التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

الأحد 24 تموز 2011 - 10:49 ص

3294

دولية

تمضي واشنطن اجازتها السنوية برتابة وشح في النشاط الاعلامي، الا ان الموضوعين الاساسيين اللذان حفرا عميقا في تربتها آنيا هما: السعي بقرب الاتفاق على رفع سقف الدين العام للخزينة المركزية بين الرئيس اوباما وزعماء الحزب الجمهوري في الكونغرس؛ وتبعات التصدع في الامبراطورية الاعلامية لروبرت ميردوخ في بريطانيا، وهو المالك الرئيسي لصحيفة وول ستريت جورنال ايضا.

وفي شأن بوادر الاتفاق على رفع سقف الاقتراض، يعاني اوباما من تململ قوي داخل اقطاب الحزب الديموقراطي وقاعدته الانتخابية على السواء. اذ اقر اوباما ان برامج الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية، المحرمة من البت فيها تاريخيا، ستكون على طاولة البحث وعرضة للتخفيض؛ خاصة وان برنامج الرعاية الاجتماعية اياه لا يكلف الخزينة الاميركية مبلغا يضطرها للاقتراض، بل على النقيض من ذلك فانه يدعم الخزينة المركزية بمبلغ ضخم اقترضته من صندوقه الخاص يصل الى نحو 2.7 تريليون دولار، الأمر الذي يدحض مزاعم وخطط الحزب الجمهوري بضرورة اخضاع ميزانيته الى المشرحة والتقلص.

اما مسألة الفضيحة الاعلامية لامبراطورية ميردوخ وتداعياتها، فسيتناولها قسم التحليل بعناية، لا سيما وان صحيفة وول ستريت جورنال قد طالها بعض الدلائل لدور محرريها في التنصت على افراد دون علمهم ودفع رشاوى لمسؤولين. ويبقى السؤال المركزي الذي يفرض نفسه على الاجواء الاميركية هو الإتيان بدلائل ملموسة تدل على تورط امبراطورية ميردوخ في الساحة الاميركية على غرار الاعترافات والدلائل التي بدأت تبرز في بريطانيا. وتجدر الاشارة الى ان قناة فوكس الاعلامية المملوكة لميردوخ لا تتوانى عن التصدي وافشال السياسة، اي سياسة، للحزب الديموقراطي في كافة الصعد والمجالات. وفي آخر التطورات ان وزارة العدل الاميركية بصدد اعداد مذكرات استدعاء بحق مسؤولين كبار في شركة نيوز كورب الأم.

وعلى صعيد مراكز الفكر والابحاث، تناول معهد هدسون الاوضاع المتردية في افغانستان معربا عن رأيه بأن الوجود الاميركي هناك يسهم في حالة عدم استقرار البلد. وقال "نحن نرتكب خطأً فكريا رهيبا. فالاستقرار يتأتى عندما تتفاعل كافة العوامل الاخرى – حين يتوفر السوق الحر وحرية الافراد. وهو المرادف السياسي للسعادة، التي اشار اليها ارسطو بذكاء، بانها نتيجة، وليست هدفا، رفاهية حياتية. فالعيش الشريف والنشيط قد يؤدي الى بلوغ السعادة، ان تمتع الفرد بحسن الحظ. وذات الأمر، بدرجة او اخرى، ينطبق على الأمم فيما يخص استقرارها.

ففي افغانستان، ساهمنا في مضاعفة هذا الخطأ الفلسفي عبر تدفق كميات هائلة من الاموال الاميركية، والتي عادة كانت تصرف دون رقابة فعالة. اذ ضاعفنا من حجم الغنائم ورفعنا سقف الرهان في مجتمع يفتقد لسلطة القانون وخسر الكثير من تماسكه التقليدي. ليس عجبا ان مستويات العنف قد تضاعفت بلا هوادة، لا سيما وان المئات من زعماء القبائل قد لقوا حتفهم في قندهار في السنوات الاخيرة نتيجة صراعات تفاقمت بسبب المنافسة على الفوز بالعقود الاميركية والاموال المخصصة لاستتاب الأمن. فالولايات المتحدة انتزعت الهزيمة من فك الانتصار في افغانستان، وتقديمها المكافئة لاسوأ الافراد في افغانستان، وتثبيط عزيمة معظم الشعب لمجرد التفكير بدخول القطاع العام، ومضاعفة مستويات العنف في كافة انحاء البلاد تقريبا."

