السفير الإيراني: لماذا لم ينتبه العالم إلى تدخّل التكفيريّين في سوريا .....نصر الله يُطلّ اليوم... على معركة حلب..الحريري: "حزب الله" أوصل لبنان إلى خطر وجودي....رجال دين سنّة أعلنوا "الجهاد" في سوريا: ما يجري عدوان سافر من حزب الله وإيران

"النهار" تحدثت إلى جرحى القصير في مستشفى طرابلس الحكومي: تخاذل داعمي الثورة سبّب خسارتنا ونريد العودة إلى القتال...شكوى لبنانية نادرة على الاعتداءات السورية والحريري: الحزب يقود لبنان إلى الدمار

تاريخ الإضافة السبت 15 حزيران 2013 - 6:48 ص    عدد الزيارات 1907    التعليقات 0    القسم محلية

        


شكوى لبنانية نادرة على الاعتداءات السورية والحريري: الحزب يقود لبنان إلى الدمار

 

 

لقاء لسلام وجنبلاط وتحذير من "حزب الله" من حكومة أمر واقع

الدستوري من أزمة التعطيل إلى أزمة الشغور لثلاثة أعضاء

اتخذت الانعكاسات الداخلية التصاعدية لتورط "حزب الله" في الصراع السوري ذروة غير مسبوقة في ظل الكلمة التي وجهها الرئيس سعد الحريري امس الى اللبنانيين والتي اكتسبت دلالات بالغة الخطورة لجهة المضامين التي حوتها منذراً عبرها بـ"خطر وجودي على لبنان". ووقت كانت التكهنات تنقسم حول ما يمكن الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله ان يعلنه في الكلمة التي سيلقيها مساء اليوم في مناسبة "يوم الجريح" وهي الاولى له منذ معركة القصير، جاء الهجوم الصاعق للحريري على الحزب ومشروعه وسياساته وارتباطاته الايرانية وتورطه في سوريا ليرسم اطارا شديد القتامة للحجم الذي بلغه مناخ الاحتقانات والاخطار الناشئة عن تورط "حزب الله " في سوريا وارتدادات هذا التورط على الانقسامات والازمات الداخلية المتعاظمة.
واسترعى الانتباه في كلمة الحريري تحذيره من ان لبنان "يقترب من حافة الخطر الوجودي بما يهدد رسالته وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق"، منطلقا من ذلك "لدق ناقوس الانذار ليصل الى مسامع جميع اللبنانيين من دون استثناء ولاسيما منهم الفئات التي تضعنا في خانة الخصوم وترمينا احيانا بتهم الخيانة والارتهان للخارج". وبعدما اتهم "حزب الله" بانه "يضع المصير الوطني مرة اخرى امام منعطف خطير"، اعتبر ان الامين العام للحزب "قرر انه رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود امام الاف المقاتلين للمشاركة في الحرب السورية". وحذر من ان "الركون الى مشروع حزب الله يعني انه لن تقوم اي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الايام وان هذا المشروع سيقود لبنان الى الخراب". كما توجه الحريري الى ابناء الطائفة الشيعية قائلا: "ان حزب الله بالنسبة الينا ليس جيش الدفاع عن الشيعة في لبنان لانه في هذه الحال يضع الطائفة الشيعية بالجملة في مواجهة كل الطوائف اللبنانية"، وذهب الى القول ان مشروع الحزب هو "مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي ووحدة الطوائف الاسلامية".
وفي هذا السياق علمت "النهار" ان قوى 14 آذار اجتمعت في اطار قيادي مساء امس واطلعت على نص المذكرة التي أعدتها لجنة الصياغة تمهيدا لرفعها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد نيلها موافقة كل مكونات 14 آذار الذين سيطلعون عليها  اليوم . وهذه المذكرة تتعلق بالموقف من تدخل "حزب الله" في احداث سوريا. وبحث المجتمعون أيضا في خطة التحرك الواجب اعتمادها في مواجهة تورط "حزب الله" في سوريا واعتداء النظام السوري الاخير على عرسال والتضامن مع أسرة الشهيد هاشم السلمان القيادي في "حزب الانتماء اللبناني" الذي قتل امام السفارة الايرانية الاحد الماضي والمشاركة في ذكرى مرور اسبوع على استشهاده . كما تطرق البحث  الى الوضع الحكومي. وخلال الاجتماع أطلع المجتمعون على نص البيان الذي أصدره الرئيس  الحريري امس والمتعلق بما يواجهه لبنان من "خطر وجودي" بفعل ارتباط "حزب الله" بالنظامين السوري والايراني.
 

الشكوى

وتزامن ذلك مع تطور نادر في تاريخ العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا وتمثل في ترجمة القرار الذي اتخذه الرئيس سليمان وتوافق عليه مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في شأن التحرك دوليا وعربيا ازاء الاعتداءات السورية على لبنان. وقد كشفت مصادر حكومية لـ"النهار " مساء امس انه تم ابلاغ مجلس الامن الاعتداءات السورية التي حصلت على الاراضي اللبنانية، كما تم تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية على كل الاعتداءات سواء من الجيش النظامي او من "الجيش السوري الحر" المعارض. واستغربت اوساط رئيس الجمهورية التسريبات الاعلامية عن الاتصال الذي اجري بينه وبين وزير الخارجية عدنان منصور وادراجه في اطار صدامي لا يمت الى الواقع بصلة. واوضحت ان الرئيس سليمان تشاور فعلا مع الوزير وطلب منه التشاور مع الرئيس ميقاتي في شأن صيغة شكوى توجه الى الجامعة العربية ومجلس الامن في شأن الخروقات السورية  للاراضي اللبنانية. واضافت ان سليمان طلب من منصور ان تتضمن الرسالة الى الجامعة الخروقات من الجانبين السوريين اي الجيش النظامي و"الجيش السوري الحر" باعتبار ان الامم المتحدة لم تعترف بالثاني في حين ان الجامعة اعترفت بقيادته السياسية والعسكرية وباعتبار ان هذا الجيش مسؤول عن خروقات في مناطق الهرمل وبعلبك ولا يجوز السكوت عنها اسوة بأي خروقات أخرى.
 

جنبلاط في المصيطبة

في غضون ذلك، علم ان رئيس الوزراء المكلّف تمام سلام الذي يتابع اتصالاته قبل الانطلاق مجددا في عملية التأليف، استقبل مساء اول من امس في دارته بالمصيطبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وعرض معه التطورات على مختلف الصعد ولاسيما منها موضوع الحكومة الجديدة من دون الدخول في تفاصيل محددة.
وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة للملف الحكومي ان تحذيرا من "حزب الله" ارسل الى المسؤولين المعنيين بالتأليف من مغبة السير في مشروع حكومة "أمر واقع" تتجاهل الحزب "وفق لما يدعو اليه فريق 14 آذار. وفهم ان هذا التحذير ينطوي على تهديد باللجوء الى خطوات لـ"خربطة" الاوضاع الداخلية.
 

أزمة الدستوري

أما بالنسبة الى أزمة المجلس الدستوري، فبات من المستبعد حصول اي تطور من شأنه ان يرمم الأضرار الكبيرة الناشئة عن تعطيله بفعل غياب الاعضاء الثلاثة عن اجتماعاته. وبعد الحؤول دون اصدار المجلس قراره في الطعنين المقدمين اليه في قانون التمديد لمجلس النواب سيواجه المجلس الدستوري واقع شغور جديد ناجم قانونا عن اعتبار الاعضاء الثلاثة مستقيلين بسبب تغيبهم من دون عذر وضرورة تعيين بدلاء منهم علما ان ملء الشغور سيكون متعذرا بفعل الوضعين الحكومي والنيابي الراهنين. ومعلوم ان مهلة اصدار قرار المجلس الدستوري قراره في الطعنين تنتهي في 21 حزيران الجاري أي غداة نهاية الولاية الاصلية لمجلس النواب الممددة ولايته سنة وخمسة اشهر.

 

الراعي ويازجي

في سياق آخر صدر امس نداء ماروني – أرثوذكسي اثر زيارة قام بها بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي طالبا فيه خاطفي المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم باطلاقهما مع سائر المخطوفين على الاراضي السورية كما دعوا جميع الافرقاء اللبنانيين والاقليميين والدوليين "الى الكف عن الانغماس في الصراع السوري وتأجيجه".

 

 
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

رجال دين سنّة أعلنوا "الجهاد" في سوريا: ما يجري عدوان سافر من حزب الله وإيران

 

بدأت الازمة السورية تتجه اكثر فأكثر نحو صراع طائفي يتخطى سوريا ليشمل المنطقة بكاملها، إذ دعا رجال دين كبار من السنة خلال اجتماع في القاهرة إلى الجهاد في سوريا ردا على ما اعتبروه عدوان إيران و"حزب الله" اللبناني على الشعب السوري.
 وبينما اعلنت الامم المتحدة ان 93 ألف شخص على الاقل قتلوا في الصراع المستمر منذ 27 شهراً في سوريا، كرر البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سوريا بقلق وسيتخذ اي قرار في شأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وسيسعى الزعماء الغربيون خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية الاثنين المقبل لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استخدام نفوذه لدى الرئيس السوري بشار الاسد لتهدئة القتال.
 واصدر اجتماع القاهرة الذي شارك فيه رجال دين سنة من انحاء العالم العربي بياناً جاء فيه ان الجهاد واجب لنصرة مقاتلي المعارضة السورية. واكد المشاركون في الاجتماع وبينهم الشيخ يوسف القرضاوي "وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري". ودعوا إلى "اعتبار ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة".
 وقال الداعية المصري الشيخ محمد حسان قبل أن يتلو البيان عقب الاجتماع: "تغيرت المعادلة تمام التغير بنزول الرافضة إلى أرض الشام... إن الشعوب المسلمة تحترق (غضباً) الآن وتريد أن تقول كلمتها".
 وحضر المؤتمر الشيخ حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر. لكن الشيخ علي شمس مدير مكتب الشافعي أبلغ "رويترز" إن الأزهر لم يشارك في إصدار البيان.
وحضر الاجتماع الشيخ محمد العريفي من السعودية.   
وقال مستشار الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية خالد القزاز ان المصريين احرار في الذهاب الى القتال في سوريا وان السلطات لن تحاكم هؤلاء لدى عودتهم.  
     
