قتله النظام الأسدي وحزب الله>>>>>الجيش الحر في دمشق يطلق اسم اللواء وسام الحسن على أحد كتائبه....

لبنان في حداد.. وميقاتي «يستقيل» مع وقف التنفيذ....دفن اللواء الحسن الى جوار رفيق الحريري اليوم ...تحقيقات قضائية وأمنية باغتيال الحسن ومصدر أمني: الجريمة منظمة ومعقدة جدا...

تاريخ الإضافة الإثنين 22 تشرين الأول 2012 - 4:33 ص    عدد الزيارات 2078    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان في حداد.. وميقاتي «يستقيل» مع وقف التنفيذ
دفن اللواء الحسن الى جوار رفيق الحريري اليوم * مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط»: مجموعة محترفة نفذت الجريمة
بيروت: ثائر عباس
عاش لبنان في حداد أمس بعد التفجير الذي شهدته بيروت أول من أمس. ويشيع اللبنانيون اليوم رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن على وقع ضغوط سياسية مارستها قوى «14 آذار» على الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي للاستقالة، بالإضافة إلى ضغوط أمنية تمثلت بانفلات أمني واسع عم مختلف المناطق اللبنانية.
وبينما لقيت الجريمة إدانات دولية وعربية واسعة، استنكرت السعودية حادث التفجير الإرهابي، مؤكدة أن الهجوم دلالة انعدام كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية والإنسانية، لمن قام بذلك الفعل الإرهابي الدنيء. وعمت المناطق اللبنانية أخبار قطع الطرق وإشعال الإطارات، بينما دعا الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أنصاره إلى فتح الطرقات ليتمكن الناس من النزول إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت حيث سيجري تشييع الحسن ودفنه إلى جوار رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وفيما بدا كاستقالة مع وقف التنفيذ رمى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باستقالة جزئية، حيث أعلن رغبته في الاستقالة، لكنه أرجأ القرار بناء على ما قال إنه تمن من الرئيس ميشال سليمان الذي استمهله لإجراء مشاورات مع أعضاء طاولة الحوار الوطني لاستكشاف آفاق المرحلة المقبلة.
الى ذلك قال مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أن «معطيات القضية تشير إلى أن مجموعة منظمة ومحترفة لاتقل عن 20 شخصا هي التي نفذت الجريمة، ويفترض بعملية من هذا النوع أن تكون جهز لها أكثر من سيارة مفخخة وضعت في أماكن أخرى كان الجناة يفترضون أن الحسن سيسلكها».
 
ميقاتي يستقيل مع وقف التنفيذ.. ويربط اغتيال الحسن بملف سماحة... قال إنه غير متمسك بمنصبه.. لكنه أذعن لرغبة الرئيس

بيروت: «الشرق الأوسط» ... لاقى رئيس الحكومة اللبنانية دعوات قوى «14 آذار» لاستقالته بعد جريمة اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، بشبه استقالة قدمها مع «وقف التنفيذ» بناء على ما قال إنه رغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي طلب منه فترة لكي يتشاور فيها مع أركان الحوار. غير أن ميقاتي أعلن توقفه عن الحضور إلى مقر رئاسة الوزراء وتوقف عقد جلسات لمجلس الوزراء.
وأكد ميقاتي عدم تمسّكه بمنصبه في رئاسة الحكومة، مشيرا إلى تعليق قرار استقالته إلى حين يأتي رد الرئيس سليمان، الذي طلب منه فترة لكي يتشاور فيها مع أركان الحوار. وقال بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في بعبدا أمس: «اليوم نحن في وقت أصعب بكثير مما سبق، والله يعرف ما هو الشعور الذي ينتابني في هذه اللحظات، فالذي أصابنا لا يمكن التعبير عنه، على الصعيد الشخصي يعرف القاصي والداني العلاقة التي كانت تجمعني بالشهيد اللواء وسام الحسن، هذا الشهيد استشهد حقيقة من أجل لبنان، وكان يتعامل بمهنية صرف، ولم يكن لفريق معين بل كان لكل لبنان». وأضاف: «اتخذ مجلس الوزراء اليوم قرارات عدة، ومنها إحالة قضية التفجير واستشهاد اللواء وسام الحسن إلى المجلس العدلي، وإعطاء كل طلبات داتا الاتصالات منذ توقفها منذ 19 سبتمبر (أيلول) الفائت، كما اتخذ المجلس قرارا بالعمل على تحويل جهاز فرع المعلومات إلى شعبة». إلى ذلك تمّ الإيعاز للجهاز التنفيذي للهيئة العليا للإغاثة، بالتنسيق مع الجيش للكشف على مكان الانفجار وإجراء المقتضى.
ولفت ميقاتي إلى «وجود ترابط بين قضية الوزير السابق ميشال سماحة واغتيال الحسن، ولكن لا يمكن استباق التحقيق، كما لا يمكن لمجلس الوزراء أن يصدر قرارا أو موقفا، ولكن شخصيا قلت إنه لا يمكنني أن أفرق بين ما حصل بالأمس واكتشاف مخطط سماحة». وشدد ميقاتي على أن «هناك حاجة لتشكيل حكومة توافق وطني في لبنان، كائنا من كان رئيسها»، وتابع: «ما بقائي إلى هذه اللحظة، إلا للتأكيد على ضرورة أن يأخذ التحقيق مجراه، وطائفتي بالذات تشعر أنها مستهدفة وأنا لا أرضى ذلك».
وأشار ميقاتي إلى أنه سبق الجلسة اجتماع بينه وبين رئيس الجمهورية و«كان هناك تأكيد من قبلي على عدم التمسك بمنصب رئاسة مجلس الوزراء، وبتشكيل حكومة جديدة، لكن لفخامة الرئيس موقف أنه يجب أن لا نترك لبنان في فراغ، لذا علّقت أي قرار لحين أن يأتيني رد فخامته. وابتداء من الآن لن أداوم في السراي الحكومي، وأؤكد أن قبولي بإعطاء مهلة للمشاورات، هو حتما لوعيي أن هناك خوفا من جرّ لبنان إلى فتنة».
وعن سبب التأخر في إعلان استشهاد الحسن، قال ميقاتي: «في البداية كان هناك شكّ في أن الشهيد هو المستهدف، وعرفنا بعد نصف ساعة أنه خارج الاتصال، لكن تريثنا قليلا للتأكد ومن بعدها أعلنا الخبر».
وكانت الحكومة اللبنانية عقدت صباح أمس جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع عقب تفجير الأشرفية.
وقبل انعقاد الجلسة، صرح وزير الدولة أحمد كرامي «لا تجوز الاتهامات بحق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وتحميله دم العميد الحسن ونحن لن نرضخ للاتهامات» بحسب الإذاعة اللبنانية.
وصرح وزير الدولة علي قانصو أن استقالة الحكومة تعني الوقوع في فخ الأطراف التي قتلت الحسن.
وكان الرئيس اللبناني قد دعا الجمعة إلى عدم تحقيق أهداف الإرهاب بالوقوع في الفتنة.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إن سليمان اعتبر أن «عودة أسلوب القتل والتدمير تطال أولا المواطنين الأبرياء الذين هم دائما العنوان الأول لمثل هذه الرسائل التفجيرية التي تستهدف الأمن والاستقرار».
وجدد رئيس الجمهورية «الدعوة إلى الجميع بوجوب النظر إلى المصلحة العليا والسلم الأهلي للبنان واللبنانيين والعمل بقوة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذبح مصالح الآخرين أو وقودا لرسائلهم النارية ومصالحهم».
كان ميقاتي قد أصدر أمس بيانا أعلن فيها أن أمس السبت هو يوم حداد وطني على أرواح من سقطوا في انفجار قنبلة في منطقة الأشرفية التي تقطنها أغلبية مسيحية.
 