وللشأن السوري، مرة اخرى يدلي معهد واشنطن ادارة الرئيس اوباما، فان لدى واشنطن ادوات شتى للتأثير على قطاع الطاقة السوري وحرمان نظام الأسد من واردات العملة الصعبة الحيوية." كما واشار المعهد الى ما يراه الوهن الذي اصاب عزيمة الحلفاء الاوروبيين من الحظر المفروض.

وفي ذات السياق، أنّب المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي JINSA ادارة الرئيس اوباما لما اسماه القبضة القوية للسياسة الخارجية في الشرق الاوسط. وقال "تستخدم الولايات المتحدة قبضتها القوية لمطالبة الآخرين القيام به من اعمال طارحة جانبا مصالحهم او القيام بتهديدهم باستخدامها العقاب ضدهم. اذ ادت سياسة الولايات المتحدة الى نفور السعودية لحمايتها البحرين، وتهدد ايضا باخلاء مقر الاسطول الخامس من البحرين الى مكان آخر بسبب فشل حكومتها في استيعاب المعارضة الشيعية - المدعومة من ايران – مما يبدو اننا قمنا بقضم انفنا بايدينا. والولايات المتحدة ايضا احبطت الاردن لمسألة حدوده المتجاورة مع "فلسطين" مما حدى بالملك عبداللة النظر في توقيع اتفاقية للغاز الطبيعي مع ايران. والديموقراطيون في مصر (او هم في طريقهم) لا يمكنهم الشعور بالسعادة للقرار الاميركي بالتفاوض مع الاخوان المسلمين، عدوهم اللدود. والوقوف الى جانب الحكومة اللبنانية المسيطر عليها من حزب الله في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل لن يدخل البهجة الى الديموقراطيين اللبنانيين ولا الى اسرائيل. وبعض الليبيين يتسائل حتما لماذا تقوم قوات التحالف بقصف بلدهم، الذي تخلى طواعية عن البرنامج النووي، ودفع التعويضات واوقف اعمال الارهاب، ويحارب القاعدة – اي كل ما يطلبه الغرب – بحكم ان القذافي لم يرضخ لمطالب الرئيس. كما وان السوريين والايرانيين يتسائلون لماذا لم يطلب الرئيس (اوباما) ذات المطلب من الاسد والملالي."

كما تناول معهد كارنيغي

واستضاف معهد ويلسون The Wilson Center جلسة نقاش مؤخرا حول الربيع العربي وسياسة الولايات المتحدة، واتسم بتطابق بعض الرؤى لما يترتب على الولايات المتحدة فعله. واعرب مروان المعشر، سفير الاردن الاسبق في الولايات المتحدة، عن اعتقاده بأن التغيير في الشرق الاوسط سينبع من داخله محذرا في الوقت ذاته صناع السياسة الخارجية بعدم الاستعجال لرؤية تطورات اخرى فورية. ونبه المعشر الحضور الى ان الولايات المتحدة لا تستطيع تجاهل او استبعاد الاسلام السياسي مطالبا بمشاركتة في الحكم التي من شأنها ضمان بقاء الطابع السلمي للاسلاموية وتعطي "التزاما بالتعددية السياسية."

وفي الشأن المصري، اعرب معهد بروكينغز

وفي ليبيا، تصدر السفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة، جون بولتون، حملة التحذيرات مما اسماه تصاعد الدور الروسي في ليبيا نتيجة تراجع الدور الاميركي. وقال في ورقة بحثية نشرها معهد المشروع الاميركي الذي يعمل به "كم هو الامر مقلق وخطير رؤية اعضاء حلف الناتو يطلبون ود روسيا بعد قيامهم بشن الحرب الباردة وانتصارهم في اوروبا من اجل الحد من التأثير الروسي عليها بالضبط. والان فان بعض الحلفاء لا يحتضنون روسيا فحسب، بل ان ادارة الرئيس اوباما، في حالة مثل ليبيا، تحرض بفعالية على الجهود الروسية. وسينظر الكرملين محقا لجهود اوباما للترحيب في دوره للوساطة في ليبيا بانه ثمة خدعة تؤشر على ضعف وتراجع الموقف الاميركي. وفي ذات السياق، سيستفيد خصوم اميركا الدوليين من غلطة اوباما لاحداث كوّة تأتي بمزيد من الفرص لصالحهم والتي تقلقنا بشكل بالغ. وهؤلاء الخصوم، مثل ايران وكوريا الشمالية، سيتخذون العبرة لتجاهل جهود الولايات المتحدة لتقييد برامجهم النووية والصاروخية بعيدة المدى، الأمر الذي يصعّد المخاطر الراهنة لنظام حظر الاسلحة الاكثر شمولية. المعلقون السياسيون طالما يعبرون عن عدم رغبة عموم الاميركيين الانخراط في شؤون الأمن القومي. ولكن عند مواجهتهم بمخاطر فترة رئاسية اخرى تمتد نحو ستة عشر شهرا للرئيس اوباما، مع احتمال هائل لتصدره فترة رئاسية اخرى لمدة اربعة سنوات، يتعين على الاميركيين التصرف بعقلانية اكبر مما يعهد لهم بها المتنبؤون بالمسقبل."

