ايران بحاجة لاتفاق طائف يعيد الاستقرار اليها..؟؟

تاريخ الإضافة الأحد 6 تشرين الثاني 2022 - 5:33 م    عدد الزيارات 1458    التعليقات 0

        

ايران بحاجة لاتفاق طائف يعيد الاستقرار اليها..؟؟...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات .. حسان القطب..

عدد سكان ايران يتجاوز 85 مليون نسمة، وهي تتشكل من قوميات مختلفة، الفرس والاذريين والبلوش والاكراد والاحوازيين، واي خلل داخلي او انهيار لانظمة ومؤسسات الدولة الايرانية قد يؤدي لحالة نزوح غير مسبوقة والى حمام دم خطير ولا يمكن التنبؤ بحجمه وتداعياته.. ولا احد يرغب في ان يحصل هذا حتى من يختلف مع ايران ونظامها الديني..

وما يثير القلق هو ان الوضع الامني في ايران غير مستقر والصراع السياسي قد ينجرف نحو الفوضى الامنية بين السلطة الدينية، والمعارضة الشعبية، التي رفعت سقف مطالبها من تحسين الظروف المعيشية، الى المطالبة باسقاط النظام، وبعضها يطالب بتعديل الدستور والخروج من الدستور الديني الذي يعطي الولي الفقيه وهو السيد الخامنئي السلطة المطلقة على شؤون البلاد والعباد..

تطور الانهيار الامني والمالي والتضخم المالي، في ايران، ينذر بصراع اكثر عنفاً، كما ان دخول المرأة على ساحة الصراع مطالبة بحريات أكبر ومساحة مشاركة اكثر في الحياة السياسية والاجتماعية، والتخلي عن الحجاب الالزامي، يأخذ الامور نحو مواجهة اجتماعية، الى جانب السياسية والامنية.. كذلك فإن مطالبة القوميات الايرانية المتعددة بدور اكبر في الحياة السياسية وتعديل الدستور.. ووقف حمام الدم الذي تتعرض له على ايد الحرس الثوري والباسيج بما يناقض مضمون الدين والاحكام الدينية التي يروج لها نظام طهران الديني.. قد يقود لانهيار النظام وتفكك دولة ايران الى دويلات.. كان خطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي، قد طالب بإجراء استفتاء شعبي برعاية أممية وانتقد عمليات الإعدام والاعترافات القسرية التي يتم انتزاعها من المعتقلين)... وفي (مركز محافظة سيستان بلوشستان التي تسكنها الأقلية البلوشية السنية، قُتل 20 شخصاً وجرح 100 بعدما فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين)... فيما (واصل الطلاب الإيرانيون احتجاجهم فيما أضرب أصحاب متاجر السبت، على الرغم من اتساع حملة القمع وفقاً لتقارير نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي)...

في نفس الوقت وبدل ان يعالج نظام طهران مشاكله الداخلية ويستجيب للمطالب الشعبية في مختلف الولايات والمحافظات ويستمع لشكاوى الاقليات.. يستمر في التدخل في شؤون اوكرانيا بدعمه العدوان الروسي على الشعب الاوكراني، ويزود روسيا بالمسيرات الانتحارية لقتل الشعب الاوكراني كما تم قتل وتهجير ملايين السوريين من قبل.. وكان (وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، للمرة الأولى بأن بلاده زودت روسيا بطائرات مسيرة)....مما يعرض نظام طهران الى مزيد من العقوبات الاوروبية والاميركية والعزلة الدولية..

كذلك اعلنت ايران ان الحرس الثوري قد اختبر بنجاح اطلاق احد الصواريخ البعيدة المدى، مما يعني ان سباق التسلح هو اولوية النظام لحماية نفسه من غضب الشعب وتمرده...

الانتفاضة مستمرة منذ اسابيع دون تراجع رغم تهديدات النظام والتلميح بأحكام قضائية جائرة.. وقاسية، وكأن الحل الدموي هو مدخل الاستقرار .. العنف لا ينتج الا عنفاً والدم لا يستدرج سوى الانتقام والمواجهة الدموية المتفاقمة ..

الحل الحقيقي للازمات السياسية هو الحوار ..!! والحوار مطلب وقناعة ومدخل ونهج وقناعة وليس مجرد شعار نشجع عليه الاخرين ولا نمارسه نحن بانفسنا لحل مشاكلنا.. وهذا ما دأبت ايران على التصريح به فلماذا لا تطبق مبدأ ومفهوم الحوار لمعالجة مشاكلها الداخلية..؟ لذلك فإن الحوار بين المعارضة الايرانية والسلطة الدينية الحاكمة قد يشكل المدخل الحقيقي والواقعي والوحيد لوقف التدهور والدخول في دائرة الحل، ومن الممكن ان تلعب سويسرا وفرنسا دوراً ايجابياً في هذا المضمار من خلال تجربتهم في لبنان، او غيره من الدول.. سويسرا من خلال موقعها الحيادي، وفرنسا انطلاقاً من حرصها على استقرار النظام الايراني وحماية استثماراتها الحالية والمفترضة مستقبلاً.. ويمكن هنا الطلب من مؤسسة الحوار الانساني السويسرية..المتخصصة في ترتيب لقاءات حوارية ووضع جداول وبرامج ونقاط سياسية واجتماعية وتقديم النصح بتقديم تعديلات دستورية او تطوير بنود قانونية لتلائم التسوية بين القوى المتصارعة..لاقتراح موعد لعقد اللقاء وادارته.. سواء في سفارة سويسرا في طهران او مدينة جنيف، لعل الهدوء يعود الى دولة ايران ويتم تقريب وجهات النظر بين النظام الديني والمعارضة الشعبية، والاستماع خاصةً لمطالب المرأة الايرانية التي خرجت بقوة مدافعة عن حقوقها...بعد ما تعرضت له من انتهاكات..

وحتى نكون اكثر دقة وواقعية فإن الوضع الايراني بحاجة لاتفاق سياسي يعيد ترتيب الواقع السياسي والدستوري وتعديل الدستور الايراني على الطريقة اللبنانية اي اعطاء الاقليات حقوقها واشراكها في السلطة السياسية حتى تشعر انها شريك حقيقي وفعلي في السلطة بعيداً عن التسلط والهيمنة .. والوضع في ايران اليوم شبيه بما جرى في لبنان ابان الحرب الاهلية وكان اتفاق الطائف مدخل التسوية، التي يحاول البعض تعطيلها.. لذلك فإن ايران بحاجة لاتفاق مشابه لاتفاق الطائف في لبنان والذي اسس لوقف الحرب الاهلية واعادة ترتيب السلطة بما يضمن الاستقرار وترسيخ السلم الاهلي والعيش المشترك.. لعل ايران تحظى بالاستقرار المطلوب..! والسفارة السويسرية في طهران قد تكون مكاناً مناسباً لمباشرة التفاوض والاتفاق.. بين ممثلي القوى الايرانية، او الذهاب الى جنيف ..!!

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,614,498

عدد الزوار: 7,035,277

المتواجدون الآن: 69