تقارير ..."الصرخيون": ندفع ثمن وسطيتنا وتمسّكنا بخط المرجعية العربي العراقي ...ألمانيا: اليمين يستثمر في خطوة السلفيين توزيع القرآن على «الجيران»

«المنطقة الآمنة» في سورية والحساسيّة الكرديّة...اليمن يستعيد عمليات ترحيل "المجاهدين" إلى سوريا

تاريخ الإضافة الإثنين 23 نيسان 2012 - 6:22 ص    عدد الزيارات 1989    التعليقات 0    القسم دولية

        


ألمانيا: اليمين يستثمر في خطوة السلفيين توزيع القرآن على «الجيران»
الحياة....برلين - اسكندر الديك
 

بعد إصرار الإسلاميين السلفيين في ألمانيا على مواصلة توزيع 25 مليون نسخة من القرآن الكريم على الألمان في الساحات والشوارع والمدارس فإن السؤال الأول الذي يبرز أمام المراقب العادي هو: هل يستفيد الدين الإسلامي والمسلمون في ألمانيا من هذا العمل الذي تنفذه منظمة متشددة صغيرة تطلق على نفسها اسم «الدين الحقيقي» تحت شعار «إقرأ»؟ والسؤال الثاني الذي يتبادر فوراً إلى الذهن: هل يستفيد السلفيون من هذه الحملة؟

قبل نحو ثلاثة أشهر بدأ السلفيون في ألمانيا حملة توزيع نسخ القرآن باللغة الألمانية مجاناً بصورة غير استعراضية لم تلفت انتباه السياسيين ووسائل الإعلام، وضمن أطر الدستور الألماني الذي يضمن حرية نشر المعتقدات والأديان ومنشوراتها في البلاد. وكانت المنظمة المعنية التي تقدر مصادر مختلفة عدد أعضائها بين 2500 و5000 آلاف شخص بدأت في خريف العام الماضي في طبع 300 ألف نسخة على دفعات عدة في أحدى المطابع الألمانية من دون معرفة من يغطي كلفة الطبع الباهظة. واكتفى أحد قادة السلفيين المدعو إبراهيم أبو ناجي، وهو واعظ يتمتع بنفوذ كبير على جماعته، بالإشارة إلى أن «تركيين» موّلا أول 20 ألف نسخة، لافتاً إلى أنه رفض «دعماً مالياً من منظمات في البحرين لأنها أرادت كتابة اسمها على المصحف». ويصف المكتب الألماني لحماية الدستور، وهو جهاز استخبارات داخلي، أبو ناجي الفلسطيني الأصل بـ «السلفي الخطير» بسبب خطاباته المتشددة ودعوته إلى الجهاد المسلح.

وعلى ما يبدو لم يرض قادة التيار السلفي بأن تكون حملتهم عادية وغير مثيرة للانتباه فسعوا بمختلف الوسائل إلى الدعاية، عبر تصريحات وبيانات، تدعو وسائل الإعلام إلى تغطية التوزيع. وبالطبع لم تؤد العملية الاستعراضية التي حدثت أخيراً في ولاية شمال الراين ووستفاليا إلى لفت الانتباه فحسب، بل وإلى إعادة طرح جملة من المواقف المسبقة من الإسلام والمسلمين ومن «الخطر الإسلامي الداهم» لدى شرائح عدة في المجتمع الألماني شعرت باستفزاز لمشاعرها بعد فترة هدوء نسبي. وتلقف اليمين المحافظ، واليمين النازي خصوصاً، هذه الفرصة الجديدة لاستخدام أدواته وحججه المعهودة ضد الإسلام والتحذير من خطره على البلاد.

وانجرف عدد غير قليل من نواب بعض الأحزاب في التهويل وإثارة العداء والمطالبة بمنع توزيع المصحف، لكن نواباً آخرين ذكّروا بأن دستور البلاد لا يمانع البتة في نشر الأفكار والمعتقدات والأديان المغايرة للدين المسيحي مثل سماحه أيضاً بالإلحاد والدعوة إليه، علماً أن القوانين تدعو إلى ملاحقة كل من يرفض حرية الآخرين ومعتقداتهم ويشكل خطراً أمنياً على المجتمع. وهذا يسمح مثلاً بملاحقة السلفيين الذين هددوا وتوعدوا في فيديو بثّوه في الإنترنت الصحافيين الذين نشروا مقالات انتقادية عنهم في بعض الصحف. وقال صوت في الفيديو موجه إلى كل صحافي معني: «نملك معلومات كثيرة عنك، نعرف على سبيل المثال أين تسكن ومن هو فريق الكرة الذي تؤيده، ولدينا رقم هاتفك...».

ويمكن القول إن السلفيين حققوا أمراً واحداً، وهو أنهم وصلوا إلى وعي أكثرية الألمان للمرة الأولى، لكنهم دخلوه في صورة سلبية تماماً، بخاصة أن ألماناً عاديين كثراً لا يزالون لا يعرفون سوى عناوين كبيرة عن الإسلام والمسلمين معظمها سلبي الطابع. والدليل على ذلك أن الاهتمام الذي برز بكتاب القرآن الذي وزّع دون ضجة في البداية زال إلى حد كبير بعد الضجة الإعلامية والسياسية التي أثيرت حوله.

وأجمعت وسائل الإعلام على القول إن العملية الاستعراضية التالية التي جرت للتوزيع في 35 مدينة ألمانية في أواسط الشهر الجاري لم تشهد الإقبال المتوقع منها. ولا أحد يعلم إن كان التيار ينوي بالفعل توزيع 25 مليون مصحف كما يقول، إلا أن الطريقة التي مارسها حتى الآن ستوصله إلى الفشل حتماً، وسيقتنع بعد فترة من الزمن أن هذه المهمة مستحيلة. ولا أحد يعرف كيف سيؤمن التيار السلفي المال لذلك والذي يقدر بين 50 و100 مليون يورو ذاك أن كلفة طبع النسخة الواحدة تتراوح بين 2 و 4 يورو.

إضافة إلى ذلك فإن المطبعة المستخدمة أوقفت الطبع الآن عقب الضجة التي حصلت، وتدرس إمكانية نقض الاتفاق الذي وقعته. ولن تنفع هنا مناشدة الواعظ السلفي أبو ناجي لأتباعه غير الكثر، وللمسلمين في ألمانيا البالغ عددهم نحو أربعة ملايين شخص، بطرق باب جارهم وتقديم نسخة له بهدف توسيع نشر المصحف. وسيبقى العمل هذا في إطار ضيق جداً بغض النظر عن نوعية رد فعل الجار الألماني على جار سلفي متشدد في الشكل والمضمون. وكما ذكرت ناطقة بلسان مكتب حماية الدستور فإن الهدف من التوزيع يتلخص في نشر الفكر السلفي لا القرآن، والتأثير على الشابات والشبان المسلمين بدرجة أولى.