 

 الكويت

 ومع تصاعد الاحتقان الطائفي في المنطقة، قال مجلس الأمة الكويتي في بيان  إنه "مع تفاقم الأوضاع في سوريا برز علينا من يحاول استغلال تلك الأحداث في التأجيج الطائفي ونقل ساحة القتال إلى مجتمعنا المسالم"، مندداً بجميع "الدعوات الضالة والسلوكيات المتطرفة والدخيلة على المجتمع الكويتي الآمن". وأضاف أن الكويت كانت ولا تزال بلداً "ينأى بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة"، وأن موقف الكويت السياسي واضح وصريح مما يجري في سوريا من أحداث "وارتضينا جميعاً ما قررته الديبلوماسية الكويتية في هذا الشأن".   وشدد على أنه "لا يمكن لأي كان أن يخرج على هذه القرارات والمواقف وأن يهدد وحدة الوطن بإطلاق التهديدات والتصريحات المعادية لأي من مكونات المجتمع الواحد". وحذر من هذا "التصعيد الخطير" الذي يهدّد أمن المواطنين ويزعزع استقرار الوطن، مطالباً الحكومة بالقيام بدورها والنهوض بمسؤولياتها "لوأد هذه الفتنة قبل استفحالها، وأن تضرب بعصا القانون كل من يحاول ترويج خطاب الكراهية ويهدد نسيجنا الاجتماعي ويضرب لحمتنا الوطنية في مقتل".
 وذكر انه "لم يسبق لأي متطاول أن بلغت فيه الجرأة إلى الحد الذي يهدّد فيه جهاراً نهاراً بتجييش الآلاف من شبابنا والزج بهم إلى التهلكة في قضايا خارجية لا دخل لمجتمعنا بها، كما لم يسبق أن بلغت الجسارة بأحد إلى درجة أن أعلن صراحة عن جمع أموال طائلة خارج مظلة القانون".
وصدر البيان عقب إعلان الشيخ السلفي الكويتي شافي العجمي، عن حملة جديدة تهدف إلى تجهيز 12 ألف مقاتل وإرسالهم الى سوريا لمشاركة المعارضة المسلحة في القتال ضد القوات الموالية للأسد.
            
 

واشنطن  

 وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني : "الرئيس وكل عضو في فريقه للامن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سوريا... الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الاخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وايضا لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سوريا... وتتواصل هذه العملية... بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة حيال سوريا بما يحقق افضل مصالح الولايات المتحدة".  
وأعلنت واشنطن انها ستبقي مقاتلات "ف – 16" وصواريخ "باتريوت" في الاردن بعد انتهاء مناورات "الاسد المتأهب" الجارية الان في المملكة.            
وقال ديبلوماسيون غربيون ان ممثلين سيلتقون رئيس المجلس العسكري لـ"الجيش السوري الحر" اللواء سليم إدريس غداً في شمال تركيا للبحث في المساعدات الجديدة المحتملة التي يمكن ان يقدمها الغرب للمعارضة السورية.
وقال ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه: "إدريس في حاجة الى مزيد من الاموال والذخيرة والاسلحة ليرسخ زعامته ويكسب  صدقية بين المقاتلين".  
 وفي برلين، قال مسؤول الماني ان بريطانيا والمانيا ستغتنمان قمة مجموعة الثماني الاثنين في بلفاست لتطلبا من بوتين الضغط على الاسد للتهدئة في سوريا.  
 وسيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوتين في موسكو الاحد للبحث في الازمة السورية.
وقبل هذه الاتصالات، نقلت صحيفة "النيويورك تايمس" عن مسؤولين اميركيين واوروبيين ان سوريا استخدمت اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة.

 

 

اعتبر أن مشروع إيران "يجعل شيعة لبنان وقوداً لحرب عبثية لا نهاية لها"

الحريري: "حزب الله" أوصل لبنان إلى خطر وجودي
المستقبل...
في وقت بدأت تداعيات انخراط "حزب الله" في قتال الشعب السوري دفاعاً عن نظام الطاغية بشار الأسد، تتظهّر محلياً وإقليمياً ودولياً، جاءت الصرخة المدوية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري لتضع الأصبع على الجرح، من خلال مصارحته اللبنانيين بأن "الوطن أصبح في خطر وجودي" نتيجة استفراد الحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله بقراره أن "يخترق كل الأصول والقوانين والقواعد التي ترعى الحياة الوطنية بين اللبنانيين، فأعطى نفسه، كحزب وكمجموعة طائفية مسلحة، حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية كما لو انه دولة قائمة في ذاتها"، معلناً أنه "يدق ناقوس الخطر" حيال هذا الواقع، رافعاً شعار "فلتسقط كل أحزاب السلاح".
في غضون ذلك، عاد تصرّف وزير الخارجية المستقيل عدنان منصور في تجاهل السياسة اللبنانية الرسمية في "النأي بالنفس" عن الأزمة السورية لتطرح أكثر من علامة استفهام حول إدارته الأذن الصماء لطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تقديم شكوى ضد سوريا أمام الجامعة العربية ومجلس الامن، بسبب خرق سيادة لبنان، وحرمة أراضيه، وتعريض أمن المواطنين للخطر، بعد قصف المرحيات السورية لبلدة عرسال البقاعية، خصوصاً وأن سوريا كانت قد تقدمت بشكوى ضد لبنان أمام مجلس الأمن، بعد قضية الباخرة لطف الله ، تحت ذريعة عبور سلاحٍ ومسلحين من لبنان إلى سوريا.
وأشارت مصادر قصر بعبدا لـ "المستقبل" إلى أن "كلاً من مندوب لبنان لدى الجامعة العربية عادل زيادة، ومندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام سيتابعان هاتين الشكويين وفق ما تقتضيه الأصول الديبلوماسية" شارحة في الوقت عينه أن "هذه الخطوة هي ترجمة لواجبات المسؤولين اللبنانية وأولهم رئيس الجمهورية تجاه سلامة المواطنين اللبنانيين والسيادة اللبنانية".
ومع ان الطلب الرئاسي بتقديم شكوى ضد سوريا غير قابل للنقاش، فان وزير الخارجية رفض الرد على سؤال لوكالة الأنباء "المركزية" عن الطلب الرئاسي ملتزما سياسة "عدم التعليق"، في حين حسمت اوساط ديبلوماسية في الوزارة الموقف بالتأكيد ان ارسال شكوى لمجلس الامن غير وارد، باعتبار ان الامر سيشكل سابقة بين الدول العربية في تقديم شكوى امام مجلس الامن على خلفية نزاع بين دولتين منضويتين تحت لواء الجامعة العربية، من دون أن تستبعد اللجوء الى الجامعة العربية لابلاغها بالخروق بعد اجراء دراسة لمختلف جوانب القضية.
الحريري
وفي بيان دق فيه ناقوس الخطر حيال الوضع الذي أوصل فيه "حزب الله" لبنان ليصبح أمام "خطر وجودي" اعتبر الرئيس الحريري أنه "قد لا يكون التوجه إلى عموم اللبنانيين واقعياً هذه الايام، وهي أيام مشحونة بالانقسام والقلق والتشتت وتبادل الكراهيات وبلوغ الفرز الطائفي والمذهبي أعلى مستوياته، بحيث يبدو الكلام إلى الشعب اللبناني، كلاماً موجهاً إلى الشعوب اللبنانية"، مشيراً إلى أنه "اختلفنا كمجموعات وقوى سياسية وطائفية في العديد من مراحل حياتنا المشتركة، وشارك بعضنا في حروب داخلية أو خارجية الأبعاد، وأسهم بشكل او بآخر في انزلاق لبنان الى مهاوي الصراعات الدموية واقتسام خيرات الدولة ومواقعها، لكننا كنا نجد دائماً في صفوفنا وفي محيطنا العربي، ما يعيننا على النهوض من جديد وابتكار الوسائل والمعادلات والمصالحات التي تعيد إحياء فكرة الدولة اللبنانية ونظامها الديموقراطي".
غير أن الحريري أكّد أن "ما يواجه لبنان في المرحلة الراهنة، يقترب من حافة الخطر الوجودي ويهدد رسالة لبنان وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق، الأمر الذي يحملني على دق ناقوس الإنذار، ليصل الى مسامع كل اللبنانيين دون استثناء، وخصوصا إلى مسامع الفئات التي تضعنا في خانة الخصوم وترمينا أحيانا بتهم الخيانة والارتهان للخارج"، مشدداً على مصارحة اللبنانيين، كل اللبنانيين بأن "وطننا، أيها اللبنانيون، في خطر. هذه هي الحقيقة التي يجب ان تتوقف عندها كل المجموعات الطائفية والمذهبية والسياسية، وأن تمعن التفكير في المنابع الأصلية لهذا الخطر. ولا أخفيكم، أن شعوري بالقلق على المصير الوطني في هذه اللحظة التاريخية، يتجاوز مشاعر القلق التي عشناها جميعاً يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع معرفتي وقناعتي بوجود أسباب مشتركة تجمع بي القلقين".
وصارح اللبنانيين "لقد حاولنا خلال السنوات الأخيرة، ان نعمل مع العديد من القوى السياسية الفاعلة على معالجة الواقع العسكري والأمني لحزب الله، وأن ندفع في اتجاه استراتيجية دفاعية تعيد الاعتبار لمكانة الدولة في مجال الدفاع الوطني، وتحفظ لحزب الله دوره وتضحيات شبابه في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن قيادة حزب الله كانت تتحرك على وقع مشروع آخر، تعددت وجوهه الأمنية والسياسية والعسكرية في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع وجبل لبنان وكل المناطق التي تغلغلت فيها أجهزة الحزب وسراياه المسلحة، وصولاً الى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود اللبنانية من خلال نقل آلاف المقاتلين المزودين بالآليات والسلاح المدفعي الى الداخل السوري، على مرأى من السلطات اللبنانية الرسمية وأجهزتها الأمنية والعسكرية. نعم، أيها اللبنانيون، ان حزب الله يضع المصير الوطني مرة اخرى امام منعطف خطير. وعندما نقول المصير الوطني لا نعني بذلك مصير فئة أو طائفة، بل نتحدث عن خطر يحيق بالجميع دون استثناء، لأن أحداً من المجموعات اللبنانية، اي من السنة والشيعة والدروز والطوائف المسيحية مجتمعة، لا يمكن ان يكون في منأى عن المنزلق الذي يتولى حزب الله جر لبنان إليه".
واعتبر أن "حزب الله قرر من طرف واحد، ان يخترق كل الأصول والقوانين والقواعد التي ترعى الحياة الوطنية بين اللبنانيين، فأعطى نفسه، كحزب وكمجموعة طائفية مسلحة، حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية، دون ان يقيم اي اعتبار لحساسيات المجموعات التي يعيش معها والتي تشكل بالحد الأدنى من القواعد الشعبية اكثر من خمسين في المئة من الشعب اللبناني، فضلاً عن استقوائه غير المسبوق بفائض القوة المسلحة التي يمتلكها، كما لو انه دولة قائمة في ذاتها، ليس فيها رئيس للجمهورية ولا حكومة مسؤولة عن إدارة شؤونها، ولا مجلس نواب معني بقرارات الحرب والسلم، ولا مؤسسات عسكرية وأمنية أعطاها الدستور الحق الحصري في امور الدفاع الوطني، ولا وثيقة وفاق وطني جرى إقرارها في الطائف، ولا مؤتمر حوار وطني انجز برئاسة رأس البلاد المبادئ المعروفة لإعلان بعبدا".
أضاف " حزب الله أطاح بكل ذلك دفعة واحدة، وقرر بلسان امينه العام ان يكون السيد حسن نصرالله هو رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود امام آلاف المقاتلين للمشاركة في الحرب السورية، وكذلك السلطة التشريعية التي تصدر فتاوى الدفاع عن المقامات الدينية وأنظمة المقاومة والممانعة خارج الحدود".
وشدّد على ان "هذا الكلام ليس وصفاً كاريكاتورياً للواقع السياسي في لبنان، بل هو حقيقة صارخة وجارحة لواقع الدولة اللبنانية التي ترزح منذ سنوات تحت وطأة الشروط وأعمال الترهيب التي يفرضها حزب الله، متخندقاً في ترسانة مذهبية وعسكرية ومالية، نجحت على مدى اكثر من عشرين عاما في استقطاب الطائفة الشيعية واغراقها بوهم القوة على الاخرين، لتكون رديفاً مسلحاً للحرس الثوري الايراني على الساحة اللبنانية، ورأس حربة في مشروع مشرقي يشمل العديد من دول المنطقة ويتم الترويج له بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية. هذا المشروع يطلب من الشيعة في لبنان ان يكونوا وقوداً في حرب عبثية لا نهاية لها، ويريد للبنان ان يتحول الى ساحة من ساحات الدفاع عن نظام بشار الاسد مع ما يترتب على ذلك من خطوط تماس لن تقتصر على حدود الطوائف في لبنان، خصوصا اذا رصدنا الأبعاد الاستراتيجية للمشروع الايراني في المشرق العربي، والإشارات التي يتم إرسالها حول الموقع المتقدم لحزب الله في هذا المشروع وتكليفه بمهمات تؤسس لرسم خرائط جديدة، في نطاق جغرافية سياسية تشمل العراق والأردن اضافة الى لبنان وسوريا، وهو ما نؤكد جازمين بأنها مهمات لا تفوق قدرة الطائفة الشيعية على تحملها فحسب بل تفوق قدرات الدولة اللبنانية وطوائفها مجتمعة".
وتوجه إلى ابناء الطائفة الشيعية في لبنان منبهاً إلى أن اطمئنان "حزب الله" الى مشروعه يكمن في أنه "يرتكز الى قوة الولاء في الطائفة الشيعية، وكذلك الى قوة التردد او الصمت او الخوف او العجز والاستنكاف والتسليم للاقدار، التي تطال جزءاً من الرأي العام اللبناني ومواقع عدة في الوسطين السياسي والرسمي، ما زالت تقارب هذه المسألة المصيرية بالطرق والمواقف التي تتجنب ازعاج حزب الله، وتفسح أمامه في المجال نحو المزيد من سياسات الاستقواء وترسيخ نهجه في نفي الدولة والخروج على قواعد المشاركة الوطنية، بحيث بتنا كمن يراد منه يوميا ان يدفن رأسه في الرمال ليغض النظر عن ممارسات حزب الله، حتى ولو وصلت هذه الممارسات الى حدود نقل الحريق من سوريا واشعاله في بيوت اللبنانيين. ان الركون الى مشروع حزب الله بهذا الشكل يعني بكل بساطة، انه لن تقوم اي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الايام. وان هذه الدولة ستبقى رهينة الحزب ومن فوقه الجمهورية الاسلامية الإيرانية والى ابد الآبدين".
واكّد "على اي حال، فإن حزب الله بالنسبة لنا ليس جيش الدفاع عن الشيعة في لبنان، لأنه في هذه الحالة يضع الطائفة الشيعية بالجملة في مواجهة كل الطوائف اللبنانية. قد يصلح لأن يكون جيشا للدفاع عن بشار الاسد او جيشا للدفاع عن مصالح ايران وبرنامجها النووي. لكنه بالتأكيد ليس صالحا للدفاع عن لبنان بعد اليوم، او للدفاع عن الشيعة وأمنهم واستقرارهم ومصالحم في لبنان والعالم العربي وكل العالم".
وأوضح ان "اقل ما يمكن ان يقال في المشروع الذي يأخذ حزب الله لبنان اليه، انه مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي ووحدة الطوائف الاسلامية. ولن يكون هناك شيء أولى بالمتابعة والاعتراض والمواجهة، من الاعتراض على هذا المشروع ومواجهته بكل اشكال التضامن الوطني. لقد افسد حزب الله الحياة الوطنية والعلاقات الأخوية بين اللبنانيين بما فيها العلاقات بين السنة والشيعة، وافسد العلاقات بين لبنان والدول العربية وكشف مصالح اللبنانيين على ارتدادات اقتصادية ومالية وسياسية، وافسد علاقات لبنان مع المجتمع الدولي الذي لا تخلو أخباره يومياً من ذكر الحزب وانشطته غير القانونية والإرهابية في غير مكان من العالم".
وختم "وطننا يحتاج، اكثر ما يحتاج، في هذه المرحلة الى كلمة حق في وجه سلاح ظالم، توقف المسلسل الايراني وحروبه بدماء اللبنانيين على ارضنا وأراضي الاخرين في سوريا وغيرها. وستبقى كلمة الحق هذه سبيلنا لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي ومن هيمنة الاحزاب المسلحة مهما امتلكت من صواريخ، لانها لن تمتلك في نهاية المطاف، القدرة على العبور الى الفتنة او الى كسر وحدة الدولة وكرامة اللبنانيين."
 
