من يكذب إعلامه في البحرين فهو يكذب في كل مكان وكل شيء....؟؟

من البديهي والمنطقي ان نعتبر أن إعلام حزب الله هو إعلام منطقي وصادق ولكنه في الوقت عينه موجه لخدمة الحزب وولي الأمر في إيران او المرشد الأعلى كما يقول حزب الله ويعتقد ويؤمن.. ومن المناسب القول ان كل ما يعرضه او يعلنه حزب الله يجب ان يتمتع بالصدقية على الأقل احتراماً للإسم الذي يحمله والشعار الذي يرفعه.. (حزب الله)..كما من الطبيعي معرفة او الاعتقاد بان مواقف قيادة حزب الله السياسية ومواقف إعلامه المعلنة سواء فيالتحليل السياسي او في عرض الخبر ومناقشته والتعليق عليه يجب ان ينطلق من قاعدة شرعيه ويبنى فحواه على أسس الإلتزام الديني الذي يقدمه حزب الله وإعلامه..؟؟ وشعار المصداقية الذي رفعه حزب الله ووضعه بالكامل عند حسن نصرالله امينه العام... على انه اصدق السياسيين واكثر العاملين في الحقل السياسي التزاماً بالحقيقة وتقديماً للوقائع في معرض التحليل والتقديم والتعليق وبناء المواقف السياسية وحتى العسكرية منها إنما يقوم على صدق التقديم والعرض...؟؟ وسعى حزب الله وإعلامه إلى أن يجعل من هذا العنوان أو الثوب الذي ألبسه لأمينه العام (المصداقية) مناسباً وسارياً على كافة مسؤوليه وقيادييه وعلى إعلامه ايضاً.. لأنه يخرج من نفس المدرسة الدينية والحزبية والعقائدية...

وهنا ينطلق قادة حزب الله في إطلاق مواقف او إعلان اتهامات وتبرير مواقف وتحديد مسارات وتغيير اتجاهات وتهديد قوى منطلقين من هذه المقدمة التي تم رسمها والتأسيس عليها.. لذا عندما نسمع أحدهم يطلق موقفاً او يعلن اتهاماً لا يمكن مناقشته وحتى هو لا يقدم تعليلاً فهو ليس بحاجة... فالمصداقية قد لبسته ولبست حزبه وبالتالي مواقفه... فهو خارج النقاش والمناقشه والمساءلة..

على سبيل المثال يجب ان نصدق دون نقاش ما قاله في احتفال تأبيني لأحد قتلى حزب الله في سوريا..... نائب حزب الله المهدوي نواف الموسوي.. الذي طالب حينها في كلمته بتكليف الجيش اللبناني بملاحقة التكفيريين في لبنان لاستئصال وجودهم... وأين هي هذه المجموعات التكفيرية.. ومن يمثل نواف الموسوي حتى يطلق وصفاً من هذا النوع على لبنانيين او عرباً... او يطلب اتخاذ إجراءات رسمية...؟؟ لا ضرورة لهذا التساؤل.....فهو صادق وخريج هذه المدرسة الحزبية والإعلامية..؟؟ وقد تضمن خطاب الموسوي التحريضي ما يلي: طالب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني في حسينية عيتا الشعب، القضاء بـ "ملاحقة المدارس أو المشايخ أو كل من يبث الفكر التكفيري بوصفه مجرماً خارجاً عن القوانين اللبنانية التي تحظر نشر الأفكار التي تؤدي إلى القتل أو إلى توهين الشعور الوطني أو التي تمس بالوحدة بين اللبنانيين، وهذه العبارات جميعا تنطبق على الفكر التكفيري". وشدد على أن "مواجهة الإرهاب التكفيري تتطلب إغلاق ملفات التوترات الأمنية والمواجهات العسكرية جميعاً بحيث تنصب جهود المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية على ملاحقة هذا الخطر بطريقة إستباقية، لا أن تكون جهود المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية مشتتة هنا وهناك".)... هذا الخطاب هو إعلان حرب دون تعليل ودون براهين ودون مسؤولية أيضاً... فهو يدعو الجيش اللبناني لخوض حربٍ اهليه دون ابناء الوطن اللبناني المعارضين لسياسات حزب الله وارالفضين لها... وغير هذا من المواقف الكثير والتحريض أكثر .. وللدلالة على هذا السلوك والنهج من قبل حزب الله وإعلامه...يستوقفنا هنا تاريخ من التعاطي الإعلامي مع القضية البحرينية... إذ لطالما قام تلفزيون المنار وسائر المحطات التابعة والمرتبطة بهذا الإعلام بنشر اخبار ومعلومات عن ممارسات وحشية تمارس بحق أبناء البحرين، ودائماً ما تساءل هذا الإعلام عن سبب تجاهل المجتمع الدولي المرتبط بالشيطان الأكبر والرجعية العربية والمحور الصهيوني لمعاناة شيعة البحرين وعدم مساعدتهم على التصدي أو على الأقل وقف ما بتعرضون له.. بل واتهم قادة البحرين بالتواصل مع الصهاينة واعداءالأمة للقضاء على ثورة شعب البحرين المظلوم...؟؟؟ ولطالما هاجم حسن نصرالله في كلماته المتلفزة حكومة البحرين وسياساتها معلناً تأييده لثورة الشعب البحريني المظلوم والمحقة... ومؤكداً في الوقت عينه على تأييد النظام السوري في بطشه وفتكه بأبناء الشعب السوري المقهور الذي يثور كذباً والتزاماً بمشروع صهيوني... اميركي.. عربي رجعي.....في معادلة مقلوبة تماماً ومتناقضه مع مفهوم تأييد الشعوب وتطلعاتها وطموحاتها... كما قام حزب الله وعلى مدى اعوام باستقبال وفود بحرينية وتامين لقاءات لها مع بعض القيادات اللبنانية لتعلن دعمها وتأييد مطالبها.. وخاصةً من خلال تجمع العلماء المسلمين الذي يضم رموز شيعية ومشايخ سنة تابعين لحزب الله..؟؟ لإظهار التأييد الواسع لثورة البحرين... ولكن جاء مؤخراً بيان (قناة المنار واذاعة النور) المفاجيء جداً .....حيث ورد تحت عنوان ...(انها تعتذر رسمياً لمملكة البحرين عما بدر منها في تغطيتها لأخبار البحرين.. حيث قدمت المجموعة اللبنانية للإعلام (قناة المنار واذاعة النور ) اعتذارها الرسمي الى هيئة شؤون الاعلام في مملكة البحرين بخصوص تغطيتها لأخبار مملكة البحرين في الفترة السابقة، واكدت في بيانها الذي نشر واعلن في اجتماع الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي التسعين لاتحاد اذاعات الدول العربية بحضور جميع الدول العربية الاعضاء والهيئات الاذاعية والتلفزيونية المشاركة عن اعتذارها لمملكة البحرين (قناة المنار واذاعة النور) عما بدر منها في تغطيتها لأخبار البحرين كما أكدت التزامها مستقبلا باعتماد الموضوعية في تغطيتها لاخبار الدول العربية وما يجري فيها من احداث، واحترامها للمعايير المهنية، كما تضمن بيان اعتذارها على حرصها لإجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الاطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الاشقاء العرب لاسيما مملكة البحرين)......

