«الكتاب الأسْوَد للاحتلال» بالفرنسية: تخويف الفلسطينيين لمنع اقتتال الإسرائيليين

تاريخ الإضافة الإثنين 30 حزيران 2014 - 4:34 ص    عدد الزيارات 414    التعليقات 0

        

 

«الكتاب الأسْوَد للاحتلال» بالفرنسية: تخويف الفلسطينيين لمنع اقتتال الإسرائيليين
باريس – ارليت خوري
في طليعة العقبات التي حالت دون إعادة إطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل.
عدم التجاوب الفلسطيني مع هذا الطلب كان مجرد ذريعة استغلها نتانياهو لتفادي الخوض في مفاوضات هو أول من يدرك عقمها، مثلما يدرك أن الجيش الإسرائيلي مكلف العمل يومياً على تثبيت يهودية إسرائيل على أرض الواقع من خلال ممارساته حيال الفلسطينيين.
فما هو إذاً سبب طرح موضوع الدولة اليهودية بهذه الحدة؟
ولماذا يصر نتانياهو على جعلها شرطاً مسبقاً لأي أتفاق سلام؟
يجيب عضو حركة «كسر الصمت» الإسرائيلية زئيف سترنهل على ذلك في مقدمة «الكتاب الأسود للاحتلال الإسرائيلي» الصادر عن دار «أوترومان» الفرنسية، ويتضمن شهادات لعسكريين من رتب مختلفة في الجيش الإسرائيلي حول المهام التي يطلب منهم تنفيذها بحق سكان المناطق الفلسطينية المحتلة.
وتعرض الشهادات الواقع اليومي للجنود الإسرائيليين والسكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتلقي الضوء على المنطق الضمني للأعمال العسكرية التي يطلب منهم تنفيذها.
وفيما تبدو هذه الأعمال عبثية لبعض الجنود الذين لا يتفهمون مغزاها وجدواها وتفتخر بها غالبيتهم، فهي تهدف إلى ترسيخ عدم الأمان وعدم الانتماء لدى السكان الفلسطينيين.
وتتراوح هذه الأعمال بين إيقاظ بلدة بأكملها في ساعة متقدمة من الليل على دوي القنابل، لمجرد زرع الرعب في السكان، أو تدمير عدد من المنازل بحجة البحث عن أسلحة غير موجودة فيها. كما تقضي بالضرب المبرح لمعتقلين مكبلين أو إطلاق رصاصات قاتلة على فتيان يلقون الحجارة على الجنود.
وهناك أيضاً ما يعرف بـ «نهج الجوار»، و يقضي بالاستعانة بـ «جار» فلسطيني لتحريك طرد مشبوه لئلا يحركه الجنود ويعرضون أنفسهم للخطر، أو بتقييد أحد الفلسطينيين عند مقدم آلية عسكرية بما يضمن عدم تعرضها للرشق بالحجارة خلال الدوريات. وينبثق عن هذه الشهادات شعور بالقسوة والوحشية بات شائعاً عن الجنود الإسرائيليين، في حين يشير سترنهل إلى أنها تخدم منطقاً سياسياً محدداً هو تكريس الطابع اليهودي لإسرائيل كأمر واقع.
ووفقاً لذهنية اليمين الإسرائيلي يقول سترنهل إن الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية يعني أن الفلسطينيين اعترفوا بالحقوق التاريخية لليهود في فلسطين، أي كل الأرض، وأن السكان العرب كلهم بمن فيهم عرب إسرائيل اعترفوا بوضعيتهم الدونية.
بالتالي، فإنهم «قبلوا بشرعية الصهيونية وتفوق اليهود»، ما يعطي أي يهودي ولد في أي بلد في العالم حق الملكية في إسرائيل، وذلك بخلاف الفلسطيني المولود في القدس أو غيرها ويفتقر إلى مثل هذا الحق.
ووفقاً لهذا المنطق، يرى سترنهل أن النتيجة لن تكون «التعايش بين دولتين»، وإنما التوجه نحو وضع كولونيالي هجين، أو نحو دولة من هويتين في حرب أهلية دائمة.
ولو كانت السلطات الإسرائيلية تريد فعلاً حل الدولتين ووضع حد للاحتلال والاستيطان، لكانت وجدت نفسها في مواجهة عنيفة مع المستوطنين، أو ربما في حرب أهلية إسرائيلية، لذلك فضلت مقاتلة الفلسطينيين على اقتتال الإسرائيليين.
لذا، يرى سترنهل أن هذه السلطات وقواها العسكرية والأمنية مجيّرة لخدمة الاستيطان والأمر الواقع التوسعي وتعمميم البؤس واليأس على الفلسطينيين في مناطقهم، ما يعني أن «المجتمع الإسرائيلي أسير المستوطنين».
ومن الساذج إذاً، ترقُّب أي جهد من الدولة الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات وشق الطرقات التي تنكد عيش الفلسطينيين وتعقّد تحركاتهم، ومن غير الوارد الكفّ عن ترويعهم في ساعات الليل والنهار، من منطلق أن «كل فلسطيني رجلاً كان أم أمراة مشبوه ويشكل تهديداً للمواطنين والجنود الإسرائيليين، والمطلوب لحماية هؤلاء تعميق الهوة المادية والنفسية التي تفصل بينهم وبين السكان العرب في الأراضي المحتلة.
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,186,688

عدد الزوار: 6,982,182

المتواجدون الآن: 73