"النهار" تنشر خطة وزير الدفاع لتجهيز الجيش، 1,6 مليار دولار لتعزيز للقوات البرية والبحرية والجوية والانشاءات

لبنان: حرب لـ"النهار": مجلس الوزراء لا يؤازر رئيس الجمهورية

تاريخ الإضافة الإثنين 23 تموز 2012 - 7:54 ص    عدد الزيارات 2044    التعليقات 0    القسم محلية

        


آلية سرّية جديدة للداتا وبعثة أمنية إلى أوروبا

حرب لـ"النهار": مجلس الوزراء لا يؤازر رئيس الجمهورية

 

في خطوة اكتسبت دلالات سياسية وأمنية بعدما علّقت قوى 14 آذار مشاركتها في الجلسة المقبلة للحوار وربطت خطوتها بملف "داتا" الاتصالات كسبب رئيسي لم يعد ممكناً التساهل حياله، بادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس الى دعوة جميع المعنيين بملف "الداتا" من وزراء وقادة اجهزة امنية ومسؤولين قضائيين الى اجتماع في قصر بعبدا بحضور رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، لوضع كل تفاصيل هذا الملف على الطاولة ومعرفة مكامن التعقيدات الحاصلة وما تحتاج اليه الاجهزة او ما تواجهه من عوائق.
وعلمت "النهار" انه جرى الاتفاق في الاجتماع على آلية تعطي الاجهزة الأمنية كل ما تحتاج اليه من دون عراقيل ولكن مع بعض الضوابط. واذ أبقيت الآلية وتفاصيلها طي الكتمان، علم انها تتضمن كل الترتيبات الكفيلة بتأمين "داتا" الاتصالات الى الاجهزة مع لحظ صيغة معينة لاعطاء الـIMZI. كما علم ان الاتفاق يقوم على مسارين: قضائي بحصول القضاء على ما يريده من دون تحفظ ودونما حاجة الى موافقة مسبقة، وإداري يستند الى موافقة رئيس الحكومة على ما تطلبه الاجهزة الامنية.
وافادت المعلومات نفسها انه بعد مراجعة القانون الخاص المنظم لاعطاء "الداتا" وتبيان الحاجة الى تعديله، بعدما تجاوزه التطور التكنولوجي، تقرر بناء على طلب الرئيس سليمان ارسال بعثة الى احدى الدول الاوروبية الاسبوع المقبل للاطلاع على الآليات الحديثة المعتمدة في اعتراض المخابرات. وبعد الاتفاق على الآلية سئل كل قاض ومدير جهاز باسمه عما اذا كان موافقاً عليها، واعلنوا جميعهم موافقتهم، ثم اتفق على العودة الى اجتماع في الثلاثين من تموز الجاري لتقويم عمل الآلية وفعاليتها.
وكان الرئيس سليمان اطلع قبل الاجتماع من كل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل على كيفية الحصول على "الداتا" وطريقة التعاون القائمة في شأنها، واستمع الى وجهة نظر كل منهما قبل الاجتماع الموسع.
ووفق معلومات "النهار" فان الاجتماع جاء ترجمة لحرص سليمان في المطلق على معالجة هذه القضية ووضعها في اطارها الصحيح قضائياً وأمنياً وادارياً. اما توقيت الدعوة الى الاجتماع عقب ربط قوى 14 آذار تعليق مشاركتها في جلسة الحوار باعطاء "الداتا" فيمكن ادراجه في اطار مساعي رئيس الجمهورية الى فكفكة العقد والالغام من امام طاولة الحوار ما لم يكن ثمة سبب سياسي آخر يرتبط بعدم المشاركة.
وأما في موضوع الجلسة المقبلة للحوار، الثلثاء، فمن المستبعد ان يعلن رئيس الجمهورية اياً من الخيارين المطروحين لديه في شأن عقد الجلسة قبل غد الاثنين افساحاً امام مزيد من الاتصالات. ويتوقع ان يعلن سليمان هذا الموقف ظهر غد مع ترجيح تثبيت الجلسة في موعدها "بمن حضر" كما حصل لدى مقاطعة فريق 8 آذار احدى الجلسات السابقة، ثم يعمد الى رفعها على الفور انطلاقاً من مبدأ الميثاقية.
في المقابل، بدا ان اجتماع بعبدا لم يلق اصداء ايجابية لدى قوى 14 آذار، اذ اكدت مصادر هذه القوى ان اي معطيات عملية لم تبرز حيال تلبية مطلب قوى 14 آذار في تزويد الأجهزة الامنية "الداتا" الكاملة فوراً وتأمين الحماية لشخصيات قوى 14 آذار.

 

