مؤتمر إيلات للإعلام: تجند تلقائي للصحافة الإسرائيلية دعماً للحكومة

تاريخ الإضافة السبت 27 تشرين الثاني 2010 - 8:06 ص    عدد الزيارات 2619    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

حسن مواسي

اختتم في مدينة ايلات، يوم الأربعاء الماضي، مؤتمر "ايلات الرابع للإعلام والصحافة القطرية"، الذي يعتبر اهم تجمع للاعلام الاسرائيلي ويعقد للسنة الرابعة على التوالي. وعلى مدى 4 أيام ناقش المشاكل التي تواجه الصحافيين الإسرائيليين.

وعلى الرغم من تباهي اسرائيل بحرية "السلطة الرابعة"، وانها احد أسس الديمقراطية في "واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، فإن المؤتمر اظهر مدى ترسخ الخطاب اليميني في الشارع الإسرائيلي عامة وفي وسائل الإعلام خاصة.
ومن خلال متابعة الحلقات الدراسية والندوات التي عالجها المؤتمر، يتبين انزلاق الإعلام الإسرائيلي، والحرية المزعومة نحو خدمة الأجندة السياسية الإسرائيلية العدوانية في كل ما يتعلق بالسياسات الخارجية ذات البعد الإقليمي وما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي عامة والقضية الفلسطينية وتداعياتها بشكل خاص، وتجنده التلقائي إلى جانب السياسة الإسرائيلية المعادية للعرب.
وواضح تماما من خلال قراءه محاور النقاش التي تمحور حولها المؤتمر الإعلامي الرابع، أن هدف الإعلام الإسرائيلي الأول والأخير هو كيفية تطوير الماكينة الإعلامية الإسرائيلية لتبيض صورة اسرائيل الملطخة أمام العالم، وإنقاذ سمعتها كـ"دولة ديموقراطية" وواحدة من دول العالم الحر، إذ تبجح غالبية المشاركين في النقاشات بالحرية المتاحة للإعلام الإسرائيلي، لوضع المبررات ضمن ما أطلق عليه المحاضرين زورا بالموضوعية الصحيفة والاستقلالية في التغطية.
وأبرزت المواضيع التي تم طرحها في المؤتمر أن الإعلام الإسرائيلي يضع نفسه في خانة المدافع المستميت عن سياسات الحكومة الاسرائيلية، متجاهلا القضايا اليومية التي تواجه الشارع يوميا، بدءا من البطالة وتزايد مستويات الفقر وصولا إلى التحريض المتواصل على فلسطيني الـ48 والعرب ككل.
وبينت النقاشات والمداخلات التي شهدها المؤتمر أن الإعلام الإسرائيلي هو إعلام مؤسساتي مجند ويخدم القضايا السياسية ويأخذ دور الباروميتر والموجه في هذه السياسات الكولونيالية والاستيطانية العدائية، وخدمة المد الفاشي المتصاعد في الشارع الإسرائيلي.
ويكتفي هذا الاعلام بحرية منقوصة ومسلوبة وفي قضايا محددة، ويؤكد حقيقة أن مساحة الحرية المتاحة للإعلام تكمن في قضايا محددة، اجتماعية واقتصادية أساسا وسياسية إجمالا وأمنية بشكل مقيد بمقص الرقيب العسكري الإسرائيلي، ويمتنع عن مناقشة قضايا ذات صلة بعمليات القمع، ويتجند تلقائيا إلى جانب الأمن والسياسة الخارجية لإسرائيل.
وفي مداخلة دعا الصحافي يعكوف احيميئر، علانية إلى ضرورة تجند الصحافيين لخدمة الأمن القومي الإسرائيلي وان عليهم أن يكونوا قوميين. وكذلك مراسل الشؤون العربية في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي تسفي يحزقئيل الذي أبدع بطرح مغالطات وطرح ادعاءات لا تمت للواقع بصلة مستشهدا بأمثال وحكم عربية لترويج ادعائه وتبريرها، ووصل به الحد إلى اعتبار أن التناقض القائم في المنطقة ليس بين دولة اسرائيل والعالم العربي، بل بين الشيعة والسنة.
في المقابل اعتبر القنصل الإسرائيلي الأسبق في نيويورك ألون بنكاس أن نظرة العالم إلى اسرائيل اليوم كنسخة من مفاهيم القرنين التاسع عشر والعشرين أبان وجود الدول الاستعمارية الكبرى، وإنها دولة كولونيالية استعمارية تستعمل القوة المفرطة لتحقيق أهدافها السياسية على الأرض.
وركز الكاتب اليساري جدعون ليفي خلال النقاشات على أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحولت الى صحافة بلاط، ونسجت علاقة مصلحة متبادلة بين الصحافي والشرطة أو الجيش والمسؤولين، لا بل وتقوم الصحافة بإضفاء الطابع العسكري والأمني على أي عملية تغطية فيما يتعلق بالعرب والفلسطينيين، وتتحول غالبية وسائل الإعلام والصحافيين إلى مراسلين لشؤون الجيش الشرطة والأمن. وإنها تعمل من منطلق سياسة الفصل والتمييز الواضحة بين العرب وبين المواطنين اليهود وتصنيف العرب واليهود بتصنيفات منفصلة، وتعميم وتوجيه التهم إلى كل من هو عربي وإنهم يعملون ضد الدولة وأمنها، وإنها تأخذ طابع امني بامتياز في تعاملها مع القضايا التي تخص فلسطيني الـ48 أو الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
ويمكن تلخيص نتائج المؤتمر بان الإعلام الإسرائيلي الواقع تحت سيطرة راس المال والنخب العسكرية والسياسية، يقود اسرائيل نحو الفاشية وترسيخ العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، ويكيف نفسه مع التشريعات والقوانين المتحكمة بالإعلام، كجزء من الفضاء التعبوي اليهودي في إسرائيل.


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,620,060

عدد الزوار: 6,957,709

المتواجدون الآن: 62