وكان موضوع الاسلام والسياسة من نصيب مجلس العلاقات الخارجية ، الذي عبر عن اعتقاده بان يستمر تأثير العامل الاسلامي على الحكومات الناشئة، وان الشعوب ستتصرف بحذر لناحية وضع مسافة اكبر بين الحدود السياسية والدينية. وقال "تتحلى الشعوب بالتهذيب والرصانة بنظرها لتجارب الاخرين،" مشيرا الى فشل نماذج الدولة الاسلامية المطبقة في كل من ايران والسودان. واردف ان تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ينظر اليها كنموذج يحتذى، الا ان كيفية ترجمة ذلك الامر الى سياقات وطنية محددة يكتنفه الغموض. واضاف ان الولايات المتحدة لا تزال تعمل في المنطقة وهي تعاني من عجز في مصداقيتها الاقليمية ولم تستخدم او تستفيد من مصادر المعرفة الهائلة المتوفرة حول الاسلام.

التحليل:

ميردوخ: احد اجنحة امبراطورية الهيمنة المهددة بالسقوط

يبدو ان ما انكشف حتى الآن في فضيحة التنصت داخل امبراطورية ميردوخ الاعلامية لا يتجاوز رأس جبل الجليد. وتترافق عودة ميردوخ الى الاراضي الاميركية مع ملاحقتة من رياح العاصفة السياسية حيث يتعرض لدعاوى قضائية من قبل بعض المستثمرين في شركته، بالاضافة الى اقدام مكتب التحقيقات الفيدرالية على فتح تحقيق يتركز على احتمال ممارسات مشابهة لبريطانيا في الولايات المتحدة للتنصت على هواتف عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر ودفع رشاوى مالية لمسؤولين ، قامت بها فروع شركته الاعلامية المتعددة.

على صعيد آخر، اكد الصحفي البريطاني في جريدة الغارديان، نيكولاس (نك) ديفيس الذي يعود له الفضل في متابعة هذه الفضيحة لاعوام خلت حدوث اعمال ابتزاز طالت اعضاء في مجلس العموم حالت دون متابعتهم وتدقيقهم في تجاوزات شركة ميردوخ، وكذلك رشوتها لمسؤولين في الشرطة البريطانية للحصول على معلومات شخصية لافراد من ضمنهم اعضاء في الاسرة الملكية. كما ينظر بعين الشك والريبة الى الموت المفاجيء للصحفي شون هور الذي كان يعمل في شركة ميردوخ وتجرأ على فضح ممارسات التنصت وكشف النقاب عن معرفة الصحفي السابق في ذات الشركة آندي كولسون بهذه العمليات رغم انكار الاخير ذلك. علما بأن السيد كولسون وظفته سكوتلاند يارد كمستشار اعلامي لها بعد استقالته من شركة ميردوخ وعينه رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون ناطقا رسميا له زاعما انه لم يكن يعلم بتورط او معرفة كولسون بعمليات التنصت. تبدو وفاة شون هور وكأنها ازاحة "لشاهد ملك" في مجرى اية تحقيقات قد تجري في هذه الفضيحة المدوية.