حرب

وصرّح النائب بطرس حرب لـ"النهار" بأن رئيس الجمهورية كان هو "صاحب الطلب بتسليم داتا الاتصالات الكاملة الى الاجهزة الأمنية للتحقيق في محاولة اغتيالي وسائر المحاولات الاخرى. ولكن مجلس الوزراء لم يؤازره انطلاقاً من تفسير خاطىء للقانون 140 الذي يتعلق بالتنصت على الاتصالات، في حين ان الأمر هنا يتعلق بحركة الاتصالات فقط. وعليه كان الاجتماع في قصر بعبدا في سياق ما يتمسك به الرئيس به سليمان. لكن الاشتراط في تقييد تسليم بصمات حركة الاتصالات الـ(IMZI) والتي تشكل الذاكرة التي تبقى حتى لو جرى اتلاف (الكارت) المستخدم يمثل عقبة جدية امام التحقيق". واستغرب حرب "عرقلة مجلس الوزراء للتحقيق باعتبار ان أحد المشتبه فيهم (في قضية محاولة اغتياله) ينتمي الى "حزب الله" المشارك في الحكومة. فبدلا من أن تدعو الحكومة هذا المشتبه فيه الى ان يدلي بافادته امام التحقيق ويثبت براءته تراها تعرقل مثوله. اما انتظار تعديل القانون 140 فيحتاج في أقل تعديل الى 6 أشهر وعندئذ يكون "يللي ضرب ضرب ويللي هرب هرب" ونعطي المجرم فرصة ارتكاب جرائم جديدة".
ولاحظ حرب ان "حزب الله". الذي "لديه امكانات التنصت على اللبنانيين يتصرف بحرية، في حين ان الدولة بأجهزتها الامنية محرومة امكانات اجراء التحقيق بعيدا من انتهاك خصوصيات اللبنانيين. وأنا آسف ان رجال قانون في مجلس الوزراء، وانا احترمهم يتصرفون وفق الموقف السياسي بدلا من التزام القانون".
وعن ملابسات تعقّب سيارة لموكبه في تنورين أول من امس، قال: "ان مخابرات الجيش اعتبرت ركابها الثلاثة عناصر مكلفة من جانبها، في حين ان التحقيق معهم كشف انهم من اصحاب السوابق وكان المطلوب توقيفهم بموجب المذكرات والاحكام الصادرة بحقهم لا إطلاقهم كما حصل".

 

حركة النزوح

على صعيد آخر، ارتفعت وتيرة حركة النزوح على المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا في الايام الأخيرة. وتضاربت التقديرات لأعداد القادمين من سوريا بعد التفجير الذي هزّ دمشق الأربعاء الفائت. وأفادت مصادر في الأمن العام "النهار" ان المعابر الرسمية الحدودية شهدت الخميس الماضي ارتفاعاً في اعداد القادمين من سوريا حيث وصلت اعدادهم الى 11187، بعض هؤلاء من العائلات التي اصطحبت معها معظم افرادها ولوحظ تسجيل دخول عدد من الآسيويات برفقة هذه العائلات. أما اعداد السوريين الذين غادروا لبنان في اليوم عينه فتخطت الـ3000 مع حلول شهر رمضان، وأول من امس سجل دخول 3350 سورياً في مقابل مغادرة 1460. وأمس وصل عدد القادمين في فترة النهار الى1702 في مقابل مغادرة 1323 سورياً. ولم تجد مصادر الأمن العام تفسيراً للحديث عن 20 او 30 الفاً دخلوا لبنان قبل ثلاثة ايام.

 

 

اجتماع في بعبدا أقرّ آلية لتزويد الأجهزة حركة الاتصالات وسليمان دعا أعضاء الحوار إلى التخلّي عن مواقفهم المسبقة

 

ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا بعد ظهر أمس، اجتماعا وزاريا - قضائيا- أمنيا تركز البحث فيه على موضوع حركة الاتصالات، ضمّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزراء: الداخلية والبلديات مروان شربل، العدل شكيب قرطباوي، الدفاع الوطني فايز غصن، الاتصالات نقولا صحناوي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان، رئيس الهيئة العامة لمحكمة التمييز بالإنابة القاضي حاتم ماضي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير.
وبحث المجتمعون في تزويد الأجهزة الأمنية المعلومات المتعلقة بحركة الاتصالات، وتقررّ استكمالا للاجتماع الأخير الذي عقد برئاسة الرئيس ميقاتي في 11 تموز الجاري في السرايا، اعتماد آلية لتزويد الجهات الامنية المعلومات اللازمة من أجل سدّ حاجاتها وتلبية طلباتها، على أن تعقد جلسة في 30 من الجاري لتقويم فاعلية الاجراءات المتخذة.

 

دعوة الى الحوار

وكان سليمان حض القيادات السياسية وتحديداً أعضاء هيئة الحوار الوطني على "النظر الى المصلحة الوطنية العليا قبل أي أمر آخر، والعمل على ما من شأنه حفظ السلم الاهلي لإبقاء البلاد في منأى عن تداعيات ما يحصل حولنا"، داعياً إياهم الى "التخلي عن مواقفهم المسبقة، إن لجهة رفض مناقشة الموضوع الاساسي والوحيد المدرج على جدول الأعمال، أو لجهة طلب اقرار هذا الموضوع قبل مناقشته في اجتماعات الحوار".
ولفت الى "أن هيئة الحوار تشكل مظلة سياسية وأمنية للواقع، وتاليا من الأهمية بمكان التحاور بعقل وقلب منفتحين في كل المسائل الخلافية، لأنه ثبت بتجربتنا اللبنانية وتجارب ما حصل ويحصل حولنا أن لا بديل من تحاور الأفرقاء السياسيين توصلاً الى حلول للمشكلات المطروحة".
وأعرب عن أمله في "تبصّر هذه القيادات في المعطيات القائمة، والتلاقي والتحاور لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وخصوصا أن حال الاستقرار السائدة عموما يجب ان تشكل حافزا للعمل على استمرارها وترسيخها".

 

الهمّ الامني

وطغى الهمّ الأمني على النشاط اليومي، إذ عرض سليمان مع كل من اشرف ريفي وفاضل، الاوضاع الامنية في البلاد وفي المناطق الحدودية، والخطوات التي تتخذها القيادات العسكرية والامنية لضبط الوضع وملاحقة المخلين بالامن.

 

 

الحريري يدعو الحكومة إلى وضع دلائل محاولات الاغتيال في تصرّف التحقيق

 

تمنى الرئيس سعد الحريري "أن يكون شهر رمضان مناسبة للبعض كي يعودوا إلى ضمائرهم، وخصوصاً في ظل المعلومات المتداولة والمقلقة عن محاولات اغتيال قيادات من قوى 14 آذار، وتحديداً رفض الحكومة وضع كل الدلائل المتوافرة في تصرف المحققين"، مشدّداً على "أن هذا الامر غير مقبول ويتطلب من السلطات اللبنانية أن تتخذ موقفاً واضحاً وحاسماً على أعلى المستويات من هذه المسألة الوطنية الخطيرة".
وقال في دردشة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "في اليوم الثاني من رمضان، أتوجه بأطيب التمنيات إلى الجميع، وخصوصاً إلى المسلمين، آملا أن يكون صيامنا مقبولا ودعاؤنا مستجابا".
كذلك أمل "أن يشهد هذا الشهر الفضيل نهاية آلام الشعب السوري البطل على يد النظام القاتل، وانتصاره في نضاله من أجل الحرية والكرامة".