الحريري يدعو كل اللبنانيين إلى المشاركة في تشييع الحسن اليوم... الاغتيال يعيد شباب «14 آذار» إلى ساحة الشهداء

بيروت: ثائر عباس .. يشيع رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية وسام الحسن إلى مثواه الأخير اليوم، حيث سيدفن إلى جانب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت، وهو المكان الذي تأخر عنه الحسن قرابة 7 سنوات، ليعود فينضم إلى صديقه ورفاقهما الذين سقطوا مع الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، وذلك بناء على رغبة مشتركة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعائلة العميد الحسن الذي أصبح منذ الأمس لواء بترقية نالها بعد مصرعه في التفجير الكبير أول من أمس.
وقبيل وصوله إليها بعد ظهر اليوم، أعاد الحسن باغتياله الحياة إلى وسط بيروت، الذي شهد بعد اغتيال الحريري الاعتصامات الجماهيرية المشهودة، إذ بدأت تتدفق إلى الساحة جماهير المعارضة اللبنانية التي أعلن شبابها نيتهم الاعتصام فيها. وأكد منسق عام قطاع الشباب في تيار المستقبل وسام شبلي أن شباب قوى «14 آذار» لن يفكوا اعتصامهم الذي بدأوه أول من أمس في ساحة الشهداء «حتى استقالة الحكومة». وقد باشر مؤيدو المعارضة مساء نصب خيامهم قبالة السراي الكبير في بيروت للمطالبة برحيل الحكومة في خطوة مشابهة لما فعلوه عام 2005 بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ووجه الرئيس سعد الحريري مساء أمس كلمة اتسمت بالعاطفة الشديدة حيال الرجل الذي كان من أقرب المقربين إليه، قال فيها «إن وسام الحسن التحق بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكل اللبنانيين مدعوون للمشاركة في تشييعه غدا (اليوم)». واعتبر الحريري أن «وسام الحسن وسام على صدر طرابلس التي لن تنسى دمه ولن تخونه، وتعرف من خانها ومن يحمل مسؤولية دمه عبر الدور الذي ارتضاه (في إشارة مباشرة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي). وإنه وسام على صدر صيدا والجنوب كله الذي حماه بكشف شبكات العملاء.. ووسام على صدر الشوف وكل الجبل والبقاع.. ووسام على صدر بيروت التي عاش فيها مع رفيق الحريري وحماها حتى أغمض عينيه».
ودعا الحريري اللبنانيين إلى المشاركة في ساحة الشهداء للصلاة على وسام الحسن الذي حمى لبنان من مخطط (الرئيس السوري) بشار الأسد. وتوجه لمناصريه بالقول «أنتم أبطال التحرك السلمي والمدني والديمقراطي، لا تغلقوا الطرقات وافتحوها ليصل اللبنانيون إلى ساحة الشهداء.
في غضون ذلك، كانت منطقة الأشرفية تشهد تجمعا للأهالي المنددين بالجريمة، حيث التقوا في ساحة ساسين القريبة من موقع الانفجار، ثم ساروا في مسيرة صامتة حاملين «الورود البيضاء» باتجاه مقر قوى الأمن الداخلي القريب، حيث كان في استقبالهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الذي أكد لهم أن «ما من اغتيال يمكنه أن يمنعنا من متابعة مسيرتنا لحماية هذا الوطن». وأضاف «ما ندفعه وهو شهيد غال ونوعي جدا، إنما سنكمل مسيرتنا، والتحدي يقتضي أن نتحمل المخاطر والخسائر مهما كلف الأمر (...) نحن سنكمل أمام تحد كبير أن نحمي أولادنا وبلدنا ونحمي كرامتنا، لا أحد أفضل منا، نحن قادرون على أن نحميكم، وأنتم في بعض الأحيان تحموننا، وهذه هي العلاقة التبادلية الطبيعية بين قوى الأمن الداخلي والمواطن».
 
لبنان في يوم الحداد: غليان كبير.. وتوترات تذكر باغتيال الحريري... مئات المسلحين يجوبون شوارع طرابلس.. ومهاجمة مقري حزبين مواليين لسوريا

