عشرات الشهداء والمصابين في إدلب بأكثر من 75 غارة وثوار درعا يسيطرون على حواجز في «مثلث الموت»... المعارضة السورية تعيد فتح 8 جبهات في ظل غياب ملحوظ للقوات الإيرانية

«سراج برس»: 15 قتيلاً لـ«حزب الله» في القلمون ..اتهام النظام بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب...«داعش» يخلط الأوراق في مخيم اليرموك: اتفاق بين «أكناف بيت المقدس» والنظام

تاريخ الإضافة الخميس 9 نيسان 2015 - 6:26 ص    عدد الزيارات 2176    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«سراج برس»: 15 قتيلاً لـ«حزب الله» في القلمون
 («سراج برس«)
قال موقع «سراج برس» إن الثوار السوريين أردوا عدداً من قوات الأسد و15 عنصرا من مقاتلي «حزب الله» وسيطروا على حاجزين في جبال القلمون شرقي مدينة الزبداني، بعد اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ليل الاثنين ـ الثلاثاء.

وأعلن الثوار صباح امس مقتل 11 عنصراً من «حزب الله»، واغتنام أسلحة وذخائر، والسيطرة بشكل كامل على حاجزين لقوات الأسد في جبل الزبداني الشرقي حيث امتداد سلسلة جبال القلمون.

وتزامن تحرير الحاجزين شرق الزبداني مع اندلاع اشتباكات مماثلة على أطراف فليطة غرب مدينة يبرود أدت الى مقتل 4 عناصر من «حزب الله»، كما حقق الثوار اصابات مباشرة باستهدافهم مقر اللواء 104 التابع لنظام بشار الأسد في وادي بردى بالصواريخ وقذائف الهاون من دون أن تعرف الخسائر.

ورد طيران النظام بشن غارات جوية مكثفة بالصواريخ أحصيت بـ10 غارات استهدفت جرود القلمون الغربي، وجرود عرسال من دون أنباء عن وقوع ضحايا.

والجدير بالذكر أن «حزب الله» يسيطر على العديد من المواقع في سلسلة جبال القلمون الغربية والشرقية، وتسانده قوات الاسد بالطيران.

ويتبع الثوار أسلوب الكر والفر على مواقع تمركز قوات الأسد وحلفائه، وحققوا خلال الفترة الماضية انتصارات بارزة.
 
عشرات الشهداء والمصابين في إدلب بأكثر من 75 غارة وثوار درعا يسيطرون على حواجز في «مثلث الموت»
(سراج برس، الائتلاف الوطني، المرصد السوري)
سيطر ثوار درعا على حاجز كبير لقوات الأسد جنوب قرية كفر شمس في «مثلث الموت« شمال درعا، وشرق مدينة الصنمين بعد اشتباكات في الأسلحة الثقيلة استمرت لساعات.

وأكدت «جبهة النصرة« مقتل 8 عناصر من قوات الأسد بينهم مسلحون من جنسيات غير سورية، وأعلنت أنها غنمت أسلحة وذخائر بعد سيطرتها على الحاجز.

وأعلن الثوار السيطرة على أطراف قرية قيطه في المنطقة ذاتها إضافة لمزارع كفر شمس شرق مدينة الصنمين، ونسف عدد من حواجز قوات الأسد التي كانت منتشرة في المنطقة.

وبعد سيطرة الثوار على المنطقة ونسف عدد من الحواجز العسكرية ردت قوات الأسد بغارات جوية مكثفة استهدف بها قريتي كفر شمس وقيطه. وأكد ناشطون أن طيران الأسد استهدف المنطقة بـ40 غارة جوية أمس.

وفي إدلب، شن طيران الأسد الحربي، والمروحي أمس أكثر من 75 غارة جوية على مختلف مناطق محافظة إدلب خلفت، عدداً من الشهداء، والجرحى، ودماراً هائلاً في الأبنية السكنية.

واستهدفت الطائرات المنازل في مدينة بنش بعدد من الصواريخ الفراغية، في حين تعرضت بلدة كفرومة، وقرية شابور لغارتين جويتين.

وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على أحد الأسواق في مدينة معرة النعمان، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة قرب تجمع الخزانات جنوب شرقي خان شيخون.

وشن الطيران الحربي غارة جوية استهدفت أحد أحياء مدينة إدلب الغربية خلفت عدداً من الجرحى، ودماراً هائلاً في الأبنية السكنية، في حين تعرضت كل من مدن سرمين، وسلقين، وكفرتخاريم، وقرية جوباس لغارات بالصواريخ الفراغية.

كما تعرضت قرية عين السودة بريف جسر الشغور الشرقي، ومزرعة حاج حمود لعدة غارات أسفرت عن أضرار مادية كبيرة، ونفذ الطيران الحربي غارتين على أطراف قريتي بياعة كبيرة، ورسم العابد بمحيط مطار «أبو الظهور« العسكري، في حين قصفت قوات الأسد بالرشاشات الثقيلة قريتي طلب، والدبشة، من مقراتها في مطار «أبو الظهور«.

وشن الطيران الحربي عدة غارات جوية بصواريخ فراغية استهدفت قرية مرعيان، وقرية بينين، وسرجة، في جبل الزاوية.

وألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة على قرى كنصفرة، وفيلون، ونحليا، وقميناس، وآفس، ومدينة سرمين، وبلدة كورين، وكفرنجد، ولم ترد معلومات عن إصابات.