 

تهانىء رمضانية

وكان الحريري اتصل بالملوك والرؤساء والأمراء والمسؤولين الكبار في الدول العربية، وشخصيات سياسية ودينية لبنانية، مهنئا بحلول رمضان. وشملت هذه الاتصالات: العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، العاهل المغربي الملك  محمد السادس، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس المصري محمد مرسي، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة، أمير منطقة الرياض سطام بن عبد العزيز، وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والرؤساء نبيه بري، سليم الحص، عمر كرامي، فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، السيد علي الأمين والسيد علي فضل الله.

 

 

الشريف: معالجة السلاح خارج المخيمات ملحّة، الفلسطينيون في لبنان 10 في المئة من سكانه

 

رأى رئيس لجنة "الحوار اللبناني – الفلسطيني" خلدون الشريف ان "معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات باتت امراً ملحاً، وقد اتفق عليه في جلسة الحوار الاولى عام 2006، وجدد الحديث عنه في جلسة "اعلان بعبدا" اخيراً، واعلن ان "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني لها دور المساعد، ولكن القرار يعود الى السلطة السياسية في البلد، وهذه الاخيرة تتحين الفرصة لتنفيذ قرار لجنة الحوار ومصلحة لبنان في هذا الاطار". ولفت في المقابل الى انه "في ظل الظروف السياسية الضاغطة اقليمياً يجب التنبه الا تتحول اي خطوة ايجابية الى سلبية على مستوى امن لبنان".
وقال في حديث الى "وكالة الانباء المركزية": "الفلسطينيون في لبنان يشكلون نحو 10 في المئة من سكانه، وباتوا جزءاً من نسيج هذا البلد يتأثرون به ويؤثرون عليه على المستوى الامني والاقتصادي والاجتماعي. ومن دون شك، بعد حوادث مخيم نهر البارد اصبح التعامل معهم فيه الكثير من الصعوبات". وقال رداً على سؤال: "الوضع السوري ينعكس سلباً على المستويات كافة في لبنان طالباً من جميع الدول العربية ومن المجتمع الدولي "العون من أجل اغاثة الملهوفين واعطائهم ما يلزمهم، لأن مسؤولية الهجرة التي تحصل في سوريا كالهجرة التي حصلت للفلسطينيين، ليست واقعة على لبنان وحده بل هي مسؤولية مشتركة عربية ودولية".

 

حركة عبور نشطة في الإتجاهين عند المصنع

 

زحلة – "النهار"
بعد استراحة الجمعة، عادت نقطة المصنع الحدودية لتشهد أمس حركة عبور نشطة للسوريين في الاتجاهين، مع استمرار رصد وسائل الاعلام الاجنبية والعربية واللبنانية لحركة النزوح، ومحاولة استقصاء الاحوال الامنية والانسانية والاقتصادية في دمشق والمحافظات السورية، من المسافرين السوريين الذين تختلف رواياتهم بين موال للنظام ومناهض له، وتؤدي احيانا الى خلافات بينهم، يكون فيها الموالون أجرأ وأعلى صوتاً.
"أم سعيد"، المسؤولة عن نظافة المنتفعات العامة في المصنع، راضية عن حركة السبت، لتأمين مدخولها اليومي مما يتركه لها العابرون من بقشيش.
ليست "أم سعيد" وحدها التي أفادت من دفع الأزمة السورية بالسوريين نحو لبنان، إذ أوفدت فنادق ومشاريع شقق سكنية مفروشة في عاليه وبحمدون وقرى الاصطياف، موظفيها الى المصنع لتوزيع بطاقاتها على الوافدين. 

 

نواب بقاعيون يطالبون "حكومة النأي بالنفس" بآلية لإغاثة النازحين السوريين وحمايتهم

 

