الاختلالات الأمنية تستنفر المجلس الأعلى للدفاع وفيلتمان يحضّ على إجماع وانتخابات ضمن المهلة
بري لـ"النهار": السلام على الانتخابات إذا استمررنا في هذا الفلتان
هيئة التنسيق تتوج تصعيدها اليوم بتظاهرة حاشدة إلى السرايا
شكلت الدعوة المفاجئة الى انعقاد المجلس الاعلى للدفاع في التاسعة صباح اليوم في قصر بعبدا مؤشرا لتنامي خطورة الاوضاع الامنية في البلاد فيما تتسابق مناخات التوتر السياسي على خلفية ملف قانون الانتخاب وموجة الاضرابات والاعتصامات المتصاعدة يوما بعد يوم.
وتزامنت الدعوة مع عودة التوتر الحاد الى الحدود الشمالية مع سوريا حيث سجل مساء امس سقوط قذائف مدفعية من الجانب السوري على امتداد الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير من العبودية حتى بلدة الدبابية. وعلم ان المجلس الاعلى للدفاع سيبحث في مجمل الوضع الامني في الداخل وعلى الحدود في ظل تكاثر الاحداث والافتعالات الامنية.
ووسط هذا التشابك في الملفات السياسية والامنية والاجتماعية، برز موقف اممي من الوضع اللبناني وملف الانتخابات النيابية اكتسب دلالة مهمة وجاء مطابقا لما اوردته "النهار" امس عن الدفع الغربي نحو توافق لبناني على قانون الانتخاب واجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
ونقل مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى عن وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان دعوته الافرقاء اللبنانيين الى "الاجماع" على قانون الانتخاب وتأكيده ان اجراء الانتخابات "ضمن الاطر الزمنية الدستورية والقانونية مهم لاستقرار لبنان".
وخلال الاحاطة الشهرية لمجلس الامن عن الوضع في الشرق الاوسط، حذر فيلتمان من ان "الزوبعة العسكرية المدمرة" في سوريا "تتحرك بقوة اكبر كل يوم وتهدد بجر دول الجوار وبصورة ملحوظة ومقلقة لبنان الى دوامتها". واذ اعتبر ان "الوضع الاجمالي في لبنان لا يزال مستقرا"، لاحظ "ان التوتر ازداد في المناطق الحدودية الشمالية – الشرقية".
وعبر عن "القلق من اي اعمال تجازف بجر لبنان الى النزاع في سوريا"، لافتا الى ان "التقارير المتواصلة عن نقليات اسلحة الى لبنان وعبره تتعارض مع الواجبات الدولية"، ودعا "جميع الاطراف الى احترام سلامة الحدود وسيادة لبنان"، كما دعا جميع الافرقاء اللبنانيين الى "الوفاء بالتزاماتهم في بيان بعبدا".
وبعد تطرقه الى الوضع على طول الخط الازرق وموضوع المحكمة الخاصة بلبنان مشددا على "تحقيق العدالة"، ذكر فيلتمان انه "لم يتم التوصل الى اجماع على مشروع قانون للانتخابات النيابية المقررة في حزيران". ورأى ان "اجراء ا نتخابات موثوق بها ونزيهة وحرة في موعدها مهم لاستقرار لبنان ولاستمرار تقدمه السياسي". وخلص الى انه "على جميع الاطراف ان يتشجعوا على العمل لضمان حصول الانتخابات على اساس الاجماع ضمن الاطر الزمنية الدستورية والقانونية".
اتصالات رئاسية
وبالعودة الى التحركات الداخلية، علمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اجرى امس اتصالين مطولين مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وعرض معهما "الوضع الامني في البلاد والاحداث التي تهدد الاستقرار من الخطف والمظاهر المسلحة والاساءات اليومية التي توجه الى الاجهزة الامنية والقضائية". وشدد على الاسراع في انعقاد المجلس الاعلى للدفاع "لان الوضع الامني لم يعد يطاق"، واكد لهما ان "لا غطاء فوق احد من عصابات الخطف وسرقة السيارات في الضاحية الجنوبية وعدد من المناطق في البقاع والفلتان الحاصل في طرابلس وصيدا".
وقال بري لـ"النهار" في هذا السياق ان "هيبة الدولة على المحك واذا ا ستمررنا على هذا المنوال من فلتان امني فالسلام على الانتخابات لان اجراء هذا الاستحقاق يتطلب توافر مناخ امني وسياسي مطمئن".
تحركات انتخابية
اما على الصعيد السياسي، فعلم ان بري سيستقبل اليوم موفدا من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للبحث في الملف الانتخابي.
كما علمت "النهار" ان الوزير السابق خليل الهراوي والوزير نقولا نحاس المكلفين من الرئيسين سليمان وميقاتي واصلا امس تحركهما، فأجريا مشاورات مع ممثل حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على ان يلتقيا اليوم النائب اكرم شهيب والمسؤول الاشتراكي هشام نصر الدين، ومن ثم النائب علي بزي من كتلة الرئيس بري.
كذلك كان مشروع قانون الانتخاب موضع بحث بين الرئيس سليمان ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد امس. وعلم ان الرئيس سليمان شرح موقفه المعترض على "المشروع الارثوذكسي".
وافادت اوساط "كتلة المستقبل" ان الرئيس فؤاد السنيورة اجرى امس اتصالاً هاتفياً برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبحثا في صيغة مشتركة لمشروع قانون الانتخاب. ووصفت الاجواء بأنها كانت ايجابية، موضحة ان ثمة تقاطعاً في الموقف حيال مشروع القانون وجرى تأكيد متانة تحالف 14 آذار.
وفي الاطار عينه، عقد لقاء ضم الرئيس امين الجميل والرئيس السنيورة مساء اول من امس وسط "عزم على اعادة التماسك بين قوى 14 آذار". واتفق على استمرار الاتصالات من أجل الوصول الى مشروع قانون للانتخاب، وفهم ان ثمة تقدماً في المساعي لكنه لم يصل الى حد الاعلان عن ولادة حل.
الى السرايا
وعلى صعيد المواجهة النقابية – الحكومية لم يختلف المشهد امس عما سبقه من حيث تنقل الاعتصامات النقابية أمام الوزارات والادارات واستمرار الاضراب في المدارس متسبباً بشلل تام بات معه تأجيل الامتحانات الرسمية أمراً حتمياً.
ومن المقرر ان تنظم هيئة التنسيق النقابية تظاهرة مركزية حاشدة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم من ساحة البربير الى السرايا الحكومية استباقاً لجلسة مجلس الوزراء التي تنعقد بعد الظهر في السرايا.
ثلاثة معطيات تشير إلى اتجاه جديد في مسار المفاوضات
لبنان أمام «فترة سماح» مزدوجة الهدف: تأجيل تقني بالتفاهم وقانون انتخاب بالتوافق
بيروت - «الراي»
تحدثت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع عن «فترة سماح» خارجية وداخلية من شأنها ان تمرّر «تأجيلاً تقنياً» لا يتعدى الثلاثة اشهر للانتخابات النيابية بما يتيح التوصل الى قانون انتخاب توافقي يحول دون تمديدٍ طويل الاجل لمجلس النواب.
وتقول هذه المصادر لـ «الراي» ان ثمة وقائع لافتة طرأت في الايام الاخيرة على مشهد المشاورات السياسية ومواقف بعض اللاعبين الداخليين الاساسيين ولّدت انطباعات واتجاهات جديدة في مسار العمل نحو بلورة قانون انتخاب جديد سيكون بديلاً من «المشروع الارثوذكسي» الذي يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه والذي تقول المصادر نفسها انه صار بدوره بحكم «المدفون» اسوة بالقانون النافذ المسمى قانون الستين.
وهذه المتغيرات الطارئة تحدّدها المصادر بالاتجاهات الآتية:
اولاً: خروج رئيس البرلمان نبيه بري في شكل لافت عن ايّ تحفظ او مداراةٍ لحلفائه في 8 آذار ولا سيما منهم «تكتل التغيير والاصلاح» الذي يترأسه العماد ميشال عون في تشديده اكثر من مرة في الايام الاخيرة على انه لن يكون في وارد الدعوة الى جلسة عامة للبرلمان لإقرار قانون الانتخاب قبل تحقيق التوافق السياسي على مشروع جديد، مما يعني ان بري طوى بدوره اي امكان لجلسة يجري فيها التصويت على المشروع الارثوذكسي حتى لو توافرت له اكثرية نيابية بالنصف زائد واحد. ومعنى ذلك ان بري صار يمتلك «كلمة سرٍ» ما يمنع انزلاق البلاد الى مأزق خطير في حال فرْض قانونٍ يرفضه السنّة والدروز وفئات عدة من المسيحيين.
ولا تخفي المصادر ان هذا الموقف أزعج «التكتل العوني» الى حد كبير وأثار «نقزة» لديه من بري، في حين ان كلاماً للعماد ميشال عون الاسبوع الماضي عن احتمال تولي الحكومة مرحلة فراغ نيابي بصلاحيات تخوّلها اصدار مراسيم اشتراعية كان قد قوبل من اوساط قريبة من بري بالاستهجان والرفض.
ثانياً: المسعى المشترك الذي يتولاه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلة «المستقبل» النيابية (كتلة الرئيس سعد الحريري) لبلورة اقتراح مختلط يجمع بين نظاميْ الاقتراع النسبي والاكثري ويطمح الى التوفيق بين مختلف الافرقاء. وشكلت موافقة جنبلاط على اعادة البحث في اقتراح الحكومة القائم على تقسيم لبنان 13 دائرة مع النسبية الذي وُضع بدفع من رئيس الجمهورية ميشال سليمان اصلاً مفاجأة للكثيرين نظراً الى رفض جنبلاط سابقا البحث في اي صيغة نسبية.
ورغم الشكوك التي لا تزال تكتنف هذا المسعى، تقول المصادر نفسها ان جنبلاط و«المستقبل» يمضيان قدماً في الاقتراب من جهود مماثلة تجري على خط مواز ويتولاها موفدان للرئيسين سليمان ونجيب ميقاتي هما الوزير السابق خليل الهراوي والوزير نقولا نحاس. ومن غير المستبعد ان يفضي هذان المساران الى بلورة مشروع مشترك في النهاية يُطرح على الافرقاء الاخرين.
