين مورابيتو: رد عاجل وفاعل لأن استقرار لبنان على المحك
النهار..ر. ص.
في خطوة تعكس مواصلة الاهتمام الدولي بلبنان، أعادت الحكومة الايطالية ممثلة بسفارتها في بيروت والوكالات الأممية ممثلة بمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقويم المساهمة الايطالية في موضوع اللاجئين السوريين منذ اندلاع الازمة السورية.
وفي مؤتمر صحافي عقده السفير الايطالي جيوزيبي مورابيتو وممثلة المفوضية في لبنان نينيت كيللي، ذكّرت بتخصيص ايطاليا 26,8 مليون أورو لاغاثة السوريين داخل سوريا وخارجها، فضلا عن دعم حكومات الجوار في مقدمها لبنان والاردن وتركيا والعراق. ولم يخل المؤتمر من رسائل تحذير وجهها مورابيتو نتيجة تفاقم أزمة اللاجئين، فدعا الى "رد عاجل وفاعل لأن استقرار لبنان على المحك" مذكرا بأن "المشكلة ليست لبنانية وحسب بل دولية ايضا".
وبحسب بيانات مكتب التعاون الايطالي، وفرت ايطاليا 7,2 ملايين أورو مساعدات لسوريا عبر الوكالات الأممية. وبلغت مساهمتها على المستوى الاقليمي 19,7 مليون أورو. أما حصة لبنان فقاربت 11,2 مليون أورو بين 2012 و2013 ومعظمها كان من نصيب الوكالات الاممية والمنظمات التي تولت توزيعها على اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وشرح مورابيتو ان "مساهمة في مواجهة التدفق الهائل للاجئين الى لبنان نفذت ايطاليا مبادرات ثنائية ومتعددة الطرف دعما لهم وللجماعات المضيفة... تفاقم الازمة يتطلب مقاربة جديدة تهدف لتلبية الحاجات ودعم الدول المضيفة في مواجهة التحديات التنموية."
ونوهت كيللي بالمبادرة الايطالية التي "ستسمح بمساعدة عشرات الآلاف الذين باتوا يتوزعون على 1400 بلدية في لبنان، على ان تستخدم الاموال في القطاعات الاكثر الحاحا كتطوير الملاجىء والمياه ووسائل النظافة والبلديات عبر تصريف نفاياتها والمجتمعات المضيفة". وذكرت ان "حجم لبنان يوازي مساحة، نصف حجم مدينة سيسيليا الايطالية مع عدد السكان نفسه، "لكنه استوعب هذا العدد من اللاجئين مما يعني اننا امام بلد صغير يواجه ضغوطا".
لفتة للتضامن المؤثر الذي اظهره اللبنانيون تجاه السوريين طبعت كلمة مورابيتو الذي لاحظ ان هذا التضامن " قد لا يستمر الى الابد اذ بدأت تظهر اجواء التوتر بين الجماعات المضيفة واللاجئين. من هنا الحاجة الى حكومة قادرة على التخفيف من هذا الوضع المتأزم". وأثنى على التزام المفوضية الاممية مشددا على التعاون المثمر الذي تم ارساؤه مع الحكومة الايطالية.
وتكررت دعوته الى توفير التعليم الى اطفال اللاجئين ودعم المجالس البلدية حيث يقيم اللاجئون.
وردا على سؤال لـ"النهار" عن دعم المجتمع الدولي لاستقرار لبنان عبر اجتماع نيويورك، وما اذا كان اللااستقرار يمثل موضع قلق لايطاليا اكد مورابيتو ان "الايطاليين باقون في لبنان وكذلك "اليونيفيل" (...) نحن قلقون دائما حيال الوضع. لكن "اليونيفيل" تؤدي دورا مهما ولا سيما في هذه المرحلة ، إذ اصبحت الازمة السورية اكثر تعقيدا وتؤثر امتداداتها على لبنان". ونوه بالتعاون الايطالي مع القوى المسلحة اللبنانية والتي تساهم في شكل كبير في استقرار البلاد، مشددا على "أهمية تقويتها وتقوية المؤسسات اللبنانية".
وذكرت كيللي بالشروط التي تسمح باعادة توطين لاجئين او استقبالهم مؤقتا على اراضيها على غرار النموذج الالماني. فيما رأى مورابيتو ان على كل بلد المساهمة في استقبال لاجئين (...)".
 
