«الاستقرار أولاً» عنوان المرحلة في لبنان عربياً و... غربياً....الجديد": الجيش لم يطلق النار على الأهالي بنهر البارد وعدد القتلى ارتفع إلى 4

عدوى التوترات تنتقل إلى نهر البارد، إجراءات حدودية تستبق جلسة 25 حزيران

تاريخ الإضافة الأحد 17 حزيران 2012 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2018    التعليقات 0    القسم محلية

        


عدوى التوترات تنتقل إلى نهر البارد، إجراءات حدودية تستبق جلسة 25 حزيران

 

على رغم الآمال المعقودة على تهدئة سياسية من شأنها ان تحصن الاستقرار الأمني، بدا أمس ان التوترات الامنية المتنقلة بين مناطق الشمال والبقاع الشمالي خصوصا ستشكل بندا ساخنا دائما في جلسات الحوار في بعبدا، علما أن الجلسة الثانية المقررة في 25 حزيران ستفتح ملف السلاح بكل تشعباته.
وللمرة الاولى منذ اهتزاز الوضع الامني في الشمال على خلفية انعكاس الازمة السورية على المناطق المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية، انتقلت عدوى التوترات امس الى مخيم نهر البارد حيث حصل تدهور مفاجئ عقب توقيف حاجز الجيش عند المدخل الشمالي للمخيم عصرا ثلاثة شبان فلسطينيين من سكان المخيم لا يحملون أوراقا ثبوتية. وأشعل هذا التدبير غضب سكان المخيم الذين هاجموا الحاحز بضراوة وحاصروه وعمدوا الى رشق أفراده بالحجارة وأقدموا على اشعال اطارات ووضع عوائق، كما اعتدت مجموعات بالضرب على عناصر عسكرية. وإذ اضطر الحاجز الى اطلاق النار في الهواء لتفريق المهاجمين، أفيد عن سقوط قتيل فلسطيني وسبعة جرحى بينهم عسكريان. وساد توتر شديد المنطقة حتى ساعات الليل بعد اقدام تجمعات فلسطينية على قطع طريق البداوي، فيما استقدم الجيش تعزيزات اضافية لتدعيم حواجزه ومواقعه داخل المخيم وعلى الطرق الرئيسية في المنطقة.
بيد أن أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغت "النهار" امس ان الرئيس سليمان يعمل في الفترة التي تفصل عن الجلسة المقبلة للحوار على تنفيذ ما اتفق عليه في جلسة 11 حزيران ولا سيما من حيث أمن الحدود مع سوريا وضبطها، علما أن الجيش ثبت نقاطا دائمة له في اليومين الاخيرين عند بعض المعابر على طول المنطقة الجردية الحدودية التابعة لبلدة عرسال وخصوصا في محلتي حليمة وخربة داود. وقالت: "اذا كنا توجهنا الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة لابلاغهما ما اتفقنا عليه فالاحرى بنا ان ننفذ هذا الاتفاق".
وتأتي ايضاحات هذه الاوساط بعد اللقاءات التي باشرها الرئيس سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.
واسترعى الانتباه امس كلام للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله تناول فيه موضوع صواريخ الحزب. ومن المتوقع ان يلقي نصر الله كلمة قبل ظهر الثلثاء المقبل في احتفال يقام في "مركز رسالات" بالغبيري تحت عنوان "فلسطين صحوة الأمم".
ونقلت قناة "العالم" الايرانية امس عن نصر الله تحذيره في مقابلة مع قناة تلفزيونية ايرانية اخرى من "محاولات الولايات المتحدة وعملائها للالتفاف على الثورات والصحوات الاسلامية في المنطقة". وأكد أنه "لا يمكن مقارنة القدرات العسكرية لحزب الله بالفترة السابقة". وأضاف "إن صواريخ المقاومة باتت قادرة على الوصول الى جميع الاهداف الحيوية داخل اسرائيل"، مشيرا الى "اعتراف الكيان الاسرائيلي بقدرات حزب الله الصاروخية الرادعة". واعتبر نصر الله ان "الكيان الاسرائيلي أصبح أوهن من أي وقت مضى". وأن "تهديداته بضرب ايران هي مجرد حرب نفسية ومحاولة لابتزاز المجتمع الدولي".
في غضون ذلك، أبدى الرئيس امين الجميل في حديث الى قناة "المنار" استعداده للقاء السيد نصر الله، لكنه قال ان "اللقاء يجب الا يكون للصورة ومفعوله يجب الا يكون عكسياً، فعندما تكون الظروف مؤاتية ونخرج بنتيجة فعلية وكل ما يعزز سيادة لبنان لن نتأخر ابداً عن فعله".
وفي اطار التحركات المتصلة بموضوع الحوار، علم ان اللقاء الذي جمع امس رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير وائل ابو فاعور في عين التينة افضى الى توافق بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على العمل على انجاح الجلسة المقبلة للحوار وفق جدول الأعمال الذي طرحه رئيس الجمهورية.
وأبلغ بري "النهار" من جهة اخرى، انه كان يعتزم الدعوة الى عقد جلسة نيابية عامة آخر الشهر الجاري، لكن سفر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس الى البرازيل والانشغال بجلسة الحوار في 25 حزيران تسببا بارجاء الجلسة، وأوضح ان الجلسة ستعقد في الاسبوع الأول من تموز المقبل.