ثالثاً: مواقف كل من حزبي الكتائب و«القوات اللبنانية» اللذين يتخليان تدريجياً عن موقف الدفاع عن «المشروع الارثوذكسي» ويركزان بقوّة على دعم الجهود الكثيفة الآيلة الى بلورة مشروع توافقي بديل. وقد حظي هذا التوجه بدعم ضمني واضح من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الذي شدّد في طريق سفره الى موسكو على ضرورة وضع قانون يؤمن حماية العيش المشترك المسيحي - الاسلامي ولا يتسبب بخلل فيه. وهذا يعني ان لقاء بكركي الذي عقد الاسبوع الماضي بمبادرة من الراعي كان لتزكية هذا التوجه الجديد رغم تشدد العماد عون في التمسك بالمشروع الارثوذكسي.
وسط كل هذه المعطيات، تقول المصادر انه ينبغي مراقبة موقف «حزب الله» بدقة، اذ يبدو حتى الان مراقِباً وصامتاً ولا بد من ان تسفر الحركة السياسية في الايام القليلة المقبلة عن توضيح الكثير من الزوايا الغامضة التي تكتنف المسار المعقّد لتقرير مصير القانون الانتخابي على مشارف نهاية المهلة الدستورية في منتصف مارس المقبل.
وكانت آخر المعلومات في شأن الصيغ المتداولة كمخرج لقانون الانتخاب اشارت الى اقتراح يجمع بين طرح بري وطرح «تيار المستقبل» على أساس 68 نائباً يتمّ انتخابهم وفق النظام الأكثري و60 نائباً وفق النظام النسبي، وان يكون عدد الدوائر 26 والمحافظات تسعاً، لكن العقدة لا تزال قائمة حول توزيع النواب والنسب بين الدوائر.
وفي موازاة ذلك، نُقل عن رئيس البرلمان قوله امام وفد المسيحيين المستقلين الذين استقبلهم اول من امس «ان المشروع المعروف باسم اللقاء الارثوذكسي مات شرط عدم البحث في اجراء الانتخابات استناداً إلى قانون الستين وإلا سأعيد طرح الارثوذكسي على الهيئة العامة».
وكان لافتاً التحرك باتجاه الصرح البطريركي في بكركي الذي شهد مساء الاحد لقاء بين الكاردينال الراعي والرئيس فؤاد السنيورة في حضور مستشار الرئيس الحريري الوزير السابق محمد شطح وسط معلومات عن ان السنيورة لمس من الراعي أنه ليس ضد إيجاد بديل للأرثوذكسي يرضي الجميع.
وقبيل مغادرته الى موسكو في زيارة تستمر حتى الجمعة تلبية لدعوة بطريرك روسيا كيريل الاول، اعلن البطريرك الماروني انه يتمنى «ان يتفق الجميع على ايجاد قانون انتخاب جديد في لبنان، ونحن نقول انه يجب الا تطالب كل فئة لنفسها، فالمطالبة ليست للمسلمين والمسيحيين فلبنان مثل الطائر الذي له جناحان جناح مسيحي وجناح مسلم ولا يستطيع الطير ان يطير اذا كان له جناح مكسور وجناح قوي، وهذان الجناحان ليسا متساويين وليسا متوازيين، وقانون الانتخاب هو الوسيلة الفضلى لنعيد التوازن، وعندما تحدثوا عن المشروع الذي يسمى بالمشروع الارثوذكسي فانه يعطي الحقوق لكل الناس المسلم والمسيحي ولكنهم قالوا ان تداعياته ستكون سلبية لذلك المطلوب ايجاد ان نلاقي شيئا مماثلا كي يكون الجناحان قويين».
أضاف: «هذه هي قيمة لبنان ورسالته، ولا يجوز ان يقوم كل طرف بايجاد قانون على قياسه، لان القوانين يجب ان تأتي على قياس الوطن والبلد والشعب، ونأمل من خلال الارادات الطيبة ان يتوصلوا هذا الاسبوع الى قانون يشرف الجميع ونحن موعودون بذلك».
وعما إذا كان لا يزال متمسكا برفض قانون الستين، قال: «إذا عادوا الى ذلك القانون السيء سيكون ذلك عيب على اللبنانيين بعد خمس سنوات، واذا كانوا غير قادرين على ايجاد قانون بديل عن الستين فليتنحوا جميعا، وانا ما ازال على قناعة انه يجب ايجاد قانون جديد مشرف يجمع كل اللبنانيين ويرضيهم».
أعلنت اليوم «للتظاهرة الكبرى»
هيئة التنسيق النقابية في لبنان: زحفاً زحفاً نحو السرايا
بيروت - «الراي»
مع دخول التحرك الاعتراضي الذي تخوضه هيئة التنسيق النقابية في لبنان ضد الحكومة اسبوعه الثاني، تتجه لعبة «مَن يصرخ اولاً» الى تصعيد كبير على خلفية التلكؤ في احالة سلسلة الرتب والرواتب على البرلمان.
ووسط اتجاه لانضمام قطاعات نقابية جديدة الى التحرك الذي يستمر على الارض على شكل تظاهرات يومية مع اضراب في المدارس الرسمية والخاصة وشلل في الادارات العامة والوزارات، يبدو اليوم محطة بالغة الاهمية في اندفاعة هيئة التنسيق التي تستشعر بان الحكومة تراجعت عن السلسلة برمّتها، في ظل تقارير عن ان الرئيس نجيب ميقاتي تبلّغ من مصرف لبنان وجمعية المصارف وبالارقام محاذير تحويل السلسلة على الاستقرار النقدي والقوة الشرائية لليرة اللبنانية الآخذة بالتآكل، وعن ان الحكومة باتت تعتبر «شلل الدولة» أقلّ خطراً من «افلاس الدولة».
وقد حددت هيئة التنسيق السرايا الحكومية «هدفاً» لتحركها الميداني و«التظاهرة الكبرى» اليوم حيث القى المتكلمون في الاعتصام المركزي الذي اقيم امس أمام وزارة الاقتصاد كلمات أكدت «الزحف» الى بيروت والسرايا تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء للمطالبة باحالة السلسلة.
واعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض «اذا لم يضع السلسلة على جدول الأعمال ستكون آخرتهم غداً (اليوم)، لأن الاربعاء سيكون الزحف من حلبا ورميش والشوف وجبل لبنان وبيروت والبقاع».
الأزمات اللبنانية حين تتنوع وتتواصل
الحياة...فوزي زيدان *
يعيش لبنان منذ عقود في تجاذبات وأزمات متواصلة، أحدثها عمليات الشدّ والجذب حول قانون جديد للانتخابات، وقد اشتدت وتيرة الأزمات بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري نتيجة الخلاف على هوية المتورطين ودور بعض الدول الإقليمية فيه والمحكمة الدولية، ودور لبنان العربي، وسلاح «حزب الله» الذي تحول عن المقاومة إلى الهيمنة على الواقع السياسي، والاستئثار بالقرار السلطوي، واستغلال هذا الواقع لترهيب وتهديد كل المعترضين على هذه الوضعية الشاذة التي باتت تهدد وجود الدولة ككل، وكذلك تبعيته وقراره لإيران على حساب سيادة لبنان واستقلاله ومصالح شعبه.
وفي خضم التجاذبات، اندلعت الثورة السورية ضد نظام التسلط والاستبداد والعائلة الحاكمة في سورية منذ أربعين سنة، وصل لهيبها إلى الساحة اللبنانية، بين مؤيد وداعم لها وبين مساند ومقاتل إلى جانب النظام السوري، ما ولّد مزيداً من الاحتقان والانقسام. واستطاعت الحكومة اللبنانية، من خلال اتباعها سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، إبعاد البلد بصورة غير كاملة عن تداعيات الأزمة، التي بدأت تؤثر في وحدته الوطنية واستقراره الأمني والاقتصادي. ويعود سبب عدم تمكنها من تحييد لبنان عن مجريات الأمور في سورية، إلى تركيبتها السياسية وولاء معظم أعضائها لدمشق، وتداخل الحدود بين البلدين وعدم قدرة الجيش اللبناني على ضبطها نتيجة ضعف قدراته وغياب الغطاء السياسي الواضح له، والترابط العائلي والمصالح المشتركة بين الشعبين، والتحالفات المتشابكة بين قوى سياسية وطائفية لبنانية وقوى سورية مقابلة تلتقي كل منها مع الأخرى وفق تأييدها أو معارضتها للنظام السوري وتقاطع مصالحها وتوجهاتها، والولاء الخارجي وتأثيره في معظم القوى والتيارات السياسية اللبنانية.
واشتدت التجاذبات في الشهور الأخيرة على قانون الانتخابات النيابية، إذ يسعى كل فريق سياسـي الى إقرار قانون يؤمّن له كتلة نيابية كبـيرة، تمكنـه من الإمـساك، مع حـلفائه، بمؤسّـسات الــدولة وقـرارهـا، ورسـم خـريطة طـريق لـدور لبنـان في محـيـطه العربـي وعلاقاته الإقليمية والدولية وفق أهدافه ومعتقداته. ويسعى كل زعيم سياسي مسيحي، مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، إلى الاستحواذ على أكبر عدد من النواب الموالين له أو المتحالفين معه، ليـثبت أنه الزعيم الماروني الأول في التركيبة السياسية المقبلة.
ووضعت القيادات السياسية الحزبية المسيحية المؤثرة في فريقي 8 و14 آذار (مارس) خلافاتها السياسية جانباً، ما أدى إلى تسميم التحالفات السياسية بين أطراف «قوى 14 آذار» والتهديد بانفراط عقدها، وتكتلت حول مشروع قانون انتخاب فئوي ومذهبي أعده «اللقاء الأرثوذكسي»، ينتخب بموجبه كل مذهب نوابه. وكانت ذريعة هذه القوى الشكوى المسيحية المستمرة منذ «اتفاق الطائف» حول الشعور بالغبن والإحباط ومصادرة الحقوق المسيحية وتهميش الدور المسيحي في تركيبة السلطة السياسية والقرار السياسي، وترى أن هذا المشروع يؤمّن التمثيل الصحيح للمسيحيين ويزيل هواجسهم ويرفع الغبن عنهم.