نصر الله يُطلّ اليوم... على معركة حلب
 بيروت - «الراي»
تنتظر القوى اللبنانية على اختلافها الكلمة التي من المتوقّع ان يلقيها عصر اليوم الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله لمناسبة «يوم الجريح المقاوم» والتي يُعتقد انها ستنطوي على أهمية كبيرة في رسم الاتجاهات التي سيسلكها الحزب في المرحلة التالية من تورّطه في الصراع السوري.
وإذا كانت المؤشرات الواضحة والميدانية لا تزال تؤكد مضيّ «حزب الله» في انخراطه الى جانب النظام السوري في معارك مقبلة بعد القصير، فان مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع قالت لـ «الراي» انه سيتعيّن على السيد نصرالله اليوم ان يحدّد اتجاهاته المقبلة في لحظة لم يسبق للحزب ان واجه فيها ما يواجهه داخلياً وعربياً ودولياً بفعل تورطه في سورية. ذلك ان موجة الاعتراضات على هذا التدخل بلغت ذروة من الحدة والاتساع غير مسبوقة، كما ان لبنان ينزلق بسببها أكثر فأكثر نحو أخطار الفتنة، مشيرة الى ان الجواب الاساسي الذي سينتظره الجميع في كلمة نصرالله يتعلق بالسؤال الكبير وهو هل يمضي حزبه الى معركة حلب بعد معركة القصير وهل لا يزال في قدرة الحزب الضرب عرض الحائط بموجة العزل الكبيرة التي بدأت عليه ولا سيما في الدول الخليجية؟
وسواء قدّم السيّد نصر الله أجوبة واضحة او ملتبسة اليوم ام لم يقدّم، تشير هذه المصادر الى ان كل المعطيات الحسية تؤكد عدم تراجع «حزب الله» عن الاستمرار في القتال داخل سورية بكل ما يحمله ذلك من تداعيات هائلة عليه في لبنان والخارج، لافتة الى انه سيكون من الصعوبة بمكان ان يعترف أمينه العام بخطأ حساباته بين الكلمة التي ألقاها قبل أكثر من شهر والكلمة التي سيلقيها اليوم اذ دعا آنذاك خصومه الى «ان نتقاتل في سورية وليس في لبنان» معلناً الحرب على «الوباء التكفيري».
واذ بدا واضحاً ان الحزب يراهن على القدرة على التورط في سورية مع تجنب انتقال المواجهة الى لبنان، تعتبر المصادر نفسها ان عدم انهيار الوضع الأمني على نطاق واسع في لبنان لن يكفل للحزب الحدّ من الأكلاف المرتفعة والتي قد تكون مصيرية هذه المرة اذا مضى في تورطه في معركة حلب الجاري التحضير لخوضها.
وتعتقد المصادر ان هذه المعركة ستكون على مستوى كبير جداً وربما حاسم من حيث انعكاساتها على مسار تورّط «حزب الله» الى حد ان بعض حلفائه في قوى 8 آذار لم يعد يخفي خشيته من الانتقال الى معركة حلب وحضّ الحزب على تجنّب التورط فيها لان هناك احتمالاً كبيراً لتبدل الظروف الميدانية في حلب، وانه حتى لو لم تتبدل الظروف فإن تداعيات تورط الحزب في المعركة الثانية ستغدو بمستوى «كوارثي».
وسط هذه الأجواء، اتخذت أصداء الغارة التي شنّتها طوافة سورية اول من امس على عرسال أبعاداً مهمة. واذ سارع الجيش السوري النظامي الى تبرير الهجوم بانه كان مطاردة لمجموعات «ارهابية» فارة من سورية مؤكداً «احترامه لسيادة لبنان»، بدأت في المقابل ملامح حملة على الرئيس ميشال سليمان على ألسنة حلفاء النظام السوري في بيروت يُنتظر ان تتسع تباعاً ولو من باب الأزمة السياسية الداخلية التي تفاقمت مع تعطيل «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري ومعهما النائب وليد جنبلاط المجلس الدستوري بلعبة تطيير النصاب من خلال تغيُّب العضوين الشيعيين والدرزي عن جلسة بت الطعنين المقدمين بقانون التمديد للبرلمان لسنة وخمسة اشهر (من سليمان والعماد ميشال عون)، وهو ما أدخل أعلى هيئة قضائية في لبنان في دائرة «التفريغ» الذي «ضرب» قبلها الحكومة وجعل «الإفراج» عن الانتخابات النيابية التي كانت مقررة بعد غد ورقة «رابحة» بيد ايران و»حزب الله» اللذين يقال انهما حققا بنسف الانتخابات انتصاراً «استراتيجياً» يوازي بمفاعيله ما أمّنه انتصار القصير لهما وللنظام السوري اي انه عزّز وضعية طهران كلاعب اساسي على طاولة التفاوض حول الأزمة السورية وجعل الواقع اللبناني تالياً «أسير» المقايضات والمفاوضات «بين الكبار» المتصلة بالوضع السوري و»متفرعاته» في المنطقة.
وتقول المصادر السياسية نفسها ان الوضع الداخلي في لبنان يبدو مرشحاً لاحتدام كبير في ظل السخونة التي تشهدها منطقة البقاع الشمالي ولكنها تستبعد ان يتجاوز الاضطراب حالياً هذه المنطقة الى سواها قبل ان تتضح معالم معركة حلب المقبلة. ومع ذلك، تتعاظم المخاوف من ان تحمل المرحلة المقبلة أشكالاً جديدة من التوترات وخصوصاً اذا اصيبت المساعي لتشكيل حكومة جديدة بفشل جديد باعتبار ان هناك رهاناً ولو ضعيفاً على ان تأليف الحكومة سيشكّل على الأقلّ صمام أمان للبنان في المرحلة الخطيرة المقبلة وستكون بمثابة مهادنة داخلية تخفف وطأة التوترات والاضطرابات وأخطارها اليومية المتصاعدة.
وكان ليل الاربعاء قد شهد تعرّض مناطق في بعلبك، وهي معقل اساسي لـ «حزب الله»، لقصف من المعارضة السورية بعد ساعات من سقوط 6 صواريخ على عرسال (ذات الغالبية السنية) المؤيدة للثورة السورية مصدرها الجيش السوري النظامي الذي اقتحمت احدى طوافاته الاجواء اللبنانية.
وعاشت بعلبك امس حال قلق غداة سقوط الصواريخ الاربعة، اثنان في سرعين وواحد في رياق، وآخر في النبي شيت من دون ان يُسجل وقوع اصابات، فيما ترددت معلومات لم يتم تأكيدها من اي مصدر امني عن وقوع اشتباكات بين حزب الله و»الجيش السوري الحر» على مرتفعات السلسلة الشرقية، مقابل النبي شيت والخضر.
وفي حين اشارت تقارير الى ان قصف بعلبك والهرمل من جانب المعارضة السورية يجري من المنطقة الواقعة بين سرغايا الحدودية في المقلب السوري وصولاً الى جرود معربون اللبنانية، حيث يدخل الثوار هذه البقعة عبر الجرود ويطلقون الصواريخ ثم يعودون أدراجهم، لفتت اتهامات قريبين من «حزب الله» لبلدة عرسال بايواء مسلحين ينطلقون من جرودها لاطلاق الصواريخ على الهرمل وبعلبك، الامر الذي يشي بتداعيات عل خط العلاقة المتوترة بين ابناء هاتين المنطقتين.
وفي موازاة ذلك، اطلع رئيس الجمهورية امس من قائد الجيش العماد جان قهوجي في اتصال هاتفي على تفاصيل الوقائع الميدانية المتعلقة بالاعتداءات التي طاولت المناطق البقاعية ولاسيما القريبة من الحدود مع سورية «خصوصا سرعين والنبي شيت والتعليمات المتعلقة برصد مصادر النيران والرد عليها».
سليمان طلب من «الخارجية» تقديم شكوى ضد سورية أمام الجامعة ومجلس الأمن
في تطور غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين بيروت ودمشق، طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور تقديم شكوى ضد سورية امام جامعة الدول العربية ومجلس الامن بسبب خرق سيادة لبنان وحرمة اراضيه وتعريض امن المواطنين وسلامتهم للخطر بما يتعارض مع المعاهدات التي ترعى العلاقات بين البلدين والمواثيق الدولية.
ونقلت «وكالة الانباء المركزية» عن مصادر مطلعة ان «طلب سليمان الحاسم حتمته خطورة الانتهاكات السورية بعدما بلغت عمق البلدات اللبنانية وتسببت بسقوط قتيل وعدد من الجرحى، وهو يشكل حقا مكتسبا للبنان في اتخاذ كل التدابير الكفيلة بالدفاع عن سيادته وحماية ابنائه وسلامتهم».
وكان لافتاً تنديد وزارة الخارجية الأميركية «بشدة بقصف مروحيات سورية بلدة عرسال» واصفة هذا العمل «بالاستفزاز غير المقبول» والذي قد يدفع بلبنان إلى الحرب، وداعية كل الأطراف في لبنان لضرورة احترام «سياسة النأي بلبنان عن النزاع القائم في سورية».
 