وقال الائتلاف الوطني السوري إن معدل القصف بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية داخل مدينة إدلب وريفها وذلك منذ سيطرة الثوار عليها، مما تسبب بدمار كبير في المباني السكنية والمرافق العامة بنسبة تزيد على 15 % من مدينة إدلب، ومنها المشفى الوطني بالكامل، ومبنى المحافظة وسط المدينة، كما تم استهداف فرق الهلال الأحمر السوري، وشهدت المدينة حركة نزوح كبيرة وصلت إلى ما يزيد على 70% من عدد السكان.

وأشار رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة إلى أن ارتفاع وتيرة القصف على إدلب تأتي في سياق «الاستراتيجية التدميرية التي يعتمدها نظام الأسد تجاه المناطق المحررة، ووفق خطة مفضوحة يعتمدها بهدف نشر القتل والدمار ومنع المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته من تنظيم إدارة المدينة أو تشغيل المؤسسات العامة وإدارة عجلة الحياة«.

وأضاف خوجة إن مكونات الثورة السورية من مجالس محلية وهيئات مدنية وثوار «يبذلون جهداً كبيراً في استقرار المدينة من خلال إدارة المناطق وتأمين المؤسسات والمديريات وحماية المدنيين، بينما يسعى الأسد لنشر الفوضى والدمار في المدينة»، محذراً من «استغلال تنظيم داعش الإرهابي من نشر الفوضى التي يسعى لها النظام، والزحف نحو المدينة«.

وحمل رئيس الائتلاف، مجلس الأمن الدولي مسؤولياته بلجم نظام الأسد، وطالب التحالف الدولي بضرورة الإسراع في فرض مناطق آمنة في شمال سورية وتقديم الدعم الكامل للجيش السوري الحر بما يمكنه من حماية المدنيين، وإيقاف الغارات الجوية لطيران النظام التي تستهدف الأحياء السكنية.

وفي دمشق، سقطت عدة قذائف هاون على أماكن في منطقة العروبة بمخيم اليرموك، وقذيفتان على أماكن في منطقة الميسات، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين عناصر تنظيم «داعش» والفصائل الإسلامية في البساتين الواصلة بين بلدة يلدا بريف دمشق وحي الحجر الأسود، ومعلومات عن تقدم لعناصر التنظيم في المنطقة، كذلك سقطت قذيفة على منطقة بالقرب من شارع بغداد، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
 
نازحون عن المخيم يؤكدون أن هجوم «داعش» دفعهم للمغادرة والأمم المتحدة تطالب بإدخال المساعدات إلى اليرموك
 (أ ف ب)
طالب مجلس الامن الدولي بالسماح للمنظمات الانسانية بإدخال المساعدات الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق فيما وصف سكانه الذين نزحوا الى الاحياء المجاورة حالة الرعب التي عاشوها منذ اقتحام تنظيم «داعش» للمخيم الاسبوع الماضي.

وتوجه وفد فلسطيني من الضفة الغربية الى دمشق لمناقشة التطورات في المخيم بعد نحو اسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والتنظيم المتطرف الذي بات على بعد 8 كيلومترات عن دمشق.

ودعت دينا قعوار سفيرة الاردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، الى «ضمان الدخول وإجلاء المدنيين» من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة ان الدول الـ15 الاعضاء في المجلس مستعدة لـ»اتخاذ التدابير الاضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين» للفلسطينيين في المخيم من دون أي تفاصيل إضافية.

ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيار كراهينبول الوضع الانساني في المخيم بـ»الكارثي تماماً«. وقال أمام مجلس الأمن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من الاردن «بالكاد يعيش» السكان على 400 سعرة حرارية يومياً.

وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبدالهادي إن 500 عائلة أي قرابة 2500 شخص هربوا من مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة وتوزعوا في أحياء عدة مجاورة خاضعة لسيطرة قوات النظام.

وتراجع عدد سكان المخيم من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد الى نحو 18 ألفًا قبل هجوم تنظيم «داعش». ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية وفق عبدالهادي على وسط المخيم والمنطقة الغربية والجنوبية منه فيما يسيطر مقاتلو أكناف بيت المقدس وهو فصيل فلسطيني قريب من حركة حماس على المنطقة الشمالية الشرقية.

وأسفر الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش« الأربعاء الماضي عن مقتل 38 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأغرق هذا الهجوم المخيم، الذي أضحى رمزاً للمعاناة والحرمان في النزاع السوري الممتد منذ أكثر من أربعة أعوام، في مأساة جديدة بعد حصار خانق منذ نحو عامين أسفر عن وفاة 200 شخص نتيجة لسوء التغذية ونقص الأدوية.

واعتبر عدد كبير من السكان النازحين من المخيم والذين عانوا الأمرين من الجوع الاقتتال، أن هجوم التنظيم على المخيم كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير».

وقالت أم أسامة التي تعيش في المخيم منذ 17 عاماً لوكالة «فرانس برس«: «لقد خرجت من المخيم رغماً عني. بقيت فيه على الرغم من القصف والجوع كي لا أشعر بالمهانة خارج بيتي، رغم أن الوضع الإنساني صعب جداً. لقد اضطررنا لأكل الحشائش...».