 

سليمان وأهالي المخطوفين

على صعيد آخر، حصلت "النهار" على محضر لقاء الرئيس سليمان ووفد أهالي المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا. ونقل الوفد عن رئيس الجمهورية ان دخول هذه القضية البازار السياسي انعكس سلباً على سير المفاوضات التي تشارك فيها قطر والكويت والسعودية وتركيا وغيرها، لكنه ابدى ارتياحه الى التطمينات التي تلقاها من مسؤولين عرب واتراك الى سلامة المخطوفين والمساعي للافراج عنهم. كما اكد ان تركيا تعهدت مواصلة جهودها لاطلاقهم، لكنها سجلت ملاحظة على تدخل أطراف كثر في القضية الأمر الذي لا يساعد إيجاباً.

 

 


 
عكار - ميشال حلاق

قتيل و7 جرحى بينهم عسكريان حصيلة اشتباك في البارد

 

توتر الوضع الامني في مخيم نهر البارد بشكل دراماتيكي مساء أمس بعدما اوقف حاجز للجيش عند المدخل الشمالي للمخيم ثلاثة شبان فلسطينيين من ابناء المخيم عرف منهم  محمد م. كانوا جميعا على دراجات نارية لا تحمل اوراقا ثبوتية.
وأثار التوقيف حفيظة الاهالي  الذين بادروا الى التجمع متجهين نحو الحاجز، ورشقوه بالحجارة، مما اضطر عناصر الجيش الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم. لكن الامور تفاقمت مع اصرار الاهالي على اطلاق الموقوفين محاولين الاقتراب من الحاجز واشعال الاطارات ووضع العوائق، حيث افيد عن عراك بالايدي وتضارب  ورشق بالحجارة رفعت منسوب التوتر، وأرغمت عناصر الجيش على اطلاق النار في الهواء في محاولة منها لابعاد الاهالي عن الحاجز.
وذكر وفق معلومات اولية سقوط قتيل هو احمد قاسم (17 عاماً) وإصابة ناصر راشد (19 عاماً) بجروح بالغة، فضلاً عن 6 جرحى بينهم عسكريان نقلا الى احد مستشفيات عكار، في حين نقل الجرحى الفلسطينيون الى "مستشفى الخير" في المنية، ونقلت جثة القتيل الى "المستشفى الاسلامي" في طرابلس.
وجرت اتصالات على مستويات عليا  في محاولة لوضع حدّ للتوتر واعادة الهدوء الى المخيم ومعالجة الامور، فيما استقدم الجيش تعزيزات مدعماً بها حواجزه ومواقعه داخل المخيم، واقام حواجز على الطريق الرئيسية خارج المخيم في العبدة والمحمرة.
وقرابة التاسعة ليلاً، كانت التظاهرات الاحتجاجية لا تزال قائمة في شوارع المخيم الداخلية، وعقد ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيم نهر البارد اجتماعات وظلوا على تواصل مع قياداتهم في بيروت لاطلاعها على المستجدات والبحث في طرق المعالجات.

 

الجديد": الجيش لم يطلق النار على الأهالي بنهر البارد وعدد القتلى ارتفع إلى 4

نقلت قناة "الجديد" عن مصدر أمني إشارته إلى أنّ "الجيش لم يطلق النار في مخيم نهر البارد إلاّ في الهواء، ولم يوجّه نيرانه باتجاه الأهالي أبداً".
وذكرت القناة أن الجيش يتّهم مندسّين بإطلاق النار على الأهالي الذين تجمّعوا عند مدخل المخيم احتجاجًا على توقيف الجيش لأحد الأشخاص، مشيرةً إلى أن عدد القتلى بلغ أربعة أشخاص بعد أن كانت حصيلة أولية تفيد بمقتل شخص واحد.

 

 
عباس الصباغ

"النهار" تنشر محضر لقاء أهالي الـ 11 في سوريا مع سليمان

"الجيش الحر" لم يخطفهم ودول عربية تتابع جهودها لإطلاقهم

 

لم يسمع اهالي المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ما يرفع منسوب التفاؤل بقرب النهاية السعيدة لمعاناتهم المستمرة منذ اربعة أسابيع رغم، انه أبلغهم استمرار الاتصالات بدول عدة للتوصل الى الخاتمة السعيدة.
"النهار" حصلت على محضر اللقاء بين الرئيس سليمان وأهالي المخطوفين في حضور النائبين غازي زعيتر وعلي عمار، والذي استمر زهاء نصف ساعة، استهله رئيس الجمهورية بطمأنتهم الى استمرار المساعي لاطلاق اقربائهم وان اطرافاً عرباً واقليميين يشاركون في هذه المساعي وبحسب الاهالي قال سليمان: " اذا سألتم عن سبب تأخر اطلاق المخطوفين، فأؤكد لكم ان دخول المسألة البازار السياسي انعكس سلباً على سير المفاوضات التي تشارك فيها قطر، والكويت، والسعودية، وتركيا وغيرها، "مبدياً ارتياحه الى التطمينات التي تلقاها من مسؤولين عرب واتراك الى سلامتهم والمساعي للافراج عنهم".
ثم اثنى زعيتر على جهود سليمان وقال: "ان الاتصالات التي تقومون بها تترك ارتياحاً عند الجميع، وخصوصاً أهالي المخطوفين". بدوره وصف عمار رئيس الجمهورية بـ"الأب لكل اللبنانيين والرمز الكبير لهذا الوطن، واننا نشعر بالارتياح الى التطمينات التي نسمعها منكم".
لم يكن مقرّراً ان يتحدث اهالي المخطوفين بعد زعيتر وعمار، لكن بعض الحضور لم يقتنع بما سمعه، فسأل عن سبب تأخر المسؤولين في الدولة في متابعة قضية المخطوفين، وتوجه الى سليمان: "فخامة الرئيس، لم نسمع منكم تعليقاً على عملية الخطف"، وبحسب مصادر المشاركين في اللقاء، رد سليمان: "انا اتابع الأمر منذ اليوم الاول ونعمل على التوصل الى نهاية سعيدة".

