ريفي: لا خطوط حمراء وسنكمل المشوار>>>14 آذار تحمّل ميقاتي مسؤولية دماء الحسن وتطالبه بالاستقالة فوراً

الحريري يتهم الأسد باغتيال الحسن...وسام الحسن.. على صدر الجمهورية...الغدر يضرب الأشرفية ويغتال الحسن و8 أبرياء ويوقع مئة جريح

تاريخ الإضافة الأحد 21 تشرين الأول 2012 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2206    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري وجنبلاط يتّهمان الأسد بالجريمة و14 آذار تحمّل ميقاتي شخصياً المسؤولية وتدعوه للاستقالة
وسام الحسن.. على صدر الجمهورية
تمكنت يد الغدر من الجمهورية مرّة ثانية، وقصفت واحداً من أبرز أعمدة أمنها وأمانها، ومنطقة من أعزّ مناطقها، وصار في قدرة الطاغية بشّار الأسد وزمرة المجرمين والقتلة التابعين له التفاخر بأنّهم "أنجزوا" أخيراً ما عجزوا عن إنجازه على مدى سنوات، وأن "يطمئنوا" في تالي الأمر إلى أنّ أبرز الأبطال الذين واجهوا مؤامراتهم وإجرامهم وتفجيراتهم ومخططاتهم راح من طريقهم، وذهب لملاقاة ربّه ضمن قافلة شهداء الحرّية والسيادة والاستقلال.
وسام الحسن في ذمّة الله. سيّد الشجعان قضى شهيداً كما قضى من قبله رئيسه وملهمه الشهيد رفيق الحريري بانفجار غادر ومدمّر وحارق أخذ في لهيبه عشرات الضحايا المدنيين من أهل الأشرفية الأبيّة.. استشهد بهذا المعنى للمرّة الثانية بالأمس، بعد أن كان استشهد في المرّة الأولى يوم 14 شباط 2005.
الرئيس سعد الحريري، "تيّار المستقبل"، قوى 14 آذار في مجملها، النائب وليد جنبلاط، اللبنانيون السياديّون والاستقلاليون في كل مكان، الأمن الوطني، الدولة ومؤسّساتها ومشروعها الدائم، كل هؤلاء فجعوا بالجريمة الجديدة لبشّار الأسد، وجدّدوا في المقابل العهد والوعد بالاستمرار في المواجهة السياسية والنضال من أجل لبنان أوّلاً وأخيراً، ومن أجل سيادة تامّة، وإرادة حرّة، واستقلال ناجز.
ولم يتأخّر أو يتردّد الرئيس الحريري في توجيه الاتهام إلى الأسد مباشرة بالوقوف وراء جريمة اغتيال الشهيد الحسن وعاهد في مداخلة له عبر تلفزيون "المستقبل" وأخرى عبر محطة "العربية" بأنّه لن يسكت ولن يهدأ، وقال: "أنعي لكل اللبنانيين باسمي وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم تيار المستقبل وكل الأحرار في لبنان أخي وصديقي ورفيق دربي، العميد الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي".
وأضاف: "لقد كان العميد الحسن صمام أمان كبير ورئيسي للبنانيين، كما كان يشكّل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر ميشال سماحة الموقوف وغير ميشال سماحة، وعبر علي المملوك. بالتالي فإنّ مَن اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار. أنا أكيد أنّ الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعة، وأنا سعد رفيق الحريري أتعهّد لكم أني لن أسكت ولن أهدأ".
كما اتهم جنبلاط من جهته، الأسد وأجهزته بتنفيذ الجريمة وقال في سلسلة أحاديث تلفزيونية إن الحسن "وقع بيد بشار الأسد وعصابة (علي) مملوك وغيره، ذلك بعد كشفه لسيارة (الوزير السابق ميشال) سماحة، فقام بشار بالانتقام منه". وأضاف: "الحسن هو مَن كان يحمينا أمنياً، ولكن نحن لن نخاف، وجوابنا نحن فريق أحرار لبنان سيكون في السياسة"، داعياً إلى "ضرورة عدم اتهام أحد في الداخل سواء حزب الله أو غيره كي لا نحقق ما يريده الأسد"، وتابع: "الذي يدمّر سوريا هل سيكترث للبنان؟ هناك جهاز مخابرات سوري لا يزال متفلتاً في الداخل اللبناني، وهناك أكثر من ميشال سماحة في البلد".
ورأى رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع الذي تفقّد موقع الانفجار في الأشرفية أنّه "لو لم يكن هناك نوع من الغطاء والاختراق لما كان قُتل الحسن"، وقال: "قافلة الشهداء طويلة ولكننا سنكمل، المهم أن نأخذ قراراً بالاستمرار مهما كان الثمن".
وحمّلت قوى الرابع عشر من آذار بعد اجتماع لها عقدته في "بيت الوسط" الرئيس ميقاتي "شخصياً، بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء العميد الشهيد الحسن ودماء الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية، والحكومة مجتمعة المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة للمخطط الرامي إلى ضرب الاستقرار (...) وهذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيسها شخصياً مدعو إلى تقديم استقالته فوراً لأنّ بقاء هذه الحكومة يشكّل أعلى درجات الحماية للمجرمين والتغطية لهذا المخطط الإجرامي". وشدّدت على أنها "جريمة بتوقيع بشار الأسد وحلفائه الإقليميين وأدواته المحلية". ورأى أن أحد الأهداف الأساسية "هو استدراج لبنان إلى فتنة كبرى يجري الإعداد لها في أروقة النظام السوري وحلفائه الإقليميين وأتباعه في الداخل". وأعلنت عن "تشييع وطني شعبي" للعميد الحسن، ودعت الشعب اللبناني إلى "الجهوزية التامّة للتصدّي للمخطط الإجرامي".
وفي حين أجرى الرئيس نبيه برّي اتصالات تعزية بالرئيس الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وبرئيس الحكومة ووصف الجريمة بأنها "تفجير إرهابي بامتياز وجريمة منظمة (...) ضدّ كل لبنان"، عبّر "حزب الله" عن "إدانته الشديدة للجريمة النكراء" ورأى فيها "محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار"، ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى "استنفار أقصى الجهود والطاقات لوضع اليد على الجريمة وكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة".
الشارع
على أي حال، فإنّ الانفجار الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وأصاب أكثر من مئة بجروح في الأشرفية وتسبّب بدمار واسع النطاق، سرعان ما ترك انعكاساته الميدانية في معظم المناطق، حيث أفيد عن إقفال معظم الطرقات الداخلية والدولية شمالاً وشرقاً وجنوباً وصولاً إلى بعض مناطق بيروت بالإطارات المشتعلة، وسُجِّلت مناوشات متفرّقة في طرابلس تحديداً.
"قرارات مناسبة"
وكان لافتاً، أنه بينما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "الجميع إلى النظر إلى المصلحة العليا والسلم الأهلي للبنان واللبنانيين والعمل بقوّة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذبح مصالح الآخرين أو وقوداً لرسائلهم النارية ومصالحهم"، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة بيان أعلن "أن الجريمة النكراء بحجمها ونتائجها الفادحة (...) تستوجب من الرئيس ميقاتي التعامل مع هذا الحادث الجلل بما يناسب من قرارات خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم" المقررة في قصر بعبدا.
واشنطن
على المستوى الخارجي، دانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "بأشد العبارات ما يبدو أنه عمل إرهابي"، وقالت "لا شيء يبرّر هذا العنف (...) ندين هذا العمل الإرهابي". فيما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المسؤولين اللبنانيين إلى حماية بلدهم من "كل محاولات زعزعة الاستقرار من أي جهة أتت" ودان الانفجار "بأشد العقابات". وبدوره قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "لقد راعني الانفجار الهائل الشنيع جداً والذي يعكس مدى الازدراء بحياة الناس"، وأكد "الالتزام بدعم الحكومة اللبنانية في جهودها الرامية لبناء لبنان أكثر استقراراً وأمناً". ووصف وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي ما حصل بأنّه "مجزرة وعمل عنف جبان يستحق أشد إدانة". واعتبر الناطق باسم الفاتيكان فيديركو لومباردي أن ما حصل "عنف دموي عبثي يستحق أشد الإدانة".
وأبلغ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور باحتمال زيارته لبيروت اليوم لساعات عدّة. وقال منصور إنّ صالحي اتصل به مستنكراً "العمل الإرهابي الذي جرى في بيروت".
 