ويحقق المشروع الأرثوذكسي مكاسب آنية وشخصانية ضيقة للزعامات التقليدية المارونية، لكنه يؤدي في الوقت ذاته إلى تغذية النزعة الفئوية، ويطيح العيش المشترك، ويهدد مستقبل لبنان. حتى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان اللبناني الأول والماروني الأول كان أعلن عزمه على الطعن به في حال إقراره في مجلس النواب أمام المجلس الدستوري، على اعتبار أنه مخالف لنصوص الدستور، ولمبادئ الميثاق الوطني الذي أقرّ في الطائف، كما عارضه للسبب ذاته بعض القيادات المسيحية.
وكان «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية نص على المناصفة في عدد النواب ومراكز الفئة الأولى في الدولة بين المسلمين والمسيحيين بغض النظر عن عدد كل منهم. ومعلوم أن المسلمين يشكلون أكثر من 65 في المئة من سكان لبنان، ومع ذلك تخلوا عن عدالة العدد وارتضوا بالمناصفة، حفاظاً على الانصهار الوطني.
وفي عاصفة التجاذبات، طرح الرئيس سعد الحـريري مـبادرة تؤكد المواطنة كمعيار للتعامل بين اللبنانيين وتزيل هواجس كل الطوائف، وشدد على أن الهاجس الذي يجتمع عليه كل اللبنانيين هو الشعور بالأخطار التي تهدد الوطن، في السياسة والأمن والاقتصاد والعيش المشترك. وترتكز المبادرة على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها على أساس الدوائر الصغرى التي تضمن صحة التمثيل لكل المناطق والفئات والمجموعات الروحية، وإنشاء مجلس شيوخ يمثل كل الطوائف والمذاهب في لبنان وظيفته حماية هوية لبنان ودوره ورسالته الحضارية والعيش المشترك بين أبنائه وحق النقض على القرارات التي تتناقض مع هذه المفاهيم، واعتماد اللامركزية الإدارية الموسعة، وأن يكون «إعلان بعبدا» الذي نص على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية... والتزام قرارات الشـرعية الـدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية... جزءاً من مقدمة الدستور.
وبينما كان السياسيون منهمكين في التوصل إلى توافق على قانون انتخاب، يؤمن التمثيل الصحيح لكل المكونات اللبنانية ويحافظ على الانصهار الوطني، جاءت حادثة بلدة عرسال البقاعية، التي أدت إلى استشهاد ضابط ورتيب في الجيش اللبناني في كمين نصبه مسلحون من البلدة لدورية عسكرية قامت بقتل أحد المطلوبين من أبناء البلدة، لتضيف جرحاً جديداً إلى جروح الجسم اللبناني، وتثير العواطف الطائفية، وتهدد السلم الأهلي، وتنال من هيبة الدولة، وتمس معنويات المؤسّسة العسكرية.
وفيما كانت الأنظار متجهة إلى احتواء حادثة عرسال الأليمة، عبر آلية تسمح بتحديد المسؤوليات من خلال لجنة تحقيق، قفز إلى الواجهة كتاب مدعي عام التمييز الهادف إلى رفع الحصانة عن أحد النواب المميزين بذريعة تصريحات صحافية في ما يتعلق بمحاولة اغتياله، متهماً القضاء بالتقاعس، ما أحدث إرباكاً في الساحة الداخلية وأزمة جديدة.
وأضاف اتهام بلغاريا «حزب الله» بالضلوع في التفجير الذي أدى إلى مقتل بلغاري وخمسة سياح إسرائيليين في تموز «يوليو» الماضي أزمة جديدة إلى حلقة الأزمات المترابطة، والتي تضغط على الحكومة والدولة، وتالياً على الاستقرار العام. والخوف أن يخلّف الاتهام تبعات سياسية وغـير سيـاسيـة على لبـنان، خصوصاً إذا تـبنى الاتحاد الأوروبـي الاتـهام وأدرج «حزب الله» على لائحة الإرهاب.
هذا هو الواقع اللبناني، أزمات مـتواصلة، والـتباعد يزداد يـومـاً بـعــد يـوم خصوصاً بين السياسيين السنة والشيعة، وأجواء التوتر في الشارع ترتـفـع مـن فتـرة إلى أخرى، والتعطيل وصل إلى المؤسّـسات الدستورية، والشلل أصبح عنوان المرحلة.
* كاتب لبناني
لبنان: الفلتان الأمني يستدعي انعقاد المجلس الأعلى للدفاع
بيروت - «الحياة»
دفعت التطورات الأمنية في البلاد، نتيجة استشراء ظهور السلاح في بعض المناسبات السياسية واتساع عمليات الخطف التي تقوم بها عصابات لقاء فدية مالية وحصول تفجيرات في مدينة طرابلس والتطورات العسكرية على الحدود، لا سيما القصف الذي تعرضت له قرى عدة في منطقة عكار الشمالية من القوات السورية وأدت الى مقتل مواطنين لبنانيين وجرح الكثير وتضرر زهاء 33 منزلاً، رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد في القصر الجمهوري اليوم من أجل البحث في الإجراءات الواجب اتخاذها من الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة للحؤول دون مزيد من التدهور الأمني ومعالجة الفلتان الذي تتخوف غير جهة من أن يكون مبرراً لدى البعض لطلب تأجيل الانتخابات النيابية في ظل تكثيف الجهود من أجل التوصل الى مشروع توافقي لقانون الانتخاب.
وفيما يحضر اجتماع المجلس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية والقضائية ويتخذ عادة قرارات تبقى سرية، ينتظر أن يتبع عقده اجتماع لمجلس الأمن المركزي الذي يترأسه وزير الداخلية مروان شربل، في ظل تصاعد الشكاوى السياسية والشعبية من تراجع الوضع الأمني في البلاد، وكان آخرها أمس انتقاد كتلة «المستقبل» النيابية برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة «العجز الحكومي وغياب المبادرة... والانفلات وعمليات تفجير تستهدف المناطق الآمنة» الى «استفحال مشكلة سلاح حزب الله والذي تسبب بكسر هيبة الدولة».
ولفت قول النائب عن صيدا بهية الحريري أمس بعد ترؤسها اجتماعاً لـ «اللجنة الفلسطينية – اللبنانية للحوار والتنمية» في المدينة إنه كانت هناك محاولة خلال الأسابيع الماضية لزج العامل الفلسطيني في النزاع سواء في سورية أو في الداخل اللبناني.
ووصف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون الحال الأمنية بـ «الخطيرة جداً فيها تحريض على القتل والاستفزاز والشتائم والخطف ومهاجمة القوى المسلحة ولا يوجد رد فعل يتلاءم مع الحدث».
وفي موازاة سعي الرئيس سليمان الى تدابير لضبط الوضع الأمني، لا سيما على الحدود، إذ سيطلب من القوى الأمنية تقارير واضحة عن الأحداث هناك وسبل تفاديها، تزايد الاهتمام الخارجي بما آلت إليه الخلافات على قانون الانتخاب والخشية من تأجيل الانتخابات النيابية، فعملت وفود أجنبية وغربية وسفارات عدة على استطلاع التطورات.
وقالت مصادر رسمية إن السفراء الغربيين والموفدين الدوليين، يسعون الى تجميع المعطيات حول ما يرافق الخلاف على قانون الانتخاب ويدعون الى إجراء الانتخابات في موعدها وعندما يكتشفون التعقيدات الحاصلة بفعل هذا الخلاف وتأثيره في المهل القانونية ينصحون بتأجيل تقني لـ3 أشهر أو 6 بالحد الأقصى من أجل الانسجام مع المهل.
وفي خصوص الاتصالات للتوصل الى مشروع قانون جديد بديل لمشروع انتخاب كل مذهب نوابه (اللقاء الأرثوذكسي)، قالت مصادر مطلعة إن آخر الاتصالات المتعددة الجانب والتي يواكبها رئيس الجمهورية عبر مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي ووزير الاقتصاد نقولا نحاس، أدت الى طرح صيغة مختلطة تقترح انتخاب 68 نائباً على النظام الأكثري موزعين على 36 دائرة و60 نائباً على النظام النسبي موزعين على 9 محافظات. لكن مصادر مطلعة أشارات الى أن رئيس البرلمان نبيه بري رفض هذا المشروع وجدّد التمسك بمشروعه الداعي الى المناصفة بين النظامين.
من جهة أخرى، قال جنبلاط في حديث الى موقع «العهد» الإخباري إن المشاورات جارية مع الجميع حول قانون الانتخاب باستثناء «التيار الوطني الحر... ونتكل على حزب الله والله». وقال: «كنت رافضاً النسبية لكن، يبدو أن تيار «المستقبل تطور مفهومه للأمر ونتجه الى الخلط بين النسبي والأكثري. وتبقى التقسيمات الجغرافية التي تناسب هذا ولا تناسب ذاك». وأشار الى إجماع على رفض مشروع «اللقاء الأرثوذكسي». وقال إنه يرفض أي مشروع تمديد لمجلس النواب أو لرئيس الجمهورية، معتبراً الذين يراهنون على التمديد بأنهم يدخلون لبنان في المجهول والعبث.
وكان العماد ميشال عون قال: «فلينتخبوا على أساس الأرثوذكسي وليكن مجلس تأسيسي ونلغي الطائف ونؤسس لنظام جديد». وصحح عون أمس تصريحاته حول الوضع في البحرين، وقال: «إذا أسيء فهم ما قلته وتحوير بعضه نحن لا نرغب بالتدخل في شؤون أي بلد عربي».
وعلمت «الحياة» أن إحدى دول الخليج استدعت رجال أعمال لبنانيين الى وزارة الخارجية قبل مدة وأبلغتهم أن ما صدر عن عون يسيء الى مصالحهم وطلبت منهم إبلاغه بهذا الأمر وأنها كانت تنوي رفع الحظر على سفر مواطنيها الى لبنان قبل تصريحاته التي أثارت حفيظة دول الخليج...
سليمان يفضّل قانون "الدوحة" على الفراغ .. و"المستقبل" تتمسّك بالانتخابات في موعدها
هيئة التنسيق النقابية لميقاتي: المشكلة عندك
المستقبل..