 

"الجيش الحر لم يخطف الزوار"

أهالي المخطوفين لم يرقهم "نفي الاتراك (والذي نقله سليمان) مسؤولية "الجيش السوري الحر" عن عملية الخطف، ووصفه الخاطفين بعصابة مسلحة، ووقف احد اقرباء الـ11 متوجهاً الى رئيس الجمهورية: "فخامة الرئيس، هل يعقل ان يقام مركز عسكري في منطقة يسيطر عليها جيش او حزب بشكل كامل ولا يعرف هذا الطرف ان ثكنة عسكرية اقيمت في المكان؟ نقول ذلك لان عملية الخطف حصلت على بعد 700 متر من الحدود التركية مع سوريا والمنطقة يسيطر عليها "الجيش السوري الحر"، وبالتالي هو مسؤول عن عملية الخطف" فذّكر سليمان بحديث رئيس "المجلس الوطني السوري" عبد الباسط سيدا اول من امس مع الزميل مرسال غانم في برنامج "كلام الناس"، واستنكاره عملية الخطف ومواصلة الجهود لاطلاق المحتجزين.
وكان الاهالي سجلوا عتباً على اركان الدولة مذكرين بطريقة التعامل مع قضية الاستونيين الـ7 الذين خطفوا في البقاع العام الفائت ثم قال سليمان ان "اي مخطوف لبناني هو محط اهتمامه ومتابعته الشخصية من اجل تحريره واعادته الى أهله ووطنه.
وبحسب الاهالي، ان سليمان نقل اليهم "استغرابه لاشادة امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بـ"حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصر الله، فيما كان يتحدث بشراسة عن الرئيس السوري بشار الاسد، خلال اللقاء الذي جمعهما في الدوحة، ولمس خلاله اهتماماً قطرياً بقضية المخطوفين".

 

"غول مستاء من التدخلات"

وتابعت أوساط الاهالي لـ"النهار" ان رئيس الجمهورية كشف امامهم عن اتصال بالرئيس التركي عبدالله غول ابلغه فيه الاخير مواصلة الجهود لاطلاق المخطوفين اللبنانيين، لأن تركيا اضحت معنية بالأمر، "لكن الأخير سجل ملاحظة على تدخل اطراف كثر في القضية، الأمر الذي لا يساعد ايجاباً في بلوغ نهاية سعيدة".
وختاماً اثنى سليمان على طريقة تعامل الاهالي مع قضية خطف اقربائهم في الاسابيع الفائتة، متمنياً الاستمرار في التعاطي الهادىء والمسؤول ومشيداً بصبرهم "لما في ذلك من انعكاس ايجابي على مسار المفاوضات المتواصلة لانهاء هذه المعاناة". وأكد تكثيف الاتصالات و"انشاء الله بيرجعوا بخير"، نافياً التسريبات عن المطالبة بفدية لقاء اطلاق الزوار اللبنانيين الـ11". عندها رد الاهالي "شكراً فخامة الرئيس على جهودكم".
ومن جهة أخرى، أفاد أهالي المخطوفين "النهار" أنهم سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

 

الجيش أقام حواجز على الحدود في عرسال والأهالي لاقوه بلافتات مؤيّدة ودعم لخطواته

 

بعلبك – "النهار"
حدث جديد بارز على مستوى الازمة الحدودية في عرسال طرأ من لبنان هذه المرة في اليومين الماضيين، وتمثل باحداث نقاط ثابتة للجيش عند بعض معابر التهريب على طول المنطقة الجردية الحدودية التابعة عقاريا لبلدة عرسال والمتاخمة للحدود السورية، خصوصا في محلتي حليمة وخربة داود، في محاولة لاستعادة زمام الامور والحد من الحوادث الامنية التي تتعرض لها هذه المنطقة ووقف التهريب ومنع الخروق الحدودية من الجانب السوري بعد الحوادث الامنية العديدة هنالك منذ بداية الحوادث في سوريا، والتي ازدادت خلال الشهر الفائت وبداية الشهر الحالي.
وانتشار الجيش كان موضع ترحيب من اهالي البلدة الذين انتظروه منذ مدة. واختصر العرساليون ما حدث في مشهد واحد هو رفع لافتات مؤيدة لملاقاة الجيش في شوارع البلدة، معتبرين ان للجيش ثلاث مهمات أساسية هي الدفاع عن الحدود وبسط سلطة الدولة ورفع المعاناة عنهم نتيجة تعديات الجيش السوري، وخصوصا خلال هذه الفترة، لان مصدر الرزق الوحيد للبعض من الاهالي هو المنطقة الجردية من خلال وجود بساتينهم المزروعة بالكرز والمشمش والاجاص. ورحب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بهذه الخطوة مؤكدا "ان اهالي البلدة يضعون كل ممتلكاتهم بتصرف الجيش ومع التسهيلات اللازمة خصوصا عند المناطق الحدودية، لعلها تحد مما يتعرض له الاهالي من خطر نتيجة الخروق السورية المتكررة وتوقيف المزارعين.