بيروت: سوسن الأبطح ... منذ لحظة الإعلان عن اغتيال وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بسيارة مفخخة استهدفته في منطقة الأشرفية (شرق بيروت)، أول من أمس الجمعة، بدا بالنسبة للمواطنين كأن لبنان يدخل مرحلة جديدة تشبه في خطورتها تلك التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. فردود الفعل على اغتيال الحسن، الذي أعلن عنه بعد أربع ساعات من وقوع التفجير، جاءت سريعة وغاضبة، إذ قام شبان بقطع طرقات عدة في العاصمة بيروت ومختلف المناطق بالإطارات المشتعلة، وخرج مواطنون إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم، كما بدا أن ثمة مناطق باتت تتحضر لتوترات أمنية محتملة.
محاولات فتح الطرقات يوم أمس بعد ليل طويل من الاحتجاجات، وتنظيفها من حاويات النفايات التي استخدمت بدورها لمنع مرور السيارات، لم تجد كبير نفع، خاصة أن يوم الحداد الوطني، رافقه توتر أمني وإعادة إغلاق للطرقات، سواء بالسواتر الترابية أو بالإطارات المشتعلة. وشمل قطع الطرقات أوتوسترادات رئيسية تربط العاصمة بمحيطها، كما قُطعت طرق أساسية في بيروت، وطريق شتورا ضهر البيدر، وشهدت عكار قطعا لطرق رئيسية وفرعية كثيرة، وهي المنطقة التي ينحدر منها مرافق وسام الحسن الذي قضى معه في الانفجار، أي المؤهل أحمد صهيوني، المولود في البيرة. وكان صهيوني يرافق الحسن بالسيارة بعد خروجه من بيته في الأشرفية.
وإذا بدت الحرارة الأمنية مرتفعة في كافة المناطق اللبنانية أمس، حيث سمع في العاصمة صوت رشقات رصاص قريبا من كورنيش المزرعة ومنطقة الكولا، فإن المناطق الشمالية بدت في حال غليان كبير، ليس فقط بسبب تعاطف غالبية من السكان مع تيار المستقبل الذي يعتبر الحسن جزءا منه، ولكن أيضا لأن الحسن من بلدة بتوراتيج الشمالية القريبة من طرابلس.
وبمجرد الإعلان عن مقتل الحسن مساء أول من أمس، تقطعت أوصال طرابلس بالإطارات المشتعلة، وبدأ ظهور مسلح كبير وغير مألوف لمجموعات مزودة بكلاشينكوفات، وأسلحة أخرى ليس للأهالي خبرة بأسمائها.
وإذا كان من تطور أمني بارز جدا يوم أمس، فهو أن الظهور المسلح في مدينة طرابلس وأحيائها لم يعد خجولا أو مموها، بل جابت دراجات نارية وسيارات حملت مسلحين يشهرون أسلحتهم بشكل استعراضي مقصود، شوارع العاصمة الثانية، وكان واضحا أن الأسلحة جديدة لا تشبه في شيء تلك المهترئة الصدئة التي كان يراها الأهالي بين أيدي الميليشيات أثناء الحرب الأهلية.
وبنتيجة التوترات، تمت مهاجمة مركز للتوحيد الإسلامي المحسوب على سوريا في منطقة أبي سمراء في طرابلس مساء أول من أمس، وقتل الشيخ عبد الرحمن الأسمر، مما زاد من حدة الغليان، وتم تشييع الشيخ عصر أمس، وسط ظهور مسلح واضح، ومخاوف من حدوث صدامات جديدة.
وحاولت مجموعة أخرى من المسلحين مهاجمة المركز القومي السوري الاجتماعي في منطقة الجميزات، وحال تدخل الجيش لإخلاء المركز دون حصول كارثة جديدة تضاف إلى المشهد. لكن المجموعات المسلحة المعادية للحزب القومي عادت لتحرق الإطارات في نهاية النهار حول المركز الذي يقع في منطقة سكنية ومحاطا بعمارات مأهولة بالسكان، في محاولة لتطويقه ومع إصرار على اقتحامه.
وقال أحد المسلحين الذين كانوا يجوبون الشوارع لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس: «إن مهاجمة حركة التوحيد الإسلامي في أبي سمراء كما مهاجمة الحزب القومي السوري الاجتماعي، هدفها تطهير طرابلس من أنصار حزب الله وتنظيفها عن بكرة أبيها». وقال الرجل وهو يحمل كلاشينكوفا يلمع كأنه خرج من علبته للتو: «لا مكان للخونة بيننا، لن نسمح لهم بالبقاء هنا لحظة واحدة».
ولم تنج منطقتا التبانة وجبل محسن في شمال طرابلس من التوترات، إذ شهدت المنطقتان ومحيطهما حوادث إطلاق نار وعمليات قنص أدت إلى سقوط ما لا يقل عن ثلاثة جرحى.
وكانت المناطق اللبنانية كما العاصمة بيروت، قد التزمت بيوم الحداد، وأغلقت غالبية المحال أبوابها، فيما اضطر من فتحوا محالهم للإغلاق سريعا إما تخوفا من تطور الأوضاع، أو تحت ضغط المسلحين وتهديداتهم، كما هو الحال في مدينتي طرابلس والميناء الشماليتين.
وعبر أهالي الأشرفية عن احتجاجهم وغضبهم منذ صباح أمس، وهم الذين دفعوا الثمن الأكثر فداحة لهذا الانفجار الإرهابي، حيث سقط، إضافة إلى الحسن ومرافقه، ستة قتلى من بين المارة أو من تصادف وجودهم في المكان، وما يقارب مائة جريح، واكتفى أهالي الأشرفية بمسيرة سلمية حملوا أثناءها الورود البيضاء حزنا على ضحاياهم.
 
الاعتداءات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الحريري... اغتيالات منظمة شملت رجال أمن وسياسيين وصحافيين

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط».. منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005 تم استهداف عدد من الشخصيات اللبنانية باغتيالات منظمة، وفيما يلي تذكير بأبرز تلك الشخصيات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
2005:
- 14فبراير: اغتيال رفيق الحريري في عملية تفجير كبيرة وسط بيروت أسفرت عن مقتل 22 شخصا آخرين بينهم سبعة من مرافقي الحريري، وإصابة 220 شخصا بجروح بينهم النائب والوزير السابق باسل فليحان الذي توفي لاحقا.
وكان النائب والوزير مروان حمادة أحد أركان الغالبية النيابية المناهضة للنظام السوري في لبنان، تعرض في أكتوبر (تشرين الأول) 2004 لمحاولة اغتيال أدت إلى إصابته بجروح خطرة ومقتل حارسه الشخصي.
- 02 يونيو (حزيران): اغتيال الصحافي المعارض لسوريا سمير قصير في انفجار سيارته في حي الأشرفية المسيحي في بيروت.
- 21 يونيو: اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في تفخيخ سيارته قرب منزله في بيروت.
- 12 يوليو (تموز): إصابة وزير الدفاع إلياس المر في اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحية بيروت الشمالية الشرقية، أدى إلى مقتل شخص آخر وإصابة تسعة بجروح.
- 25 سبتمبر (أيلول): الصحافية مي شدياق تصاب بجروح بالغة في انفجار قنبلة وضعت في سيارتها في شمال بيروت.
- 12 ديسمبر (كانون الأول): اغتيال الصحافي والنائب المناهض لسوريا جبران تويني واثنين من مرافقيه في انفجار سيارة مفخخة قرب بيروت.
2006:
- 05 سبتمبر: نجاة المقدم سمير شحادة مساعد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي كان يتابع التحقيقات في قضية اغتيال الحريري، من محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل أربعة من مرافقيه جنوب بيروت.
- 21 نوفمبر (تشرين الثاني): اغتيال الوزير والنائب المعارض لسوريا بيار الجميل ومرافقه بإطلاق النار عليهما في ضاحية شمال بيروت.
2007 - 13 يونيو: اغتيال النائب اللبناني وليد عيدو من تيار المستقبل في الأكثرية النيابية في تفجير سيارة مفخخة في بيروت أسفر عن سقوط تسعة قتلى آخرين.
- 19 سبتمبر: اغتيال النائب في الغالبية المعارضة لسوريا أنطوان غانم في اعتداء بسيارة مفخخة قرب بيروت أوقع خمسة قتلى في ضاحية بيروت المسيحية.
- 12 ديسمبر: اغتيال العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في قيادة الجيش اللبناني ومرافقه في انفجار سيارة مفخخة في منطقة بعبدا قرب بيروت.
2008 - 25 يناير (كانون الثاني): اغتيال أحد مسؤولي الأمن وسام عيد ومقتل أربعة أشخاص آخرين في تفجير عند مرور موكب لقوى الأمن الداخلي في الضاحية الشرقية لبيروت.
- 10 سبتمبر: مقتل صالح العريضي العضو في الحزب الديمقراطي في انفجار سيارة مفخخة جنوب شرقي بيروت.
2012 - 04 أبريل (نيسان): رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أحد قادة المعارضة يؤكد أنه تعرض لمحاولة اغتيال، موضحا أن رصاصتين أطلقتا عليه.
- 19 أكتوبر: مقتل مدير فرع المعلومات في قوى الأمن العميد وسام الحسن في تفجير سيارة مفخخة في بيروت، وأسفر الهجوم عن سقوط قتيلين آخرين.
 