احد المؤشرات الاخرى على عمق الفضيحة ايضا وتواطؤ اجهزة الشرطة البريطانية وخضوعها لنفوذ شركة ميردوخ هو الكشف عن توظيف عشرة صحفيين سابقين من الشركة في مكتب سكوتلاند يارد الاعلامي. ويتضح من تسرب بعض التقارير الصحفية عمق توغل امبراطورية ميردوخ في مجرى الحياة السياسية البريطانية وممارسة النفوذ داخل السلطات التنفيذية والتشريعية والأمن طيلة ثلاثة عقود متعاقبة منذ تولي مارغريت ثاتشر رئاسة الحكومة وحتى الآن.

وقد ارغمت الفضيحة الراهنة رئيس الوزراء البريطاني كاميرون على قطع زيارته المعدة سابقا لافريقيا والعودة على جناح السرعة لمواجهة استفسارات مجلس العموم في جلسة استثنائية دافع فيها عن موقفه ووعد بتقديم الاعذار اذا ثبت تورط ناطقه الرسمي ومعرفته باعمال التنصت. والملفت هنا ان يقدم كاميرون اصلا على تعيين السيد كولسون ناطقا رسميا رغم الشبهات التي تحوم حول الاخير منذ سنوات عدة. ويفسر البعض حرص كاميرون على نيل رضى وتعاون امبراطورية ميردوخ الاعلامية ان ذلك يعود لمساندته في حملته الانتخابية آنذاك.

مثلث النفوذ: الاعلام، والسلطة والمال

تعكس فضيحة تنصت امبراطورية ميردوخ الاعلامية على آلاف البريطانيين، والاميركيين على الارجح، حقيقة العلاقة الخفية بين اطراف مثلث النفوذ (الاعلام والسلطة والمال)، في الولوج الى منافذ السلطة السياسية عبر اقنية الفساد والرشوة؛ وتقدم لنا كذلك شواهد على تفسخ وتعرية منظومة الخداع والتضليل التي تغلف مجتمعات ما يوصف بـ "العالم الحر،" حيث لم تعد الانتهاكات محصورة في المجال المالي / الاقتصادي او المسلكي / الاخلاقي، بل تعدته الى كل جوانب الحياة السياسية. ويقدم النموذج الرأسمالي للمجتمعات الغربية مروحة متنوعة من اشكال انهيار القيم والاخلاق والقانون على مستوى الممارسة الفردية والمؤسساتية، واضحت فضائح حيتان المال والاعلام والسلطة امرا روتينيا تنافس تغطية اخبار الحروب والكوارث الطبيعية في وسائل الاعلام. ونمت شبكة الفساد والافساد خلف ستار المدنية والحداثة والقيم الديموقراطية التي يتغنى بها زعماء المجتمعات الرأسمالية الغربية لتنخر في مفاصل السلطة التي تمارس على طريقة عصابات المافيا.

بينما تتركز الانظار حاليا على تداعيات الفضيحة في المسرح البريطاني وتراجع حظوظ ميردوخ بالسيطرة على شبكة تلفزيون بي_سكاي_بي، يتنامى الاهتمام ببروز اسقاطات مشابهة في المسرح الاميركي داخل الفرع الاميركي لامبراطورية ميردوخ، خاصة انه يملك ابرز ادوات اليمين الاميركي المتطرف الاعلامية مثل شبكة فوكس نيوز وجريدة الوول ستريت جورنال، بالاضافة الى عدد من الوسائل الاعلامية المتنوعة وادوات نفوذ وتأثير اخرى، كخدمات اسواق البورصة (داو جونز) واستوديوهات في هوليوود تنتج افلاما وبرامج ومسلسلات لعرضها على قنواته التلفزيونية. وبموجب الارقام التي نشرت مؤخرا، تحقق امبراطورية ميردوخ موارد مالية ضخمة تقدر بحوالي 8 مليار دولار سنويا من صناعة السينما والترفيه؛ ومن برامج التلفزيون نحو 4 مليار دولار؛ ومن شبكة الكابل السلكية للتلفزيون نحو 7 مليار دولار؛ وفي مجال الصحافة والمعلومات نحو 7 مليار دولار؛ وفي انظمة البث الفضائي المباشر نحو 4 مليار دولار؛ واكثر من مليار دولار من خدمات التسويق ونشر الكتب. ولا تشمل هذه الارقام مداخيل من مشاريع مشتركة لميردوخ مع شركتي "تاتا" الهندية و "روتانا" السعودية.