الحرس الثوري يقود قوة إقليمية ضاربة تضمّ "حزب الله" تحسباً لسقوط نظام دمشق
الأمم المتحدة والجامعة العربية تدعوان الأسد إلى "وضع حد للقتل والتدمير"
دعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى هدنة في سوريا خلال أيام عيد الأضحى انسجاماً مع المساعي التي يبذلها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي وصل الى دمشق أمس. وطالب بيان دولي عربي مشترك النظام السوري خصوصاً بـ"وضع حد للقتل والتدمير".
وكشفت مصادر استخباراتية عن وضع قيادات في الحرس الثوري الإيراني اللمسات الأخيرة لتنظيم مسلح إقليمي يضمّ عناصر النخبة من جماعة الحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان وعناصر في "حزب الله" الناشط في البحرين إضافة إلى تنظيمات عراقية موالية لطهران، تحسباً لتداعيات سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
فقد دعت الأمم المتحدة والجامعة العربية أمس الى هدنة في سوريا مع اقتراب عيد الأضحى انسجاماً مع المساعي التي يبذلها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك "كل الأطراف المتحاربين في سوريا الى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة (الابراهيمي) الى وقف إطلاق النار ووقف أعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الأضحى"، كما طالبا "كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بدعم هذا النداء".
واعتبرا أيضاً أن وقف إطلاق النار هذا يمكن أن يفتح الطريق أمام "عملية سياسية سلمية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو الديموقراطية والمساواة والعدالة"، ودعوا "بشكل خاص الحكومة السورية الى التحلي بالحكمة عبر وضع حد للقتل والتدمير لكي يتم التعامل مع المشاكل مهما كانت معقدة بالوسائل السلمية".
ويسعى الابراهيمي الى تأمين وقف لإطلاق للنار خلال الأيام الأربع لعيد الأضحى بدءاً من 26 تشرين الأول.
وقال الابراهيمي للصحافيين لدى وصوله الى مطار دمشق إن المحادثات حول الأوضاع في سوريا ستشمل "الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني". وأضاف "سنتحدث عن ضرورة تخفيف العنف الموجود إن أمكن بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وأن يتوقف القتال تماماً".
ومن المقرر أن يلتقي الابراهيمي اليوم وزير الخارجية وليد المعلم، على أن يعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في وقت لاحق. وكان المتحدث باسم الابراهيمي أحمد فوزي قال إن الموفد الدولي سيلتقي الأسد في وقت "قريب جداً جداً"، لكن "ليس السبت".
ولكن فرنسا اعتبرت أمس أن شروط وقف إطلاق النار في سوريا "لم تتوافر بعد".
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في تصريح صحافي إن "الدعوة الى وقف إطلاق نار اليوم (أمس) فيما شهدنا لتونا هذا القصف وهذه الحصيلة الرهيبة، يظهر جيداً أن شروط وقف إطلاق نار وتطبيقه واحترامه غير متوافرة". وأضاف "نأمل في إمكانية تغير هذا الوضع".
ومن بغداد (علي البغدادي)، كشفت مصادر استخباراتية مطلعة عن وضع قيادات في "الحرس الثوري" وشخصيات عراقية بارزة، اللمسات الأخيرة لتنظيم ميليشياوي مسلح بقيادة "قوة القدس" الإيرانية لمواجهة تداعيات ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأشارت المصادر في تصريح لـ"المستقبل" أن "الجبهة المتوقع الانتهاء من تشكيلها خلال الفترة المقبلة تضم الأجنحة العسكرية في الأحزاب الموالية لإيران الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط"، موضحة أن "الجبهة الجديدة تتشكل من عناصر النخبة في مجاميع مسلحة عراقية أبرزها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة ثأر الله ومنشقين عن جيش المهدي الجناح المسلح للتيار الصدري، بالإضافة الى عناصر من منظمة بدر بزعامة وزير النقل هادي العامري المنشقة عن المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم".
وتابعت المصادر أن "الجبهة المرتقبة تضم أيضاً عناصر النخبة من جماعة الحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان وعناصر في "حزب الله" الناشط في البحرين"، مبينة أن "التركيز حالياً يقوم على بناء الهيكل التنظيمي للتحالف المسلح وتوزيع مهام العناصر التي سيتم تكليفهم بها".
وأوضحت المصادر أن "الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع النائب العراقي السابق أبو مهدي المهندس (جمال جعفر محمد) سيكونان مسؤولين عن الجبهة الجديدة، كما أن اللجوء الى المهندس يعود إلى امتلاكه خبرات استخباراتية واسعة وله علاقات واسعة بالمخابرات الإيرانية ويحمل رتبة رفيعة في قوة القدس"، لافتة الى أن "المهندس مطلوب للولايات المتحدة والكويت لاتهامه بتفجير السفارتين الأميركية والفرنسية، وكذلك بمحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في عام 1983 فضلاً عن كونه مسؤولاً عن اختطاف الطائرة الكويتية كاظمة".
ولفتت المصادر الى أن "التشكيل الميليشياوي الجديد يهدف الى مواجهة تداعيات سقوط نظام الأسد وما ينبثق عنه من تهديد للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، والقيام بتفجيرات وأعمال عنف في سوريا في حال تولي نظام جديد للسلطة في سوريا، بالإضافة الى تكليف تلك المجاميع بإمساك الأوضاع في العراق ولبنان وتأجيج العنف في البحرين".
إلى ذلك، أكدت شخصية مقربة من زعيم القائمة العراقية اياد علاوي أن القيادة الروسية ستتخلى عن دعمها لنظام الأسد خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت الشخصية المقربة من علاوي التي فضلت عدم الكشف عن اسمها في تصريح لـ"المستقبل"، إن رئيس الوزراء السابق "اياد علاوي أجرى مباحثات في موسكو أخيراً مع القيادة الروسية في مقدمتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناولت الأوضاع في سوريا وسبل حل الأزمة".
وأوضحت أن "علاوي أكد أن القادة الروس سيتخلون عن دعم الأسد خلال الأسابيع المقبلة بسبب اتساع الضغوط الدولية عليهم وحصولهم على وعود بتقديم مساعدات مالية وامتيازات اقتصادية من قبل عدد من دول المنطقة"، مشيراً الى أن "قراءته لموقف روسيا تتلخص بحصول تحول في السياسة الروسية تجاه نظام دمشق قريباً".
وفي مقابلة مع صحيفة "الغارديان" نشرته في نسختها الالكترونية أمس، قال وزير الخارجية التركي داود أوغلو إن كارثة إنسانية "تلوح في الأفق وتهدد حياة الملايين من النازحين داخلياً واللاجئين السوريين في دول الجوار مع اقتراب فصل الشتاء، ويمكن أن تشعل في القريب العاجل حريقاً على مستوى المنطقة".
وأضاف أن الأزمة في سوريا "استمرت لفترة كافية والسوريون يستغيثون في طلب المساعدة ولا يمكن تجاهل نداءاتهم أكثر من ذلك، وكم يمكن لهذا الوضع أن يستمر على هذه الشاكلة"، مشيراً إلى "أن الأمين العام للأمم المتحدة اعتذر بعد 20 عاماً على ما حدث في البوسنة". وتساءل "من سيعتذر على ما وقع في سوريا بعد 20 عاماً، وكيف يمكننا البقاء خاملين؟".
وقال داود أوغلو للصحافيين في أنقرة "من المهم أن يوقف النظام السوري الذي يقصف شعبه بالطائرات الحربية والهليكوبتر هذه الهجمات فوراً ومن دون شروط"، وقال "نتوقع أن يقوم المجتمع الدولي بتوجيه إنذار صارخ عبر مجلس الأمن الدولي من أن بعض الإجراءات التي تمارسها دمشق تشكل جريمة حرب".
وأصدر الاتحاد الأوروبي في قمته في بروكسل مشروع قرار يطالب بوقف العنف ودعم مهمة الاخضر الابراهيمي.
ميدانياً، استمر القصف المكثف الذي يقوم به نظام الأسد لمختلف المدن المعارضة للنظام، وارتفع عدد شهداء سوريا إلى 239 بينهم أحد عشر طفلاً وثماني نساء، واحد وخمسون شهيداً في دمشق وريفها، اربعة وعشرون شهيداً في إدلب بينهم سبعة شهداء في معرشورين، ثلاثة وعشرون شهيداً في حلب، اثنا عشر شهيدا في حمص، أحد عشر شهيداً في الرقة بينهم سبعة شهداء أعدموا ميدانياً، عشرة شهداء في دير الزور، تسعة شهداء في درعا، ثمانية شهداء في حماه وشهيدان في اللاذقية.
وكان مقاتلو المعارضة السورية اتهموا الطيران الحربي السوري الذي استأنف أمس قصف مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد، باستخدام قنابل عنقودية..
وردّت المدفعية التركية أمس على سقوط قذيفتين سوريتين في الأراضي التركية لم تسفرا عن سقوط ضحايا، كما ذكرت شبكة "تي.ار.تي" التلفزيونية العامة. وأضافت الشبكة أن القذيفتين السوريتين سقطتا في منطقة غير مأهولة في محافظة هاتاي (جنوب)، وأن القذائف التركية استهدفت أيضاً مناطق غير مأهولة.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية، لجان التنسيق المحلية، "المستقبل")
 