 

 
ريتا صفير

واتكنز لـ"النهار": جاهزون للمساعدة في ترسيم الحدود مع سوريا ومطمئنون إلى أداء الجيش والحوار لاستيعاب أي توسع للعنف

 

تعترف الامم المتحدة بحصول توغلات وحوادث خروق للحدود اللبنانية لكن هذا الاعتراف يستتبعه اقرار بغياب المعلومات الموضوعية الرسمية مما يجعل تحديد عدد التجاوزات واماكن حصولها صعبا.
بهذه الخلاصة وغيرها عاد نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة ومنسق انشطة المنظمة الدولية روبرت واتكنز من جولته البقاعية امس والتي رمت كما يقول الى الاستكشاف عن قرب لحقيقة ما يقال في شأن مشكلات الحدود، والاطلاع على اوضاع السوريين والعائلات التي تستضيفهم.
ويبدو المسؤول الاممي الذي اضيفت الى مهماته المتعددة، مهمة "المنسق الانساني" مرتاحا الى تطورين: الاول يتمثل في نقل فرق من الجيش اللبناني من الجنوب الى المناطق الحدودية، والآخر آليات المفاوضة التي باتت متبعة محليا بين الجيشين اللبناني والسوري لدى نشوب حوادث، وقد "اثمرت" اقله في حالتين. الا ان هذا الواقع لا يلغي القلق الاممي الذي يبديه واتكنز من امكان خروج الامور عن السيطرة ولا سيما اذا تفاقم الوضع في سوريا. قلق يتواكب مع دعوات متكررة الى ترسيم الحدود وتجديد جهوز المنظمة الدولية للمساهمة في هذه العملية. والى حين اتمام الترسيم وامور اخرى متعددة، يشدد على مواصلة "النأي بالنفس"والحوار لاستيعاب اي توسع محتمل للعنف.
* إلامَ افضت جولتك في البقاع وعرسال؟
- سعيت الى الاطلاع على ثلاثة امور هي الحوادث التي تحصل على الحدود والتقارير التي تحدثت عن توغلات للجيش السوري واعمال الخطف واطلاق النار. هذه الامور تكررت اكثر على ما يبدو في الشهرين الماضيين، واردت استكشاف حقيقة ما يقال في شأن مشكلات الحدود عن قرب، والاطلاع على اوضاع السوريين الذين لجأوا الى عرسال ومناطق اخرى في البقاع، وطريقة استقبال العائلات اللبنانية لهم ولا سيما بعد مرور اكثر من عام على هذه الاستضافة وتبيان تداعيات هذا الواقع على العائلات المضيفة.
* ماذا استنتجت؟
- الكل يعترف بحصول حوادث (في مسألة الحدود). من الصعب تقويم ما اذا كان ما يحصل يمثل تجاوزا للحدود اللبنانية. حصل اطلاق نار وخطف على جانبي الحدود، وسقط قتلى. لكل فريق تفسير لذلك وخلفياته وجهة مسؤولة. ما يهمنا، وهذا ما قلناه مرارا في التقارير عن تطبيق الـ1701 هو ان يرسم لبنان حدوده. نفهم ان تنفيذ عمل مماثل يبدو غير محتمل بقوة في ظل النزاع القائم في سوريا، لكن هذه المسائل تظهر اهمية حصول الترسيم عندما يبدو الامر متاحا. قلنا في مناسبات عدة اننا مستعدون للمساعدة في هذه العملية ونأمل في حصولها في اقرب وقت.
* احصت قوى 14 آذار 21 توغلا في الاشهر الماضية.
- قرأنا عنها لكن لم نحصل على تقرير مفصل بها.
* هل يمكن ان تعدد العوائق التي تحول دون اتخاذ الامم المتحدة موقفا واضحا في هذا الشأن؟
- العائق الاساس يتمثل في غياب المعلومات الموضوعية من الحكومة. عمليا، نعترف بحصول أعمال توغل وتجاوز للحدود، ولكن من الصعب تحديد عددها واماكن حصولها. اعترفت السلطات اللبنانية بالتوغلات علنا وبالخروق. وثمة امر بدا مطمئنا، هو ما سمعناه من الجيش عن وجود آليات بينه وبين الجيش السوري تتم عبرها المفاوضة حول الاختفاءات واعادة بعض الاشخاص. وسجلت حالتان على الاقل في هذا المجال.
* حمّلت المعارضة الحكومة مسؤولية عدم اتخاذ اي خطوات في هذا المجال؟
- يصعب علينا القول ما اذا كانت الحكومة اللبنانية تفتقر الى الخطوات المناسبة. يمكن القول انها تحركت عبر نقل فرق من الجيش اللبناني من الجنوب الى المناطق الحدودية. وتبلغت بأن الجيش يشعر بأن لديه عناصر كافية في المواقع لاتمام عمله.
* تنشر تقارير محلية ودولية عن وجود مجموعات مسلحة في وادي خالد وعرسال.
- لم اشهد على اي مجموعة مسلحة. عرسال بلدة كبيرة ولا يمكن ان ادعي معرفة كل ما يحصل.
زرت وادي خالد، هل تتجه الى ان تتحول قاعدة للمسلحين في اتجاه سوريا؟
- الكل يريد ان يتفادى ذلك وتقوم السلطات اللبنانية بما يمكن للـتأكد من ان ذلك لن يحصل. تبدو سياسة النأي بالنفس هي الأكثر ملاءمة للبنان.
* طالبت بقرارات تعطي الهيئة العليا للاغاثة سلطة العمل على امتداد الاراضي اللبنانية؟
- الهيئة غير حاضرة في البقاع. مع تعزيز الحضور العسكري على الحدود، نرى انه من المهم تعزيز ايضا الحضور المدني الحكومي. متفائلون بأن ذلك سيحصل.
* لمحت الى جمعيات مجهولة تعمل في البقاع؟
- نسمع بأسماء جديدة. شجعنا الحكومة على تعزيز حضورها هناك، فنتأكد ان الكل يعمل في سبيل الهدف نفسه وهو مساعدة السوريين.
* حذرت "اللاجئين الدولية" من زعزعة ازمة النازحين استقرار لبنان والاردن.
- اتت سياسة النأي بالنفس بمفاعيلها حتى الآن. قد تبدو صعبة عملية المحافظة عليها اذا تدهورت الاوضاع في سوريا، وشهدنا تداعيات امتدادها في طرابلس. الكل يسعى الى الحد من هذا الامتداد. وتحقق نجاح محدد في بيروت وطرابلس، لكن الامور قد تخرج عن السيطرة في اي وقت. نقوم بما في وسعنا، ويمثل الحوار الوطني جزءا من المساعدة لاستيعاب امكان توسع العنف في لبنان.
* عدت للتو من المؤتمر الانساني عن سوريا الذي عقد في جنيف. ما تقويمك لتوقيع دمشق الاتفاق الاممي في شأن المساعدات الانسانية؟
- انها خطوة ايجابية ونتطلع الى تطبيقها. ازداد توزيع المواد الغذائية بمعدل الضعف بين ايار وحزيران، كان المستفيدون 250 الف شخص واصبحوا 500 الف. وتلقينا التزامات من الحكومة السورية لنيتها تسهيل اصدار التأشيرات للفرق الاممية والدعم اللوجستي. من المبكر تقويم العملية اليوم، لكنني اخشى ومع تزايد العنف ان يبدو الوصول الى اماكن كثيرة صعبا نتيجة للاخطار”.

