"حزب الله" يُحضّر حلفائه لمعركة لا يكون طرفاً مباشراً فيها...علامات استفهام على التمثيل المسيحي ومشروع برّي يستحضر حلفاً رباعياً جديداً؟

المختلط سيد الموقف: الحكومة والقانون معاً ومقاتلو "حزب الله" بدّلوا اتجاه البوصلة

تاريخ الإضافة الخميس 18 نيسان 2013 - 6:52 ص    عدد الزيارات 2140    التعليقات 0    القسم محلية

        


المختلط سيد الموقف: الحكومة والقانون معاً ومقاتلو "حزب الله" بدّلوا اتجاه البوصلة

 

بري لـ"النهار": جلسة 15 أيار مفتوحة ليل نهار لانتاج قانون جديد
 العسيري لـ"النهار": صيف واعد للبنان ترسخه المسيرة السياسية والهدوء


وصلت الرسالة الى عين التينة بأن لا مشكلة لدى رئيس الوزراء المكلف تمام سلام مع الرئيس نبيه بري، وان عدم زيارته ليست موقفا عدائيا بقدر ما هو التزام للاصول. لذا خرج بري عن صمته مساء امس، وادار محركاته، فبثت محطته الاعلامية "ان بي ان" في مقدمة نشرتها المسائية ان افكارا مطروحة رصدت في الساعات الاخيرة منها اعطاء الوزارات الاساسية لسياسيين يمثلون كل الافرقاء، وتعيين شخصيات تكنوقراط في باقي الوزارات.
وفي اول تعليق له بعد استشارات التكليف، صرح بري لـ"النهار" بأنه لا يريد استعجال الرئيس سلام "والوقت لا يزال امامه ونحن منفتحون على التشاور معه على حكومة سياسية جامعة".
ولم يحمل الرئيس سلام الى لقاء بعبدا شيئا ملموسا وفق مصادر متابعة، بل اقتصر لقاؤه ورئيس الجمهورية على العناوين والتوجهات.
وتفيد المعطيات المتوافرة لدى "النهار" ان سلام لم يضع تصورا واضحا او مكتملا للحكومة التي يريدها غير سياسية، وان تكون مهمتها اجراء الانتخابات.
وفي المعطيات ايضا ان توجهات رئيس الجمهورية كشريك في عملية التأليف واضحة، وهو يحرص على التوازن السياسي والطائفي، وان تكون حكومة محصنة بالثقة التي تحتاج اليها في مجلس النواب لتكون قادرة على الانتاج والعمل.
وأفاد مواكبون للاتصالات التي ترافق المشاورات ان الحوار بين سلام وبري سيفعل بعد عودة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من لندن، وان اصدقاء مشتركين بين سلام وقوى 8 آذار يبادلون الطرفين الافكار.
وتحدثت أوساط متابعة عن اتجاه لدى سلام الى تولي حقيبة الخارجية شخصياً تجنباً لتجربة الرئيس نجيب ميقاتي السنية مع وزير خارجيته عدنان منصور. ويرى سلام ان ثمة حقائق تفوق أهمية ما يسمى الحقائب السيادية، لذا يصبح ممكناً خلط الأوراق في عملية التوزيع.
وتوقعت الأوساط ان يرفع سلام التشكيلة الى رئيس الجمهورية بعد نحو أسبوع، وستتألف من 24 وزيراً يتمتعون بطاقات وخبرات مميزة، ومنهم نساء.

 

النواب والقانون

أما نيابياً، وعلى رغم الاجواء الضبابية التي سادت امس اجتماع لجنة التواصل، فإن رئيسها النائب روبير غانم حمل بعض التفاؤل نافياً ان تكون اللجنة تهدف الى كسب الوقت تمهيداً للتمديد لمجلس النواب.
وعلمت "النهار" ان عمل اللجنة سيكون مرتبطاً بالحل على مستوى تأليف الحكومة. وقالت أوساط نيابية: "اذا كانت هناك استعدادات للحل، فستكون اللجنة عندها بمثابة قوة دفع نحو التوافق لاقرار قانون للانتخاب".
واعتبر الرئيس نبيه بري "ان مهلة الشهر التي تفصلنا عن 15 ايار موعد الجلسة النيابية العامة ستكون حاسمة في ما خص القانون. وعلى الجميع عدم التفريط بهذه المهلة". واضاف: "لازم ننتج شيئاً في 15 ايار، وسيكون النواب في هذه الجلسة آكلين، شاربين، نايمين، ولن يغادروا المجلس قبل التوصل الى قانون جديد".

 

السفير السعودي

ومن المتوقع ان يؤدي التواصل السعودي مع الافرقاء في 8 آذار، الى دفع الحركة السياسية في اتجاه التفاهم. وقد صرّح السفير السعودي علي عوض العسيري لـ"النهار" اثر استقباله امس الوزير جبران باسيل، بأن اللقاء "يندرج ضمن اتصالات لم تنقطع، انطلاقاً من حرص المملكة على وحدة لبنان واستقراره". وتمنى ان "ينتقل لبنان الى مرحلة أفضل، وهذا ما يمكن لمسه في تحرك العجلة الاقتصادية ا خيراً، على ان يترسخ ذلك في المسيرة السياسية والهدوء لما فيه مصلحة كل اللبنانيين".
ونقلت مصادر مواكبة عن العسيري قوله لباسيل ان لبنان ينتظر صيفاً واعداً ولا بد ان تواكبه الحركة السياسية القائمة حالياً لتشكيل حكومة تشرف على الانتخابات النيابية.

 

"حزب الله" وسوريا

أمنياً، بدا واضحاً امس ان تحرك اهالي المخطوفين التسعة في اعزاز، يتجه الى التصعيد، في ظل غطاء سياسي واضح من "حزب الله" يؤكده البث المباشر الذي توفره قناة "المنار" لكل تحركات الاهالي، وهوما لم يكن متوافراً قبل اليوم. اضف ان عملية الحجز الشكلي لبرادات تركية عند مدخل مرفأ بيروت ليل الاثنين سبقها رصد لحركة المرفأ من جهات حزبية، وهو عمل لا يمكن الاهالي القيام به من دون اي مساعدة امنية او حزبية.
وفي الامن الخارجي المرتبط بالداخل، شيع "حزب الله" امس مزيداً من مقاتليه الذين سقطوا في سوريا، وخرج عن طابع الكتمان الذي كان يحيط به مراسم التشييع، اذ اطلق نار كثيف في النبطية خلال مواراة حيدر حاج علي. وقالت معلومات غير رسمية إن الحزب شيع أمس اربعة من مقاتليه، وان ثمة جثثاً لآخرين في أحد مستشفيات الضاحية الجنوبية.
وتحدث مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن الى "النهار"، فقال إن "قوات نخبة من "حزب الله" تدير المعارك على الارض في ريف القصير. ولا دهشة في ان نرى جنوداً سوريين يقودهم قائد نخبة من "حزب الله" على الارض. وقد سقط منهم عدد كبير ولكن لا معلومات محددة في هذا المجال".
ونقلت وكالة الانباء المركزية امس عن مصادر ان وحدات من الحزب تنتشر حاليا في نقاط محورية على طريق بيروت – دمشق ودمشق – حمص. كما ان عناصر منها تواصل توفير الحماية لعدد من القرى الشيعية داخل الاراضي السورية، اضافة الى المواقع الرئيسية وتأمين الامن في مقام السيدة زينب احد المزارات الرئيسية للشيعة جنوب العاصمة دمشق.
وقالت المصادر ان الكتمان الشديد الذي يحيط به الحزب عدد قتلاه في النزاع الدائر في سوريا يقف عند عتبة الغياب الطويل وغير المبرر لمجموعة كبيرة من مقاتلي الحزب عن مساقط رؤوسهم في عدد من البلدات الجنوبية مما حمل قيادة الحزب على الاعتراف اخيراً، بمقتل احد الكوادر لدى ادائه الواجب. والواضح ان الخسائر البشرية التي يتم التكتم عنها وتقام الذكرى لغيابها كل اسبوع على امتداد المناطق في محافظتي الجنوب والبقاع، اثارت حالا من التململ في اوساط قيادة الحزب وخصوصاً بعد تزايد حالات الرفض من المقاتلين للتوجه الى سوريا للقتال.

 

 

لبنان يدعو مجلس الأمن للنظر في المساعدة الانسانية ومنصور: على من نشتكي ومقعد سوريا للمعارضة؟

 

 قرر لبنان دعوة مجلس الامن  للنظر في ما يمكن الدول أن تساعد لبنان من "الناحية الانسانية" لمعالجة النزوح السوري الكثيف المتصاعد يوميا الى اراضيه. وسيتصل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بمندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام لمباشرة الاتصالات الممهدة لانعقاد المجلس.
 هذا ما اعلنه منصور في لقاء صحافي بعد ظهر أمس، مشيراً الى أنه ينتظر تقريرا من قيادة الجيش عن الخروق السورية للاراضي اللبنانية، بغية إرسال مذكرة خطية الى جامعة الدول العربية في شأنها. وعزا تريثه الى انه لا يريد إرسال مذكرة "اعتباطية " الى الجامعة، على حد تعبيره، مؤكداً انه لن يتأخر في إرسالها. وتوقع ان "يحصل ذلك هذا الاسبوع".
وسئل عن عدد المذكرات اللبنانية في شأن الخروق المرسلة الى الخارجية السورية، فأجاب: "لم احصها بعد". اما بالنسبة الى الخروق اللبنانية للأراضي السورية، فأشار الى ان الوزارة تبلغت من السفارة السورية 24 مذكرة منذ تاريخ 30 /11/ 2011 ولغاية 15/04/2013.
وهل ثمة جدوى من إرسال مثل هذه المذكرة الى الجامعة ما دامت الاخيرة علقت عضوية سوريا؟ أجاب: "على من نشتكي ومقعد سوريا في الجامعة أصبح ممثلا بالمعارضة؟".
 واكد ان لبنان لم يتلق اي مبلغ من المساعدة التي أقرت في "المؤتمر الدولي للمانحين " الذي نظمته الامم المتحدة واستضافته الكويت، موضحاُ ان ذلك المبلغ لم يعد كافيا لأن عدد النازحين فاق بكثير الأرقام التي كانت قد قدمت الى المؤتمر.
ودعا الى التمييز بين استعمال عبارة "خرق" و"اعتداء" الذي سيستخدم في نص المذكرة، وانه لا يجوز استعمال كلمة "إعتداء".
ونفى رداً على سؤال ان يكون قد تلقى اتصالاً من السفير التركي إينان أوزيلديز، إثر اعتصام اهالي المخطوفين في إعزاز، والتدافع بين الأهالي والقوى الأمنية.
 

موفد السلام الأوروبي
 

وكان منصور استقبل في قصر بسترس ممثل الاتحاد الاوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط السفير اندياس رينيكي، في حضور سفيرة الاتحاد انجلينا ايخهورست.
إثر الاجتماع، أوضح رينيكي أن البحث "تناول عملية السلام والعلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين من جهة والعرب من جهة أخرى، كما جرى عرض جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري في هذا الصدد".
وقال: "أبلغت الوزير منصور ان الاتحاد الاوروبي يدعم كيري في جهوده هذه، ونتمنى أن تكون بداية لمبادرة جديدة في السنة الجارية لطالما أرادها الاوروبيون".
وأشار ردا على سؤال الى "أن التركيز حاليا هو على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي الذي نأمل في أن يكلل بالنجاح، لا بل نحن واثقون من ذلك، باعتبار أن الاهتمام بسوريا هو على النزاع هناك، إلا إنه لايزال ثمة حاجة الى الجلوس الى طاولة المفاوضات توصلاً الى تسوية على المسارين اللبناني - الاسرائيلي والسوري - الاسرائيلي".