وعكست مسارعة عدد من كبار ممثلي اتحادات ومنظمات المسلمين في ألمانيا للتنديد بحملة السلفيين والتحذير من نتائجها السلبية ارتياحاً واضحاً. واعتبر رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيّك «أن استغلال كلمة الله بهذه الطريقة الدعائية الفجة أمر يسيء للإسلام وللمسلمين»، بخاصة في المناطق المختلطة في ولاية شمال الراين ووستفاليا عشية الانتخابات البرلمانية المحلية فيها. وأضاف أن القوى اليمينية المتطرفة استغلت استعراضات السلفيين «لاستخدامها كذخيرة في معركتها الانتخابية واللجوء إلى خطوات مضادة ستعاني منها الغالبية الساحقة من المسلمين الذين يعيشون بسلام مع محيطهم». ورأى علي كيزلكايا المتحدث باسم مجلس التنسيق بين اتحادات المسلمين في ألمانيا أن السلفيين «يلعبون لعبة الجماعات الألمانية المتطرفة الساعية إلى إثارة النعرات الدينية». كما أنتقد رئيس حزب الخضر الألماني، جيم أوزدمير التركي الأصل، بشدة العمل الدعائي للسلفيين قائلاً: « إن استراتيجيتهم الواضحة التحدث باسم المسلمين في البلاد واعتبار خطهم الإسلام الحقيقي الوحيد». وحضّ الجميع على الوقوف في وجههم قائلاً إنهم يشكلون جزءاً لا يذكر من المسلمين المعتدلين.

ولفت الانتباه هذه المرة أيضاً تواجد عدد من الألمان في قيادة السلفيين الأتراك والعرب يفوقونهم تشدداً وتطرفاً، ويلبسون العباءة. ومن هؤلاء الداعية بيار فوغل الذي أسلم عام 2001 وترك الملاكمة بعد فوزه بلقب بطل الهواة الألمان، وكان على رأس من اقترحوا على السلطات المحلية عام 2010 تطبيق الشريعة في الأحياء التي يعيش فيها مسلمون كثر وتعاني من مشاكل. ويقول رئيس المكتب الألماني لحماية الدستور هاينتس فرومّ «ليس كل سلفي إرهابياً بالضرورة، إلا أن لكل الإرهابيين المعروفين من جهازنا اتصالات مع السلفيين أو أنهم سلفيون أصلاً». ومن هنا تشديد المكتب على تعزيز الرقابة الأمنية الموجودة أصلاً على تحركات السلفيين الذين شعروا بدفع جديد على ما يبدو بعد الفوز الكبير المفاجئ الذي حققه سلفيو مصر خصوصاً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحرية التحرك في تونس وليبيا أيضاً.

 

 

«المنطقة الآمنة» في سورية والحساسيّة الكرديّة
الحياة....فاروق حجّي مصطفى
 

حدد الأتراك شرطين(بحسب إعلامهم) لإقامة «منطقة آمنة» داخل حدود سورية: الأول، إذا وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 50 ألفاً داخل الأراضي التركيّة، والثاني في حال انضمت حلب التي تعتبرها تركيا «خطاً أحمر» إلى منطقة مستهدفة، وقيام النظام السوري «بمجازر» فيها.

ويُقال إنّه عند تحقق هذين الشرطين فان المنطقة الآمنة (العازلة) تصبح أمراً لا مفر منه. وإذا كان هذا صحيحاً فانّ تحقيقهما يعني خروجها من خانة الترويج الإعلامي لـ «المنطقة الآمنة» إلى خانة الفعل، على نحو لا يحتاج الى قرار من مجلس الأمن لإقامة منطقة آمنة.

سيناريو

بحسب الأتراك فإن عدداً من العوامل تراها أنقرة مبرراً لإنشاء «المنطقة الآمنة»:

الأول: أخذ شرعيّة العمل في إيجادها من «حلف الأطلسي» بحجة الأمن الحدودي التركي، وسبق أن تفاهم الأتراك مع «الأطلسي» على أنهم مخولون حماية حدودهم في وجه تهديد حزب العمال الكردستاني من الأراضي السورية وذلك بحسب المادة الخامسة من النظام الداخلي لـ «الحلف» التي تنص على «أنّ الاعتداء على أي عضو في الحلف اعتداء على كل الأعضاء وتتوجب مساندته».

الثاني: استثمار اتفاقية أضنة بين الحكومة السورية وتركيا لصالح النوايا التركية في إيجاد المنطقة الآمنة على أساس أن هناك مادة في الاتفاقيّة تسمح للقوات التركية بالتوغل مسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي السورية لملاحقة نشطاء حزب العمال الكُردستاني.

ثمّة من يرى بأنه إذا عجزت تركيا عن استغلال هذين العاملين السالفين لصالحها وعن ان تتمركز عسكرياً في سورية طيلة الفترة الماضيّة، فانّ أنقرة اليوم متحمسة الى عدم تفــــويت فرصة هذا التواجد داخل الأراضي السوريّة بعد تـــفاقـــم مشكلة النازحين التي تتلهف تركيا أكثر لاستغلالها لكي تكون سبباً مقنعاً لدخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية بأعتدته العسكرية. ولم يتأخر الإعلام التركي لحظةً عن رصد سيناريوات «المنطقة الآمنة» التركيّة التي تتجلى في قيام أنقرة بـ «إنشاء «حدود سياسية» تتجاوز الحدود الجغرافية على امتداد الحدود، تتضمن لاحقاً مناطق خالية من السكان يراوح عرضها من 500 متر إلى 2 كيلومتر».

لكن كل ما سلف ما هو إلا قراءة في رغبّة تركيا الجديّة لتعزيز حضورها في سورية جغرافياً وسياسيّاً وعسكريّاً. لكن مدى تحقيق الرغبة وعدم تحقيقها مرهون بنجاح وفشل خطة أنان.

والحق أنّ نسبة نجاح خطة أنان لحل الأزمة ضئيلة جداً في ظل توافر مقومات الحل العسكري لدى النظام، والتي مازالت قائمةً على قدم وساق، وهذا ما يدفع بتركيا لتكون في حالة الجهوزيّة التامة.

«المنطقة الآمنة» ووحدة المعارضة

بدا، منذ الأشهر الأولى، أن لتركيّا باعاً طويلة في بلورة إنشاء المنطقة الآمنة داخل الأراضي السوريّة، ودائماً كانت تخفي هذه النوايا وراء مصطلحات سلسة مرة وقاسية مرة أخرى، ولكن في الحالتين، كان الهدف هو إنشاء منطقة آمنة أو عازلة ضمن الأراضي السوريّة. ولعل هذا الهدف التركي يشكل تحدٍياً كبيراً، ليس لتركيّا، فحسب إنما للمعارضة السوريّة أيضاً. فكلما أيدت المعارضة السوريّة هذه الفكرة التركيّة كلما وضعت مسافة كبيرة بينها وبين المعارضة الكرديّة السوريّة التي تشكل اليوم الشريك الأساسي في إسقاط النظام. وإذا كانت تركيّا قد واجهت في الحالة العاديّة والعمليّة حزب العمال الكُردستاني فإنها ببدئها هذه الخطة ستواجه الكُرد بأكملهم، ومن المفترض أن توضع المعارضة التركيّة في الصورة التي ستتمخض عن هذه المنطقة. والمعارضة ولا سيّما المجلس الوطني السوري يعرف تماماً ما يدور من نقاشات وسجالات حول دور تركيا وعلاقتها بالمعارضة السوريّة لا سيّما الأخوان المسلمين.