أعدادهم تتزايد في لبنان والمساعدات الدولية تتناقص ... نازحون سوريون: تعليم الأولاد ولو في العراء
الحياة..سعدنايل (لبنان) - أمندا برادعي
تصر أسر سورية نازحة في بعض المناطق اللبنانية على تعليم أبنائها على رغم كثير من التحديات. ومع استمرار تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، يزداد بينهم من هم في سنّ الدراسة، فيما تكثر المعلومات عن اتجاه إلى تخفيض المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة بسبب نقص التمويل.
هناء التي أتت إلى لبنان منذ شهر عبر نقطة المصنع الحدودية هرباً من القصف الذي دمّر منطقتها بالكامل بعدما اعتقل زوجها وفقدت الأمل في الحياة إن بقيت بمفردها في سورية، تسكن في إحدى الغرف المؤجّرة في سعدنايل (البقاع). تتحدث عن الأوضاع الصعبة التي تعيشها، حابسة دموعها، لكنها تبدو مصرة على تعليم أولادها مهما كلّف الأمر: «سجّلت ابنتي الآن في مدرسة متوسطة سعدنايل الرسمية في الصف السابع، ولم أستطع تسجيل ابنتي الثانية التي يبلغ عمرها 9 سنوات وهي في الصف الثالث ابتدائي، لأن مستوى العلم هنا يختلف عن المستوى في سورية، وأصلاً لم يعد لدها مكان. أبحث لها عن مدرسة أخرى».
وفيما يتحدى بعضهم معاناته وقصصه المؤلمة، يستسلم بعضهم الآخر بفعل الوضع في لبنان ويفكّر بالعودة إلى سورية. وتحار عامرة الواقفة أمام مستوصف سعدنايل وإلى جانبها ابنتاها، في أمرها وهي تشير إلى ابنتها الصغيرة الممسكة برجلها وهي تبكي، وتقول: «هذه الفتاة صماء فيما الثانية في عمر الدراسة وعليها الالتحاق بالمدرسة، ولكن إذا بقي الوضع على ما هو عليه سنعود إلى سورية...».
 وعود الجمعيات
ويستند أكثر العائلات النازحة في مجال التعليم إلى مساعدات ووعود مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين و «يونيسيف» وجمعيات. ويؤكد رئيس «جمعية الإنماء والتجدد» هيثم الطعيمي، أن «الجمعية تقدم منحاً لأبناء السوريين في 4 مدارس رسمية، 360 منحة في كامد اللوز، و250 في بر الياس، و350 في مجدل عنجر... أما في تعلبايا فالعدد غير محدد بعد، لأن المدرسة قد تفتح صفوفاً خاصة للسوريين تدرّس المنهاج السوري»، لافتاً إلى أنه «يحق للطالب اختيار المنهاج الذي يريده في الشهادات الرسمية، وإذا أراد اعتماد المنهاج السوري يستطيع تقديم طلب حر في سورية». وينبه الطعيمي إلى خطورة الوضع التعليمي، إذ إن «العدد المتوقع للطلاب السوريين في لبنان هو حوالى 300 ألف، مقابل 320 ألفاً للبنانيين».
وتبدو النازحة ميرفت متفائلة بعض الشيء بعد أن أنهت تسجيل ابنتها: «أملأ طلباً مفاده أنني أريد تسجيل ابني على حساب الأمم المتحدة (مفوضية اللاجئين) التي تتكفل بمبلغ تحدده هي، وإذا طلبوا إضافة أدفع الباقي... لدي فتاة تبلغ من العمر 14 سنة وشاب يبلغ 16 سنة وفتاة سنة أولى جامعة».
