القدس ساحة صراع ومواجهة منذ 48 عاماً

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 أيار 2015 - 5:58 ص    عدد الزيارات 357    التعليقات 0

        

 

القدس ساحة صراع ومواجهة منذ 48 عاماً
حسن مواسي
في عام 1948، أعلن أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، قيام دولة إسرائيل، قائلاً: «لا إسرائيل من دون القدس، ولا قدس من دون الهيكل».

لم تكن هذه المقولة مجرد شعار، إنما هدف لاستراتيجية بعيدة المدى، تحقق بعد نحو عشرين عاماً حيث استكملت إسرائيل احتلال باقي أجزاء مدينة القدس، وأعلنتها عاصمة أبدية وموحدة للشعب اليهودي.

ففي الخامس من حزيران عام 1967، شنت إسرائيل حرباً ضد دول الجوار، واحتلت ما تبقى من ارض فلسطين، ليشمل ذلك، القدس الشرقية، وشبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان، والضفة الغربية لنهر الأردن.

وفي السابع من حزيران من العام نفسه، دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدينة القدس معلناً سيطرته عليها كاملة، وقامت في 28 حزيران بضم ما مساحته 71 كيلومترا مربعا من أراضي القدس الشرقية إلى القدس الغربية لتصبح المساحة الإجمالية 109 كيلومترات مربعة.

وفي 29 حزيران، أصدر الجيش الإسرائيلي قراراً بإقالة روحي الخطيب، آخر رئيس لبلدية القدس الشرقية. وفي 31 تموز 1980، أقرت الكنيست الإسرائيلي قانوناً ينص على أن «أورشليم القدس عاصمة إسرائيل» بالحدود التي رسمتها الحكومة الإسرائيلية عام 1967.

ومنذ ذلك الحين، تحاول إسرائيل بشتى الوسائل فرض سيطرتها على المدينة، وتسعى إلى اعتراف دولي بالقدس كعاصمة أبدية لدولة إسرائيل.

وكانت القدس الشرقية وسكانها الفلسطينيون، تحت السيطرة الأردنية قبل العام 67، وبعد الإعلان الإسرائيلي ضم القسم الشرقي من المدينة إلى إسرائيل عام 1967، احتفظ السكان الفلسطينيون بالمواطنة الأردنية، إلا أنهم حازوا أيضا مكانة «مقيم دائم» بهوية إسرائيلية زرقاء من دون الإشارة إلى الجنسية، حيث يحصل المقدسيون من خلالها، على حقوقهم من دولة الاحتلال، يواكبها التملك وحرية الحركة من دون المواطنة، وفي المقابل حصل المقدسيون على وثيقة سفر (laissez-passer)، أي جواز مرور مؤقت يستطيع حامله السفر إلى جميع الدول التي تعترف بإسرائيل.

وفي سنة 2001 تم إدخال تعديل على نص «أورشليم القدس عاصمة إسرائيل» يمنع نقل صلاحيات السلطات الإسرائيلية في القدس إلى أي جهة أجنبية.

وقد واصلت سلطات الاحتلال تكثيف عمليات تهويد المدينة من خلال تضييق الخناق على الفلسطينيين بغية تهجيرهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

وبدأت إسرائيل أول من أمس الأحد، الاحتفالات بما يسمى «توحيد شطري العاصمة الأبدية لإسرائيل».

منذ سقوط القدس الشرقية عام 67، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أكثر من 24 الف دونم، أي ما يعادل ثلث الأراضي التي تم ضمها إلى المدينة، وأقامت عليها آلاف الشقق في الإحياء المحيطة بالقدس، فضلا عن عدم سماحها خلال تلك الفترة بإقامة أي حي فلسطيني جديد، بل واستعملت كل الوسائل لمنع توسع الأحياء العربية القائمة«.

وفي العام 1993، بدأت سلطات الاحتلال مرحلة أخرى من مراحل تهويد القدس العربية، ورسم حدود ما يسمى «القدس الكبرى»، والتي تشمل أراضي تبلغ مساحتها 600 كيلومتر مربع، أي ما يعادل عشر مساحة الضفة الغربية، وبدأت بتشييد سلسلة مستوطنات خارج الحدود البلدية.

وتشير دراسة أعدها خبير الخرائط المقدسي خليل التفكجي، أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، أقامت على أراضي القدس التي نهبتها من أصحابها الشرعيين، 15 مستوطنة، ضمن حدود ما تسميه سلطات الاحتلال بلدية القدس الموسعة، وهي:

ـ الحي اليهودي: أقيم هذا الحي مباشرة بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية في العام 1967، حيث تم الاستيلاء على 116 دونماً، تمثل 20 في المئة من مساحة البلدة القديمة البالغة 668 دونماً.

ـ النبي يعقوب: اقيمت هذه المستوطنة ما بين 1968 ـ 1980، وتم بناء 3800 وحدة سكنية على مساحة 862 دونماً، بالإضافة إلى وجود 46 دونماً مناطق خضراء تعتبر احتياطاً للتوسيع المستقبلي.