وأضافت أن «دخول تنظيم داعش الى المخيم بحد ذاته دمار ومجزرة لأن تصرفاته ليست تصرفات الكائنات البشرية وحكمه ودينه مختلف كلياً عنا».

وأكد آخرون مشاهدتهم «رؤوساً مقطوعة» ما دفعهم الى الفرار للحفاظ على أرواحهم من دون الاكتراث لممتلكاتهم.

وأثار الهجوم أيضاً مخاوف السلطة الفلسطينية التي طالب رئيسها محمود عباس وكذلك حركة حماس بـ»حماية المدنيين» و»تحييد المخيم» عن الاقتتال.

وبحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني أمس في دمشق أوضاع المخيم مع مسؤوليين سوريين والفصائل الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أنور رجا لوكالة «انه من المقرر ان تلتقي الفصائل الفلسطينية الـ14 مع المجدلاني لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش». ولفت الى ان «المطلوب اتخاذ موقف فلسطيني موحد لمواجهة التنظيم بالقوة العسكرية»، مشيراً الى ان «السلطة كانت تعارض ذلك».

وتفرض التطورات الميدانية في مخيم اليرموك وفق رجا «تغييراً في الموقف واللجوء الى القوة لإخراج الإرهابيين من المخيم. (...) في حال التوافق على ذلك خلال الاجتماع، فسيتم بالتنسيق مع الدولة السورية». معتبراً أن ذلك «أمر طبيعي لأنها أرض سورية وأي قرار فلسطيني سيتم تحت مظلة الدولة السورية».
 
اتهام النظام بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب
الحياة...موسكو - رائد جبر
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - اتهمت المعارضة قوات النظام بتدمير البنية التحتية لمدينة ادلب في شمال غربي البلاد لـ «نشر الفوضى» وزحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى المدينة بعد خروجها عن سيطرته، في وقت افيد بشن الطيران ثمانية آلاف غارة خلال ثلاثة اشهر، وسادت اجواء تشاؤمية في اليوم الثاني لـ «منتدى موسكو» بعد اعتقال اجهزة الأمن شخصية معارضة بعد مشاركتها في منتدى حقوقي في جنيف.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس بأنه «وثق 7972 غارة بينها 4425 برميلاً متفجراً، ألقتها طائرات النظام المروحية، على مناطق في البلاد، ما ادى الى مقتل 1126 مدنياً بينهم 231 طفلاً».
وأفاد «المركز الصحافي السوري» بأن مئة غارة شنت على ادلب امس، فيما قال «الائتلاف» في بيان ان «معدل القصف ارتفع بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في إدلب وريفها منذ سيطرة الثوار عليها، ما تسبب بدمار كبير في المباني السكنية والمرافق العامة بنسبة تزيد عن 15 في المئة بينها المشفى الوطني ومبنى المحافظة وسط المدينة، اضافة الى نزوح ثلثي الأهالي». وأضاف: «ان جهوداً تبذل لاستقرار المدينة من خلال إدارة المناطق وتأمين المؤسسات والمديريات وحماية المدنيين، بينما يسعى الأسد لنشر الفوضى والدمار في المدينة»، محذراً من «استغلال تنظيم داعش الإرهابي من نشر الفوضى التي يسعى لها النظام، والزحف نحو المدينة».
في جنوب دمشق، ارتفع إلى 25 عدد «البراميل المتفجرة» التي ألقتها مروحيات النظام على مخيم اليرموك. وبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد المجدلاني في دمشق اوضاع المخيم مع مسؤوليين سوريين وفصائل فلسطينية، فيما وقت دعا الناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» انور رجا الى «اللجوء الى القوة لإخراج الإرهابيين من المخيم بالتنسيق مع الدولة السورية».
سياسياً، ساد التشاؤم في لقاء 32 شخصية معارضة في «منتدى موسكو»، بعد وصول نبأ توقيف اجهزة الأمن صالح النبواني على الحدود السورية - اللبنانية لدى عودته من ندوة حقوقية في جنيف وعدم رفع حظر السفر عن رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين المدعو للحوار. لكن المشاركين نجحوا في الخروج بورقة مشتركة لعرضها امام وفد النظام اليوم، وسط توقعات بأن ينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاء. وعلم ان انطوان لحام اجرى اتصالات مع معارضين ومسؤولين روس بصفته ممثلاً للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.
وضمت الورقة التي ستقدم الى وفد النظام 12 بنداً، بينها «التأكيد على حتمية الحل السياسي على اساس جنيف 1 والعمل على التمهيد لـ «جنيف3»، اضافة الى مطالب بينها «الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتال ومواجهة المشكلات الإنسانية ومكافحة الإرهاب ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأرض السورية».
وينتظر ان يلقي لافروف بياناً امام الحاضرين اليوم، وقال مشاركون انهم يأملون بأن «يتعامل وفد النظام بإيجابية اكبر من المرة السابقة مع المطالب والرؤى المطروحة». وقال احدهم لـ «الحياة» انه لمس «استياء روسيا بسبب عدم ابداء النظام استعداداً لتقديم خطوات ملموسة تدفع عمل المنتدى».
 