 

 

رئيس الجمهورية عرض مع كيلي شؤون النازحين ودعا إلى أن يكون القضاء "الرادع الأكبر"

 

رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان دولة القانون والمؤسسات هي التي يكون القضاء فيها الرادع الاكبر والتي يحترم قضاتها القانون ويصدرون الاحكام بلا تقاعس او تردد".
واعتبر خلال استقباله وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي ووزراء عدل عرباً مشاركين في مؤتمر الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد "أن الشجاعة في اصدار الاحكام هي الخطوة الاهم"، مشيرا الى أن "للمجتمع المدني دورا اساسيا في رفع الصوت ضد اشكال من الفساد لا يطاولها القضاء"، داعيا الى "تعزيز التعاون والشركة بين الدول العربية وتبادل المعلومات من اجل مكافحة الفساد".
وعرض رئيس الجمهورية مع وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري الأوضاع العامة وعمل الوزارة في هذه المرحلة. واطلع من وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي على مراحل التحضيرات لإنجاز مشروع الموازنة العامة لسنة 2013 إضافة الى الوضع المالي العام في البلاد.

 

كيلي
 

واستقبل رئيس الجمهورية مديرة مكتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين نينات كيلي. وتناول اللقاء التنسيق في موضوع إغاثة النازحين من سوريا والمؤتمر الدولي الذي يطالب لبنان بعقده من أجلهم.
وزار بعبدا وفد من الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز برئاسة شارل عربيد مع وفد من المجلس العالمي للفرانشايز لمناسبة انعقاد منتدى بيروت الثالث لتراخيص الامتياز برعاية الرئيس سليمان، والذي سيصدر عنه اعلان بيروت الذي يشجع المبادرات الفردية والسلوكيات الاخلاقية والتنمية المستدامة، واستراتيجيات التسويق والتسوق في عصر الانترنت.
ورحب سليمان بالوفد متمنيا النجاح للمنتدى، ومشددا على "أهمية اتباع المواصفات العالمية في ظل العولمة وتطور تقنيات الاتصالات وانفتاح العالم على بعضه".
ثم استقبل رئيس الجمهورية الوزيرة السابقة نايلة معوض عقيلة الرئيس الشهيد رينه معوض مع وفد من العائلة لشكره على تعزيته بوفاة شقيقتها.

 

برقية الى أوباما
 

على صعيد آخر ابرق الرئيس سليمان الى الرئيس الاميركي باراك اوباما مستنكرا تفجيري مدينة بوسطن ومعزيا بالضحايا التي سقطت نتيجتهما.

 

 

 
منال شعيا

لجنة التواصل النيابية هل تفشل غداً قبل ان يبدأ اجتماعها؟ وصيغة بزّي للانطلاق وسامي الجميل يعترض ملوّحاً بالمقاطعة

 

هل هي فرصة لامرار الوقت فقط، ام ان صيغة موحدة ستخرج بها لجنة التواصل، بعدما فشلت اللجنة الفرعية المصغرة لقانون الانتخاب؟
رغم نفي رئيس اللجنة النائب روبير غانم ان تكون اللجنة تهدف الى كسب الوقت تمهيدا للتمديد لمجلس النواب، الا انه بدا واضحا، ووفق معلومات "النهار" ان عمل لجنة التواصل سيكون مرتبطا بالحل على مستوى تأليف الحكومة، رغم ان اكثر من عضو فيها نفى علنا هذه المعلومات، لكن اوساطاً نيابية مواكبة لعمل اللجنة، افادت انه "اذا كانت هناك استعدادات للحل، فستكون اللجنة عندها بمثابة قوة دفع نحو التوافق من اجل اقرار قانون للانتخابات"، واذا تعثرت هذه الاستعدادات فستتوقف الاجتماعات.
وفي الوقت نفسه، حرص النواب على التأكيد ان اللجنة ستعقد بعد اجتماعين على الاكثر، لمعرفة ما اذا كانت تستطيع ان تكمل، وإلا فان كل فريق سيعمل عندها على حدة.
امس، اجتمعت اللجنة برئاسة غانم، وحضر النواب احمد فتفت وعلي فياض وعلي بزي واكرم شهيب والان عون وسامي الجميل وجورج عدوان وسرج طورسركيسيان واغوب بقرادونيان.

 

تصريحان متناقضان
 

اجتماع سريع عكسه تصريحان متناقضان. الاول لغانم لمح فيه الى "الاجواء الايجابية"، والثاني للجميل الذي لمح الى مقاطعة اللجنة، رغم انه لم يعلن ذلك، لكنه سجلّ احتفاظه "بالحق الديموقراطي السليم للتعبير عن الموقف المناسب".
الجميل استاء من الصيغة المختلطة التي ستنطلق منها اللجنة واعترض عليها، وهي اقتراح النائب علي بزي، اي 50 في المئة للاكثري و50 في المئة للنسبي، قائلا: "الطرح الذي ننطلق منه اليوم لا يؤمن التمثيل الصحيح".
وفق معلومات "النهار"، فإن غالبية الاعضاء ابدوا ميلهم الى اعادة البحث في صيغة بزي، ولا سيما عدوان، فيما اعترض الجميل بقوة، وفضّل عون التريث، وبدا موقف فياض مرنا، فأبدى استعداده للسير خطوة الى الامام، والبحث في اي صيغة يمكن التوصل اليها، بحيث لم يضع فيتو.
هذا الجو أثار استياء الجميل، معتبرا ان "ما وصلنا اليه كان بسبب تضييع الوقت"، فرفض تقسيم الدوائر في صيغة بزي، ولا سيما لجهة عدم تأمين التمثيل للمسيحيين.
ولكون لجنة التواصل لا صفة شرعية لها، فان اجتماعها الاول كان للتشاور، وانطلق من حيث انتهت اللجنة الفرعية، وخصص الاجتماع امس لوضع الخطوط العريضة للنقاش، وحددت اسس التواصل، على ان يكون الاجتماع اللاحق قبل ظهر غد، مصيريا لجهة معرفة اتجاه الامور، فاما ان يكمل النواب في مهمتهم واما ان يتوقفوا من حيث بدأوا، اي لا شيء.
والمعلوم ان اللجنة الفرعية كانت توصلت الى خمسة اقتراحات وفق الصيغة المختلطة التي تزاوج بين النظامين النسبي والاكثري، وفيما رجح اكثر من مصدر نيابي متابع لعمل اللجنة ان تكون صيغة بزي هي الانسب، اقلّه للانطلاق بها، جاء اعتراض الجميل امس ليبدّد هذه الاجواء، هذا اذا وجدت في الاساس، فكانت النتيجة، ان وقع التباين قبل ان تبدأ اللجنة عملها.
ورغم ان فياض أعلن ان "جدولا للاعمال سيوضع للنقاش خلال جلسة الخميس، وسنلتزمه"، فان الحديث عن "سلّة متكاملة" للحل تشمل التأليف الحكومي واقرار قانون انتخاب هو الذي سيحدّد اتجاه البوصلة. هذا ما دفع بشهيب الى القول: "نتمنى عدم الربط بين قانون الانتخاب والحكومة".
في 16 شباط الفائت، عقدت اللجنة الفرعية آخر اجتماعاتها وفشلت في اقرار صيغة موحدة. يومها رفعت اقتراحات خمسة الى اللجان المشتركة، وهي الى جانب اقتراح بزي، اقتراح لعدوان يعتمد الدوائر الصغرى في النظام الاكثري (على الا تقل عن 26) والدوائر الكبرى في النظام النسبي، على ان ترواح بين خمس دوائر وتسع.
وكان اقتراح للجميل وفق المعادلة الآتية: 60 في المئة وفق الأكثري و40 في المئة وفق النسبي، وتقسيم لبنان 36 دائرة وتسع محافظات وفق النسبي (2: الجنوب، 2: البقاع، 2: الشمال، 2: جبل لبنان، بيروت كعاصمة دائرة واحدة، ولا مانع من تقسيمها الى قسمين أيضاً).
اما اقتراح فتفت فاعتمد صيغة مختلطة بين الاكثري والنسبي، على اساس 70 في المئة اكثري، و30 في المئة نسبي، وتم تقسيم الاقضية التي يفوق عدد نوابها الخمسة الى اثنتين وثلاث او اربع دوائر، فيما انطلق اقتراح شهيب من الدوائر الـ13، وفق ما ورد في مشروع الحكومة، واعتمد 64 في المئة اكثري و36 في المئة نسبي.
ماذا جرى في الاجتماع؟
حينها، لم تتوصل اللجنة الى صيغة موحدة، وعادت اللجان المشتركة واقرت "القانون الارثوذكسي". بعدها، جمدّ البحث قبل ان تعلّق المهل الانتخابية داخل الهيئة العامة للمجلس حتى 19 أيار المقبل.
بات النواب "محشورين"، فكان لا بد من "توليفة" جديدة، وأتى قرار رئيس مجلس النواب ليعيد احياء "لجنة التواصل".
ووفق معلومات "النهار"، فان النواب تحدثوا اولا داخل الاجتماع الذي استمر ساعتين، وتأخر عنه عدوان لارتباطه بموعد سابق، في العموميات فقط.
ثم قال شهيب: "لا بد من بلورة حل وسطي. كنا في قانون الستين، واليوم اين اصبحنا؟ لا بد من حلّ".
وبدا ان ثمة اتجاها الى طرح اقتراحات جديدة، اذا ما توافرت مساحة مشتركة للتوصل الى اتفاق. انما اللافت ان الحديث عن النيات كان متبادلا داخل اللجنة بين 8 و14 آذار، فكان كل فريق يقول: "اذا توافرت النية نصل الى اتفاق".
النقاش الوحيد الجدّي الذي حصل داخل الاجتماع، بدأ حين طرح الجميل فكرته، فاعترض على اقتراح بزي. بعدها تشعب الحديث عن تصغير الاقضية. فكان ان طالب احد النواب "تصغير الاقضية لضمان تمثيل صحيح للمسيحيين". عندها، ذكرّ طورسركيسيان بأنه وفتفت صوّتا مع اقتراح الجميل من اجل هذه الغاية تحديدا، لكون هذا الاقتراح يؤمن التمثيل الصحيح للمسيحيين اكثر من الاقتراحات الاخرى. وبلا اي نتيجة، خرج النواب.
غانم قال علنا بعد الاجتماع انه "بعد اجتماعين على الاكثر، يقرر النواب الاستمرار او التوقف، لان لا أحد من الحاضرين يريد ان يسجل مرة ثانية اننا اجتمعنا ولم نصل الى نتيجة، هذه رغبة الجميع".
ولفت الى ان "هناك معطيات جديدة، والمعطى الاساسي لانطلاق العمل هو تعليق العمل بقانون الستين ووقف قانون الارثوذكسي والبحث في المختلط"، مشددا على ان "وضع منهجية العمل هو الاساس لانه يمكن ان يؤدي الى التوافق على قانون انتخاب".
ونفى ان تكون اللجنة "لتضييع الوقت بهدف التمديد لمجلس النواب، لان هذا الامر ليس من شأنها".
اما الجميل فاعترض قائلا: "الطرح الذي تم الانطلاق منه اليوم لا يؤمّن التمثيل الصحيح، نأسف ان نعود وننطلق من القضاء دائرة انتخابية في الاكثري ومن المحافظات دائرة انتخابية وفق النسبي. لدينا اعتراض كبير على الامر لانه لا يحقق التمثيل الصحيح، واعتراضنا على قانون الستين بالدرجة الاولى كان بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية على صعيد القضاء او اعتماد القضاء دائرة انتخابية".
وختم: "نحن في الاساس اعترضنا على هذا الموضوع وصغّرنا الدوائر على الصعيد الاكثري والنسبي، لكن عادوا اليوم الى اعتماد الدوائر الكبيرة".
... وبعد، فان مصير اللجنة سيتحدّد غدا. هذه المرة، ستكشف النيات بوتيرة سريعة، ولن يصار الى تمديد العمل، ربما لان التمديد للمجلس واقع لا محالة.

