«عين الحلوة»: رسائل توتير مجهولة تحملها قنابل متنقلة و«فتح» تعيد هيكلة نفسها عسكرياً وتستبدل كتائبها بسرايا

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 أيلول 2015 - 7:17 ص    عدد الزيارات 419    التعليقات 0

        

 

«عين الحلوة»: رسائل توتير مجهولة تحملها قنابل متنقلة  و«فتح» تعيد هيكلة نفسها عسكرياً وتستبدل كتائبها بسرايا
صيدا ـ رأفت نعيم
رغم وضع مسلسل التوتير المستجد في مخيم «عين الحلوة« ضمن سياق تداعيات الاشتباكات الأخيرة وما خلفته من ضحايا وجرحى وأضرار وما تركته من آثار واحتقان في النفوس ومن «ثارات» في جزء كبير منها شخصية وعائلية، إلا أن حجم وشكل ومسرح وتوقيت هذا المسلسل طرح أكثر من تساؤل حول ما اذا كانت خلفياته تتعدى كونها أحد تجليات الحوادث الماضية، وان هناك من ازعجه الهدوء النسبي الذي نعم به المخيم خلال الأسبوعين الأخيرين فحاول إدخاله مجدداً في دائرة التوتير فالتفجير مستغلاً جراح بعض اهله التي لم تشف بعد من نيران حرائق الاشتباكات الأخيرة.

فمن حيث شكل وحجم هذا التوتير، فقد تمثل بإلقاء مجهولين لقنابل يدوية وأصابع ديناميت ومفرقعات كبيرة في أماكن متقاربة داخل المخيم وفي فترات متفاوتة امتدت بين ليل السبت وفجر وظهر الأحد، تركزت في محيط مفرق حي الصفصاف وروضة هدى شعلان ومفرق بستان القدس ومفرق سوق الخضار في الشارع الفوقاني للمخيم. وهي منطقة بغالبيتها خاضعة لسيطرة حركة «فتح« حيث تتواجد فيها اما مراكز او نقاط او حراسات تابعة للحركة من دون ان يسفر انفجار هذه القنابل عن اية اصابات واقتصرت اضرارها على بعض الماديات.

اما من حيث التوقيت، فقد جاء مسلسل التوتير هذا غداة تعرض الفتى أحمد ح. (عشر سنوات ) للضرب المبرح من قبل فتية آخرين، في حادثة وصفت بأنها تأتي في سياق «ثارات« متبادلة بين افراد وعائلات نتيجة تداعيات الاشتباكات الأخيرة، وجاء ايضاً على اثر ما تردد عن رفع دعاوى من قبل افراد متضررين على مسلحين يتهمونهم بإلحاق الأذى بأقارب وممتلكات لهم إبان تلك الاشتباكات .

لكن اللافت من حيث التوقيت هو ان هذا التطور الأمني في المخيم جاء بعد اقل من يومين على زيارة قام بها الى عدد من المخيمات الفلسطينية وفد امني فتحاوي رفيع المستوى يضم كبار ضباط الأمن الوطني الفلسطيني حضر من رام الله حاملاً معه برنامجاً لإعادة ترتيب الوضع الداخلي لحركة فتح لا سيما عسكرياً.

وعلمت»المستقبل» في هذا السياق ان البرنامج الذي حمله الوفد يتضمن بشكل اساسي ترتيب الهيكلية العسكرية لحركة فتح عبر إلغاء الكتائب العسكرية القائمة حالياً واستبدالها بـ»سرايا» عسكرية على ان لا يتعدى عديد كل سرية الـ 100 عنصر واعادة تشكيل غرفة عمليات عسكرية جديدة للحركة، ويتضمن ايضاً اجراء تشكيلات امنية وعسكرية من شأنها ان تعفي ضباطاً كباراً فيها من مهماتهم خاصة من اقترب موعد احالته على التقاعد، وبالمقابل تعزيز موقع ودور ضباط آخرين .

ويأتي التوتر الأمني المستجد في المخيم بعد ايام قليلة على اعلان القوى الاسلامية وتحديداً «عصبة الأنصار« مبادرة لتثبيت الاستقرار في المخيم عبر التزام جميع الأطراف ولا سيما ما يسمى «تجمع الشباب المسلم» وحركة فتح بعدم الاحتكام الى السلاح عند اي حادث امني يسجل في المخيم بل المسارعة لتطويقه في حينه منعاً لتفاعله وتطوره الى اشتباكات كالتي شهدها المخيم مؤخراً.

وبالعودة الى مسلسل التوتير العائد الى «عين الحلوة«، فقد بدأ قرابة التاسعة والنصف ليل السبت الماضي بإلقاء قنبلة يدوية قرب روضة هدى شعلان في الشارع الفوقاني، اعقبها بعد حوالى الساعة إلقاء قنبلة ثانية على مقربة من المكان نفسه لجهة مفرق الصفصاف ثم بعدها بساعة ايضاً إلقاء قنبلتين عند مفرق بستان القدس، ليليها بعد ذلك ألقاء ثلاث قنابل أخرى توزعت بين المنطقتين المذكورتين وهي في معظمها مناطق تخضع لنفوذ حركة فتح. وتردد ان بعض هذه القنابل هي في الواقع عبارة عن اصابع ديناميت ومن بينها مفرقعة كبيرة، من دون ان يسفر انفجار القنابل عن وقوع اصابات حيث اقتصرت اضرارها على الماديات، لكن اعقب إلقاء بعضها اطلاق رشقات نارية في الهواء واستنفار لعناصر فتح وللقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي سيرت دوريات لها في تلك الأمكنة. وظهر الأحد ألقيت قنبلة ثامنة عند مفرق سوق الخضار داخل المخيم. وقد استدعى الوضع المستجد اتصالات فلسطينية عاجلة على صعيد اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا من اجل تطويقه وملاحقة مفتعليه كي لا تؤدي هذه الحوادث الى تفجير الوضع الأمني في المخيم من جديد.

مصادر فلسطينية متابعة للوضع في «عين الحلوة« اعتبرت ان هذا التطور الأمني في المخيم مهما كانت خلفياته - يشكل اختباراً جدياً لمدى قدرة القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية ممثلة باللجنة الأمنية الفلسطينية العليا على ترجمة ما تعهدت به من عدم السماح بتكرار الاشتباكات الأخيرة والمسارعة الى ملاحقة اي مخل بالأمن في المخيم، وهو ايضاً بحسب المصادر نفسها اختبار فعلي جديد للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في إثبات قدرتها على ضبط الأمن في المخيم خاصة بعد عملية اعادة الهيكلة التي خضعت لها بهدف تفعيل دورها في هذا الاتجاه.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,983,201

عدد الزوار: 6,973,819

المتواجدون الآن: 81