في تسويغ الدفاع عن "دور إسرائيل الوظيفي"

تاريخ الإضافة الخميس 13 آذار 2014 - 7:57 ص    عدد الزيارات 465    التعليقات 0

        

 

في تسويغ الدفاع عن "دور إسرائيل الوظيفي"
انطـوان شلحـت - عكـا
لاحظ عدة محللين في إسرائيل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صعّد في خطاباته وتصريحاته الأخيرة المتعلقة بإيران تحديداً، هجومه على أوروبا على خلفية ما وصفه بأنه "مواقف رخوة" إزاء سلطة جديدة في طهران تتسم بتوزيع ابتسامات على العالم أجمع من دون أن ينطوي ذلك على أي تغيير جوهري في سياستها العامة.
وبرز هذا الأمر في تصريحات أطلقها نتنياهو في مستهل مؤتمر صحافي عقده هذا الأسبوع في قاعدة تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي في إيلات عُرضت فيها صواريخ وأسلحة ووسائل قتالية تم ضبطها على متن السفينة الإيرانية "كلوز سي" التي استولت عليها قوة كوماندوس إسرائيلية بحجة أنها كانت في طريقها إلى غزة، واتهم نتنياهو أوروبا بخداع النفس في كل ما يتعلق بسياسة إيران الحقيقية.
* * *
لعل ما يشغل بال نتنياهو أكثر من تأليب العالم على إيران، ولا سيما عقب اعتماد المسار التفاوضي معها بديلاً من مسار العقوبات، هو إعادة التذكير بدور إسرائيل الوظيفي في المشرق العربي.
والقصد دور الـ"فيللا في غابة" بحسب توصيف أطلقه رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك على إسرائيل، معبراً عن نظرتها وأغلبية سكانها اليهود إلى المشرق العربي. فمن حولهم الهمجية والخراب والتخلف والأصولية، بينما هم فقط - في "فيللتهم"- المتحضرون والمتقدمون. وقد أراد باراك بتعبيره هذا التأكيد على أن إسرائيل تمثل الغرب المتحضر في الشرق البدائي المتخلف.
مقولة باراك ليست جديدة بل إنها ذريعة قديمة معروفة تتكرر عندما يقول غيره من زعماء إسرائيل "نحن لا نعيش في سويسرا أو اسكندنافيا، وإنما في الشرق الأوسط".
وزعماء الصهيونية في الماضي كانوا ممتلئين أيضاً بالاستعلاء والغطرسة تجاه محيطهم. فقد أكد ماكس نورداو المساعد الأول لهرتسل، في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، أن شعوب آسيا "منحطة". وديفيد بن غوريون أراد نشر وبعث النور للغرباء من خلال الفيللا، ومن داخلها خرج بالفكرة العجيبة عن الشعب الفريد من نوعه: شعب الله المختار.
وفي خطابه الأخير أمام مؤتمر الإيباك شدّد نتنياهو على أن إسرائيل هي ممثلة الإنسانية والرحمة وقوة الخير في منطقة الشرق الأوسط التي تنهشها صور القتل والوحشية.
وردت أقواله هذه غداة شيوع تحليلات متطابقة تشير إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصبح أكثر ميلاً لتبني الموقف الفلسطيني، وبات يرى أن الجانب الإسرائيلي هو القوي الذي يتجاهل مبادئ أساسية لحقوق الإنسان.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,028,229

عدد الزوار: 7,012,391

المتواجدون الآن: 72