 

السنيورة: لن نشارك في حوار لإضاعة الوقت وكأن الحكومة لا تريد إعداد موازنة

 

صيدا - "النهار"
قال رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة "اننا لا نريد المشاركة في عملية حوار تؤدي الى مزيد من ضياع الوقت وضياع الجهد وعدم التوصل الى اي نتيجة او الانحراف بالحوار الى مواضيع هامشية ولا علاقة لها بالحوار".
واضاف: "حتى نعطي الحوار صدقية يجب ان نبادر فورا إلى تنفيذ ما اتفقنا عليه والا يكون الحوار ملهاة ومضيعة للوقت... ذهبنا الى طاولة الحوار وقلوبنا عامرة بالرغبة في التوصل الى توافق على مواضيع محددة ولا سيما موضوع السلاح الذي لم يجر التوصل الى اتفاق في شأنه"، آملا في بحث هذا الموضوع في الجلسة المحددة في 25 من الشهر الجاري وان يأتي الحوار بتغيير هذه الحكومة بأخرى حيادية تستطيع ان تواكب نتائجه وتعمل على تنفيذها".
وأكد السنيورة ان "تيار المستقبل" يعارض ما يسمى بانشاء منطقة عازلة عند الحدود اللبنانية السورية. وهذا الامر لا نريد ان يصار الى استعماله للمزايدة. نحن لا نرى مصلحة للبنان في انشاء منطقة عازلة في لبنان، ونحن ضد تهريب السلاح او المسلحين من لبنان الى سوريا بالقدر الذي نعارض تهريب السلاح والمسلحين من سوريا الى لبنان او من اي مكان آخر".
مواقف السنيورة وردت خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الهلالية - صيدا وجاء فيه أن "هناك من يسعى الى حرف الأمور عما يجري في سوريا الى شمال لبنان، وتصوير أن منطقة الشمال تعج بالارهابيين والمتشددين من اطراف معينين من اجل تسليط الضوء على هذا الأمر، وتصوير ان الامر جاهز من اجل اشتعاله ومن ثم نقله الى مناطق أخرى في لبنان". وقال: "نحن حرصاء على عدم التدخل في شؤون سوريا، ولكن لا نستطيع أن نكون غير معنيين او غير مبالين لما يجري في سوريا، والاجراءات التي يعتمدها النظام والعنف الذي يلجأ اليه ويستمر ويتصاعد بين يوم وآخر. هذا الأمر يجب أن نوازنه في شكل دقيق بأننا لا نلجأ الى استعمال العنف أو استدراج العنف او السماح باستعمال العنف".
وعن اقرار مجلس الوزراء سلفة الـ11 ألف مليار ليرة لوزارة المال قال السنيورة: "كأن الحكومة تقول للمواطنين انها لا تريد اعداد موازنة، بعدما فشلت في اعداد موازنتي العامين 2011 و2012".
وكان استقبل قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد طارق عبد الله وبحث معه الوضع الامني في المدينة.

 

 
منال شعيا

هل "كهرب" المياومون الخطوط بين "التكتل" والحلفاء؟

باسيل لـ"النهار": الأكثرية إما أن تلتزم وإما أن تشجّع الفلتان

 

"كهرب" تثبيت مياومي الكهرباء خطوط التواصل بين "تكتل التغيير والاصلاح" والحلفاء والمعارضة معا. فهل ثمة ما هو ابعد من انسحاب نواب التكتل من جلسة اللجان النيابية المشتركة اول من امس؟ وماذا عن القراءة السياسية لهذه المسألة، ولا سيما لجهة موقف حلفاء التكتل الذين "صمدوا" داخل الجلسة، فغرّد نواب التكتل وحدهم خارج السرب؟
في السياسة، يقول الوزير جبران باسيل لـ"النهار" ان لهذه المسألة وجهين. "الاول يتعلق بالاكثرية الحاكمة، فهي التي واجهت موضوع الكهرباء عبر القوانين ودرستها ايضا في مجلس الوزراء، وعلى هذه الاكثرية الحريصة على الاستقرار المعيشي والوظيفي ان تلتزم المصلحة العامة، واما انها تشجع على حالات من التفلّت والتسيّب، فتكون تسمح لظاهرة توقيف المرافق العامة وتهديدها للمطالبة بما هو غير حق. هذا التصرّف يعلّم الناس الحرام، ولا يجوز ان يكون سائدا في دولة القوانين".
اما في الشق الثاني، فيأسف باسيل لانه "حين تأتي اللحظة لبناء الدولة والمؤسسات، نصبح وحيدين، فلا نعود نفهم معنى التفاهمات والتحالفات. لذلك، ثمة تساؤلات عن معنى قيام الدولة الوحيدة القادرة، ولا سيما انه حين أرسينا هذه التحالفات، كانت لمصلحة البلد كلّه. ان ما حصل يشجع كل من يقطع الطريق او يطلق الرصاص على الجيش او يهرّب السلاح، على ان يكون هو الاقوى".