رئيس التيار الشيعي الحر: 300 ألف من الطائفة في لبنان يعارضون حزب الله.... «الخزانة الأميركية» تفرض عقوبات على أربعة لبنانيين يجمعون أموالا للحزب

جريدة الشرق الاوسط.... الرياض: فهد الذيابي ... أكد الشيخ محمد الحاج حسن «رئيس التيار الشيعي الحر» اللبناني وجود أكثر من 300 ألف شيعي في لبنان يعارضون سياسة حزب الله، وأضاف أن الأرقام تتصاعد في ظل غضب من الطائفة الشيعية في البلاد بعد تحول حزب الله إلى «حزب قاتل ودموي بعد تدخله الأخير في الأزمة السورية».
وأشار حسن في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه، إلى أن «لبنان يعيش اليوم تحت الهيمنة الكلية لحسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي أدخل 25 ألف جندي مدجج بالسلاح إلى سوريا على مرأى من الأمن والدولة اللبنانية والحكومة التي أعلنت في بداية الأحداث اتخاذها سياسة (النأي بالنفس)، لكنها تخلت عن التزاماتها بمواثيق حقوق الإنسان الدولية».
وكشف رئيس التيار الشيعي الحر أن النازحين السوريين إلى لبنان هم قيد المراقبة من قبل حزب الله، مؤكدا أن معلومات تسربت إليه مؤخرا بدخول جنود الحزب إلى بيوت اللاجئين وقاموا بتفتيشها وطلبوا منهم أوراقا ثبوتية وتعبئة استمارات للتعرف على هويتهم، معتبرا تلك الأعمال مخزية وبمثابة تشكيل ملفات أمنية للنازحين.
وذكر أن العائلات الشيعية قد ضجت من عمليات قتل أبنائها في سوريا، مبينا أنها تعرضت لخديعة «حين قال نصر الله في خطابه الذي ألقاه في الساحات لحشد المقاتلين إن معركته في سوريا هي معركة مصير ووجود وعليه أن يبدأ معركة استباقية لحماية الطائفة وإن لم يبادر لتلك الخطوة، فإن المشروع التكفيري سوف يكون هو البديل، وسيهدم مقامات أهل البيت ويقتل النساء وينتهك الحرمات، الأمر الذي أشاع حالة الخوف في المجتمع الشيعي وأدى لاستدراج المقاتلين».
وشدد على أن الأمور بدت مختلفة تماما؛ إذ اتضح أن «حزب الله موظف لدى السلطات الإيرانية لتحقيق مشروعها في المنطقة»، مضيفا أن «معركته (حزب الله) لن تتوقف على سوريا؛ بل ستمتد لتكون نكسة في علاقات الشيعة مع المحيط السني»، محذرا العرب من التقاعس عن مواجهة المشروع الإيراني الذي وصفه بالغول، «وإلا فإنه سيتغلغل في داخل دولهم».
ولفت رئيس التيار الشيعي الحر إلى أن لديهم قلقا أمنيا كبيرا؛ إذ بدأ مسلسل اغتيال المعارضين الشيعة الذين لا يتفقون مع نهج حزب الله بعد مقتل الشاب هاشم السلمان الأحد الماضي في المظاهرة التي نظمها حزب الانتماء اللبناني أمام مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، مبينا أن حزب الانتماء الذي يرأسه أحمد الأسعد استطاع في مناسبة يوم عاشوراء الماضية جمع أكثر من 31 ألف شيعي يعارضون أفكار وسياسة حزب الله.
وقال الشيخ محمد الحاج حسن إن المساعدات المخصصة للنازحين توزع في منطقة بعلبك وفق معايير حزبية؛ «إذ لا تحظى بعض الأسر بالخدمات إذا لم تكن قناعاتها منسجمة مع قناعات حزب الله، وهي الجهة المسيطرة في المنطقة»، مبينا أن «الخدمات التي تقدم للاجئين في لبنان بدأت تتقلص، وهو ما سيضاعف معاناتهم في القريب العاجل»، مناشدا كل الهيئات الاجتماعية والتطوعية بأن يرسلوا مبعوثيهم لمناطق النازحين، وأضاف: «كفى إذلالا للنازحين الذين لم يعودوا يتمتعون بأبسط حقوقهم وكفى متاجرة بهم من قبل فريق تقديم المساعدات».
يشار إلى الولايات المتحدة فرضت أول من أمس عقوبات على أربعة مواطنين لبنانيين بتهمة جمع أموال وتجنيد عناصر لحزب الله في غرب أفريقيا، وذلك في إطار سعي واشنطن لتجفيف مصادر تمويل الجماعة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن اللبنانيين الأربعة يعملون في سيراليون والسنغال وساحل العاج وغامبيا.
وتعني العقوبات إبعادهم عن النظام الاقتصادي الأميركي أو التعامل مع أي مواطنين أميركيين. وهذه الخطوة جزء من تحقيق استمر سنوات تعرض لما تقول الإدارة الأميركية إنها علاقات وثيقة بين مهربي المخدرات في أميركا الجنوبية وجماعات مسلحة بالشرق الأوسط مثل حزب الله.
 