هذا البيان يعني ان ما كانت تنشره محطة المنار التابعة لحزب الله والمرتبطة بمرجعية ولاية الفقيه في دولة إيران.. من اخبار كان إما مبالغاً فيه، أو أنها كانت تفبرك هذه الأخبار بشكل كامل خاصةً.. وان البيان يتضمن فقرة تقول: (قناة المنار واذاعة النور) تعتذر رسمياً لمملكة البحرين عما بدر منها في تغطيتها لأخبار البحرين.. كما أكدت التزامها مستقبلا باعتماد الموضوعية في تغطيتها لاخبار الدول العربية وما يجري فيها من احداث....

وهذه اللامصداقية التي تم الإعتراف بها علناً في اعتذار رسمي امام المجلس التنفيذي لاتحاد اذاعات الدول العربية، لا يدل على مهنية عالية.. بقدر ما يشير إلى ارتباط أداء هذه المحطات الإعلامية ومسؤوليها الحزبيين بسياسسات دولة إيران ومتابعة مواقفها تأييداً وتهدئةً وتصعيداً عند الضرورة وبحسب الطلب.... وموقف حزب الله الإعلامي هذا إنما يؤكد على رغبة إيران في تغيير سياساتها تجاه الدول العربية والخليجية منها على وجه الخصوص كما يشير إلى التزام حزب الله ومؤسساته بهذا التوجه الذي لم يطال المملكة العربية السعودية بعد...؟؟؟ وهذا يدل على ارتباط حزب الله الكامل بالأجندة الإيرانية وان لا علاقة له بالسياسة اللبنانية الداخلية والمصالح العليا للمواطنين اللبنانيين....؟؟؟

فإذا كان إعلام حزب الله يكذب فهل قادته لا يمارسون هذا السلوك ولا ينهجون هذا الدرب... وكيف نصدق بعد اليم هذا الإعلام الذي طالما حرّض وأثار الغرائز والمشاعر ضد مملكة البحرين وشعبها... ثم يعتذر واعداً بانتهاج الموضوعية...؟؟ وكيف نصدّق قادته حين يطلقون العنان لإتهاماتهم بحق قيادات لبنانية والمعارضة السورية وقوى عربية وإسلامية أخرى... وكيف نستطيع ان نمير بين منطق الكذب وموقف الصدق... وما هي المعايير....

هذا البيان أشار بشكل واضح وصريح إلى اتباع حزب الله وإيران على وجه الخصوص السياسة (المكيافيلية) أو الغاية تبرر الوسيلة.. فالتحريض على الآخر مطلوب وإطلاق الاتهامات ونشر الإشاعات والأكاذيب سياسة متبعة ومبررة ...وما اتهام الآخرين بانتهاج سلوك تكفيري إنما يأتي ضمن سياسة نشر الأكاذيب والأضاليل .. كما تبين معنا هنا ... ورداً على النائب المهدوي الموسوي فإن بيان الإمام الحائري الذي قال في فتواه أن المسألة السورية ليست مسألة دفاع عن المراقد بقدر ما هي مواجهة الكفر كله...؟؟؟؟ من الذي يمثل الكفر كله ومن هم الكفرة، ومن الذي أطلق هذه الأوصاف وقام بتعميمها ونشر هذا المصطلح وأصبح أسيره....؟؟؟  وهذا إنما يكشف زيف شعارات تورط حزب الله في سوريا لحماية المقاومة وتحرير فلسطين ومسار المقاومة والممانعة.... ولكن الفتوى تدل على التورط لأسباب دينية لا سياسية.... وبناءً على هذا فإن الإعلام الكاذب لا يتسبب في حرف الحقائق ونشر الأباطيل والأضاليل وإنما قد يؤدي سلوكه إلى فتنة لا تحمد عقباها...