صواريخ الجهاد: التوقيت والدلالة

تاريخ الإضافة الجمعة 21 آذار 2014 - 7:07 ص    عدد الزيارات 421    التعليقات 0

        

 

صواريخ الجهاد: التوقيت والدلالة
 أسمهان شريح
تناول أحمد قريع في افتتاحية فصلية «صامد الاقتصادي» موضوع مبادرة اليوم التالي «في حالة حلّ السلطة الوطنة أو انهيارها». والافتتاحية هي الورقة الرئيسية لندوة «مستقبل التسوية السياسية في حالة حل السلطة الوطنية أو انهيارها»، التي كلف المركز الفلسطيني للبحوث السياسية المسحية، صاحب الندوة، قريع بإنجازها.
ما يعني أن السلطة الفلسطينية تنظر بجدية إلى احتمال حلها أو انهيارها. ومن الطبيعي أن تتسابق القوى السياسية الفلسطينية لملء الفراغ؛ ولعل أبرز قوتين مرشحتين لهذا الأمر هما حماس أو الجهاد الإسلامي.
نظرة سريعة على مجمل الظرف المحلي الفلسطيني والعربي والإقليمي يمكنها رصد المستجدات التالية:
الوضع الفلسطيني الذي يعاني تعثر المفاوضات والانقسام، إضافة إلى المصاعب المعيشية وقد عبّر عنه رئيس السلطة الفلسطينية، في كلمته أمام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح بالقول: «عمري 79 عاماً، وأنا أحد مؤسسي حركة فتح، ولن أسمح بالإساءة لها، ولن يستطيع أحد تحقيق النصر غير هذه الحركة الموحدة المتماسكة البعيدة عن كل الضغوط في العالم». وحول المصالحة شدد أبو مازن على تصميم القيادة الفلسطينية على تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، خصوصاً في الأوضاع الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وأضاف: «إنهم غير مسؤولين ولا يريدون المصالحة ولا أريد أن أقسو عليهم».
كما حذّر أبو مازن من الأيام القادمة قائلاً: «أمامنا شهران تقريباً من أصعب ما يمكن أن يمر علينا». وعن أوضاع الفلسطينيين في سوريا قال أبو مازن: « ليس لنا علاقة بما يجري في سوريا، بل بالعكس قلنا الحل الوحيد هو السياسي، ونحن ساهمنا بوضع الأرضية لاتفاق جنيف الأول والثاني، وهذا شيء لا نخجل منه، نلتقي مع المعارضة الداخلية والخارجية، ونلتقي مع الحكومة، لكن لغتنا واحدة، وهي أنتم مختلفون والشعب يدفع الثمن، وبالتالي عليكم أن تتصالحوا، وتنهوا شلال الدم الذي يجري». كذلك عبّر أبو مازن عن قلقه من محاولات توريط الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان مؤكداً «أن لا علاقة لشعبنا بما يجري هناك«.
بالمقابل رأى تقرير أوروبي أن حركة «حماس» تقف أمام مفترق طرق فإما أن تصبح أكثر اعتدالاً، أي أن تتصالح مع حركة فتح، وتنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتتوصل إلى تسوية مؤقتة مع مصر وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بالوضع في سيناء، وإما أن تسلك طريقاً آخر، فتكثف هجماتها المسلحة على إسرائيل بما في ذلك من خلال الضفة الغربية.
كما اعتبر التقرير أن علاقة «حماس» مع حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين هي أكثر دقة، فقد كانت قادرة على ربط الجهاد الإسلامي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، ولكن لا تزال الجهاد الإسلامي تمثل التهديد الأقوى داخلياً لحماس سواء سياسياً أو عسكرياً، مع استمرار تدفق الدعم المالي الإيراني للجهاد الإسلامي، وعلى الرغم من أن تهريب الأسلحة قد انخفض بشكل كبير منذ التدابير المصرية لتدمير شبكة الأنفاق غير المشروعة، فإنه يعتقد أن حماس تحتفظ بمخزون كبير من الأسلحة.
وتعاني حماس، بعد فك ارتباطها مع إيران وسوريا وحزب الله، نكوصاً على جميع الأصعدة وقد زاد من تفاقم هذا النكوص إبعاد الإخوان المسلمين عن الحكم في مصر، واتهامات حماس من قبل الحكم المصري الجديد بدورها في القلاقل الحاصلة في مصر.
أما الوضع الإقليمي الذي يربك كل من إيران وحزب الله وسوريا، باعتبارهم «محور المقاومة والممانعة»، إزاء سلوكهم تجاه ثورة الشعب السوري، خصوصاً لجهة تأثيرها السلبي على الوجود الفلسطيني في سوريا، والتي كان ما جرى ولا يزال للمخيمات الفلسطينة ممثلاً بصورة واضحة في ما يجري في مخيم اليرموك من قتل وتهجير وحصار وتجويع حتى الموت.
هذا الوضع حدا بـ»محور المقاومة والممانعة» بالبحث عن أداة لتلميع صورتهم، فوجدوا ضالتهم في إبراز حركة الجهاد الإسلامي التي لم تنخرط في القتال الجاري في سوريا، بل إنها أبلت بلاءً حسناً في مجال الإغاثة في المخيمات الفلسطينية على الساحة السورية.
فيما يشهد الوضع الدولي تحركاً جاداً لجهة ضرورة إنهاء المسألة الفلسطينية، ويضغط على إسرائيل بواسطة الولايات المتحدة الأميركية باتجاه إنجاز تسوية نهائية لصراعها مع الفلسطينين، ويهدد بواسطة الأوروبيين بالمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، بل ويلوح بالعقوبات الاقتصادية على إسرائيل إن هي لم تستجب لإبرام تسوية نهائية مع الفلسطينيين.
على الجانب الإسرائيلي نشر موقع واللا» الإسرائيلي تقريراً تناول فيه عملية «كسر الصمت»، ومما جاء فيه: إن «الجهاد الإسلامي» عاقبت إسرائيل وحماس معاً عبر العملية التي نفذها الجناح العسكري للحركة، مشيراً إلى أنه من جانب حماس فقد تسببت العملية التي شنتها الجهاد في إحراجها بشكل قوي، أما من جانب تل أبيب فكان هدف الحركة هو الرد على الانتهاكات ومقتل بعض عناصرها. وأبرزت عملية «كسر الصمت» قوة الجهاد الإسلامي كفصيل فلسطيني يتصدر مشهد حركات المقاومة خلال الفترة الراهنة، فضلاً عن أن جناح الحركة العسكري حاول التأكيد، عبر العملية، على أنه لن يصمت أمام الانتهاكات الإسرائيلية مثل فتح وحماس.
وفي تقدير إسرائيلي آخر، بشأن موقف «حماس» من عملية «كسر الصمت»، أن الأخيرة قرّرت هذه المرّة السماح بإطلاق الصواريخ، ربّما للإشارة إلى الإيرانيين بأنّها لا تتعارض مع خططهم ومن أجل الإشارة لمصر وإسرائيل بأنّه سيكون من الصعب جدّاً تحقيق التهدئة من دونهم.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,892,468

عدد الزوار: 7,007,423

المتواجدون الآن: 81