حكومة ميقاتي تئن تحت ضغوط المعارضة وتتنفس من رئة الدعم الأوروبي.... مصادر عربية: حكومة التكنوقراط قد تكون الحل > جنبلاط يخشى «المصائب» التي قد تجرها استقالة الحكومة

بيروت: ثائر عباس ... اتسم المشهد اللبناني، أمس، بكثير من الفوضى، الناجمة عن تداعيات اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن، بتفجير أودى به و8 آخرين، وجرح أكثر من 100 شخص في منطقة الأشرفية، شرق بيروت، أول من أمس.
وقد حسمت قوى «14 آذار» أمرها بالدعوة إلى رحيل الحكومة نجيب ميقاتي، محملة إياه «نتائج الموقف الذي ارتضاه لنفسه»، أي قبوله بترؤس حكومة تراها المعارضة أداة بيد حزب الله المتحالف مع النظام السوري الذي قدمته قوى المعارضة على أنه «المتهم الأول» في جريمة الاغتيال، دون أن تغفل توجيه التلميحات نحو حلفاء هذا النظام في لبنان، وفي مقدمهم حزب الله.
أما الخارج، فكان أكثر رأفة بميقاتي الذي اعتكف عن ممارسة مهامة كرئيس لمجلس الوزراء، مؤخرا استقالته إلى ما بعد «تشاور» رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع أقطاب الحوار، إذ خرج أكثر من موقف دولي يحذر من تداعيات هذه الاستقالة و«الفراغ» الذي قد تتركه إذا ما حصلت، فاختار ميقاتي الحل الوسط بإعلان نيته الاستقالة من دون تنفيذها بانتظار «المشاورات».
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» إن الأولى بميقاتي أن يستقيل تحت وطأة هذه الجريمة المروعة، مشيرة إلى أن حكومة تكنوقراط قد تكون الحل الأنسب لهذا الواقع، بما يرفع عن لبنان مخاطر كبيرة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن اتصالات عاجلة جرت بين دبلوماسيين عرب وأجانب لمناقشة تداعيات الاغتيال واحتمالات استقالة الحكومة. وقد سارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إلى إرسال رسالة إلى الرئيس اللبناني تتضمن دعوة للبنان إلى «رص الصفوف وعدم الوقوع بفخ الفتنة وتجنب الفراغ السياسي ومتابعة الحكومة مهامها»، في رسالة نقلها السفير الفرنسي باتريس باولي لرئيس الجمهورية. أما السفير البريطاني طوم فليتشر، فقد سارع بدوره لزيارة سليمان مؤكدا أن «المجتمع الدولي سيساعد لبنان على تجاوز هذه المحنة ومنع الانقسام».
ويأتي هذا «القلق» الدولي نتيجة طبيعية لمعرفة المجتمع الدولي باستحالة تشكيل حكومة ثانية في حال سقوط الحكومة الحالية. فالنائب وليد جنبلاط الذي يقف في منتصف الطريق بين فريقي 14 آذار و8 آذار ليس في وارد التخلي عن ميقاتي، بالإضافة إلى خوفه من «المصائب التي قد تجرها هذه الاستقالة».
وقالت مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط» إن «الكلام العالي جميل، لكن الواقعية تقول بضرورة عدم جر لبنان إلى التهلكة التي يريد بشار الأسد جرنا إليها».
وفي ظل التوازن القائم بين الفريقين «الآذاريين» يشكل النائب جنبلاط ونوابه كتلة مرجحة، وهو، على الرغم من وقوفه العاطفي مع قوى «14 آذار»، التي لمح إلى نيته العودة إليها بقوله أول من أمس إنه ابتعد عنها مؤقتا، ليس بوارد القبول بحكومة من لون واحد تشكلها قوى «14 آذار»، مفضلا الاستمرار في دعم ميقاتي لتشكيل نوع من التوازن الذي يرى فيه «حماية للبنان». غير أن وقوف جنبلاط على الحياد لا يبدو مستساغا من المعارضة، كما الأكثرية، وقد وجه إليه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس رسالة في هذا الشأن عندما دعا «بعض من هم أصحاب كرامة وعزّة في هذه الحكومة، وبالأخص وزراء (التقدمي الاشتراكي)، إلى الاستقالة فورا، تحملا للمسؤولية، ولعدم الاستمرار في تغطية واقع مجرم سفاح، أصاب البارحة مقتلا في البلد، ويهدد بالأعظم بعد في حال الاستمرار بتغطيته».
ودعا جعجع الحكومة الحالية إلى الاستقالة فورا، «لأن علة وجودها الوحيدة حصرا، وبادعاء فرقائها بالذات، وهي تأمين الاستقرار، قد انتفت كليا، مع اغتيال اللواء وسام الحسن وكل محاولات الاغتيال والأحداث الأمنية التي سبقتها». وطلب من المجتمع العربي والدولي تحمل مسؤولياته تجاه الشعب اللبناني وحقه في السيادة والاستقرار برفع الغطاء عن هذه الحكومة التي فقدت مبرر وجودها، مشددا على ضرورة «تعليق كل الاتفاقات الأمنية والعسكرية والقضائية مع سوريا، وطرد السفير السوري في لبنان فورا، والمطالبة بتطبيق القرار 1701 كاملا عبر نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية». واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور المقرب من جنبلاط أن «من قتل رفيق الحريري، وقبله كمال جنبلاط، هو نفسه من قتل وسام الحسن، الذي لم يحم اللبنانيين فقط، إنما حمى من كان يكرهه وضده في السياسة».
وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع وزيري جبهة «النضال الوطني» غازي العريضي وعلاء الدين ترو، إن «من يدمر سوريا اليوم هو نفسه يريد تدمير لبنان»، فيما أعلن وزير التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله) أن «استقالة الحكومة ليست حلا، إنما تفاقم المشكلة وتدخل البلد في متاهات نحن في غنى عنها، والأمر في حاجة إلى تبصر وتضامن واستخدام العقل بكل ما لدينا من طاقة»، معتبرا أن «الاتهامات للحكومة انفعالية وسياسية». وفي الإطار نفسه، دعت قيادة الجيش اللبناني جميع اللبنانيين إلى «التعالي على الجراح، وتفويت الفرصة على الذين يريدون إشعال الفتنة»، مؤكدة أنها ستتابع حتى النهاية قضية الشهيد وجميع الشهداء والجرحى الذين سقطوا معه، وجاء في بيان أصدرته: «على أثر شيوع خبر استشهاد رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، نتيجة الانفجار الإرهابي الذي تعرض له موكبه في منطقة الأشرفية وسقوط عدد كبير من المواطنين بين شهيد وجريح، حصلت حركة احتجاجات واسعة في مختلف المناطق اللبنانية، ترافقت مع ظهور مسلح وتوتر أمني في أماكن متعددة».
وأضاف: «إن قيادة الجيش إذ تتوجه إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعائلة الشهيد وأصدقائه وذوي جميع الشهداء والجرحى بأعمق مشاعر التضامن والمواساة، وتعرب عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان، تعتبر أن العميد الحسن هو شهيد الجيش والمؤسسات الأمنية وكل لبنان، وتلفت نظر اللبنانيين كافة، إلى أن الشهيد قد كرس حياته في سبيل الوطن، وبذل روحه الطاهرة على مذبحه، ليبقى واحدا سيدا حرا مستقلا».
ودعت القيادة جميع اللبنانيين إلى «الالتزام بمبادئ الشهيد، وإلى الصبر والتعالي على الجراح والتضامن فيما بينهم لتفويت الفرصة على القتلة المجرمين الذين سعوا من خلال جريمتهم النكراء هذه، إلى إشعال نار الفتنة وتفتيت وحدة الوطن»، مؤكدة أنها ستتابع حتى النهاية قضية الشهيد وجميع الشهداء والجرحى الذين سقطوا معه، ولن تدخر وسيلة أو جهدا في سبيل إلقاء القبض على الجنــــاة وتقديمهــــم إلـــى العدالة.
إدانة عربية ودولية.. ومجلس الأمن يدعو إلى ملاحقة المسؤولين... السعودية تندد بالحادث «الإرهابي».. وواشنطن تدعو إلى «ضبط النفس» > مسؤول إسرائيلي يرد على اتهامات طهران: أمر يستحق الرثاء