 

 

 
بيار عطاالله

علامات استفهام على التمثيل المسيحي ومشروع برّي يستحضر حلفاً رباعياً جديداً؟

 

اعتماد مشروع قانون الانتخاب للرئيس نبيه بري يقسم النواب مناصفة بين الاكثري والنسبي بحيث ينتخب نصفهم وفقاً للنظام الاكثري استناداً الى التقسيم الاداري الحالي المعمول به، بينما ينتخب النصف الآخر وفقاً للنظام النسبي استناداً الى المحافظات المعتمدة حالياً مع تقسيم جبل لبنان دائرتين، الاولى تضم الشوف وعاليه، والثانية تضم بعبدا والمتن وكسروان وجبيل، وذلك نزولاً عند طلب النائب وليد جنبلاط.
المشكلة الاولى برزت في التحفظات التي أعلنتها كتل مسيحية عن هذا التوزيع، وفي مقدمها حزب الكتائب، في حين فضّل "التيار الوطني الحر" التريث في اعلان موقفه. أما "القوات اللبنانية" فبادرت وحدها ممثلة بالنائب جورج عدوان الى تأييد مشروع بري على قاعدة انه يؤمن انتخاب 51 نائباً مسيحياً مع احتساب نواب بعبدا وزحلة، علماً ان موقف المتحفظين يتلخص بأن مشروع بري لا يؤمن سوى 43 نائباً للمسيحيين، وأن نواب بعبدا وزحلة لا يمكن احتسابهم منتخبين بأصوات المسيحيين نظراً الى الحجم الوازن للكتل السنية والشيعية الناخبة، سواء في زحلة والبقاع الاوسط أم في بعبدا، والذي يتيح لها فائض الاصوات الضخم تجاوز عقبة الفارق البسيط في اعداد الناخبين لمصلحة المسيحيين في القضاءين.
وفي مقاربة المتحفظين عن مشروع بري، أن هذا التقسيم لا يضيف شيئاً الى قانون الستين الذي يعتمد الاقضية الحالية دوائر انتخابية، لا بل أنه يؤمن استمرار الوضع على ما هو الى ما شاء الله وانتزاع مقاعد من الدوائر المسيحية لمصلحة النظام النسبي في المحافظات المعتمدة حالياً والذي يؤدي في ابسط الاحوال الى "تذويب" و"ابتلاع" الصوت المسيحي على مستوى الدوائر الكبرى لمصلحة الكتل الطائفية الكبرى، سواء في الجنوب حيث يصادر عدد من المقاعد المسيحية في جزين ومرجعيون لمصلحة الكتل الناخبة الشيعية الهائلة الحجم، أو في البقاع حيث ينتزع عدد من المقاعد المسيحية من النظام الاكثري لمصلحة الكتل الناخبة السنية والشيعية الكبيرة والموزعة على امتداد محافظة البقاع. وينطبق هذا الامر على محافظتي الشمال وعكار، فالاولى ستنتخب وفقاً للنظام الأكثري، والثانية وفقاً للنسبي. وينسحب هذا الامر تلقائياً على محافظة بيروت التي يخسر المسيحيون حقهم في اختيار عدد من نوابهم لمصلحة الطوائف الاخرى.
وفي خلاصة كلام المتحفظين، أن النسبية على مستوى المحافظات المعتمدة حالياً ومن دون تقسيم اداري أو انتخابي جديد، انما تشكل مناسبة لإضاعة اصوات المسيحيين وتشتيتها. وتبقى الاشارة الى ان جبل لبنان حيث يشكل المسيحيون اكثرية وازنة إنما تمت قسمته الى دائرتين في النظام النسبي، وجرى إلحاق بعبدا مع المتن وكسروان وجبيل ما يجعل هذه الدائرة بين فكي كماشة، شيعي في بعبدا وأخر في جبيل، يطبقان عليها ويحسمان نتائجها دون ادنى ريب.
وبدا واضحاً من مواقف المتحفظين، ان لائحة مؤيدي بري اصبحت تضم حزب "القوات اللبنانية" و"أمل" و"المستقبل" و"التقدمي"، ما يعني ملامح حلف رباعي يطيح كل ما اتفق عليه في لقاءات بكركي من اصرار على المناصفة الحقيقية والحاجة الى اختيار المسيحيين نوابهم او غالبية نوابهم. والسؤال الذي يطرحه المتحفظون يختصر بالآتي: "ما دامت الامور ستصل الى هذه المرحلة التي يبدو انها معدة ومطبوخة بطريقة محترفة وفي استغلال واضح للفراغ الحكومي وغياب البطريرك الماروني، فلماذا كل هذه الاشكالية على قانون الانتخاب والاصرار على طرح مشروع "اللقاء الارثوذكسي" وغيره من المشاريع لتنتهي الامور على حساب المسيحيين دائماً ؟"
يبقى لموقف "التيار الوطني"، واستطراداً حليفه "حزب الله" المتريث، الكلمة الفصل، فإما ان يصبح الحلف سداسياً، وإما تعود الامور الى نقطة الصفر.   

 

"حزب الله" يُحضّر حلفائه لمعركة لا يكون طرفاً مباشراً فيها

طارق السيد
في محاولة منه لقلب الطاولة على الجميع وإستدراكاً لمدى خطورة الوضع في سوريا الذي يبدو أنه ذاهب نحو الحسم خلال الاسابيع المقبلة، قرر "حزب الله" اللعب في الوقت بدل الضائع في محاولة منه لتأخير سقوط بشار الأسد أولاً وما سيتبعه من إستهداف للحزب في مرحلة لاحقة على يد الثوار ثانياً.
الخطة أعدت بشكل محكم على أن تُعلن ساعة الصفر في لحظة يطل فيها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليُعطي إشارة البدء بالتحركات الميدانية على غرار ما حصل في السابع من أيار يوم كانت كلمة السر " لن نُقتل على الطرقات بعد اليوم". ومن هنا كان إجتماع الحلفاء أمس الاول في منطقة حارة حريك والذي ضم العديد من الشخصيات الحزبية المنضوية تحت لواء قوى "الثامن من آذار".
عند الساعة الثانية ظهراً كان رئيس الهيئة القيادية في "المرابطون" العميد السابق مصطفى حمدان أول الواصلين إلى مبنى "سليم" في حارة حريك في الضاحية الجنوبية حيث مكان الإجتماع والمؤلف من 4 طبقات والذي يقع بالقرب من المقر السابق للأمانة العامة التابع للحزب قبل ان تدمره إسرائيل خلال حرب تموز ويُعاد بنائه مجدداً، تلاه شاكر البرجاوي ومن ثم المنشق عن "الجماعة الإسلامية" مسؤول ما يسمى "قوات الفجر" الشيخ عبدالله الترياقي، وحكي عن حضور ممثل عن حركة "أنصار الله" التي كانت اعلنت فك تحالفها مع "حزب الله" مؤخراً في الإجتماع أيضاً.
الشيخ حسن عز الدين عن "حزب الله" هو من ترأس الإجتماع الذي أفضى بحسب التسريبات إلى مجموعة عناوين تواكب التطورات الاخيرة، وقد أبدت جميع الأطراف موافقتها على التحرك الميداني في اللحظة التي تستوجب الأمور.
الحزب أعلن صراحة أنه لن يكون له أي تدخل عسكري مباشر على الأرض لكي لا يؤخذ هذا التحرك على انه موجه ضد طائفة او مذهب وهذا نحاول ما نحاول بحسب ما نُقل عن عز الدين نتجنّبه أقله في هذه الفترة الحرجة، ولكن في حال أضطررنا فسوف نكون في الطليعة وبشكل علني. وهنا تؤكد المعلومات أن السلاح بات في حوزة جميع حلفاء "حزب الله" وتحديداً من هم من الطائفة السنية كون الحزب يريد أن يعطي المعركة المقبلة بعداً عنوانه الخلاف بين الطائفة الواحدة لا بين السنة والشيعة.
وتكشف المعلومات أيضاً أن "حزب الله" قد وضع كل ثقله العسكري بتصرف حلفائه في الشمال، فهناك المعركة الأبرز والاشد التي من شأنها أن تحدد مصير أي مواجهة بين الحزب والسلفيين لاحقاً في كل لبنان، ولهذا فأن أي حرب قد تشتعل هناك سوف يكون للمدافع الثقيلة والصواريخ النوعية الوقع الأكبر على الخصوم، وبعض من سلاح المدفعية الثقيلة قد أدخل فعلاً خلال الأيام الماضية إلى منطقة جبل محسن دعماً للطائفة لجماعة رفعت علي عيد.
وفي أخطر ما جرى كشفه هو الإعداد لمجموعة خطط إغتيال تستهدف عدداً من المناوئين لـ"حزب الله" من بينهم مشايخ ورؤساء بلديات ومخاتير وبعض هؤلاء قد بدأ الحزب فعلاً بالتحري حول الاماكن التي يبيتون فيها والتي يلجأون اليها بإستمرار، وقد تم التركيز على شخصين، الاولى من الشمال والاخرى من البقاع.
 