ورغم انه لم تتسرب حتى الآن معلومات عن سير التحقيقات في الولايات المتحدة، يتم تسليط الاضواء على نشاط ميردوخ هناك والذي يربو على ثلاثة عقود من الزمن. ويبدو من المعلومات الاولية، التي يتم تداولها في الصحافة البعيدة عن سيطرة ميردوخ ونفوذه، ان نشاطه كان مكثفا ومركزا عبر لجنة خاصة للعمل السياسي / التمويلي، كما وكشف النقاب عن قيام هذه اللجنة التبرع بمبلغ مليون دولار في العام الماضي لجمعية حكام الولايات عن الحزب الجمهوري، بالاضافة الى تبرعات قدمتها لدعم حملات انتخابية لمرشحين للرئاسة او مجلسي الشيوخ والنواب.

وتتعالى اصوات المنتقدين مطالبة كل من حصل على تبرعات باعادتها. وعبر العقود الثلاثة الماضية ومنذ حصول ميردوخ على الجنسية الاميركية خلال عهد الرئيس ريغان اقدمت لجنة الدعم السياسي التابعة له على التبرع بسخاء لكلا الحزبين، رغم ان الحزب الجمهوري ومرشحيه حصلوا على الحصة الاكبر. ويبلغ مجمل التبرعات التي تتم بصورة فردية للمرشحين من الحزبين في العقد الاخير حوالي 1.2 مليون دولار. ومن ابرز متلقي هذه التبرعات اللجنة الوطنية العامة التابعة للحزب الجمهوري وكذلك اللجنة الخاصة المعنية بانتخاب اعضاء مجلس الشيوخ من نفس الحزب، ونخص هنا بالذكر تبرعات سخية لكل من السيناتور الصهيوني ريك سنتورم الذي اعلن مؤخرا عن ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري، والسيناتور ميتش ماكونل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ.

يلاحظ ايضا تقديم اللجنة تبرعا ماليا بمبلغ مليون دولار في العام الماضي لغرفة التجارة الاميركية، كما سجل تقديم اللجنة تبرعات بنحو 215،000 دولار في الربع الاول من العام الجاري لعدة منظمات تقوم باعمال اللوبي في العاصمة الاميركية. كما وتجدر الاشارة الى تلقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تبرعات من شركة ميردوخ ابان حملتها الانتخابية لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك.

التداعيات الاولية لتعثر امبراطورية ميردوخ لا تنحصر في اغلاق بعض الصحف العريقة في بريطانيا، او استقالات طالت العديد من المسؤولين، بل تنامي قلق بعض المستثمرين لمستقبل الامبراطورية. ويبدو ان اداء ميردوخ ونجله في حملة العلاقات العامة اثناء جلسة الاستماع / الاستجواب في اللجنة الفرعية لمجلس العموم البريطاني لم تبدد قلقهم، خاصة لرفضه تحمل مسؤولية الانتهاكات واعمال الرشوة والخداع التي مارسها مسؤولون يخضعون عمليا لسلطته المباشرة.

ويعتقد بعض المراقبين ان بعض المستثمرين سيطالبون ميردوخ التخلي عن موقعه التنفيذي والتحول الى موقع رمزي استشاري كمخرج لوقف التدهور، خاصة بعد انهيار اسعار الاسهم التابعة لشركته باكثر من 17% غداة انتشار اخبار الفضيحة. وتجدر الاشارة الى ان شركة ميردوخ يديرها مجلس ادارة مكون من 16 عضوا يمثلون عمليا عائلة ميردوخ واقربائه واصدقائه. ويملك ميردوخ شخصيا حوالي 40% من اسهم الشركة، بينما يملك الوليد بن طلال 7% منها ولكن لا يحق له التصويت كما ليس لديه اي ممثل في مجلس الادارة. وصممت اسهم الشركة على ان يكون جزء منها يتمتع بالتمثيل والتصويت، والجزء الآخر مخصص لافراد ومؤسسات لا تتمتع بالتمثيل او التصويت في الجمعية العامة لمالكي الاسهم، ويتحكم ميردوخ وعائلته بكتلة التصويت الوازنة.

لم تأت جلسة الاستماع في مجلس العموم البريطاني على مفاجآت كبرى رغم اسهامها باحداث تحسن طفيف في اداء اسهم الشركة، ولكن ميردوخ تعرض لاعتداء من احد الساخطين عليه حين رماه بطبق من الرغوة البيضاء لاهانته. وتشكل هذه الممارسة وسيلة للتعبير عن السخط وتوجيه الاهانة في المجتمعات الغربية يحاكيها في مجتمعاتنا الشرقية رمي الحذاء في وجه الشخص المعني كما فعل منتظر الزيدي برميه حذاءه على رئيس الحرب على العراق جورج بوش الابن.

