فرار عدد من الشركات الإسرائيلية من المستوطنات خوفاً من مقاطعتها والاحتلال يهدم ممتلكات عدة ويعتقل 24 فلسطينياً

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس، منزلا، ومزرعة، وملعبا، وشبكتي كهرباء ومياه، واقتلعت أشجارا، وجرفت مساحات من الأرض، عند مدخل بيت لحم الشمالي، بحجة عدم الترخيص .

وقالت مصادر فلسطينية «إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال مؤلفة من 50 آلية عسكرية، رافقتها أربع جرافات، هدمت منزلاً إضافة إلى تدمير مزرعة لتربية الطيور، وملعبا خاصاً لمختلف انواع الرياضة، وجرفت مساحات من الأرض، واقتلعت عشرات الأشجار، ودمرت شبكتي كهرباء ومياه.

وفي سياق متصل، ذكر شهود عيان ان قوات الاحتلال اخذت قياسات منازل أربعة شهداء في بلدة قباطية، جنوب جنين، تمهيداً لهدمها، وأصابت مواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات مع الشبان في محيط المكان.

وأفادت عائلات الشهداء: محمد أحمد خليل كميل، وأحمد ناجح أبو الرب، وبلال أحمد أبو زيد، وأحمد ناجح زكارنة، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأخذت مقاسات منازلهم، وصورتها من الخارج، موضحين أن محاميهم أخبرهم أن سلطات الاحتلال رفضت الاستئناف الذي تقدموا به للمحكمة، وأمهلتهم مدة أسبوع، تمهيدا لهدم منازلهم.

واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في محيط المكان، أطلقت خلالها الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع، ما أدى الى إصابة العديد بحالات اختناق .

الى ذلك، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن جيش الاحتلال انه ضبط في منطقة الخليل، كمية من الوسائل القتالية بما في ذلك سلاح قنص ورشاش وبنادق صيد وأمشاط للذخيرة وسكين صيد وعبوة ناسفة داخل مطفأة حريق.

كذلك، قالت الاذاعة ان الجيش اعتقل 24 مطلوباً فلسطينيا ينسب اليهم المشاركة باعمال مقاومة الاحتلال.

وفي سياق اخر، ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الصادرة امس أن عددا من الشركات الإسرائيلية نقلت مراكز عملها من المستوطنات إلى داخل إسرائيل خشية تعرضها للمقاطعة ولقيود اخرى.

ونقلت الصحيفة عن تقرير أعدته منظمة «كتلة السلام» الإسرائيلية، أنه قياسا بتقرير أعدته المنظمة نفسها قبل 20 عاما، فإن ما بين 20 في المئة و30 في المئة من الشركات التي كانت موجودة في المناطق الصناعية في المستوطنات لم تعد موجودة هناك الآن، بما فيها شركة «أهفا» لمستحضرات التجميل وشركة «سودا ستريم«. وقال المتحدث باسم منظمة «كتلة السلام» آدم كيلر إن بعض هذه الشركات والمصانع أغلقت تماما وأخرى انتقلت إلى مكان آخر. وبين الشركات التي انتقلت من المستوطنات إلى داخل الخط الأخضر حسب الصحيفة، شركة «دلتا» التي نقلت مخازنها من مستوطنة «عطيروت» إلى مدينة قيساريا، و»طيفع» لصناعة الأدوية التي نقلت مختبراتها من عطيروت إلى بيت شيمش، وتعتمد هاتان الشركتان على التصدير. واضافت الصحيفة ان شركة «أهافا» التي تواجه ضغوط المقاطعة، دخلت في مفاوضات لبيعها الى شركة صينية عملاقة.  وأعلنت «أهافا« في بداية الشهر الحالي عن برنامجها لنقل مصنعها الجديد إلى كيبوتس عين جدي على البحر الميت.

علمت صحيفة «المستقبل» من مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، ان وفد حركة «حماس» الذي وصل أول من أمس الاحد الى العاصمة المصرية، القاهرة، لاستئناف المحادثات مع قيادة جهاز الاستخبارات المصرية العامة، حمل اجابات الحركة على طلبات الاخيرة بعد بحث مستفيض اجراه الوفد مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في العاصمة القطرية، الدوحة.

