عناصر داخل تجمع العلماء المسلمين في لبنان تكشف دوره الحقيقي...

تاريخ الإضافة السبت 28 نيسان 2012 - 6:05 ص    عدد الزيارات 834    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز...حسان القطب

 

الحديث الدائم عن تعميق الوحدة الإسلامية والشعار الفضفاض الذي يرفعه حزب الله ومن معه حول ضرورة تفعيل وتوثيق مفاهيم الوحدة بين المسلمين السنة والشيعة، ينقضه حزب الله بالفعل، ويسقطه بالممارسة في كل يوم، ويكذبه في خطاباته ومفرداته وعناوين مهرجاناته وعند كل مناسبة دينية أو سياسية وأخرها كان الاحتفال بما أطلق عليه في إعلام هذا الفريق (استشهاد السيدة فاطمة) بما يتناقض تماماً مع تاريخ السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين الأربعة المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، مع ما يتضمنه هذا الكلام من اتهام باطل لا يمكن السكوت عنه، وما يؤسس له هذا الشعار من خلاف ديني واسع يؤجج التباين ويعمق الخلاف..؟؟ والمؤسسات التي ينشئها حزب الله تحت عنوان الوحدة وجمع الصف دورها فقط خدمة مفهوم الوحدة بين المسلمين كما يراه ويريده ويستفيد منه الراعي الإيراني وذراعه في لبنان والمنطقة العربية والإسلامية حزب الله، ولكن طبيعة ممارسات وسلوك هذا الفريق تؤدي إلى افتضاح الغايات الحقيقية لهذه المؤسسات، وهي التعمية على الأهداف الفعلية للمشروع الصفوي الفارسي في المنطقة العربية والإسلامية، وذلك باستغلال ضعاف النفوس ليكونوا جزءاً من هذه المنظومة تستخدم أسماؤهم وأزياؤهم ومناصبهم وانتماؤهم لإخفاء طبيعة دور وممارسات هذه المؤسسات..
تجمع العلماء المسلمين هو أهم ذراع يستخدمه حزب الله لتسويق مشروعه وخدمة أهداف إيران التوسعية في المنطقة، لذلك فإن بعض المشايخ الذين خرجوا من تحت عباءة حزب الله وتجمع العلماء وبعضهم لا يزال وبعد أن اكتشفوا هذه الحقيقة تحدثوا وبإسهاب عن خطورة هذه المؤسسة وقاموا بفضح دورها وشرحوا كيف أن معظم بيانات ومواقف تجمع العلماء المسلمين في لبنان إنما تصب في خدمة حزب الله وإيران وحلفائهم في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة وأعطوا أمثلة على تلك البيانات والمواقف التي تكون جاهزة لدى اجتماعات التجمع وتأتي من حزب الله مباشرة مع توجيهات حازمة وصارمة وهي دائماً تستهدف فريق لا يشاطر إيران أهدافها وطموحاتها وتغطي ممارسات راعيها وفريقه... وأن هذا النموذج وبهذا الدور والتوجه يسعى حزب الله وإيران لتعميمه على المنطقة الإسلامية برمتها ليكون حصان طراودة جديد، وقبل توضيح ما ذكره هؤلاء من ممارسات وبيانات وملاحظات لا بد من الإشارة إلى ما كتبه حول هذا التجمع وأهدافه ورعايته قبل فترة عضو التجمع الشيخ علي خازم: (إنه لشرف عظيم لي أن أتحدث إليكم عن تجربة أعيشها على أرض لبنان منذ انطلاقتها.. إن البركة التي حظينا بها من إمام الأمة الراحل السيد روح الله الخميني في بداية مسيرتنا كانت تأكيداً لرغبة صادقة لإرساء قواعد وحدة المسلمين السياسية، ما زلنا نتلمسها من القائد السيد الخامنه أي، استمراراً لنهج المؤسس الكبير، إن الدعم والتأييد يحملاننا مسؤولية أكبر وأشدّ في السعي المستمر والعمل الدؤوب في مسيرة الوحدة الإسلامية، إن تجربة مثل تجربتنا في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، تستحق أن تدرس بتأنٍ من قبل المسلمين في أنحاء العالم لتصان وتتسع، خاصة وأنها قد أثمرت بتأثير مباشر في موقعين هامين هما نيجيريا وباكستان، مع اختلاف في واقعهما يجعل تجربة الباكستان أقرب إلى تجربتنا بملاحظة خصوصية وجود واسع للطائفتين السنية والشيعية فيه، واقتصار التجربة في نيجيريا على توحيد جهود العلماء ومشايخ الطرق الصوفية). هذه المقدمة التي كتبها الشيخ خازم وضحّت بشكل أو بأخر عمق ارتباط تجمع العلماء المسلمين بالجمهورية الإيرانية والمؤسسة الدينية والرسمية فيها ومدى بعدها عن روح الوحدة والانسجام مع باقي مكونات العالم الإسلامي، إذ من الطبيعي والمنطقي أن تكون هذه المؤسسة في خدمة الجهة الراعية والداعمة والحاضنة، وقد ذكر أحد الأعضاء السابقين في هذا التجمع من مشايخ السنة أنه لا يمكن إقامة لقاء إسلامي موسع أو ندوة دينية إلا بعد مراجعة المستشارية الثقافية الإيرانية، التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه اللقاءات.. وأشار أخر وهو لا يزال ضمن التجمع لأسباب خاصة به، من أن أجواء لقاءات التجمع وبياناته تصب في خدمة كل موقف وعلاقة وسياسة تخدم حزب الله والجمهورية الإيرانية وأعطى أمثلة كثيرة على ذلك نكتفي بذكر بعضها:
-        على أثر الجريمة التي ارتكبها بعض الموتورين من المرتبطين بهذا المشروع في مدينة طرابلس وذلك بإطلاق النار على المسيرة المؤيدة والمتعاطفة مع أبناء الشعب السوري المظلوم، قام تجمع العلماء بإصدار بيان شجب للمسيرة وليس لإطلاق النار..وورد فيه:( كنا قد حذرنا مراراً وتكراراً أن الشحن السياسي واللغة المذهبية والطائفية المعتمدة في التعاطي مع الشأن السوري ستنعكس سلباً على استقرار الوضع الأمني في لبنان. لذا فإننا في تجمع العلماء المسلمين ندعو كافة الأطراف إلى حقن الدماء والحوار).
-        في تناقض واضح مع سياسة لم الشمل ووحدة الكلمة والصف وحقن الدماء ومنطق الحوار الذي ورد في بيان التجمع الذي ورد أعلاه قام وفد من تجمع العلماء وفي تصرف يناقض مبادئ العيش المشترك وسياسة النأي بالنفس بزيارة ديكتاتور سوريا وإهداءه سيف دمشقي. وقد ورد في بيان وفد التجمع بعد الزيارة ما يلي: (استعرض السيد الرئيس بشار الأسد مع وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان ظهر أمس مجريات الأحداث في سورية وتداعياتها الإقليمية والدولية.وأعرب أعضاء الوفد عن استنكارهم لما تتعرض له سورية من مخططات تستهدف أمنها واستقرارها ورفضهم الكامل لقرارات الجامعة العربية التي تستهدف المواطن السوري واعتبروا أن سورية مستهدفة لوقوفها إلى جانب المقاومة والحق العربي، من جانبه قال الشيخ زهير جعيد المنسق العام للتجمع.. وجدنا الرئيس الأسد كما عهدناه صلبا ومقاوما وهو يواجه المؤامرة وهو صاحب حق ويستطيع قيادة سورية إلى بر الأمان والقضاء على هذه المؤامرة ويعرف أن ما تتعرض له سورية هو أقسى وأقوى مما تعرض له لبنان في العدوان الإسرائيلي في تموز عام 2006. من جهته نوه الشيخ عبد الناصر جبري الأمين العام لحركة الأمة وعضو تجمع العلماء المسلمين بنتائج اللقاء مع الرئيس الأسد مؤكدا أن المؤامرة على سورية سوف تفشل وتعود الأوضاع إلى حالتها الطبيعية لأن سورية على حق وحامية للقضايا العربية وسوف تبقى كذلك).
-        بدل أن يقوم وفد التجمع بزيارة اللاجئين السوريين وأبناء سوريا من الجرحى والنازحين الذين سقطوا نتيجة إجرام النظام وأدواته القمعية، فقد قام وفد التجمع بخطوة تناقض تماماً مبادئ الدين الحنيف، وأبدى تعاطفه مع النظام في حربه على شعبه، فقام وفد من تجمع العلماء المسلمين بزيارة السفير السوري في لبنان السيد علي عبد الكريم علي، وقد صرح رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله بما يلي: (تشرفنا بزيارة سعادة السفير السوري السيد علي عبد الكريم علي وكان اللقاء مناسبة للتداول بأمور المنطقة بشكلٍ عام والوضع في سوريا بشكلٍ خاص، ونحن نؤكد أن كل محاولات إسقاط النظام قد فشلت وأن سوريا خرجت وستخرج أقوى مما كانت عليه).
-        خلال جلسات المناقشة النيابية التي جرت منذ أيام في مجلس النواب اللبناني صب نائب كتلة ميشال عون (آلان عون) جام غضبه بطريقة طائفية استفزازية رفضها معظم النواب الحاضرين وأعلن عن قلقه من الربيع العربي واحتمال وقوع التغيير السياسي في سوريا وسواها، لذلك كان لا بد من زيارة تكريمية لرئيس الكتلة وشكره على استقباله أحد أبرز أركان تياره من السجن منذ أيام بعد إدانته بالعمالة لإسرائيل والذي استقبله ميشال عون بكل ترحاب ومحبة وأعلن انه قد نال عقوبته للدلالة على اعترافه بالتجسس للكيان الإسرائيلي، وكذلك على مهاجمة نائبه الأكثرية الشعبية في لبنان وسوريا والمنطقة العربية، لذا قام وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ احمد الزين بزيارة الرابية حيث التقى رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، وبعد اللقاء، قال عضو التجمع حسين غبريس: ("تداولنا نقاطا عدة أبرزها يتعلق بالشأن اللبناني خصوصا بعد تجديد الثقة بالحكومة والأعباء والمسؤوليات الجسام الملقاة عليها في الشأن الاجتماعي والحياتي والعديد من الأمور المتعلقة بالناس. وقد وعد العماد عون وفريق عمله بأنهم سيبذلون قصارى الجهد من أجل تحقيق قضايا الناس).