ثمّة حقيقة ثابتة، تتمثل في أنه لم يكن للإخوان المسلمين علاقات جيدة مع التنظيمات الكُردية في السابق، لكن هذه المرة ستذهب العلاقات نحو الأسوأ في ظل التنسيق مع تركيا. والحق أن علاقة تركيا بالمعارضة هي سبب جوهري في بقاء حالة المعارضة المنقسمة على نفسها، فلولا العامل التركي لكانت الآن المعارضة الكُرديّة والسوريّة موحدة ومتفاهمّة.

الحساسيّة الكُرديّة تجاه تركيا

الكُرد أعلنوا مراراً بأنّهم ضد فكرة إنشاء «المنطقة الآمنة»، ولعل مراد قره يلان (القائد الأبرز للعمال الكُردستاني) أعلن على الملأ بأنهم سيخوضون حرباً ضروساً ضد تركيا إذا ما دخلت عسكرياً الى سورية أو أنشأت المنطقة الآمنة ، هذا التصريح أدى إلى تحرك المجلس الوطني الكردي وحزب العمال الكُردستاني، ورد أحمد سليمان رئيس المجلس الوطني السوري على قره يلان بالقول إننا لا نسمح أن تتحول مناطقنا التي حافظت على سلميّة حراكها إلى ساحات حرب اقـليميّة.

وإذا كان رد سليمان على قره يلان بهذه القوة فانه يمكن الرد على تركيا سياسيّاً على الأقل بأكثر حدة بالقول إن فكرة إنشاء المنطقة الآمنة ليست أمراً مقبولاً بتاتاً في الوسط السياسيّ والشعبيّ الكُرديّ.

يعتقد الكُرد بانّ فكرة تركيا انشاء منطقة آمنة أو معزولة تخفي غايتين: الأولى هي إيواء اللاجئين السوريين الهاربين من بطش النظام، اما الثانيّة فهي وضع اليد على المناطق الكُردية وتضييق الخناق على حزب العمال الكُردستاني وبالتالي قطع الحاضنة الرئيسيّة لهذا الحزب الذي بدا عقدة تركيا الكبرى.

لذلك، على المعارضة وتركيا معاً ان تقدما ضمانات للكُرد بانّ انشاء المنطقة الآمنة ليس موجهاً ضدهم، وسيكون هذا الوعد ذا فاعليّة لو تمّ باشراف دوليّ.

بقي القول إن فكرة المنطقة الآمنة ليست جديدة في مفردات الخطاب التركي فإلى جانب الديبلوماسيّة والحروب العملياتيّة، كانت تركيا تطرح دائماً فكرة «مناطق آمنة» في داخل اراضي كُردستان العراق، ولعلها، ومنذ الحرب الأميركيّة في العراق وقبلها، تسعى لإنشاء منطقة عازلة في داخل حدود كُردستان العراق.

لذلك يرى الكُرد في فكرة تركيا إنشاء «المنطقة الآمنة» خطة نحو تحقيق أطماعها في توسيع نفوذها سياسيّاً وبقدرة عسكريّة، وتاليّا، فإن منبت الفكرة بالأساس موجه ضدهم قبل أن يكون موجهاً ضد النظام السوريّ خصوصاً أنها تستطيع تحسين وضع اللاجئين وهم في داخل تركيا عبر فتح مناطق واسعة من داخل حدودها لإيوائهم، والسؤال الذي يطرحه الكُرد، لماذا إنشاء المنطقة الآمنة في داخل الأراضي السوريّة تحديداً، وبعمق 25 كيلومترا، وفي أكثر من منطقة، خصوصاً انّ هذا العمق هو المدى الجغرافيّ الواضح والصريح لأماكن تواجد الكُرد على حدود تركيا في وقت مازالت عقدة علاقة الكُرد مع الترك قائمة.

 

 

تهمة «ازدراء الأديان» تشغل المصريين
الحياة...القاهرة – أمينة خيري
 

«ما رأيكم لو قلنا بأن التفكير يثير الشهوة؟»... «إذا كان كذلك، فالتفكير حرام!»... «لكن، ماذا يعني التفكير؟».

نكتة متداولة بين بعض الشباب المصري هذه الأيام، أبطالها ثلاثة متشددين، محورها الخشية مما نجهل.

وفي المقابل، يجهل كثيرون نتيجة انتشار موجة مكافحة «ازدراء الأديان»، وهذا ما يثير القلق في شأن القضية الأحدث في مجال «تكفير التفكير»، وأشهر القضايا راهناً الدعوى المقامة على عادل إمام بتهمة «ازدراء الأديان» في عدد من أفلامه الشهيرة القائمة على شخصية السلفي أو «الإخواني»، في معرض انتقاده التيارات السلفية والسخرية مما يعتبره إمام محدوديتها وقصور فهمها للدين ولشؤون الدنيا المعاصرة، علماً أن استئناف المحاكمة أرجئ حتى 24 من الشهر الجاري.

الوحش

لكن القصة لم تبدأ مع عادل إمام، وإن كانت التغيّرات التي أفرزتها ثورة 25 يناير سلطت ضوءاً أقوى على الموضوع. لكن الشهرة التي اكتسبها محام يدعى نبيه الوحش تدلّ إلى سياق. بات الوحش معروفاً في الأوساط الإعلامية، ليس لشطارته وحنكته القانونية، بل بسبب قضايا ازدراء الأديان، ومخالفة الشرع والدستور والصيام والأخلاق. وكم من دعوى أقامها على المخرجة إيناس الدغيدي والفنانتين يسرا وغادة عبد الرازق والمطرب تامر حسني والإعلامية هالة سرحان وغيرهم حتى أطلق عليه لقب «بعبع الفنانين». لكن إذا كان نبيه الوحش «بعبع الفنانين»، فإن هذه القضايا قد تكون «بعبع المجتمع» بأسره لما تشكله من قيد رقابي على عقول المثقفين والمبدعين والفنانين وكل صاحب فكر. فكل فكرة وردت في أفلام ناجحة مثل «الإرهابي» و «طيور الظلام» و «الإرهاب والكباب» و «مرجان أحمد مرجان»، وغيرها، يمكن أن تفتح باب النقاش (مع أو ضد) والاختلاف والنقد وحرية الرأي المفترض أن يكون لها هامش مصان لا ينال منه «إرهاب التكفير».

ونيابة عن المتضررين من الصورة النمطية التي قدمها «الزعيم» عن أفراد هم - في رأيه - واجهة أصولية خالية من المضمون، لشيء أخطر، أقام المحامي السلفي عسران منصور دعوى جنحتين مباشرتين ضد الكاتبين لينين الرملي ووحيد حامد والفنان عادل إمام، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي والاستهزاء بمرتدي الجلباب والحجاب والنقاب، من بينها مسرحية «الزعيم» وأفلام «مرجان أحمد مرجان» و»الإرهابي» و»حسن ومرقص».