في ظل الفضائح المالية التي شهدناها مؤخرا، هناك سؤال يطرح نفسه بشدة: لماذا لا يتم توسيع نطاق التحقيقات لتطال ايضا ممارسات شركة ميردوخ (داو جونز) ، اذ من المرجح ان تكون اجراءات التنصت جارية ايضا في بورصة نيويورك وامكانية التلاعب بمجريات عمليات البيع والشراء واردة ايضا من قبل بعض العملاء والوسطاء الماليين. فالذي لا يجد غضاضة في التنصت على افراد الأسر الملكية او السياسيين يمكنه ممارسة مسلكيات مشابهة لاغراض الجشع والطمع وكنز المال وبسط النفوذ.

ان تلاحق الازمات والفضائح على فروع الامبراطورية العالمية للهيمنة والنفوذ والتحكم بمصائر الشعوب يعكس ليس أزمة نظام الهيمنة الامبراطوري وقيمه اللااخلاقية فحسب، بل انها ازمة بشرية عميقة تهدد المجتمعات الراسمالية المثقلة بالديون والفضائح وشن الحروب، ولن تكون هذه المجتمعات بمنأى عن ربيعها الخاص حين تتحرك الجماهير الغاضبة لفتح مسارات جديدة تحقق آمالها المنشودة في العدل والحرية وسلطة القانون.

ANALYSIS, PUBLICATIONS, AND ARTICLES

Executive Summary

The question is if it will impact its American holdings, especially the Wall Street Journal and Fox News. Fox News has been a critic of Obama and he has tried to punish it several times in the last few years.

Department of Justice, Obama will once again fail to curb this troubling critic.

They conclude, “We are making a terrible intellectual mistake. Stability is what happens when everything else works—when you have free markets and free people. It’s the political equivalent of happiness, which Aristotle astutely pointed out is the result, not the goal, of a life well lived. Live virtuously and actively and you may end up happy, if you have good luck. The same more or less goes for nations with respect to stability.

The US has snatched defeat from the jaws of victory in Afghanistan, rewarding the worst people in Afghanistan, discouraging most people with any sense from entering public life, and increasing violence in just about every area of the country.”

They note, “Beyond the targeted sanctions on Syrian officials already imposed by President Barack Obama's administration, Washington has tools for leveraging Syrian energy and depriving the Assad regime of critical foreign exchange earnings.” They do also note one major problem – sanctions fatigue amongst European allies.

They note, “The United States has, of late, been heavy handed in its demands of others and its willingness to overlook their interests or threaten them with punishment. The United States has alienated Saudi Arabia over its defense of Bahrain, and is threatening to take the 5th Fleet out of Bahrain over the failure of its government to find accommodation with the Iranian-supported Shiite opposition - although that seems like cutting of our own nose. The United States has so discomfited Jordan over the idea of a border contiguous to "Palestine" that King Abdullah is weighing a natural gas deal with Iran. Egyptian democrats (or would-be) can't be pleased with the American decision to engage the Muslim Brotherhood, their nemesis. Siding with the Hezbollah-dominated government of Lebanon over its maritime border with Israel won't make Lebanese democrats any happier than it makes Israel. Some Libyans must be wondering why our coalition is bombing their country, which gave up its nuclear program, paid reparations for and ceased terrorism, and fights al Qaeda - everything the West asked for - just because Gaddafi didn't drop dead on demand by the President. The Syrians and the Iranians must be wondering why the President didn't demand the same of Assad and the Mullahs.”

They conclude, “As bloodshed spreads, sectarian identities will come to the fore. Only the Alawi community (and not all of it) will fight for the regime, and sooner or later the Sunni majority will win. The Christian, Druze and Kurdish minorities will probably stay out of the conflict. In such a scenario, given the near congruity between regime and state in Syria, a civil war will leave the country devastated, with major state-building tasks to accomplish to regain normalcy. Unlike in Egypt and Tunisia, it would not imply the replacement of one ruling group by another; rather, it would involve the uprooting of much of the regime-state apparatus and the creation of new ones.