الغدر يضرب الأشرفية ويغتال الحسن و8 أبرياء ويوقع مئة جريح
صلاح تقي الدين
بعد أن اعتقد اللبنانيون أن "شبح" مسلسل التفجيرات والاغتيالات السياسية قد توقف لأسباب عديدة أهمها أن "القاتل" منشغل في ترتيب مسائل بيته الداخلية، عاد هذا "الشبح" ليهيمن على لبنان، ويطل بعد ظهر أمس في ساحة ساسين في الأشرفية، حيث استهدف رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد الشهيد وسام الحسن ومرافقه، وأدى لسقوط ثمانية شهداء مدنيين وإصابة نحو مئة بجروح جسيمة بالمباني السكنية والمتاجر في المنطقة إلى جانب تضرر سنترال الاتصالات في المنطقة.
وكانت سيارة مفخخة بعبوة ناسفة قدرت زنتها بنحو 30 كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار قد هزت محلة ساحة ساسين - الاشرفية بعد انفجارها أمام مبنى سكني من خمس طبقات مقابل مكتبة الفرح على بعد 200 متر من بيت الكتائب. وقد ألحق الانفجار أضراراً هائلة بالأبنية السكنية والمحال التجارية في دائرة يبلغ قطرها حوالى 500 متر.
وبعيد وقوع الانفجار وقبل أن تتضح عملية الاغتيال، عادت الأسئلة نفسها التي شغلت بال اللبنانيين بين العامين 2004 و2008 لتُطرح بقوة من جديد: متى يتوقف مسلسل التفجيرات الدموية؟ لماذا على لبنان واللبنانيين أن يكونوا دوماً ضحية تقاتل الآخرين على حسابهم؟ غير أنه وبعد جلاء الصورة و"اكتشاف" هوية الضحية المباشرة للتفجير، تغيّرت الأسئلة وطرحت نفسها بقوة: هل بدأ بشار بتنفيذ تهديده بتفجير لبنان؟ هل سيتأثر لبنان بتداعيات الأزمة السورية؟ هل ستصدق التنبؤات بوقوع الفتنة؟.
لكن القاسم المشترك لردود الفعل كان أن اغتيال الشهيد الحسن جاء انتقاماً مباشراً من دور رئيس فرع المعلومات الساهر على الأمن بفضح مخطط ميشال سماحة و"رؤسائه" في سوريا العميد علي مملوك والعقيد علي عدنان، وما تخبئه الأيام عن تورط مستشارة الأسد بثينة شعبان بهذا الملف أيضاً. وبما أن توقيف سماحة اعتبر ضربة مباشرة "تحت الزنار" للساعين إلى نقل الفتنة إلى لبنان، فإن اغتيال الحسن كان رسالة بأن "لدينا أكثر من سماحة واحد في لبنان". واعتبرت قوى "الرابع عشر من آذار" التي عقدت اجتماعاً استثنائياً في بيت الوسط أن "اغتيال العميد الشهيد وسام الحسن هو إعلان أن قوى الشر والإرهاب مصممة ومستمرة في محاولة إنجاز ما بدأته في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ودعت إلى "تشييع وطني شعبي للعميد الشهيد والاستعداد للخطوات التي ستلي لتصحيح المسار الخطير". واعتبرت أن "أحد الأهداف الأساسية للجريمة هو استدراج لبنان إلى فتنة كبرى" محمّلة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "شخصياً مسؤولية دماء العميد الشهيد ودماء الأبرياء الذين سقطوا" وأن "الشراكة الوطنية يستحيل أن تعيش وتستمر على وقع هذا المسلسل الرهيب من الاغتيالات السياسية".
على الصعيد الرسمي، أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان، أن "عودة أسلوب القتل والتدمير تطاول أولاً المواطنين الأبرياء الذين هم دائما العنوان الأول لمثل هذه الرسائل التفجيرية التي تستهدف الأمن والاستقرار". واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الانفجار على أبواب عيد الأضحى يدل على تعمق الجريمة في نفوس الفاعلين". وقدم برّي لميقاتي التعازي باستشهاد الحسن كما اتصل بالرئيس سعد الحريري معزياً وأجرى اتصالاً بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي معزياً إيّاه وقيادة قوى الأمن الداخلي.
وشدد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة على أن "حادث التفجير الإجرامي الذي استهدف المواطنين الآمنين الأبرياء في منطقة الأشرفية مستنكر ومرفوض بكل المقاييس وهو يستهدف الأمن والسلام والاستقرار في لبنان" وشدد على أنه "كما فشل المجرمون سابقاً في النيل من صمود اللبنانيين وقوتهم وتمسكهم بوطنهم فإن الفشل هذه المرة سيكون من نصيب من سبق أن واجه الفشل عينه".
ودان قائد الجيش العماد جان قهوجي الجريمة وقال في بيان إن "العلاقة القريبة والصداقة التي كانت تربطني بالشهيد وعمليات التنسيق والتعاون القائم بين جهازه وقوى الأمن والجيش كانت كبيرة جداً، وهذا التعاون ساهم في محطات كبيرة بتخليص البلد من مخاطر كبيرة"، معتبراً أن "الشهيد خسارة لكل لبنان وليس فقط لعائلته ولا للعسكر، الشهيد نذر حياته كلها للبنان واستشهد من أجل لبنان".
من جهته، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إنني مصاب بما جرى على المستوى الشخصي وأوجه نداء الى اللبنانيين كي يروا أين هو الشر في هذا البلد ومن يستشهد فيه. نحن في عز دين مسلسل الاغتيالات لكن ذلك لن يفيدهم".
ودان "حزب الله" بشدة في بيان "الجريمة النكراء التي استهدفت العميد وسام الحسن مما أدى الى استشهاده مع عدد من المواطنين اللبنانيين وجرح العشرات فضلاً عن الأضرار الجسيمة في الأبنية والممتلكات".
بدوره عبر رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون عن إدانته الشديدة لاغتيال العميد وسام الحسن وقال "ندين بقوة هذا الإجرام ورحمة الله على الحسن وشهداء الأشرفية".
 
الحريري يتهم الأسد باغتيال الحسن
اتهم الرئيس سعد الحريري الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد الشهيد وسام الحسن، معاهداً اللبنانيين بأنه لن يسكت ولن يهدأ عن هذه الجريمة البشعة.
وقال عبر مداخلة لتلفزيون "المستقبل" امس: "أنعي لكل اللبنانيين باسمي وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم تيار المستقبل وكل الأحرار في لبنان أخي وصديقي ورفيق دربي، العميد الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وسام كان رفيق الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصديقه، كما كان بمثابة الأخ لنا جميعاً في العائلة. لقد عمل العميد الحسن لحظة اغتيال الرئيس الشهيد ليل نهار لكشف حقيقة الجرائم والاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت لبنان واللبنانيين وقياداتهم".
أضاف: "كان العميد الحسن صمام أمان كبيرا ورئيسيا للبنانيين، كما كان يشكل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر ميشال سماحة الموقوف وغير ميشال سماحة، وعبر علي المملوك. بالتالي فإن من اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار. أنا أكيد أن الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعة، وأنا سعد رفيق الحريري أتعهد لكم أني لن أسكت ولن أهدأ. رحمك الله يا وسام الحسن وألهم عائلتك ووالديك الصبر. وسام الحسن، نحن سنشتاق إليك".
سئل: في العام 2005، بعد لحظات من استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري سئلت على قناة الـ "سي.أن.أن" من المسؤول عن جريمة الاغتيال ويومها أجبت: "واضح من ارتكب الجريمة". اليوم من تتهم باغتيال وسام الحسن؟، أجاب: "بشار حافظ الأسد".
وكان الرئيس الحريري دان في وقت سابق، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، "الإعتداء الإرهابي الجبان الذي تعرضت له الأشرفية"، معتبراً أنه "اعتداء على كل لبنان وعلى كل لبناني، وهو عمل جبان موجه ضد استقرار وطننا وأمنه".
وإذ توجه "بخالص التعازي الى أهالي الشهداء، وخالص مشاعر التضامن مع أهالي الجرحى وكل أهلي في الأشرفية وبيروت الحبيبة"، طالب "السلطات المختصة بالتحرك بأقصى حزم وسرعة والقيام بكل ما يمليه عليها واجبها لحماية المواطنين وأمنهم وأرواحهم وممتلكاتهم والضرب بيد من حديد في وجه كل من تسوّل له نفسه التلاعب باستقرار لبنان وأمنه".
 