عرسال معزولة هاتفياً وتفيض بالنازحين
بيروت - «الحياة»
تابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال اتصال هاتفي أمس، «تفاصيل الوقائع الميدانية المتعلقة بالاعتداءات التي طاولت المناطق البقاعية ولا سيما منها القريبة من الحدود مع سورية وخصوصاً سرعين والنبي شيت والتعليمات المتعلقة برصد مصادر النيران والرد عليها».
وكانت أربعة صواريخ سقطت ليل اول من امس في خراج بلدة سرعين والنبي شيت شرق بعلبك، مصدرها الجانب السوري.
وعاشت مدينة الهرمل وبلدة عرسال امس على وقع اشاعات عن حصول خطف، في وقت بدأت القوى الأمنية ملاحقة مشتبه به في جريمة قتل ابن عرسال سائق شاحنة الحجارة علي احمد الحجيري قبل يومين على طريق الهرمل - عرسال. وكانت دورية تابعة لمخابرات الجيش عثرت اول من امس على السيارة التي استعملها المسلحون لارتكاب جريمة قتل الحجيري في منطقة الهرمل، وهي من نوع «كيا ريو» لونها فضي، وتعود ملكيتها الى المشتبه به وهو من الهرمل ويدعى م ن وتسعى المديرية إلى توقيفه وإحالته على القضاء المختص والكشف عن ملابسات الجريمة.
واعتبر تعميم اسم المشتبه به اشارة الى ان خلفية الجريمة شخصية وليست سياسية. ونفى آل ناصر الدين معلومات تحدثت عن خطف اثنين من ابنائها في الهرمل. وذكرت في بيان انها «تعزي بكل أسى وحزن آل الحجيري خصوصاً وأهل عرسال عموماً، بوفاة المرحوم علي احمد الحجيري وتستنكر هذا العمل جملة وتفصيلاً وتدين من يلعب بالماء العكر لجعل الفتنة بيننا وبين اهلنا في عرسال، وتؤكد ان العلاقة التاريخية بيننا وبين أهل عرسال لن يمحوها خطأ صادر عن اي فرد او اصحاب الفتنة».
واستنكرت العائلة «جريمة القتل الفردية لعلي احمد الحجيري»، مؤكدة «العمل والتعاون الكاملين مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على الجاني وتسليمه الى السلطات القضائية». وأوضحت انه «بالعرف العشائري فإن العشيرة تهدر دمه، لكل من استطاع إليه سبيلاً».
وفي هذه الأثناء، تواصل نزوح العائلات السورية من منطقة القصير السورية عبر القلمون - يبرود الى عرسال. ودخل البلدة خلال ليل اول من امس وصباح امس وخلال النهار، مزيد من النازحين الذين افترشوا الطرق ومحيط البلدية وأمام أبواب المحال التجارية. وعبرت البلدية عن عجزها عن التعامل مع هذه الحال.
وقال نائب رئيسها احمد الفليطي ان الأمر متروك للنازحين «كي يدبروا امورهم بأنفسهم، منهم من يتوجه بقاعاً ومنهم من يتوجه شمالاً بعدما امتلأت منازل عرسال بالنازحين الى جانب الجرحى».
وتواجه عرسال عزلة بسبب انقطاع خطوط الهاتف الأرضي والخلوي عنها، وتتحسب البلدة لاحتمال تعرضها ومحيطها الى انتكاسة امنية كلما انقطع التواصل الهاتفي مع البلدة.
الى ذلك، دان نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت «اعتداء النظام السوري على بلدة عرسال»، وشدد على «أهمية أن يقوم الجيش اللبناني بواجبه في حماية الأرض والشعب من أي اعتداء مقبل سواء كان من النظام السوري أم العدو الصهيوني».
ورأى الحوت أن لبنان «على حافة هاوية الفتنة الطائفية والمذهبية والمسؤول الوحيد هو «حزب الله».
ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا إلى أنَّ «الجيش يجب أن يكون لديه مـعـتد واضـح أمامه ليرد عليه»، مُشيراً إلى أنَّ «الخطوة الأولى يجب أن تكون ضبط الحدود مع سورية بالاتجاهين وعندها كل من اعتدى يجب الرد عليه».
ورأى في حديث إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أنَّ «على الدولة أن تقدم شكوى إلى جامعة الدول العربيّة بشأن التعدي السوري على لبنان ونقلها عبر ممثل لبنان الدائم في الجامعة لتجنّب الضغط على وزير الخارجية لتشويه موقف رئيس الجمهورية».
 باريس تدين القصف وتشيد بالجيش
 دانت باريس امس، «بحزم» عمليات القصف التي استهدفت منطقة عرسال (على الحدود اللبنانية - السورية). وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو انها «تشكل انتهاكاً لسيادة لبنان ووحدة اراضيه».
أضاف لاليو ان «كل الاستفزازات والانتهاكات التي تستهدف السلام المدني في لبنان مرفوضة اياً كان مرتكبوها». وأكد «تضامن بلاده مع لبنان».
وجدد تأييد فرنسا الكامل للمؤسسات الدستورية اللبنانية بضمانة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما اكد مجدداً دعم بلاده لسياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية والالتزامات التي تضمنها اعلان بعبدا». ونوّه لاليو بدور الجيش اللبناني «الذي يواصل بشجاعة مهمته على الارض للإبقاء على الهدوء والحفاظ على لبنان».
 
 
 
"النهار"

السفير الإيراني: لماذا لم ينتبه العالم إلى تدخّل التكفيريّين في سوريا

عبثاً حاول الاعلاميون جر السفير الايراني غضنفر ركن آبادي الى "ساحة اشتباك" رداً على اسئلتهم المتصلة بتورط ايران في سوريا ومشاركة "حزب الله" في القتال هناك، وغيرها من الاسئلة الكثيرة التي تدور في ذهن كل من يلتقي سفير الدولة الاكثر اثارة للجدل في منطقتنا. لكن السفير حافظ على هدوئه مستعيناً بشعارات دولته لكي يجد لكل سؤال جواباً.
مناسبة كلام السفير الايراني كانت في "نادي الصحافة" الذي قدم رئيسه يوسف الحويك للضيف بكلمات الترحيب، تاركاً الكلام لآبادي الذي استهل بالاشادة بـ "بلد الحرف والنور لبنان" لينتقل تدريجاً الى المقاومة و"تحقيق النصر الالهي العظيم في تموز 2006"، ومنها الى "نهضة الشعوب العربية" والتحذير من "حرف الثورات العربية عن مسارها الحقيقي بإثارة الفتن للوصول الى ما هو اسوأ من سايكس – بيكو".
وكرر مقولة "الحرب الدولية ضد سوريا لأنها المحور العربي الوحيد الداعم لخيار مقاومة العدو الصهيوني"، مستغرباً "الغيرة لارسال السلاح والعتاد والرجال الى سوريا بدل ارسالها لدعم فلسطين". وأكد ان "العنف لن يصل الى نتيجة وان الحوار هو السبيل الوحيد لحل الازمة السورية (...)". ورداً على اسئلة مراسل اذاعة "الفجر" التابعة لـ "الجماعة الاسلامية" عن أن ايران تدعم غالبية الشعب السوري التي تؤيد الرئيس بشار الاسد، وأن الغالبية الشعبية في سوريا لا تؤيد "قاطعي الرؤوس".
واستشهد السفير الايراني بتقارير اعلامية غربية وتركية وقطرية عن نسبة مؤيدي النظام السوري، ليخلص الى رجاحة موقف بلاده. واختصر بنود الحل بوقف العنف وتشكيل هيئة مصالحة وطنية تمهيدأً لاجراء الاتخابات الرئاسية في 2014.
وعن مقتل عضو حزب "الانتماء اللبناني" هاشم السلمان، قال إنه لم يكن في السفارة، بل في قداس في ذكرى عميد "النهار" غسان تويني، وان طاقم السفارة سمع اطلاق الرصاص ولم يعرف ما يجري الا لاحقاً. ورد على اتهام النائب وليد جنبلاط للحرس الثوري الايراني باغتيال السلمان: "اعتدنا هذه الاتهامات، ونحن سلمنا الموضوع برمته الى الجهات الامنية الرسمية".
اما بيت القصيد، اي التدخل في سوريا، فردّ عليه، بأن أي بلد في العالم لا يقبل اسقاط نظامه بالقوة "لأن القبول بهذا المبدأ لن يبقي حجراً على حجر في كل انحاء العالم. "لكل دولة مصالحها الوطنية: وعليها ان تعمل على حمايتها، وهذا امر بديهي، ونحن نتدخل لنصرة المظلومين في اي مكان في العالم". وعن تدخل "حزب الله" في البوسنة والهرسك، واستطراداً في سوريا، وعما اذا كانت القصير جزءاً من اسرائيل رد السفير: "لسنا وكلاء عن حزب الله، وهو يستطيع الكلام عن نفسه"، ويضيف: "انتبه العالم الآن الى تدخل الحزب في سوريا، لكنه اغفل تدخل مجموعة من الدول في الشأن السوري اضافة الى المجموعات التكفيرية التي قتلت الكثير من السنة (...)".
ونفى ركن آبادي ان تكون الحرب سنية – شيعية، "بل إنها ضد التكفيريين وافكارهم الخطرة".

 


كتاب مفتوح من بطرس حرب إلى المجلس الدستوري رئيساً وأعضاء

 

وجه النائب بطرس حرب امس كتاباً مفتوحاً إلى رئيس المجلس الدستوري وأعضاء المجلس جاء فيه: "ان ما يدفعني الى توجيه هذا الكتاب المفتوح هو قلقي العميق على وجود الدولة والنظام، وخوفي الكبير على الجمهورية وقيمها الانسانية والاخلاقية والديموقراطية.
فلم يعد يخفى على أحد ان النظام السياسي الديموقراطي قد تعطل بصورة نهائية، يوم قامت، الى جانب الدولة الشرعية، دويلة غير شرعية مسلحة مدربة، تدين بالولاء لغير لبنان، وتخضع لأوامر قيادة غير لبنانية وارشاداتها، قيادة لها مخططاتها ومشاريعها في المنطقة والعالم، ولها من المصالح ما يتعارض مع مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها.
في النتيجة تعطل النظام السياسي، وطارت الديموقراطية، وتم الانقلاب العملي على الدستور، وتحول نظامنا من نظام ديموقراطي برلماني الى نظام توافقي مزعوم، يتمتع فيه مالكو السلاح غير الشرعي وحلفاؤهم بحق الفيتو على أي قرار سياسي لا يوافقون عليه، كما يتمتعون بالقدرة العسكرية على فرض رأيهم بالقوة على الدولة الشرعية وكل مكونات المجتمع، فأصبح اختيار رئيس الجمهورية لا يستند الى برنامج المرشحين وتاريخهم وتطلعاتهم واخلاقياتهم وكفاءاتهم، بل نتيجة توافق على شخصية لا رؤية سياسية معروفة لها، ولا خبرة وتجربة سياسية لها، ولا مواقف سياسية معروفة لها، وهو ما يحوّل ولاية هؤلاء الرؤساء الى صندوق مقفل لا تعرف ما في داخله الا بعد اختياره وفتحه، فإما يفاجئك ايجابا، كما هي الحال مع فخامة الرئيس سليمان، او يفاجئك سلبا.
والطامة الكبرى ان نرى شمس العدالة آفلة في لبنان بسبب ممارسات شاذة لبعض الهيئات القضائية، التي نكثت بقسمها في احقاق الحق والعدالة، والتي تواطأت مع المجرمين ضد الضحية، فسخّرت نفسها في خدمة اصحاب النفوذ لبلوغ بعض المراتب العليا، والتي انحرفت عن دورها سعيا وراء جاه او مال، او ارضاء لنافذ او صاحب فضل في تعيينه، او تعصبا لمذهب او حزب او عائلة. والادهى ان لا يحرك وزير العدل دعوى ضد احد المراجع القضائية السابقة وان تتعطل ملاحقته بسبب ذلك.
الا اننا لم نفقد الامل، لأنه لا يزال لدينا قضاة ننحني احتراما لعلمهم واخلاقهم وكفاءتهم، ولهم منا ألف تحية وتقدير، ولنا فيهم بقية من أمل في أن يبقى للعدالة معنى في لبنان.
أيها الاصدقاء، لأن الحال اصبحت، بكل اسف، كما اختصرت بوصفه اعلاه، ولأنني بت خائفا على ما تبقى من مؤسسات الدولة، اتوجه اليكم بهذا الكتاب المفتوح لتذكيركم بأن إنشاء المجلس الدستوري يشكل احد اهم الانجازات الاصلاحية في نظامنا السياسي، باعتباره يفترض ان يضم العلماء والحكماء والنزهاء، بحيث يتمكن من منع الانزلاقات السياسية والقانونية المتعارضة مع احكام الدستور، ولكي يحمي صحة العمليات الانتخابية التي تنتج السلطة في البلاد.
الا ان ما يحصل اليوم من تعطيل لدور المجلس بسبب قرار ثلاثة منكم مقاطعة الجلسات، بما يعطل النصاب القانوني لانعقاده، يشكل بنظري الضربة القاضية لهذا المجلس وللنظام الدستوري القائم في البلاد.
أسوق هذا الكلام من موقع من وافق على قانون تمديد ولاية مجلس النواب لمدة سبعة عشر شهرا، تسهيلا للتوافق على كيفية مواجهة مخاطر المرحلة الدقيقة التي تجتازها المنطقة والبلاد، ورغم انني كنت من الداعين الى تمديد لا يتجاوز الستة اشهر، اسوق هذا الكلام مع معرفتي ان اجتماع المجلس الدستوري قد يؤدي الى ابطال القانون الذي ساهمت في اقراره، الا ان ذلك لا يمكن ان يدفعني للقبول بتعطيل المجلس الدستوري، وبأي حجة كان، خوفا من ان يبطل المجلس قانونا وافقت عليه.
فمبدأ الرقابة على دستورية القوانين، وتاليا المحافظة على المجلس الدستوري، يتجاوز بنظري مناورة منع المجلس الدستوري من ابطال قانون ما، ولاسيما وان مجلس النواب قادر، في حال ابطال القانون من انهاء ولايته، على اقرار قانون آخر لتمديد قصير للولاية لكي تتمكن الحكومة من اجراء الانتخابات، وفي حال لم تتغير الظروف الاستثنائية، وبقي إجراء الانتخابات متعذرا، كما هي الحال الآن، يمكن المجلس النيابي الممددة ولايته لمدة قصيرة، ان يمدد مرة اخرى الولاية بحكم الظروف الاستثنائية المستمرة.
فيا ايها الاصدقاء اعضاء المجلس الدستوري، وكلكم من رجال الفكر والعلم والاحترام، ليس بالاسلوب الذي تعتمدون تحمون البلاد من الفتنة، لأن تفريغ المؤسسات هو ام الفتنة، واسقاط دور المؤسسات الدستورية هو تحفيز على الفتنة، ولأن مصادرة حرية القرار لمن يتحملون مسؤولية اتخاذ القرار هي ممارسة ديكتاتورية تؤدي الى الفتنة، فالعودة الى ممارسة واجباتكم هي الطريق لحماية النظام، وتاليا الانتظام، وهو ما يدفعني الى توجيه كتابي هذا اليكم راجيا اياكم الا تستمروا في ما تقومون به لئلا تتحولوا من هيئة حراس النظام والدستور الى جمعية دفن النظام الديموقراطي اللبناني الذي شاركتم بقتله".