واشنطن: محمد علي صالح عواصم - لندن: «الشرق الأوسط»... لاقى حادث تفجير سيارة ملغومة في حي الأشرفية ببيروت أول من أمس مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص بينهم العميد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وإصابة العشرات، إدانة عربية ودولية واسعة.
ووصف مجلس الأمن الدولي الهجوم بـ«الاعتداء الإرهابي»، بينما دعا البيت الأبيض اللبنانيين إلى ضبط النفس. وبدوره، اعتبر مجلس التعاون الخليجي الهجوم محاولة لـ«إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر». وبينما أدانت إيران أمس الحادث ولمحت إلى مسؤولية إسرائيل، رفض مسؤول إسرائيلي التلميح ووصفه بأنه «أمر يستحق الرثاء».
وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس أن العمل الإرهابي الذي وقع في حي الأشرفية «استهداف للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق».
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، حادث التفجير المروع، واصفا إياه بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون، في تصريح له أمس، إن «هذا العمل الإرهابي استهدف المساس بالأمن والاستقرار في لبنان الشقيق وترويع الآمنين الأبرياء».
ودعا الأمين العام لمجلس التعاون جميع القوى الوطنية اللبنانية إلى «التحلي بالحكمة والصبر وضبط النفس من أجل تفويت الفرصة على الذين أرادوا بهذا العمل الإجرامي إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر».
واستنكرت السعودية حادث التفجير الإرهابي في بيروت، مؤكدة أن «الهجوم دلالة انعدام كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية والإنسانية، لمن قام بذلك الفعل الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان».
وقال مصدر مسؤول في السعودية إن «المملكة تدين هذا العمل، وتابعت باستهجان شديد حادث التفجير الإرهابي الذي أدى إلى مقتل رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن وآخرين، وإصابة العشرات بجروح». وأضاف المصدر أن «المملكة تؤكد ضرورة الوصول للجناة بأي حال من الأحوال؛ لأن ترك مثل هذا الأمر مدعاة إلى الفوضى وتصفية للرجال الشرفاء وإخلال بأمن لبنان»، معبرا عن تعازي المملكة العربية السعودية للرئيس اللبناني ولأسر الضحايا وشعب لبنان، وأمنياتها الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل.
من جانبها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم، ونقل بيان عن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قوله إن «دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي الجبان وتؤكد وقوفها إلى جانب لبنان الشقيق واستعدادها للمساعدة في توفير أي احتياجات تساعده على تأمين استقراره وأمنه»، مؤكدا «ضرورة الكشف عن ملابسات الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة».
كما أدانت مصر التفجير، ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو «أدان التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت اليوم (أول من أمس) مخلفا عشرات القتلى والمصابين».
وأدانت الحكومة الأردنية حادث التفجير، مؤكدة رفضها «كل أشكال الإرهاب والعنف».
وأكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة «موقف الأردن الثابت الرافض لكل أشكال الإرهاب والعنف أيا كان مصدره ومنطلقاته».
إلى ذلك، أدانت إيران أمس الحادث ولمحت إلى مسؤولية إسرائيل، ورفض مسؤول إسرائيلي التلميح ووصفه بأنه «أمر يستحق الرثاء».
وجاء في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الإيرانية: «استهدف هذا العمل الوقيعة بين التيارات والقطاعات المختلفة للشعب اللبناني ونفذه عنصر لا يعبأ قط بمصلحة شعب لبنان وحكومته ولا يسعى إلا لتحقيق مصالح وأهداف مغرضة».
وذكر المتحدث رامين مهمان باراست أنه «ما من شك في أن العدو الرئيسي للشعب اللبناني والمنطقة هو النظام الصهيوني الذي يستفيد من انعدام الاستقرار وغياب الأمن في المنطقة».
وحين سئل عن تصريحات مهمان باراست قال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية «بعد أن حمل النظام الإيراني إسرائيل المسؤولية حتى عن سوء الأحوال الجوية في إيران، فهل هناك ما لم يلق بمسؤوليته تلقائيا على إسرائيل؟!.. إنه أمر جدير بالرثاء. إنها حالة مرضية».
ودعا مهمان باراست للوحدة الوطنية في لبنان عقب الهجوم. وبعد الحادث بفترة قصيرة صرح وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور لوكالة «رويترز» بأن نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أدان التفجير ويعتزم زيارة بيروت في وقت لاحق من أمس (السبت).
وبينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام إلى دمشق، أدانت سوريا التفجير معتبرة أنه عمل «إرهابي جبان»، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله إن «هذه التفجيرات الإرهابية مدانة أينما حدثت وليس هناك ما يبررها».
بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية الحادث، وقالت في بيان إن تركيا سوف تواصل الوقوف ضد كل محاولة لاستهداف استقرار لبنان، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية أمس، وأضاف البيان أن تركيا «تشارك الشعب اللبناني آلامه»، معربة عن تعازيها لأقارب الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
كما أدان مجلس الأمن اغتيال العميد وسام الحسن، وقدمت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس «تعازيها الصادقة إلى ضحايا هذا العمل الشنيع». وشددت في بيان على ضرورة «ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة، ومن أعدوا لها، ومن وفر لها الدعم المالي، وتقديمهم إلى القضاء»، وأكدت عزمها على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد.
وأعلن مجلس الأمن «إدانته، من دون تحفظ، لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية». ودعا «جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية» في مواجهة هذه التهديدات. ودعا، أيضا، جميع طوائف اللبنانيين إلى «مواصلة الحوار الوطني».
وفي بيان منفصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاعتداء، وطالب بـ«تحقيق معمق»، ودعا اللبنانيين إلى «الهدوء وضبط النفس».
ونددت الولايات المتحدة بالاعتداء «الإرهابي»، واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان أن اغتيال العميد الحسن «إشارة خطيرة عن وجود من يريد تقويض استقرار لبنان». وقالت الوزيرة الأميركية إنه «على لبنان أن يغلق هذا الفصل من ماضيه وأن يضع نهاية لمنح الحصانة للاغتيالات السياسية وكل العنف السياسي الموجه»، داعية «جميع الأحزاب اللبنانية إلى ضبط النفس واحترام استقرار وأمن لبنان»، وأضافت أن «الولايات المتحدة ستظل ملتزمة باستقلال وسيادة واستقرار لبنان وسنظل نعمل مع شركائنا للحفاظ على أمن واستقرار لبنان».
وردا على سؤال عما إذا كان هذا الاعتداء مرتبطا بشكل أو بآخر بالنزاع في سوريا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «قلنا قبل أسابيع وأشهر إننا نتخوف من عودة التوترات، وخصوصا الطائفية في لبنان، التي ستنجم عن تمدد النزاع في سوريا»، وأضافت «لا أريد أن أستبق الأمور قبل أن تحدد السلطات اللبنانية هوية المسؤولين» عن الاعتداء.
وفي موسكو، أدانت وزارة الشؤون الخارجية الروسية أمس التفجير، وقالت في بيان «ندين بشدة هذا العمل الإرهابي البربري، ويجب القبض على مرتكبيه ومدبريه ومعاقبتهم كما ينبغي».
وقالت الوزارة إن «الحادث يثبت مرة أخرى الحاجة الملحة للتصدي للقوى المدمرة التي تحاول دفع الشرق الأوسط إلى الفوضى وبث الكراهية بين الجيران وممثلي الديانات المختلفة التي تنعم بحياة التعايش جنبا إلى جنب في المنطقة على مدار قرون». كما أدان البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان التفجير، وأعرب عن تمنياته بأن يسود السلام والمصالحة لبنان ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.
وفي برقية عزاء نشرت أمس أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق، عن حزنه ومواساته لأسر وأقارب ضحايا التفجير، كما أعرب عن مواساته للشعب اللبناني.
أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، فقد أعربت عن «إدانتها الشديدة» للهجوم الذي «يتناقض بقوة مع الجهود المبذولة مؤخرا لإعادة إعمار هذا البلد وضمان استقراره وتدعيم شعور الوحدة الوطنية والترويج لثقافة الحوار».
 