..ويؤكد لـ "سي أن أن" : متفجرات سماحة بأمر مباشر من الأسد
أكد الرئيس سعد الحريري أن "اغتيال العميد وسام الحسن، رسالة من دمشق، تقول إننا سنطالكم أينما كنتم في لبنان إذا كنتم ضد النظام". ولفت الى أنه "متأكد من وجود أدوات كثيرة للنظام السوري في لبنان، وهناك لاعبون كثر يستطيعون أن يفعلوا أمراً كهذا، ومن الأكيد أنهم من حلفاء سوريا". وأشار الى أن "التسجيلات التي حصل عليها الحسن من ميشال سماحة، تشير الى أن بشار الأسد هو الذي أعطى أوامر لعلي مملوك، من أجل القيام بكل الأمور التي قام بها سماحة".
وهنا نص المقابلة التي أجرتها شبكة "سي أن أن" مع الرئيس سعد الحريري:
[ ما هو تعليقك على التفجير في بيروت اليوم؟.
ـ من الواضح أن النظام في سوريا لن يتوقف أمام أي شيء لضمان استمراريته، وكوننا أعداء سياسيين له، لطالما اعتقدنا أن بشار الأسد قتل (الرئيس الشهيد) رفيق الحريري، وها هو اليوم يقتل (العميد) وسام الحسن، الذي كشف مخططاً كبيراً في لبنان، أسفر عن توقيف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، الذي تم ضبطه بالجرم المشهود، ينقل خمسين كيلوغراماً من المواد المتفجرة، أعطاه إياها مسؤول مخابراتي سوري كبير هو علي مملوك، من أجل أن يتم تفجيرها في لبنان، وكشفت التسجيلات التي حصل عليها وسام الحسن من ميشال سماحة، أن بشار الأسد هو الذي أعطى أوامر لعلي مملوك، من أجل القيام بكل هذه الأمور.
[ لقد استنكر "حزب الله" التفجير اليوم، وأنت تقول إن بشار الأسد نفسه هو وراء هذا التفجير؟.
ـ وسام الحسن ضبط الوزير السابق ميشال سماحة بالجرم المشهود مع 50 كيلوغراماً من المواد التفجيرية، ومن حسن الحظ أن وسام الحسن تمكن من ضبطه في حينه، لكن لسوء الحظ، وسام الحسن دفع الثمن اليوم، لنجاحه قبل شهر ونصف الشهر، وهذا النظام يقتل شعبه، ومن الأكيد أنه لن يتردد في قتل لبنانيين، والتهديدات التي وجهت الى وسام الحسن في الأسابيع الماضية، كانت واضحة جداً من قبل حلفاء بشار الأسد في لبنان وخارجه.
[ إذا كانت سوريا وراء هذا التفجير في بيروت، ما هي الرسالة من دمشق هذا المساء؟.
ـ الرسالة من دمشق هي أننا سنطالكم أينما كنتم في لبنان إذا كنتم ضد النظام، وهم يقولون مهما تحاولون أن تفعلوا، سنواصل اغتيال اللبنانيين، حتى نصبح جميعنا على ما هو عليه "حزب الله" وحلفاؤه اليوم.
[ ما هو تأثير سوريا على لبنان وسياسته اليوم؟.
ـ إن سوريا اليوم تتحول أداة لإيران، كما أن بعض حلفاء سوريا في لبنان هم أدوات لسوريا وإيران، حتى وصل الحال ببعضهم الى حد إرسال لبنانيين الى سوريا، من أجل أن يحاربوا الى جانب النظام، ضد الإرادة الحرة للشعب الذي يريد تغيير النظام، وهذه مشكلة كبيرة لنا في لبنان، ولطالما كان لسوريا تأثير في لبنان، ولكن لم يحصل أن حارب لبنانيون الى جانب النظام ومصلحته، ولكنها هذه المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر، الذي من شأنه أن يؤثر على المرتكزات اللبنانية، وأنا مقتنع أن بشار الأسد هو أداة لإيران.
[ لو كنت لا تزال رئيساً للوزراء، ماذا كنت تتوقع أن ترى في المستقبل؟.
ـ أنا مقتنع بقوة أن هذا النظام سيسقط في آخر المطاف، ولا يمكننا أن نقف معه ضد شعبه، لذلك، موقفنا السياسي كان الوقوف مع الشعب السوري، فالنظام سيسقط، والشعب سيختار قائداً جديداً لسوريا، ونحن ندعم الشعب السوري، لأنه يريد رئيساً ديموقراطياً لبلاده، وقد استخدم بشار الأسد كل ما لديه من أسلحة لتدمير شعبه، من أجل أن يبقى في السلطة، ولو كنت رئيساً للوزراء، لوقفت في وجه بشار الأسد، ورفضت أن يصدّر الينا إرهابييه.
[ من لديه الإمكانات التقنية لتنفيذ تفجير كهذا؟.
ـ لا استطيع أن أقول من لديه مثل هذه الإمكانات، ولكنني متأكد أن النظام لديه أدوات كثيرة في لبنان، ولبنان مكشوف أمنياً، وهناك لاعبون كثر يستطيعون أن يفعلوا أمراً كهذا، ومن الأكيد أنهم من حلفاء سوريا.
 
أطنان الحقد والإجرام
لارا السيد
عادت لغة الانفجارات لتهدّد بأحرفها الدموية قدر اللبنانيين الذين أصبحوا المطلوب رقم واحد في أجندة العابثين بأمن لبنان واستقراره، بحسب ما بيّنته فظاعة الانفجار الذي هزّ الأشرفية حاملاً في طيّاته رسائل سياسية واضحة المعالم تبشّر بما ستؤول إليه صورة المنطقة الملتهبة بنيران ما يحصل في الجانب السوري.
أطنان الحقد التي فجّروها باستهداف العميد وسام الحسن، عكست مدى الرعب الذي كان يختلج قلوبهم من حقيقة لن يستطيعوا إخفاءها مهما استخدموا من أساليب رخيصة للعبث بأمن وطن عمل العميد الشهيد من خلال شعبة المعلومات لكشف مؤامراتهم الدنيئة وإجرامهم المتنقّل بين لبنان وسوريا.
هالتهم قدرتك أيها "الوسام" في كشف خيوط "عهرهم" السياسي الذي ينفّذونه قتلاً وتفجيراً، فرصدوك في في كل الطرق خلال توجّهك للقيام بمهامك في تأمين حماية المواطنين، غير آبهين بموقع الاستهداف باعتباره مكاناً سكنياً وتجارياً يضجّ بالحياة التي لن تستطيع يد الإجرام أن تدفنها، بل ستبقى نابضة بالحرية.
الصدمة على الوجوه اختصرت هول الفاجعة التي طالت مئات الضحايا من القتلى والجرحى الذين كانوا فريسة لإرهاب لا يراعي الإنسانية ويتلذّذ بدموية قتل مَن يؤمنون بلبنان أولاً وبالدولة طريقاً لبلد حرّ يريد البعض ويصرّ على أن يبقى رهينة نظام يتلاشى ويريد أن يستخدم لبنان ورقة أخيرة علّه يساعده على أن لا يلفظ أنفاسه الأخيرة.
حجم انفجار الحقد بيّنته الحفرة التي خلّفها والأضرار الجسيمة التي طالت المباني والأماكن التجارية والزجاج المتطاير والسيارات المتضرّرة على بُعد مئات الأمتار، يعكس حال الرعب التي أصابت سكان شارع ابراهيم المنذر وكل أحياء الأشرفية، حيث سارع المواطنون إليها لتفقّد أهاليهم وأقاربهم.
الدموع والصراخ والحزن والغضب جمع كل مَن تواجد في الأشرفية حيث عبوة الحقد تفتّت شظاياها فتطايرت أشلاء بشرية تعبّر عن فظاعة الخبث الذي أبى إلاّ أن ينال من حقيقة باتت واضحة ولم ولن يخفيها دخان الاغتيالات المستمرة.
"لن نركع"، "شو بدّن منّا"، "يحلّوا عنّا"، "لوين آخدين البلد"، عبارات ردّدها كل المتواجدين الذين عبّروا عن سخطهم للتراخي الحكومي والفلتان الأمني، وأعلنوا تمسّكهم بمبادئ الحرية والاستقلال التي صبغت الأشرفية باعتبارها وساماً للحرّية في مختلف المراحل.
عجّ موقع الانفجار بالشخصيّات السياسية التي توافدت لتفقد المكان الذي فرضت حوله القوى الأمنية إجراءات مشدّدة لإجراء التحقيقات اللازمة.
الغصّة جمعت الناجين الذين تبادلوا التهاني بالسلامة، إلاّ أنّ الدموع عبّرت عن الألم مما حصل.
"هل سيعاقب المجرم؟ هل سيتم كشف هويته؟ مَن سيعيد للموتى حقهم؟ مَن سيعوّض على المتضررين؟"، أسئلة طرحها الناس الذين ينتظرون من حكومة يبدو أنّها نائية بنفسها حتى عن توفير أبسط الحقوق لمواطنيها وهي العيش في وطن حرّ سيّد مستقل وآمن.
 