ترتبك سناء المرتقب أن تضع مولودها خلال أيام، عندما تحاول إخراج 11 جواز سفر لأولادها الـ 11 من حقيبتها لإثبات أنها عبرت نقطة المصنع الحدودية من سورية قانونياً مع أولادها، وتقول: «كنا في بابا عمرو... فأتى الثوار واشتبكوا مع النظام، هربنا وأولادي وعبرنا بشكل شرعي... سجلت أولادي الـ 11 في مفوضية الأمم المتحدة التي وعدتنا بتسجيلهم في المدارس». وتابعت: «تتراوح أعمار أولادي بين 4 سنوات و18 سنة، ومنذ سنتين لم يدخلوا المدرسة. نسكن في منزل إيجاره 300 دولار. أقفل الباب على أولادي في الكثير من الأحيان داخل المنزل لأن صاحبه يريد طردنا منه بسبب عددنا».
وفيما تجلس نازحات أمام مركز «رابطة شباب سعدنايل» و «مركز الإسعافات الأولية والخدمات الاجتماعية»، تغصّ ساحة المركز بالنازحين الذين يتدافعون من أجل إلقاء نظرة على ورقة معلقة على الحائط ترد فيها أسماء العائلات المحتاجة التي ستتلقى مساعدات من المركز، وخصوصاً لتعليم الأولاد. «أريدهم أن يكملوا تعليمهم ولو في العراء»، تقول إحدى المنتظرات الكثيرات هنا.
ويصرخ أحدهم قائلاً: «إذا كان شخص مسجّلاً في مفوضية الأمم المتحدة وتم فصله يذهب ليسرق مثلاً؟».
وإذ يؤكد عمر الحلبي رئيس مركز «رابطة شباب سعدنايل» أن المركز يدرس تأمين الفرص التعليمية للمئات من النازحين السوريين وفق المنهج السوري مجاناً، يلفت إلى أن «مدارس سعدنايل ستستقبل الطلاب السوريين بعد الظهر من الساعة الرابعة لغاية السابعة مساء، والأساتذة سوريون». ويؤكد أن «الأمم المتحدة خفضت عدد المستفيدين من المنح المدرسية بنسبة 80 في المئة بسبب نقص التمويل ما يطرح تساؤلات عما سينتظر التلاميذ على أبواب العام الدراسي في ظل التزايد المستمر في أعدادهم». وفي «تخشيبة» لا ترتقي إلى أبسط شروط العيش الإنساني نازحون سوريون يفترشون الأرض على سجاد رقيق، يتربعون حول صينية بلح يعملون على سحب النواة منها. يقول إبراهيم، وهو رب عائلة تتألّف من 4 أولاد وأتى من مدينة إدلب منذ 8 أشهر: «نعمل في سحب أنوية البلح لدى شخص عراقي مقابل مبلغ بسيط من المال أطعم به أولادي».
تصرخ زوجته عفاف: «نعيش مع أختي التي استشهد زوجها في سورية ولديها 7 أولاد في هذه التخشيبة، ابنتي الكبيرة في الصف السابع ليس لها مكان في مدارس البقاع، وأيضاً الأصغر سناً اللذين يبلغان 6 سنوات و10 سنوات يذهبان إلى مبنى البلدية في سعدنايل حيث يخضعان لساعات تدريس ليس بالمعنى الحقيقي لكلمة تدريس (لمحو الأميّة) ولكن تبقى مدرسة...».