 

الحريري: "حزب الله" مشروع تدميري للبنان ونصرالله قرّر أن يكون رأس السلطة

 

دق الرئيس سعد الحريري ناقوس الخطر نتيجة ما يواجهه لبنان، الذي "يقترب من حافة الخطر الوجودي بما يهدد رسالته وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق".
وقال في كلمة وجهها الى اللبنانيين امس: "إن أشد ما اخشاه حيال الأوضاع التي تواجه لبنان واصرار جهة سياسية على عسكرة أحد المكونات الرئيسية في البلاد وإخراجها عن طوع الدولة وتوريطها في مهمات انتحارية، أن يقع لبنان بكل مجموعاته الطائفية فريسة الضياع في صراعات أهلية ومذهبية، دون أن نجد من يعيننا هذه المرة، من الأشقاء والأصدقاء، على لملمة الجراح وركام الجنون الطائفي، او ان يقع لبنان مجددا فريسة السقوط في مشروع مريب من مشاريع الهيمنة الخارجية بعدما  تحرر في انتفاضة ٢٠٠٥ من هيمنة النظام الامني السوري.
وطننا في خطر. وشعوري بالقلق على المصير الوطني، يتجاوز مشاعر القلق التي عشناها يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأن منابعها الحقيقية تكمن في النسيج السياسي للبلاد، الذي استطاع الحزب اقتطاع مساحة كبيرة منه، تحولت بفعل الدعم الإيراني، الى قوة عسكرية وأمنية تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام".
 اضاف: "حاولنا مع القوى الفاعلة معالجة الواقع العسكري والأمني لحزب الله، والدفع في اتجاه استراتيجية دفاعية تعيد الاعتبار الى مكانة الدولة في مجال الدفاع الوطني، وتحفظ للحزب دوره وتضحياته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن قيادته كانت تتحرك على وقع مشروع آخر، في المناطق التي تغلغلت فيها أجهزته وسراياه المسلحة، حتى إعلان الحرب على ثورة الشعب السوري واستباحة الحدود عبر نقل المقاتلين الى سوريا، امام السلطات اللبنانية الرسمية وأجهزتها الأمنية والعسكرية. ان الحزب يضع المصير الوطني مرة اخرى امام منعطف خطير. ولا نعني مصير فئة أو طائفة، بل نتحدث عن خطر يحيق بالجميع دون استثناء، لأن أحدا من السنة والشيعة والدروز والطوائف المسيحية، لن يكون بمنأى عن المنزلق الذي يجر الحزب لبنان إليه. فهو أعطى نفسه حقوق الدولة في اتخاذ القرارات المصيرية، دون ان يقيم اعتبارا لحساسيات المجموعات التي يعيش معها، فضلا عن استقوائه بفائض القوة المسلحة لديه، كما لو انه دولة قائمة بذاتها، ليس فيها رئيس للجمهورية ولا حكومة ولا مجلس نواب ولا مؤسسات عسكرية وأمنية ولا وثيقة وفاق وطني أقرت في الطائف، ولا مؤتمر حوار وطني انجز برئاسة رأس البلاد مبادئ إعلان بعبدا".
ورأى ان حزب الله أطاح كل ذلك، وقرر بلسان امينه العام ان يكون السيد حسن نصرالله رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود امام آلاف المقاتلين للمشاركة في الحرب السورية، وكذلك السلطة التشريعية. لقد تخندق الحزب في ترسانة مذهبية وعسكرية ومالية، نجحت في استقطاب الطائفة الشيعية واغراقها بوهم القوة على الاخرين، لتكون رديفا مسلحا للحرس الثوري الايراني على الساحة اللبنانية، ورأس حربة في مشروع مشرقي يشمل دولاً في المنطقة ويتم الترويج له بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية. هذا المشروع يطلب من شيعة لبنان ان يكونوا وقودا في حرب عبثية لا نهاية لها، ويريد للبنان ان يتحول ساحة من ساحات الدفاع عن نظام بشار الاسد مع ما يترتب على ذلك من خطوط تماس لن تقتصر على حدود الطوائف في لبنان، خصوصا اذا رصدنا الأبعاد الاستراتيجية للمشروع الايراني في المشرق العربي، والإشارات التي يتم إرسالها حول الموقع المتقدم لحزب الله في هذا المشروع وتكليفه مهمات تؤسس لرسم خرائط جديدة، في نطاق جغرافية سياسية تشمل العراق والأردن ولبنان وسوريا".
واعتبر أن في لبنان من يريد القفز فوق هذه الحقيقة، وهنا يكمن جوهر المشكلة، ويكمن اطمئنان حزب الله الى ان مشروعه يرتكز على قوة الولاء في طائفته، وكذلك على قوة التردد او الصمت او الخوف او العجز والاستنكاف والتسليم للاقدار. ان الركون الى مشروع حزب الله  يعني انه لن تقوم اي قائمة للدولة. فالحزب يحاول ان يقنع جمهور الطائفة الشيعية بأن السلاح لحمايتها، وانه نجح في تأسيس اول جيش من نوعه للشيعة في الشرق. ولا يمكن ان نقر لحزب الله بهذا الحق تحت اي ظرف، كما لا يمكن ان نقر به لأي جهة طائفية او مذهبية، ويقيننا ان في الطائفة الشيعية من الأصوات والطاقات والعقلاء ومن المخزون التاريخي المناهض للظلم ما يدحض هذا المسار الخطير والمجنون لحزب الله. فهو بالنسبة الينا ليس جيش الدفاع عن الشيعة في لبنان، لأنه يضع الطائفة بالجملة في مواجهة كل الطوائف اللبنانية. قد يصلح لأن يكون جيشا للدفاع عن بشار الاسد او جيشا للدفاع عن مصالح ايران وبرنامجها النووي. لكنه بالتأكيد ليس صالحا للدفاع عن لبنان بعد اليوم، او للدفاع عن الشيعة وأمنهم واستقرارهم".
وختم: "ان حزب الله يأخذ لبنان الى مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي ووحدة الطوائف الاسلامية". 

 

مورفي من "مركز عصام فارس": نهاية الحرب في سوريا بعيدة

 

استذكر المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد مورفي،  قصة "مخايل ضاهر او الفوضى" الشهيرة المنسوبة اليه، نافياً ان يكون قد استعمل هذه العبارة آنذاك، وقال إنه قد يكون فهم من هذا الجو أن ما يعنيه هو الفوضى، كاشفاً عن مسؤولية ديبلوماسي في السفارة الأميركية في بيروت حينها عن إشاعة كلمة "فوضى" في حديثه عن سيناريوات الإستحقاق الرئاسي.
واستبعد مورفي في لقاء مصغّر نظّمه "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" أي حسم عسكري للأزمة السورية في المستقبل القريب، لافتاً إلى أن "نهاية الحرب مازالت بعيدة وأن لا إمكان لعودة بشار الأسد إلى ممارسة السلطة التي كانت لوالده وله قبل الانتفاضة على النظام، ومن الصعب بقاء النظام كما كان". وأشار إلى أن "دول الغرب والخليج فكّرت في بادئ الأمر أن سقوط النظام قضية وقت، غير أنه اتضح لها بعد عامين أن النظام الذي بناه حافظ الأسد قادر على البقاء". وسأل عن إمكان انعقاد مؤتمر جنيف 2 في ظل انتصارات النظام وتفكك المعارضة والخلاف حول إشراك إيران فيه. وقال في هذا الإطار إن واشنطن "تعارض هذا الإشراك من منطلق أن طهران جزء من المشكلة، لكن يجب السؤال عما إذا كانت إيران أيضاً جزءاً من الحل، وهي تتساوى في هذا الأمر مع دول داعمة للانتفاضة كقطر والسعودية".
وقال مورفي انه فوجئ لسرعة تفكك سوريا، لكنه استبعد رؤية تغييرات في حدود سايكس – بيكو في المنطقة، "وخصوصاً أن مواطني الكيانات المنبثقة من ذلك الاتفاق، بعد مرور أكثر من 90 عاماً عليه، تماهت هويتهم معه وباتوا يعرّفون عن أنفسهم بالارتكاز على الانتماء إليه. وانتقد مورفي تفكير العرب في أن هذه السياسة الاميركية هي سلسلة مؤامرات، معتبراً أن "ما جرى في العراق وأفغانستان يثبت عكس ذلك ويدحض نظرية التخطيط المسبق. وبناء على التجربتين العراقية والأفغانية اللتين لم تحققا نتائجهما، فالرئيس أوباما ليس متشجّعاً للقيام بعمل عسكري في سوريا".
وفي الملف الفلسطيني، رأى أن أوباما يريد السلام "لكنه ليس لديه الاستعداد لبذل الجهود التي يتطلّبها الوصول إليه من الولايات المتحدة". وعاد مورفي بالذاكرة إلى تجربته في لبنان أواخر الثمانينات، وتحديداً في مهمة تلافي الفراغ الرئاسي أواخر عهد الرئيس أمين الجميّل، ذاكراً أن ما دفعه للذهاب إلى الدمشق للبحث في هذه القضية هو رؤية واشنطن أن الرئاسة اللبنانية هي المؤسسة الوحيدة التي كانت توحّد لبنان في ظل شلل بقية المؤسسات أو انقسامها، وأن المحافظة على وحدة لبنان تستدعي المحافظة على الرئاسة (...