وصف نقيب الممثلين المصريين أشرف عبد الغفور هذه القضية بـ «التفاهة»، وقال إن «النقابة موقفها واضح لجهة الدفاع عن حرية الإبداع، لا سيما إذا كانت قضايا تافهة وهشّة ويرفعها محامون يبحثون عن الشهرة»، مؤكداً أنها «قضايا بسيطة سيُحكم فيها من أول جلسة لمصلحة المبدعين»، وأن قضايا ازدراء الأديان «ليست جديدة، فهناك عشرات الدعاوى أقيمت على فنانين». ومع ذلك يتخوّف مبدعون ومثقفون من ميل خطير في المجتمع المصري راهناً (أو على الأقل ثمة من يسوّق لنشر هذا الميل) إلى إلغاء هامش التفكير النقدي بحجة الدين، في مقابل تكريس «منظومة القطيع».

وعلى رغم أن الدستور المصري يكفل حرية الرأي والعقيدة، فإن فئات عدة من المجتمع باتت ميالة إلى الحجر على هذه الحريات! والمعركة تدور رحاها منذ سنوات، إذ سبق أن اتهم موقع «نصر الإسلام» الإلكتروني الكاتب حامد عبد الصمد بالكفر والإساءة إلى الذات الإلهية في روايته «وداعاً أيتها السماء». كما طالب مجمع البحوث الإسلامية بإسقاط الجنسية عن عدد من الكتاب والمبدعين مثل نوال السعداوي. أما الشاعر حلمي سالم فقد سحبت منه جائزة الدولة بسبب قصيدة «شرفة ليلى مراد». والدكتور نصر حامد أبو زيد مات ولم يُردّ الاعتبار إليه وإلى فكره، بعد اتهامه بالكفر والتفريق بينه وبين زوجته بسبب أبحاثه التي تقدم بها لنيل درجة الأستاذية.

تتنبّه المنظمات الحقوقية إلى هذه القضايا اليوم، إلا أن ذلك لا يجد صداه المأمول في قلب المجتمع. فالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان مثلاً عبّرت عن قلقها البالغ من ظاهرة هذا النوع من القضايا في المحاكم، باعتبارها تحجّم حرية الرأي. وأشارت في بيان إلى الدعوى التي أقيمت على رجل الأعمال نجيب ساويرس وتتهمه بازدراء الأديان ونشر صور مسيئة إلى الدين الإسلامي (ميكي وميني ماوس بالجلباب والنقاب)، وكذلك الدعوى المقامة على عادل إمام والتي كانت محكمة جنح الهرم في الجيزة أصدرت فيها حكماً بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة ألف جنيه. واعتبر رئيس المنظمة حافظ أبو سعده، أن «مثل هذه القضايا لا تحلّ في المحاكم، بل بإثراء ثقافة الحوار والجدل الموضوعي».

من أيام يوسف وهبي

وبالعودة إلى «المسلسل» الذي يتفاقم منذ الصعود السياسي الأخير للتيارات الإسلامية في مصر، نشير إلى أنه في عام 1926، استعد الفنان يوسف وهبي لتجسيد شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) في فيلم، فقامت الدنيا وتراجع وهبي واعتذر.

ويشير الزميل أيمن الحكيم، في كتابه الصادر حديثاً «الفن حرام»، إلى تكفير الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1989 من جانب محام شاب حصل على فتوى من الشيخ صلاح أبو إسماعيل (والد المرشح الرئاسي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل) والشيخ عبد الحميد كشك تجيز تكفير عبد الوهاب بسبب أغنية «من غير ليه»، معتبرين إياه خارجاً عن الملة. إلا أن شهادة رئيس لجنة الفتوى في الأزهر حينئذ الشيخ المشد أنقذته من تهمة التكفير والإلحاد. ولن ننسى الدعاوى التي أقيمت على المخرج الراحل يوسف شاهين، تارة ضد فيلمه «المهاجر»، إذ رفض الأزهر الشريف سيناريو الفيلم لأنه مستوحى من قصة سيدنا يوسف (عليه السلام)، فاضطر شاهين لتغيير الشخصيات وأعاد عرضه عليهم فحصل على الموافقة، لكن الفيلم أثار غضب المتشددين لدى عرضه، وأقيمت عليه دعاوى عدة.

ويشار هنا إلى أن أفراداً في جماعة «الإخوان المسلمين» شبهوا المرشح الرئاسي المستبعد المهندس خيرت الشاطر، بيوسف الصديق، ولم ينتفض أحد!

ومن «المهاجر» إلى «المصير»، الذي تناول فيه شاهين حياة ابن رشد، بطريقته الخاصة، وفيه يحذر من سيطرة الفكر الظلامي. يعود هذا الفيلم إلى الذاكرة اليوم فيما ينتظر كثيرون «مصير» «الزعيم» في قضية ازدراء الأديان الثلثاء المقبل، ليس لأن المعني بها نجم مصري كبير وله محبّوه فحسب، بل لأنها قد تكون حلقة أساسية في السلسلة، فإما أن تكسرها لمصلحة الحريات، أو أن تطيلها إلى أفق محفوف بالأسئلة عمّا بعد.

 

صنعاء - ابوبكر عبدالله


النهار...اليمن يستعيد عمليات ترحيل "المجاهدين" إلى سوريا "أرض الفردوس"

 

حملات التعبئة لـ "الجهاد في سوريا " الجارية في بعض المساجد اليمنية التي يؤمها شيوخ سلفيون تذكّر بمكاتب ترحيل "المجاهدين" التي نشطت في أكثر المحافظات اليمنية الشمالية في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما كان اليمن مركزا لتصدير المجاهدين إلى أفغانستان لـ "محاربة المد الشيوعي"، وهي الفترة التي فقد فيها اليمن الآلاف من شبابه الذين قضوا في محرقة الحرب الأفغانية.
هذه الحملات التي عادت بوتيرة عالية لم تختلف كثيرا عن حملات مشابهة استهدفت في وقت سابق ترحيل المجاهدين إلى العراق لقتال القوات الأميركية بسوى أنها تجري هذه المرة بصورة سرية، أما الوجهة فإلى "أرض الجهاد سوريا".
تعد المساجد مقرات ملائمة لحشد "المجاهدين"، وثمة جيش من الدعاة السلفيين ينشطون في الحشد والتعبئة للجهاد في سوريا تماما كما حصل في أعوام سابقة عندما كانت الوجهة العراق.
يجد كثير من اليمنيين صعوبة في تقبل فكرة الجهاد في بلد مسلم، غير أن لدى كثير من الدعاة ما يبرر دعوتهم، فـ"الالتحاق بكتائب المجاهدين  فرض عين لوقف القتل والتنكيل الذي يمارسه الروافض العلويون يوميا بحق أهل السنة والجهاد في سوريا مقدم على الجهاد في فلسطين لأن خطر الروافض أدهى وأمر من خطر اليهود ".
وفي أحد المساجد بمحافظة تعز الجنوبية يقف الشيخ ملقيا خطبة طويلة تطغى عليها النبرة الطائفية والمذهبية، متحدثاً عن "حال المسلمين بعدما تركوا فريضة الجهاد وما يلقاه أهل السنة في سوريا من عصابات الأسد الرافضية الخبيثة".
مع آيات قرآنية وأحاديث وقصص سردها لإضفاء قدر من الصدقية، تحدث الشيخ  عن أعمال "اغتصاب للحرائر(النساء) وعمليات قتل وتنكيل للأطفال والعجزة وذبح للرجال وحرقهم أحياء وتدنيس للمصاحف وهدم المساجد".
هذا الشيخ بدا محايدا كثيرا، إلا أن شيخاً آخر من رفاقة محشوراً بين الناس يخرج هاتفا: "يا أحفاد عمر يا أحفاد خالد حيّ على الجهاد، الإسلام يناديكم للدفاع عن أهلكم وعرضكم من الشرذمة المجوسية لإنقاذ حرائر سوريا وأطفالها وشيوخها وشبابها من بقايا المجوس... أنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم".
وعلى رغم انتشار المذهب الزيدي الشيعي في اليمن، إلا أن الحديث عن الشيعة في هذا البلد ينضح بالنزعة الطائفية والتكفيرية، ولا يتوانى الشيخ السلفي عن تصنيفهم في خانة الكفر والزندقة " الروافض أكفر خلق الله في الأرض وسوادهم (عديدهم) يزداد بسبب الدعم الإيراني وأنتم يا مسلمون غافلون... بعدما ضيعتم فريضة الجهاد".