"المستقبل" يرفض الاعتداءات السورية على لبنان من "أي جهة كانت" وقانون الانتخاب ينتظر جواب "حزب الله" غداً
المستقبل...
كما كان متوقعاً، لم يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة "ساحة النجمة" أمس بعد انعقاد لجنة التواصل النيابية في جلسة غير رسمية خصصت لـ "كشف النوايا" لجهة قبول الفرقاء المعنيين بضرورة التوصل إلى صيغة قانون انتخابات توافقي "مختلط" يمزج بين النظامين الأكثري والنسبي، حيث لم يسجل اي تطور في هذا السياق على ان تعاود اللجنة النقاش غداً الخميس.
غير أن مصادر مشاركة في الاجتماع قالت لـ "المستقبل" إن موقف عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل خلال الاجتماع كان لافتاً لجهة رفضه القانون المختلط، في وقت كان موقف باقي الأعضاء إيجابياً باستثناء "التردد" الواضح لممثل التيار "الوطني الحر" النائب آلان عون إزاء المشروع، ما دفع ممثل كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض إلى طلب مهلة 48 ساعة للتشاور قبل العودة إلى الاجتماع المقبل غداً، بموقف واضح من القانون المختلط الذي يشكّل "الصيغة الأقرب إلى التوافق" حسبما قال.
أما في الموضوع الحكومي، فقد كان للرئيس المكلّف تمام سلام موقف علني خرق فيه مؤقتاً حالة "إطفاء المحركات"، خلال لقائه وفداً من نقابة المحررين الذي زاره للتهنئة، فتمنّى "حصول اجماع على تشكيل الحكومة كما حصل الاجماع على تكليفه"، مشدداً على ان "المرحلة حرجة وصعبة، وفي حاجة الى جهد كبير من اجل اخراج البلد مما يتخبط فيه"، مؤكداً أن "مشوارنا مستمر ولن نقف لتحقيق مهمتنا الاساسية في اجراء الانتخابات النيابية، والمهم ألا تنتقل الخلافات السياسية والتجاذبات الى داخل المؤسسات الرسمية فتؤدي الى تعطيلها".
في غضون ذلك، سجّلت أمس زيارة لافتة لوزير الطاقة جبران باسيل إلى السفارة السعودية في بيروت حيث التقى السفير علي عواض العسيري، واضعاً الزيارة في إطار "رغبة مشتركة بين الطرفين من أجل التواصل للوصول الى استقرار لبنان"، معتبراً ان "الأولوية اليوم هي للاستقرار والتفاهم والتوافق بين اللبنانيين في اطار المستجدات والمحطات التي سنقبل عليها، وانه يمكن الوصول الى هذا الأمر بواسطة التواصل والتحاور".من جهته، أكد عسيري أن "السعودية ترحب بالتواصل مع جميع اللبنانيين لما لها من خدمة للبنان وللمصالح السعودية - اللبنانية"، مشيرا الى "ان في السعودية لبنانيين ينتمون الى مختلف القوى السياسية".
أضاف "ما يهم السعودية هو استقرار لبنان وسيادته والحرص على استمرار المسيرة السياسية التي تقود كل من يحب لبنان الى التفاؤل، وان ما رأيناه في الأيام الماضية من انتعاش في الحركة الإقتصادية وهدوء سياسي يفرح قلوب السعوديين الذين يرغبون بأن يروا لبنان مستقرا وان تتواصل كل القوى السياسية اللبنانية في ما بينها وتتحاور من اجل مصلحة البلد".
وقد علمت "المستقبل" أن زيارة باسيل سبقتها زيارة قام بها وزير الصحة علي حسن خليل إلى السفير السعودي موفداً من قبل الرئيس نبيه بري و"حزب الله".
لجنة التواصل
وعلى الرغم من وصف رئيس لجنة التواصل النائب روبير غانم للاجتماع بأنه "إيجابي" توقّع أن يكون اجتماع الخميس "مطولاً، وفي ضوئه وما يليه من اجتماعين على الاكثر يقرر الزملاء اما الاستمرار بالاجتماع للتوصل الى قانون انتخاب او التوقف، لأن لا أحد من الحاضرين يريد ان يسجل مرة ثانية اننا اجتمعنا وتحدثنا وبحثنا ولم نصل الى نتيجة. اما ان نستكمل البحث للوصول الى قانون انتخاب وحتى اذا لم يكن بتوافق واجماع، فذلك أفضل من ان نكمل من دون الوصول الى قاسم مشترك".
إلا أن منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، فاجأ جميع المعنيين بالتلويح لدى خروجه من الاجتماع بمقاطعة اللقاءات المقبلة "نظراً الى انها مضيعة للوقت".
وفي التفاصيل، علمت "المستقبل" أن الجميل أوضح أمام اللجنة ان حزب "الكتائب" كان يعد لصيغة تؤدي الى "حسن التمثيل المسيحي" انطلاقاً من اعادة النظر في التقسيمات الادارية التي نص عليها اتفاق الطائف على اعتبار ان هذه التقسيمات "ليست منزلة"، وكانت تتغير كل عامين او ثلاثة اعوام قبل العام 1975، في تلميح إلى الرغبة في تقسيم المتن الشمالي إلى دائرتين ساحلية وجبلية.
وأكّدت مصادر مشاركة في الاجتماع لـ "المستقبل" ان الجميل أبلغ زملاءه أن "الطرح الذي انطلقنا منه في القضاء كدائرة انتخابية على اساس الاكثري وفي المحافظات كدائرة انتخابية على اساس النسبي لا يؤمن التمثيل الصحيح"، وذكرهم بأن اعتراضه على قانون الستين كان "في الدرجة الاولى على تقسيم الدوائر الانتخابية على صعيد القضاء او اعتماد القضاء كدائرة انتخابية"، واعداً بأنه سيشرح "العودة الى اعتماد الدوائر الصغرى" في مؤتمر صحافي قريب.
وحسب المصادر، فإن "حزب الله سيتشاور مع النائب ميشال عون لمحاولة إقناعه بضرورة تسهيل التوافق على القانون المختلط، لكي يكون اجتماع اللجنة المقرر الخميس إيجابياً وينطلق منه النائب غانم للبحث مع الرئيس بري في صيغة تعيد إحياء اللجنة قانونياً لفترة محددة ترفع إليه بنهايتها مسودة القانون المختلط الذي سيتم التوافق على النسب والدوائر فيه لكي يصار إلى دراسته وإقراره في اللجان المشتركة قبل عرضه على الهيئة العامة".
أما عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت فقد وصف لـ "المستقبل" أجواء اللقاء بأنها كانت "رمادية، أي لم تكن سلبية كما لم تكن إيجابية" مشدداّ على أن "الخميس نريد ان نحصل على جواب من ممثلي حزب الله والتيار الوطني الحر حول إمكانية الانطلاق في البحث من المشروع المختلط الذي تقدّم به الرئيس بري والذي كنا نناقشه من دون أن يكون لحزب الله او النائب آلان عون موقف منه، بل كانا يصران على أن القانون الارثوذكسي يحظى بالأكثرية".
في المقابل، أضافت المصادر المشاركة لـ "المستقبل" أن موقف النائب فياض خلال الجلسة كان إيجابياً حيث ابدى انفتاحاً على القانون المختلط واعتبره "الصيغة الأقرب إلى التوافق" واستمهل زملاءه 48 ساعة ليعود بموقف واضح وصريح لـ "حزب الله بعد التشاور مع الحلفاء".
وإثر نهاية الجلسة، أوضح فياض "اكدت موقفنا الايجابي لحل المعضلة الانتخابية، وكانت هناك محاولة لوضع منهجية منتجة لأننا لا نريد العودة الى الوراء فلا تكون الاجتماعات مفتوحة من دون سقف، ومن دون الوصول الى نتيجة. والجميع توافق على انه يفترض ان نقرر، في الاجتماعين الاولين، الاستمرار او لا في الاجتماعات". الا انه، بالرغم من تفاؤله، طلب الى النواب "التمهل" في وضع جدول أعمال، واصفاً لقاء الخميس بأنه "شديد الاهمية".
وبعدما أثنى النائب سيرج طورسركيسيان على الموقف "الايجابي والمنفتح" لفياض، حذر عدوان من مستقبل الاستحقاق الانتخابي، قائلاً: "لن نقبل بعدم وجود قانون انتخابي جديد امام الهيئة العامة والا فليتحمل كل فريق مسؤوليته في تعطيل الانتخابات لأنه سيكون هناك تمديد للمجلس".
سلام
وكان الرئيس المكلف سلام قال خلال استقباله أمس في دارته في المصيطبة وفداً من نقابة المحررين برئاسة النقيب الياس عون قدّم إليه التهنئة بمناسبة تكليفه، ان "مجرد حصول الاستشارات أعطى اشارة قوية الى ان النظام الديموقراطي في لبنان لا زال بخير وله آلياته بعدما كاد جو الخلاف والانقسام يودي بالاستشارات ويؤجلها، لذلك لمسنا جو الارتياح العام في البلد بعد التكليف، ونأمل ان ينعكس في التأليف".
ولفت الى ان "الصراعات السياسية في لبنان عمرها مئات السنين، وستبقى ربما مئات السنين، لكن المهم ان تبقى ضمن المؤسسات الديموقراطية الحاضنة، إذ عندما تخرج عن تلك المؤسسات ستنتقل الى الشارع وتبدأ معاناة المواطنين والوطن"، متمنياً العبور الى "قانون انتخابي واجراء انتخابات نيابية تثبّت المسار الديموقراطي". وعن وجود فتور بينه وبين الرئيس نبيه بري، قال: "هناك استنتاجات كثيرة ونحن أطفأنا محركاتنا".
ونفى سلام وجود اي فتور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "دلوني اين حصل ذلك"؟ مؤكداً دعمه لحرية الاعلام في لبنان الذي اعتبر انه عصب اساسي لنظامنا الديموقراطي، وقال: "انا مع تعزيز حرية الاعلام والتواصل مع الاعلاميين لاننا في مرحلة تحتاج الى بذل جهود كبيرة للنهوض بما هو مطلوب منا بأمانة.
وفي ما خص تسمية حكومته حكومة مصلحة وطنية، اوضح سلام "ان اعتمادها هذا المصطلح جاء تلخيصاً لتسميات الحكومات السابقة".
وبعد الظهر، زار سلام القصر الجمهوري في بعبدا والتقى الرئيس ميشال سليمان على مدى ساعة، قال بعدها إنه ليس "مع التسرع ولا مع التأخير في تأليف الحكومة"، معتبراً أن "البلد بحاجة إلى حكومة والأجواء والمناخات السائدة اليوم من تفاؤل وارتياح يجب أن نحرص عليها ونعززها".
وعما اذا كان مصراً على حكومة غير سياسية ويتوقع ولادة قريبة لها، قال "في المرة الأخيرة قلنا اننا أطفأنا المحركات وقد نكون استفدنا من هذا الشيء. وربما غيرنا لم يطفئ بعد ولكن نحن لا نزال متكتمين كي نستطيع الخروج بشيء يرضي ضميري ويرضي الله".
وحول ما اذا كان التباين لا يزال قائماً حول عنوان الحكومة، قال: "المصلحة الوطنية. وكل ما يكون تحت سقف هذه المصلحة يكون خيراً للبلد".
وأشار إلى أن اللقاء مع سليمان كان للتشاور والتداول في التشكيل ولا بد من الوصول في النهاية الى نتائج.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر قصر بعبدا لـ "المستقبل" إلى أن "زيارة الرئيس المكلّف سلام إلى قصر بعبدا أتت لوضع الرئيس سليمان في أجواء اتصالاته التي أجراها مع كافة الأطراف المعنية بموضوع التشكيل، وقد تمحور النقاش على ضرورة الانفتاح على كافة الأطراف".
أضافت المصادر أن "سلام يشدد على أن تنال الحكومة التي ينوي تشكيلها تأييد أكبر عدد من القوى السياسية وعلى أن تكون حكومة مصلحة وطنية" مؤكدة أن "الرئيس المكلف لم يحمل إلى الرئيس سليمان مسودة تشكيلته الحكومية ولم يتطرق إلى توزيع الحقائب والأسماء المقترحة".
وقالت مصادر معنية أخرى واسعة الاطلاع لـ "المستقبل" إن "الرئيس سلام كان مرتاحاً لنتائج الاجتماع مع الرئيس سليمان الذي لم يتم التطرق خلاله إلى التفاصيل، كما إنه لم توضع لائحة بأسماء الوزراء، إلا أن البحث تركّز على ما توصلت إليه الاتصالات حتى الآن".
"المستقبل"
من جانب آخر، توقفت كتلة "المستقبل" امام حملة الضغوط الاعلامية والسياسية التي تشنها بعض القوى السياسية على رئيس الحكومة المكلف "لرسم خطوط حمر ووضع المطبات والشروط التي قد تؤدي الى تعطيل الهدف الذي حدده الرئيس المكلف لتأليف الحكومة، اي تحقيق المصلحة الوطنية".
واستنكرت في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي في بيت الوسط "اشد الاستنكار الاعتداءات التي تعرضت لها قرى لبنانية على الحدود الشرقية والشمالية من الجانب السوري" معتبرة "ان هذه الاعتداءات المتمادية تشكل خرقاً جديداً للسيادة اللبنانية وهي مستنكرة ومرفوضة من اية جهة اتت ولا يمكن القبول بها او السكوت عنها".
ونوّهت بمقررات الاجتماع الأمني- القضائي الذي عقد في القصر الجمهوري وطالبت بـ "الاسراع في تنفيذها ومنها التقدم بمذكرات الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة علماً ان هذا الأمر كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة".
وجددت "التنديد والاستنكار باستمرار تورط حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا وتحمله المسؤولية الاولى عن المخاطر والاعتداءات التي يتعرض لها لبنان من الجانب السوري" معتبرة أنه يجب أن تصان حياة "الشباب وارواحهم وليس مقبولاً السكوت عن رميهم في أتون الصراع الداخلي السوري، واذا كانت الشهادة بمثابة كرامة وشرف من اجل الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي، فان الموت دفاعاً عن النظام السوري هو جريمة بحق الشهادة وبحق مستقبل اجيال لبنان وشبابه".
الحريري
من جهته، أكد الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري على "رفض وإدانة أي قصف تتعرض له المناطق اللبنانية على الحدود الشرقية والشمالية، من الجانب السوري، باعتباره إعتداءً على السيادة اللبنانية وإنتهاكاً للكرامة الوطنية".
"واعتبر أن من يتحمل مسؤولية استمرار هذه الإعتداءات، هو "تقاعس حكومة تصريف الأعمال التي سمحت لنظام بشار الأسد بالتمادي في استباحة الأراضي اللبنانية، بحجة سياسة "النأي بالنفس"، التي سخرها نظام الأسد لإستباحة المناطق الآمنة في عرسال وعكار ووادي خالد، بعشرات الإعتداءات التي ما زالت مستمرة إلى اليوم، بوتيرة متصاعدة، دون أي رادع".
أضاف "لكن المسؤولية الأكبر تقع على "حزب الله" الذي لطالما حذرنا من خطورة انخراطه في القتال إلى جانب بشار الأسد ضد الشعب السوري، وما قد يُسببه ذلك من تداعيات كارثية تصيب لبنان، ويدفع ثمنها اللبنانيون الأبرياء، على نحو ما أصاب بلدتي القصر وحوش السيد علي الحدوديتين في الهرمل".
 
