نعيم قاسم يتحدث عن الاسلام المحمدي الأصيل..!! فهل هناك إسلام محمدي مزيف..؟؟
السبت 20 تشرين الأول 2012 - 4:50 ص 
724 
0
بقلم مدير المركز.... حسان القطب
لطالما ربط قادة حزب الله في معرض تقديم عقيدتهم الحزبية واستعراضهم لاستراتيجيتهم السياسية مبادءهم وسلوكهم ومواقفهم وتحالفاتهم ونظرتهم للأخر بالعقيدة الدينية التي ينتمون إليها. وجعل حزب الله أسباب النجاح سواء العسكري او السياسي نتيجة حتمية لهذا الالتزامن وبالعكس ربط الاحتجاج امام أي فشل أو تراجع أو انهزام بالمؤامرة المستمرة من قبل كل ما هو غير أصيل على هذا النهج وهذا الفكر وحتى هذه العقيدة..وهذا ما أشار إليه مؤخراً ولم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، حين أشار إلى: ( وجود حملة منظمة ضد "الإسلام المحمدي الأصيل"، ومن نماذجه حزب الله في لبنان، وهذه الحملة يقودونها ضد المشروع الذي يحمله هذا الحزب، وليس ضد الأفراد والأشخاص، فهناك حملة على المشروع الوطني للمقاومة، امتداداتها إقليمية ودولية، ومحرك الحملة الأساس "إسرائيل".)..
السؤال الواجب طرحه هو هل حزب الله يمثل نموذج الإسلام المحمدي الأصيل كما ذكر نعيم قاسم...!! إن مجرد التأكيد والتشديد على وجود إسلام محمدي أصيل من قبل قادة حزب الله وعلى ان حزبهم يمثله، فهذا معناه وجود إسلام محمدي مزيف أو غير صحيح يمارسه البعض الأخر وتمثله قوى أخرى.. ومن يملك مفاتيح هذا السر وعناوين الحقيقة المطلقة ليقول بأنه يمثل الصحيح وان كل من عداه هو مزيف..إن إطلاق هذا الكلام يقودنا إلى فتنة مذهبية خطيرة لأن نعيم قاسم وحزب الله يربط بالكامل مشروعه السياسي واداءه العسكري بالولي الفقيه في إيران.. (الخامنئي) ولي الله على الأرض وممثل المهدي المنتظر القادم بحسب ما يروج له حزب الله وعهد الظهور قريب ليفرض المهدي العدل على وجه الأرض.. هذا الالتزام الديني من قبل حزب الله بهذه العقيدة وفكرها وطموحها.. يجعلنا تلقائياً نفصل بين ما هو أصيل وما هو مزيف بحسب تصريح ومضمون وإشارات خطاب نعيم قاسم وكل من ركب منبر من قادة حزب الله واطلق عبارات من هذا النوع وتحمل هذا المضمون والتوجه..
فإذاً عن أي وحدة إسلامية يتحدث حزب الله والوحدة بين أصيل ومزيف غير ممكنة.. وإلا لمزجنا الخبيث بالطيب..؟؟ وهذا غير معقول..؟؟ لا عقلا ولا شرعاً..؟؟ وإذا كان حزب الله غير قادر على هضم وجود قوى إسلامية ومذاهب إسلامية اخرى على الساحة العربية والإسلامية فكيف يتحدث عن الوحدة الوطنية بين مكونات مختلفة وأعراق متعددة، وطوائف متنوعة تعيش في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي..؟؟
ولماذا يتهم إعلام حزب الله وقادة حزب الله الأخرين بحمل الفكر التكفيري، ورفض الأخر ونبذ الوحدة وغير ذلك من العبارات، رغم أن مجرد استعمال عبارة أصيل تعني قطعاً وجود أخر غير أصيل لا بالشكل ولا بالمضمون..؟؟؟؟ مع ما يتحمله هذا الكلام من معاني وإشارات وتلميحات..؟؟ وهذا يقودنا لفهم الحملة الإعلامية الواسعة النطاق اتي تشن على حركة الإخوان المسلمين في العالم من قبل إعلام حزب الله حين يستضيف أبواق إعلامية تهاجم حركة الإخوان وفكرها وسلوكها وأخر التهجمات كان الهجوم على خالد مشعل وحركة حماس من قبل إعلام طهران ودمشق وحزب الله والإعلام الملتحق به.. بشكلٍ يقود إلى صراعٍ مذهبي بين قوى إسلامية متعددة ومتنوعة.؟؟
هل نفهم من هذا أن اتهام نائب حزب الله ومفكره الأمثل نواف الموسوي عندما يتهم الأخرين بخدمة المشروع الأميركي في لبنان وغيره إنما ينطلق من هذه القاعدة التي تفصل بين الفريق الأصيل وكل الأخر المزيف..؟ وهل النظام السوري الذي يدافع عنه حزب الله ونصرالله ونعيم قاسم والموسوي، يمثل الاسلام المحمدي الأصيل.؟؟ رغم ان بشار الأسد يقدم نفسه علماني..؟؟ وإذا كان هو هذا نموذج الإسلام المحمدي الأصيل الذي يتحدث عنه هذا الفريق..؟ ساعتئذٍ نفهم طبيعة حزب الله وسياساته واهدافه وطريقة تعاطيه مع أبناءالوطن وحتى مع أبناء جلدته وقد ساق لبعضهم الاتهامات الخطيرة عبر وسيلة إعلامية معروفة.؟؟ ورأينا سلوكه في 7 أيار/مايو عام 2008.. ونراه ونسمع به اليوم في القرى والمدن السورية التي لم تلتزم ولن تلتحق بالإسلام المحمدي الأصيل الذي يروج له حزب الله.....؟؟؟؟ لأن مفهوم الإسلام خلاف ذلك تماماً...