 
14 آذار تحمّل ميقاتي مسؤولية دماء الحسن وتطالبه بالاستقالة فوراً
حمّلت قوى الرابع عشر من آذار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "شخصياً مسؤولية دماء العميد الشهيد وسام الحسن ودماء الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية"، وطالبت الحكومة "بالرحيل ورئيس الحكومة بتقديم استقالته فوراً". ودعت الشعب اللبناني إلى "جهوزية تامة للتصدي للمخطط الإجرامي والاستعداد للخطوات التي ستلي لتصحيح المسار الخطير الذي وصلت إليه البلاد بالارتهان للنظام السوري".
وقالت في بيان اثر اجتماعها الطارئ في بيت الوسط أمس، بحثت خلاله جريمة اغتيال الحسن: "أيها اللبنانيون، إن اغتيال العميد الشهيد وسام الحسن في الجريمة الإرهابية التي استهدفت منطقة الأشرفية في بيروت هو إعلان أن قوى الشرّ والإرهاب مصمّمة ومستمرة في محاولة إنجاز ما بدأته في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. سقط العميد وسام الحسن وهو يعمل على إيقاف هذا المخطط الجهنّمي. سقط وهو يستبسل لوقف آلة القتل والإجرام. سقط وهو يجهد لسوق المجرمين إلى العدالة اللبنانية والدولية. إنها جريمة بتوقيع نظام بشار الأسد وحلفائه الإقليميين وأدواته المحلية. إنهم يريدون من جريمة اغتيال العميد وسام الحسن ترويع اللبنانيين من جديد، وإخافة كل لبنان، فكلا، وألف كلا. إن شعب لبنان لم ولن يخضع لمسلسل الترهيب والإرهاب والجريمة السياسية المنظمة".
أضافت: "إن قوى الرابع عشر من آذار إذ تنعي إلى اللبنانيين وكل الشرفاء في العالم العربي والعالم الشهيد وسام الحسن وشهداء مجزرة الأشرفية تؤكد أن هذه المؤامرة الجديدة لن تمرّ. وإننا سنهبّ معاً لتشييع وطني شعبي للعميد الشهيد وسام الحسن وندعو الشعب اللبناني إلى جهوزية تامة للتصدي للمخطط الإجرامي والاستعداد للخطوات التي ستلي لتصحيح المسار الخطير الذي وصلت إليه البلاد بالارتهان للنظام السوري وسياسة المحاور عبر حكومة تغطي الجرائم بحق اللبنانيين وقياداتهم الوطنية".
واعتبرت "إن أحد الأهداف الأساسية لجريمة اغتيال وسام الحسن، هو استدراج لبنان إلى فتنة كبرى، يجري الإعداد لها في أروقة النظام السوري وحلفائه الإقليميين وأتباعه في الداخل"، أضافت: "نحن في 14 آذار نؤكد مجتمعين وبكل قوانا السياسية والشعبية مواجهتنا لهذا المخطط الذي نتطلع إلى تضافر جهود كل اللبنانيين في إسقاطه، وإسقاط السياسات المعلنة لانقاذ النظام السوري على حساب لبنان وسيادته ووحدته الوطنية".
وأعلنت " تحميل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شخصياً، بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء العميد الشهيد وسام الحسن ودماء الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية، وتحميل الحكومة مجتمعة المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة للمخطط الرامي لضرب الاستقرار ومن ضمنه هذه الجريمة النكراء. وبناء عليه، فإن هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة شخصياً مدعوّ إلى تقديم استقالته فوراً. إن بقاء هذه الحكومة يشكل أعلى درجات الحماية للمجرمين والتغطية لهذا المخطط الإجرامي".
وأكدت "ان الشراكة الوطنية يستحيل أن تعيش وتستمرّ على وقع هذا المسلسل الرهيب من الاغتيالات السياسية، وعلى وقع التغطية السياسية التي يوفرها البعض لعمليات الاغتيال بدءاً من عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اغتيال العميد الشهيد وسام الحسن وكل شهداء انتفاضة الاستقلال".
ولفتت الى أن "استشهاد وسام الحسن لا ينفصل عن استشهاد رفيق الحريري وكل شهداء 14 آذار وعليه فإن تسليم المتهمين باغتيال الرئيس الحريري إلى الدولة اللبنانية لتتولى بدورها تسليمهم إلى المحكمة الدولية هو المدخل لإنقاذ الشراكة الوطنية من الخطر والتأسيس لمرحلة وطنية، بل لشراكة وطنية في مواجهة مسلسل الاغتيالات السياسية في لبنان".
وطالبت "كل العرب فهم ما جرى في الأشرفية، وإن كل المجتمع الدولي مطالب بفهم ما جرى ويجري في لبنان. والكل مطالب بإثبات أنهم لم يسلموا وطننا بالكامل لنظام العنف والفوضى والقتل والإرهاب الذي يريده له بشار الأسد ومعه، لا بل قبله، حلفاؤه الإقليميون". وأعلنت "إبقاء اجتماعاتها مفتوحة، وتأليف لجنة طوارئ لمتابعة التطورات السياسية والميدانية،" داعية "اللبنانيين إلى مواكبتها للاستعداد للخطوات المقبلة".
 
قاهر الشبكات الإسرائيلية.. والسورية
ي.د
كل المتتبعين لمسيرة العميد وسام الحسن كانوا يدركون أن هذا الرجل يسير على درب الشهادة.. لقد اختار وسام طريقاً محفوفة بالألغام والمخاطر، كان أكثر من غيره يتحسس الموت الذي يلاحقه على أيدي أعداء الحياة وأعداء لبنان منذ أكثر من سبع سنوات.
لم يكن استشهاد وسام خسارة للفريق السيادي ولـ"تيار المستقبل" إنما للبنان وأمنه واستقراره وسيادته، فهذا الشهيد الذي اتخذ على عاتقه البحث والتنقيب عن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي لم يتعب ولم يكلّ إلى أن تمكن من كشفهم ووضعهم أمام حقيقة التاريخ وأمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كان يستشعر أنه أعطى لحياته ما تستحق ما دام بلغ مرحلة كشف القتلة وإن كانت الخاتمة أن يسقط شهيداً كبيراً كشهادة رفيق الحريري وباقي الشهداء، وهو ما كان يتوقعه ويواجهه بصبر وصمت وإيمان قل نظيره.
بعيداً عن دور الشهيد الحسن في وصول ملف الرئيس الحريري إلى مبتغاه ونهايته المنشودة، فإنّ عشرات القضايا التي ارتضى المجازفة فيها، جعلت منه مشروع شهيد، لقد اختار الجبناء هذا الرقم الصعب في المعادلة الأمنية، هدفاً لجريمتهم الجديدة ونجحوا في ذلك، غير أن هؤلاء الجبناء لم يقدروا تضحيات هذا الشهيد الكبير وعمله الدؤوب في حماية لبنان منذ العام 2005 وحتى الآن، وكيف لا يجعلون من وسام الحسن هدفاً أولياً، طالما ان هدفهم الأكبر هو ضرب أمن البلد ككل، ويستحيل ضرب الأمن اللبناني ما لم تزل هذه الصخرة الصلبة من أمامهم؟!
لا شك في أن الفريق الواقع الآن في دائرة الشبهة لا بل في صميم الاتهام، بالاستناد الى التهديدات التي وجهها إلى العميد الحسن سيلمح إلى أن أصابع إسرائيل هي وراء هذه الجريمة، والذرائع بالنسبة لهذه الجوقة كثيرة، فهم قادرون الآن على أن يُخرجوا من جعبتهم براعة وسام الحسن في تفكيك عشرات شبكات التجسس العاملة لمصلحة إسرائيل، ولا سيما الشبكات التي كانت تفرّخ داخل كوادر وقيادات "حزب الله" عدا عن الشبكات الإرهابية، إلا أن هذه الذرائع لن تعفي الفريق المتهم من تبعات التهديدات العلنية والمبطنة التي وجهها فريق سوريا إلى وسام الحسن، وهنا يمكن العودة بسهولة الى تصريحات ومقابلات اتباع سوريا في لبنان على الشاشات اللبنانية التابعة لنظام الأسد، كما أنه يمكن العودة إلى عمليات التخوين والتهديدات المباشرة والصريحة التي كانت تصدر يومياً والتي تستهدف وسام الحسن بشكل فاقع وفاضح، وكل هذه الحملة مردها الى أن وسام الحسن نجح في إحباط مخطط ميشال سماحة وتوقيفه وتقديمه إلى العدالة مع أدلة ثابتة وصلبة وقوية وغير قابلة للطعن أو الإبطال.
من المؤكد أن هذه الأثمان الباهظة التي تدفعها شعبة المعلومات من أجل أمن لبنان، بدءاً من محاولة اغتيال العقيد سمير شحادة الى اغتيال الرائد وسام عيد وصولاً إلى وسام بالأمس، والذي أحبطت قبل أشهر محاولة مماثلة لاغتياله واغتيال اللواء أشرف ريفي، ستجعل لبنان مكشوفاً أمنياً إلى أبعد الحدود، باعتبار أن العميد الشهيد كان العقل المخطط لمكافحة كل الجرائم الإرهابية، وإذا كان لا بد من المرور بسرعة على إنجازات وسام الحسن فإنّ بصماته كانت وستبقى ماثلة بدءاً من اغتيال الرئيس الحريري، ومن بعدها عمليات الاغتيال التي طاولت شخصيات سياسية ونيابية أخرى، مروراً بشبكات التجسس والإرهاب ومن أبرزها توقيف القيادي العوني فايز كرم بعد ضبطه بالجرم المشهود بجرم العمالة للموساد الإسرائيلي، وصولاً الى كشف الخيوط الأساسية في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب الذي يرفض "حزب الله" تسليم المشتبه به الذي أعلن اسمه، قبل أن يتمكن الحسن من إحباط أخطر مخطط إرهابي كان مقدراً له أن يستهدف لبنان، من خلال اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة وإماطة اللثام عن القيادات السورية المتورطة معه، وعلى ما يبدو إن العميد الشهيد دفع أمس ثمن حبّه للبنان والاستماتة من أجل حماية أمنه واستقراره وسلمه الأهلي الذي كان عرضة للاستهداف على يد الفريق التخريبي في لبنان الذي يستقي تعليماته من النظام السوري، والذي كان وما زال العماد ميشال عون أحد أدوات هذا الفريق، الذي لم ينفك يوماً عن مهاجمة الشهيد وسام الحسن ومسيرته المشرفة والتي كانت السبب في بقاء عون في لبنان، وربما بقائه على قيد الحياة.
 