يعاني الأولاد النازحون من مستوى التعليم وفق المنهاج اللبناني ويضطر بعضهم للتراجع صفاً واحداً من أجل أن يتسجّل في المدارس اللبنانية الرسميّة، فابنة بثينة (من معرّة النعمان) البالغة 8 سنوات رسبت لأن المنهاج اللبناني كان صعباً عليها، واضطرت الوالدة إلى «تسجيل ولديها الآخرين البالغين 11 و 12 سنة في الصف الرابع لأن الأكبر سناً دون المستوى التعليمي اللازم».
وفي مخيّمات للنازحين السوريين في خراج بلدة سعدنايل مصنوعة من الخشب وأكياس الخيش والنايلون، يجلس أولاد من فئات عمرية مختلفة في خيم نصبت لإيوائهم. يسمى المكان «مركز الاستقبال الموقت للنازحين السوريين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بإدارة جمعية الشباب البقاعي – بلدية سعدنايل».
هناك، حيث يتم بناء موقع صغير لتأمين نشاطات محدودة يلهو بها الأطفال، يخال ياسين، أحد أطفال المخيم، أن البناء سيكون مدرسة، ويسأل: «متى سينتهون من بنائها؟».
وفيما تتكثّف جهود وزارة التربية لتغطية الرسوم المدرسية للأطفال السوريين المسجلين في المدارس الرسمية، وفق تقرير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تشكل الرسوم المفروضة على الأهل والبالغة 60 دولاراً عبئاً باهظاً بالنسبة إلى العديد من الأهالي النازحين. وستتكفل كل من المفوضية و «يونيسيف» والوكالات الشريكة بتسديد هذه التكاليف لأكثر من 120000 طفل ممن هم الأكثر حاجة.
 حظوظ الطلاب
ويفوق عدد الطلاب قدرة المدارس الرسمية على استيعابهم، وحظوظ الطلاب السوريين ليست مضمونة بسبب غياب التمويل الكافي لها والنتيجة هي آلاف الأطفال السوريين يخسرون حقّهم في التّعلم.
ويؤكد مصدر رسمي في وزارة التربية يفضل عدم ذكر اسمه، أن «المدارس الرسمية لا تزال تسجّل الطلاب السوريين ولديها كامل التوجيهات لاستقبال كل الطلاب وتأمين مقعد دراسة لهم ضمن المتاح. وكل مدرسة تأخذ قدرتها الاستيعابية، أما الباقي فيبقى على لائحة الانتظار تمهيداً لاتخاذ التدابير اللازمة»، لافتاً إلى أن «من الممكن اعتماد دوام مسائي في البقاع بتوجيهات من وزير التربية».
وعن امتحان الدخول، يوضح أن «جميع الطلاب يخضعون له، وهو يحدد إمكانات هذا الطالب، خصوصاً أننا نتعامل مع طلاب سوريين لا يحملون أي إفادات مدرسية أو مستندات»، مستبعداً «تعاطي أصحاب المدارس في المناطق اللبنانية كافة مع ملف النازحين مذهبياً».
ويؤكد مصدر من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن «المفوضية تقدم برنامجين للطلاب السوريين، الأول مخصص لتقوية الطلاب المسجلين في المدارس الرسمية بعد الدوام والثاني يُخضع الطالب لبرنامج مكثّف مخصص فقط للطلاب الذين أوقفوا تعليمهم منذ فترة لتأهيلهم لدخول المدرسة».
وتقول دراسة للمفوضية أن «حوالى 75 ألف طالب سوري في عمر الدراسة موجودون في البقاع»، لافتة إلى أن «المفوصية تستطيع أن تغطي 30 ألف طالب في المدارس الرسمية من ناحية النقل والقرطاسية و «يونيسيف» 25 ألف طالب». 
 