 

منصور يزور طهران رسمياً الجمعة المقبل ومذكرة من المعلم تشكو الضحية!

 

أعلن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور انه تلقى بعد ظهر امس مذكرة من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، "تتناول اوضاع الحدود بين البلدين، اشار فيها الى الاتفاقات الامنية الموقعة بينهما وحرص سوريا على امن لبنان، مشددا على اهمية قيام الجيش اللبناني بضبط الحدود بما يضمن الامن والاستقرار".
اضاف: "تمنى المعلم على السلطات اللبنانية بذل كل الجهود الممكنة لاتخاذ الاجراءات الضرورية التي تعزز السعي المشترك للبلدين والشعبين الشقيقين، في اطار الحرص المتبادل على احترام سيادة الدولتين واراضيهما".
من جهة اخرى، يزور منصور طهران رسميا في 21 حزيران الجاري تلبية لدعوة رسمية من نظيره الايراني علي اكبر صالحي. واللافت ان صالحي وجه الدعوة الى نظيره اللبناني وهو في وضع تصريف الاعمال. وهذه المرة الاولى توجه دولة دعوة رسمية الى وزير خارجية لبناني في حكومة تصريف أعمال. مع الاشارة الى ان اي زيارة يقوم بها اي وزير في الحكومة تستوجب قرارا من مجلس الوزراء، والزيارة لطهران لا يمكن تشبيهها بزيارة منصور الاخيرة للقاهرة حيث شارك في اجتماع عادي لمجلس وزراء الخارجية العرب. ومن المقرر ان تتناول محادثات منصور في طهران الازمة السورية وتداعياتها على لبنان وما انتجته من انقسامات وسبل ابقاء لبنان بمنأى من المواجهات السورية.
وكان استقبل في قصر بسترس امس السفير المكسيكي خورخي الفاريز فوينتس في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماته الديبلوماسية في بيروت.

 

 
ديانا سكيني

"النهار" تحدثت إلى جرحى القصير في مستشفى طرابلس الحكومي: تخاذل داعمي الثورة سبّب خسارتنا ونريد العودة إلى القتال

 

ينهمك "أبو يامن"، المسؤول في "تجمع السلام للجرحى السوريين"، على مدار الساعة في عملية توزيع الجرحى الواصلين من القصير وتأمين وحدات الدم لمتابعة علاجهم في مستشفى طرابلس الحكومي في منطقة القبة التي دخلها 18 جريحاً من أصل دفعتين من الجرحى وصلتا لبنان وضمتا ما يقارب المئة جريح توزعوا على مستشفيات خاصة وحكومية في الشمال والبقاع.
ويقول "أبو يامن"، الذي ساهم في انشاء التجمع في ايار 2012، إن 95 في المئة من الجرحى هم من المقاتلين، وان اغلب الاصابات في الاطراف، ومن وصل منهم الى طرابلس وكان في حاجة الى عمليات جراحية ادخل المستشفى الحكومي، اما مرحلة الاستشفاء بعد الجراحة فتكون في طبقة خاصة بالتجمع في مستشفى الزهراء. ويشير الى ان التجمع الذي يتم تمويله عبر تبرعات يؤمنها الشيخ عدنان العرعور هو الذي يتكفل بالنفقات المالية لعدد من الجرحى، مضيفا ان "ما يصلنا لا يكفي في معظم الاحيان، ونحن في حاجة الى مساعدة اضافية". والى القبة والزهراء ادخل جرحى وصلوا الشمال الى مستشفيي الشفاء وحلبا، وآخرون الى مستشفيات صغيرة خاصة بالرعاية والنقاهة هي اشبه بمستشفيات ميدانية تم استحداثها او تحديثها.
من يدخل باحة المستشفى الحكومي، الذي يتمركز الجيش اللبناني عند مدخله، يلاحظ العيون الامنية التي تترصد كل غريب يدخل المستشفى. وحين اردنا التقاط بعض الصور في ساحة المستشفى، طلب منا "ابو يامن" الا نفعل لكي لا نغضب الجيش، فـ"انا حريص على ذلك".
دعانا الى الكافتيريا حيث جلس ينفث الدخان برفقة شاب عشريني اخبرنا انه شارك في معارك القصير ودخل لبنان اول من امس من طريق عرسال، وانه غيّر مظهره، فحلق لحيته وارتدى الجينز ووضع نظارات شمسية لكي يعبر الهرمل، من دون ان يتعرض له "حزب الله". ويقوم كل من يعبر الحدود بمسح المواد الموجودة في ذاكرة هاتفه الخليوي.
 
 

بين بابا عمرو والقصير
 

قبل أن يتيح لنا "أبو يامن" مقابلة عدد من الجرحى الذين توزع أغلبهم في الطبقة الأولى من المستشفى، يعبّر الرجل الذي بترت ذراعه اليسرى في معارك بابا عمرو، حيث كان يقود مجموعة من 25 مقاتلاً بقي منهم 4 على قيد الحياة، عن التشابه الكبير بين بابا عمرو والقصير: "اعتمدت سياسة اعلامية صورت للناس ان النصر والهزيمة سيكونان في هذين المكانين، وهذا خطأ، ففي حين كان الاعلام يركز على القصير، كانت عناصر "حزب الله" تخوض معارك شرسة في الغوطة الشرقية".
ولا يعتبر ان ما حصل في القصير هزيمة، فـ"هذه معارك كرّ وفرّ"، معددا ما الحقه المقاتلون بـ"حزب الله" من خسائر رغم تسلحهم المحدود مقارنة بما يمتلك النظام والحزب". ويرى ان الحزب "وقع في فخ كبير بدخوله الحرب التي باتت طائفية في شكل علني".
يضيف الموظف الحكومي السابق الذي امضى 14 سنة في صفوف حزب البعث قبل ان ينشق: "نحن شعب طيب لا نتطلع الى البعيد، فاغلبنا كان يعتقد ان نجاحنا بالسيطرة على حاجز سيؤدي الى سقوط النظام، لكن من عاش احداث حماه من جيلنا كان يعرف ان الامور ليست بتلك السهولة، وانها ستمتد لسنوات".
حان الوقت لدخول طبقة الجرحى حيث يتوزع كل اثنين منهم في غرفة، وفي بعض الغرف يلفتك وجود جريحين، احدهما اصيب في القصير والآخر في التبانة، ولسان حالهما يقول: "لقد اصبنا في معركة واحدة". نلتقي علاء الذي يبلغ 21 سنة، وقد بدا شاحبا ببنية هزيلة، وهو اصيب بشظايا قذيفة في رئته وفي وجهه خلال انسحاب المسلحين والمدنيين من القصير.
علاء لا يستطيع الكلام لكنه يجيب عن الاسئلة كتابة، فيخبرنا انه حائز شهادة البكالوريا وحمل السلاح بعد مقتل ابن خالته واولاد عمه، وانه مع الثورة لانها الحق. والدته اعتقلت قبل ايام في حمص حين عثر في هاتفها الخليوي على مواد خاصة بالثورة.
الشاب الذي قاتل في صفوف "كتائب الفاروق" لم يتوقع سقوط القصير الذي يعود في رأيه الى "خيانة في صفوف المعارضة".
نظرية الخيانة لا يوافق عليها "ابو عمر"، الشاب العشريني ذو البنية القوية الذي شارك في معركة القصير وعاش تفاصيلها. هو ليس جريحاً، ويمضي وقته منذ دخول لبنان من يومين مع رفاق السلاح في المستشفى.
ووفق المتحدث، فإن "جبهة النصرة" جهزت 50 انتحارياً في القصير، وان عدد مقاتليها لم يكن الاكبر بين المجموعات الاخرى. ولا يستطيع ان يعطي رقماً محدداً لعدد مقاتلي "النصرة"، ذلك ان "مجموعاتنا كلها توحدت وكل رجل وشاب انضم تلقائيا الى الحرب".

 

"سوخوي" و"أرض - أرض"
 

يروي "ابو عمر" الذي كانت مجموعته تتمركز عند جبهة المفرزة في مكان يسمى نزول السينما: "امتلكنا ارادة القتال حتى آخر لحظة، لكن الجرحى كسروا ظهرنا".
وعن مجريات المعركة، يقول: "لقد اتبع الحزب والنظام سياسة الارض المحروقة، وكان للحرب الاعلامية دور في تخويف الناس حيث بثت الشائعات قبل المعركة عن نية حرق الاخضر واليابس، وكان وسيط يدعى علي زعيتر يتولى نقل هذه التحذيرات لنا، خصوصا بعد اتمام سيطرة الحزب على قرى غرب العاصي. وقد راهنوا على ان يتكرر في القصير ما جرى في الرضوانية، فلا تحصل معركة كبيرة وننسحب. وقد بدأت معركة القصير بغارات متتالية من طائرات "سوخوي" استمرت لمدة ساعة متواصلة، واولى الغارات استهدفت ساحة بيت قوجه وادت الى استشهاد مدنيين. ولم يؤد سلاح الطيران الذي عولوا عليه لبث الرعب في النفوس دوره كاملا، ذلك اننا كنا اعتدنا الطيران. لكن ما لم نعتده هو صواريخ الارض – ارض، اذ يستطيع صاروخ واحد تدمير 12 منزلا على جانبي طريق في حي. وقد القي في يوم واحد ما يقارب التسعة صواريخ ارض - ارض على القصير.
بعد هذه الصواريخ، كان الدور للراجمات التي تركزت عملية اطلاقها من سد زيتا، ثم توقف القصف وبدأ الجيش والحزب بالتقدم، وهنا تمكنت بعض مجموعاتنا التي كانت موزعة على 12 جبهة من الخروج من الخنادق  والاشتباك معهما. كانت ذخائرنا قد بدأت تنفد نتيجة الحصار الذي اثر على طريق الامداد، فلم تعد آمنة. ولم تقم جبهتا الرستن ويبرود بدور بارز للتخفيف عن القصير.
أُخبرنا بقرار الانسحاب خلال اجتماع ليلي، وتم الامر من القصير الى الضبعة، ومنها الى الصالحية فالى البويضة، ثم الى الحسينية والديبة. وخلال الطريق الذي سار فيه الآلاف من المدنيين والمسلحين سالكين مسارات مختلفة، كانت اشتباكات تحدث مع الجيش، وقد استشهد كثيرون خلال مسير 4 ايام، حفرنا لهم قبورا باعقاب البنادق، ولم نطمئن نسبيا الا مع بلوغنا منطقة تسمى مدينة الاحلام، وهي ارض خالية آمنة، تمهد لدخول منطقة الديبة التي تبعد 20 كيلومترا عن القصير، واستقبلنا اهلها لبعض الوقت، وشربنا مياه لاول مرة منذ 4 ايام واكلنا البسكويت، وكنا حينها على تواصل مع شباب من القلمون لتنسيق خروجنا من الديبة واتت سيارات حليفة اخذت مجموعات منا الى عرسال، وتوزعت مجموعات اخرى في مناطق سورية اخرى".
ويشير "ابو عمر" الى ان "من اصعب اللحظات التي لا انساها هي اضطراري الى العبور فوق جثة صديق اصيب خلال مسير الانسحاب من دون امتلاك الفرصة حتى لدفنه". ويعتبر ان سبب الخسارة يعود الى "غياب السلاح النوعي وتخاذل الائتلاف ومن يدعمنا".
ويقول "ابو عمر" انه سيبقى في لبنان لوقت محدد و"قد بدأت التحضيرات للعودة الى القصير"، مشيرا الى انه "مستعد للثأر من حزب الله وقتاله اينما كان"، ومضيفا ان "جمهور الحزب ليسوا اعداء وانما مقاتلو الحزب وقياداته".