ريفي: لا خطوط حمراء وسنكمل المشوار
أكد المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن "أي خط أحمر يتعلق بأمن البلد سوف نقطعه مهما كلف الأمر". وشدد على أنه "سوف نتحدى كل مَن يقف في وجه أمن الوطن، وجاهزون كي ندفع الثمن مهما كلف الأمر وأمانة الشهادة أن نكمل المشوار مهما كانت التضحيات". وأشار الى أن "روح وسام الحسن سوف تكشف قاتلها".
وتوجه في مداخلة عبر قناة "المستقبل" أمس، بالتعازي الى "رجال قوى الأمن كافة والى الشعب اللبناني، إزاء خسارة قيمة أمنية مميزة"، وشدد على أن "التحدّي الأكبر أن نكمل المشوار وأن نحافظ على دم الشهيد ونحافظ على أولادنا ووطننا". وأكد أن "الضربة موجعة جداً، لكن الضربات لن تثنينا عن إكمال المشوار مهما كانت التضحيات".
وعن تهديده والحسن قال: "أتصور أن الجميع يعلم أن أي انجاز بوجه الفاعل، يكون الفاعل هو مَن يهدّد، نحن أخذنا الاحتياطات ولكن لا نستطيع الادّعاء بأننا نستطيع تأمين أمن بالمطلق، وجزء من قدرنا أن ندفع الثمن غالياً جداً إلا أننا سوف نكمل المشوار مهما كلفنا الأمر وسوف نكون على قدر ثمن استشهاد وتضحية عميدنا وسام الحسن".
وشدد على أن "الخسارة كبيرة، فقيدنا عمود أساسي من أعمدة الأمن الاستراتيجي وعلى مستوى عالٍ من المهنية، لكن في المقابل لن نستسلم والأمل دائماً كبير في هذا الوطن، علينا أن نحفظ وحدة هذا الوطن وأمنه وأن نحفظ أبناءنا". ورأى أن " قوى الخير سوف تربح في النهاية ونحن على ثقة من انتصارنا".
وجزم أن "لا خطوط حمراء، وأن أي خط أحمر يتعلق بأمن البلد سوف نقطعه مهما كلف الأمر وسوف نتجاوزه ، فنحن مؤتمنون على أمن أولادنا وبلادنا، والخط الأحمر الوحيد هو أمن الوطن، وسوف نتحدى كل مَن يقف في وجه أمن الوطن، وجاهزون كي ندفع الثمن مهما كلف الأمر وأمانة الشهادة أن نكمل المشوار".
وأشار الى أن "روح وسام الحسن سوف تكشف قاتلها"، لافتاً الى أننا "وصلنا الى درجة عالية من المهنية ولن نسمح لأي جريمة في البلد أن تمر من دون كشفها والوصول الى مرتكبها، منذ 2005 حققنا إنجازات نوعية وهذه الجريمة تخلق لنا تحدياً أكبر كي تنام روح وسام الحسن قريرة الى جانب شهداء هذا الوطن".
وأشار الى أنه فقد "رفيقاً رافقني في هذه المسيرة منذ بدايتها، وأتعهد بتكملة المشوار من دون استسلام أو تراجع مهما كلف الأمر".
من جهة أخرى، نقل مراسل المؤسسة اللبنانية للارسال عن اللواء ريفي أن هناك اقتراحاً "بأن يُدفن العميد الشهيد وسام الحسن إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت".

 

 

"لن نخاف وسنمضي في المواجهة السياسية"
جنبلاط: الحسن وقع أسير الأسد وعصابة المملوك
وجّه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اتهاماً مباشراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء اغتيال رئيس فرع المعلومات العميد الشهيد وسام الحسن عبر الانفجار الذي وقع في الأشرفية أمس، معتبراً أن الحسن "وقع بيد بشار الأسد وعصابة (اللواء علي) مملوك وغيره، بعد كشفه لسيارة (الوزير السابق ميشال) سماحة، فقام بشار بالانتقام منه".
وقال جنبلاط في اتصال مع قناة "الجزيرة" أمس: "رحمة الله على وسام، خسرنا صديقاً كبيراً كان أخلص الناس لرفيق الحريري". ولفت إلى أنه "بالسياسة سينتصر الشعب اللبناني والشعب السوري الحر"، مذكّراً بأنه "عندما اجتمعت غالبية الشعب اللبناني في ساحة الشهداء عند اغتيال الحريري واجهنا بالسياسة، لأننا لا نملك كالسوريين أجهزة أمنية إجرامية، بل سنواجه بالسياسة".
أضاف: "عتبي على المجتمع الدولي الكاذب أو ما يسمى "أصدقاء سوريا" الذين يتركون الشعب السوري يذبح واليوم يذبح الشعب اللبناني، ولا نملك إلا الكلمة الحرة، وسوف نواجه بالسياسة. واجهنا بالسياسة عند اغتيال الحريري ولم تحصل ضربة كف، ولن تحصل الفتنة اليوم التي يريدها بشار الأسد الذي دمّر سوريا واليوم يريد تدمير لبنان".
وشدد على ضرورة "المواجهة السياسية والالتفاف حول وسام الحسن في يومه، وأن نتمثل بسيرة رفيق الحريري كما فعلنا في العام 2005 وأن نمضي في المواجهة السياسية ونحن لا نملك سوى كلمة الحق أياً كان إجرام النظام السوري"، مشيراً الى أن "النظام السوري دخل على دم الرئيس الراحل كمال جنبلاط وخرج على دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وفي حديث آخر إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أكد جنبلاط أن "وسام الحسن وقع بيد بشار الأسد وعصابة مملوك وغيره، بعد كشفه لسيارة سماحة، فقام بشار بالانتقام منه"، موضحاً أن "وسام الحسن كان له دور أمني مميز، خصوصاً دوره في مساعدة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهو من كان يحمينا أمنياً، ولكن نحن لن نخاف".
وأكد أن "جوابنا نحن فريق أحرار لبنان سيكون بالسياسة"، داعياً إلى "ضرورة عدم اتهام أحد في الداخل سواء حزب الله أو غيره كي لا نحقق ما يريده الأسد".
أضاف: "من يدمر سوريا هل سيكترث للبنان؟ هناك جهاز مخابرات سوري لا يزال متفلّتاً في الداخل اللبناني، وهناك أكثر من ميشال سماحة في البلد".
وفي حديث الى قناة "المستقبل"، قال جنبلاط: "ينتقم بشار بعدما فشل من خلال ميشال سماحة، من الصديق الصدوق لرفيق الحريري ومن جميع الأحرار والأشراف في لبنان والذي كان يحمينا. وسام كان يحمينا لكن يجب أن يكون الجواب سياسياً، وكما اجتمعنا في 14 آذار 2005 وراء نعش رفيق الحريري فلنجتمع في يوم وسام الحسن ويكون جوابنا سياسياً منعاً لمآرب بشار بالفتنة لأنه لا يبالي بشيء. من أحرق سوريا لا يبالي بلبنان".
أضاف: "ان استشهاد وسام الحسن خسارة ضخمة ولا تعوض لكن أيضاً هناك رجال وستستمر المسيرة الأمنية والسياسية ولتكن المواجهة سياسية لأن وصية رفيق الحريري في الأساس كانت المواجهة السياسية وسنبقى على وصيته. هم لم يكسروا ظهر الأمن في لبنان، هي ضربة قاسية لكن كما استعدنا أنفاسنا بعد اغتيال وسام عيد سنستمر".
وعن إمكان إعادة لعب الدور الذي لعبه بعد 14 شباط 2005، قال: "أنا وإن كنت اليوم تركت ولو مؤقتاً 14 آذار لكن فوق 14 و8 ايانا أن ندخل في اتهامات في الداخل. نتهم الخصم الأساسي النظام الذي أدخل الاغتيال السياسي الى لبنان منذ كمال جنبلاط الى رفيق الحريري الى وسام الحسن. فليوجه الاتهام الى النظام المجرم ولنحافظ على أمن البلد ونتفادى الفتنة".
 
