<حزب الله> يسقط الهدنة ··· والحكومة في مرمى الإستهداف

تاريخ الإضافة الثلاثاء 31 آب 2010 - 7:36 ص    عدد الزيارات 2660    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري يؤكد: جرح بيروت أصاب الجميع ··· واللجنة الوزارية ترفع نقاشاتها إلى مجلس الدفاع الأعلى
<حزب الله> يسقط الهدنة ··· والحكومة في مرمى الإستهداف
بري يقترح إنشاء هيئة إنقاذ وطني ··· ونصر الله وقراقيرة يتعهدان التعويض عن الخسائر
  الرئيس الحريري مترئساً اجتماع اللجنة الوزارية المخصصة لبحث إشكالات برج أبي حيدر (تصوير: جمال الشمعة

اذا كانت الجهود لمعالجة الآثار الميدانية للانفجار المسلح في برج ابي حيدر الثلاثاء الماضي، حققت تقدماً ملموساً، فإن الآثار السياسية آخذة في التفاقم، على خلفية ما بدا انه قرار عند <حزب الله> لاسقاط الهدنة السياسية والاعلامية مع الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي والنيابي، وسط تزايد المخاوف من ان يمتد الاشتباك السياسي الى الحكومة التي وصفها احد نواب <حزب الله> بأن بعض من بداخلها بدأ باطلاق النار عليها.

وعلى الرغم من استمرار الرئيس الحريري بالتزام التهدئة مع فريقه بالكامل، وهو ما انعكس في كلمته في افطار جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية غروب امس، حيث اعتبر ان الدعوة لجعل بيروت منزوعة السلاح ليست موجهة الى طرف بعينه او الى جهة سياسية لحساب جهة اخرى، وان اي تفكير من هذا النوع هو في غير مكانه، ويخالف الوجهة التي اخترناها منذ الساعة الاولى لمقاربة موضوع الاشتباكات الاخيرة في بيروت

. فإن نواب كتلة الوفاء للمقاومة وقيادات مسؤولة اخرى في <حزب الله> ركزت في حملتها على الحكومة ورئيسها لا لسبب سوى الدعوة لجعل بيروت منزوعة السلاح.

وانعكس هذا التطور على اجتماع اللجنة الوزارية الذي كان مخصصاً لتقديم اقتراحات حول منع تفشي ظاهرة التسلح في العاصمة وشوارعها، مما جعل رئيس الحكومة يقترح احالة جدول الاعمال الى المجلس الاعلى للدفاع الذي سيجتمع اليوم برئاسة الرئيس ميشال سليمان، قبل جلسة مجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا.

وبالانتظار فإن هذا الاسبوع سيكون حافلاً ايضاً ضمن محطتين بارزتين:

الاول: عبر ما تردد انه مبادرة يكشف عنها الرئيس نبيه بري في الذكرى الثانية والثلاثين لاختفاء الامام السيد موسى الصدر اليوم، والتي من شأنها ان تراعي هواجس الاطراف وتحد من الاندفاعة المتوترة.

وتوقعت مصادر مطلعة ان يدعو الرئيس بري الى انشاء هيئة انقاذ وطني، تعمل في موازاة هيئة الحوار لمعالجة القضايا الطارئة والوطنية الداهمة.

والثانية: عبر ما سيقدمه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة المقبل، في خطاب لمناسبة يوم القدس، في يوم الجمعة الاخيرة لرمضان التي من الصعب ان يتجاهل فيه ما حصل في برج ابي حيدر، فضلاً عن الاجواء السياسية العامة في البلاد وربما الموقف من المفاوضات المباشرة التي تكون بدأت الخميس في واشنطن والتي أظهر الحزب موقفاً معارضاً لها عبر انتقاده ترحيب رئيس الحكومة بها.

نصر الله وقراقيرة وكان السيد نصر الله أكد مع رئيس جمعية المشاريع الاسلامية الشيخ حسام الدين قراقيرة على بذل كافة الجهود لمساعدة إجراءات التحقيق التي يقوم بها الجيش لمعرفة ما حصل في برج أبي حيدر ومحاسبة الفاعلين، وشددا على أن الحادث فردي وليس ناتجاً عن أي خلفية سياسية أو مذهبية، وعبّرا عن عميق الأسف لما جرى.