بعدما هدأت حدة التصريحات المتعلقة بقانون الانتخابات وأفسح السياسيون المجال أمام مروحة الاتصالات التي لم تهدأ منذ مطلع الأسبوع الجاري على أمل التوصل إلى الاتفاق حول اقتراح قانون "لا يلغي أحداً ولا يحجًم أحداً" بعد "الموت السريري" للمشروع الفتنوي المعروف باسم مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، برز التصعيد النقابي الذي تقوده هيئة التنسيق النقابية في وجه حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي التي نأت بنفسها عن معالجة الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين ووضعتها في آخر سلّم أولوياتها الذي تتصدره التغطية والتعمية على الانتهاكات السورية المتكررة للبنان واللبنانيين في أرزاقهم وأرواحهم.
وتصاعدت لهجة التصعيد الذي أعلنته هيئة التنسيق النقابية خصوصاً بعد الإعلان عن جلسة عادية لمجلس الوزراء اليوم في السرايا الحكومية، من دون أن يكون على جدول أعمالها موضوع سلسلة الرتب والرواتب، حيث اعلن رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غريب أن "اعتصام يوم غد (اليوم) هو مقدمة للزحف إلى بيروت حيث ستنفّذ الهيئة عند الحادية عشرة مسيرة من أمام ساحة البربير زحفاً إلى السرايا الحكومية".
وكانت الهيئة قد نظّمت أمس وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها القوى الأمنية، تظاهرة أمام وزارة الاقتصاد والتجارة وسط بيروت، توجه خلالها غريب إلى ميقاتي بالقول "أحزم أمرك، تارة هناك تمويل وتارة لا تمويل، المشكلة عندك، إن كنت غير قادر على تنفيذ الاتفاق فأنت مسؤول عن تنفيذه وإلا لماذا وقعته. أخرج إلى الرأي العام واعتذر له وقل لشعبك إنك عاجز عن التنفيذ".
وبالتزامن مع الاعتصام، استقبل ميقاتي وفد "اتحاد النقل البرّي" الذي ضم رئيس الاتحاد عبد الأمير نجدة ورئيس "الاتحاد اللبناني لنقابات سائقي السيارات العمومية ومصالح النقل" بسام طليس، وأغدق عليهم وعداً جديداً في محاولة لاستيعاب الدعوة التي وجهها الاتحاد للإضراب يوم غد الخميس.
واستناداً لطليس، فإنه تم الاتفاق مع ميقاتي "على أثر اتصال أجراه برئيس مجلس النواب نبيه بري على تأجيل تطبيق قانون السير الجديد، وتشكيل لجنة مؤلفة من وزير الداخلية والنائب محمد قباني والنقابات المعنية لوضع التعديلات اللازمة على المواد وملاحقة السيارات ذات اللوحات المزورة والتعديات والسيارات الخصوصية وتحديد سقف السعر على الرغم من الصعوبة التي تحيط بالوضعين الاقتصادي والمالي".
وكشف أن "اجتماعاً ثانياً سنعقده مع الرئيس ميقاتي غداً (اليوم) وعلى ضوء ذلك سنقرر ما يجب فعله، وإذا كنا على اقتناع بأن التنفيذ العملاني سيبدأ، أو إذا لمسنا ذلك، فيمكن القول عندها إننا سنعلن الموقف المناسب الذي من شأنه حفظ كرامة السائقين والنقابات واستقرار البلد".
سليمان
إلى ذلك، حط تجمّع "النواب المستقلين" رحاله أمس في قصر بعبدا عند رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعدما كان اجتمع إلى الرئيس بري الاثنين الماضي، وقد يحصر جولته بزيارة أخيرة إلى رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وإلى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة.
وعلمت "المستقبل" أن سليمان تحدّث مطولاً عن رفضه اقتراح مشروع "اللقاء الارثوذكسي" مؤكداّ انه "يريد منع تأجيل الانتخابات النيابية" وأنه سيبذل كل جهده لتحقيق هذا المنع.
وأضاف أنه "ليس لوحده في هذه المعركة" لافتاً إلى أنه يحرّض" اللبنانيين على أن يشتكوا على من "يتسبّب بالتأجيل" لأن هؤلاء يتعدون على مصالح الناس ببساطة.
وأوضح سليمان "أنا لست مع قانون الستين المعدل في الدوحة، ولكن إذا كان البديل هو اللاانتخابات، فهو أفضل. أنا لا أدافع عنه كخيار أفضل، إنما أقول إنه بالنسبة إلى الفراغ، هو أفضل".
حمادة
من جهة أخرى قال النائب مروان حمادة لـ "المستقبل" إنه "لا تزال هناك إمكانية لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، لكن صعوبة الاتفاق على قانون والوقت الداهم يحاصران الأفرقاء السياسيين والدولة، فضلاً عن أن هناك انهياراً للمزاج الشعبي والوضع الاجتماعي ينعكس على الدولة".
السنيورة
ووفقاً لأوساط مطلعة، علمت "المستقبل" أنه لم يتحقق بعد أي تطور إيجابي على صعيد الاتصالات المستمرة بين الأطراف كافة، مشيرة إلى أن هناك أطرافاً لا تريد إجراء الانتخابات.
ولفتت الأوساط إلى أن "الاجتماع بين الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميل كان جيداً وعبّر عن إرادة من الطرفين لمعالجة كل الأمور".
وخلص الاجتماع إلى التأكيد على "14 آذار موحّدة وعلى حصول الانتخابات النيابية وعلى إيجاد القانون المناسب".
وعلمت "المستقبل" أن الرئيس السنيورة اجرى اتصالاً برئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ووضعه في أجواء الحركة التي تقوم بها كتلة "المستقبل"، وجرى التفاهم على استكمال المساعي المبذولة.
ومن المتوقع أن تلتقي كتلة "المستقبل" رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط خلال الأيام القليلة المقبلة.
"المستقبل"
وشدّدت كتلة "المستقبل" على موقفها الرافض لتأجيل الانتخابات النيابية وضرورة إجرائها في موعدها المحدّد، مؤكدة أن "مشروع قانون ايلي الفرزلي يطرح مشكلة كبيرة تهدد صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين وتعارضه قطاعات واسعة ووازنة من مختلف مكونات الشعب اللبناني، باعتباره مشروعاً يؤدي إلى تعميق الفروقات والتوترات بين اللبنانيين وبالتالي للفصل الطائفي والمذهبي فيما المطلوب هو التوصل إلى صيغة لتأكيد العيش الواحد بين اللبنانيين وليس العكس".
ورحّبت "بأجواء النقاشات والحوارات والاستعدادات الايجابية الجارية للوصول الى صيغة ملائمة تنسجم مع تطلعات اللبنانيين وتتوافق عليها في لبنان كافة الاطراف، فإنها تتمسك بإجراء الانتخابات في موعدها وتحمّل الحكومة مسؤولية ما وصلت إليه الحال في هذا المجال، خاصة وان الحكومة لم تقم بدورها في إعداد مشروع قانون غير كيدي ولا يأخذ بالاعتبار مختلف الآراء الوازنة في البلاد".
واستنكرت "اشد الاستنكار، استمرار الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها قرى عكار ومنطقة وادي خالد وبعض قرى البقاع الشمالي والشرقي من قبل قوات النظام السوري وعلى وجه الخصوص الاعتداءات الأخيرة التي طالت عدة بلدات مما اسفر عن استشهاد عدد من المواطنين الآمنين وجرح العشرات وتهديم المنازل وتلف المحاصيل والمزروعات وتشريد الاهالي".
وطالبت رئيس الجمهورية ميشال سليمان "الذي اعلن مواقف مشرفة في هذا المجال، التحرك من أجل أن تتخذ الحكومة القرارات التي تؤدي إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود وفقاً للقرار 1701 من أجل ضمان حماية اللبنانيين وأن يصار إلى الطلب من قوات الطوارئ الدولية مساعدة الجيش في انتشارها وكذلك لتقديم شكوى الى مجلس الجامعة العربية والى تزويد الامم المتحدة بالوثائق التي تسجل وقائع هذه الاعتداءات".
واستهجنت الكتلة "موقف وزير الخارجية اللبناني المتماهي مع النظام السوري من خلال عدم تقيده بتوجيهات رئيس الجمهورية لجهة تقديم احتجاج على ممارسات واعتداءات النظام السوري على لبنان".
واعتبرت ان قول مسؤولين واعضاء في الحكومة "ان ارقام متوجبات سلسلة الرتب والرواتب يمكن ان تؤثر على الأوضاع المالية العامة وعلى الاقتصاد ومجالات نموه، هي اقوال واقعية وصحيحة، لكن الذي تسبب بهذه الازمة هي الحكومة وليس الموظفين والعمال".
فضيحة المراهنات تهزّ الكرة اللبنانية 24 لاعباً مرتشياً نصفهم من "العهد"
المستقبل...محمد دالاتي
بعد الفضائح في الامن والاغتيالات، والسمسرات في الكهرباء والنفط، والادوية المزورة، والتلاعب في لقمة عيش المواطن، دخلت فضيحة من نوع جديد الرياضة لتزيد في تشويه سمعة لبنان، وضرب اسمى المعاني الاخلاقية فيه عبر الرياضة التي تعتبر الرمز الحضاري للبلد وشعبه.
فقد أماط الامين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الاردني فادي زريقات امس خلال مؤتمر صحافي عقده في مركز الاتحاد اللبناني في فردان، اللثام عن اسمي اداريين اثنين ثبت تورطهما في التلاعب هما مترجم المنتخب فادي فنيش الذي اعتبر الرأس المدبر للرشاوى، ومدير فريق العهد علي زنيط، فضلاً عن ارتشاء 24 لاعباً معظمهم من نادي العهد (12 لاعباً)، وكانت تلك الدسائس التي تصب في خانة "الخيانة العظمى" قد بأت قبل نحو ثلاث سنوات، من دون علم الاتحاد اللبناني بها، الى ان انكشفت عقب الخسارتين المشكوك فيهما امام قطر في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستتأثر سمعتنا الرياضية بعد هذه الفضيحة الرياضية المدوية، بعدما تباهينا بوصول منتخبنا لكرة السلة الى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، واقتربنا من التأهل لنهائيات كأس العالم في كرة القدم. والواقع ان بروز الفضيحة وانكشاف المتورطين فيها ستجر ويلات كثيرة في المستقبل، ولن تقتصر السلبيات على كرة القدم فحسب، بل ربما تطال الرياضة عموماً، ومن يدري ما اذا قام لاعبون آخرون في رياضات اخرى بقبض رشاوى وارتكاب فعل الخيانة في القاعات الرياضية والمضامير؟
المساس بالرياضة يأتي بعد المساس بأمور اخرى كثيرة في البلد، وتشويه صفحة الرياضة يأتي بعد اعمال الخطف التي تطال الاطفال والابرياء، وبعد محاولات جر البلد الى حروب طائفية رخيصة، وبعد سد طريق المستقبل امام الشباب لتحفيزهم على الهجرة وخسارة اغلى شريحة مثقفة ومتعلمة، وبعد صمّ اذن الحكومة عن سماع اصوات المستغيثين المطالبين بلقمة العيش الكريمة، وادخال مرضاهم الى المستشفيات قبل ان يفارقوا الحياة لعدم توافر المال الكافي لديهم، وتغاضي الدولة عن الامساك بمرتكبي الاغتيالات، حتى بات المواطن يشعر وكانه يعيش في وطن اغتالته العصابات المسلحة.
