إيران تأمل بالتوصل خلال أيام إلى مسودة لاتفاق «نووي» نهائي

طهران، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب – أعربت إيران أمس، عن أمل بالتوصل خلال «أيام» إلى مسودة لاتفاق نهائي مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري تصريحات مسؤولين إسرائيليين للمفاوضات مع طهران بأنها «هستيريا ضخمة»، متهماً إيران بالسعي إلى تشييد قواعد «إرهابية» على حدود الدولة العبرية.

في نيويورك، تابع عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، ونظيرته الأوروبية هيلغا شميد، إضافة إلى خبراء تقنيين وقانونيين من الجانبين، مفاوضات هدفها صوغ اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني، بحلول أواخر حزيران (يونيو) المقبل.

وقال عراقجي إن المفاوضين الإيرانيين بدأوا «عملاً جسيماً يستمر شهرين»، مضيفاً: «هدفنا هو أن نتوصل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى مسودة لاتفاق شامل». واستدرك: «على رغم صعوبة العمل، لكنها ستكون أول مسودة مليئة بقضايا خلافية ومزدوجين، يجب اتخاذ قرار في شأنها لاحقاً. والمسودة ستشمل ملاحق بدأ الخبراء العمل عليها ونناقش تفاصيلها».

ووجّه رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي رسالة إلى الوفد المفاوض لبلاده، تطالب بأن يتضمن أي اتفاق نهائي «إلغاء كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة» وتفرض عقوبات على طهران. كما ترفض «وصول أي طرف إلى قواعد ووظائف الأمن القومي لإيران، بما في ذلك البرامج الدفاعية - الاستخباراتية – الأمنية، وكذلك الإقليمية».

كيري - نتانياهو

إلى ذلك، كرّر كيري دفاعه عن المفاوضات مع طهران واتفاق محتمل معها يطوي ملفها النووي، قائلاً: «عندما بدأنا المفاوضات، فإن ما نسميه تحقيق اختراق نحو الحصول على مواد انشطارية تكفي لصنع قنبلة (ذرية) واحدة، كان يتراوح بين شهرين أو ثلاثة، لكننا مددنا الفترة، ومع هذه الصفقة، وعلى مدى السنوات العشر الأولى، ستصل هذه الفترة إلى سنة. كما سيقلّص الاتفاق مخزون اليورانيوم المخصب، بنسبة 98 في المئة، من 12 طناً إلى 300 كيلوغرام فقط خلال 10 سنين».

وأضاف في مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي تُبثّ اليوم كاملة: «إننا قادرون على وقف (الإيرانيين) إذا قرروا التحرّك بسرعة نحو إنتاج قنبلة، وأعِد بأننا سنملك مستقبلاً القدرة على معرفة ما الذي يفعلونه، لكي نتمكن من وقفهم إذا قرروا التوجه نحو قنبلة. لا نتنازل عن أي خيار نملكه الآن، لدينا خيارات العقوبات والعملية العسكرية، ولا نفقد أياً منها». وتابع: «سيكون لنا مفتشون هناك يومياً (في المنشآت النووية الإيرانية). الأمر ليس عبارة عن اتفاق مدته 10 سنين، إنه دائم. أكرر، لن نوقع اتفاقاً لا يقفل على إيران الطريق إلى صنع القنبلة، ولا يعطينا ويعطي كل خبرائنا والخبراء في شكل عام، ضمانة بأننا سنكون قادرين على معرفة ما تفعله إيران، ومنعها من امتلاك سلاح نووي». وأشار إلى «هستيريا ضخمة حول الاتفاق»، معتبراً أن «على الناس أن تأخذ الوقائع في الاعتبار».

وانتقد كيري سياسة إيران في الشرق الأوسط، ودعمها تنظيمات مسلحة، قائلاً: «لا أوهام لدينا في شأن سبب وجود حزب الله (اللبناني في سورية)، وأن إيران تدعمه. علينا إخراج الحرس الثوري من سورية، وإنهاء دعم إيران نشاطاً مشابهاً، وسنعمل مع دول الخليج على تعزيز الترتيبات الأمنية التي نعمل عليها، وسنعمل في شكل مطلق ضد هذا النوع من السلوك».

وتطرق كيري إلى اشتراط نتانياهو لإبرام اتفاق مع طهران، وقفها الإرهاب، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة قررت أن أولويتها هي معالجة الملف النووي الإيراني. واستدرك: «هذا لا يلغي الالتزام الأميركي بمعالجة النشاطات الإيرانية الأخرى، لكنني أفضل فعل ذلك في وقت لا تملك فيه إيران سلاحاً نووياً، لا حين تملكه. ولذلك نصرّ على ضمان عدم امتلاكها سلاحاً نووياً، وهذه بداية جيدة».

في المقابل، كرر نتانياهو أن لا تحدياً أكبر من البرنامج النووي الإيراني، متهماً طهران بالعمل على تشييد قواعد «إرهابية» على ثلاث حدود مع إسرائيل: لبنان، غزة والجولان السوري. وأشار إلى أن إيران «تسلّح مقاتلين بآلاف من قذائف الهاون والصواريخ، لإطلاقها على إسرائيل». وهدد نتانياهو بأن الدولة العبرية «لا يمكنها أن تسمح لإيران بتحقيق رغبتها في القضاء عليها»، معتبراً أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لإيران بمواصلة تدخلها في لبنان والعراق وسورية واليمن ومناطق أخرى، في ظل غطاء نووي».