زحلة – "النهار"
بدعوة من منسقية "تيار المستقبل" في البقاع الاوسط، عقد اجتماع في مقر المنسقية في تعنايل أمس، للبحث في سبل مواكبة تدفق النازحين السوريين المرتقب، في ظل ازدياد اعدادهم في اليومين الأخيرين، شارك فيه نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا الذين حضر منهم: طوني ابو خاطر، عاصم عراجي، ايلي ماروني، جوزف معلوف، شانت جنجنيان، جمال الجراح، زياد القادري، امين وهبي وانطوان سعد، الى رؤساء بلديات واتحادات ومختارين ومنسقي التيار وكوادره، الذين انبثقت منهم لجنة "من أجل متابعة الوضع الميداني، وأداء الجهات الرسمية في إغاثة الاخوة السوريين".   
 وأثار رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط فياض حيدر الاشكالية التي تطرحها الدعوة الى فتح المدارس في البلدات والقرى لإيواء النازحين، مشيرا الى انه "أسهل الحلول"، ولافتاً في المقابل الى المشكلة المزدوجة التي ستنتج من تحويل المدارس مراكز لاقامة النازحين إذا طالت الأزمة السورية، في وقت لا يفصلنا عن بدء العام الدراسي سوى شهرين. ودعا الى البحث عن بدائل أخرى، مقترحا البحث مع جمعيات وهيئات اقتصادية في تأهيل منشآت صناعية وزراعية متوقفة عن الانتاج في البقاع وإعدادها  لإيواء النازحين.
وقال النائب معلوف لـ"النهار" انه عقد اجتماعا مع ممثلين لمفوضية اللاجئين في الامم المتحدة، وجمعية الرؤية العالمية، والمجلس الدانماركي للاجئين DRC، وقد ابلغوه ان موازناتهم محدودة، لا تكفي سوى لاغاثة عدد معين من النازحين. وعليه، رأى "أن تحرك الدولة اللبنانية يجب أن يكون عاجلاً في مواكبة تزايد اعداد النازحين السوريين، وان تتدخل الهيئة العليا للاغاثة بشكل فاعل ومباشر، والا تبقى تقدم المساعدات في البقاع من تحت الطاولة مسايرة لحزب الله". واعتبر أن المخيمات أحد الحلول لاستيعاب النازحين.
واعترض النائب وهبي على ربط الموقف من إغاثة النازحين بشكل رئيسي برد الجميل للسوريين على احتضانهم اللبنانيين في عدوان تموز 2006. وقال: "إن اللبنانيين يقدرون حريتهم التي دفعوا غاليا ثمنها، وبالتالي الموقف يجب ان يؤكد التقدير العالي لتضحيات الشعب في سبيل حريته، والعلاقة التاريخية بين الشعبين".
وبعد التشاور، صدر بيان عن المجتمعين، أخذ في الاعتبار ملاحظة النائب وهبي في مقدمته، فأعربوا عن "وقوفهم الى جانب الشعب السوري المنتفض من اجل حريته وكرامته، ومن أجل أن ينعم بالحرية والديموقراطية، والحق في تحديد مستقبله، ومسار بلده ومصيره". واشادوا بـ"هبة البقاعيين العفوية واحتضانهم الانساني لأشقائهم النازحين السوريين ساعة محنتهم"، داعين الجمعيات الدولية والعربية والمحلية الى "تكثيف جهودها"، التي تقوم بها مشكورة، "لمواجهة الحالة الخطرة المستجدة".
وحملوا الحكومة "المسؤولية الكاملة في اغاثة اللاجئين السوريين وتوفير الحماية لهم"، وطالبوها بـ"خطة مع آلية فاعلة لتأمين المسكن والمأكل والطبابة والاستشفاء لهم"، كما طالبوا الحكومة والجيش بحماية القرى الحدودية "من اعتداءات كتائب الأسد وشبيحته".

 

الاعتداء على الدندشلي واليمن يتفاعل في صيدا، الحريري وسعد داناه وتوضيحات لأنصار الأسير

 

صيدا – "النهار"
تفاعلت قضية تعرض الصيداويين المهندس محمود مصطفى الدندشلي ووليد اليمن للاعتداء والضرب على يد الشيخ أحمد الاسير واتباعه في صيدا على خلفية رفضهما تسلم بيانات كانوا يوزّعونها على طريق صيدا البحرية. وتقدم المعتدى عليهما بدعويين ضد الأسير وكل من يظهره التحقيق في الاعتداء عليهما.
وجال الدندشلي أمس مع وفد من ذويه، على النائبة بهية الحريري والأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان.
وأعربت الحريري عن تضامنها مع العائلة واستنكارها أي اعتداء يطول اي مواطن في المدينة، ورفضها المس بكرامة الناس وحريتهم في التنقل داخل المدينة او عبرها. واتصلت بعائلة وليد اليمن معربة عن تضامنها وادانتها هذا الاعتداء.
ودان سعد الاعتداء، وقال بعد استقباله وفد ذوي الدندشلي :" بعد اضرار كبيرة على الصعيد الاقتصادي سببها الاعتصام لصيدا، وبعد التوترات التي سببها في المدينة ومحيطها، نرى اليوم أن هناك تطوراً جديداً هو اعتداء بعض المعتصمين على المواطنين. هناك من تعدى على مواطنين من آل البزري في مسجد البزري، وبالأمس شهدنا تعديين على شابين من أبناء المدينة هما محمود الدندشلي ووليد اليمن. وهذا تطور مؤسف، فيما تستمر الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية في توفير الغطاء والرعاية والسكوت عن هذه الظاهرة وما تسببه من أضرار لم تعد تطول الأوضاع الاقتصادية في المدينة فحسب، إنما باتت تطول كرامات الناس أيضاً".
وأسف المهندس الدندشلي لما حصل، معتبراً انه "مؤشر كبير لجر المدينة إلى فتنة غريبة عن تاريخ صيدا وتراثها وأخلاقيات أبنائها". وطالب القوى والمرجعيات المختصة الأمنية والسياسية وتحديداً نائبي المدينة بـ"اتخاذ موقف في هذا الصدد لتجنيب المدينة الفتن".

 

توضيح الأسير

ونشر أنصار الأسير عبر موقع "الفايسبوك" روايتهم لما حصل مع الدندشلي: "هذا الشخص هو صديق الشاب من آل البزري الذي يريد تحويل مسجد البزري حسينية ويطرد الشيخ يوسف حنينة منه، والذي شرع في ذلك فعلا. حينما رأى هذا الرجل الشيخ احمد الاسير في الشارع يوزع بيانات على المارة، أراد افتعال مشكل بذريعة زحمة السير انتقاما لصديقه من آل البزري. تلاسن مع أحد موزعي البيانات، ثم خرج من سيارته يريد ضرب الرجل، فحصل بينهما تدافع كان سيصل الى تضارب، فما كان من الشيخ إلا ان أسرع إليه طالبا منه الهدوء وركوب السيارة والانصراف، ولكنه تطاول عليه امام مناصريه ومرافقيه، فمن أجل أن يمنع الشيخ مذبحة كادت أن تحصل بين الطرفين، صفع هذا المعتدي وأجبره على ركوب السيارة، ثم صفع أحد مرافقيه أيضاً الذي ثار غيرة على الشيخ، وبذلك حسم الأمر وأنقذ الشارع من كارثة".
وفي ما يتعلق بما حصل مع اليمن: "استاء الرجل من زحمة السير، وفجأة حاول بسيارته اقتحام الشباب الموزعين للبيانات وكأنه يريد دهسهم جماعة، أو محاولة اغتيال الشيخ. فظن المرافقون انه هجوم معتد وبادروا الى رفس زجاج السيارة علّ السائق يخفف سرعته ولا يقع قتلى، فانكسر زجاج سيارته وأصابه خدش من جراء ذلك(...)".