«حرب» مزدوجة في لبنان لاستنزاف سلام بالتوتير الحدودي وشروط التوزير
 بيروت - «الراي»
ازداد أفق المشهد اللبناني تلبداً في الساعات الماضية على نحوٍ كاد ان يبدّد معظم الاجواء الايجابية التي رافقت تكليف النائب تمام سلام تشكيل الحكومة الجديدة، بفعل تصاعُد التعقيدات التي تعترض عملية تأليف الحكومة من جهة وتصاعُد المخاوف من الاعتداءات السورية على المناطق الحدودية اللبنانية من جهة اخرى.
واذا كانت عقبات تأليف الحكومة لم تصل بعد الى مستوى يهدّد مهمة الرئيس المكلف باعتبار ان السقف الزمني لمهمته لا يزال يسمح بإمكانات اختراق هذه العقبات ومعالجتها أقله من الناحية النظرية حتى الآن، فان ثمة أوساطاً واسعة الاطلاع بدأت تتعامل مع الانتهاكات السورية للمناطق الحدودية الشمالية والشرقية اللبنانية من منظارٍ بالغ الجدية والقلق وتعطي هذا الملف اولوية قد تتقدّم على سائر الملفات اللبنانية الداخلية الاخرى.
وتقول هذه الاوساط لـ «الراي» ان التصعيد الحاصل على الحدود عبر تكرار عمليات القصف على مناطق عكار وعرسال وأخيراً الهرمل، يعود مباشرة الى واقعٍ ميداني تميّز في الفترة الاخيرة باقتراب المعارك العنيفة وعمليات الكرّ والفرّ بين قوات النظام السوري وقوى المعارضة من مجمل الحدود مع لبنان.
واذا كان قصف الهرمل أُدرج في خانة المعارضة السورية، فمعنى ذلك ان تداخُلاً كبيراً في المعارك من الجانب السوري بات يثير مخاوف اكبر على المناطق الحدودية اللبنانية، كما ان من شأن هذا التطور ان يُبرز بقوة اكبر مسألة تورط «حزب الله» في القتال داخل سورية ما يعود على بيئته الحاضنة في البقاع الشمالي بالتبعات الخطيرة ويشكل عامل ضغط عليه لوقف هذا التورط.
لكن الاوساط نفسها تحذر من تبسيط هذه المسألة لانها لا ترى «حزب الله» في موقع القبول او القدرة على التراجع عن التورط، فيما يُخشى في المقابل من تورط اوسع لجماعات اسلامية لبنانية في القتال كلما امعن النظام السوري في اعتداءاته على المناطق ذات الغالبية السنية.
وفي حين نُقل عن مصادر في «14 آذار» تورط «حزب الله» في هجوم على الريف الغربي لحمص وفي منطقة السيدة زينب في دمشق «لكن النتائج ادت الى وضعه في موقع دفاعي وتحمل خسائر في الارواح»، ملاحظة التناقض الكبير بين محاولة الحزب تفادي اي توتر مذهبي في لبنان واستخدامه المنطق المذهبي ليبرر انخراطه بالصراع في سورية، فان الاوساط الواسعة الاطلاع نفسها تخشى من هذه الزاوية ان تكون ثمة خطة مقصودة ومفتعلة من جانب النظام السوري لتأجيج التوترات المذهبية في لبنان كجزء من هجومه العسكري والسياسي الذي يشنّه في الفترة الاخيرة مستفيداً من عوامل دولية واقليمية مختلفة. وفي اعتقادها ان التعقيدات التي ارتسمت في وجه الرئيس المكلف تمام سلام في الايام الاخيرة على يد قوى «8 آذار» قد لا تكون معزولة او منفصلة عن التصعيد السوري على الحدود، بل لعلّهما وجهيْن لعملة واحدة يعمد معها النظام وحلفاؤه في لبنان الى تطويق ما سمي «عودة الرعاية السعودية الى الواقع اللبناني» وتالياً محاولة تحجيم هذه العودة إن لم يكن ممكناً ضربها.
وتضيف الاوساط نفسها ان الواقع على الحدود اللبنانية - السورية لم يشهد في الاسبوع الماضي ما يبرّر القصف السوري، وهو امر مثبت في تقارير الجيش والقوى الامنية التي عرضت في الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا قبل يومين برئاسة الرئيس ميشال سليمان. ومع ذلك، فان الانتهاكات تواصلت ثم تمددت الى منطقة الهرمل. وهو امر يكتسب دلالة واضحة على احتمال ربط الضغوط العسكرية على الحدود بالملف السياسي الداخلي عقب ما نظر اليه حلفاء النظام بانه «انقلاب» جاء بتمام سلام الى رئاسة الحكومة وأعاد أكثرية «14 آذار» والنائب وليد جنبلاط الى الحكم على أنقاض انهيار سلطة «8 آذار» بعد استقالة الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته.
وفي ضوء هذه القراءة، تبدي الأوساط خشيتها من ان تكون الأزمة السياسية في لبنان امام مسار طويل يختلف عن الانطباعات المتفائلة التي سادت البلاد عقب تكليف سلام. وبدت ملامح «فرملة « اندفاعته واضحة في الايام الاخيرة، كما عادت اجواء الشك تغلّف مجمل الوضع الداخلي.
ووسط هذا المناخ، زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة امس، القصر الجمهوري للمرة الثانية منذ انتهاء استشارات التأليف، حيث التقى سليمان وكان بحث في ملف الحكومة في ضوء مشاورات سلام مع فريق «8 آذار».
وقبل لقائه رئيس الجمهورية، كان سلام تمنى امام وفد نقابة المحررين حصول إجماع على تشكيل الحكومة كما حصل الاجماع على تكليفه. وقال «ان مشوارنا مستمر ولن نقف حتى تحقيق مهمتنا الاساسية في إجراء الانتخابات النيابية، والمهم ألا تنتقل الخلافات السياسية والتجاذبات الى داخل المؤسسات الرسمية فتؤدي الى تعطيلها».
واذ نفى وجود اي فتور في العلاقة مع رئيس البرلمان نبيه بري، رفض الإجابة عن أي سؤال حول ما قيل عن أن الحكومة ستكون حكومة أمر واقع، موضحاً ان «هناك استنتاجات كثيرة ونحن اطفأنا محركاتنا».
وعن كيفية ترجمة شعار «حكومة المصلحة الوطنية»، قال: «سبق أن شرحت أنه تم إطلاق الكثير من التسميات والتمنيات حول شكل الحكومة ودورها، ولخصتُ كل هذه التسميات بعبارة المصلحة الوطنية، وهي تحتاج الى جهد كبير من أجل تحقيقها والمرحلة حرجة ولا بد من تضافر جميع الجهود لعبورها».
 
أهالي مخطوفي أعزاز بدأوا «الحرب» على المصالح التركية في لبنان
 بيروت «الراي»
لم يمرّ اعتصام اهالي المخطوفين اللبنانين التسعة في اعزاز (سورية) امس، امام السفارة التركية (الرابية - المتن) بهدوء، اذ تخلله صِدام وتدافُع مع القوى الامنية بعد محاولة بعض النسوة تخطي الحاجز الامني ودخول السفارة.
وشكّل التحرك امام السفارة التركية جولة جديدة في «مسلسل» الحِراك التصاعدي استهدافاً لمصالح انقرة في لبنان في ظل تحميل ذوي المخطوفين الشيعة التسعة (منذ مايو 2012) السلطات التركية مسؤولية تغطية عملية أسْرهم المستمرة منذ 11 شهراً تخللها إطلاق اثنين من المخطوفين الذين كان عددهم 11. وفي حين كان الاهالي يعتزمون إبقاء اعتصامهم امس، امام السفارة التركية ليصبح مفتوحاً «الى حين مغادرة السفير التركي في لبنان»، أرجأوا هذه الخطوة على ان تُستكمل التحركات «المفاجئة» الأخرى و«اليومية» ملوّحين بمنع الاتراك من العمل في لبنان وضرب المصالح التركية «الى حين الافراج عن المخطوفين».
وكان ذوو المخطوفين نفذوا مساء الاثنين اعتصاماً امام مرفأ بيروت منعوا خلاله شاحنات البرادات الآتية من تركيا من تفريغ حمولتها في سوق السمك في الكرنتينا.
وقال أدهب زغيب، نجل المخطوف في سورية عباس زغيب: «سنبقى ارقى من حكومة رجب طيب اردوغان ونعرف ان الاتراك هم من يخطف وابو ابراهيم وجماعته هم موظفون لديهم»، مؤكدا ان «مصالح الاتراك سنبدأ عليها حربا حقيقية ويُمنع على اي مصلحة تركية ان تعمل».
 