 

تحرّك بين اللجان

على مقلب النواب. كيف سيكون التحرّك بين اللجان والكتل؟ وفق هؤلاء: "تحركنا سيبقى كما في الماضي". بالنسبة اليهم ما حدث بالامس لن يغيّر سلوكهم او بالاحرى لن يفرض سلوكا مغايرا، وخصوصا تجاه الحلفاء.
ويعلّق امين سر التكتل النائب ابرهيم كنعان: "سنعمل كما في السابق، وطريقة تعاطينا تتحدد وفق اقتناعاتنا وتحت سقف النظام الداخلي لمجلس النواب والقوانين التي تحدد عمل اللجان".
منذ اللحظة الاولى لجلسة اللجان المشتركة، شعر نواب التكتل بان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لن يسمح بالسير بجدول اعمال الجلسة وترك اقتراح قانون تثبيت مياومي الكهرباء جانبا، بعدما سجلوا اعتراضهم لعدم الاطلاع عليه، فأدركوا ان الانسحاب هو الوسيلة الوحيدة لايصال الرسالة. فتشاوروا وغادروا القاعة.
يشرح كنعان: "نحن سنبقى منفتحين على كل الكتل واللجان، لاننا نهدف الى ايصال القوانين الاصلاحية. هذا ما نعرفه عن عمل اللجان، وهذا ما سنستمر فيه، لكن عندما تدخل السياسة، عمل اللجان لا يعود منتجا، والاهم ان التشريع لا يكون تحت الضغطW   او بسبب احتجاج".
في المحصلة، يدافع نواب التكتل عن تحركهم بالقول أنه ليس بسبب قضية الكهرباء التي دفعتهم الى الانسحاب، بل لعدم تكريس سابقة وتحويلها عرفا في عدم احترام الاصول والنظام الداخلي للمجلس.
هنا يتوقف كنعان عند موقف رئيس اللجنة الفرعية التي كانت مكلفة درس اقتراح قانون تثبيت مياومي الكهرباء النائب محمد قباني حين منع كنعان من حضور جلسة اللجنة، بحجة انها لجنة فرعية وليست لجنة نيابية دائمة، فكان ان وجه كنعان رسالة اعتراض الى رئاسة مجلس النواب، متمسكا بالمادة 33 من النظام الداخلي للمجلس التي تتحدث عن حق كل نائب في حضور الجلسات، وان لا نص خاصا للجان الفرعية بعدم الحضور. وثمة ملاحظات عند نواب التكتل. اولا على طريقة تأليف اللجنة الفرعية، من دون توافق ولا انتخاب، وثانيا على عدم تمكن النواب من حضور الجلسات، وثالثا على وضع اقتراح قانون بصيغة جديدة وتوزيعه في اليوم نفسه من جلسة اللجان النيابية المشتركة. كل هذه الملاحظات دفعتهم الى الانسحاب.
في القراءة السياسية، يرى كنعان ان "الانسحاب يسجل اعتراضا حقيقيا لهذه التجاوزات ولعدم القبول بأن يتخطى التشريع الاصول وسقف القانون، والاهم اننا أوقفنا سابقة في محاولة تفسير المادة 33 من النظام الداخلي للمجلس. ما حصل بالامس تعارض مع مبدأ الدولة والادارة السليمة، فليس كل من احرق إطارا نال حقوقه. ثم على الفريق المسيحي الذي ينادي بالتوازن في الدولة، ان يبرّر اليوم كيف احترم هذا التوازن في ظل عدم احترام الحد الادنى من شروط الوظيفة".
في اللعبة السياسية، خسر التكتل الحلفاء، اولا الذين لم "يعملوا له حسابا"، فهل ما حصل سيؤثر على الصورة السياسية؟ وهل سيأتي الرد المقبل من داخل مجلس النواب؟ لا يبقى سوى انتظار انعقاد الهيئة العامة لمعرفة مصير اقتراح القانون، فهل "سيثأر" نواب التكتل؟!

 

 

الداخلية: لم يعد للاتصالات دور في تزويد الأجهزة "الداتا"

 

أصدرت وزارة الداخلية والبلديات بيانا امس جاء فيه: "تناول بعض وسائل الاعلام موضوع تسليم حركة الاتصالات الهاتفية، وذكرت انه رغم قرار الهيئة المستقلة الناظرة في قانونية اعتراض المخابرات الهاتفية المتعلقة بتسليم، او تزويد الاجهزة الامنية حركة الاتصالات الهاتفية، لا تزال وزارة الاتصالات تمتنع عن تنفيذ هذا القرار.
يهم وزارة الداخلية التوضيح انه بنتيجة الاجتماع الاخير بين وزيري الداخلية والبلديات والعدل واجتماع الهيئة القضائية المستقلة، تم اتخاذ قرار بتزويد الاجهزة الامنية حركة الاتصالات، وذلك بعد موافقة الهيئة القضائية المستقلة المنوط بها النظر في قانونية اعتراض المخابرات الهاتفية، ولم يعد لوزارة الاتصالات علاقة في هذا الشأن لأن دورها ثانوي، وصاحب الصلاحية في هذا الموضوع هو الهيئة القضائية المستقلة المذكورة".