 

 


"النهار" تنشر خطة وزير الدفاع لتجهيز الجيش، 1,6 مليار دولار لتعزيز للقوات البرية والبحرية والجوية والانشاءات

 

بعد إقرار الحكومة مشروع قانون موازنة 2012 من دون اي زيادات ضريبية، على ان يتم إقرار كل انفاق اضافي مطلوب من ضمن مشاريع قوانين منفصلة على غرار ما هو مطروح لمشروع سلسلة الرتب والرواتب، خضع طلب وزير الدفاع فايز غصن المرفوع الى مجلس الوزراء حول طلب الموافقة على خطة لمدة اربع سنوات لتمويل تحقيق عتاد واقامة انشاءات لمصلحة الجيش، للقاعدة عينها، بحيث تقرر ان تطرح الخطة من خلال مشروع قانون منفصل يعدّ لهذه الغاية، ارفق بطلب وزير الدفاع بعنوان "مرسوم إحالة مشروع قانون على مجلس النواب يرمي الى تخصيص قانون برنامج لتغطية خطة تحقيق عتاد وانشاءات لمصلحة الجيش".
وجاء التردد في اقرار الخطة ضمن قانون برنامج من ضمن الموازنة نظراً الى الكلفة العالية لها، والتي تبلغ ملياراً و600 مليون دولار تخصص، وفقاً لما جاء في كتاب الوزارة لتأمين العتاد والمعدات ووسائل النقل وشبكات الاتصال السلكية واللاسلكية الآمنة والاسلحة والذخيرة للقوات البرية، فضلاً عن تحقيق زوارق وصواريخ ارض – بحر ورادارات بحرية وأسلحة وذخائر للقوات البحرية. اما للقوات الجوية فيطلب الكتاب تسليح طوافات القتال وتحقيق طائرات وطوافات نقل واستكشاف وقتال وقيادة وترميم الطوافات المتوافرة وتسليحها وتحقيق اسلحة وذخائر، وللدفاع الجوي تأمين منظومة دفاع ورادارات وذخيرة، فضلاً عن طلب إنشاء مستشفى عسكري مركزي وكلية حربية وانشاء ثكن وترميمها، فضلاً عن إنشاء مصنع ذخيرة خفيف.
وتنشر "النهار" نص الكتاب، كما رفعه غصن الى مجلس الوزراء، علماً ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان وعد بإدراجه قريباً في جدول اعمال مجلس الوزراء للمناقشة.
وجاء في الكتاب:
"سبق ان عُرضت خطط لتحديث عتاد الجيش وتأمين البنى التحتية اللازمة له في مناسبات عدة، لكن الحالة العامة والتطورات المتلاحقة لم تسمح بتأمين المطلوب حتى تاريخه.
ما زالت وحدات الجيش منتشرة في المناطق كافة لتنفيذ مهماتها الدفاعية والامنية، وقضت الضرورة بانتشار بعض وحداته في عقارات مبنية او غير مبنية من دون مسوّغ قانوني، لعدم وجود منشآت تكفي لإيواء هذه الوحدات، وخصوصاً بعد إعادة انتشار الجيش في مناطق جنوب الليطاني وعلى الحدود الشمالية والشرقية، بالاضافة الى المهمات المرتقبة للقوات البحرية والجوية عند البدء بالتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية، كما ان معظم الانشاءات العسكرية الموجودة لا تتوافر فيها متطلبات الحماية (ملاجىء) ولا تلبّي حاجة الجيش، بالاضافة الى كونها قديمة وفي حاجة الى ترميم.
دأب الجيش باستمرار على القيام بعمليات استنهاض لوسائله واعتدته ترميماً او استبدالاً، لكن كلفة تعهدها اصبحت عالية جداً لقدمها، كما ان معظم هذا العتاد لم يعد فعالاً للدفاع عن الوطن مقارنة بالعتاد المتطور لدى الجيوش او الجماعات المسلحة، في ظل ما يتعرض له لبنان من اخطار خارجية متمثلة بالعدو الاسرائيلي، وأخرى داخلية (الاعمال الارهابية والتخريب وأعمال الشغب).
راعى الجيش، ولا يزال، الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد، ولكن لم يعد جائزاً غض النظر عن التدنّي في احوال العتاد والتجهيزات والمنشآت، وما تتسبب به حالة التقشف المتبعة من نقص لم يعوّض، وذلك انطلاقاً من حرصه على تحمّل مسؤولياته وتأكيده اداء واجبه في الدفاع عن الوطن.
إذا كان الجيش السبّاق في تطبيق سياسة التقشف مراعاة للظروف الاقتصادية، فإنه اصبح في حاجة ماسة الى إعادة تأهيل وتحديث لأسلحته وعتاده وإقامة الانشاءات الضرورية الاضافية لإيواء العسكريين وعتادهم، وتنشئتهم وتدريبهم، مع الاشارة الى ان الجيش، ومنذ فترة طويلة، لم يزوّد أي سلاح او عتاد جديد او معدات عسكرية حديثة.
تقدر كلفة تحديث عتاد الجيش واستكماله وتأمين بناه التحتية بمليار وستمئة مليون دولار اميركي.
استناداً الى هذا الواقع، أعدت هذه الوزارة مشروع المرسوم المرفق لتخصيص قانون برنامج على مدى اربع سنوات بقيمة مليار وستمئة مليون دولار اميركي من اجل تحقيق العتاد والتجهيزات والبنى التحتية الملحة، وفقاً للملحق المرفق.
وبناء على ما تقدم، ترفع هذه الوزارة الموضوع الى مقامكم الكريم وتقترح الموافقة عليه وإعطاء المشروع المجرى القانوني".