لبنان: الجيش يعيد الهدوء إلى بعلبك وينتشر في مناطق الاحتكاك لمنع امتدادها
بيروت – «الحياة»
أقلق الاشتباك الذي وقع أول من أمس في مدينة بعلبك البقاعية بين «حزب الله» وإحدى العائلات في المدينة، وأسفر عن سقوط 3 قتلى وعشرات الجرحى بينهم ثلاثة في حال الخطر، أركان الدولة اللبنانية والقيادات السياسية. واستدعى الاشتباك مداخلات لتطويق ذيوله ومضاعفاته لما يمكن ان يترتب عليه من تداعيات أمنية وسياسية، خصوصاً أنه اتسم بطابع مذهبي بين الشيعة والسنّة يمكن ان تتمدد في اتجاه مناطق أخرى في حال لم تنجح جهود وأد الفتنة في السيطرة على الوضع المتأزم وإعادة الهدوء والاستقرار الى بعلبك وجوارها.
وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية رفيعة أن الاشتباك المفاجئ الذي ضرب بعلبك بعد إشكال فردي بين عناصر من «حزب الله» وآخرين من احدى العائلات أحدث «نقزة» لم تنحصر ارتداداتها السلبية في المدينة بسبب وجود مخاوف من أن تتحول الى فتنة مذهبية تمتد الى أماكن أخرى في البقاعين الأوسط والغربي وصيدا وبعض أحياء بيروت. وهذا ما استدعى الدعوة الى اجتماع سياسي – أمني ترأسه ليل أول من أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان وشارك فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المعنيون وقادة الأجهزة الأمنية.
ووقع الاشتباك الذي أحدث قلقاً في بعلبك فيما المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة تراوح مكانها من دون أن تنجح الاتصالات في إحداث ثغرة يمكن ان تعيد الاعتبار الى مشاورات التأليف الذي سيكون موضع بحث في اجتماع يعقد اليوم بين الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في ضوء تأجيل زيارة الأول للمملكة العربية السعودية التي كانت مقررة غداً الثلثاء الى موعد لاحق يعلن في حينه، على حسب ما أفاد البيان الصادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وبالعودة الى تطويق ذيول اشتباك بعلبك، نجحت الجهود الرسمية والسياسية في السيطرة على تداعياته والعمل تدريجاً لإعادة الهدوء اليها من قبل وحدات الجيش اللبناني التي عززت وجودها فيها وقامت بتثبيت نقاط عسكرية في الأماكن الساخنة وتسيير دوريات مؤللة في الأحياء المتداخلة التي يتواجد فيها الشيعة والسنّة، إضافة الى عزلها الشارع الذي دارت فيه الاشتباكات.
وفي هذا السياق، أجمع الذين شاركوا في اللقاء الموسع الذي عقد في دار بلدية بعلبك على نبذ الفتنة، وشددوا على التعاون لوأدها، وأكدوا دعمهم القوى الأمنية الشرعية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية في اعادة الاستقرار الى المدينة والحفاظ على السلم الأهلي فيها وتوفير الحماية السياسية للعيش المشترك بين جميع أطيافها المذهبية والطائفية.
وعلمت «الحياة» من مصادر المجتمعين أن الجهود التي بذلت من خلال الدور الفاعل للجيش اللبناني وتجاوب قيادة «حزب الله» في المدينة مع الإجراءات الأمنية المفروضة على شوارعها وأحيائها أدت الى الإفراج عن جميع الموقوفين لدى الحزب. وقالت إنه لم يعد هناك أي مفقود أو موقوف، وإن الوحدات العسكرية باشرت حملات الدهم بحثاً عن المشتبه بعلاقتهم بالاشتباكات.
وعزت المصادر السبب الى ان توقيف المتورطين سيؤدي الى تبريد الأجواء وتنفيس الاحتقان لدى ذوي ضحايا الاشتباكات وأن توقيفهم سيؤدي الى خفض منسوب التوتر مع تشييع الضحايا عصر أمس، خصوصاً أن قيادة «حزب الله» تعاملت مع ما حصل على انه إشكال فردي وأبدت تعاوناً لتطويق ذيوله لقطع الطريق على مضاعفاته.
وأكدت مصادر وزارية أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، ومعه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بقيا طوال الاجتماع الأمني على تواصل مع مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا. وقالت ان الأخير أكد لهما استعداد الحزب لإعادة الهدوء الى بعلبك على ان يترك التحقيق للقضاء اللبناني لتبيان حقيقة ما حصل وتحديد من يتحمل مسؤولية التوتير وصولاً الى الاشتباك.
وكشفت ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بدور ضاغط من أجل ضبط الوضع والإسراع في تسهيل مهمة الجيش لحفظ الأمن. وقالت ان ميقاتي التقى ليل أول من أمس، وبعد انتهاء اجتماع بعبدا، المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل الذي نقل اليه رسالة تؤكد حرص الحزب على التهدئة والعمل لقطع الطريق على من يحاول استغلال ما حصل لتسعير الأجواء بين السنّة والشيعة في بعلبك.
ولفتت هذه المصادر الى ان الاجتماع الأمني برئاسة سليمان لم تقتصر نتائجه على الإسراع في اتخاذ التدابير في بعلبك، وإنما تعدى ذلك الى رفع جاهزية القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش، في البقاعين الأوسط والغربي وفي بعض أحياء بيروت ومناطق التواجد الشيعي – السنّي في صيدا لتكون جاهزة للتدخل في أي لحظة لمنع انتقال الاحتكاك الى هذه المناطق.
 