-        انفجرت عدة مستودعات للذخيرة في الجنوب اللبناني ووقعت اشتباكات متنقلة كثيرة بين مجموعات تعيش في المربعات الأمنية التي يرعاها حزب الله وحركة أمل، ولكن تجمع العلماء المسلمين بقي صامتاً ولم يستنكر ولا حتى أدان الاشتباكات ولا تساءل عن سبب انفجار المستودعات، ولكن عندما انفجرت بعض الذخائر في مدينة طرابلس اللبنانية الشمالية كان لا بد من إصدار بيان إدانة شديد اللهجة باسم تجمع العلماء المسلمين نص على ما يلي: (إننا ننظر بعين الريبة لما يحصل خاصة مع بداية الحسم في سوريا وكأن هناك من يعمل على تخفيف الوطأة عن الإرهابيين في سوريا بالتفجير الأمني في لبنان. وكان لافتاً انفجار مستودع للذخيرة تبين بأنه يحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة الثقيلة ويدار من قبل حزب طالما قرع أسماعنا بالحديث عن السلاح وسحبه، ما يفضح هؤلاء المرتبطين بأجهزة خارجية ودورهم في تغذية الإرهابيين في سوريا بالسلاح وإدخال بلدنا في الأزمة في الوقت الذي لدينا من الأزمات ما يكفينا).
-        زار وفد عسكري أميركي الجنوب اللبناني برفقة وفد من الجيش اللبناني بموافقة وزير الدفاع والحكومة اللبنانية التي يقودها حزب الله وتجنباً للإحراج كما يقول احد المشايخ من أعضاء التجمع فقد طلب حزب الله من التجمع إصدار بيان إدانة لهذه الزيارة لأن أية إدانة من حزب الله ستظهر أن هناك انقساماً في الحكومة و تعليقاً على زيارة قائد القوات البرية الأميركية الجنرال فنسنت بروكس للجنوب أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:(في وقت يتلهى فيه مجلسنا النيابي بسجالات عقيمة لا تنتج أي تقدم على المستوى التشريعي لمصلحة المواطن، يقوم قائد القوات البرية الأميركية فنسنت بروكس بزيارة استخباراتية تجسسية للجنوب اللبناني لا نعرف سببها ولماذا في هذا الوقت؟!! وهل لدى الأمريكان ما يصب في مصلحة استعادة أراضينا أم أنهم يريدون توفير معلومات خافية عن الصهاينة من خلال هذه الجولة..  إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نشجب هذه الزيارة نطلب من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني تقديم توضيحات حولها وسببها والغايات منها، وتأتي هذه الزيارة في وقت يعود الحديث حول استخدام مطار القليعات تحت حجة توفير الدعم اللوجستي لقوات المراقبة الدولية في سوريا، والتي يمكن أن تتحول إلى دعم لوجيستي للمعارضة تحت ستار قوات الأمم المتحدة، فتأتي طائرة لهم وعشرات الطائرات المحملة بالسلاح للمعارضة. لذا فإننا نرفض استعمال مطار القليعات..)
في سياق ما ورد بدا واضحاً أن بيانات ومواقف تجمع العلماء المسلمين إنما تصب في خدمة مواقف حزب الله وإيران ونظام سوريا، وغاب عنها أي توازن يخدم توجهات الوحدة وتخفيف الاحتقان وتوثيق العلاقات وتجنب النعرات وتصويب المواقف، وإدانة الخطأ من أية جهة كان، وهذا هو المطلوب في حقيقة الأمر.. وهذا ما حدا بهؤلاء المشايخ للتحدث بصوت واحد رفضاً لهذا السلوك واستنكاراً لهذه الممارسة وهذا التوجه، وذكر بعضهم أنه كما تبين أيضاً إضافةً إلى ما ورد في الكلام الذي نشره الشيخ علي خازم، فإن  الهدف الأساس من هذا التجمع هو تعميم تجربته في كلٍ من نيجيريا والباكستان وكذلك في دول إسلامية أخرى، وقد نشط التجمع في الفترة الأخيرة في مصر واندونيسيا مع سعي حثيث للدخول إلى الجزائر ودول المغرب العربي متخفياً بعمائم بعض مشايخ أهل السنة لخدمة السياسة الإيرانية تحت ستار عناوين وشعارات الوحدة الخادعة...وإلا لماذا يتم تغييب مشايخ الطائفة الدرزية وكذلك العلوية عن تجمع العلماء المسلمين، إذا كان الهدف من هذا التجمع هو الوحدة الإسلامية ورأب الصدع وجمع الشمل.. إلا إذا كان المطلوب استهداف جمهور فريق واحد...؟؟؟؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,640,395

عدد الزوار: 6,958,640

المتواجدون الآن: 62