وأكد الطرفان، حسب البيان الذي وزعته العلاقات الاعلامية في الحزب، على اتخاذ كافة التدابير لمنع تكرار ما حصل واتفقا على تأليف لجنة مشتركة من الطرفين لمسح الأضرار وتعويض المتضررين فوراً، كما أكد الطرفان على عدم استغلال وتوظيف هذه الحادثة بما يؤدي الى تأجيج الفتنة وزعزعة مسيرة الأمن والاستقرار.

في موازاة ذلك، واصل <حزب الله> هجومه على الرئيس الحريري من دون أن يسميه وعلى الشعار الذي طرحه نواب <المستقبل> بجعل بيروت مدينة منزوعة السلاح، الى حد أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد هزأ من هذا الشعار وقال <إن المطلوب أن تكون بيروت منزوعة الأوهام ونظيفة من المتعاملين والمتآمرين>، معتبراً أن هذا الشعار المقصود منه التحريض وضرب الاستقرار واستفزاز الآخرين.

وانتقد رعد ترحيب الرئيس الحريري بالمفاوضات المباشرة من دون أن يسميه، معتبراً أن أحداً لم يفوّضه بذلك، وقال: <لا أعرف إذا كان شريكاً في مؤامرة التوطين من حيث يدري أو لا يدري<.

وفي الإطار عينه، أكّد مصدر مسؤول في <حزب الله> لـ <اللواء> أن اللقاء الذي حصل بين السيّد نصر الله ورئيس جمعية المشاريع يُشكّل بداية لاقفال ملف الحادث الذي حصل في برج أبي حيدر، مشيراً إلى انه تمّ الاتفاق على عدم السماح لأي طرف أو أي فريق سياسي باستغلال ما جرى، والعمل على اخراجه من البازار السياسي حيث حاول البعض استثماره وتوظيفه في إطار المشروع الرامي لتضييق الخناق على المقاومة وسلاحها.

وأعاد المصدر التأكيد على أن ما جرى لا يخرج عن إطار كونه حادث فردي لا خلفيات سياسية أو مذهبية له، وانه حصل بين فريقين يجمعهما الخندق الواحد، مشدداً على أن الجانبين اتفقا على احتواء ما جرى واتخاذ الإجراءات الآيلة لمنع تكراره او السماح لأي طرف في الدخول على خط تغذية الخلافات والنعرات الطائفية، كاشفاً عن أن اللقاء الذي جمع نصر الله والشيخ قراقيرة سيتابع من خلال الاتصالات المتبادلة والاجتماعات على مستوى المسؤولين في كلا الطرفين.

الحريري وفي موازاة هذا التشنج في المواقف من جانب نواب <حزب الله> عاد الرئيس الحريري من دمشق مرتاحاً لنتائج المحادثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد الى مائدة السحور، حيث أكّد الرئيس السوري خلال اللقاء، حسب وكالة الأنباء السورية (سانا) على ضرورة استمرار نهج التهدئة والحوار لحل المشكلات العالقة وأهمية تعزيز الوفاق الوطني ودعم المقاومة بما يحفظ قوة لبنان ومنعته ويحميه من الاخطار الخارجية التي تُهدّد أمنه واستقراره.

وقالت (سانا) أيضاً أن الأسد والحريري اكدا حرصهما على متابعة ما تمّ انجازه على صعيد التعاون الثنائي ورغبتهما المشتركة في استمرار التشاور والتنسيق بما يخدم مصلحة شعبي البلدين ومصالح العرب جميعاً، إضافة إلى أهمية الحفاظ على وحدة لبنان ووفاق بنيه وأمنه واستقراره ومناعته في مواجهة المشاريع الإسرائيلية.

ولاحظت مصادر مطلعة أن الحريري عكس رغبة الرئيس الأسد في استمرار نهج التهدئة والحوار، في الخطاب الذي ألقاه غروب أمس، خلال رعايته حفل افطار جمعية المقاصد الإسلامية في <البيال>، حيث أكّد أن بيروت يجب الا تكون في منأى عن تطبيق القانون، وعن قدرة الدولة على بسط سلطتها وتوفير متطلبات الامن والسلامة للمواطنين.

وقال: <نحن لا نفترض ان الدعوة الى تطبيق القانون ومعالجة الخلل الامني الناجم عن تفشي انتشار السلاح هي دعوة موجهة الى الطرف بعينه او الى جهة سياسية لحساب جهة اخرى، واي تفكير من هذا النوع هو في غير مكانه ويخالف الوجهة التي اخترناها منذ الساعة الاولى لمقاربة موضوع الاشتباكات الاخيرة في بيروت>.