باسيل في السفارة السعودية: نلاقي الرغبة المشجّعة على الاستقرار
 بيروت «الراي»
لم يكن اللقاء الذي جمع امس، بين السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري ووزير الطاقة جبران باسيل، عادياً في الشكل ولا التوقيت ولا المضمون.
فقد عُقد الاجتماع في مقر السفارة السعودية كما رغِب العسيري، وبناءً على طلب لقاء من باسيل جاء بعد نحو عشر دقائق من إطلالة السفير السعودي قبل ستة ايام على شاشة تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» وسط تقارير عن امكان إحياء خطوط التواصل مجدداً بين المملكة والحزب بعد طول انقطاع.
وفي حين حاولت بعض الاوساط ربْط هذا التحرك في اتجاه الرياض بالمناخ الجديد الذي واكب عملية تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة في لبنان باعتبار انها نتاج «تقارُب سعودي - ايراني»، فان مصادر أخرى رفضت هذه القراءة، مشيرة الى ان الوقائع الجديدة في الوضع اللبناني هي نتاج تلقائي لتبدُّل الموازين في المنطقة بفعل الأزمة السورية وان سلوك بعض اطراف «8 آذار» هو «استلحاقي» في محاولة لحصْر الأضرار والحد من الخسائر وحجز مكان في الواقع الجديد من «بوابة» السعودية التي شكّلت زيارة باسيل لسفيرها في بيروت اعترافاً بعودة دورها الى المشهد اللبناني بعد الحملة القاسية التي كان «التيار الوطني الحر» شنّها على المملكة.
واذ اشارت معلومات الى ان لقاء العسيري - باسيل لم يتخلله عتاب «ما دام وزير الطاقة بادر الى طلب الاجتماع»، فان اوساطاً متابعة لم تستبعد ان يكون باسيل حمل الى السفير السعودي رغبة فريق «8 آذار» في قيام حكومة وحدة وطنية في هذا الظرف «وحيثيات» هذه الرغبة.
واعلن العسيري بعد لقاء الساعة، ان باسيل طلب منه نقل تحيات العماد ميشال عون الى خادم الحرمين الشريفين، وقال: «تم البحث في الكثير من المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية»، معتبرا «ان العماد عون يشكل ركنا أساسيا في الساحة السياسية اللبنانية، وان السعودية ترحب بالتواصل مع جميع اللبنانيين لما لها من خدمة للبنان وللمصالح السعودية - اللبنانية».
من جهته، أبدى باسيل سروره للزيارة «الناجمة عن رغبة مشتركة بين الطرفين من أجل التواصل للوصول الى استقرار لبنان». ولفت الى انه نقل تحيات العماد عون الصادقة الى المملكة قيادة وشعباً «وان هناك رغبة مشتركة لرؤية لبنان يعبر باتجاه الاستقرار»، مضيفاً: «الأولوية اليوم هي للاستقرار والتفاهم والتوافق بين اللبنانيين في اطار المستجدات والمحطات التي سنُقبل عليها، ويمكن الوصول الى هذا الأمر بواسطة التواصل والتحاور. وكل رغبة من أي طرف داخلي أو خارجي تشجّع على الاستقرار، نحن معنيون في ملاقاتها، ونلمس هذا الأمر من خلال الكلام الجيد الذي نسمعه من القيادة السعودية ومن خلال المبادرة التي قمنا بها أخيراً بشبه الإجماع الذي حصل على الرئيس سلام».
 
سلام يحتاج إلى «جهد كبير» لتشكيل الحكومة ونصائح جنبلاطية... بالتريث والتوافق
بيروت - «الحياة»
أكد الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة تمام سلام أنه سيستمر في مهمته «ولن نتوقف حتى تحقيق مهمتنا الأساسية في إجراء الانتخابات النيابية»، لكنه قال إن تشكيل الحكومة يحتاج الى جهد كبير في إشارة منه الى الصعوبات التي تواجهه في هذا المجال.
وإذ رأى سلام أن المرحلة حرجة، قالت مصادر مواكبة لاتصالات تشكيل الحكومة إنه ما زال على تفضيله قيام حكومة من غير المرشحين للانتخابات، تكون غير فضفاضة، ومؤلفة من أسماء لا تستفز أحداً، وغير محسوبة على فريق دون الآخر فلا تعتبر أنها ضد هذا أو ذاك، مقابل مطالبة قوى 8 آذار بحكومة سياسية ووحدة وطنية.
وإذ استمرت عملية تسريب أسماء على أن سلام يفكر فيها، ظلت مصادره تؤكد عدم صحتها وتشدد على أن الهدف من التسريبات هو استدراجه للرد أو النفي أو التعليق، فيما هو لم يصل بعد الى هذه المرحلة وما زال يركز في اتصالاته على شكل الحكومة ومهمتها وعلى مقياس أن يكون الوزراء ممن لا ممارسة سياسية يومية لهم تجعلهم منغمسين في الخلافات الكثيرة في البلد، ولا شبهة عليهم من ناحية الفساد والصفقات والمحاصصات.
وخرج سلام عن صمته ليتحدث بقليل من الكلام عن عملية التأليف أمس أمام وفد من نقابة محرري الصحافة اللبنانية، ونفى رداً على سؤال وجود فتورٍ بينه وبين رئيس البرلمان نبيه بري.
وفي وقت قالت المصادر المواكبة لعملية التأليف إن سلام لم يصل بعد الى مرحلة وضع اللائحة القصيرة للأسماء التي يمكن أن يختار منها، وأن الأسماء التي جمعها الى الآن وفق المواصفات التي جمعها قد يصل عددها الى 170 اسماً، فإن أوساطه نفت كل ما يقال عن أنه وضع تشكيلة حكومية ليعرضها قريباً.
واجتمع سلام مساء أمس مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتداول معه في ما آلت إليه اتصالاته وما تجمع لديه ولدى سليمان من معطيات.
وصرح سلام بعد الاجتماع بأنه تابع مع رئيس الجمهورية «ما نركز عليه في تأليف الحكومة، ولدى رئيس الجمهورية تجربة وخبرة كبيرة في هذا المجال، ومن الطبيعي أن نتشاور ونتداول، وأنا ما زلت مهتماً بهذا الأمر وأعطيه كل إمكاناتي وقدراتي، لأن موضوع تأليف الحكومة انطلاقاً من الإجماع الذي حصل في التكليف، وتأسيساً على الاستشارات الغنية بالتبادل مع الفرقاء كافة، لا بد من أن يصل الى نتائج. أنا لست مع التسرع ولا التأخير لأن البلد بحاجة الى حكومة والأجواء والمناخات السائدة اليوم من تفاؤل وارتياح يجب أن نحرص عليها ونعززها».
ورداً على سؤال عما إذا كان ما زال مصراً على حكومة غير سياسية، قال: «سبق وقلت إننا أطفأنا الموتورات وربما استفدنا من هذا الأمر، ربما غيرنا لم يطفئ الموتورات ولكننا ما زلنا نطفئها ومتكتمين على ما أستطيع أن أنجزه ويرضي ضميري والناس». وأضاف: «كل ما يكون تحت سقف المصلحة الوطنية فيه خير للبلد».
وفي هذا الوقت كرّس رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أمس ربط مسألة تشكيل الحكومة بالاتفاق على قانون الانتخاب بتساؤله: «لماذا استعجال تأليف الحكومة طالما أنهم يقولون إن مهمتها إجراء الانتخابات وهم يقولون بالاتفاق على قانون الانتخاب وبالتالي ليس هناك قانون انتخاب بعد. ليطولوا بالهم علينا». واعتبر عون أن صلاحيات رئيسَي الجمهورية والحكومة لا تعطيهما حق القول لهذا أن يترشح ولذاك ألا يترشح من الوزراء وفصل النيابة عن الوزارة غير قانوني. وسأل: ماذا تعني حكومة حيادية؟
وقام «التيار الوطني الحر» أمس بخطوة انفتاح على المملكة العربية السعودية بزيارة قام بها وزير الطاقة جبران باسيل للسفير السعودي علي بن عواض عسيري. وقال باسيل: «كل طرف داخلي أو خارجي يساهم في وحدة اللبنانيين عليهم ملاقاته في منتصف الطريق من أجل استقرار لبنان». أما السفير عسيري فأكد أن بلاده على «مسافة واحدة من جميع اللبنانيين»، وأمل بأن «ينعكس اللقاء على شخص الرئيس تمام سلام وعلى حكومة يتوافق عليها جميع اللبنانيين وبقانون انتخاب يتوافق عليه الجميع».
وفي المقابل انتقدت كتلة «المستقبل» النيابية، بعد اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، «حملة الضغوط الإعلامية والسياسية التي يشنها بعض القوى السياسية على سلام لرسم خطوط حمر ووضع الاشتراطات التي قد تعطل الهدف الذي وضعه الرئيس المكلف لتأليف حكومة المصلحة الوطنية». ودعت الى دعمه لا تكبيل يديه بشروط تجعل عملية التأليف مستحيلة.
وبموازاة ذلك قام الحزب التقدمي الاشتراكي باتصالاته حول عملية التأليف، عبر وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، باتجاه الرئيس سليمان وقياديين من تيار «المستقبل»، وعبر وزير الأشغال غازي العريضي في التواصل مع «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري. وذكرت مصادر «الاشتراكي» أن لا مشكلة لديه مع أي شكل للحكومة لكن، على قاعدة التوافق بحيث لا يزداد الخلاف في عملية التأليف، لا سيما في ما يخص التمثيل الشيعي. وأشارت المصادر الى أن «الاشتراكي» لم يبلغ الرئيس سلام أي موقف من نوع اشتراط حكومة وحدة وطنية أو ما شابه، لكنه يدعو الى التريث والانفتاح وإبداء المرونة لكي تأتي الحكومة استيعابية.
 