 

 
رلى راشد

المهرجانات الصيفية في لبنان سياحية ترفيهية أم مدرسة للمجازفة الثقافية؟

 

 

المهرجانات والصيف. احدى الثنائيات الماثلة كحقائق بديهية في لبنان، حيث الموسم المستقطع بين حرّ أمني ولهيب حربي مستشرف، نادر وعزيز وقصير الأمد. صارت هذه المواعيد جزءا من العدّة لإطلالة المناطق اللبنانية على اختلافها، توفر لها منفذا من عباءة التجهيل الإعلامي أحيانا، وتعيد في أحيان أخرى وصل ودّ انقطع بين مواطنين وآخرين، على خلفية رهاب ورثناه من النزاع الأهلي. هذا في الإطار، اما في الفحوى فثمة مصلحة ثقافية في ان تلتزم المهرجانات اللبنانية التعويل على المخاطرات الفنية لتصير محفزة لأشكال لا تخشى سلوك الطرق الجانبية. فإلى أي حدّ باتت المهرجانات مدرسة المجازفات الثقافية؟
 

نسأل لأي سبب تطغى الصفة السياحية على الصفة الثقافية عندما يحضر الحديث عن المهرجانات في لبنان. يمكن ان نجد مردّ تصنيف مماثل في إقامة القسط الأكبر منها في موسم الصيف، اي في فترة استقطاب الحركة السياحية عملياً. في وسعنا البحث عن مبرر لهذا التبويب أيضاً، ربما في انسحاب هذه المهرجانات، في حالات كثيرة من دور المحرك الثقافي الموكل بإنتاج الأعمال الثقافية والإكتفاء بلعب دور الوكيل الفني. تبدّى هذا الواقع اكثر بروزا في 2012 مع ارتفاع أصوات عدة نددت بما عاينته المشاركات اللبنانية من شبه تغييب. فهل لا يزال يلائم مصطلح "مهرجان" التظاهرات الثقافية الموزعة في المناطق اللبنانية جنوباً وشمالاً ووسطاً؟

 

في تحديد المصطلح

جرى التداول في فرنسا قبل حين باقتراح حصر استخدام صفة "مهرجان" في المناسبات الثقافية المكرسة للابتكار حصراً، من حيث ان دعوتها المركزية مساندة الفنانين في الانخراط في مشاريع لا يفسح لها فرصة التبلور في اطار المؤسسات الثقافية التقليدية. فهل ثمة امكان لإسقاط هذا المنطق على السياق اللبناني؟ تستبقي رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج  الدور الثقافي والسياحي والانمائي بل والاجتماعي - الثقافي لعميد المهرجانات اللبنانية. وفي حين لا توافق على اختزاله بقسمة واحدة، فإنها تؤكد ان المنحى الثقافي بأهمية المنحى السياحي. تحاول فهم هذا الخلط الذي يجري احياناً بين الدورين، فتحيله على تمويل المهرجانات من مجلس الوزراء اللبناني، عبر وزارة السياحة اللبنانية.
تشدد رئيسة لجنة "مهرجانات بيبلوس" لطيفة اللقيس على طابع المهرجانات اللبنانية الثقافي المستقل وتذهب لتأكيد ذلك الى قابليتها للحياة على رغم الظروف السياسية الصعبة. تقاربها كثمرة ابتكار يتمثل في البرامج الدولية التي تأتي بمروحة واسعة من الثقافات الفنية تستقطب جيلا شابا يفيد من التجربة ويغني خلفيته. تسبغ اللقيس على المهرجانات الصفتين السياحية والثقافية، لتزيد انه في إذا توقفنا عند طابعها السياحي،كان علينا أن نلحظ مردودها الاقتصادي ايضاً. وإذا تمهلنا عند اهميتها الثقافية، لفتنا استحواذها على اهتمام شريحة واسعة من الجمهور، من العرب والأجانب. لتردف ان علاقة السياح بمدينة جبيل تعمقت في ظل وجود المهرجان وصار يتخطى الجولة المقتصرة على مرور بالقلعة الأثرية. صار السياح، والأجانب منهم خصوصاً، يخططون لزيارة المكان وفق برنامج "مهرجانات بيبلوس"، بعدما "غدا تفاعلهم مع المكان أكثر أهمية، لأنهم باتوا يتعايشون معه".
في الضفة الشوفيّة استطاعت "مهرجانات بيت الدين" ان تظهّر وجوهاً مختلفة وفق مديرتها هلا شاهين، التي تتوقف عند الجوانب الثقافية والسياحية والانمائية والاقتصادية. في تفصيل الشق الثقافي، تشير الى الانشغال بالأعمال اللبنانية، ففي افتتاح نسخة هذه السنة جرى تقديم عرض "كان يا ما كان"، ليبدأ بعدذاك جولة عالمية. تزيد ان العرض الراقص الذي رافقته موسيقى الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية الحية، في سابقة، شكل مساهمة المهرجان في مساندة مدرسة كركلا للرقص، وتظنه شكّل دفعاً للرقص المعاصر. تذكُر ايضا استقدام اوبرا "لا بوهيم" لبوتشيني في 26  تموز، في اول عرض عالمي خارج نطاق مهرجان "كوريجي دورانج" الفرنسي الذي سيطعم بمساهمة الاوركسترا الفيلهارومنية اللبنانية وكورس اطفال محلي ايضا. لا ترغب شاهين في ان تنفي عن المهرجانات دورها السياحي في حين تتخذ مقراً، قصراً رائعاً، تاريخيا وسياحيا على السواء، لتعبر عن سرورها لرؤية جمهور اماراتي وكويتي قدم لمشاهدة عرض كركلا. تضيف ان حفل فرقة "كرانبيريز" استبدل عند إلغائه بحفل "الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الأوركسترالية "لوبام" التي تأسست بمبادرة من النائبين غسان مخيبر وغسان تويني الى جانب مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى الراحل وليد غلمية وتضطلع بتأمين تعليم الموسيقى على نحو مجاني وتوفر الآلات الموسيقية للتلاميذ. في عرف شاهين يعود للمهرجان الفضل في السماح لأهل بيت الدين والشوف عموما باكتشاف انجازات فنية لم يكن ليتسنى لهم التعرّف إليها. منذ تأسيسه في 1985 تمكّن اللبنانيون وفق شاهين من مشاهدة المسرحيات الموسيقية والاستماع الى الموسيقى الصوفية. ثمة بعد ثقافي سياحي اكتشافي وترفيهي للمهرجانات، تقول شاهين، لتردف ان ليس في الترفيه خطأ، إذا لم يكن مبتذلا.
بفضل صيغة تخصّها دون سواها، يتبدّى ان المهرجانات تسقط المعوقات امام المواطنين- المشاهدين الذين يحتمل مرورهم يوميا قبالة مؤسسة ثقافية من دون تخطي عتبتها لأسباب عدة تبدأ بثمن بطاقة الدخول ولا تنتهي عند الحواجز النفسانية من قبيل الخشية من عدم الشعور بالانتماء. في حين تفيد المهرجانات، لا سيما حين تجري في الهواء الطلق، من مناخ اكثر عفوية فتسهل بلوغ العروض والتواصل مع الفنانين. فإلى اي حد تضطلع المهرجانات المناطقية بدور الإتيان بفرصة جديدة ومتجددة لدمقرطة الثقافة؟