«داعش» يخلط الأوراق في مخيم اليرموك: اتفاق بين «أكناف بيت المقدس» والنظام
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي
خلط تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الأوراق باقتحامه مخيم اليرموك جنوب دمشق، وغير اصطفافات الفصائل المعارضة للنظام السوري والموالية له، كان أحد تجلياتها ظهور تعاون بين «أكناف بيت المقدس» المقربة من «حماس» و «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام، مقابل اتهامات لـ «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل بـ «تسهيل» دخول «داعش» إلى المخيم، وتسليم «جبهة النصرة» مقارها في المخيم إلى تنظيم «الدولة».
ووفق قول مسؤول فلسطيني ومصادر سورية لـ «الحياة»، فإن شرارة النزاع الأخير اندلعت لدى اغتيال يحيى حوراني (أبو صهيب) الذي تسلم قيادة «حماس» في سورية بعد خروج أعضاء المكتب السياسي برئاسة خالد مشعل من دمشق، وأسس «هيئة فلسطين الخيرية» التابعة للحركة، إذ إنه بعد اغتيال «أبو صهيب» في 30 الشهر الماضي، قامت «أكناف بيت المقدس» باعتقال عناصر من «داعش» و «النصرة». وعلى إثر ذلك انفجر خلاف كبير بين الطرفين أدى إلى اجتياح «داعش» المخيم والسيطرة على الغالبية العظمى منه.
وربط مراقبون بين انفجار الأزمة وأمرين: الأول، لقاء رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ومشعل في قطر. الثاني، عودة الحديث عن توقيع اتفاق تهدئة في المخيم. ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن رسالة بعثتها الخارجية السورية إلى مجلس الأمن، أن دخول «مئات الإرهابيين من داعش إلى المخيم صباح الأربعاء في الأول من نيسان (أبريل) بالتواطؤ مع جبهة النصرة المخيم استهدف ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أهالي المخيم ودفعهم إلى مغادرته وتعطيل وإسقاط اتفاق المصالحة المحلية الذي كان يفترض أن يوقع» بعد يوم من دخول اليرموك. وأشارت مصادر إلى أن لقاء لاريجاني - مشعل فتح كوة في احتمال تجديد التفاوض على «اتفاق تحييد المخيم» من 11 نقطة بينها «تشكيل لجنة عسكرية مشتركة وتشكيل قوة أمنية لحفظ الأمن» ومنع دخول أي شخص متهم بالقتل و «ضمان عدم وجود أي سلاح ثقيل داخل المخيم (مقابل) عدم تعرض المخيم لأي عمل عسكري». كما نص على «تسوية أوضاع المعتقلين ووقف إطلاق النار فوراً».
وفي المخيم، معسكران: الأول، حوالى 700 مقاتل موالٍ للنظام من «القيادة العامة» و «فتح الانتفاضة» و «جبهة النضال الفلسطيني» بزعامة خالد عبدالمجيد، الثاني، حوالى 1500 مقاتل معارض، بينهم نحو 300 مقاتل من «جبهة النصرة» و70 من «كتائب ابن تيمية» التي شكلت لاحقاً «كتائب أكناف المقدس» التي ضمت 200 مقاتل، إضافة إلى عشرات المقاتلين في «مجموعة أبو هشام زغموت».
وانخفض عدد اللاجئين في المخيم من 180 إلى 18 ألف شخص يعيشون في ظروف مأسوية منذ حزيران (يونيو) 2013، إثر فرض القوات النظامية حصاراً على المخيم، قتل فيه 300 شخص نتيجة نقض المواد الطبية والطعام. وتحدثت مصادر المعارضة عن لجوء المحاصرين إلى أكل لحوم الحيوانات والأعشاب بسبب قسوة الحصار.
وجرت أكثر من محاولة لإنجاز اتفاق مصالحة، لكن التحالفات الإقليمية أدت إلى فشلها، غير أن محاولات تجددت لإحياء بحث التوقيع على مسودة اتفاق. وأشارت مصادر مقربة من «داعش» إلى أن عناصر التنظيم «زحفوا إلى المخيم لقطع الطريق على إجراء مصالحة بين الأكناف والنظام»، فيما قال مسؤول فلسطيني لـ «الحياة» أن وسطاء عدة تدخلوا بين «داعش» و «الأكناف» وتم تكليف أبو أحمد هواري وهو من «الجبهة الديموقراطية» برئاسة نايف حواتمة ومقرب من «النصرة» بالتحدث مع «النصرة» و «أبو معاذ شرعان» للتحدث مع «الأكناف» و «أبو باسل أيوب» (تاجر مقرب من النصرة) بالحوار مع «داعش». لكن «داعش» اشترط خروج قيادات «الأكناف» من المخيم لوقف هجماته والانسحاب من المخيم. كما حاولت «القيادة العامة» الاتصال بـ «الأكناف» لدعمها في المعركة ضد «داعش»، لكن «الأكناف» رفضت تدخل الفصائل الموجودة على أبواب المخيم.