 مظلة السياسيين يستشهد في قلب الأشرفية
كارلا خطار
وسام الحسن شهيداً. لبنان في حداد. استشهد وسام الحسن بعد يوم على عودته من باريس حيث ترك عائلته. شبع لبنان إرهاباً لكنّ القاتل لم يرتوِ بعد.. على ساحة ساسين وضع يده هذه المرة غادراً برئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن وخاطفاً أرواح أطفالها ونسائها وشيوخها.
إنه اغتيال إرهابي يؤكد صحة محاولات اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب.. فليتذكر اللبنانيون من كان يعارض إدارة الحسن لفرع المعلومات في لبنان وسياسة قوى 14 آذار منذ العام 2005. وسام الحسن أحبط الكثير من المخططات، أنقذ حياة كُثر من شخصيات قوى 14 آذار والأهم أنه ألقى القبض على ميشال سماحة وعصابته.
على بعد خطوات من المكان الذي استشهد فيه وسام الحسن، استشهد رئيس الجمهورية السابق الشيخ بشير الجميل.. صحيح أن "الأشرفية البداية" إلا أنها لن تكون أبداً النهاية. فمنذ الثمانينات والأشرفية تواجه الإرهاب الأسدي، عجزت أيدي الغدر عن تركيعها وإرغام سكانها وأبنائها على تأييد ما يتعارض والخط الوطني.. مرات عدة فشل الإرهاب في اصطياده لكنه اخترق موكبه.
أبناء لبنان الأحرار يبكون وسام الحسن، وبيروت وتحديداً الأشرفية تبكيك بالدمّ.. ساحة ساسين باتت هوة سيدفن فيها أبناء الأشرفية ضحايا الإرهاب وكل من استشهد لأنه لم يلتزم بخط الممانعة. إنه تفجير إرهابي، لكن حكومة السلاح لن تتمكن من أن تطمس معه "داتا" الإتصالات والأدلة التي ستظهر كما ظهرت سابقاتها.. الحكومة أمام امتحان عسير لن تتمكن بعده من إهمال التحقيقات التي أجراها العقيد الشهيد في شأن ناقل "الخدمات التفجيرية" ميشال سماحة وعصابته داخل الحدود وخارجها..
انتقم النظام السوري لكن الشعب اللبناني ناقم عليه، عاد موسم التفجيرات في لبنان وعادت مناسبات توزيع البقلاوة والحلوى والتهليل.. تفجير إرهابي ومأساة تستهدف الإنسان أولاً وأخيراً. الإرهاب حطّ في ساحة ساسين والمنفّذ في غياب المخطط والرأس المدبّر الذي لم يشبع من رؤية دماء شعبه تغطي حمص وحلب ومعرة النعمان وغيرها.. فرأس النظام الحاقد قتل من يحمل سرّه ليورثنا معلومات لم تكتمل بعد.
القاتل نفسه "مليان" قلبه من وسام الحسن بقدر ما كان "مليان" قلبه من الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل حفنة من الفضة وبضعة كراسٍ نيابية لحمل صفة الأكثرية.. الكمية غير مؤثرة، النوعية تطغى، لهذا قتلوا رئيس الجمهورية بشير الجميل على مقربة من انفجار الأمس.. وكل شهداء ثورة الأرز وآخرهم الشهيد العميد وسام الحسن. سيبقى لبنان عصيّاً على شبيحة الأسد وفيروساته في لبنان، والغد لناظره قريب.
في قراءة سريعة وأولية للانفجار الذي استهدف العميد الشهيد وسام الحسن، يعود رئيس "اللقاء المستقل" المحلل الصحافي نوفل ضوّ الى "شهر تشرين الأول من العام 2004 أي منذ 8 سنوات تماماً، عشية الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في ربيع العام 2005". مضيفاً "أرادوا اغتيال الخط السيادي وكل من يطالب بالسيادة والاستقلال، من محاولة اغتيال مروان حمادة التي كانت البداية وحتى اليوم، لأن قوى 14 آذار لطالما كانت معارضة للوصاية السورية والإيرانية".
وأضاف "إنها محاولة لإخضاع التيار السيادي المتمثل بقوى 14 آذار.. اليوم يريدون إخضاع الشعب اللبناني وقيادات قوى 14 آذار.. لا نتحدث هنا عن مقاعد نيابية إنما عن مخطط خطير وظرف سياسي يستهدف الدولة اللبنانية".
وتابع ضوّ "مستحيل أن لا نضع الاستشهاد في إطاره السياسي الطبيعي" متسائلاً "الشهداء لم يقضوا في عملية سطو أو سرقة إنما في سياق سياسي معيّن، وكل دعواتهم الى إبعاد السياسة تهدف الى تسخيف الشهادة وتشتيت الانتباه عن حقيقة الجريمة". ورأى أنها "الطريقة نفسها التي تصرفوا بها بعد استشهاد سمير قصير وجبران تويني، في حين أنهم ادعوا أن عون تعرض لمحاولة اغتيال لأهداف سياسية بيّنت التحقيقات أنها غير صحيحة"، واصفاً الجريمة بـ "النكراء".
من جهته، يلفت مصدر "قواتي" الى أن "لبنان كان في مكان وسيكون بعد وسام الحسن في مكان آخر".
ومن ناحية أخرى، يقول عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف إن "العبوة التي تزن 20 كيلوغراماً موضوعة في مكان مغلق، حوّلت الأشرفية الى منطقة منكوبة"، واصفاً الإنفجار "بالإرهابي، وهو رسالة موجّهة الى قطب معيّن رافض للتوجهات التي تريد أن تأخذ لبنان لزجّه في الأتون السوري".
من ناحيته، يصف عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني التفجير "بالعملية الإرهابية التي تستهدف كل لبنان واللبنانيين وأمنهم، ورمزاً من رموز صمود اللبنانيين، فالأشرفية هي المقرّ للأجهزة الأمنية التي كان يقودها الشهيد وسام الحسن على رأس فرع المعلومات وقوى الأمن الداخلي". أما اختيار ساحة ساسين فيهدف برأي ماروني الى "ترويع اللبنانيين وتحديداً المسيحيين ورسالة للمعارضة لكي "تختبئ" في أماكن سرية".
ويختم ماروني قائلاً "النظام السوري وحده له مصلحة في تشتيت الأنظار عما يجري في سوريا لاستهداف الشخصيات الاستقلالية اللبنانية".
 
"المستقبل" في الجنوب يدعو الى الالتزام التام بالإضراب اليوم
بهية الحريري: قدّم حياته فداء للبنان
نعت النائب بهية الحريري رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، وتوجهت بأسمى آيات التعزية الى عائلة العميد الشهيد والى جميع اللبنانيين "بفقدان عماد من أعمدة الأمن وأحد أسس تثبيت الاستقرار في البلاد".
واعتبرت في تصريح أمس، أن "العميد الحسن الذي التحق بقافلة شهداء لبنان بدءاً بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ومروراً بكل الشهداء الذين اغتيلوا بعده، قدم حياته فداء للبنان بعدما استطاع على مدى سنوات أن يشكل صمام أمان له ويدفع عنه الكثير مما كان يخطط له من محاولات تفجير على أكثر من مستوى وصعيد، وأن يسهم في كشف العديد من شبكات التعامل مع العدو الإسرائيلي وتقديمهم للعدالة، فكانت جريمة اغتياله اغتيالاً لأحد أبرز مقومات الأمن والاستقرار في لبنان".
أضافت: "تغمد الله برحمته العميد الشهيد وكل شهداء التفجير الغادر وحمى الله لبنان وشعبه من كل شر، ونسأل الله أن يلهم عائلات الشهداء الصبر والشفاء العاجل للجرحى".
من جهته، نعى "تيار المستقبل" ـ منسقية صيدا والجنوب العميد الحسن، ودعت المنسقية أهالي صيدا الى الالتزام التام بالإضراب اليوم السبت تعبيراً عن الغضب والحزن. وجاء في بيان صادر عن المنسقية اثر اجتماع طارئ لها برئاسة منسق عام الجنوب ناصر حمود: "إنا لله وإنا اليه راجعون، يا أهلنا في مدينة صيدا، لبنان ينعى اليكم بمزيد من الأسى واللوعة فقيد الوطن العميد البطل وسام الحسن الذي اغتالته أيدي الغدر لأنه وقف حتى آخر يوم من حياته سداً منيعاً أمام كل مؤامرات استباحة لبنان والعبث بأمنه من أي جهة أتى. فوفاء لدم شهيدنا البطل وسائر الشهداء الأبرار الذين سقطوا معه، ندعوكم الى الالتزام التام بالاضراب تعبيراً عن حزنكم وغضبكم. رحم الله شهيدنا البطل وسائر الشهداء الأبرياء وشفى الله جرحى التفجير الغادر".
 