وكان زريقات اعلن تقديمه ملفاً كاملاً للاتحاد اللبناني عن التحقيقات التي اجرتها لجنة التحقيق مرفقاً بتوصيات، آملاً الا تؤثر على واقع الكرة اللبنانية ومستقبلها، واللاعبون الموقوفون هم: مهاجم نادي بيرسيا باليكابان الاندونيسي والعهد سابقاً محمد العلي ومدافع نادي سيلانغور الماليزي والصفاء سابقاً رامز ديوب (اوقفا مدى الحياة عن ممارسة اي نشاط كروي وغُرّم كل منهما بدفع 15 الف دولار اميركي) ولاعب العهد هادي سحمراني ولاعب النجمة محمد جعفر (اوقفا ثلاثة مواسم وان يدفع كل منهما 7 الاف دولار) وعلي بزي وعلي فاعور واحمد زريق وحسن مزهر وعباس كنعان ومحمد حمود والفلسطيني محمد ابو عتيق وحسين دقيق ومحمد باقر يونس وطارق العلي (العهد) وعلي السعدي وعمر عويضة وبشار المقداد (الصفاء) وعيسى رمضان (الغازية) واكرم مغربي وسامر زين الدين ونزيه اسعد وحسن علوية وحسن شريفة (النجمة) واحمد يونس (الخيول) وعقوبة كل منهم الوقف لموسم واحد، هو بقية مباريات هذا الموسم، وتغريمه مبلغ الفي دولار.
ويرى المراقبون ان الزلزال الذي ضرب كرة القدم اللبنانية سيكون له ارتدادات قاسية على اللعبة ومستقبلها، كما سيؤثر على نتائج المباريات المقبلة في الدوري المحلي هذا الموسم، اذ ان بعض الفرق فقدت لاعبين اساسيين عدة مما يهدد عروضها ونتائجها ويغير ترتيبها آخر الموسم. وتوقعوا ان يزيد عزوف الجمهور عن متابعة المباريات في البطولة ومباريات المنتخب في استحقاقاته المقبلة.
وان يتراجع اداء الفرق عموماً مما يضعف المنتخب الوطني الذي ينتظر خوض مباريات دولية رسمية مهمة.
ورأى الخبير الكروي عدنان الشرقي ان ما حصل يترك وصمة عار على وجه الكرة اللبنانية وان مستقبلها بات مهدداً بالضياع، وأضاف: "اترك الامور للمعنيين لاتخاذ الاجراءات المناسبة، والواقع ان اللاعبين سيشعرون خلال خوضهم المباريات المقبلة بالخوف، وسيحرص كل منهم على عدم التهاون باي تمريرة قد يفسرها بعضهم "خيانة" (كما حصل مع رامز ديوب في المباراة امام قطر). وسيتحول الاداريون والفنيون الى جواسيس على لاعبيهم، سابقين اي لاعب يسعى للتلاعب باي مباراة، مما يؤثر على الثقة بينهم وبين لاعبيهم في المدى المنظور". واعتبر الشرقي ان المطلوب في المرحلة الحاضرة التعاون الجاد بين الجميع حتى يتم تجاوز المحنة وذيولها، ولاسيما ان المنتخب يضم لاعبين من جميع الفرق المحلية التي ستعاني الامرّين من هذه الكارثة.
وتخوف رئيس نادي الأنصار نبيل بدر من انعاكاسات الأمر على مستقبل الكرة اللبنانية، لكنه في الوقت عينه أكد ان ما حدث سيشكل عبرة للاعبين الناشئين في لبنان. ولم يستغرب بدر عدم ورود أسماء من الأنصار، مشيرا الى ان إدارة النادي كانت واثقة من خلو صفوف الفريق من أي شائبة، وهو أمر ليس غريباً عن أخلاقيات الأنصار وتاريخها العريق في كرة القدم اللبنانية.
وفيما فضل أمين سر نادي العهد عدم الإدلاء بأي تصريح، أكد امين سر نادي النجمة سعد الدين عيتاني انه مع اي اجراء يتخذه الاتحاد لتحصين الكرة اللبنانية، وان النجمة بصدد طلب كل الحيثيات في التحقيق، والتي ادت الى ما ادت اليه في تسمية لاعبيه، للنظر فيها، على ان يكون للنادي رد وموقف، وختم قائلاً: "لن نستبق الامور، وان غداً لناظره قريب".
الخطف "يأكل" أطفال البلد
المستقبل...
ماذا يجري لأطفال لبنان؟ أي مصير أسود ينتظرونه في بلد بات القتل فيه والخطف والاختفاء سيّد الخبر، والنأي عن أمن الناس أطفالاً كما نساءً ورجالاً عنوان المرحلة الحكومية المقيتة؟.
وما الأخبار التي تعجّ بها التقارير الأمنية عن الحوادث التي تستهدف صغار السن تحديداً! إلا خير دليل على حجم الفلتان والتسيّب.. وبالتالي الخوف المتنامي من الآتي الأعظم..
فقد سجل أمس 3 حالات اختفاء لـ3 قاصرين بينهم سوري. إذ ادعى أمام فصيلة قبرشمول في قضاء عاليه محمد أ.د، ان ابنته القاصر س.م.د (17 عاماً) غادرت منزلها الوالدي في بلدة عرمون منذ ثلاثة أيام. وقد أعطى مواصفاتها في محاولة للبحث عنها ومعرفة مصيرها.
كما ادعى أمام مخفر الغبيري عاطف.ح ان ابنته القاصر ف. (16 عاماً) غادرت مدرستها، مدرسة الشهيد عبدالكريم الخليل في الشياح، بعد انتهاء الدوام قبل ثلاثة أيام ولم يعد يعرف عنها شيئا.
وأمام مخفر عاليه ادعت السورية هـ.د محمد الشيخ ان ابنها القاصر عبدالمصلح فيصل علي (16 عاماً) غادر منزله الوالدي في القماطية منذ التاسع عشر من الشهر الحالي ولم تعد تعرف عنه شيئا رغم انها أجرت عدة اتصالات بمعارفه وأقاربه.
كما عثر أمس على جثة طفل رضيع عمره ايام قرب مكب النفايات عند تلة سرحال على طريق رياق ـ دير زنون. وفي البقاع عثر على الطفل ج.ح البالغ من العمر 11 عاماً منتحراً شنقاً داخل غرفته في منزل والده في بلدة "كفرزبد" قضاء زحلة.
عصابة خطف تدار من سجن رومية: عناصرها يتنقلون بين المربعات الأمنية...وغطاءها السياسي يمنع الحصول على الداتا!
المصدر : خاص موقع 14 آذار...طارق نجم
روت مراجع أمنية أنّ عمليات الخطف التي نفذت في الفترة الأخيرة، قامت بها شبكة اجرامية تدار من قلب سجن رومية وتعمل بالتنسيق مع مسجونين هناك. هذه الشبكة متورطة باكثر من عملية خطف وكذلك تهريب مخدرات وسلاح عبر الحدود. لكن الملفت ليس النشاط الاجرامي لهذه العصابة، بل الحماية التي تحظى بها من قبل مراجع سياسية عليا في لبنان خصوصاً أنّ اسماء الضالعين فيها باتوا معروفين. الغطاء السياسي ترجم عبر الاستماتة التي ابداها بعض وزراء حكومة نجيب ميقاتي في سبيل عدم تقديم داتا المعلومات المتعلقة باتصالات العصابة.
وقد عرض وزير الزراعة التابع لحزب الله حسين الحاج حسن أن يتمّ تسليم الداتا ولكن "منقحة" أي أن نقدم جزء من المعلومة وبذلك يتمّ عملياً حذف جميع المعلومات الحساسة منها بحجة حفظ أمن المقاومة. وقد سانده الوزير جبران باسيل الذي اقترح تقديم الداتا في مواضيع محددة حتى رست الخيارات على تأمين حركة الاتصالات، وليس مضمون الرسائل النصية والاتصالات. مع العلم، أن هذا ما احتواه الطلب الذي وجهه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وزير الاتصالات نقولا الصحناوي مع الإشارة أنّ تأمين هذه المادة بعد كل هذه المدة قد فقد الكثير من أهميته.
وبحسب المصادر الأمنية، فإنّ هذه أفراد هذه العصابة ينتقلون من مربع أمني الى آخر حيث يحظى هؤلاء بالرعاية والحماية بعيداً عن أعين القانون. وتعمل هذه العصابة في خدمة الجهات السياسية- الأمنية التي تؤمن لها الحماية وبطريقة غبّ الطلب، بحيث تستعين هذه الجهات بخدمات العصابة للقيام بعملية تصفية او خطف او اعتداء، كي تحافظ هذه الجهات على سمعتها وتبقى بعيدة عن الشبهة. من ناحية اخرى، يتمّ التواصل من قبل كل من يريد الاستعانة بخدمات العصابة عبر قنوات معيّنة لتصفية حسابات شخصية او تهريب شحنات من الممنوعات. وكذلك تنفذ العصابة عمليات خطف مقابل فدية لصالحها في سبيل الحصول على تمويل من خلال كل فدية مالية تحصل عليها.