 

 

«الاستقرار أولاً» عنوان المرحلة في لبنان عربياً و... غربياً
بيروت ـ «الراي»
... الاستقرار اولاً. عنوان المرحلة في لبنان الذي تلاقت الرغبة العربية والغربية على وجوب ان يحافظ على «الستاتيكو» الذي يحكم الوضع فيه وان يبقى بمنأى عن «العاصفة» السورية التي انتقلت الى المستوى الاكثر خطورة منذ هبوب «رياح الثورة» قبل 15 شهراً.
واذا كانت الرسالة «النادرة» التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل اسابيع الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان شكّلت «المحرّك» الفعلي لطاولة الحوار التي عادت «الى الحياة» وإن «بلا برَكة» مرتقبة على صعيد معالجة موضوع سلاح «حزب الله»، فان ديبلوماسية الهاتف التي اعتمدتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باتصالها بكلّ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء السابق زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري جاءت بمثابة «مبارَكة» وإن بمفعول رجعي لخيار الحوار وتثبيتٍ للأهمية التي تعلّقها واشنطن والمجتمع الدولي على استمرار الاستقرار في لبنان ومنع استدراج «كرة النار» السورية اليه.
واستوقف الدوائر المراقبة في بيروت حرْص وزيرة الخارجية الاميركية على الاتصال بكل من ميقاتي والحريري (الاخير كشف عن تلقيه الاتصال بعدما ابلغ ميقاتي مجلس الوزراء ان كلينتون اتصلت به) في توقيت بالغ الأهمية في مسار الأزمة السورية التي يبدو انها تقف على منعطف حاسم عبّرت عنه المعطيات الآتية:
* اعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المحادثات جارية مع روسيا للاعداد لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد. ورغم نفي موسكو مشاركتها في اي محادثات مع الغرب حول تغييرات سياسية في سورية تتضمن رحيل الاسد، فان دوائر ديبلوماسية عدة ترى ان التفاوض الاميركي - الروسي حول الازمة السورية انتقل الى مرحلة البحث عن حلول تراعي المصالح الروسية وتحقق غاية المجتمع الدولي بمنع تحوُّل سورية بؤرة تطرف وساحة مشتعلة، وذلك انطلاقاً من رفض روسي كامل لـ «أفغنة» الوضع في سورية.
* ما ذكرته تقارير صحافية في بيروت من ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بموسكو، تبلغ أن الديبلوماسية الروسية بدأت محادثات جدّية مع واشنطن لوضع إطار حلّ للأزمة السورية، من ضمن سلة عناوين مطروحة للتفاوض الروسي - الأميركي تبدأ بالمصلحة الاستراتيجية الروسية على البحر المتوسط وتمر بوضع جمهوريات القوقاز ولا تنتهي عند الدرع الصاروخي.
وحسب هذه التقارير، فَهِمَ جنبلاط من الديبلوماسي الروسي أن «معاهدة دايتون» التي أنهت النزاع المسلّح في البوسنة والهرسك عام 1995 سيتم اعتمادها أساساً للحل، من دون تحديد أفق زمني.
وانطلاقاً من هذا الحِراك المتصل بالأزمة السورية، ترى اوساط سياسية «محايدة» عبر «الراي» ان واشنطن من خلال كلينتون، أرادت مخاطبة الحكومة اللبنانية عبر ميقاتي للتشديد على أهمية مضيها في مزيد من الخطوات التي تحصن الاستقرار الداخلي الذي يُعتبر اولوية اميركية مطلقة، والتوجّه الى المعارضة عبر الحريري، الموجود في السعودية، لوضعه في الصورة الحقيقية لتطورات الملف السوري الذي شكّل العنوان الابرز للاتصال الهاتفي الى جانب الاوضاع الاقليمية.
وحسب هذه الاوساط، فان واشنطن حرصت على ان تكون «14 آذار» محيطة بما تشهده الكواليس الديبلوماسية الدولية، وإن بالخطوط العريضة، تفادياً لأي «دعسات ناقصة» او حسابات خاطئة ربما تكون لدى «14 آذار» وقد تجعلها «تحرق المراحل» وتقفز الى خيارات في «التوقيت السيئ». وكل ذلك تحت شعار «لا نريد ان نسمع بلبنان» الذي كان المجتمع الدولي رفعه قبل اشهر وابلغه الى قوى المعارضة في معرض حضّها على «إطفاء المحركات» والإبقاء على الوضع اللبناني في دائرة المراوحة، وهو ما تجلى سابقاً في لعب «14 آذار» ضمن «الستاتيكو» اي ممارسة المعارضة النيابية تحت سقف الحكومة الحالية، قبل ان تحاول «التفلت» منه حين اطلقت معركة استقالة الحكومة كشرط لدخول الحوار لتعود وتتراجع تحت وطأة «انعدام الأفق» العربي والدولي لمثل هذه «المنازلة».
وكانت المعلومات التي توافرت عن الاتصال الذي أجرته كلينتون بميقاتي افادت انه استمر زهاء ربع ساعة وأبدت خلاله وزيرة الخارجية الاميركية اهتمام بلادها البالغ بالوضع في لبنان، مشيدة بالخطوات التي تقوم بها الحكومة من أجل الحفاظ على الاستقرار، كما أشادت بدور الجيش اللبناني والمهمات التي يتولاها.
وأشارت المعلومات نفسها الى كلينتون أبرزت ايضا موضوع الحوار الوطني في لبنان ووصفته بأنه «أمر مهم جدا»، وان ميقاتي طالبها ميقاتي بدعم هذا المناخ الحواري «لئلا يستعمل لبنان منصة أو منطقة عازلة»، فأكدت انها تدعم هذا التوجه وكل ما يحصن الاستقرار في لبنان.
