بركة لـ "السياسة" :قدمنا مشروعاً لتحييد المخيمات والمقدح لـ”السياسة”: لا علاقة للفلسطينيين بالصراع بين اللبنانيين

وسط تدهور الوضع الأمني شمالاً وبقاعاً ربطاً بالحرب السورية, تنشط على جبهة المخيمات الفلسطينية حركة اتصالات بين قيادات الفصائل الفلسطينية وعدد من المسؤولين اللبنانيين, بدأت بين مسؤولي الفصائل في مخيم عين الحلوة وفعاليات مدينة صيدا في جنوب لبنان, قد تتوسع لتشمل المعنيين في الحكومة اللبنانية.

وفي هذا السياق, أوضح القيادي في حركة “فتح” اللواء منير المقدح لـ”السياسة” أن ما يجري التداول به ما زال مجرد أفكار بدأ النقاش فيها مع الفعاليات الصيداوية, حيث سيعقد بعدها, لقاء موسع في بيروت يضم سائر القوى السياسية وعلى أساسه وما قد يتبلور في هذا اللقاء, يمكن التوصل إلى وثيقة مشتركة لبنانية-فلسطينية يجري التأكيد فيها على تمسك القيادات الفلسطينية بتحييد المخيمات عن الصراع السياسي القائم في لبنان, في ظل رفضنا لأي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية اللبنانية.

وأكد أن المخيمات لا علاقة لها بتورط بعض الفلسطينيين في عمليات إرهابية, سيما أن التحقيقات كشفت أنهم ليسوا من سكان المخيمات, مضيفاً ان “مهمتنا وواجبنا الوطني تحييد مخيماتنا عن الصراع السياسي القائم, لأن لا علاقة لنا به لا من قريب ولا من بعيد. وإذا كان البعض تورط في أمور أمنية, فإن كل سكان المخيمات في لبنان براء منهم. كما نأمل من المسؤولين اللبنانيين مشاركتنا في هذه الوثيقة التي ستصبح حيز التنفيذ فور الانتهاء من التوقيع عليها, مع مطالبتنا بتعزيز القوى الأمنية داخل المخيمات وتطوير أدائها”.

بدوره, كشف مسؤول حركة “حماس” في لبنان علي بركة لـ”السياسة” عن أن الحركة قدمت مشروعاً للفصائل والقوى الفلسطينية كافة من أجل تحييد المخيمات عن الصراع الداخلي يتضمن مجموعة نقاط أهمها: تحييد المخيمات عن الصراعات القائمة باعتبارها رمزاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين, والمحافظة على الهوية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم, والمحافظة على الأمن والاستقرار في المخيمات وجوارها, ودعم صمود أهلنا في المخيمات, وإبقائها بمنأى عن كل الخلافات العربية-العربية, على أن تتولى الفصائل الفلسطينية ضبط الأمن داخل المخيمات.

ويشمل ذلك, بحسب بركة, جميع الفصائل والقوى الإسلامية, ما عدا “جند الشام” و”فتح الإسلام”, ولها مرجعية عليا تضم 19 عضواً من كل الفصائل تكون مسؤولة عن تنفيذ هذه المبادرة.

وتحدث عن تشكيل لجان أمنية داخل المخيمات تتولى التنسيق مع الجهات اللبنانية ومنع العبث بأمن المخيمات وأمن لبنان, كما تشمل أيضاً قضايا المطلوبين الفلسطينيين للقضاء اللبناني, وإطلاق حوار فلسطيني-لبناني بكل جوانبه, بما يحقق الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين من ضمن حق العودة.

وأكد بركة أن المشروع, الذي قدم من “حماس” للفصائل الفلسطينية ولاقى قبولاً وتشجيعاً من الجميع, عرض على مديرية المخابرات في اليرزة, وعلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي بحثه مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه بري وسيبحثه قريباً مع رئيس الحكومة تمام سلام, “ونحن حريصون أن تكون هذه المبادرة وطنية وليست “حمساوية” حتى يكون هناك ركيزة وحاضنة لكل الفصائل من دون استثناء”.