يوم الجمعة الماضي، تسارعت الصدامات بعد عدم وصول الدعم إلى «الأكناف» من خلال «أبابيل حوران» و «جيش الإسلام»، مقابل وقوف فصائل أخرى على الحياد، مثل «شام الرسول» و «كتيبة القراعين»، ما أدى إلى حصار قادة «الأكناف» في المخيم، حيث وجّه قادة في «داعش» عبر مكبرات الصوت نداءات لـ «كل من يحمل السلاح لتسليم نفسه، وقام داعش بإعدامات لشباب من الأكناف وقطع رؤوسهم ورميها في الشوارع».
دهاء «جبهة النصرة»
ميدانياً، قال مقربون من «داعش» أن أربع مجموعات تابعة لـ «الأكناف» انضمت إليه وتقاتل في صفوفه، فيما استسلم آخرون. وإذ أعلنت «النصرة» أنها وقفت على «الحياد» بعد وساطات وتدخل قادة فلسطينيين، قالت مصادر أخرى أن «مقار النصرة تم تسليمها إلى داعش، وكلاهما شارك في الهجوم، وقاما معاً بالتمشيط واعتقال الشباب من المدنيين ومن الأكناف، ذلك أن جبهة النصرة تعرف تفاصيل الوضع في المخيم». ورجح شاهد عيان من المخيم، استخدام «النصرة الدهاء، ذلك أن عدد عناصر داعش في الحجر الأسود (المجاورة لليرموك) لا يتجاوز 200 مسلح ومعظمهم من النازحين البدو. بالتالي، من قاتل في اقتحام اليرموك هم من النصرة التي يبلغ عدد مقاتليها حوالى ألفي عنصر، وهي كانت تنوي بعد السيطرة على المخيم القضاء على عناصر داعش
والانفراد بالسيطرة على اليرموك»، مضيفاً: «كلام النصرة عن الحياد غير صحيح بالمطلق»، ذلك أن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش اتهم فيه «النصرة» بمساندة «داعش». كما أن «النصرة» على مدخل اليرموك من جهة بلدتي يلدا و ببيلا «منعت المجموعات التابعة لجيش الإسلام من الدخول إلى اليرموك لقتال داعش»، وفق الشاهد.
وإذ سيطرت «حركة أحرار الشام» على منطقة محيط المحكمة وساحة الريجة في المخيم، انتشر مقاتلو «جيش الإسلام» و «شام الرسول» و «أبابيل حوران» في محيط المدينة الرياضية وحارة المغاربة لـ «حماية» بلدتي يلدا وببيلا، التي كان مقاتلو المعارضة وقّعوا فيها اتفاقاً للتهدئة مع النظام و «قوات الدفاع الوطني»، وليس لمؤازرة القتال في المخيم. وصعدت قوات النظام السوري حملة القصف وإلقاء «البراميل المتفجرة» على المخيم، بالتزامن مع فتح خطوط بين «الأكناف» وفرع فلسطين في جهاز الاستخبارات العسكري السوري
و «القيادة العامة» و «فتح الانتفاضة». وقالت مصادر فلسطينية أن مشعل اتصل وقتذاك بكل من الأمين العام لـ «القيادة العامة» أحمد جبريل ونائبه طلال ناجي و «طالب بفك الحصار عن إخوانه في المخيم»، علماً أن هذا الأمر جاء بعد أيام على فشل محاولة قام بها الأمين العام لـ «جبهة النضال الفلسطيني» خالد عبدالمجيد مع عضو المكتب السياسي في «حماس» عزت الرشق والوصول إلى «ترك الأمر لقيادة الميدان».
أسفرت هذه الاتصالات المتداخلة مع جهود قوى إقليمية، إلى «تنسيق كامل» و «اتفاق بين قوات الدفاع الوطني وأجهزة الأمن السورية وبين الأكناف في بلدية اليرموك»، حضره من «الأكناف» القيادي نضال أبو العلا (أبو همام) الذي عمل مرافقاً لعضو مكتب سياسي في «حماس» و «أبو عمر الميداني» (سوري). ومن الجانب السوري حضر فادي صقر قائد «قوات الدفاع الوطني» ومسؤولون في جهازين أمنيين سوريين.
ونقل أحد الذين حضروا هذا اللقاء عن صقر سؤاله «أبو همام»: «ماذا تريد منا؟ نحن هناك لنسمع طلباتك». وتضمنت طلبات «أبو همام» التزود بالذخيرة، الأمر الذي لبته «قوات الدفاع الوطني». واستكملت المفاوضات بعشاء عمل ضم «أبو همام» ومحمد زغموت (أبو أحمد المشير) الذي كان مرافقاً لقيادي في «حماس». ولفتت المصادر إلى أن «التنسيق بين الأكناف والأمن الوطني جرى بعيداً عن القيادة العامة، على رغم الاتصالات بين مشعل وجبريل، بل إن الأكناف تتهم القيادة العامة بأنها ساعدت داعش ضدها، لأن داعش تسلل إلى المخيم من خلال مواقع القيادة العامة» التي باتت تعاني مع حلفائها من نقص الذخيرة والإمداد.
 