الغلوّ في الأمن الذاتي يكشف محدودية سيطرة "حزب الله"
المستقبل...وسام سعادة
كشفت اشتباكات بعلبك، بسرعة مذهلة، مآل "الأمن الذاتي" بالطريقة التي يعمل على توطيدها "حزب الله" ردّاً على التفجير الدامي في الضاحية الجنوبية، واستتباعاً لتدخّل هذا الحزب في الحرب الأهلية السورية الى جانب قوّات النظام وشبيحته، هذا التدخّل الذي لا يكتفي فقط بالتورط في قمع سكان ثائرين من موقع نظام متعطش للدم، ولا بنصرة أقلية على أكثرية من موقع مذهبي فحسب، وانما تسعير حدّة الصراع المذهبيّ نفسه، والحاقه بسردية الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية المتواصلة بتقطع عبر التاريخ.
فمشكلة الأمن الذاتي ـ نسخة الحزب، أنه موجود أساساً في المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيا الخمينية منذ أواخر الثمانينيات وبأسلوب سيطرة راكم تجربة مديدة وحافلة صارت تمتد لبضعة عقود، وترتكز على تعايش أنماط أخرى من التسلّح والمليشة في هذه المناطق، سواء فيما عنى حركة "أمل"، أو فيما عنى العشائر، ان كان في مناطقها التاريخية، أو في الضاحية الجنوبية، ويضاف الى ذلك أنّ "ليل الضاحية" من الناحية الأمنية لا يحتكره أمن الحزب وحده، وانما مروحة واسعة من "الشلل التحتية"، المتعددة المواهب، والتي تشكّل وقوداًً هجومياً اذا ما استعين بها، أو منفذاً تفلتياً في مناطق تبدو في الوقت نفسه خاضعة لحكم تسلّطي نسبة الى المجموع اللبناني، ومرتعاً للفوضوية الأهلية المتعددة الأشكال، مع ما يتخلّلها من بعض مؤثرات "تحرّرية"، لأنّ بعض التفلّت من معالم "دولة القانون" يمكن احتسابه "تحرّراً".
ورقعة هذا الأمن الذاتي كان يمكن بهذا الشكل أن تشمل بعباءتها عشائر سنية في البقاع أو تتمدّد لتشمل الجيوب الشيعية في المناطق المسيحية، كالرويسات وقرى شيعة جبيل، أي أنه بمعنى ما، كانت سيطرة "حزب الله" الأمنية على الضاحية والبقاع والجنوب والجيوب ثم على معظم بيروت "الغربية" بعد السابع من ايار، ترتبط بهذا الفضاء التوليفيّ المركّب، الذي يمرّ من خلاله تكريس المرجعية الأمنية الأساسية لـ "حزب الله" مع رواج السلاح خارج دائرته المباشرة، سواء بشكل يخضع لسيطرته بطريقة غير مباشرة، أو ينبغي بذل جهد من قبله لاستيعابه وتأطيره.
لكن ما يحدث مع انتقال هذا الأمن "الذاتي" الى مرحلته الجديدة، في أعقاب التدخّل في سوريا والتفجير في الضاحية، هو أنّ معادلته السابقة، التي توطّدت على امتداد ثلاثة عقود، صارت أمام مشكلة حقيقية، مشكلة تتجاوز التذمّر على حاجز تفتيش، لا بل رقعة الاصطدام الخطير مناطقياً ومذهبياً الحاصل في بعلبك، الى ما من شأنه الدفع باتجاه اعادة اكتشاف "حزب الله" لمحدودية سيطرته على المناطق التي يسيطر عليها أساساً، فضلاً عن محدودية تمكّنه من رفع معدّل هذه السيطرة، وجعل "الأحوال الاستثنائية" الزائدة على "الأحوال الاستثنائية" الأساسية، مبرّراً مقبولاً لتوطيد هذه السيطرة وانتقالها الى ما يحاكي السيادة الوطنية نفسها.
من هنا، "الغلو في الأمن الذاتي" يدفع التناقضات الثانوية الى الواجهة، ذلك ان "دويلة" الحزب ما قبل هذا الغلو كانت غير محدّدة المعالم، والمداخل والمخارج، ومتعايشة مع أشكال متنوعة من التسلّح والمليشة داخلها أو على تخومها، ومتمدّدة هنا وهناك، في حسن ان الغلو في الأمن الذاتي، يستدعي ترسيم حدود الدويلة، وتحوّلها الى ما يشبه "حكم القانون" بازاء الكلّ الفوضوي التي تسيطر عليه، ما يقودها الى مفارقة الاستعانة بالأمن "الشرعي" اللبناني، والخوض في تجربة "أمن ذاتي ـ مختلط" كما في الانتشار الأمني الشرعي الأخير في الضاحية، ثم تسلّم الحواجز نتيجة للاشتباك في بعلبك.
واذا كان هذا "الأمن المختلط" يقود في الضاحية الى تحريك الهواجس الوجيهة حول اخضاع جهاز الدولة اللبنانية نفسه لاقتطاعات "حزب الله" منه، فانّه كذلك الأمر يصعّد من مشكلة "حزب الله" نفسه، حتى لو كان يظهر، على السطح، أنه يداويها: ذلك أنّ الزمن الذي كان يظهر فيه "حزب الله" كممسك، بشكل متوازن ومحترف، بمعادلة السيطرة على مناطقه، بالتعايش مع ثقافة السلاح خارج اطاره المركزي هو، وبما كان يشكّل مناعة معيّنة لهذا الاطار المركزي نفسه، ودوائر وسيطة بينه وبين الأهالي، وبينه وبين المناطق الأخرى، والطوائف الأخرى، كل هذا لم يعد قائماً اليوم، والشكل الجديد لن يولد الا نتيجة للتفاعل مع الآفاق الأمنية المتعددة للحالة الراهنة، سواء كنتيجة لاستمرار تورط الحزب في سوريا، او كنتيجة لصعود التناقضات الثانوية الى الواجهة، او كنتيجة لهذا الخلط بين ما هو شرعي وما هو شرعي.. وعلى رأي الرئيس المغيّب محمد مرسي "دونت ميكس".
 