ـ راموت: بدأت إسرائيل بتشييد هذه المستوطنة عام 1972، وتمت أكبر عملية مصادرة في العام 1970، وتمثلت في الاستيلاء على 4048 دونماً لإقامة هذه المستوطنة التي يسكنها الآن 3700 مستوطن.

ـ جيلو: بنيت هذه المستوطنة عام 1971، بعدما صادرت إسرائيل 2700 دونم عام 1970، وتعتبر هذه المستوطنة من أكبر المستوطنات التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي، حيث تسيطر على الأراضي والمناطق العليا المشرفة على بيت جالا وبيت لحم، وكذلك على مدينة القدس.

ـ تلبيوت الشرقية: بدأت إسرائيل ببناء هذه المستوطنة، عام 1973 بعدما استولت على ما مساحته 2240 دونما، ويعيش فيها الآن 15000 مستوطن، وتشكل مع «جيلو»، الحزام الجنوبي الشرقي للقدس، واستطاعت الحكومة الإسرائيلية أن تبرم اتفاقاً مع الأمم المتحدة تنازلت الأخيرة بموجبه عن 2084 دونماً، واحتفظت بنحو 716 دونماً.

ـ معلوت دفنا: بنيت هذه المستوطنة في العام 1973 على أراضٍ تعود ملكيتها لعائلات مقدسية، وتبلغ مساحتها 389 دونماً ويسكنها 700 مستوطن، وتعتبر من مستوطنات أحزمة القلب، كونها تقع داخل الأحياء العربية، بهدف تفتيت هذه الأحياء، وأقيم بجوارها المبنى الضخم لمقر ما يسمى حرس الحدود في الشرطة الإسرائيلية.

ـ الجامعة العبرية: هذه الجامعة أقيمت على أراضي قرية العيسوية عام 1924، وبعد العام 1967، استولت إسرائيل على مساحات واسعة من أراضي العيسوية ولفتا، وجرى توسيع حدود الجامعة، وتم وصلها بالقدس الغربية عن طريق المستوطنات التي أقيمت على مقربة منها: «التلة الفرنسية»، «جفعات همفتار» و»رامات أشكول«.

وتبلغ مساحة المخطط الهيكلي لهذه الجامعة 740 دونماً، ويكتسب الموقع مكانة استراتيجية من الناحيتين الأمنية والسياسية، حيث تسيطر على شمال القدس وتشرف على مجموعة قرى عربية حولها.

ـ رامات شلومو: أقيمت هذه المستوطنة كمحمية طبيعية على أراضي نهبت العام 1970، وبلغ مساحتها 1198 دونماً، حيث زرعت هذه الأراضي في البداية على اعتبار أنها منطقة خضراء، ولكن الحكومة الإسرائيلية في العام 1990 اقتلعت الأشجار، وأعلنت بدء إقامة هذه المستوطنة، ويجري الآن وصل هذه المستوطنة بالمستوطنات الواقعة شمال شرق «نفي يعقوب»، «بيسغات زئيف» و»بيسغات عومر«.

ـ رامات أشكول: هذه المستوطنة تعتبر أولى المستوطنات التي أسست حول مدينة القدس، وهي حلقة ربط بين أحياء القدس الغربية والقدس الشرقية، وقد أقيمت على أراضٍ نهبت من أصحابها العام 1968، وتبلغ مساحتها 3345 دونماً ويسكن فيها 6006 مستوطن، وتُعتبر مع مستوطنة «جبعات همغتار»، الجزء الغربي من الأحياء الاستيطانية، التي تم إنشاؤها لمراقبة الشارع العام الواصل بين القدس ورام الله، إضافة إلى تطويق مدينة القدس.

ـ بيسغات زئيف وبيسغات عومر: أقيمتا على أراضي قرى بيت حنينا، شعفاط، حزما، عناتا، حيث تم الاستيلاء على ما مساحته 3800 دونم، ويبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف مستوطن، وهما قابلتان للتمدد والتوسع ليصبح عدد سكانها مئة ألف.

وباكتمال هاتين المستوطنتين، بالإضافة إلى مستوطنة «النبي يعقوب»، يكون قد تم بناء الحائط الشمالي الشرقي الواقع ضمن حدود بلدية القدس الموسعة، ولم يبق سوى منطقة فراغ واحدة، يجب ملؤها ليتم وصل جميع مستوطنات الطوق الثاني مع الطوق الأول.

كما تم الاستيلاء على ما مساحته 827 دونماً ضمن مشروع ما يعرف بالبوابة الشرقية، وأغلق الجزء الشمالي الشرقي بالحائط الثاني، وتم تطويق الأحياء العربية في هذه المنطقة.

