طهران تسخر من «ضجيج» واشنطن..منتظري الابن: الحكم بسجني لم يصدر عن قاضٍ

سخرت طهران من «ضجيج» أميركي، بعد إعلان واشنطن أن زورقاً تابعاً لـ «الحرس الثوري» الإيراني وجّه أسلحته نحو مروحية تابعة للبحرية الأميركية في مضيق هرمز السبت الماضي.

ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن مصدر في بحرية «الحرس» قوله، مخاطباً الأميركيين: «لا داعي للضجيج، المشكلة الرئيسة في الخليج تكمن في تواجدكم غير الضروري وغير المهني في المنطقة. وتحاولون الإيحاء، من خلال تصرّفاتهم غير المناسبة وغير المهنية، بأن الظروف ليست عادية». وأضاف: «أن يطرح مسؤولون أميركيون مزاعم مشابهة بين وقت وآخر، يدلّ على أنهم في صدد تحقيق مآرب خاصة من وراء تحرّكات دعائية».

وأشار إلى أن «سفن الدول الأخرى تمرّ من المنطقة ليل نهار، من دون أي مشكلة، مراعية القوانين والأنظمة الدولية، فيما أن الأميركيين وحدهم يثيرون ضجيجاً ويريدون إثارة مشكلات، بذرائع غير واقعية». وأكد أن «بحرية الحرس الثوري جاهزة وترصد حركات السفن والوحدات العائمة في الخليج ومضيق هرمز، وعازمة على صون الأمن الدائم وإرسائه في هذه المنطقة الاستراتيجية الحساسة». وتابع: «سنواصل تنفيذ مهماتنا في مياهنا الإقليمية، بجدية وهدوء ودقة تامة، من دون الاكتراث إلى ضجيج الأميركيين، ونترك إلى الرأي العام أمر الحكم على مزاعمهم».

وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولَين في وزارة الدفاع الأميركية إن قارباً لـ «الحرس» صوّب سلاحه في اتجاه مروحية من طراز «إم. إتش 60» تابعة للبحرية الأميركية، فيما كانت تحلّق على بعد نحو 800 متر من سفينتين إيرانيتين في المياه الدولية. وأضافا أن طاقم المروحية لم يشعر بتهديد في أي لحظة، واستدركا أن هذا التصرّف «استفزازي» و «ليس آمناً ويفتقر إلى المهنية».

والحادث هو الأحدث بين البحريتين الأميركية والإيرانية في مياه الخليج هذه السنة، لكنه الأول منذ فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية. وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية إغراق أي سفينة إيرانية تتعرّض للبحرية الأميركية في الخليج إذا انتُخب رئيساً للولايات المتحدة.

وكشفت طهران أمس عن «إنجازات جديدة» للبحرية الإيـــرانية، بما في ذلك «رادار لدرع بحري» يتيح «رصد ومتابــعة أهداف وتحركات» علـــى مــدى أكثر من 200 كيلومتر في سواحل مكران المطلّة على بحر عمان، مباشرة من طهران.

وأعلن أحمد رضا باقري، نائب قائد أسطول الشمال، أن البحرية الإيرانية ترغب في تطوير قواعدها وتوسيعها على سواحل مكران، علماً أن رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حسين باقري أعلن أن بلاده تدرس إقامة قواعد بحرية في سورية أو اليمن.

إلى ذلك، أكد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن «لا داعي للقلق» من انتهاك الاتفاق النووي المبرم مع الدول الست، مشيراً إلى «إمكانات وخيارات للردّ على أي قرار سلبي من الأطراف الآخرين».

اعتبر أحمد منتظري، نجل رجل الدين الإيراني الراحل حسين علي منتظري، أن حكماً أصدرته محكمة خاصة برجال الدين بسجنه 21 سنة، «أُملِي من مكان آخر». وكانت المحكمة دانته بالعمل ضد الأمن القومي، وبالدعاية ضد النظام ونشر وثائق سرية، بعدما نشر تسجيلاً صوتياً لوالده الذي كان خليفة معيّناً للإمام الخميني، قبل عزله، يندد بإعدام آلاف من السجناء السياسيين، عام 1988، معتبراً الأمر «أضخم جريمة في الجمهورية الإسلامية» في إيران. ورأى أحمد منتظري أن الحكم «جائر»، مشيراً إلى أن التسجيل لم يكن سرياً، ومذكّراً بأن والده كان نشر مضمونه في مذكراته. وأضاف: «حاكمني قاضٍ محترم، أقنعته حججي. اعتقدت بأنه سيُبرئني، لكن الحكم بدا شيئاً آخر. يبدو أن القاضي لم يملك أي سلطة، وأن الحكم أُملِي من مكان آخر».