شباب "المستقبل" و"التقدمي" و"14 آذار" ومستقلون يتظاهرون أمام السرايا مطالبين باستقالة ميقاتي
أقام قطاع الشباب في تيار "المستقبل"، بمشاركة منظمة "الشباب التقدمي" وعدد من الشباب المستقلين، تجمعاً شبابياً شعبياً حاشداً لقوى "14 آذار" منذ شيوع خبر استشهاد العميد وسام الحسن، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، استنكاراً لجريمة اغتيال العميد الشهيد الحسن.
ودعا في بيان أمس، كل "الأحرار من مناصريه ورفاق النضال في قوى "14 آذار" إلى الانضمام إلى التجمع، لأن ساعة المواجهة قد دقت، من أجل العودة إلى الساحة، ولتكون انتفاضة متجددة تحمي لبنان، تحت شعار نكون أو لا نكون". موضحاً أنه "كما انتفضنا في العام 2005، إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحررنا لبنان من نظام بشار الأسد، نحتاج اليوم الى انتفاضة تولد من رحم انتفاضة العام 2005، انتفاضة الآن الآن وليس غداً، تحمي لبنان من شرور هذا النظام، ومن أجل أن نكون على مستوى التحدي مرة جديدة في ساحة الحرية التي تنتظرنا".
وبعد أن تجمع المشاركون في ساحة الشهداء، توجهوا في تظاهرة حاشدة الى السرايا الحكومية، حيث طالبوا باستقالة الرئيس نجيب ميقاتي وحكومة الانقلاب، ونصبوا خيمة رمزية أمام السرايا.
إقفال طرق في المناطق استنكاراً لجريمة الاغتيال
لم تمر لحظات على إعلان استشهاد رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن في الإنفجار الغادر الذي استهدف سيارته في منطقة الأشرفية أمس، حتى خرجت أعداد كبيرة من اللبنانيين الغاضبين استنكاراً لجريمة الاغتيال، حيث عمد عشرات الشبان في المناطق كافة، لا سيما في الشمال الذي يتحدر العميد الشهيد منه، وصولاً الى جنوبه، مروراً بالجنوب ووصولاً الى البقاع الأوسط ـ راشيا والشمالي، الى التعبير عن شجبهم وإدانتهم ورفضهم للأسلوب الخسيس الذي استهدف العين الأمنية الساهرة على أمن المواطنين، التي كشفت سلسلة من عملاء العدو الصهويني، واستنكاراً للجريمة البشعة التي هزت أمن لبنان، وأمله الموعود بالاستقرار، من خلال استهداف كاشف مخططات التفجير الإرهابية التي صدرها نظام بشار الأسد، وآخرها عبر عميله ميشال سماحة، وشركائه من الزمرة الأسدية علي مملوك وعلي عدنان وبثينة شعبان.
وسادت حالة من الغضب في الشارع اللبناني، وفي أكثر من منطقة، حيث عمد المواطنون الى التعبير عن سخطهم وغضبهم من حادثة الاغتيال باللجوء الى قطع الطرق الرئيسية والعامة في غالبية المناطق اللبنانية.
بيروت
تواصلت ردود الفعل الشعبية الغاضبة في العاصمة بيروت، حيث عمد عدد من الشبان والمواطنين الى إقفال طريق الفوروم ـ الكرنتينا بالإطارات المشتعلة، وأقفلوا الطريق الساحلية في الاتجاهين. كما عمد عدد آخر من الشبان والمواطنين الغاضبين، الى قطع عدد من الطرق الرئيسية في بيروت بالإطارات المشتعلة، وفي منطقة الجامعة العربية ـ الكولا، المدينة الرياضية، الطريق الجديدة، طريق البربير ـ كورنيش المزرعة، السفارة الكويتية.
طرابلس
وفي الشمال، لم يحل انتشار الجيش اللبناني الكثيف في كل شوارع طرابلس، بعد إطلاق رصاص في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، دون قطع طريق الاوتوستراد الدولي بين طرابلس وبيروت عند مدخلي مدينة طرابلس الجنوبي والشمالي، حيث أقدم شبان ومواطنون على قطع الطرق المؤدي الى ساحتي عبد الحميد كرامي وجمال عبد الناصر المعروفة بساحة التل في طرابلس بالإطارات المشتعلة، وأيضاً تم قطع الطريق المؤدية الى ساحة النجمة في المدينة.
كما قطع مواطنون طريق الملولة في منطقة باب التبانة، وأقفلوا أوتوستراد البداوي وشارع المئتين بالإطارات المشتعلة، وترافقت عملية قطع الطرق مع إطلاق نار متقطع في أكثر من منطقة وحي في طرابلس. كما قطع أوتوستراد المنيه، وكل الطرق المؤدية الى ساحة النور وشارع عزمي، وتلك المؤدية الى ساحة النور في طرابلس.
وأقدم عدد من الشبان على قطع طرق طرابلس ـ القبة في منطقة العيرونية ومجدليا وبركة المرج في الميناء. ولم تكن شكا استثناء، حيث عمد عدد من أهالي المنطقة الى قطع الطريق الدولية بالإطارات المشتعلة في المدينة.
عكار
وفي عكار، عمد الشبان الغاضبون، الى قطع معظم الطرق، خصوصاً في مناطق العبدة والبيرة والطريق البحرية وعرطا حلبا، كما قطعت الطرقات في منطقة الضنية، وتم إقفال كل الطرق المؤدية الى الضنية ـ مفرق كفرحبو بالإطارات المشتعلة. وقطع عدد من الشبان الطريق الدولي عند مدخل منزل النائب كاظم الخير، وعند محطة النعنعي، كما قطع أهالي بلدة البداوي الطريق الدولي.
الى ذلك، قطع مواطنون طريق بتوراتيج ـ الكورة، وطريق النخلة ـ الكورة حيث مسقط رأس العميد الشهيد وسام الحسن.
وقطع عدد من الشبان طريق حلبا ـ القبيات بالأتربة، وأصروا على عدم فتح الطريق، لأن الجريمة النكراء طالت كلا منهم في عكار. وأصدروا بياناً نعوا فيه الحسن موقعا باسم أصدقاء الشهيد.
البقاع
وعمد عدد من أهالي البقاع الى قطع الطريق الدولية التي تربط شتورة ـ المصنع المؤدية الى سوريا بالإطارات المشتعلة. وقطع شبان غاضبون الطريق التي تربط مدينة زحلة بقرى البقاع الشمالي بالإطارات المشتعلة، والعوائق الحديدية والحجارة.
وعمد بعض أهالي بلدة سعدنايل الى إقفال الطريق الدولية التي تصل منطقتي الأوسط بالبقاع الشمالي والبقاع الغربي بالإطارات المشتعلة. وأقفل بعض أهالي منطقة أبلح طريق عام أبلح ـ رياق بالإطارات المشتعلة والعوائق الحديدية.
وفي راشيا، أقدم مواطنون غاضبون، على قطع الطرقات الرئيسية في بلدات المنارة والرفيد، والطريق الرئيسي الذي يربط المصنع بمنطقة راشيا الوادي، ومنعوا مرور السيارات بالاتجاهين، كما أقدم عدد من أهالي منطقة جب جنين وكامد اللوز على قطع طريق كامد اللوز ـ جب جنين، التي تعتبر المدخل الأساسي الى منطقة البقاع الغربي ـ راشيا بالإطارات المشتعلة.
وقطع عدد من المواطنين طريق راشيا ـ ضهر الأحمر ـ الرفيد ـ خربة روحا ـ البيرة بالإطارات المشتعلة، في حين نظم مناصرو ومؤيدو تيار "المستقبل" و"الجماعة الإسلامية" اعتصاماً في بلدة الرفيد، مسقط رأس والدة الشهيد الحسن، استنكاراً للجريمة، وتعبيراً عن رفضهم لأسلوب القتل والتصفية الجسدية، وحمل المتحدثون في المناسبة النظام السوري وعملاءه في لبنان مسؤولية استهداف الحسن.
الجنوب
ولم تكن مدينة صيدا استثناء في ردة الفعل، فقد قطع مئات من المواطنين والشبان الغاضبين عدداً من الطرق الرئيسية والداخلية في المدينة بالإطارات المشتعلة استنكاراً للجريمة، وقطعوا طرقات الأولي ـ البحرية ـ البولفار الشرقي ـ مستديرة مكسر العبد ـ مستديرة ايليا، وسمعت أصوات رشقات نارية متقطعة أطلقت في الهواء في أوقات متفاوتة من المساء. كما قطع الطريق الرئيسي في حي مخفر العبد قرب مسجد بهاء الدين الحريري بالإطارات المشتعلة، وسط انتشار كثيف للجيش، الذي سير دوريات راجلة حفظاً للأمن.
كما قطع عدد من الشبان الغاضبين الاوتوستراد الرئيسي في منطقة الناعمة، وأقفلوا الاوتوستراد المذكور عند بلدة الناعمة ـ حارة الناعمة، وكل المفارق الفرعية المؤدية الى بلدات اقليم الخروب بالإطارات المشتعلة. كما كما قطع مواطنون غاضبون الاوتوستراد الساحلي عند جسر جدرا ـ وادي الزينة بين الجنوب وبيروت بالإطارات المشتعلة.
إقليم الخروب
وفي الإقليم، وفور إعلان استشهاد العميد الحسن، عمّ الغضب قرى المنطقة، ونزل الشبان والأهالي الى الشوارع، وقطع المئات منهم بعض الطرق ولا سيما أوتوستراد الرميلة وادي الزينة الجية، برجا، السعديات، الناعمة، بالإطر المشتعلة والأحجار، مردّدين هتافات مناهضة لبشار الأسد "المجرم" و"الحاقد" وأدواته، مطالبين الحكومة بالاستقالة والرحيل فوراً مع رئيسها.

المصدر: جريدة المستقبل


السابق

مراكز تحقيق وتعذيب لحزب الله في قلب الساحة المسيحية...المستهدف هم سوريون لاحقهم الى الطريق الجديدة !....مانجيان يكشف لـ«الجمهورية» لائحة الضرائب الجديدة....إلتزام تام بالإضراب في المدارس الرسمية وتفاوت في «الخاصة»

التالي

النظام يقصف معرة النعمان بالقنابل العنقودية.. والجيش الحر يسيطر على أحياء جديدة في حلب... مظاهرات في مختلف المناطق تلوم السياسات الأميركية...التوترات داخل الطائفة العلوية تزيد من التحديات التي يواجهها الأسد... الغارات الجوية تدفن طفلا كان يلعب على دراجته الهوائية تحت الركام... لم تترك منه سوى رجلين صغيرتين مشوهتين في شكل رهيب

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 158,114,240

عدد الزوار: 7,091,498

المتواجدون الآن: 145