ووفق ما جاء على لسان تلك المراجع الأمنية، فإن أحد الضباط الذي كان يشغل منصباً أمنياً معيّناً ويقوم بواجبه القانوني لجهة ملاحقة المخالفات، كان خلال فترة يشكل "ازعاجاً" لأحد السياسيين النافذين الذي يتعاطى بعمليات مشبوهة من دون أن يكون هذا الضابط على علم بذلك. وقد استعان هذا السياسي النافذ بخدمات العصابة التي اوصلت رسالة تهديد الى المسؤول الأمني مفادها "أننا نعرف أين هي ابنتك المسافرة خارج لبنان، كما نعلم أين يقع عمل ابنك وزوجة ابنك واسم حفيدك". وبالتالي، شكلت الرسالة تهديداً للمسؤول الأمني أنه في حال "أراد أن يجنب نفسه وعائلته الأذية عليه أن يخلد للسكينة ويترك الأمور كما هي من دون ان يتدخل بمجرياتها"...وإلا! هذه العصابة نفسها هي التي خطفت الطفل محمد عواضة لغاية خاصة وهي الحصول على فدية مالية بسبب ما يعرف عن عائلة المخطوف من الثراء.
وبحسب المعلومات المتوفرة لهذه الجهة الأمنية، فإنه في حال فضحت عملية الخطف الأخيرة، سيتم الوصول الى الجهات السياسية التي تغطي عمل العصابة حركتها على الأرض من خلال اعطاء الداتا الاتصالات الهاتفية. فحوى الداتا سيؤدي الى فضح الاتصالات التي تجري مع احد الاشخاص المسجونين في سجن رومية ومع اشخاص آخرين موجودين في الخارج لتنظيم هذه العمليات، وادارة نشاطاتها من تهريب أسلحة والاتجار بالمخدرات وعمليات خطف. ؟ ووفق المرجع الأمني فإنه ليس هناك ما يمنع ان تكون هذه الشبكة متورطة في مكان ما بتقديم الدعم والإسناد لعمليات اغتيال او محاولة اغتيال. وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: هل أصبح سجن رومية ملاذاً آمناً لرؤساء العصابات كي يديروا نشاطهم الاجرامي منه؟ وهل تحولت الجهات السياسية التي أنشأت المربعات الأمنية حامية للمجرمين وقطاع الطرق؟
هذا ما يخطط له "حزب الله" والنظام السوري !!
المصدر: موقع 14 آذار..
كشفت معلومات أمنية عن تخوف دبلوماسي من تدهور الاوضاع في لبنان بعد عمليات يتوقع أن يقوم بها حزب الله في مناطق حدودية متاخمة للحدود السورية. وتتحدث المعلومات عن ان ثمة احتمالات لوقوع نزاعات داخلية في لبنان بين حزب الله ومجموعات لبنانية وغير لبنانية، سورية وفلسطينية قد تؤدي الى تفجير كبير للاوضاع.
وذكرت معلومات ان السفارة الاميركية قد اتخذت اعلى درجات الاحتياطات الامنية وجهزت نفسها لكل الاحتمالات، في وقت أشارت معلومات صحافية الى ان السفيرة الاميركية قد أبلغت المسؤولين اللبنانيين قلقها البالغ من نشاط حزب الله الذي قد يورط لبنان في صراعات لا طائل منها.
السفارة الاميركية رفضت في اتصال مع الـ"mtv" التعليق على ما وصفته بالامور المخابراتية المزعومة، مذكرة ان آخر لقاء بين السفيرة مورا كونيللي والرئيس ميشال سليمان كان قد عقد في 19 شباط لدى مرافقتها السيناتور الاميركي فرانك وولف.
ودعت الاعلام لمراجعة البيان الذي صدر في ذلك التاريخ حول الامور التي ركز عليها الاجتماع، علما ان كونيللي زارت اليوم رئيس الحكومة وذكر البيان الرسمي للسراي الحكومي أن اللقاء تناول التطورات في لبنان.
في المقابل كشف مصدر أمني رفيع للـ"mtv" عن مخطط عسكري يعد له النظام السوري مع حزب الله يقضي بتطهير ريف حمص الجنوبي الغربي لتأمين ممر آمن يربط المنطقة الشيعية في البقاع الشمالي مع المنطقة العلوية في شمال غرب سوريا، الا أن عقبات لا تزال تعترض هذا المخطط أبرزها بلدتا القصير والحصن حيث الجيش السوري الحر لا يزال يخوض مواجهة شرسة في وجه قوات النظام.
ويختم تقرير الـ"mtv" بالقول: حزب الله مُصمم على المساعدة في هذه المعارك وما مشاركته المعلنة في القصير الا خير دليل. ولوحظت بحسب المعلومات حركة شراء قوية في صفوفه لسيارات رباعية الدفع مكشوفة الظهر من التي يسهل استعمالها لتثبيت أسلحة رشاشة ثقيلة ومدافع من عيارات خفيفة.
كبارة: الامن مغيّب والاقتصاد منهار و"النأي بالنفس" تحوّل دفاعاً عن الأسد
اعتبر النائب محمد كبارة ان "سياسة النأي بالنفس تحولت سياسة التضحية بالنفس".
وقال خلال مؤتمر صحافي في مكتبه في طرابلس ان "الدولة لم تعد موجودة، حتى أن بعض وزراء الحكومة نعوها علنا، فالامن مغيّب كليا بوجود الميليشيات المسلحة التي أصبحت تسيطر على مختلف المناطق، والاقتصاد مهدد بالانهيار لغياب أي سياسة إقتصادية تعالج المشاكل الحياتية، والصيغة الوطنية التي توافقنا عليها في الطائف والتي أوقفت الحرب المدمرة مهددة بالانهيار".
ولفت الى ان "الجميع مقصرون في طرابلس، الى حد التواطؤ بحق المدينة، فالشوارع باتت مرتعا لسلاح الفوضى والقنابل الليلية ترّوع الآمنين وتستهدف سلامتهم، والدولة غائبة لئلا نقول متواطئة، والأجهزة الأمنية مقصرّة".
واذ رفض "المؤامرة التي تتعرّض لها طرابلس"، استنكر "ممارسات المسلحين الذين يشوّهون صورة المدينة ويسيئون الى سمعتها".
وناشد "رئيس الجمهورية المؤتمن على أمن اللبنانيين والحريص على استقرار طرابلس، اتخاذ التدابير التي تمنع الممارسات المخلة بالأمن وترهب المواطنين، ليس في طرابلس فحسب، لأن المؤامرة تضرب عكار بسلاح الأسد، وتهدد لبنان من حدوده الشمالية، وتضرب البقاع بسلاحي الأسد وحزب السلاح وبتواطؤ الأمن الرسمي، كما تضرب المؤامرة في صيدا وعرسال وبقية المناطق الداعمة للشعب السوري".
وختم: "سياسة النأي بالنفس التي تدّعيها الحكومة تحولت سياسة التضحية بالنفس دفاعا عن نظام الأسد الذي يقصف المناطق الحدودية اللبنانية ويمارس أبشع أنواع الاجرام".
تصنيفات في السلك الديبلوماسي ومنصور يتجاوز اللجنة الإدارية
علمت "النهار" ان وزير الخارجية والمغتربين ارسل الى مجلس الخدمة المدنية على نحو عاجل مشروعا للتصنيفات الديبلوماسية من الفئة الثالثة الى الفئة الثانية، وقد جاء مضمون المشروع مخالفا تماما للقرار النهائي والمبرم الذي كان اصدره مجلس شورى الدولة في 5 شباط 2013 في موضوع الملحقين الاغترابيين الذين تم تكريس احتساب اقدميتهم المؤهلة للترفيع من تاريخ نقلهم الى السلك الخارجي، اي عام 2000، وليس كما كانوا يطالبون به اي منذ التحاقهم بوزارة المغتربين عام 1995. ومن المعلوم ان الوزراء المتعاقبين كانوا قد احكموا الطوق على الترفيعات مانعين اجراءها بطلب من الجهة السياسية التي ينتمون اليها، افساحا في المجال امام استصدار قرار من مجلس شورى الدولة فعل الضغط عليه لحمله على تبني مطلبهم المخالف لرأي مجلس الخدمة المدنية والمستدعى ضدها وزارة الخارجية والمغتربين. الا ان الضغوط الممارسة لم تمنع مجلس شورى الدولة من قول كلمته باعطاء حق الاقدمية المؤهلة للترفيع على اساس سنوات الخدمة الفعلية في السلك الديبلوماسي، مكرسا اياه بالتالي سلكا خاصا، وقد جاء القرار حاسما بعد سبع سنوات من الانتظار. الا ان المسألة لم تنته فصولا، اذ وقعت المفاجأة عندما رفض المدير العام للمغتربين في الوزارة هيثم جمعة مضمون الحكم القضائي كما لو كان قرار مجلس شورى الدولة قد نص على عكس ما قضى به! فقد منح مشروع جمعة الافضلية لجميع الملحقين الاغترابيين في الاختيار وفي التراتبية، وذلك على حساب الديبلوماسيين الاصيلين في الوزارة الذين حكم مجلس شورى الدولة بأقدميتهم ان لناحية الاختيار او لناحية الترتيب ضمن المرسوم، فتم نتيجة لذلك استبعاد الديبلوماسيين اصحاب الحق، وهم من جميع الطوائف ومنهم من هم طلائع دوراتهم لتعطى الافضلية للملحقين الاغترابيين الذين ادمجوا العام 2000 بالسلك الخارجي دون خوض المباراة المطلوبة في مجلس الخدمة المدنية، وعلى رأسهم السيدة ف.ب.
وتجدر الاشارة الى انه سبق للأمين العام السابق للوزارة السفير وليم حبيب ان تصدى لجمعة عندما حاول ان يقحم نفسه في الموضوع دون صفة ادارية، اذ من المعلوم ان اللجنة الادارية التي تقترح التشكيلات الديبلوماسية والترفيعات تتألف من الأمين العام للوزارة رئيسا، وعضوين هما مدير الشؤون السياسية ومدير الشؤون الادارية. وعلمت "النهار" ان منصور ارسل مشروعه الى مجلس الخدمة دون عرضه على اللجنة الادارية.
مع الاشارة الى ان اي مشروع من هذا النوع يحتاج الى تأشيرة الامين العام، او على الاقل تسجيل ملاحظاته على مضمونه وفقا لنظام وزارة الخارجية والمغتربين، وكذلك ما هو معمول به وفي مجلس الخدمة المدنية.
واحيط هذا المشروع بالسرية التامة، ولم يعرف عدد الذين شملتهم الترفيعات التي تأتي بعد مشروع المناقلات للسفراء.