Although several opinions were expressed, there was some agreement on what the US should do. Marwan Muasher, Vice President for Studies at the Carnegie Endowment for International Peace and former Ambassador of Jordan to the United States, recognized that change in the Middle East will be largely from within and cautioned that foreign policymakers should not expect to see immediate further progress. Even though events are slowing down in Tunisia and Egypt, the “loss of the feeling of powerlessness,” especially among youth, will push along the process. Muasher also pointed out that America cannot ignore or exclude political Islam; by engaging with it, the U.S. can help ensure that Islamism is peaceful and “committed to political pluralism.” Like other panel members, Muasher felt that the United States can play only a limited role otherwise, but can still encourage stable reform in countries that have not yet seen major protests, support local power-sharing, and continue efforts in the Arab-Israeli peace process.

They conclude, “The massive protests of July 8 showed that a growing number of Egyptians are unhappy with the heavy-handed conduct of the transition's military stewards. As long as their reactive mishandling of the revolution continues—failing to end the state of emergency, dismantle the old regime, and end the use of military tribunals—citizens will, and should, continue to hold them to account in Tahrir Square. Despite the efforts of those who remain camped there, however, real and lasting political change will likely come not through more mass protests, but through a decidedly less glamorous venue—the voting booth and the ballot box.”

He concluded by saying, “How troubling and dangerous it is to see NATO members drifting toward Russia after largely waging and winning the Cold War in Europe precisely to keep it out of Moscow's clutches. Now some are not only apparently seeking Moscow's embrace, but the Obama Administration, in cases like Libya, is actively abetting Russia's efforts. The Kremlin will rightly see Obama's welcoming of its Libya mediation ploy as yet another telling sign of American weakness and retreat. Similarly, America's other international adversaries will take Obama's mistake as opening even more opportunities for them that should deeply concern us. These adversaries, like Iran and North Korea, will perceive even less concern about U.S. efforts to constrain their nuclear and ballistic missile programs, thus accelerating the ongoing risk of even broader proliferation. Political commentators routinely opine that Americans are not interested in national security issues. But if confronted with the dangers of a further sixteen months of Obama, compounded enormously by the prospect of four additional years, Americans should be far more sensible than the prognosticators give them credit for.”

Ebrahim Moosa, professor of religion and Islamic studies at Duke University, says that while Islam will likely be a factor in emergent governments, people will be cautious about allowing too much of a blurring between political and religious boundaries. "People are chastened and sobered by experiences elsewhere," Moosa says, noting what he calls the failures of the Islamic states of Iran and Sudan. Moosa says that while Turkey's government under the AKP (Justice Party) is being seen as a model, it is unclear how that will translate into specific national contexts. He also says that the United States is still operating under a credibility deficit in the region and has not used its vast knowledge resources on Islam effectively

ANALYSIS

The News of the World Scandal and Murdoch’s American Media Empire

So, it wasn’t a big reach to discover that the News of the World, part of the Murdoch media empire had hacked the phones of murder victims, members of the royal family and possibly bribed Scotland Yard officials. The difference in this news is that instead of a newspaper bringing a politician down, it is more likely that the politicians may bring a news group down.

Les Hinton, publisher and CEO of the Wall Street Journal resigned. Hinton and Murdoch have worked together for 52 years, including while Hinton was chief executive of News International, Murdoch’s British newspaper publisher, which had overall responsibility for the NOTW.

In fact, one of Fox News’ competitors MSNBC compared the scandal to the fall of the Berlin Wall. The New York Times (whose competitor the New York Post is owned by Murdoch) is also taking an aggressive stance in investigating the story.

Fox News opponents have called for a criminal probe into whether News Corp. executives violated the U.S. Foreign Corrupt Practices Act with payments to British security or government officials in return for information used in news stories. Attorney General Eric Holder quickly obliged last week, despite First Amendment concerns. Previously the law was used to punish companies bribing government officials in order to procure business. Paying for information is a common practice in the American media and this investigation could have repercussions for many in the news business, including those calling for the investigation.