اضاف: <لقد كان من الطبيعي لحوادث برج ابي حيدر، وما شهدته بعض الاحياء من فلتان مسلح، ان يكون لها ردة فعل، وان تشهد بعض الصراخ (...) وانا اعلم ان الجرح الذي اصاب بيروت ليس على جهة واحدة من الوجه، انما هو واقع ومؤلم على الجهتين، وكان من الواجب ان نتحرك على وجه السرعة في مجلس الوزراء وان نضع الاصبع على الجرح، لنعلن مسؤولية الدولة عن امن الناس ووجوب المبادرة الى اجراءات تمنع تكرار ما حصل>.

وقال: <الامن لا هوية طائفية و مذهبية له، ولا اخال ان اياً منكم يريد امناً ذاتياً في بيروت وغير بيروت، بل نحن نعمل مع كل المخلصين في سبيل امن وطني تتولى فيه السلطات المختصة والمؤسسات العسكرية والامنية مسؤولياتها في رعاية الشأن العام والسلامة العامة>.

اما اللجنة الوزارية المكلفة معالجة ظاهرة تفشي السلاح في بيروت والمناطق اللبنانية، فقد ارتأت خلال الاجتماع الذي رأسه الرئيس الحريري عصر امس، ان الامر يستدعي اجتماعاً للمجلس الاعلى للدفاع، بعدما استعرضت سلسلة من الاقتراحات في هذا الشأن.

واتصل الرئيس الحريري لهذه الغاية برئيس الجمهورية مقترحا عن اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع الذي تقرر عقده عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء لمناقشة الاجراءات ومستلزمات المهمة الدفاعية للجيش الى جانب مهمته في مؤازرة قوى الامن الداخلي لحفظ الامن في الداخل.

واضيف الى هذه البنود خطة تسليح الجيش الذي كان الرئيس سليمان تحدث عنها في الجلسة الأخيرة لطاولة الحوار، وفي إحدى جلسات مجلس الوزراء.

وأشار الحريري في دردشة مع الصحافيين على هامش إجتماع اللجنة إلى <سعي الجميع لتأمين الإستقرار في لبنان> لافتاً إلى أن <ما حصل في برج أبي حيدر يجب أن يأخذ حجمه الطبيعي.

وأكد الحريري أنه شخصياً <لا يريد الفتنة، ولا الحزب يريدها، من المؤسف صدور مثل هذا الكلام عن البعض، وأنا أتمنى على الجميع إجراء مراجعة لكلامهم لأن ما يطفىء نار الفتنة هو عدم الكلام على هذا النحو علينا ان نعطي كل شيء حجمه>.

ورداً على سؤال عن الجولة التي قام بها في منطقة برج أبي حيدر والمزرعة والنويري، لفت الحريري إلى <انها جولة لتفقد ما حصل، وأنا لا أريد الدخول في سجال مع أحد وأرى أن ما حصل كان معيبا، أنا أحاول وأد الفتنة، هل ما حصل كان طبيعيا؟ يجب أن نستوعب الموضوع لأن ما حصل كان خطأ>.

تجار بيروت وبهدف متابعة تداعيات الأحداث الأخيرة التي حصلت في منطقة برج أبي حيدر، عقدت جمعية تجار بيروت إجتماعاً إستثنائياً برئاسة نقولا شماس أمس وأكدت اثر الإجتماع أن الأمن هو عنوان الاقتصاد، وذكّرت بأن الإستقرار السياسي والأمني هو مفتاح الإنتعاش التجاري والنمو الاقتصادي والازدهار الإجتماعي، وناشد المشاركون، الأفرقاء المعنيين تكريس العاصمة التي هي للجميع مدينة مفتوحة بمأمن من فوضى إنتشار السلاح.

وقد توقف المجتمعون عند التداعيات الهدامة التي تولدها حوادث امنية مماثلة على صورة لبنان في الخارج وعلى جاذبيته السياحية وواقعه الاقتصادي الذي هو في طور التعافي.

كما توجه المجتمعون بالطلب من الدولة تحمل مسؤولياتها العسكرية والأمنية وبسط سلطتها وهيبتها حماية للوحدة الوطنية وللنسيج الإجتماعي اللبناني ولأمن المواطنين.

 


 

 


المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,538,414

عدد الزوار: 7,032,479

المتواجدون الآن: 77