أكذوبة جديدة للنظام.. مرافقة السفن إلى غزة

سيطرت قضية السفن المرسلة إلى غزة على الصحافة الايرانية، ففي حين اعتبرت الصحف المعارضة ان النظام يكذب بادعائه استعداد الحرس الثوري حماية الاساطيل المتجهة لكسر الحصار عن القطاع، كما ان النظام يحاول الهروب إلى الامام من العقوبات المفروضة عليه في ظل ازمته الداخلية. كما تناولت صحف النظام قضية العقوبات والموقف الروسي منها، وداخلياً سلطت صحف المعارضة الضوء على الهلع المسيطر على الاطراف المتنازعة على الرئاسة مشيرة في الوقت عينه إلى محاولة النظام تشويه صورة الثورة الخضراء التي اندلعت عقب تزوير الانتخابات السنة الماضية.

ادعى الحرس الحكومي ان قواته البحرية مستعدة لمرافقة جميع السفن التي تنوي فك الحصار عن قطاع غزة، وان إيران سترسل قريباً 3 سفن شحن وطائرة مدنية لنقل المساعدات الطبية والغذائية.
معظم المراقبين استغربوا مثل هذا الاقتراح بينما رحبت بعض الدول مثل تركيا، بمرافقة الحرس الإيراني للسفن التركية التي من المقرر التوجه الى غزة.
ولكن هل حقاً يستطيع الحرس مرافقة السفن وما هي الطرق المتاحة لتحقيق مثل هذا الاقتراح؟
يؤكد الخبراء ان على الحرس الثوري قطع مسافة ما بين 5200 الى 5300 كيلومتر للوصول من موانئ ايران الى غزة، اي ان على السفن الحربية العبور اولاً من مضيق هرمز والتوجه نحو بحر عمان وصولاً الى البحر الأحمر ثم العبور من قناة السويس لتصل الى غزة.
فهل ستسمح مصر ودول اخرى بعبورها من البحر الأحمر والسويس، وهل ان إسرائيل ستقف متفرجة لكي تشاهد السفن الحربية بالقرب من سواحلها؟
واذا كان الحرس يخطط للدوران حول أفريقيا والعبور من مضيق جبل طارق لتصل سفنه الى البحر الأبيض المتوسط، فهذا يعني انها ستصل بعد عدة أسابيع الى غزة وان عليها اولاً ان تحصل على اذن من الدول المطلة على المتوسط.
قطعاً ان الاعلان عن خطة كهذه هو بيان كاذب ولا يصدقه حتى اكثر الناس حماقة وسذاجة، وليس لإيران إمكانات بحرية هائلة لإرسال السفن الحربية على هذا النحو.
ولان القيادة أدركت هزالة هذا الاقتراح فلم يتم نشر خبر مرافقة بحرية الحرس للسفن سوى مرة واحدة وفي وكالة الأنباء الحكومية، التي سارعت بعد ذلك الى شطبه، وأوعزت القيادة ايضاً الى جماعة حماس في غزة لكي تنقذها من ورطتها الإعلامية والسياسية، فأعلنت حماس انها لا توافق على مرافقة البحرية الإيرانية سفن قوافل الحرية، لوجود مخاطر في هذا الصدد.
ترى ما هو الدافع الأساسي وراء رفض حماس لهذا الاقتـراح الذي ان تحقق فانه سيعني كسر الحصار وهذا لصالح حماس نفسها، لكن من الواضح جداً ان الحركة وبإيعاز سريع من النظام الإيراني رفضت الاقتراح وطلبت من الحرس عدم إرسال سفنه، ولجأ النظام الإيراني بعد ذلك الى الدول العربية الخليجية لكي توافق على التعاون لإرسال سفن المساعدات الإيرانية والعربية والتركية دون مرافقة بحرية الحرس هذه المرة!