And, the Obama administration is more than willing to attack their credibility. In fact, this incident is only the latest of White House inspired attacks on the news organization. Earlier this week, Judicial Watch released some White House Emails released under the Freedom of Information Act. These emails show that Fox was initially excluded from interviewing a senior Treasury Official in October 2009 at the behest of the White House. This was quickly corrected — because the bureau chiefs of four other networks (ABC, CBS, CNN and NBC) agreed to boycott the interviews unless Fox was included. One official even e-mailed the suggestion of “putting some dead fish in the Fox cubby — just cause.” Given this attitude, there is now doubt that the White House will use its power to pursue an investigation into Fox News.

In an era when news outlets lose money, Fox News and News Corp. is very profitable. And, despite vigorous attempts by the Obama Administration to exclude Fox News from administration news events, other television news groups have been reticent about supporting Obama’s attacks on Fox for fear that the same tactics many be used against them in the future.

Currently there is only one private investigator who claims this

With him running behind a generic Republican presidential candidate, many professional Department of Justice lawyers may shy away from pursuing a politically motivated investigation.

In the questioning in front of Parliament, Rupert Murdoch seemed to be letting his son take the lead. Not only did James take the lion’s share of the questions, but on a couple of occasions has stepped in when his father appeared to be floundering. It even seemed that James focused on the defense, while Rupert showing the contrition. It is quite possible the 80 year old Rupert will probably reduce his public profile in the coming years.

PUBLICATIONS

Why is Obama Giving Libya to the Russians?

By John Bolton

American Enterprise Institute

July 20, 2011

Reuters

With President Obama's Libya policy staggering from one embarrassment to another, last week he and Secretary of State Clinton outdid themselves. They publicly welcomed Russia's effort to insert itself as a mediator, an act of such strategic myopia that it must leave even Moscow's leadership speechless. Permanent Security Council members Russia and China abstained on the initial resolution authorizing force to create a Libya no-fly zone and to protect innocent civilians. By not casting a veto, Russia thereby tacitly allowed military action to proceed. As they did, Russia repeatedly second-guessed and harshly criticized NATO's operations. Now, as a mediator, Russia will, in effect, have the chance to rewrite the Council's resolution according to its own lights. Given the uncertain trumpet sounded by both Obama and NATO, and the still-inconclusive outcome of the "kinetic military action," the reputation and credibility of U.S. and NATO, militarily and politically, have been gravely impaired. The President likely doesn't appreciate these wounds as he leans over backwards not to be seen as the regime-changing unilateralist he imagined his predecessor to be.

Syria: Past the Point of No Return

The crisis in Syria is passing the tipping point. After four months of repression, protests are large and getting larger. The government is using about 50,000 Special Forces to combat the unrest, but every Friday many times that number are out on the streets. Although Damascus and Aleppo, the two largest cities, are still relatively calm, Hama, Homs and several other towns and areas are in near-open rebellion. The unrest has also unleashed a wave of economic consequences that are only pushing the Syrian state closer to collapse. According to recent reports, business and trade are down 50 percent, unemployment has doubled, food and electricity shortages are escalating, $20 billion has already left the country, banks fear a run on their assets and the government is printing pounds at a furious pace, which risks a rapid devaluation of the national currency. The large merchant and middle classes of the big cities had accepted the Assad-regime bargain of giving up political rights in exchange for economic prosperity. With the government no longer able to deliver either, the so-far silent majority in Syria are likely to finally speak out.

Our Destabilizing Fetish for 'Stability' in Afghanistan

By Ann Marlowe

Hudson Institute - World Affairs Magazine

July 18, 2011

I'm frankly tired of writing about Ahmed Wali Karzai, the brother of Afghan President Hamid Karzai. One of the reasons, in fact, that I'm tired of writing about Afghanistan is that it so often involves writing about horrible people and how the US has empowered them. So AWK's slaying on July 12th is interesting to me more for the chance it offers to discuss a fatal error in American strategy, one that goes far beyond the Afghan war. What's important for the US and Afghanistan going forward is the trope of destabilization that has occurred in a lot of discussion, both professional and popular, of the slaying of Kandahar's Al Capone. We hear that with the elimination of one powerbroker, Kandahar will be less stable. This theme also occurs in analysis of the revolutions of the Arab Spring. If Saleh or Assad falls, the pundits wonder, will Yemen or Syria be less stable? The assumptions embedded in these discussions are, to me, part of the reason the US is committing foreign policy suicide in any number of countries. In fact, Afghanistan is just about the only country where American policymakers don't think that a broad array of competing factions and dissenting opinions is dangerous.

Arab Spring or Arab Winter (or Both)? Implications for U.S. Policy