وكشفت تقارير اخرى ان من ضمن النقاط العديدة التي أثارتها كلينتون، كانت موضوع المصارف والاجراءات المصرفية التي يتبعها لبنان، حيث اكدت استمرار التعاون بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزارة الخزانة الاميركية على الوجه الملائم، وهو الأمر الذي اعتُبر دحضاً للشائعات التي روجت اخيراً عن أن زيارة سلامة لواشنطن كانت سيّئة، وتالياً رسالةً غير مباشرة لكل المشككين بأن النظام المصرفي اللبناني ملتزم بمنع التهريب من الضريبة بموجب القانون الأميركي المعروف بإسم FATCA.
وبالتزامن مع الدعم الأميركي للاستقرار في لبنان الذي يتأمن حسب واشنطن في المرحلة الراهنة من خلال الحكومة والمعارضة معاً وكلٌّ من موقعه، مع محاولة الفاتيكان تبديد اللغط الذي حصل في شأن إمكان إلغاء زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان في شهر سبتمبر المقبل ربطاً بالأحداث السورية اذ أكد الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي أن الزيارة ما زالت مقررة وتجري التحضيرات لها بنشاط، رغم الأزمة السورية. واذ قال: «الكرسي الرسولي يقوم بكل ما يجب كي تتم الزيارة كما هو مقرر، من 14 إلى 16 سبتمبر»، اشار في الوقت نفسه إلى «أن المستقبل ليس بين أيدينا».
وفي موازاة هذه العناوين الكبرى، بقي قسم من المشهد السياسي «يلهو» بملفات تفصيلية في الوقت الضائع عن انقشاع الرؤية في الازمة السورية تحديداً، ومن هذه الملفات «ابتداع» حل لقضية الإنفاق التي خرجت من «النفق» الحكومي من خلال موافقة مجلس الوزراء خلال الجلسة القصيرة التي عقدها اول من امس على إعطاء وزارة المال سلفة خزينة بقيمة 10394 مليار ليرة لبنانية لتغطية إنفاق سنة 2012 ومشروع قانون بفتح اعتماد إضافي لتغطية هذا الإنفاق، إضافة إلى الإنفاق الملحوظ في الموازنات الملحقة بحيث يصبح المجموع 11561 مليار ليرة وسط ملامح «معركة» ستُفتح في البرلمان حول هذا الملف بين الاكثرية والمعارضة.
وفيما كان مجلس الوزراء، الذي وافق لوزارة الداخلية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للانتخابات النيابية الفرعية في الكورة المقررة في الخامس عشر من يوليو المقبل (لملء مقعد نائب «القوات اللبنانية» الراحل فريد حبيب)، يسحب «فتيل» ملف الانفاق، أخرجت قضية المياومين وجباة الاكراء في مؤسسة كهرباء لبنان «الجمر من تحت رماد» العلاقة بين مكوّنات الحكومة بعدما أحرجت تيار العماد ميشال عون من خلال إقرار اللجان النيابية المشتركة تسوية اوضاع المياومين، وفق اقتراح لتثبيتهم، كما اعدّته اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان، ويقضي بفتح الباب امامهم للمشاركة في مباراة محصورة، ولكن مع عدم وضع سقف لعدد المقبولين بل ترك الباب مفتوحاً لتثبيت كل من ينجح في هذه المباراة.
وشكل هذا القرار تجاوزاً للسقف الذي كان قد حدده مشروع الحكومة الذي اعدّه وزير الطاقة جبران باسيل (صهر العماد ميشال عون) والرامي الى تثبيت 700 مياوم.
وأدى قرار اللجان الى انسحاب نواب عون تعبيراً عن اعتراضهم على المنحى الذي سلكته هذه المسألة، فيما سارع الوزير باسيل، بعد ساعات قليلة، الى عقد مؤتمر صحافي في الرابية شن خلاله هجوماً على النواب مقدمي الاقتراح المذكور، وبينهم النائب ايوب حميد وهو من كتلة رئيس الرلمان نبيه بري، واتهمهم بتقديم وعود كاذبة للمياومين. كما أدرج نواب «حزب الله» ضمن فريق الضغط لتثبيت المياومين الى جانب «امل» و«القوات اللبنانية» و«المستقبل» و«الكتائب» و«الاشتراكي»، داعياً من سماهم «حلفاءنا» إلى «توضيح موقفهم من هذا الموضوع بعدما جرى الاتفاق عليه في مجلس الوزراء ثلاث مرات».
 
 
عسيري إلى صنعاء والحمدان إلى بيروت «تبادُل» بين السفيريْن السعودييْن في لبنان واليمن
بيروت ـ «الراي» :
نقلت «وكالة الانباء المركزية» عن مصادر مطلعة أن السعودية قررت نقل سفيرها في بيروت علي عواض العسيري الى اليمن ليشغل منصب سفير المملكة فيها.
وحسب هذه المصادر، قررت المملكة تعيين سفيرها في اليمن راهناً علي محمد الحمدان خلفاً لعسيري الذي كان نقل من باكستان لتمثيل بلاده في لبنان قبل نحو ثلاثة أعوام.
واشارت المصادر الى ان القرار السعودي هو من ضمن سياسة الترتيبات الديبلوماسية التي تجريها وزارة الخارجية منذ مدة وفق خطة لاعادة مراجعة انتشار ديبلوماسييها في العالم نسبة لطبيعة وظروف البلدان السياسية والامنية وتماهيها مع شخصيات وخبرة ديبلوماسييها في هذه المجالات

المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,686,645

عدد الزوار: 6,961,296

المتواجدون الآن: 59