الهجوم على «المارينز» في تينيسي: «ذئاب أميركية منفردة»... خارج الرصد

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 تموز 2015 - 7:10 ص    عدد الزيارات 773    التعليقات 0

        

 

الهجوم على «المارينز» في تينيسي: «ذئاب أميركية منفردة»... خارج الرصد
واشنطن - أحمد المختار 
عندما كان الشاب الأميركي المسلم محمد يوسف عبدالعزيز يطلق النار من رشاش كلاشنيكوف ويقتل أربعة من جنود «المارينز» قرب مركزين عسكريين تابعين للجيش الأميركي في مدينة شاتانوغا بولاية تينيسي، كان شاب أميركي آخر يدعى جايمس هولمز يستمع ببرودة أعصاب إلى قاضي محكمة في ولاية كولورادو ينطق بحكم إدانته بقتل 12 أميركياً وجرح نحو 100 آخرين بهجوم مسلح شنه قبل ثلاثة أعوام على رواد إحدى صالات السينما في مدينة اورورا .
ثمة ملامح مشتركة واضحة يمكن تلمسها في صور محمد (الأميركي المسلم المولود في الكويت) وجايمس (المسيحي الأبيض ذي الأصول الأوروبية). هي أيضاً ملامح ديلان رووف، اليميني المتشدد، نفسها الذي قتل الشهر الماضي تسعة أميركيين من أصول أفريقية كانوا يتلقون دروساً دينية في كنيسة ايمانوئيل في مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا. كما تذكرنا بملامح كريغ هكس الأميركي الأبيض ذي الميول الإلحادية الذي قتل جيرانه المسلمين بدم بارد في نورث كارولينا. طبعاً لائحة الأسماء تطول وهي تضم أسماء العديد من الشباب الأميركيين منهم نضال حسن منفذ هجوم قاعدة فورت هود في تكساس وآخرون كثر أحبطت الأجهزة الأمنية خططهم لتنفيذ اعتداءات في الولايات المتحدة او اعتقلتهم قبل مغادرة الأراضي الأميركية إلى سورية والعراق للقتال مع «داعش».
هذه الملامح المشتركة هي ما يصطلح الخبراء الأمنيون ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة على تسميتها ظاهرة «الذئاب الشاردة» أو «الذئاب المنفردة» (lone wolves)». وهم عادة شباب في العقد الثالث أو الرابع من عمرهم، أبلوا بلاء حسناً في دراستهم الجامعية وصورتهم الاجتماعية مقبولة لا توحي للمحيطين بهم بأي إشارة لاحتمال قيامهم بأعمال عدائية.
يقول سكوت شرودر مدرب الفنون القتالية عن محمد يوسف عبدالعزيز الأردني المولود في الكويت أنه من أفضل وأذكى التلاميذ الذين تدربوا لديه وأن «كل شيء فيه أميركي» رغم اهتمامه اللافت بقضايا الشرق الأوسط والتزامه الدقيق بمواقيت الصلاة الإسلامية. فيما ذهبت كاغان واغنر زميلته في جامعة تينيسي، حيث درس محمد هندسة الكهرباء، إلى أنه كان الطالب الأكثر شعبية بسبب ذكائه واجتهاده وحسه المرح. وعندما كتب محمد على شهادة تخرجه في الثانوية عام 2008 عبارة «اسمي يتسبب باستنفار الأمن القومي. هل يفعل اسمك ذلك» اعتبرتها واغنر واحدة من دعاباته.
مكتب التحقيقات الفدرالي سارع إلى التعامل مع الجريمة على أنها عمل إرهابي لكنه اكتفى بوضعها في إطار الإرهاب «المحلي» في ظل عدم وجود أدلة فورية على اتصال محمد عبدالعزيز بأفراد ومجموعات متشددة خارج الولايات المتحدة وقبل إعلان «تنظيم الدولة الإسلامية» أو أي جماعة متشددة أخرى تبني الاعتداء، مع ترجيح فرضية أن هذا «الذئب المنفرد» قد يكون متأثراً ومناصراً لأفكار «داعش» المتطرفة واستجاب إلى الدعوة التي أطلقها التنظيم عبر وسائل التواصل الالكتروني لشن هجمات على الأراضي الأميركية خلال شهر رمضان دون أن يعني ذلك أنه مرتبط مباشرة بالتنظيم.
على مواقع التواصل الاجتماعي التي حفلت بصور عبدالعزيز انتقد بعض الأصوات الأميركية إطلاق وسائل الإعلام الأميركية الصفة الإرهابية فور حصول جريمة تنيسي فقط، لأن المجرم هنا مسلم من الشرق الأوسط بينما تمتنع هذه الوسائل عن اعتبار جريمة عنصرية مثل مجزرة كنيسة تشارلستون هجوماً إرهابياً. فيما انتقد آخرون وصف الـ «اف بي اي» مقتل أربعة عسكريين أميركيين برصاص شاب مسلم ولد في الكويت، عندما اجتاحها الجيش العراقي بأنه «إرهاب محلي» وتساءل أحدهم عن رمزية استخدام الإرهابي سلاح كلاشنيكوف في حادثة إطلاق النار وكيفية حصوله على البندقية.
نظرت الأجهزة الأمنية الأميركية ووسائل الإعلام إلى الهجوم الإرهابي على «المارينز» في تينيسي بوصفه حلقة في سلسلة من حوادث إطلاق نار تصاعدت وتيرة حصولها في المدن والولايات الأميركية في السنوات القليلة الماضية، وعدم التسرع بربطها بما يجري في الشرق الأوسط والجماعات الإسلامية المتشددة يؤشر إلى قناعة لدى تلك الجهات بوجود أسباب أميركية داخلية وراء إرهاب الذئاب المنفردة. فانتشار السلاح في مجتمع مهاجرين من كافة القوميات والإثنيات العرقية والدينية شهد تاريخه أبشع أنواع العبودية وتتفشى فيه الأحقاد العنصرية، وتداخل ذلك مع التحولات التي أدخلها الفضاء الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد والجماعات، كل ذلك يشكل بيئة مثالية لهذا النوع من الإرهاب الذي صنع في أميركا.
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,696,534

عدد الزوار: 6,961,727

المتواجدون الآن: 71