ـ عطروت: وهي منطقة صناعية، أقيمت على أراضٍ نهبت العام 1970، وبلغت مساحتها 1200 دونم، وفيها صناعات للأثاث وأخرى معدنية، وتم نقل الكثير من المصانع من القدس الغربية إليها، بسبب قربها من المطار.

ـ جبعات هاماتوس: أقيمت على أراض تعود ملكيتها لقرية بيت صفافا ومدينة بيت جالا، وتبلغ مساحتها 170 دونماً، وبدأت إسرائيل بإقامتها عام 1991 بنصب مئات الكرافانات، وتخطط إسرائيل باستبدال الكرافانات بأبنية دائمة مؤلفة من 4600 وحدة سكنية، وتُعتبر هذه المستوطنة مع مستوطنة «جيلو»، الحزام الجنوبي الغربي، الذي يُبنى حول القدس من أجل منع الامتداد العربي، ومحاصرة القرى العربية التي تقع داخل حدود بلدية القدس، وفصلها عن مدن الضفة الغربية.

ـ مستوطنة جبل أبو غنيم: اقتطعت إسرائيل عام 1990، 1850 دونماً من أراضي القرى العربية صور باهر، أم طوبا، بيت ساحور، ويشير المخطط الهيكلي للمستوطنة، إلى إقامة 6500 وحدة سكنية على مساحة 2058 دونماً، كما أن إنشاءها في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة القدس، سيوصلها بالمستوطنات الجنوبية الغربية، وبهذا يتم إغلاق جنوب المدينة، وتم وضع الشارع الواصل بين مدينة القدس وبيت لحم تحت السيطرة الصهيونية، حيث تعمل إسرائيبل على إغلاقه متى تشاء.

ـ التلة الفرنسية: تعد من أولى المستوطنات التي أنشئت في القدس لاستكمال حلقة الطوق حول المدينة، وقد أقيمت على أراضي قريتي لفتا وشعفاط ، وبموجب المخطط الهيكلي، بلغت مساحتها 822 دونماً، وأقيمت فيها 5000 وحدة سكنية، ويبلغ عدد سكانها 12000 نسمة.

ـ مشروع ماميلا (قرية داود): أقيم على مساحة 130 دونماً عام 1970، غرب باب الخليل في منطقة حي الشماعة، وكان جزءاً من مخطط عام يهدف إلى دمج القدس الشرقية بالغربية، وإعادة تشكيل هاتين المنطقتين، ويتم البناء في القرية الجديدة بطراز ونمط معين، بهدف تجاري وسياحي.

هذا إلى جانب ان الحكومة الإسرائيلية وضمن تطوير الاستيطان اليهودي لمدينة القدس للعام 2020، وإحداث تغيير ديموغرافي لمصلحة المستوطنين، استولت إسرائيل على ما مساحته 2000 دونم من أراضي قرية الولجة، لإقامة مستوطنة جديدة تحت اسم «جبعات يعيل» غرب مستوطنة «جيلو«.

وستقام بحسب المخطط، 13 ألف وحدة سكنية، ليسكنها 55 ألف مستوطن، وإذا ما أقر المشروع، سيخلق تواصلاً استيطانياً بين القدس و»غوش عتصيون»، ونصف أراضي هذا المشروع، تقع في حدود بلدية القدس، والأخرى خارج منطقة البلدية في نطاق «غوش عتصيون«.

واخيراً، يمكن للمتابع لسيرورة المدينة المحتلة، أن يلاحظ أن المدينة المقدسة تتعرض لحملة ممنهجة تقودها سلطات الاحتلال بحيث باتت تعيش اليوم بين فكي التهويد والعزل التام عن محيطها العربي والفلسطيني.

القدس في الأدبيات الصهيونية

تحتل القدس مكانة خاصة في فكر الحركة الصهيونية العالمية ونظريات المحتل الإسرائيلي، إذ تشكل المدينة الرابط للتواصل بين الصهيونية والثقافة والتراث اليهودي ليهود الشتات، وارتبطت «اريتس تسيون» بفكرة العودة إلى ارض الميعاد، ويسيطر هذا الهدف على الثقافة الجماعية ليهود الشتات، والمرتبط بعودة المسيح لجمع اليهود والعودة بهم إلى الأرض المقدسة، واتخاذ «أورشليم» عاصمة لهم وبناء الهيكل فيها، وهو الذي جعل الحركة الصهيونية كمشروع سياسي يهودي، مرتبط بالاستراتيجية الاستعمارية، وبالمفهوم الاعتقادي.

وتقول الأدبيات الصهيونية ان «اليهود يريدون أن يحزموا أمرهم إلى القدس، ويتغلبوا على قوة الأعداء، وأن يعيدوا العبادة إلى الهيكل مكان المسجد الأقصى، ويقيموا ملكهم هناك«، فيما كتب مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل في مذكراته «أريد أن أطرد الباعة والقذارة التي تدنس القدس، محترماً كل حجر فيها».
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,871,669

عدد الزوار: 7,046,466

المتواجدون الآن: 87