عسيري بعد لقائه باسيل موفداً من عون: المملكة على مسافة واحدة من اللبنانيين
بيروت - «الحياة»
أكد السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري وقوف المملكة على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وقال بعد استقباله وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في السفارة السعودية أمس، ان «السفارة السعودية سفارة جميع اللبنانيين»، مشيراً الى انه يحذو حذو قيادته «لجهة القلوب المفتوحة في ممارسة فتح الأبواب والقلب للبنانيين». وأعلن ان باسيل طلب منه نقل تحيات رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والى القيادة السعودية.
واعتبر عسيري ان عون «يشكل ركناً أساسياً في الساحة السياسية اللبنانية، والسعودية ترحب بالتواصل مع جميع اللبنانيين لما له من خدمة للبنان وللمصالح السعودية-اللبنانية»، وأكد أن «في السعودية لبنانيين ينتمون الى مختلف القوى السياسية».
وشدد السفير السعودي على أن ما يهم بلاده «هو استقرار لبنان وسيادته والحرص على استمرار المسيرة السياسية التي تقود كل من يحب لبنان الى التفاؤل، وما رأيناه في الأيام الماضية من انتعاش في الحركة الاقتصادية وهدوء سياسي يفرح قلوب السعوديين الذين يرغبون بأن يروا لبنان مستقراً وأن تتواصل كل القوى السياسية اللبنانية في ما بينها وتتحاور من اجل مصلحة البلد». وأكد ان بلاده «على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وهي حريصة على ان ترى لبنان مستقراً»، مشيداً «بالإجماع الذي حصل على شخص الرئيس تمام سلام، وهو ما يجعل المملكة في منتهى السعادة». وأمل «استمرار هذا الإجماع في تأليف الحكومة، وأن تكون الفترة التي ستلي الانتخابات تحمل كل الخير للبنان». وأعلن ان «دور السفارة السعودية وديبلوماسييها التواصل مع جميع اللبنانيين سواء انتموا الى 8 أم 14 آذار وأنهم على تواصل مع كل القوى السياسية»، داعياً «جميع اللبنانيين الى التواصل والحوار من أجل مصلحة لبنان».
وأكد باسيل أن الزيارة «ناجمة عن رغبة مشتركة بين الطرفين من أجل التواصل للوصول الى استقرار لبنان». ولفت الى انه نقل تحيات عون «الصادقة الى المملكة قيادة وشعباً، وهناك رغبة مشتركة لرؤية لبنان يعبر باتجاه الاستقرار».
وشكر باسيل «كل طرف داخلي أو خارجي يساهم في وحدة اللبنانيين»، مؤكداً ان «على اللبنانيين بدورهم تقديم المساعدة له وملاقاته في منتصف الطريق من أجل مصلحة لبنان واستقراره». ولفت الى أن «الأولوية اليوم هي للاستقرار والتفاهم والتوافق بين اللبنانيين في اطار المستجدات والمحطات التي سنقبل عليها، وأنه يمكن الوصول الى هذا الأمر بواسطة التواصل والتحاور».
وعما إذا كان الاستقرار يمر من باب السفارة السعودية بعدما كان «التيار الوطني الحر» يتهم السفارة بأنها تلعب دوراً أساسياً مع طرف ضد آخر، قال باسيل: «كل رغبة من أي طرف داخلي أو خارجي تشجع على الاستقرار، نحن معنيون في ملاقاته، ونحن نلمس هذا الأمر من خلال الكلام الجيد الذي نسمعه من القيادة السعودية ومن خلال المبادرة التي قمنا بها أخيراً من خلال شبه الإجماع الذي حصل على الرئيس تمام سلام». وأضاف: «طالما ان الفرصة متاحة فعلينا الذهاب باتجاه من يجمعنا لا من يفرقنا، وآمل من المسؤولين السياسيين والإعلام اللبناني إعطاء هذه الفرصة حقها كاملة».
ونقل عن السفير السعودي «انهم في المملكة يهتمون بالعناوين وأهمها الاستقرار والتفاهم ولا يريدون التدخل في التفاصيل» في ما خص تشكيل الحكومة، مشيراً الى ان «التيار الوطني الحر أقصى ما يريد هو الحفاظ على استقلاليته مع الترحيب بكل تشجيع عام، والأمور الداخلية اللبنانية هي من اهتمام اللبنانيين على أن يكون هناك تشجيع لهم لا تحريض».
 رد عسيري
وأمل عسيري أن «ينعكس اللقاء على شخص الرئيس تمام سلام ترجمة دائمة من قبل الجميع على حكومة يتوافق عليها جميع اللبنانيين وبقانون انتخاب يتوافق عليه الجميع في سبيل العبور من استقرار الى آخر».
 
 
 أ ف ب – أ ش أ

 

دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية امس الحكومة اللبنانية الى منع "حزب الله" حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سوريا، مطالباً مقاتلي المعارضة السورية بـ"ضبط النفس" وعدم استهداف مناطق لبنانية.
ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سوريا، معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل في شرق لبنان، ما أدى الى مقتل شخصين الأحد.
وقال مقاتلون معارضون ان الخطوة أتت رداً على قتال الحزب الى جانب النظام السوري.
ودعا الائتلاف "الحكومة اللبنانية الى ضبط حدودها والايقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية"، وذلك في بيان أصدره امس.
واضاف "آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسة النأي بالنفس، الى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية".
كما دعا الجيش اللبناني الذي حذّر من الرد على مصادر النيران، الى "ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف".
واتهم الائتلاف الحزب بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، "ما قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر الى الرد على ذلك العدوان المتكرر".
ودعا "كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي الى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان"، محذراً من ان اندلاع مواجهات بين الطرفين "يعرض سكان المناطق الحدودية الى مخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان".
في غضون ذلك أفادت مصادر في المعارضة السورية عن استمرار المعارك بين "الجيش الحر" ومقاتلي "حزب الله" على الحدود السورية – اللبنانية في تل قادش بحمص.
وأشارت قناة "العربية" الاخبارية امس الى أن "الجيش الحر" اطلق 3 صواريخ على منطقة الهرمل في سهل البقاع المحاذية للحدود السورية في رد منه على تورط "حزب الله" في المعارك الدائرة في ريف حمص.
وأوضحت القناة ان الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن مقتل قائد عسكري من قوات "حزب الله" و20 عنصراً آخرين.

الائتلاف السوري المعارض يطالب لبنان بمنع عمليات "حزب الله" في سوريا

 

 
عباس الصباغ

تحرك أهالي المخطوفين في سوريا يستهدف تركيا بعد قطر ورسائل سياسية يحملها جرح إنساني منذ أشهر

 

تصاعدت وتيرة تحركات اهالي المخطوفين اللبنانيين الـ9 في اعزاز شمال حلب، وسجلت انتقالاً الى ما بات يسمى المرحلة الثانية، في خطوة قد تحمل المزيد من التصعيد في الشارع، لاحت بوادره بالتزامن مع اعتلاء الرئيس ميشال سليمان منبر الجامعة العربية خلال القمة الـ24 في الدوحة، والتي منحت مقعد سوريا للائتلاف المعارض، ثم جاء منع العمال السوريين من مزاولة اعمالهم في الضاحية الجنوبية قبل أن تطلق حملة مقاطعة البضائع التركية الاسبوع الفائت من ساحة الشهداء وما تعنيه في تاريخ الاعدامات التي نفذتها السلطنة العثمانية.
التطور الاخطر جاء في ساعات متقدمة ليل اول من امس عندما منع الاهالي تفريغ حمولة 4 برادات تنقل الاسماك التركية في سوق السمك في الكرنتينا تحت مرأى القوى الامنية، وامس توجه الاهالي للمرة الثانية الى السفارة التركية ونصبوا خيمة امامها قبل ان يقع اشكال محدود بينهم وبين القوى الامنية التي حضرت بكثافة لمنعهم من دخول حرم السفارة. وفي اتصال لـ"النهار" بالسفير التركي اينان اوزيلديز، رفض الخوض في تفاصيل ما حدث امام سفارة بلاده، نافياً حصول اي لقاء مع وفد من الاهالي وقال: "عندما يحضرون (الاهالي) الى السفارة في شكل ودي انا على استعداد لمقابلتهم في اي وقت وسبق ان التقيتهم وابلغت المعنيين ما تقوم به انقرة للمساعدة في اطلاق المخطوفين اللبنانيين". وسبق السفير التركي ان كرر ان بلاده لا تمون على الجهة الخاطفة، وعلى الرغم من ذلك تواصل مساعيها لحل هذه القضية الانسانية.
تركيا وقطر وكلام السيد
مطلع السنة الحالية، وتحديداً في 4 كانون الثاني، دعا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحكومة اللبنانية الى التفاوض مع الجهة الخاطفة وقال: "ان الدولة اللبنانية لم تكن مقنعة في الجهود التي بذلتها لطي ملف المخطوفين في سوريا". ودعا  الى التفاوض مع الخاطفين مباشرة والضغط على الدول الداعمة والمؤثرة في الخاطفين وتحديدا تركيا والسعودية وقطر، "واذا عجزت عن ذلك فعليها ان تبلغ اهاليهم وهم ادرى كيف يتحركون".
بعد أقل من اسبوع، حاول اهالي المخطوفين دخول السفارة القطرية في بيروت، وعمدوا الى منع الموظفين من الدخول او الخروج منها، ولم ينهوا اعتصامهم الا مع انتهاء الدوام الرسمي، ثم عادت الوعود التي كان يطلقها وزير الداخلية مروان شربل لتدغدغ مشاعر الاهالي، ولكن سرعان ما تبين عدم جديتها، وكانت مثل سابقاتها لا تتمتع باي صدقية. مرت الاسابيع على وقع وعد قطعه الاهالي للمسؤولين بوقف التحركات افساحاً في المجال امام المفاوضات التي يقودها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، وفي مطلع الشهر الحالي اصبح الاهالي في حل من اي وعد قطعوه وعادوا الى تحركات غاضبة من المرجح ان تستمر تصاعدياً بعدما بات الغطاء السياسي شبه مؤمن لهم، في لحظة سياسية معقدة فيها الكثير من التباينات حول تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب. كل ذلك يعطف على تعاطف لا بأس به من اللبنانيين مع قضية انسانية انتجها مسلسل "تركي طويل وممل"، وفي المحصلة لن يكون مفاجئاً ان يستيقظ السفير التركي ذات يوم ويرى الخيم تحاصر سفارته، او يفاجأ الموظفون في مكاتب الخطوط الجوية التركية بمنع اهالي المخطوفين الزبائن من دخولها. وفي نهاية المطاف لا تبدو تجربة عشيرة المقداد بعيدة عن سيناريوات الاهالي، ما دامت التغطية السياسية والاعلامية قائمة.

 

عون: لا نريد عرقلة التأليف لكن لا لحكومة ضد الدستور

 

قال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان "وزراء التكتل يعملون بوتيرة عالية جداً لتأمين المشاريع الاساسية من مياه وكهرباء وانهاء عمليات النفط قبل التلزيم"، لافتاً الى انهم "يتعرضون لهجومات عديدة لأن من قصر ولم يقم بعمله في السنوات السابقة يتم عمله خلال سنة وبضعة اشهر"، وقال: "مهما تكلموا فهم يتكلمون بالهواء".
وسأل إثر الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية "ما معنى حكومة حيادية"، موضحاً "أننا كنا طالبنا بفصل الوزارة عن النيابة فلم يقبلوا، واليوم يخالفون ويريدون فصل الوزارة عن النيابة، وهذا أمر مخالف". واكد ان "الاستشارات هي المرتكز لتشكيل الحكومة، وتشكيل حكومة خفيفة كالتي يفكرون فيها لن تتحمل ثقل العماد عون".
وشدد على أن "صلاحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة لا تعطيهما السلطة لمنح أناس حق الترشيح أو الانتخاب، وهذه السلطة منوطة بالمجس النيابي فقط".
وأضاف: "لا نريد عرقلة تأليف الحكومة، لكن لا يمكن ان تكون مؤلفة ضد الدستور، هناك مبادئ يجهلونها عندما يتحدثون عن الحكومة وتأليفها، والكلام عن حكومة حيادية من الأمور غير الدستورية".
وعن لجنة التواصل، اوضح عون أن "البحث تناول مشاريع قوانين الانتخاب، ولكن لم يبدأوا بالدرس لأن احداً لم يحضر قانونا لدرسه. نحن لدينا الاقتراح الارثوذكسي، لكن الآخرين ليس لديهم قانون، وطلبنا ان يقدموا مشروعاً لدرسه". وفي ما خص قانون الانتخاب، لفت الى الى أننا علقنا التصويت على الارثوذكسي ومنفتحون للبحث في قانون منصف وعادل يؤمن المناصفة للطوائف المسيحية، وما زلنا ننتظر، وسنرى في جلسة اللجنة الخميس العرض الذي يتوافقون عليه لقانون عادل ومنصف".
¶ إستقبل عون السفير العراقي عمر البرزنجي في زيارة وداعية في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دي شادارفيان.