منظمة التحرير الفلسطينية: فتحنا ممرا آمنا من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك
المخيم يحترق بنار اقتتال المجموعات المسلحة وبراميل النظام المتفجرة
لندن - دمشق: {الشرق الأوسط}
قالت دائرة شؤون اللاجئين، في منظمة التحرير الفلسطينية، إن تنظيمي داعش وجبهة النصرة يرتكبان «جرائم» بحق سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في سوريا، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لتأمين الحماية للسكان هناك.
وأكد زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، خلال مؤتمر صحافي، عقده بمدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، أن الجهة الشمالية من مخيم اليرموك لا زالت تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، موضحا أنها «جاهزة للدفاع عنه، ووضع حد لتمدد تنظيم داعش، داخل المخيم».
ولفت إلى أن منظمة التحرير تمكّنت بعد اتصالات أجرتها مع الحكومة السورية، من فتح ممر آمن من الجهة الشمالية للمخيم، سهّلت خروج أكثر من 2500 لاجئ.
وقال الأغا: «الاتصالات مع الأطراف الدولية لا زالت قائمة من أجل فتح ممر آمن يسهّل عملية إدخال المواد الغذائية والصحية، للاجئين الفلسطينيين، المحاصرين داخل المخيم».
من ناحية أخرى، أظهر تسجيل فيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي أول من أمس الاثنين 6 أبريل (نيسان)، حجم الدمار الكبير الذي ألحق بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة السورية دمشق بسبب حرب شوارع وهجمات جوية وقصف متبادل بين مقاتلي تنظيم داعش وفصائل أخرى.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إنه تم إجلاء بعض المدنيين من المخيم لكن ما زال هناك 18 ألف شخص في المخيم وهم مزيج من الفلسطينيين والسوريين.
ونشر ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي ألحقه طيران قوات النظام بمخيم اليرموك الفلسطيني جنوب العاصمة دمشق، وقال «تجمع ربيع الثورة» في مخيم اليرموك الذي يقوم برصد الأحداث في المخيم، إن الطيران المروحي لقوات النظام ألقى 11 برميلا متفجرا على مخيم اليرموك خلال اليومين الماضيين، استهدفت مناطق مدنية، لا سيما منطقة حديقة الطلائع، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، وإصابة «مقبرة الشهداء» الرئيسية مما أحدث دمارا هائلا في القبور والمناطق المستهدفة.
وفي تقرير مصور، قال مضر إسماعيل، مراسل «التجمع» داخل المخيم، إن عددا من الفصائل العسكرية في المنطقة الجنوبية، وهي «جيش الإسلام» و«جيش الأبابيل» و«لواء شام الرسول» تشارك في معركة «نصرة أهل المخيم» ضد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» لفك الحصار عن «كتائب أكناف بيت المقدس» المحاصرة بين شارع لوبيا وحتى خط التماس مع قوات النظام. وتحاول الكتائب المعارضة كسر الحصار عن «أكناف المقدس» من عدة محاور، وحققت تقدما على محور سوق الثلاثاء باتجاه يلدا، وعلى محور مفارق العروبة، وتمكنت من تحرير المركز الثقافي قريبا من دوار فلسطين.
وقال ناشطون ميدانيون في العاصمة دمشق إن سيارات الإسعاف والإطفاء لم تهدأ طوال الليل لأسباب غير معروفة.
وذكر «راديو اليرموك» أن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل أول من أمس على أكثر من محور في مخيم اليرموك، لا سيما منطقة العروبة وشارعي «15» و«30». وقتل في المعارك العقيد خالد الحسن الملقب «أبو عدي» قائد مجموعة «أحرار جيش التحرير»، والمعروف بـ«عقيد المخيم»، أول من أمس (الاثنين)، والعقيد أبو عدي كان من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني قبل رفضه تعليمات قيادة الجيش بإطلاق النار على السوريين، ليقوم بالانشقاق عنه قبل عامين، ثم شكل «مجموعة أحرار جيش التحرير المسلحة» داخل مخيم اليرموك التي كانت مهمتها الأساسية الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في سوريا.
وكان المخيم ساحة قتال قبل تقدم تنظيم داعش، لأكثر من عامين من حصار فرضته عليه الحكومة أدى إلى التجويع وانتشار الأمراض.
وسيطر التنظيم على معظم المخيم من جماعات مسلحة أخرى، في حين يحاصر الجيش المنطقة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قصر الرئاسة السوري.
ونشر التنظيم صورا يوم الأحد لمقاتليه داخل المخيم. وعرض أيضا صورة 13 رجلا راكعين ووجوههم للحائط. وكتب تحت الصورة إنهم مقاتلون منافسون من جماعة «أكناف بيت المقدس» المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد وتضم سوريين وفلسطينيين من أبناء المخيم. وتوجه وفد فلسطيني من الضفة الغربية إلى دمشق لمناقشة التطورات في المخيم بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والتنظيم المتطرف الذي بات على بعد 8 كيلومترات عن دمشق.
ودعت دينا قعوار سفيرة الأردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، إلى «ضمان الدخول وإجلاء المدنيين» من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس مستعدة لـ«اتخاذ التدابير الإضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين» للفلسطينيين في المخيم.
وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي إن 500 عائلة أي قرابة 2500 شخص هربوا من مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة وتوزعوا في أحياء عدة مجاورة خاضعة لسيطرة قوات النظام.
ومن المقرر أن يبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني الثلاثاء في دمشق أوضاع المخيم مع مسؤولين سوريين والفصائل الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أنور رجا لوكالة الصحافة الفرنسية «إنه من المقرر أن تلتقي الفصائل الفلسطينية الـ14 مع المجدلاني اليوم (أمس)، أو غدا (اليوم)، لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش».
 