 

ديموقراطية الثقافة

في مقاربة اللقيس، تختلف المهرجانات الصيفية الموزعة في كل المناطق عن تلك التي تحمل طابعا ثقافيا بحتا، ذلك ان قيمتها المضافة منوطة بالترفيه وبثّ الفرح. تلمس ذلك من طريق اندفاع الجمهور لمشاهدة العروض الحية واطلاعه على البرنامج ما ان ينشر على شبكة الانترنت.
على خلاف وفرة المهرجانات الدولية المتخصصة اوروبيا وأميركيا على نسق "مهرجان افينيون" المسرحي وكانّ السينمائي ومهرجان الجاز في مونتريال، لا يغلب تخصص واحد او تبويب واحد على اكثر المهرجانات استقطابا في لبنان على رغم كثرتها. فكيف يفهم اعتماد الصيغة الشاملة، والى اي حد ينعكس التوزع الجغرافي لامركزيةً على مستوى الإمساك بالقرار، وهل تعكس مروحة البرامج اختلاف الرؤية بين الشخصيات التي تتولى ادارة هذه المهرجانات؟ تظن شاهين لبنان بلادا صغيرة لتستضيف مهرجانات متخصصة. عند انطلاق "مهرجانات بيت الدين" في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم، جرى التداول طويلا في الصيغة التي يجب اعتمادها. لم يكن ممكناً اقتراض صيغة مهرجان مونترو للجاز على سبيل المثال، تضيف شاهين. في حين تبدّى المسرح ملائما للعاصمة خصوصا. تقول: "اردنا تقديم أفضل صيغة يتيسر تحقيقها في فترة الصيف حيث يمر بنا الفنانون العالميون ابان جولاتهم. اخذ المهرجان على عاتقه ان لا يكتفي بالتعريف بالعمالقة فحسب وانما بعمالقة الغد ايضا. ترجع بالذاكرة الى المخاطرة التي شكّلها حفل التينور اندريا بوتيشللي، ذلك انه لم يكن آنذاك (في 1998) بمرتبة الإنتشار الراهنة. في العام المنصرم جمع احد عروض "مهرجانات بيت الدين" عازف القانون الفرنسي جوليان (جلال الدين) فايس والدراويش وكانت مجازفة في شتى المعايير. على نقيض المهرجانات الأوروبية، يعجز المهرجان عن التخطيط لأعوام عدة، ويمثل امامه تحدٍّ مادي ايضا. يؤمّن الجمهور ستين في المئة من تكاليف المهرجان من خلال بدل البطاقات، توضح شاهين، في حين تبلغ الضرائب 22 في المئة، لتزيد: "كنا نفضّل ان لا نحصل على مساعدات الدولة التي تصلنا متأخرة عامين، في مقابل إلغاء الضرائب".
تستعيد اللقيس بدايات "مهرجانات بيبلوس" في 1999 عندما كان يحمل هوية "ميديترانيو" وكان موسيقيا صرفاً. لم يلبث ان تمّ التنبه الى ضرورة توسيع نطاق البرنامج ليلبّي متطلبات الجمهورين المحلي والأجنبي. على الرغم من الاقرار بالاختلاف بين مهرجان وآخر، لا تربط اللقيس بين اختيار المواعيد والعروض وشخصية مدير المهرجان حصراً. يعتمد "مهرجانات بيبلوس" الحصول على موافقة لجنة المهرجان في شأن العروض ويجري التوقف عند أهواء الجمهور وثقافته والتأكد من تحديد الأسعار الملائمة لبطاقات الدخول تفادياً للخسارة، وفق اللقيس.
يشكّل التوجه الى جماهير متنوعة المشارب تختلف علاقتها بالفنون، مسألة دقيقة أيضا. يُطلب من المهرجانات ان تتولى مهمات متشعبة وربما متناقضة. ذلك انه ينبغي لها ان تكون منصة لتعزيز النسيج الثقافي المحلي وان تنفتح في الإطار عينه على المستوى الدولي. يراد منها ان تفاجئ اكثر النقاد تطلبا وان تتفادى غلق الباب امام المبتدئين. يُنتظر منها ان تنجح في المحافظة على وفاء الجمهور وان تستطيع ان تجدده وإن جزئيا، في كل عام. يعوّل عليها لتلحظ برنامجا متسقا ومتطلبا، وان تسوّق في الوقت عينه للمناخ الاحتفالي والودي والترفيهي. ترى اللقيس ان التنوع الذي تؤمّنه "مهرجانات بيبلوس" يكفل جعل الجمهور يتجدد تلقائيا، لا سيما ان ثمة اهتماما لافتا لتلبية ما تفرضه الأذواق والأعمار كافة. تجد اللقيس ان برنامج المهرجان العابر للتخصصات يسمح باستقطاب متذوقي كل الفنون.
أما التحدي الذي يروق دو فريج الحديث عنه في ما يخص مهرجان بعلبك 2012 فأمني. تتوقف عند تخوف حقيقي ساد بين الناس لتضطر لجنة المهرجانات الى اجراء الاتصالات بغية الحصول على ضمانات أمنية بعدما حذرت السفارات الاجنبية رعاياها من المخاطرة بزيارة مدينة الشمس. في مستهل الأمسية الافتتاحية التي أحيتها فرقة "تشيكو وجيبسيس" لفّ الحزن الناس غير انه لم يلبث ان تبدد في ختامها لينسحب ذلك على العروض برمتها وصولا الى السهرة الختامية مع حفل "مشروع ليلى" في 15 تموز في معبد باخوس، بحسب دو فريج. اجتذبت الأمسية، على ما تضيف، الجيل الشاب بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين. تزيد انها لاحظت عندما تحدثت إليهم ان معظمهم يكتشف المهرجان هذه السنة، وانهم اندمجوا بالمدينة من دون جهد، فجالوا في ارجائها قبل دخول القلعة. ليست المهرجانات منفصلة عن المدينة بل جزء من نسيجها. تستعيد دو فريج برنامجا اراد ان ينجح في تحقيق الوحدة في اطار التنوع، وحاول الاحاطة بجميع الأذواق ليشمل المغني الايطالي زوكيرو وجيسي نورمان وصابر الرباعي وسواهم، لتردف أن "اللجنة ارادت ان تبرهن ان بعلبك مدينة آمنة".
لا ينفصل مفهوم المهرجانات عن حضارة الترفيه وحركات النزوح الصيفية وتوسع نطاق التغطية الإعلامية. المهرجانات وسيلة ناجعة لجمع الجمهور الشاب وجعله يتطلع الى القيم الجمالية، غير انها ليست سوى وسيلة من بين أخرى كثيرة. فهل يعني تكاثرها محاباة الثقافة الشعبية على حساب القيمة الفنية؟ ليس جمهور المهرجانات نخبوياً بالمعنى الطبقي، ولن تشكل المجموعات الاجتماعية الأكثر يسراً نواة لجماهير المهرجانات يوماً. المؤشر المالي عائق امام بلوغ الثقافة محليا بلا شك، غير انه ليس كذلك حصرا. العائق امام الثقافة في لبنان، ثقافي اولا وأخيرا.
 