 

الرحلة إلى "الفردوس"

الشاب علي يكنّي نفسه بـ "أبي البراء" كان بين آخرين يهتفون بحماسة بين الحين والآخر "الله أكبر ولله الحمد... حيَّ على الجهاد". وأبدى حماسة كبيرة للجهاد مؤكداً أن حشد المجاهدين لم يكن جديدا، فهذا النشاط بدأ منذ وقت مبكر لكنه كان مستاء من حظه النحس لأن أحدا من الشيوخ لم يمنحه تزكية حتى اليوم  للحاق برفاقه المجاهدين وهو يرفض كليا سماع أي تحليل سياسي في شأن الثورة في سوريا أو يتهم هؤلاء بإرسال شباب اليمن إلى محرقة بذريعة الجهاد في بلد مسلم.
يتعين على المتطوع ضمن كتائب "المجاهدين" أن يخوض تجربة قاسية للغاية في "الدعوة إلى الله" تقضي بأن ينضم إلى مجموعة من الدعاة والسير على الأقدام إلى مناطق بعيدة للدعوة والإرشاد، ومن بين هؤلاء يتم اختيار المجاهدين. ثمة شروط أخرى يحددها الشيخ السلفي، وأهمها "الاستعانة في قضاء الحوائج بالكتمان حتى على الأم والأب والزوجة والأخ لحين الانتهاء من التدريب والالتحاق بكتائب المجاهدين، ويتعين قبل ذلك أن يكون المتطوع راغبا في الشهادة ولديه إيمان يقيني بأنه ذاهب لتلبية فريضة دينية وعليه أن يوصي وأن يكون على يقين بأنه لن يعود".
يتولى فريق من الدعاة تقويم المتطوعين وضمهم إلى جماعات صغيرة لتهيئتهم لمرحلة متقدمة قبل أن يرسل الشاب المجاهد منفردا أو مع شخص واحد على الأكثر إلى دولة مجاورة لليمن أو دولة أوروبية ومنها إلى دولة مجاورة لسوريا للتدريب قبل الالتحاق بإحدى "كتائب المجاهدين".
كثيرون لا يعرفون وجهتهم المقبلة ولا طريق الوصول إلى سوريا لكنهم مطمئنون إلى أن المشايخ سيتعهدون هذه الأمور، كما أن السؤال عن قضايا كهذه يعني وضعك في دائرة الشبهة. وثمة "شباب جهادي" يقتصر دورهم فقط على شرح تجاربهم في الرحيل إلى الفردوس وسرد قصص أسطورية يصعب تصديقها لرفع حماسة الشباب الجدد "أنت أعزم الأمر وتوكل على الله وستنالها إن كنت صادقا ".

 

رؤى سياسية

على أن أكثر التيارات السلفية الناشطة في اليمن لم تمارس السياسة قط ولا تزال منقسمة في شأن قضايا المشاركة السياسية والدولة المدنية والأحزاب، إلا أنها تلتقي في "حشد الدعم والنصرة للمجاهدين في سوريا " بانتظار الثمن الذي سيأتي بعد اطاحة نظام بشار الأسد.
يصعب أن تجد لدى هؤلاء رؤية سياسية حيال ما يدور من جهود للحل السلمي ومبادرة كوفي أنان، والفكرة السائدة هي أن "هناك كفراً مجوسياً نصيرياً يحارب الإسلام يستدعي النصرة والجهاد" والذي يرى البعض أنه لا يجوز حاليا في أي مكان فوق الأرض سوى في سوريا.
لعل ما يفسر هذه النزعة هو الارتباط الوثيق بين الحركات السلفية ومراجعها الدينية في المملكة العربية السعودية، فما يدور في اليمن ليس سوى صدى لما يحصل هناك. فخلال عقود ماضية تأسست في اليمن قواعد سياسية واجتماعية ودينية راسخة جعلت هذا البلد من أكثر المجتمعات الإسلامية إنتاجا للمجاهدين، وفي العراق وأثناء الاحتلال الأميركي، كان اليمنيون الأكثر عددا بين المجاهدين العرب الذين هرعوا إلى هناك لقتال القوات الأميركية.
يختلف منطق التيارات السلفية الجهادية المرتبطة بمراجع سعودية عن منطق الجماعات المنخرطة في إطار تنظيم "القاعدة"، فهؤلاء يرون أن بلاد الإسلام محتلة من الأميركيين والصليبيين بشكل مباشر، وغير مباشر كما أنهم يرون أن عليهم واجباً دينياً في إخراج المشركين من جزيرة العرب ولا يجيزون الجهاد إلا ضد "الكفار واليهود ومن حالفهم من الأنظمة الكافرة والمرتدة"، فيما يرى السلفيون أن "خطر الشيعة أعظم وأكبر من خطر اليهود".
لكن بعض السياسيين لا يرون فارقا بين من يحشدون الشباب بخطابهم الديني للانخراط في صفوف تنظيم "القاعدة " وبين من يحشدونهم للجهاد في سوريا.
ويقول القيادي في حزب البعث العربي هشام عبد الكريم "إن تصاعد حملات حشد المجاهدين عندما تترافق مع تزايد عديد مقاتلي القاعدة في محافظة أبين تتضح الصورة، فالحشود تجري في الواقع للقاعدة بذريعة الجهاد في سوريا لتجنب أي اعتراض من السلطات اليمنية، فواشنطن ترغب في حشد الكثير من المجاهدين إلى سوريا لكنها لا تعلم أن أكثر الحشود تذهب لدعم خلايا "القاعدة".