عكار - "النهار"
استمرار الهدوء الحذر في وادي خالد والمراد جدّد المطالبة بانتشار جدي للجيش
لا تزال منطقة وادي خالد تعيش حالاً من الهدوء الحذر في الوقت الذي تتابع فيه عائلتا الضحيتين العزو وشهاب تقبل التعازي في دارتيهما في بلدة الهيشة .
ومن المعزين الشيخ مالك جديدة رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية على رأس وفد من المشايخ . كما زار الهيشة معزيا عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" محمد المراد على رأس وفد وفي حضور رؤساء بلديات منطقة نهر الاسطوان في عكار. واكد المراد في كلمة "ان ما تشهده اليوم منطقة وادي خالد من اعتداءات سورية متزايدة هو تأكيد لاصرار النظام السوري على استهداف المنطقة كما العديد من القرى الحدودية، وعلى اقراره بارتكاب الجرائم المتمادية في حق الآمنين في هذه المنطقة".
وتساءل "اين اصبحت مقررات المجلس الاعلى للدفاع في تاريخ 29/12/2011 على اثر تعرض منطقة وادي خالد للعدوان السوري وسقط في حينه 3 شهداء من آل بو زيد، سواء على المستوى الامني والقضائي او على المستوى الديبلوماسي؟" وقال: "من غير المسموح بعد مرور اكثر من سنة ان يعيد النظام السوري اعتداءاته على ابناء وادي خالد، والمطلوب اليوم اجتماع طارىء لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار واضح وصريح سواء لجهة الطلب الى قيادة الجيش الانتشار الجدي في هذه المنطقة الحدودية حفاظا على ارواح المواطنين وعلى السيادة الوطنية، او ان تجتمع الحكومة وتقول صراحة انها لا تملك القدرة على حماية السيادة الوطنية وامن الناس".
عون: الأرثوذكسي أو الدائرة الواحدة وكلامي عن الخليج أسيء فهمه ولا نريد التدخّل
اشار رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ان "قانون اللقاء الارثوذكسي احيل على اللجان المشتركة، وهناك امكان لاحالته الى الهيئة العامة فليتكرم علينا رئيس اللجنة الفرعية المكلفة بحث قانون الانتخاب النائب روبير غانم وليقل لنا كيف ان القانون الارثوذكسي غير دستوري".
ولفت بعد اجتماع التكتل الاسبوعي الى ان "من يقول ان هذا القانون غير دستوري عليه ان ينتظر ليرى اذا كان كذلك، ويجب ان يأتي الى مجلس النواب ويرفع القانون الى المجلس الدستوري كي نعلم اذا كان القانون دستوريا ام لا"، مؤكدا "اننا لا نقبل بأي قانون غير قانون اللقاء الارثوذكسي الا اذا كان افضل منه، واي قانون انتخابي تكون نتائجه معروفة سلفا لن يمر"، لافتا الى "وجود نيات سيئة في البلد".
وقال: "طرحنا قانونا انتخابيا على اساس لبنان دائرة واحدة بـ 128 نائبا، فلماذا هربوا من التعليق عليه، هذه النية المبيتة يمكن ان احاسب عليها، وافكارهم تخريبية وليست انتقادات صحيحة هذه ولا نستطيع ان نبقى في مرحلة الانتقاد الفارغ والتهديد". واشار الى انه يحبذ "قانونا واحدا لجميع الطوائف، والحجم الحقيقي لكل طائفة هو القانون الارثوذكسي"، مذكرا بأن "النائبين بطرس حرب واحمد فتفت اعلنا تاييدهما للنسبية عام 2008".
الآن لدينا قانون واحد: اما الارثوذكسي واما قانون الدائرة الواحدة، ولن نرضخ لغير ذلك، ومن لا يعجبه فليقدم قانونا افضل".
واعتبر "اننا نمر اليوم بحالة امنية خطيرة جدا، فيها تحريض على القتل والاستفزاز والشتائم والخطف ومهاجمة للقوى المسلحة وفيها جرائم قتل واتهام، وكل هذا يحصل على مرأى ومسمع منا، وما من ردة فعل تتلاءم والحدث"، مؤكدا ان "المسار التحريضي سيؤدي الى حرب داخلية والمسؤول عن تحريضها هو القوى المسلحة على الارض، والمسؤولية السياسية تقع على السياسيين والقائمين على الدستور (...). لقد "ارهقونا بقضية داتا الاتصالات، فليلقوا القبض اولا على من يظهرون على شاشات التلفزة".
وسأل: "من اعطى حق قطع الطرق ومهاجمة المستشفيات؟ هل الخلل في القرار او في تنفيذه كي نحاسب؟ ان الحكومة لم تتخذ الى الآن اجراء بأحد، ولن نترك من الآن فصاعدا احدا مهملا كما هي الحال الآن.
وعن ادانة دول الخليج العربي لتصريحاته عن البحرين، اكد حرصه على استقرار البحرين، "واذا اسيء فهم ما قاله وجرى تحوير بعضه فهذا لا يعني ان ما كتب غير صحيح. لا نرغب في التدخل في شؤون اي من الدول العربية، ودعينا الى الحوار في دول عدة، ونحن اليوم غيارى على دولة البحرين وندعو البحرينيين المعارضين والموالين الى الحوار بمعزل عن اي تدخل خارجي".
■ استقبل عون السيد مسعود الاشقر وبحث معه في قانون الانتخاب وأهمية التغيير.
سلوى بعلبكي
اجتماع "الهيئات" مع عبود فتح باب الحوار مع الحكومة ولم يغيّر الموقف من السلسلة
إصرار على معرفة كلفتها ومصادر تمويلها وضرورة ربطها بالإصلاحات الإدارية
لم يبدل اجتماع وزير السياحة فادي عبود مع الهيئات الاقتصادية من موقفها الرافض لسلسلة الرتب والرواتب، ولكنه فتح ثغرة في باب اعادة الحوار مع الحكومة من خلال التوافق على توسيع مروحة اللقاءات لتشمل الكتل النيابية والرؤساء الثلاثة لتوضيح الافكار حيال ارقام السلسلة التي يشوبها "غموض كبير"، وفق اركان الهيئات.
بما أن وزير السياحة هو ابن الهيئات الاقتصادية، فإنه لم يكن بعيدا من ما طرحته الهيئات من مخاوف تتعلق بمصادر تمويل السسلسلة وخصوصا ما يحكى عن ضرائب مرتقبة. وكانت النظرة متطابقة حول خطورة الوضع الاقتصادي، ووافقهم الرأي بأن ليس ثمة دراسة واضحة وواقعية وشفافة عن كلفة السلسلة.
ثمة 3 نقاط أكدت الهيئات عليها في الاجتماع، لخصها رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس لـ "النهار" بالآتي:
- تجديد موقف الهيئات الرافض للسلسة بمضمونها وتوقيتها وابلاغه الى المسؤولين من خلال بعض اللقاءات المرتقبة، مع الاسباب الموجبة المعروفة، وخصوصا ان القطاع العام افاد من الزيادة على غلاء المعيشة على غرار القطاع الخاص.
- مطالبة الحكومة بمد الهيئات بالكلفة الحقيقية للسلسة وكيفية تمويلها بالاضافة الى ماهية الاصلاحات الادارية المرتقبة وآلية التنفيذ.
- مناشدة الحكومة تطبيق قانون الموظفين بكامل مندرجاته نظرا الى التمادي في التحرك الميداني الذي يضرب الانتظام العام ويعطل الحركة اليومية للمواطنين والدورة الاقتصادية، مع مراعاة حق التعبير عن الرأي.
ولادة قيصرية
قد تقتل الأم والجنين؟
لشماس موقف من "الحراك الميداني" الذي لا يغير شيئا في الواقع المالي برأيه، لا بل يسهم في تفاقمه. وكذلك فإن العناد والتعنت لا يحلان المشكلات ولا يأتيان بالحلول، وحده المنطق الاقتصادي السليم يولد الانفراج". ووفق ما قاله لـ"النهار" فإن الوقوع في الخطأ، في الاقتصاد تحديدا، لا يرحم، حتى في اعظم الدول شأناً بدليل فقدان بريطانيا تصنيفها الائتماني الممتاز منذ ايام لأن المسار الاصلاحي فيها يسير ببطء". وجدد قوله: "ان الاقتصاد اللبناني لا يحتمل السلسلة المطروحة، ولذا تستعصي عملية ايجاد الحلول".
وبما أن الاقتصاد بوضعه الراهن "من نمو خافت وعجز مستفحل ودين عام ضخم لا يسمح بولادة طبيعية للسلسلة نظرا الى انعدام الموارد المالية، فإن الولادة القيصرية المطروحة محفوفة بالمخاطر إن على صعيد تعثر الدولة، الى افلاس المؤسسات، الى افقار الاسر، وسيقع المجتمع اللبناني بأسره ضحية 3 مواد سامة سيفرزها الاقتصاد الوطني في آن واحد نظرا الى غياب الآليات التلقائية"، وهذه السموم هي وفق شماس: "ارتفاع التضخم والفوائد والضرائب".
إجماع على معاودة الحوار
الجميع طرحوا أفكارهم بشفافية ووضوح، وتنوعت الآراء، الا ان كلها صب في اطار التخوف من عدم تزامن اقرار السلسلة مع الاصلاحات الادارية مع ما قد يسببه ذلك من مخاطر على الاقتصاد. وأكد رئيس تجمع رجال الاعمال فؤاد زمكحل أن السلسلة ستمثل نحو 40% من موزانة الدولة وهو امر لا يمكن لأي دولة في العالم تحمله. فقبل اعلان اليونان افلاسها كانت كلفة القطاع العام تشكل نحو 27% من موازنتها، وبعد الافلاس واجراء الاصلاحات خفضوها الى 15%.
وإذ أكد حق القطاع العام الافادة من زيادة غلاء المعيشة على غرار القطاع الخاص، اقترح تقسيم السلسلة وتجزئتها لتخفيف كلفتها، بحيث يتم درس كل قطاع على حدة حسب انتاجيته والزيادات التي حصل عليها سابقا، مشيرا في هذا السياق الى ان اساتذة القطاع العام يشكلون نحو 9٫6% من كلفة السلسلة.