 

 

أخبار أمنية وقضائية

 

 

قرى الحدود بقاعا" أفاقت على دوي انفجارات

بعلبك - " النهار"
افاق اهالي البلدات والقرى المحاذية للحدود السورية من شرق بعلبك الى الهرمل، على دويّ الانفجارات نتيجة أعنف اشتباكات دارت بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة منذ اندلاع الاحداث السورية.
وكان أهالي بلدات طفيل وحام ومعربون والخريبة الواقعة عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان سمعوا صباحا دويّ الانفجارات، ووصل صداها الى بلدة بريتال التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود.
وعمل الجيش اللبناني خلال الايام الاخيرة على نقل تعزيزات عسكرية الى الاماكن الجردية الحدودية مع سوريا، كما افاد عدد من الاهالي، تمهيدا لتوسيع نقاط الانتشار له على طول الحدود مع سوريا.

 

 قتيلان و13 جريحا بخلاف فردي في اشكال التبانة

طرابلس – "النهار"
تطور خلاف بين افراد من عائلتي الأسود وليزا في باب التبانة، الى تبادل إطلاق نار ادى الى سقوط قتيلين همسا حسام وعمر ليزا و13 جريحاً، نقلوا الى مستشفيات المدينة، في حين نقلت الجثتان الى المستشفى الاسلامي. وطاولت قنبلة محل خضر في المحلة وأدت الى احتراقه. وتمكنت وحدات من الجيش من دخول منطقة الاشتباكات، وبدأت بتسيير دوريات وعملت على تطويق الذيول.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن قوى الجيش المنتشرة في طرابلس، فرضت طوقاً أمناً حول مكان الاشتباكات، ونفذت حملة دهم واسعة لأماكن مطلقي النار، وتمكنت من توقيف عدد من المشتبه فيهم، ولاتزال تلاحق باقي المتورطين لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص.
 

6 طائرات اسرائيلية تخرق الاجواء اللبنانية


كشف فريق من "اليونيفيل" على موقع الخرق الاسرائيلي للخط التقني قبل 4 ايام في مزرعة بسطرة في مزارع شبعا، بغية رفع تقرير الى القيادة في الناقورة.
وفي اليرزة، اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان 4 طائرات حربية وطائرتي استطلاع تابعة للعدو الاسرائيلي، خرقت اول من امس الاجواء اللبنانية، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مختلف المناطق اللبنانية.

 


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,265,870

عدد الزوار: 6,984,778

المتواجدون الآن: 73