 

 

النهار...بغداد - فاضل النشمي


"الصرخيون": ندفع ثمن وسطيتنا وتمسّكنا بخط المرجعية العربي العراقي

 

"اليهود لا يعاملون الفلسطينيين بهذه الطريقة". بهذه العبارة دشن الناطق الرسمي باسم المرجع ورجل الدين الشيعي محمود الحسني الصرخي حديثه عن الأحداث التي وقعت السبت الماضي في ساحة الفردوس الشهيرة وسط بغداد بين افراد مكافحة الشغب وأعضاء الجماعة الصرخية المتظاهرة في الساحة التي اتخذت بعدا رمزيا مضاعفا بعدما شهدت إسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003.
 ويضيف الناطق الرسمي محمد الموسوي في تصريح الى "النهار": "اننا ندفع اليوم ثمن وسطيتنا، وثمن فهمنا المختلف للأمور في محيطنا الشيعي".
ومن الواضح ان الخلفية التي تقف وراء "ألم الصرخيين" هي  مجمل ما يتعرضون له في عموم المحافظات الجنوبية من تضييق، وما تعرض له مئات المتظاهرين من أتباع المرجع في ساحة الفردوس. فقد عمدت قوة تضم عشرات الأفراد من مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية الى الهجوم على المتظاهرين لتفريقهم بالقوة، مستعملة خراطيم المياه والضرب بالهراوات، الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من الجرحى.
ولم يصدر اي بيان عن وزارة الداخلية العراقية يوضح ملابسات الاعتداء على المتظاهرين، الا ان احد الضباط الموجودين في ساحة الفردوس، والذي لم يكن متحمسا لما يقوم به، قال لـ"النهار" ان المتظاهرين لم يحصلوا على اذن بالتظاهر من الجهات الرسمية. لكن المنسق للجماعة الصرخية احمد ابو عباس أكد لـ"النهار" انهم تقدموا بطلب رسمي الى مجلس محافظة بغداد، وقال ان رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي كان اتصل بالجهات الأمنية وأبدى امتعاضه من معاملة المتظاهرين بطريقة غير مناسبة.

 

مطالب المتظاهرين

وبحسب الموسوي فان مطالب المتظاهرين تتخلص في ثلاثة أشياء محددة، هي "التنديد بتجريف الحكومة المحلية في محافظة ذي قار جنوب شرق العراق جامع السيد محمد باقر الصدر في وسط المدينة قبل أسبوعين، والمطالبة بفتح مكتب الجماعة الشرعي في قضاء الرفاعي التابع للمحافظة نفسها والذي اغلق قبل شهرين، الى إطلاق المعتقلين من الجماعة الصرخية".
وتتهم غالبية الصرخيين جهات شيعية نافذة في محافظة ذي قار بتحريض قوات الأمن ضدهم، ولا يتردد محمد الموسوي عن اتهام رجل الدين البارز في ذي قار محمد باقر الناصري بالوقوف وراء الضغط على الحكومة المحلية لتجريف المسجد. كما اتهمت الجماعة بشكل واضح ممثل المرجع الشيعي الأعلى في قضاء الرفاعي الشيخ عبد الكريم بهدم مسجد الجماعة قبل شهرين.

 

خط المرجعية العراقية

ويبدي الناطق باسم الجماعة الصرخية استغرابه الشديد من الإجراءات الحكومية وغير الحكومية حيال أتباع الصرخيين، ويتساءل: "لماذا يحدث كل ذلك؟ ان مطالبنا واضحة ولا تتعلق بالسياسة، ونحن لا نمثل تهديداً لأي طرف". ويضيف بمرارة": هناك سكوت تام من جميع القوى الشيعية حيال ما يجري لنا".
وعن الدوافع وراء استهداف الجماعة والتضييق عليها يقول  الموسوي: "ان تقاطعنا التام مع التوجهات الايرانية في العراق احد الأسباب، فضلا عن تمسكنا الشديد بخط المرجعية العراقية"، في إشارة إلى ان غالبية مراجع الدين في النجف هي من أصول غير عراقية.
ويدافع الصرخيون بقوة عن اهمية ان تسند الزعامة الدينية في النجف الاشرف الى مرجع ديني من أصول عربية عراقية، وهم بذلك يلتقون مع وجهة النظر التي تبناها قبل وفاته المرجع الديني السيد محمد صادق الصدر (والد السيد مقتدى الصدر) الذي اغتاله نظام صدام حسين في شباط 1999.
حتى ان السيد محمود الحسني الصرخي كان احد طلبة محمد صادق الصدر ومن اتباعه، واختط له طريقا خاصا بعد 2003. وتؤكد غالبية مقلديه أحقيته بزعامة المرجعية وله اتباع ومقلدون في بغداد وبقية المحافظات العراقية الشيعية. اما خصومه من رجال الدين وبعض المراجع الشيعة فينظرون اليه بعين الريبة ولا يقرون بمرجعيته.

 

 


 

النهار...حاوره أمين قموية


علي سالم البيض لـ"النهار": نريد دولة برلمانية ديموقراطية وأركان النظام يختلفون في صنعاء ويتفقون ضد عدن

 

شدد الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض في حديث الى "النهار" على ضرورة فك الارتباط بين جنوب اليمن ونظام صنعاء الذي "يختلف اركانه على السلطة في الشمال لكنهم يتفقون على ابقاء عدن تحت الاحتلال".