المعارضة السورية تعيد فتح 8 جبهات في ظل غياب ملحوظ للقوات الإيرانية
النظام يستعين بالبراميل للتعويض عن التحرك على الأرض
الشرق الأوسط..بيروت: نذير رضا
قالت مصادر المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المعارضة المسلحة «استعادت زمام المبادرة عبر تجديد قدرتها على الهجوم»، موضحة أنها «فتحت 8 جبهات متزامنة فوق مساحات واسعة في سوريا»، في وقت تراجعت فيه القوات الحكومية إلى موقع المدافع، وكثفت من استخدامها للغارات الجوية والبراميل المتفجرة، وسط غياب ملحوظ لقوات الحرس الثوري الإيراني عن المعارك.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الإيرانية التي تصدرت الهجمات في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية: «تكاد تغيب الأنباء عن إطلاقها هجمات في الفترة الحالية لدعم القوات النظامية، وذلك منذ انشغال طهران بالمباحثات حول ملفها النووي»، مشيرا إلى أن «غياب دور ملحوظ لها، أفقد النظام القدرة على المبادرة وإطلاق الهجمات»، ما يشير إلى «احتمال أن تكون غير قادرة في الفترة الحالية على دعم قوات النظام بالقوة التي كانت قد رفدته بها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام». وفي المقابل، قالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها «استعادت القدرة على الهجوم والمباغتة في أكثر من موقع شمال وجنوب البلاد»، في وقت جدّد فيه تنظيم داعش هجماته في دير الزور في شرق البلاد، بموازاة إطلاق هجمات في شرق حمص قرب حقول الغاز والنفط، فضلا عن هجماته في مخيم اليرموك وبلدتي يلدا والحجر الأسود جنوب العاصمة السورية.وقالت المصادر إن الإمكانية لشن هجمات متزامنة على امتداد البلاد «تفعّلت منذ أواخر الشهر الماضي، ما حول النظام إلى موقع الدفاع، وألزمه محاولات صدّ الهجمات بدلا من المبادرة إلى شنها».
وفي السياق نفسه، قال عبد الرحمن إن قدرة النظام على شن الهجمات بالفعل «تضاءلت بشكل ملحوظ منذ الهجوم على بصرى الشام في الجنوب، وعلى إدلب في الشمال، حيث استعان بالبراميل المتفجرة للتعويض عن التحرك العسكري الفاعل على الأرض».
وهاجمت قوات المعارضة وقوات «داعش» أمس، القوات الحكومية في 8 جبهات بدأت جنوبا من بلدة كفرشمس الواقعة على مثلث درعا - القنيطرة - دمشق، التي كانت قوات النظام استعادت السيطرة عليها في فبراير (شباط) الماضي، كذلك في جنوب العاصمة السورية، والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى شمال حمص، وشمال حماه في الوسط، وجنوب إدلب شمال حلب في الشمال، كذلك في دير الزور والحسكة وشرق حمص في شرق البلاد.
ففي حمص، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم داعش من طرف آخر في محيط منطقة شاعر بريف حمص الشرقي. كما استهدف عناصر تنظيم داعش تمركزات لقوات النظام في منطقة السعن. وفي دير الزور، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي «داعش» في حي الرشدية في مدينة دير الزور، بعد 3 أشهر على تراجع وتيرتها، علما بأن النظام كان يبادر إلى الهجوم في تلك الفترة، بعد إفشال هجمات «داعش» التي كانت آيلة للسيطرة على المطار العسكري في المحافظة. ورد النظام أمس، بغارات نفذها الطيران الحربي بلغت 6 غارات على مناطق في بلدة عياش بريف دير الزور الغربي، أعقبها قصف من قبل قوات النظام على أماكن في البلدة.
وفي حلب، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الكتائب الإسلامية قصفت بعدة قذائف محلية الصنع، تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية باشكوي بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات متقطعة اندلعت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام في محيط قرية باشكوي وبمحيط قرية حندرات في ريف حلب الشمالي.
وفي إدلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كورين وبلدة كفرتخاريم، بينما قصفت قوات النظام أماكن كثيرة النيرب بريف إدلب الشمالي.
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بتنفيذ قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة جديدة عرطوز طالت عددا من المواطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية مغر المير بريف دمشق الغربي، ومواقع في منطقة القلعتين، والجبة بالقلمون، فضلا عن قصف مناطق في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية.
وفي الجنوب، ارتفع إلى 14 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في بلدتي سملين وكفرشمس بريف درعا الشمالي الغربي، وبلدات الشيخ مسكين وأم المياذن وابطع وازرع.. في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة نبع الصخر بالقطاع الأوسط في ريف القنيطرة.
 