 

"بلدوزر" الذي فقد نظره
 

روايات المعركة وتحليل مجرياتها بعد صدمة سقوط القصير هي الجامع بين غرف الجرحى. بالنسبة الى نور، المقاتل في "كتائب الفاروق"، والذي اصيب بالرصاص في صدره "كانت الهمة قوية لكن لا نعرف ما جرى". يقول الشاب، الذي لا يعرف اهله شيئا عنه بعد، انه دخل لبنان عن طريق الهرمل ضمن دفعة من 33 جريحا بعد مفاوضات بين قائد ميداني يدعى "ابو السوس" و"حزب الله" حيث "سلمنا للحزب جريحين له كانا معنا".
اما "بلدوزر"، وهو لقب احد الجرحى الذي اصيب في معركة مصفاة المياه وفقد بصره، فيعتبر ان "خسارة القصير كانت اقسى من خسارة نظري". كان الجريح عضواً في مجموعة المغاوير التي قاتل فيها رامياً لقاذف، وهو يعبر عن رغبته في الاستمرار بالقتال بعد الشفاء، ويجد ان "تخاذل داعمي الثورة هو الذي ادى الى الخسارة في القصير".
من جهته، يقول ابرهيم، الذي عمل دليلا عسكريا لاخراج الجرحى عبر التهريب واصيب بقذيفة ادت الى مقتل شقيقه، انه "لم يعد لدينا ما نخسره، سنقاتل ونموت". يردد ذلك بلغة الاشارة، وهو يمسك بالنصف الثاني من اسفل وجهه الذي اختفت معالمه كلياً نتيجة شظايا القذيفة.

 

 

باسيل ردّ على ردّ أبو فاعور: محاولة لإخفاء الانخراط في مشروع مدمّر

 

رد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل في بيان على رد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على النائب العماد ميشال عون، من دون ان يسميه، جاء فيه:
"لفتنا إصرار بعض الجهات الوزارية والحزبية المعروفة بمسؤوليتها عن ملف النازحين السوريين، وما آل إليه من وضع كارثي نتيجة البرمجة والتشجيع الداخلي عليه، على طبع مواقفها وإجراءاتها في هذا الصدد بطابع انساني، وكأن الجهات الأخرى الرافضة لهذا النزوح الكارثي مفصولة عن واقعهم الإنساني ولا تبالي به.
والحقيقة أن المفهوم الإنساني لا يسمح للبنان باستقبال هذا الكم من النازحين، مسالمين أو محاربين، لأنهم في كلتا الحالتين لا تتوافر لهم الظروف الإنسانية المناسبة ولا يتركون للبنانيين من إمكانات إنسانية ومادية لمساعدتهم.
والحقيقة الدامغة أكثر، هي أن تلك الجهات لم تخجل بعد من موقفها من موضوع النازحين وما يحمله من عبء على لبنان، وتحاول إخفاء انخراطها في مشروع مدمر للبنان من باب مساندتها لجبهة النصرة ومناصريها باتهام من يسعى الى حماية لبنان بأن مواقفه هي فقط من باب المزايدة الإعلامية. يكفي لبنان ما سببتم له سابقاً من خلال دعمكم للفلسطينيين على حساب اللبنانيين، حتى وصل الأمر به إلى توطين قائم تعملون على تثبيته بالمواقف المجاهرة والمخططات المستورة. ويكفينا ما تتسبّبون به اليوم للبنانيّين، كل اللبنانيين من قلق وخوف وقلّة موارد طبية وصحية واجتماعية وكهربائية ومالية نتيجة تبدية السوريين، كانوا من كانوا، على اللبنانيين، وتشجيعكم وتسويقكم لقيام مخيّمات للنازحين السوريين في لبنان وكأن التفكير هو تأبيد إقامتهم عبر إطالة أزمتهم بدل إنهاء إقامتهم عبر تقصير أزمتهم".

 

 
بقلم فيوليت البلعة

360 ألف لبناني يعملون في دول الخليج ويحوّلون 4 مليارات دولار سنوياً والتهديد يقف عند حدود "مقاطعة السياحة" ولم يتطرق إلى "صرف العمالة"

 

ما ان قرر مجلس دول التعاون الخليجي توجيه النصح الى رعاياه بعدم زيارة لبنان، حتى كثرت التحليلات لتصل الى حدّ اعتبار القرار السياسي الابعاد والاقتصادي العنوان، تهديدا بصرف العمالة اللبنانية في دول المجلس. وإذا صحّت توقعات بعضهم، فما هي الانعكاسات على لبنان اجتماعيا واقتصاديا؟

فيما لم يصدر اي قرار واضح من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي في شأن مصير العمالة اللبنانية التي ساهمت في نهضة دول الخليج قبل سبعينات القرن الماضي، كبرت المخاوف في الداخل على خلفية ما تردد عن عمليات صرف فعلية كان آخرها قبل يومين واستهدف نحو 9 لبنانيين من طوائف مختلفة (مسيحية وسنية وشيعية)، صُرفوا بناء على انتماءاتهم السياسية.
لكن، بعيدا من الشق السياسي الذي يستحيل رصد التوقعات الخاصة به قبل اتخاذ اي اجراء فعلي، يبقى قلق على العمال اللبنانيين في دول الخليج الذين تغيب الاحصاءات الخاصة بعددهم او بحجم تحويلاتهم المالية التي تغذي الاقتصاد الوطني، بما يتيح تاليا احصاء الخسائر التي قد تنجم عن اي قطيعة فعلية خليجية للبنان.
وفيما يؤكد بعض المصادر وجود اكثر من 500 الف لبناني في دول الخليج، يقول الخبير المالي والاقتصادي الدكتور غازي وزني إن عدد العاملين من اللبنانيين في تلك الدول يصل الى نحو 360 الف لبناني يحوّلون اموالا دورية الى أهلهم في لبنان، على اساس ان المسجلين منهم في لوائح الاقتراع اي الذين هم فوق سن الـ18 عاما بلغوا نحو 260 الف لبناني، ويتوزعون بين السعودية (106 آلاف لبناني) والامارات (78 الفا) وقطر (22 الفا) والكويت (43 الفا) والبحرين وعمان وغيرها (نحو 10 آلاف لبناني). ومع احتساب عائلات هؤلاء العاملين، يمكن ان يرتفع العدد الى 500 الف لبناني.
واذا كان معدل التحويلات المالية الى لبنان يبلغ نحو 8 مليارات دولار سنويا، فان وزني كما معظم الخبراء يشير الى ان حجم تحويلات هؤلاء اللبنانيين يشكل 50% من اجمالي تحويلات اللبنانيين السنوية، اي ما يصل الى نحو 4 مليارات دولار "ليتوزع المبلغ الباقي على دول افريقيا بنحو 2,5 ملياري دولار واوروبا والاميركتين بنحو 1,5 مليار دولار".
ماذا في الانعكاسات اذا انتقلت دول مجلس التعاون الخليجي من التهديد الى التنفيذ؟ لا شك في ان التأثيرات المباشرة ستظهر في حركة ميزان المدفوعات الذي سينعكس بدوره على عجز الحساب الجاري، علما انه انخفض بمقدار 4,5 مليارات دولار في العام 2012 مقارنة بالعام 2011، وذلك تأثرا بتحسن ميزان المدفوعات الذي هو البند الاهم في الحساب الجاري.
ويستغرب وزني مبادرة اي من دول الخليج الى تنفيذ ما يتردد من تهديدات، "لان المصالح الاقتصادية ما بين لبنان وتلك الدول متبادلة في ظل وجود ما بين 10 الى 12 مليار دولار كاستثمارات خليجية مباشرة وغير مباشرة في لبنان (اصول مالية وعقارية)، منها 5,3 مليارات استثمارات سعودية اي ما يوازي 40% من اجمالي الاستثمارات العربية في لبنان، فيما تبلغ الاستثمارات الاماراتية نحو 3,2 مليارات دولار والكويت نحو 2,2 ملياري دولار”.
ويشير الى أن الاضرار "لا تقتصر على مناخ الاعمال والاستثمار، اذ ستلحق بقطاع السياحة حصة كبيرة من الانعكاسات السلبية المباشرة، وخصوصا ان السياحة الخليجية والعربية تشكل نحو 35% من اجمالي السياحة اللبنانية، يقول وزني. "ويشكل هؤلاء ما بين 40 الى 45% من المداخيل، تتوزع بنسبة 20% للسياحة السعودية، و12% للامارات و10% للكويت".
الى ذلك، لا بدّ من احتساب خسائر قطاع الوظائف الجديدة والذي تطاله أزمة الركود الاقتصادي على نحو حاد. اذ يصل عدد طالبي الوظائف سنويا الى نحو 24 الف شاب وشابة سنويا، يقدر لبنان على اتاحة نحو 6 آلاف فرصة عمل جديدة سنويا، ليبقى نحو 18 الفا لا يرون مفرا من الاتجاه الى الخارج، وتحديدا الى دول الخليج العربي، "اذ كانت تلك الدول المصدر الاول لفرص العمل للبنانيين في العقد الاخير".
لا شك في ان مقاطعة الخليج لبنان سياحيا للسنة الثانية تواليا ستنعكس بسرعة على معدل النمو الاقتصادي للبنان الذي لن يخرج عن اطار الـ2% وفق آخر توقعات البنك الدولي. لكن الا يجدر بحكومات دول مجلس التعاون درس الابعاد الاقتصادية والمالية لاي قرار سياسي؟ وخصوصا ان لا مصالح مالية او تجارية لـ"حزب الله" في دول الخليج كما يقول وزني، فيما لا تتجاوز نسبة اللبنانيين الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية 15% من اجمالي اللبنانيين الذين يعملون في تلك الدول. لذا، فان الضرر سيلحق باقتصاد لبنان وليس بفئة قد تكون هي المستهدفة من الاجراء السياسي الذي يقف حتى اليوم، عند حدود المقاطعة السياحية.


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,068,098

عدد الزوار: 6,977,436

المتواجدون الآن: 89