اكد لرئيس علي سالم البيض  ان "غالبية الشعب في الجنوب تريد استعادة الدولة طوعا بعدما اسقط علي عبد الله صالح الوحدة بالمدفع والقوة".
واعتبر  ان رفض الجنوبيين المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 شباط "هو استفتاء شعبي حقيقي على رفض احتلال صنعاء"، واتهم كل الوحدات العسكرية التابعة لانصار الرئيس السابق وتلك التابعة للواء المنشق محسن الاحمر بمساعدة انصار "القاعدة" في الجنوب وتسليحهم عمدا لعرقلة التحرك السلمي للحراك الجنوبي، محذراً من "محاولة ضمنية لتقسيم الجنوب بين شرق وغرب عبر وجود القاعدة في ابين في الوسط".
وفي ما يأتي الاسئلة والأجوبة:
¶ فخامة الرئيس، اتهمتم الرئيس علي عبد الله صالح بأنه المسؤول عن ضرب الوحدة. الان حدثت ثورة ورحل صالح عن السلطة وجاء رئيس جنوبي الى سدة الرئاسة، لماذا لا يزال الحراك متواصلا في الجنوب وشعار الانفصال موجوداً؟
- لا بد من توضيح مسألة اساسية. في اليمن ساحتان: ساحة صنعاء وساحة عدن. في عدن الحراك السلمي التحرري اطلق في 2007 ولا يزال مستمراً حتى اليوم يرفع صوته العالي ويملأ كل الشوارع. النظام بالنسبة الى الجنوب هو النظام، مختلفان في صنعاء ومتفقان على عدن. في صنعاء الامر مختلف، هناك صراع على السلطة، من يحكم؟ اختلف الحاكمون وهم  ائتلاف العسكر والمشايخ. المشايخ وفي مقدمهم آل الاحمر مختلفون على من يحكم صنعاء. جرى احتواء ثورة الشباب في الساحات. وتحالف النظام مع احزاب اللقاء المشترك يدير اليوم الوضع وفق المبادرة الخليجية برعاية الولايات المتحدة. وعلى رغم اختلافهم في صنعاء يتفقون كلية على ابقاء الجنوب مزرعة لهم وارضاً محتلة يسرحون ويمرحون فيها كما يريدون. هم يختلفون في صنعاء لكنهم يتفقون ضد الجنوب. الجنوب محتل من عشرات الالوية التابعة لـ(الرئيس السابق ) علي صالح واهله  ولـ(اللواء المنشق عن صالح) علي محسن الاحمر. الى اليوم هناك آبار نفط يتقاسمها الرجلان بنسبة 50 في المئة لكل منهما. يتقاتلون في صنعاء ويتحالفون في الجنوب. في الجنوب لديهم الكثير من الامتيازات والمغانم. يحتلون المزارع والاراضي التي كانت ملكا لدولة الجنوب السابقة. يحتلون البيوت. في الجنوب احتلال حقيقي ومعاناة حقيقية. لكن الشباب ابناء العشرينات في الجنوب يقاتلون الاحتلال. هؤلاء لم يعيشوا مرحلة ما قبل الوحدة. هؤلاء هم عماد الحراك. حركة الحراك قوية في طول الجنوب وعرضه. الشباب يرفضون كل شيء ينتمي الى نظام صنعاء ويطالبون بحقهم بفك الارتباط عن دولة الاحتلال وحقهم في استعادة دولتهم. هذا النهوض لم يشهد الجنوب مثله في الماضي لا في عهد الحزب الاشتراكي ولا قبله. هناك وحدة وطنية في الجنوب. كل الشرائح الجنوبية والمكونات والفئات الاجتماعية والسياسية موحدة على مطلب واحد التخلص من احتلال صنعاء. هناك نهوض في الجنوب. انتخابات 21 فبراير (شباط) المسرحية لعبد ربه (الرئاسية الاخيرة) رفضت في كل الجنوب وما سوى ذلك هو كذب. وهذا بحد ذاته استفتاء على رفض احتلال صنعاء. جرى تزوير الانتخابات في صنعاء. لدى علي عبد الله صالح خبراء في تزوير الانتخابات من حيث تحديد الاصوات داخل صناديق الاقتراع. لديهم خبير اسمه اللواء علي صلاح يملك خبرة عالمية في تزوير النتائج. ومثل هذه الخبرات موجودة في كل الانظمة العربية.
النهوض الذي يشهده الجنوب بعد 21 شباط هو تعبير عن ارادة وطنية قوية جدا في رفض الاحتلال. الان هناك عمل على تفعيل هيئات المجتمع المدني والمنظمات المدنية والنقابات المهنية وقطاعات المرأة والشباب والعمال. هذه الفئات عقدت مؤتمراتها، وهذه المؤتمرات اعلنت فك ارتباطها بهيئاتهم المركزية في صنعاء. هناك ممارسة ديموقراطية والمهم توسيع قدرات الحراك. الحراك اظهر للعالم ان هناك مطلباً ديموقراطياً. الحراك يقود ايضا حوارات مع كل الاطراف. ليس كل الجنوبيين منضوين تحت لواء الحراك. لكن الغالبية تريد التخلص من الوحلة كما يسمي الجنوبيون الوحدة التي جعلها علي عبد الله صالح في 7-7 – 1994 احتلالا عندما دفنها واسقطها بقصف عدن بطائراته ودباباته ومدفعيته.
¶ لكن من يدير الحكم في صنعاء اليوم هم جنوبيون: الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء سالم باسندوه؟
- جاؤوا بهؤلاء ليقولوا ان الجنوب موجود في الوحدة. لكن هؤلاء الاشخاص لا يساوون شيئا. عبد ربه عينه علي صالح وزيراً للدفاع لمدة بضعة اشهر بعد الوحدة ثم ما لبث ان جرده من السلطات الحقيقية بترفيعه الى رتبة نائب رئيس للجمهورية. هو لا يمون على احد، لا يستطيع ان يعطي امرا حتى لحارسه الشخصي. هو يعيش من زمان في صنعاء لا ينطق. لايتكلم. صامت، منفذ عسكري لما يوكل به. ليس لديه اي تأثير في الجنوب. هو ينتمي الى قرية في الجنوب اسمها الوضيع. المواطنون في القرية اخذوا صناديق الاقتراع في 21 شباط ومنعوا الانتخابات. اما باسندوه فهو موجود في صنعاء منذ 1965 ولا يعرف الجنوب ابدا.  جاء به صالح وزيرا للخارجية لبضعة اشهر ثم ركنه في الزاوية.
لم يكن هناك انتخابات في الجنوب. في المقابل الاوضاع في الجنوب تتحسن. الحوارات تتوسع مع المكونات الجنوبية ونتوقع ان نصل الى نتائج قريبا. نعمل مع هيئات الحراك على عقد مؤتمر وطني شامل وانتخاب هيئات من القاعدة الى رأس الهرم على مستوى كل الجنوب على اسس ديموقراطية صحيحة. هناك اختلافات في الآراء لكن الجميع مجمع في الشارع على فك الارتباط. تيار التحرير والاستقلال هو الاساس في الجنوب... عملية فك الارتباط بادية. لكن ويا للاسف النظام موجود ايضا.نحن ما زلنا تحت الاحتلال ويستعمل كل ادواته لعرقلة الحراك واجهاض النضال السلمي.لقد سمعتم عن حكاية ما يسمى انصار الشريعة.  
¶ هل يعني ذلك انكم قطعتم آخر شعرة مع صنعاء وان لا عودة الى الوحدة اطلاقاً؟
- ليس لدينا طريق آخر. الحراك السلمي وقادته مع فك الارتباط واستعادة الجنوب حريته طوعا . نحن ذهبنا الى الوحدة طوعا ونريد ان نستعيد استقلالنا طوعا ونريد من العالم والمجتمع ان ينصت الى قرارات الشرعية الدولية. نريد ان نأخذ حقنا بشكل مشروع. الوحدة الطوعية اسقطها علي عبد الله صالح بالمدفع ونريد العودة الى اوضاعنا السابقة وحقوقنا.
¶ اليس من حلول اخرى اذا اعاد النظام النظر في سياساته؟
 - لا يوجد خيار سوى خيار فك الارتباط. هذا مطلب الشعب في الجنوب. هناك بعض الآراء المدفوعة من قوى النظام، مثلا مرحلة انتقالية ان يكون النظام فيديرالياً شمالاً - جنوباً على ان يصير استفتاء بعد ذلك. لكن حتى هذا الطرح غير مؤكد وغير مطروح علنا وتعطل الاتجاه القوي نحو الاستقلال.  
نحن نعتبر 21 فبراير استفتاء. الشعب الجنوبي كله رفض الانتخابات وهذا الرئيس الجنوبي الذي وضعته دول الخليج. وهذا الرفض هو ايضا استفتاء. هذا النظام لا يملك شرعية عندنا ولا نعترف به ونريد ان نتحرر. ليس هناك امكان آخر. المشكلة هي اننا في عدن وفي الجنوب الشعب لا يعيش الا في دولة، اما في الشمال وصنعاء فالشعب لا يعيش الا خارج الدولة وهذا ما يحصل الان، وبرهنت الايام ان ليس هناك دولة وليسوا من بناة الدولة ولا علاقة لهم بها بل هم قبائل ومشايخ وعساكر ويعتبرون ان القوة هي الحل.