«ورقة عمل» للمعارضة السورية اليوم بمواجهة الوفد الحكومي في موسكو.. ومطالب بعقد «جنيف 3»
تقديم «المعاناة الإنسانية» على بند «أسس العملية السياسية»
الشرق الأوسط..موسكو: سامي عمارة
تواصل النقاش وراء الأبواب المغلقة في موسكو أمس بين ممثلي الفصائل السورية المعارضة وسط أجواء سادها كثير من التوتر والشكوك تجاه ما يمكن أن يسفر عنه اللقاء المرتقب مع الوفد الحكومي السوري. وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» قال الدكتور قدري جميل القيادي في جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية، إن «الجدل الذي احتدم حول ترتيب نقاط جدول الأعمال لم يدم طويلا؛ حيث اتفق الحاضرون على الترتيب المطروح من جانب مدير اللقاء البروفسور فيتالي نعومكين مع تغيير بسيط نص على تقديم النقطة الخامسة، حول الخطوات التي يجب على كل الأطراف اتخاذها لتحقيق التقدم على طريق الهدنة الوطنية وتسوية الأزمة»، لتسبق النقطة الرابعة حول «أسس العملية السياسية، بما في ذلك بيان جنيف (30 يونيو/ حزيران - 2012)، فضلا عن إعادة الصياغة التي لم تتضمن تغيير المضمون بقدر ما كانت التعديلات تتعلق بالشكل».
وتطرقت اجتماعات أمس إلى إعداد ورقة عمل مشتركة تتضمن صيغة موحدة تكون أساسا لمواقف المعارضة لدى لقائها المرتقب اليوم مع الوفد الحكومي الذي وصل إلى موسكو أمس برئاسة بشار الجعفري المندوب الدائم لسوريا لدى مجلس الأمن، والذي كان ترأس الوفد الحكومي السوري في مباحثاته مع المعارضة في موسكو في يناير (كانون الثاني) الماضي.. وإن كشفت مصادر المعارضة عن أنه لا أمل كبيرا يراودها تجاه احتمالات الاتفاق معه.
وكان عدد من رموز المعارضة انضموا إلى قوام الوفود المشاركة في وقت متأخر من مساء أمس، ومنهم حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية الذي وصل من الإمارات العربية مساء أول من أمس، مع كل من محمد حبش وخالد محاميد والتحقوا بالجلسة المسائية. وقالت مصادر سورية قريبة من المباحثات إن «حسن عبد العظيم رفض بشدة أي مناقشة للبند الخاص بمسألة أسس العملية السياسية وفقا لبيان جنيف أو اعتبار بيان جنيف أحد المحددات، وطرح تأجيل الحديث حول هذا الشأن». وكانت الجلسة الأولى شهدت «توافق معظم الحاضرين على أهمية إقرار البند المتعلق بأسس العملية السياسية وبيان جنيف وضرورة تفسير الغموض فيه، خصوصا في الفقرة المتعلقة بالجسم الانتقالي. ولكن هيئة التنسيق رفضت كامل البند ولم تقبل به، واقترحت استبدال بحث الكارثة الإنسانية في سوريا به، ولكن تم تجاوز النقاش بإعادة البند كما هو حول مناقشة أسس العملية السياسية بما فيها مواد إعلان جنيف».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور قدري جميل إن مشاورات «موسكو2» تبدو قريبة من الدعوة إلى عقد «جنيف3». وأضاف أن المشاورات في سبيلها إلى إعداد «ورقة عمل» مشتركة، وصياغة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطالبونه فيها بالدعوة إلى عقد «جنيف3» استنادا إلى بنود بيان «جنيف1».
وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عاد في مؤتمره الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية الصيني فان يي، ليؤكد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية استنادا إلى بيان «جنيف1».
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء إن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، بحث هاتفيا مع حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني الأوضاع في سوريا واليمن، وإن المكالمة أتت بمبادرة من الجانب الإيراني و«جرى خلالها تبادل وجهات النظر حيال تطورات الأوضاع في سوريا واليمن». وأضافت أن «الطرفين أكدا على موقفهما الداعي إلى تسوية سياسية عاجلة للأزمتين السورية واليمنية، من خلال حوار وطني شامل بمشاركة كل الأطراف السياسية والإثنية في هذين البلدين».
وقالت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتقرر بعد ما إذا كان سيرغي لافروف سيلتقي الوفود السورية اليوم الأربعاء، كما جرت العادة إبان اجتماعات الجولة الأولى في موسكو في يناير الماضي. وأشارت المصادر إلى صعوبة استمرار مثل هذه المشاورات إلى ما لا نهاية، مؤكدة ضرورة أن تكون الجولة الحالية التي بدأت في موسكو أمس مقدمة لـ«جنيف3» أو أي صيغة من هذا القبيل، لكن استنادا إلى بنود وثيقة «جنيف1».
وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أشار في تصريحات صحافية تعليقا على بداية المشاورات السورية: «موسكو لا تضع حدودا زمنية لعملية تسوية الأزمة السورية»، فيما أكد على «ضرورة الانطلاق من الواقع في سياق هذه الجهود السلمية».
ومن اللافت أن عدد المشاركين في الجولة الثانية من مشاورات موسكو زاد على العدد الذي كان مقررا من قبل، حيث يضم اليوم ممثلي «الإدارة الذاتية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وجبهة التغيير، وهيئة التنسيق، وهيئة العمل الوطني الديمقراطي، إضافة إلى العشائر، والمستقلين، وبينهم عارف دليلة وريم تركماني. كما حضر ممثلو 5 أحزاب مرخصة هم مجد نيازي محمد أبو القاسم وسهير سرميني ونواف الملحم». وقالت المصادر السورية إن كلا من «صالح مسلم وخالد عيسى حضرا عن الاتحاد الديمقراطي الكردي، فيما يمثل الإدارة الذاتية أمينة أوسي من الكرد وسنحريب قانصوه من السريان وفنر القعيط». وأضافت: «اللقاء يشارك فيه أيضا إضافة لأعضاء موسكو الأول، مدعوون جدد، هم محمد رحال وعبد الناصر الهندي ولمى الأتاسي وريم تركماني وفخر زيدان».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,173,279

عدد الزوار: 6,981,691

المتواجدون الآن: 63