 حزب الله يرفض تشكيلة حكومية من ثلاث حصص متساوية.. ويُعد سلام «غير حيادي»
سليمان يرجئ زيارته للسعودية إلى «موعد لاحق»
بيروت: «الشرق الأوسط»
أرجأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان زيارته إلى المملكة العربية السعودية، التي كانت مقررة غدا (الثلاثاء)، وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للقصر الرئاسي أنه «تم تأجيل زيارة سليمان إلى موعد لاحق يعلن في حينه»، من دون أن يعلن الأسباب.

وأعقب تأجيل الزيارة سلسلة أحداث هزت الوضع الأمني، أبرزها أول من أمس في مدينة بعلبك البقاعية وتوتر ليلي في مدينة طرابلس، شمال لبنان، ومأساة غرق مجموعة من اللبنانيين على متن عبارة كانت متجهة بطريقة غير شرعية من إندونيسيا إلى أستراليا قبل ثلاثة أيام.

وينعكس الوضع الأمني سلبا على الجهود المبذولة من قبل الرئيس اللبناني والرئيس المكلف بتشكيل حكومة جديدة تمام سلام من أجل إخراج صيغة حكومية، في وقت كان فيه سليمان رجح مطلع الأسبوع إمكانية أن تبصر الحكومة النور في الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الذي يبدأ غدا (الثلاثاء).

وفي حين أكدت مصادر مواكبة لعملية التأليف أنه «لا خرق جديد أو مؤشرات على قرب تشكيل الحكومة مع استمرار الفرقاء اللبنانيين في طرح الشروط والشروط المضادة»، وبالتالي «تبديد الآمال بإمكانية التوصل إلى تشكيلة في الأيام المقبلة»، لا يزال حزب الله على موقفه الرافض لأي تشكيلة لا يحظى فيها بأكثرية مقاعد تخول له التحكم بقرارات مجلس الوزراء، أي ما يعرف بالثلث «المعطل»، والذي يسميه حزب الله بـ«الثلث الضامن».

وفي سياق المواقف الصادرة أمس عن حزب الله، اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، أن «حكاية (8+8+8)، في إشارة إلى توزيع مقاعد الحكومة الأربعة والعشرين إلى ثلاث حصص متساوية بين فريقي (8 آذار) و(14 آذار) والفريق الوسطي (سليمان وسلام والنائب وليد جنبلاط)، أصبحت مسألة مفضوحة لأن رئيس الحكومة المكلف مع احترامنا وتقديرنا لشخصه هو جزء من فريق (14 آذار) وحصته هي حصتهم». وأشار إلى أن «الحل الوحيد في لبنان هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها كل المكونات بما يتلاءم مع وزنها ويتناسب مع حجمها التمثيلي داخل المجلس النيابي، وهذا مطلب منصف وعادل».