تحقيقات قضائية وأمنية باغتيال الحسن ومصدر أمني: الجريمة منظمة ومعقدة جدا... النائب العام التمييزي لـ «الشرق الأوسط» : التحقيق يجري بإشرافي.. ونحن بمرحلة جمع المعلومات

بيروت: يوسف دياب ... واصلت الأجهزة القضائية والأمنية في لبنان تحقيقاتها في جريمة اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه وعدد من المواطنين، بواسطة سيارة مفخخة استهدفت موكب القيادي الأمني في ساحة ساسين في الأشرفية أول من أمس.
وقال النائب العام التمييزي في لبنان القاضي حاتم ماضي، إن «التحقيقات والإجراءات مستمرة، والأجهزة تعمل على جمع المعلومات على الأرض، من أدلة جنائية ومباحث وعناصر مخابرات، كل حسب اختصاصه». وقال ماضي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحقيق بدأته شعبة المعلومات يجري بإشرافي شخصيا، وهو يتركز على فرضيات واحتمالات معينة»، مشيرا إلى أن «الأجهزة الأمنية الأخرى تتولى متابعة جوانب أخرى من التحقيق وهي مهمة أيضا، منها على سبيل المثال محاولة معرفة نوع السيارة المفخخة بعدما تحولت إلى كتلة من الحديد المتفحم بالنظر إلى شدة الانفجار وحجم العبوة الناسفة، ورفع البصمات والعينات من موقع الحادث، وإجراء التحريات والاستقصاءات اللازمة». وردا على سؤال أعلن ماضي أن «الأجهزة الأمنية بدأت جمع كاميرات المراقبة المثبتة على المباني والشركات المحيطة بموقع الانفجار، كما بدأت العمل على موضوع الاتصالات، وكل هذه الأمور وضعت قيد التحليل». وردا على سؤال، أكد النائب العام التمييزي أنه «لا توقيفات حتى الآن في هذه القضية، وأن العمل في هذه المرحلة على تجميع المعلومات التي ستخضع في الساعات المقبلة للتدقيق والغربلة لانتقاء المفيد منها والبناء عليه».
بدوره، وصف مصدر أمني رفيع جريمة الاغتيال بـ«المنظمة والمعقدة جدا». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «معطيات القضية تشير إلى أن مجموعة منظمة ومحترفة في هذا المضمار هي التي نفذت جريمة اغتيال الحسن وليس مجرد أشخاص عاديين، وهذه المجموعة يفترض أن تضم كادرا بشريا يفوق العشرين شخصا بالنظر لقدرتها على اختراق كل الإجراءات الأمنية والسرية التي كانت تحيط بتنقلات المغدور». وأوضح المصدر أن «المعلومات الأولية تفيد بأن وسام الحسن كان مراقبا منذ وقت طويل، ويفترض بعملية من هذا النوع أن تكون جهز لها أكثر من سيارة مفخخة وضعت في أماكن أخرى كان الجناة يفترضون أن الحسن سيسلكها، وأن العمل كان يستوجب تفجير أي منها في أي من الأماكن التي يقع فيها رئيس فرع المعلومات تحت مرماهم، فكان تفجير الأشرفية»، لافتا إلى أن «التفجير حصل بواسطة جهاز تحكم عن بعد»، مشيرا إلى أن «المعطيات الأولية التي جمعها خبراء المتفجرات ترجح أن تكون زنة العبوة الناسفة ما بين 50 و60 كيلوغراما من مادة الـ(تي إن تي) الشديدة الانفجار»، معتبرا أن «حجم العبوة والدمار الذي خلفته في المنطقة يظهر بوضوح ليس حجم الحقد على اللواء الحسن فقط، وإنما قدر حقد الجناة على لبنان وسعيهم إلى ضرب أمنه واستقراره، وهذا ما يضع فرع المعلومات وتعاون كل الأجهزة الأمنية معه أمام تحدي كشف هوية المنفذين وتقديمهم إلى العدالة».
إلى ذلك، لفت المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إلى أن «حياة اللواء وسام الحسن كانت مهددة منذ فتح ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق)، ومن ثم تفكيك الشبكات الإرهابية وملف التفجيرات، كنا ندرك المخاطر والتضحيات التي يتطلبها عملنا، وخطنا الأحمر الوحيد كان أمن الوطن». وقال ريفي في تصريح أدلى به أمس «لم نكن نعلم بعودة وسام من الخارج، لأننا نتجنب متابعة تنقلاتنا لدواع أمنية»، مشيرا إلى أنه «تم في البداية العثور على جزء من مسدس الشهيد في موقع الانفجار في الأشرفية، ثم على ساعته التي كانت الدليل القاطع على استشهاده». وأكد ريفي أن «العميد الحسن من أكبر العقول الأمنية في البلاد، وقدرنا أن ندفع الثمن غاليا ولكن سوف نبقى ونستمر. وقد تم اكتشاف 24 عبوة ناسفة كبيرة معدة للتفجير تم تفكيكها»، مؤكدا أننا «سنكمل المشوار مهما كلف الأمر»، مشددا على «كسر حاجز الخوف والتحدي، وأن فرع المعلومات ماض إلى الأمام وإلى مزيد من التطور وذلك حاجة وطنية، والكثير من الدول العربية والأجنبية جاءت لتتعلم من تجاربنا، وذلك كان بفضل التعاون مع القوى الأمنية ومع قيادة الجيش». وأوضح أنه «تمت حماية العديد من الناس».
 