وبحسب هذه المصادر، فإن مشعل ومعه عدد من قيادات الحركة اضافة الى قيادة ذراعها العسكري «كتائب القسام» رفضوا قبول مطلبين من قائمة الطلبات المصرية التي سلمتها إلى وفد الحركة الاسبوع الماضي اثناء الجولة من محادثات الجانبين، وهما: اولاً، تسليم قائمة مطلوبين من المصرين والعرب تقول القاهرة انهم يتواجدون في قطاع غزة وينشطون مع التنظيمات الارهابية العاملة في سيناء، والثاني شكيل لجنة امنية مشتركة بينهما مهمتها التعاون الامني في كل المجالات التي تتصل بمحاربة الارهاب في سيناء المصرية.

واضافت المصادر، ان مشعل وافق على باقي الطلبات التي تتصل بضبط الحدود، ومنع تهريب السلاح والافراد عبر الانفاق، والتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وقطع أي علاقة تنظيمية مع جماعة «الإخوان المسلمين« المصرية.

أعلن عماد أبو شمسية الذي وثق قتل جندي إسرائيلي لمهاجم فلسطيني جريح ممدد على الأرض، أنه يتعرض لتهديدات بالقتل من قبل المستوطنين.

وأضاف أبو شمسية في مقابلة مع «رويترز» عبر الهاتف امس، «أتلقى اتصالات من أرقام خاصة يتحدث فيها المتصل بالعربية، ولكن بلكنة غير عربية، يقول لي أنت رح تندم من اجل تصوير هذا الفيلم.. رح نحرق بيتك ونحرقك داخل البيت إذا بقيت فيه«.

ويظهر تسجيل الفيديو الذي صوره أبو شمسية الجندي وهو يطلق النار الخميس الماضي، على رأس فلسطيني ملقى على الأرض وما زال يتحرك في الخليل في الضفة الغربية المحتلة حيث قال الجيش إنه طعن جنديا وأصابه بجروح وصفت بالطفيفة.

وقال الجيش إن الجندي الذي أطلق النار اُعتقل للاشتباه في القتل، وقد يصبح أول فرد من القوات الإسرائيلية يُتهم بالقتل منذ بدء موجة الهجمات الفلسطينية التي غالبا ما تواجه بالقتل في تشرين الأول الماضي.

وأثار تحقيق يجريه الجيش في واقعة القتل، (في أول إجراء قانوني من نوعه خلال أعمال عنف مستمرة منذ ستة أشهر) خلافات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويقيم أبو شمسية مع زوجته وأطفاله الخمسة على بعد أربعين مترا من الحاجز الذي قُتل عنده شابان فلسطينيان الخميس الماضي، برصاص الجيش الإسرائيلي، وعلى الجهة الأخرى تبعد عنه مستوطنة تل الرميدة خمسين مترا. وأوضح أبو شمسية أن منزله تعرض لهجوم يوم الجمعة من قبل المستوطنين، إلا أن أحدا لم يصب بأذى، مشيراً إلى مسيرة للمستوطنين جرت اول من امس الاحد في تل الرميدة. وأضاف: «وثقت المسيرة ما ان اقتربوا من بيتي، لكنهم مروا من المكان دون الاعتداء على البيت». وأوضح أن أحد ضباط الشرطة الإسرائيلية الذين تواجدوا في المكان قال للمستوطنيين إنهم موجودون لمنع أي اعتداء على المنزل.

وذكر أبو شمسية أن الجيش الإسرائيلي استدعاه يوم الحادث وحصل منه على المادة الأصلية المصورة ووجه إليه مجموعة من الأسئلة، معرباً عن قلقه مما يمر فيه، قائلا «أشعر بالقلق على عائلتي، وأشعر بأني مهدد وأطفالي«.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية على موقعها الرسمي إن مقاطع الفيديو تظهر اطلاق النار على الشاب وهو مصاب و»تؤكد صدق الرواية الفلسطينية التي لطالما حملت الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة المسؤولية المباشرة عن عمليات الإعدام الميدانية». وأضافت أنها «تأخذ على عاتقها رفع هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ذات الاختصاص«.

تخلت إسرائيل الاثنين عن مسعاها تعيين داني ديان المؤيد للاستيطان سفيراً في البرازيل، بعد خلاف استمر لعدة أشهر مع برازيليا.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، في بيان أمس أنه «قرر تعيين داني ديان قنصلاً عاماً في نيويورك». وأكد مصدر ديبلوماسي إسرائيلي أنه من المفترض الإعلان من جديد عن فتح المجال لتقديم الطلبات لشغل منصب سفير إسرائيل في البرازيل.

