الاتفاق النووي في صحافة إيران: خديعة ... أم إنجاز؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 كانون الأول 2013 - 9:11 ص    عدد الزيارات 519    التعليقات 0

        

 

الاتفاق النووي في صحافة إيران: خديعة ... أم إنجاز؟
الحياة..محمد صالح صدقيان
في بلد مثل إيران، لا بد أن تكون الصحافة فيه متأثرة بالتطورات السياسية الداخلية. وعندما ينقسم المشهد الإيراني إلى تيارات سياسية متنافسة أو متنازعة، يظهر أثر ذلك في الصحافة الإيرانية التي إما أن تتبع هذا التيار أو تلك الجماعة أو غيرها، أو هذا المسؤول أو ذاك. فالصحافة الإيرانية هي مرآة أمينة لاتجاهات العملية السياسية. وعلى رغم أن الوسط الصحافي يخلو إجمالاً من الصحف الحزبية، إلا أن ميل الصحف إلى أحزاب أو مجموعات أو تيارات سياسية واضح في مواقفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فصحف مثل «كيهان» و «وطن أمروز» و «رسالت»، تمثل التيار المحافظ باتجاهاته المتنوعة، وصحف أخری مثل «اعتماد» و «شرق» و «أرمان» تمثل التيار الإصلاحي باتجاهاته. وثمة صحف تحمل أسماء الأحزاب مثل صحيفة «مردم سلاري» التي تمثّل حزباً إصلاحياً يحمل الاسم ذاته، شأن «اعتماد ملي»، لكنهما لا تنطقان باسم حزبيهما ولا تعبران عن مواقفهما، بل تتقيدان بقيود قانون الصحافة والإعلام. وبعض الصحف الحزبية تنطق باسم أحزابها، مثل صحيفة «شما» الأسبوعية الصادرة عن حزب «المؤتلفة الإسلامي» المحافظ. لكن مثل هذه الصحف لا تستهوي القارئ وهي توزع مجاناً أو تشتريها مؤسسات ترغب في تقديم الدعم المالي إلى هذه الأحزاب. وهناك صحف عامة مثل «جام جم» تصدر عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، و «همشهري» عن بلدية طهران، و «إيران» عن وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية. و «همشهري» من أكثر الصحف الإيرانية انتشاراً وأكثرها طباعة، وكذلك من الصحف الجماهيرية التي تغطي نفقاتها من الإعلانات التجارية والخدماتية.
 الانتخابات الرئاسية
وتناولت الصحافة الإيرانية في 2013 التطورات بما ينسجم مع المواقف السياسية للجهات التي تنتمي إليها، أو للوسط الاجتماعي الذي تريد التأثير فيه. وأكثر القضايا التي شغلت هذه الصحف هي القضايا السياسية والاقتصادية الداخلية، والملفات الخارجية، تحديداً الملف النووي، إلا أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت منتصف العام كانت الحدث الأبرز في هذه الصحف. وشغلت المفاوضات النووية والاتفاق النووي مع المجموعة السداسية، حيزاً كبيراً في هذه الصحف وافتتاحياتها، كلٌّ وفق موقفه.
 تقويم المرحلة النجادية
وعلی رغم أن القيادة الإيرانية دعت إلی عدم التبكير في تناول الشؤون الانتخابية، إلا أن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عاشتها إيران في ظل رئاسة محمود أحمدي نجاد، حملت الصحف الإيرانية على مقاربة هذه القضايا مقاربة حادة، وسعت إلى وضع المرحلة السابقة علی محك التقويم والنقد والمراجعة.
فالصحف الأصولية المحافظة مثل «كيهان» و «رسالت» و «جوان» و «وطن أمروز» كانت عاجزة عن الدفاع عن البرامج الاقتصادية والسياسية لحكومة نجاد، في وقت كان المواطن الإيراني يعاني نتائج التضخم وانخفاض قيمة العملة والبطالة. أما الصحف الإصلاحية على غرار «اعتماد» و «أرمان» و «شرق» و «مردم سالاري»، فتوسلت بالانتخابات لـ «نشر غسيل» حكومة نجاد، فصبت غضبها علی إدارة هذه الحكومة التي اعتبرتها مسؤولة ليس عن تدني المستوی الاقتصادي للبلد فحسب، بل كذلك عن عدم تسوية ملف إيران النووي مع الدول الغربية بسبب قلة الكفاءة وسوء الإدارة.
 فشل تبرير الهزيمة
وسعت الصحف الأصولية بعد الانتخابات الرئاسية إلى التشديد علی عدم هزيمة التيار الأصـــولي المحافظ في الاقتراع، لكن الواقع كان يؤشر إلى خلاف ذلك. وكانت الصحف المستقلة والمعــتدلة والإصلاحية تحتفي بالنصر وهي ترقــــص علی أنغـــام نتائج الانتخابات الرئاسية التـــــي فاز فيها الرئيس المعتدل، حسن روحاني، بفارق كبــــير بينه وبين منافسيه الأصوليين، بمن فيــــهم سعـــيد جليلي الذي قاد المفاوضات النــووية مع الجانب الغربي طوال السنوات الثماني الماضية. والانتخابات سطرت نهاية تراجيدية لحكم الأصوليين الذي مثله الرئيس أحمدي نجاد.
 الاتفاق النووي
ولا يمكن إغفال المكالمة الهاتفية التاريخية بين الرئيسين الإيراني، حسن روحاني، والأميركي باراك أوباما. فهي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود، ودشنت مرحلة جديدة من العلاقة بين البلدين برزت آثارها في مسيرة الملف النووي، فوقّعت طهران مع الدول الست اتفاق جنيف الذي يرمي إلى تسوية الملف النووي الإيراني. وحملت الصحف المعتدلة والإصلاحية بشائر الانفتاح مهلّلة بهذا الإنجاز الذي اعتبرت أنه يساهم في حل مشاكل إيران الداخلية، في حين رأت الصحف الأصولية المحافظة أنه خديعة كبری ستدفع إيران نتيجتها أثماناً كبيرة.
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,491,756

عدد الزوار: 6,993,470

المتواجدون الآن: 67