مصادر فرنسية: جهود لضم اغتيال الحسن إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان... باريس تحث السياسيين اللبنانيين على تحاشي «استيراد» النزاع في سوريا

باريس: ميشال أبو نجم .. زادت عملية الاغتيال التي قتلت رئيس فرع الاستطلاع في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، مخاوف فرنسا من تمدد الحرب السورية إلى لبنان بشكل خطير مما ينذر بزعزعة الاستقرار وفتح الباب أمام تطورات لا يعرف أحد المدى الذي يمكن أن تتوقف عنده. ودفعت هذه المخاوف برئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولند إلى دعوة «المسؤولين السياسيين إلى المحافظة على وحدة لبنان وحمايته من محاولات ضرب استقراره من أي جهة أتت». وإذ اعتبر هولند أن مقتل الحسن «خسارة كبرى»، «جدد التزام فرنسا لصالح أمن واستقرار واستقلال لبنان وسلامة أراضيه» واصفا ما حصل بأنه «عمل إرهابي». ومن جانبه، دعا وزير الخارجية لوران فابيوس إلى إبقاء لبنان «بعيدا عن النزاعات الإقليمية» لأن باريس ترى فيه الحلقة الأضعف من بين كل دول الجوار السوري وهي أيدت وتفهمت، بعد تردد، سياسة «النأي بالنفس» عن الأزمة السورية. وكانت باريس ستستقبل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في زيارة رسمية ما بين 19 و21 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. لكن تطورات الساعات الأخيرة ربما أطاحت بالزيارة التي قررت على هامش اجتماع الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة في نيويورك.
ولم توجه باريس أصابع الاتهام مباشرة إلى أية جهة. غير أن مصادر فرنسية رسمية وصفت العملية الإرهابية بأنها «رسالة موقعة» في إشارة ضمنية إلى الطرف السوري الذي تظن فرنسا أنه يسعى إلى «زعزعة» استقرار لبنان كجزء من خطة لتصدير صعابه إلى الخارج وحرف الأنظار.
وكشفت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع النقاب عن أن الجهود ستبذل في الأيام المقبلة لاستكشاف مدى إمكانية ضم اغتيال العميد الحسن إلى ملف القضايا التي تضطلع بها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. غير أن هذه المصادر ترى أن المسألة بحاجة إلى «دارسة قانونية» لإثبات ضمها إلى ملفات المحكمة الدولية وتبيان ارتباطها باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري كما حصل بالنسبة لمحاولات اغتيال أو اغتيالات أخرى.
وما زالت لجنة التحقيق التابعة للمحكمة الدولية قائمة. وحتى الآن، ضمت محاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حمادة وإلياس المر واغتيال رئيس أمين عام الحزب الشيوعي جورج حاوي إلى أعمال المحكمة الدولية بسبب الروابط التي أثبتتها اللجنة بين هذه العمليات وبين اغتيال الحريري.
وأقيمت المحكمة الدولية التي وجهت رسميا اتهامات إلى أربعة لبنانيين في قتل الحريري بموجب القرارين 1664 و757 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي عامي 2006 و2007. وصدر القرار الثاني تحت الفصل السابع.
وترى مصادر قانونية أن البيان الذي صدر عن مجلس الأمن عقب اغتيال الحسن ووصفه العملية بـ«الإرهابية» يمكن أن يسهل ضم الملف إلى اختصاصات المحكمة الدولية. لكن يتعين التعرف على وجهة نظر الحكومة اللبنانية في هذا الموضوع مما يعني أنه سيخضع لاعتبارات سياسية.
 
