رام الله - محمد هواش والوكالات:
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوى العالمية أمس إلى وضع "خط أحمر واضح" للنشاطات النووية الإيرانية، قائلا إن طهران لا ترى تصميماً من المجموعة الدولية على وقف برنامجها النووي.
 ففي تصريح يعكس نفاد صبره وقت تمارس واشنطن وبعض الدول الأخرى ضغوطاً عليه لثنيه عن شن أي هجوم أحادي على طهران واقناعه باعطاء الديبلوماسية والعقوبات فرصة، قال نتنياهو أمام الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الاسرائيلي: "أعتقد أنه يجب قول الحقيقة... المجتمع الدولي لا يضع خطاً أحمر واضحاً لإيران، وإيران لا ترى تصميما دوليا على وقف برنامجها النووي...إذا لم تر هذا الخط الأحمر الواضح وهذا التصميم الواضح، لن تتوقف عن المضي في برنامجها النووي، ويجب ألا تمتلك إيران أسلحة نووية". وأعلن أنه سيتناول الأخطار التي تشكلها طهران في كلمة يلقيها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في تشرين الاول المقبل. ومن المتوقع أيضا أن يجري محادثات مع الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال زيارته، وإن لم يعلن أي موعد للقاء بعد.
وكان مسؤول إسرائيلي بارز أبلغ "رويترز" الأسبوع الماضي أن نتنياهو سيسعى إلى الحصول على تعهد قوي للتدخل العسكري الأميركي اذا لم تتخل طهران عن تخصيب الاورانيوم، موضحاً أن هذا التعهد يمكن أن يثني إسرائيل عن مهاجمة إيران وحدها.
وكان تقرير للأمم المتحدة أفاد الخميس الماضي أن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي لديها في موقع فوردو الحصين أكثر من الضعفين منذ أيار، مما يظهر استمرارها في توسيع نطاق برنامجها النووي، على رغم الضغوط الغربية والتهديد بشن هجوم إسرائيلي. وأوضح التقرير  أن الأجهزة الجديدة لا تعمل حتى الآن.
وعلّق نتنياهو على هذا التقرير قائلا إنه "يؤكد ما أقوله منذ فترة طويلة، ألا وهو أن العقوبات الدولية باتت تشكل عبئا على الاقتصاد الإيراني، لكنها لا توقف تقدم البرنامج النووي الإيراني في أي حال من الأحوال".ورأى أن " الإيرانيين يستغلون المحادثات مع القوى العالمية لكسب الوقت والتقدم في برنامجهم النووي".
واقترح رئيس هيئة الأركان  الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ألا تنجر واشنطن إلى الصراع مع إيران في حال شن هجوم إسرائيلي.
 وأثار الخطاب الإسرائيلي المتصاعد في الآونة الأخيرة تكهنات بأن إسرائيل قد تهاجم إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني معتقدة أن أوباما سيقدم لها الدعم العسكري ولن يخاطر بخسارة أصوات الناخبين المؤيدين لإسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل لم تتخذ قرارها بعد في ظل انقسامات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية وتحذيرات من القادة العسكريين والأمنيين من أن الهجوم لن يكون له سوى تأثير محدود في وقف البرنامج النووي الإيراني.
فينوغراد
وانضم القاضي الاسرائيلي المتقاعد ألياهو فينوغراد، الذي كان رأس لجنة التحقيق في الحرب الثانية على لبنان عام 2006، الى المحذرين من خطورة ضرب ايران من دون مشاركة واشنطن، وقال إن "خطوة كهذه من دون دعم الولايات المتحدة تعتبر مخاطرة بمستقبل اسرائيل". وخاطب نتنياهو في حديث الى "إذاعة الجيش الاسرائيلي": "أنت ستخاطر باسرائيل، وبكل شيء بنيناه، ووزير الدفاع ايهود باراك يقول إن حربا على ايران لن توقع أكثر من 500 قتيل، أنا لا أعرف كيف يحسبون، هذه عدم مسؤولية من الدرجة الاولى".

 

وفي طهران، نسبت وسائل إعلام إيرانية الى البريغادير جنرال من الحرس الثوري الإيراني "الباسدران" محمد علي أسودي أنه اذا هاجمت إسرائيل بلاده، سيكون المسؤولون الإسرائيليون "أولى ضحايا هذا الهجوم".  ونسبت اليه قناة "برس تي في" أن سياسات إسرائيل أججت مشاعر الكراهية لمسؤوليها بين سكان المناطق الفلسطينية.
الى ذلك، نقلت وسائل اعلام ايرانية عن قائد قوات الدفاع الجوي الايراني الجنرال فرزاد اسماعيلي ان ايران ستجري في الاسابيع المقبلة مناورات واسعة النطاق لمضاداتها الارضية. وقال ان "كل انظمة المضادات الارضية في الحرس الثوري والجيش ستستخدم في هذه المناورات" المقررة من 21 ايلول الى 21 تشرين الاول. واضاف أن مقاتلات في سلاح الجو ستشارك فيها، وهي ترمي الى اختبار "قدرة القوات الايرانية على ادارة الازمات" لمواجهة "سيناريوات غير متوقعة".