وفي حين شدد فنيش على أنه «لا يمكن التفكير أيضا بحكومة يسميها البعض بـ(الأمر الواقع) لأن التفكير بها هو أمر غير واقعي وغير بناء ويدخل البلد في مشكلة أكثر تعقيدا»، دعا وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن إلى «تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل بها الجميع بحسب أحجامهم المتمثلة داخل المجلس النيابي»، محذرا من أن «كل كلام خلاف هذا إنما هو في صدد تأخير تشكيل الحكومة وإبقاء الوضع على ما هو عليه».

ووضع الحاج حسن، خلال احتفال تربوي، كرة التعطيل في ملعب فريق «14 آذار»، متهما إياه بأنه «لا يريد تشكيل الحكومة لأنهم ينتظرون التعليمات من الخارج لذلك يتحدثون ساعة عن حكومة أمر واقع، وأحيانا حيادية أو تكنوقراط».

من ناحيته، دعا نائب حزب الله، علي فياض، إلى «ملاقاة سياسات الانفراج على المستوى الإقليمي من خلال تسهيل تشكيل الحكومة والإقلاع عن الشروط التعجيزية في ما يتعلق بالحكومة أو بالحوار». وقال، خلال احتفال تربوي، إن «واقع تصريف الأعمال لا يلبي الحاجات التي يتطلبها الواقع إنمائيا وأمنيا، وبالتالي لا يصح استبدال بحكومة تصريف أعمال حكومة تصريف أعمال أخرى لأنها ستزيد الواقع انحدارا». وطالب فياض بـ«تشكيل حكومة جامعة ومتوازنة تعكس الخريطة السياسية في البلاد»، مشيرا إلى أن «بعض القوى الإقليمية تعوق مسار الحل السياسي في سوريا، كما نخشى من أن تمارس الدور ذاته تجاه مسار حلحلة الملفات اللبنانية». ودعا اللبنانيين إلى «الانطلاق بأولوية المصالح اللبنانية على ما عداها».

من ناحيته، شدد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال والمعاون السياسي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، النائب علي حسن خليل، على «ضرورة تشكيل حكومة وطنية تستوعب كل القوى السياسية الفاعلة لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة»، داعيا الجميع إلى «الحوار وإنتاج حل سياسي مشترك يقدم مصلحة الوطن على المصالح الفئوية».

ولفت، خلال الاحتفال التربوي، إلى أنه «اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبح ناضجا لدى كل القوى السياسية بداية الوصول إلى تشكيل حكومة وطنية جامعة، تستطيع أن تستوعب كل القوى السياسية بغض النظر عن المواقف اليوم التي تعلن من هنا وهناك، فالمطلوب والثابت هو أن الحل في حكومة تمثل الجميع وتنطلق من قواعد البحث عن الصيغ التي تعزز تأمين حلول لقضايا اليوم التي تشكل تحديات أمام اللبنانيين».

ودعا إلى أن «نخرج من عقدة التمثيل المقنع والتمثيل الذي لا يعكس حقيقة التركيبة اللبنانية بواقعها الفعلي، للوصول إلى الحكومة يستطيع الجميع أن يجلسوا إلى طاولتها ليتناولوا القضايا الأساسية التي تهم الناس في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والمالية والاجتماعية».

في المقابل، أوضح النائب السابق والقيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش، أنه «لا رؤية واضحة بعد لملف تشكيل الحكومة»، معتبرا أن «التشكيل لا يزال في نفق صعب، وفي ظل الوضع الإقليمي القائم على صيغة لا غالب ولا مغلوب يبدو أن الأطراف كافة تنتظر تغييرا معينا في هذا الوضع».

ورأى في تصريحات أمس أن «الرئيسين سليمان وسلام على عجلة في حسم ملف التشكيل، لكن (الأمر الواقع) المفروض عليهما يمنعهما من اتخاذ خياراتهما كرفضهما مبدأ (الثلث المعطل)»، لافتا إلى «وجود (إرهاب محلي) يمارس عليهما ويحول دون حسم التأليف».

 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,466,631

عدد الزوار: 6,992,670

المتواجدون الآن: 65