الجيش الحر في دمشق يطلق اسم اللواء وسام الحسن على أحد كتائبه.... المقداد لـ «الشرق الأوسط»: سلسلة عمليات الغضب النوعية من أجل سوريا ولبنان

بيروت: نذير رضا ... أطلق «المجلس الثوري الموحد في دمشق وريفها» في «الجيش السوري الحرّ» اسم اللواء الشهيد وسام الحسن على إحدى كتائبه في دمشق، معلنا الحسن «بطلا من أبطال الثورة السوريّة» و«شهيدا جديدا على مذبح الحرية لشعب سوريا ولبنان».
وبثت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت مقطع فيديو لثوار في محافظة دمشق، يعلنون إطلاق اسم الحسن على الكتيبة. وقال الناطق في البيان إن المجلس العسكري الثوري الموحد في دمشق وريفها «يتشرف بإطلاق اسم العميد البطل وسام الحسن على إحدى كتائبه النوعية المتمركزة في العاصمة دمشق». وأضاف: «من دمشق الياسمين لروحك السلام يا وسام». وبالتزامن مع الإعلان عن كتيبة «الشهيد العميد وسام الحسن»، أعلن رئيس مكتب الارتباط والناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في الداخل لؤي المقداد عن «سلسلة عمليات نوعية» يطلقها الجيش السوري الحر انتقاما لأرواح الشهداء في لبنان وسوريا، وتحمل اسم «عمليات الغضب من أجل سوريا ولبنان». وأوضح المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن سلسلة العمليات ستستهدف المفاصل الأمنية ومواقع النظام الحساسة في دمشق وريفها وبعض المحافظات من مطارات ومقرات وحواجز ومتاريس وآليات، مشددا على أن زمن الإجرام والقتل والقهر دون حساب قد ولى.
وإذ أشار إلى أن إطلاق اسمه على كتيبة ثورية في دمشق هو «تكريم لروح الشهيد البطل»، اعتبر أن هذه العمليات «ستكون بمثابة قصاص، انتقاما لأرواح شهدائنا في سوريا ولبنان والذين يسقطون جميعا على مذبح الحرية».
وردا على ما يشاع بأن تيار المستقبل الذي كان يؤيده الشهيد الحسن يقدم الدعم اللوجيستي للمعارضين السوريين، قال المقداد: «تيار المستقبل برئاسة الرئيس سعد الحريري قدم كثيرا من المساعدات الإنسانية والإغاثية والسياسية والإعلامية لنا في الوقت الذي تخلى كل العالم عن الشعب السوري الذي يذبح كل يوم». وأشار إلى «أننا ننسق معهم اليوم بخصوص إطلاق المخطوفين اللبنانيين، لكن هناك أطرافا لبنانية معروفة تحاول دائما إفشال هذه المساعي بالتعاون مع النظام السوري الذي حاول في أحد المرات قتل هؤلاء المخطوفين بشكل مباشر بغارة غير مبررة». وأشار إلى أن عضو تكتل المستقبل النائب عقاب صقر «يسعى بكل جهده لإطلاق سراح المخطوفين ونحن ننسق معه ووضعنا كل طاقاتنا لإغلاق هذا الملف بطريقة إيجابية للشعبين اللبناني والسوري».
وكان الجيش السوري الحر أثنى على الحسن وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي كان يرأسها، عقب اكتشافهم مخطط الوزير الأسبق ميشال سماحة لتفجير الوضع في شمال لبنان وهز أمنه خلال شهر أغسطس (آب) الماضي. وثمّن قياديون بارزون في الجيش الحر «تلك المساعي لحماية لبنان من مخططات النظام السوري»، بحسب ما بثته تسجيلات سماحة الصوتية.
 
قتله النظام الأسدي وحزب الله

طارق الحميد... لا شك، ولو لحظة، بأن من يقف خلف اغتيال العميد وسام الحسن هو النظام الأسدي، وحزب الله، وليس لأن الشهيد كان «مناهضا» لسوريا، كما قالت إحدى وكالات الأنباء، بل لأنه كان رجل أمن محترفا، ووطنيا نزيها، وشجاعا يندر أن تجد مثله في لبنان اليوم.
عرفت وسام الحسن منذ قرابة الثلاثة أعوام، وتوثقت علاقتي الشخصية به منذ ما يزيد على العام ونصف، لم أعرف إن كان سنيا، أو شيعيا، ولم أسأل، فهذا آخر ما أهتم به، لكني لم أسمع الرجل ينطق بكلمة واحدة تنم عن طائفية، أو أي لغة تحمل نعرة. كان إذا ذكر حزب الله، ورغم كل أفعال حزب الله الطائفية، والإجرامية، بحق لبنان واللبنانيين، يقول: «الحزب»، وإذا تحدث عن طاغية دمشق يقول: «الجيران»، ولذا فلم يقتل لأنه «مناهض» بل لأنه رجل أمن محترف، ولبناني وطني، يريد استقرار لبنان، وهو من أكثر مخازن الأسرار اللبنانية التي تعرف تحركات كل أطراف العصابة سواء في بيروت، أو دمشق.
من عرف وسام الحسن يعي أنه مشروع شهيد، سيأتي قدره في أي لحظة. آخر لقاء تم بيننا، وجها لوجه، قال لي: «الأوضاع خطرة، والقادم مذهل»! قلت: ماذا؟ قال: «هناك عملية كبيرة وخطيرة سيتم الكشف عنها..»! قاطعته متسائلا عن طبيعتها، فابتسم كعادته وقال: «كبيرة وراح تميزها». وبعدها بيومين كشفت قصة الوزير السابق ميشال سماحة، التي كبرت ككرة الثلج حتى طالت الاتهامات شخصيات مقربة جدا من دوائر نظام الأسد. وها هو اليوم العميد وسام الحسن يروح ضحية تفانيه في خدمة أمن لبنان، وهو الذي كان يعي، ويعلم، وليس لديَّ أدنى شك، أنه سيقتل على يد من كان يلاحقهم، لكنه كان رجلا شجاعا بمعنى الكلمة، ومؤمنا بما يسعى لتحقيقه، وكان فيه ثبات مذهل رحمه الله.
اغتيال الشهيد وسام الحسن يقول لنا إن من قتله هو نفس من قتل الشهيد الراحل رفيق الحريري، كما أن اغتيال الحسن يقول لنا إن نظام الأسد، الساقط لا محالة، لن يرحل إلا بعد أن يكون قد أجهز على خيرة رجال لبنان، هذا إذا لم يشعل البلد كله، مثلما دمر سوريا، وبالتالي فإن النظام الأسدي لم يختر إحراق سوريا وحسب، بل المنطقة ككل، وكل ما يفعله هذا النظام الإجرامي، ومعاونوه من حزب الله، وقبلهم إيران، يعني إعلان حرب على المنطقة كلها، وعلى استقرارها، وهذا ما يجب أن يسرع، ويفرض، تسليح الثوار السوريين، ومدهم بكل ما يحتاجونه من مساعدات عسكرية، وخلافه، وهذه مهمة السعوديين والأتراك والقطريين، وكذلك ضرورة التحرك دوليا، ومن خلال تحالف الراغبين، من خلال فرنسا وبريطانيا وأميركا، من أجل تسريع إسقاط النظام الإجرامي في سوريا، فمنطقتنا لن تعرف الاستقرار أبدا وفيها نظام الأسد، وعليه فالمطلوب اليوم هو طي صفحة الأخضر الإبراهيمي وفتح صفحة التسليح والإسراع بإنهاء الأسد، وإلا فإن الراحل الحسن ما هو إلا واحد من قائمة طويلة ستتم تصفيتها.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,205,217

عدد الزوار: 7,094,324

المتواجدون الآن: 162