 

موقفان متباينان من التقارب العوني - السعودي

 

أعلن النائب حكمت ديب ان "زيارة وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الى السفارة السعودية تأتي ضمن اطار فتح قنوات التواصل مع الجميع وعدم قطع الخيط مع احد، واذا كان هناك من يريد مساعدتنا بذلك فأهلاً وسهلاً به". واكد ان "الثوابت والاهداف التي يسعى التكتل الى تحقيقها تبقى على حالها والرأي العام يدرك هذا الموضوع".
بدوره، وصف النائب السابق مصطفى علوش "التقارب بين قوى 8 آذار والمملكة العربية السعودية"، عبر اللقاء الذي جمع الوزير باسيل بالسفير السعودي علي عسيري، بـ"النفاق السياسي". واضاف: " لولا سقوط الحكومة لما قام الوزير باسيل، الذي لم يتوان هو وعمّه النائب ميشال عون عن مهاجمة السعودية طوال الفترة السابقة، بهذه الزيارة. ويسعى بهذا التقارب الى حصة في الحكومة، وخصوصاً الوزارات الدسمة".

 

سلام زار بعبدا والتقى قهوجي: مشوارنا مستمرّ ولست مع التسرّع ولا التأخير

 

كشف الرئيس المكلف تمام سلام انه ضد التسرع وضد التأخير لأن البلاد في حاجة الى حكومة. وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد ظهر امس في قصر بعبدا، حيث بحث معه في ما آلت اليه الاتصالات والمشاورات لتأليف الحكومة: "تابعت في لقائي رئيس الجمهورية ما نركز عليه في تأليف الحكومة وتحدثت عنه في لقائي الأخير. ولدى رئيس الجمهورية تجربة وخبرة كبيرة في هذا المجال، ومن الطبيعي أن نتشاور ونتداول، وأنا ما زلت مهتما بهذا الأمر وأعطيه كل إمكاناتي وقدراتي، لأن موضوع تأليف الحكومة انطلاقا من الاجماع الذي حصل في التأليف وتأسيسا على الاستشارات الغنية بالتبادل مع الأفرقاء كافة، لا بد من ان يوصل الى نتائج. أنا لست مع التسرع ولا مع التأخير، لأن البلد في حاجة الى حكومة والأجواء والمناخات السائدة اليوم من تفاؤل وارتياح يجب أن نحرص عليها ونعززها".
وردا على سؤال هل ما زال مصرا على حكومة غير سياسية، قال: "سبق ان قلت اننا أطفانا المحركات، وربما قد استفدنا من هذا الامر، ربما غيرنا لم يطفئها لكننا ما زلنا نطفئها ومتكتمين على ما أستطيع أن أنجزه ويرضي ضميري والناس".
وأكد ان "كل ما يكون تحت سقف المصلحة الوطنية فيه خير للبلد".
وكان سلام أمل حصول اجماع على تشكيل الحكومة كما حصل الاجماع على تكليفه، وقال خلال استقباله امس مجلس نقابة محرري الصحافة والمستشارين برئاسة النقيب الياس عون: "ان مشوارنا مستمر ولن نقف حتى تحقيق مهمتنا الاساسية في اجراء الانتخابات النيابية، والمهم الا تنتقل الخلافات السياسية والتجاذبات الى داخل المؤسسات الرسمية فتؤدي الى تعطيلها".
واضاف: "المرحلة حرجة وصعبة، وتستدعي جهدا كبيرا من اجل اخراج البلد مما يتخبط فيه، ونرجو الله ان يقدرنا على اداء الامانة بالتعاون مع الجميع، لننهض بالبلد ونسهم في تحسين ظروف المواطنين، ولنضخ الجو الايجابي والبناء الذي تجلى في التكليف ارتياحا لدى الجميع، وخصوصا ان مجرد حصول الاستشارات اعطى اشارة قوية الى ان النظام الديموقراطي ما زال بخير وله آلياته بعدما كاد جو الخلاف والانقسام ان يودي بالاستشارات ويؤجلها، لذلك لمسنا جو الارتياح العام في البلد  بعد التكليف، ونامل ان ينعكس في التأليف".
 وذكّر بأن "الصراعات السياسية في لبنان عمرها مئات السنين، وستبقى ربما مئات السنين، لكن المهم ان تظل ضمن المؤسسات الديموقراطية الحاضنة، إذ عندما تخرج عنها ستنتقل الى الشارع وتبدأ معاناة المواطنين والوطن. لذلك نأمل العبور الى قانون انتخابي والى اجراء انتخابات نيابية  تثبّت المسار الديموقراطي، وآمل ان اسهم في هذا المجال بما يريح ضميري والبلد".
وسئل سلام هل يرى ان الاجماع في التكليف سينسحب على التأليف، فاجاب: "كان الاجماع على التكليف لافتا للانتباه، ونأمل ان ينعكس على التأليف لأنه يريح البلد ويسهّل المهمة".
وعن ترجمة شعار "حكومة المصلحة  الوطنية"، قال الرئيس المكلف: "سبق ان شرحت انه تم اطلاق الكثير من التسميات والتمنيات حول شكل الحكومة ودورها، وقد لخصت كل هذه التسميات بعبارة المصلحة الوطنية، وهي تحتاج الى جهد كبير من اجل تحقيقها".
وأكد ردا على سؤال لـ"النهار" ان الحكومة ستضم العنصر النسائي، لكنه رفض الحديث عن اي التزام او تعهد في ملف الزواج المدني تاركا الامر في عهدة الحكومة المقبلة.
ورفض التعليق على ما تردد عن حكومة امر واقع، نافيا وجود فتور بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "هناك استنتاجات كثيرة، ونحن اطفأنا محركاتنا".
وعرض سلام مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الأوضاع الأمنية، ثم استقبل سفير ماليزيا الانغو كارفابانمان، ثم سفير فلسطين أشرف دبّور، فرئيس الجامعة اللبنانية - الاميركية جوزيف جبرا.
كما التقى الوزير محمد الصفدي وبحثا في الأوضاع والتطورات.

 

برّي اتصل بالمالكي: لإلغاء الطائفية عربياً

 

ندد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتفجيرات "التي استهدفت وتستهدف الشعب العراقي في بغداد وباقي المناطق العراقية، والتي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى".
وقال في اتصال برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: "لطالما كنا نطالب بإلغاء الطائفية في لبنان، فأصبحنا اليوم في أمس الحاجة إلى إلغائها في كل العالم العربي". كذلك تشاورا في التطورات. وكان بري استقبل في عين التينة الوزير السابق جان عبيد وعرض معه الاوضاع، فالنائب العام التمييزي حاتم ماضي وبحث معه  أموراً عدلية وقضائية. كذلك استقبل عضو لجنة الرقابة على المصارف احمد صفا، ثم عضو لجنة غرفة التجارة في ابيدجان المغترب محمد قعفراني.

 

توقيف رئيس عصابة خطفت الخولي والتحقيقات مستمرّة مع جابر الذي "خطف نفسه"

 

اوقفت قوة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي صباح امس لقمان المقداد الذي يرأس عصابة خطفت سائق التاكسي جوزف الخولي من منطقة الدورة قبل نحو اسبوعين وحاولت خطف شخص آخر، والتحقيقات جارية معه في اشراف القضاء.
وعلم أن ثمة عدداً آخر من الموقوفين ينتمون الى العصابة نفسها التي خطفت الخولي، قبض على بعضهم في جبل لبنان، وتستمر شعبة المعلومات في ملاحقة آخرين.
وفي قضية الشاب حسين علي جابر الذي كانت "النهار" أشارت الى "لعبته الابتزازية" التي كان يمارسها على والده قبل توقيفه مساء الاثنين والذي كان ادعى انه وقع في أيدي عصابة خطف، مقابل الحصول على "فدية" من ابيه قدرها 200 ألف دولار، واصلت القوى الامنية التحقيق معه ومع الموقوفين من رفاقه على ذمة القضية.
وأشارت معلومات امنية الى ان الشابين اللذين شاركا في "مسرحية الخطف" عادا وأبلغا احد الضباط بحقيقة الامر، قبل انكشاف "اللعبة" وتنصلا من العملية مقابل كشفهما عن جابر الذي كان يتناول العشاء مع صديقين آخرين له في مطعم على طريق المطار مساء الاثنين حين انقضت عليه دورية امنية واوقفته.
يذكر ان جابر (22 سنة) هو تلميذ في صف البكالوريا ويعيش مع والدته في دير الزهراني، ووالده متزوج من امرأة ثانية ويعيش في بيروت ويوفر لنجله نفقاته المادية.

 

 
عكار – "النهار"

قطع طريق العبدة لليوم الثاني للسماح بإدخال مواد البناء

 

لا يزال أهالي منطقة عكار وسائقو الشاحنات والعاملون في قطاع البناء يحتجون على قرار منع ادخال مواد البناء الساري منذ نحو عشرة أيام لمنع فوضى البناء العشوائي وغير المرخص. ولليوم الثاني على التوالي قطعوا امس طريق عكار – طرابلس عند مستديرة العبدة وطالبوا وزارة الداخلية بالرجوع عن القرار والسماح للبلديات باعطاء تراخيص البناء للمنازل التي لا تتعدى مساحتها 120 مترا وتتوافر فيها المواصفات القانونية لا سيما ملكية العقار وعدم التعدي على الاملاك العامة.
وحضرت قائمقام عكار بالتكليف رلى البايع الى مكان الاعتصام واستمعت الى شكوى المعتصمين، ووعدت بنقلها الى الجهات المسؤولة، وطالبتهم بفك الاعتصام واعادة فتح الطريق تسهيلا لحركة العبور بين طرابلس وعكار. كذلك اتصل النائب السابق وجيه البعريني بوزير الداخلية مروان شربل، آملا منه "التعامل بانصاف مع قضايا المنطقة والسماح للبلديات باعطاء رخص بناء على مساحة 120 مترا لتسهيل أمور الراغبين في بناء مساكن قانونية".
وأعيد فتح طريق طرابلس عكار في الاتجاهين بناء على مهلة من الاهالي مدتها 48 ساعة.


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,767,032

عدد الزوار: 7,002,772

المتواجدون الآن: 67