وأكد استعداد الهيئات الى حوار اقتصادي بناء لبحث السلسلة، مع تأكيد ضرورة وجود ارقام واضحة تساعد في الوصول الى حلول مرضية للجميع.
أما موقف غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، فقد لخصه نائب رئيسها نبيل فهد الذي اشار الى أن الهيئات مصرة على أن تكون مصادر تمويل السلسلة غير ضريبية على نحو لا يساهم في زيادة العجز، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية الخطيرة التي يمر فيها لبنان. واعتبر أن الضغط عبر التحرك في الشارع لن يأتي بنتيجة، مؤكدا انفتاح الهيئات على الحوار مع الجميع.
موقف الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز جاء مطابقا لبقية القطاعات الانتاجية، إذ أكد رئيسها شارل عربيد أنه من حق الهيئات أن تطرح مخاوفها الاساسية النابعة من كلفة السلسلة وتأثيرها على الاقتصاد، مؤكدا ضرورة ربطها بالاصلاحات الادارية التي يجب أن نتفق على عناوينها ومشاريعها بحيث تشكل مدخلا للحل العام. وأكد ضرورة اعادة فتح الحوار مع الحكومة مع التشديد على توسيع مروحة اللقاءات لتشمل هيئة التنسيق النقابية، بعيدا من ضجيج الشارع والنبرة العالية. فالجميع بمأزق وعلينا التعاون والتحاور بلغة الحرص على الاقتصاد تحت سقف كلفة السلسلة وسبل تمويلها.
الإضراب المفتوح يدفع الحكومة إلى التحرّك وتظاهرة مركزية اليوم
محفوض: لن نخرج من الشارع وسنصعّد طالما أن السلسلة محجوزة
الإضراب المفتوح سيستمر وسيشهد أشكالاً مختلفة من التصعيد طالما أن سلسلة الرتب والرواتب محجوزة في مجلس الوزراء. الكلام لنقيب المعلمين نعمة محفوض، الذي قال لـ"النهار" أن هيئة التنسيق النقابية ستصعّد الى ان تتحمل الحكومة مسؤولياتها وتحيل السلسلة.
لا يقف محفوض عند هذا الحد، اذ يؤكد ان مكونات هيئة التنسيق تمكنت من جمع المعلمين في القطاع الخاص والرسمي والموظفين عند مطلب واحد، وهو أمر اذا استمرت الحكومة على موقفها متمنعة عن احالة السلسلة، "فسنبقى في الشارع متحدين، وسيشهد على ذلك الحشد الكبير في تظاهرة اليوم من البربير الى السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح.
وبينما صعّدت هيئة التنسيق تحرّكها أمس، ونفذت اعتصاما أمام وزارة الاقتصاد في وسط بيروت وانطلقت في تظاهرة الى وزارة الاتصالات، واقامت تجمعات أمام المدارس الخاصة، التي يقوم أصحابها بتهديد الاساتذة والمعلمين ومنعهم من المشاركة في الإضراب والتظاهر، زار وفد من هيئة التنسيق بعد ظهر أمس، كلاً من وزيري الطاقة والمياه جبران باسيل والصحة العامة علي حسن خليل.
وقالت مصادر في الهيئة لـ"النهار" أن باسيل لم يقدم جواباً مقنعاً للوفد عن موقفه من إحالة السلسلة، فهو دعا الى ربط التحرك لإحالة السلسلة بطرح ملف الاصلاح المالي، لتكون السلسلة من ضمن رزمة متكاملة يقررها مجلس الوزراء ويحيل مشاريعها الى مجلس النواب. وقال انه يريد درس الارقام مجدداً، مشيراً الى انه لم يتسلم تقرير التنظيم المدني، وقائلاً لأعضاء الوفد: انتم تعرفون ان تحرككم وصل الى مرحلة بدأ يزعج الناس، وقد يصبحون ضدكم. ولم يعلن باسيل اي موقف بعد اللقاء.
وفي اللقاء، مع الوزير علي حسن خليل، علمت "النهار" انه بعد نقاش، أبلغ خليل الوفد انه سيطرح ملف السلسلة مع عدد من الوزراء من خارج جدول الأعمال، وسيدعو الحكومة الى ان تتحمل مسؤولياتها وعقد اجتماع الخميس أو الجمعة لحسم إحالة السلسلة.
وقال نقيب المعلمين إن وزير الصحة أكد للوفد، انه لا يعقل لمجلس الوزراء ألا يتطرق إلى مطالبات هيئة التنسيق، وانه سيعمل مع كل القوى لعقد جلسة استثنائية في أسرع وقت، فالموضوع طال ويحتاج إلى حسم.
أما خليل الذي أكد "اننا سنقوم بتكثيف الحركة باتجاه وضع الملف على طاولة البحث النهائي"، فقال: غداً (اليوم) في مجلس الوزراء سنناقش موضوع السلسلة بجدية ومسؤولية، لكن ليس تحت سقف الاضراب. فنحن نبحث عن واردات لنكمل السلسلة، بعدما قمنا بجملة إجراءات، وناقشنا في الجلسات الماضية 22 بنداً للواردات المالية ويمكن أن نناقشها مجدداً".
وشهد القطاع التربوي الرسمي والخاص شللا تاما من دون تسجيل اي خروق، حيث اقفلت كل المدارس ابوابها بما فيها المدارس الكاثوليكية، وشهدت مدرسة الانترناشونال كولدج تظاهرة للأساتذة والتلامذة، كما شهدت مدارس تابعة لـ"حزب الله" اضرابات من بينها مدرسة البشائر في بعلبك وهي المرة الاولى التي يحصل فيها ذلك. وأدّت التجمعات عند مستديرة عاليه الى قطع الطريق الدولية ما تسبب بزحمة سير خانقة، فيما أعلنت هيئة التنسيق في بيان عن تظاهرة مركزية ستنطلق في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم من ساحة البربير باتجاه السرايا الحكومية، تحت عنوان، "يوم الزحف الى السرايا". وتوافد عدد كبير من الاساتذة من مختلف المناطق اللبنانية الى مدخل وزارتي الاقتصاد والتجارة والبيئة التي شارك موظفوها في الاعتصام. وقبل ذلك تجمع عدد من الموظفين والمعلمين أمام مبنى الـTVA قرب العدلية لدعم الموظفين المضربين.
وتحدث في الاعتصام محمود ذبيان من موظفي وزارة الاقتصاد، مؤكدا أن "التحرك لتفادي هجرة شبابنا إلى الخارج ونحن مستمرون به حتى إحالة السلسلة". ثم تحدث حسين ديب عن التعليم الابتدائي فأكد ضرورة اقرار السلسلة. وألقى كلمة موظفي الادارة محمد قدوح فقال: "بالامس طلب وزير الداخلية من أحد العمداء منع الموظفين في وزارة الداخلية من المشاركة في التظاهرة مهددا باعادتهم بالقوة، وسمعوا منه كلاما نابيا". نقول للوزير شربل: إن حق هؤلاء الموظفين من مسؤوليته، ولن نخرج من الشارع قبل إحالة السلسة".
وألقى رئيس رابطة الثانوي حنا غريب كلمة توجّه فيها إلى الرئيس نجيب ميقاتي بالقول: "إحزم أمرك، تارة هناك تمويل وتارة لا تمويل، المشكلة عندك، إن كنت غير قادر على تنفيذ الاتفاق فأنت مسؤول عن تنفيذه وإلا لماذا وقعته. أخرج إلى الرأي العام واعتذر له لأنك وقعت اتفاقا وأقريت السلسلة، وقل لشعبك أنك عاجز عن التنفيذ. أنت المشكلة لأنك تطيع الهيئات الاقتصادية".
ثم تحدث نقيب المعلمين نعمة محفوض، منتقدا كلام بعض الوزراء عن المتقاعدين، وقال: "هذا ليس مجلس وزراء يمثل الشعب". وكرّر ان الاضراب ليس موجّها ضد اتحاد المؤسسات التعليمية والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية، وليس ضد ادارات المدارس".
وتحدث جورج نهرا باسم التعليم المهني فأكد استمرار التحرك لتحقيق المطالب.
المناطق
شمل إضراب الأمس كل المدارس الخاصة والرسمية التي اقفلت ابوابها، فيما نفذ موظفو الادارات والبلديات والمؤسسات العامة اعتصامات امام السرايا.
في طرابلس "النهار" شارك عدد كبير من الاساتذة والمعلمين في اعتصام ساحة النور في طرابلس، وتولت لجان الاتصال بأساتذة بعض المدارس الخاصة للمشاركة في الإضراب. وفي بشري التزمت المدارس الرسمية والخاصة التزاما كاملا، الاضراب المفتوح. وفي اقليم الخروب سجل التزام المدارس الخاصة بالاضراب.
في بعبدا أقفلت المدارس الكاثوليكية أبوابها تنفيذا لقرار الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية الذي قضى بالاقفال ليوم واحد.
وفي عكار "النهار" نفذ الاساتذة وموظفو القطاع العام اعتصاما امام سرايا حلبا شارك فيه النائب نضال طعمة، وألقيت كلمات في المناسبة.
وفي زحلة "النهار" التزم الاساتذة والموظفون الاعتصام في السرايا وقطعوا الطريق العام، وسجل أيضاً اعتصام امام قائمقامية جب جنين.
وفي بعلبك نفذت هيئة التنسيق النقابية اعتصاما، امام فرع مصرف لبنان، أما في عاليه "النهار" فاعتصم الاساتذة والموظفون امام السرايا، ثم توجهوا في مسيرة الى مستديرة عاليه وقطعوا الطريق الدولية لبعض الوقت.
وفي المتن الشمالي نفذ اساتذة التعليم الرسمي والخاص وموظفو الادارات والمؤسسات العامة اعتصاما امام سرايا الجديدة. وفي كسروان اعتصم معلمو المدارس الخاصة والرسمية وموظفو الادارات العامة امام سرايا جونية.
وفي الشوف "النهار" اعتصم الاساتذة وموظفو الادارة العامة عند مستديرة بعقلين. وفي صيدا تجمع اساتذة التعليم الرسمي في السرايا ثم انطلقوا بمسيرة توقفوا فيها عند مصلحة مياه الجنوب التي كانت تشهد اضرابا وتجمعا لموظفيها.
ابرهيم حيدر
الخميس 28 شباط 2013 - 5:14 ص 
2329 
0 
محلية