وكانت السلطات البرازيلية رفضت تعيين داني ديان سفيراً لديها بعد أن أعلن نتانياهو تسميته للمنصب الصيف الماضي.

وعبرت البرازيل عن رفضها للتعيين وأبدت أسفها لعدم استشارتها مسبقاً، منددة بمواقف ديان الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية.

ووقع ارتباك في آذار (مارس) الجاري على خلفية تعيين ديان حيث بدت إسرائيل وكأنها تراجعت عن موقفها مع إعلان متحدث باسم وزارة الخارجية عن طرح إعلان يدعو لتقدم مرشحين لشغر هذا المنصب وبعدها بساعة تراجع المتحدث عن ذلك قائلاً أنه وقع «خطأ بيروقراطي مؤسف». وأكد أن «داني ديان ما زال السفير المعين لإسرائيل» في البرازيل.

من جانبه، أكد ديان الاثنين في مؤتمر تعقده إسرائيل لمكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل «بي دي أس» في القدس، أن تعيينه قنصلاً عاماً في نيويورك يعد انتصاراً على هذه الحركة. وقال ديان إن نشاط داعمي حركة المقاطعة الإسرائيليين ضده، أدى إلى تشريع رفض البرازيل لقبول ترشيحه.

وبحسب ديان فإن «هذه العناصر التي لم ترغب بزعيم للمستوطنين في البرازيل، حصلت على زعيم للمستوطنين في عاصمة العالم، وهذا الأمر في نهاية المطاف انتصار على حركة المقاطعة».

كما رحبت نائب وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي بتعيين ديان في نيويورك قائلة إن ذلك يعد بمثابة «إعلان هام للعالم» أن إسرائيل دعمت مستوطناً «كممثل جدير عن الدولة».

داني ديان مقاول من أصل أرجنتيني ترأس مجلس مستوطني الضفة الغربية ولا يزال يدافع عن الاستيطان في وسائل الإعلام الأجنبية منذ سنوات، وشغل منصب رئيس مجلس «يشع» الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة للفترة 2007-2013.

واعترفت البرازيل بدولة فلسطين في العام 2010. وفي 2014 استدعت البرازيل سفيرها في إسرائيل للاحتجاج على الاستخدام «غير المتناسب» للقوة خلال الحرب على غزة.

فوجئت عائلة الأسير الفلسطيني وحيد أبو ماريا، من بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بأن مصلحة السجون الإسرائيلية أجرت قبل أسبوع عملية قلب مفتوح لابنها في أحد المستشفيات الإسرائيلية بعد تعرضه لوعكة صحية حادة. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة الخليل أبو ماريا (47 سنة) قبل أربعة أشهر.

وقال شقيقه عماد أبو ماريا لموقع «فلسطين اليوم» التابع للحركة إن وحيد سقط أرضاً في سجن «عوفر» العسكري غرب رام الله، وتم نقله إلى مستشفى «شعاريه تصيدق» في مدينة القدس المحتلة، قبل أن يقرر الأطباء إجراء عملية قلب مفتوح له، بعد فشل عملية القسطرة في أحد الشرايين، من دون العودة لعائلته أو حتى إبلاغها بالأمر.

ومنذ اعتقاله لم تسمح مصلحة السجون بزيارة أبو ماريا الذي أمضى سابقاً أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال.

وطالبت عائلة أبو ماريا المؤسسات الحقوقية والدولية والمحلية بزيارته والاطمئنان على صحته، وتأمين الإفراج عنه نظراً لخطورة حالته الصحية.

إلى ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى في فلسطين إن هناك 40 أسيراً فلسطينياً أمضى كل واحد منهم أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال، عدد منهم أمضى أكثر من 32 عاماً.

على صعيد آخر، أقرت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع خلال جلسة عقدتها ليل الأحد الاثنين تعديل قانون يسمح بمحاكمة الأطفال القاصرين الفلسطينيين.

وينص القانون المعدل على «تشديد العقوبة المسموح بفرضها على منفذي عمليات في الرابعة عشرة من أعمارهم أو دونها». وكانت وزيرة القضاء الإسرائيلية ايليت شكيد تقدمت بمشروع التعديل القانوني لمحاكمة الأطفال دون سن 14 سنة، وفرض عقوبة فعلية عليهم في حال إدانتهم، ويتم تنفيذها بعد بلوغهم سن الرابعة عشر.