 

الصراعات الاقليمية

¶ اليمن دولة حساسة جدا وموقعها استراتيجي، مما يجعلها في قلب الصراعات الاقليمية والدولية. الا تخشون ان تتحولوا لعبة او اداة والسقوط في نار في هذه الصراعات وخصوصا بين دول الخليج وايران؟
- عمليا نحن الآن تحت الوصاية. صنعاء الآن تحت الوصاية. ونحن نعتبر ان هناك امكاناً لايجاد اوضاع دولة في الجنوب تمكننا من فتح حوار مع الآخرين ورعاية مصالحهم  والعمل مع العالم كله ضد الارهاب. لكننا لا نستطيع فعل ذلك ونحن محتلون ونحن مزرعة لآل الاحمر وحلفائهم. هذا غير مقبول. هذا ليس رأيي الشخصي بل رأي الشعب الجنوبي كله. اليمن حساس هذا صحيح. لكن الجنوب كان دولة مستقلة وعضواً في الامم المتحدة. نريد اعادة ترتيب اوضاعنا بالشكل الذي يراه شعب الجنوب والتخلص من عدوى امراض صنعاء. نريد بناء دولة ووضع دستور يراعي كل قوى المجتمع وشرائحه. لا نريد العودة الى مرحلة الحزب الاشتراكي ولا الى عهد المشيخات والسلطنات ومحمية عدن او مستعمرة عدن. نريد خلق دولة مفتوحة للجميع على اساس ديموقراطي برلماني تعددي وفيديرالي مختلف عما كان من قبل. فيديرالية  تعالج الاوضاع وتقبل بها كل فئات الشعب.
¶ هناك اتهام للحراك في الجنوب وللحوثيين في الشمال بأنهم يخوضون معركة ايران ضد السعودية والخليج في اليمن؟
- كل هذه الاتهامات في العمل السياسي والتخرصات ليست غريبة. الحوثيون موجودون من زمان وهم قوة اساسية في جمهورية اليمن العربية وهم دخلوا في ست حروب مع النظام في الشمال. ونحن نعاني الامرين في الجنوب ورفعنا راية الحراك السلمي. الربيع العربي ظهر عندنا في 2007. مسيراتنا سلمية كي نتخلص من الكابوس والاستعمار المتخلف الهمجي. الاستعمار البريطاني تعلمنا منه. كان هناك دولة. لكن هذا الاستعمار لا يعرف اي شيء غير النهب والسيطرة بالقوة. حطم كل شيء، حطموا كل ما هو جميل عندنا وكل ما هو تاريخي وثقافي، ازال المعالم التي تحمل اسماء شعراء وشهداء. حطموا حتى مسجد ابان التاريخي.

 

"القاعدة"

¶ لماذا "القاعدة" اليوم تعمل فقط في الجنوب وليس في الشمال؟
- بن لادن عندما عاد من افغانستان اتفق مع علي عبد الله صالح ومحسن الاحمر وعبد المجيد الزنداني وعبد الله الاحمر، على مساعدتهم في محاربة الشيوعيين في الجنوب، وقدموا له كل التسهيلات اللازمة وصار اوكارا لجماعته الذين ارسلوهم الى الجنوب. حللنا دولة الجنوب وقبلنا ان نعيش معهم لكن اولى عمليات القاعدة كانت في عدن. ووضع المنفذون في السجن ولكن بعد فترة هربوا. استعملوهم فزاعة ضد الاميركيين والغرب وجاؤوا بقادة من "القاعدة" وجعلوهم قادة في المؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم) مثل طارق الفضيل. هذه اللعبة من صنع علي عبد الله صالح وعلي محسن الاحمر. وعلي محسن يقف وراء تفجير المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" بالاتفاق مع علي صالح عندما كانوا احباباً. الاميركيون يعرفون كل تفاصيل هذه القصة. الان يوجهون هذه العصابات نحو الجنوب.
¶ لماذا تنتعش الآن بالذات؟
- لانهم لا يستطيعون ارسال جيشهم الى الجنوب. هذه المجاميع يفزعون بها الغرب، ومن جانب آخر يخلقون لنا متاعب  في الجنوب حتى لا نصل الى اهدافنا في الحراك السلمي. في زنجبار الوحدات العسكرية التابعة لكل من علي عبد الله صالح ومحسن الاحمر تركت الاسلحة حتى الثقيل منها لافراد "القاعدة". الوحدات العسكرية هي التي مولت وسلحت القوى الظلامية في جعار وزنجبار . اخلت مواقعها لتأخذها "القاعدة". هذا  الوضع يذكر بمرحلة ما قبل الحرب. ونحن قدمنا الشهداء في لودر في مواجهتهم.

 

أهمية أبين

* لماذا التركيز عل ابين؟
- لان محافظة ابين تقسم الجنوب شرقاً وغرباً. وربما هناك هدف آخر مستقبلي وهو ان تلتحق هذه المنطقة المحاذية للشمال بدولة الامامة فيما تفكر المناطق الشرقية بشيء مثل الانفصال. ابين تقسم الجنوب قسمين وثمة مخطط لاقامة دولة حضرموت حيث ترتبط هذه المنطقة بعلاقات مع احدى الدول الخليجية.
¶ هل لديكم اتصالات بالرياض؟
- لا نقوم بأي حوار مع دول الخليج. لقد غيرت موقفها 180 درجة بعد حرب 1994. كانت لها علاقات جيدة معنا ثم غيرت موقفها من اجل مصالح اقليمية ودولية.
 ¶ هل انت متفائل؟
- نعم متفائل. دائما الغد افضل من اليوم.

 

 

النهار...بغداد – فاضل النشمي


وزير الهجرة العراقي لـ"النهار": غالبية النازحين لا ترغب في العودة الى أماكنها الأصلية

 

لم ينف وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار نجمان شفيق ما أعلنه ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق في وقت سابق عن وجود اكثر من مليون نازح داخل العراق، لكنه كشف في حديث الى "النهار" الى ان 60 في المئة من الاسر النازحة لا ترغب في العودة الى اماكنها الاصلية وقد اندمجت في بيئاتها الجديدة، واشار الى نزوح اكثر من 40 الف عائلة الى اقليم كردستان، غالبيتهم من المسيحيين، وان 35000 كفاية عراقية عادت الى البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وهنا نص المقابلة:
¶ كشف ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر عن وجود مليون و350 الف نازح داخل العراق، هل تنفي الامر ام تؤيده؟
- لا انفي ذلك، وهذا الرقم موجود منذ عام 2006، لكننا عملنا بعد 2008 على اعادة المواطنين النازحين الى اماكنهم الاصلية داخل البلاد، وآخر رقم مسجل لدينا عودة 85 الف عائلة الى اماكنها. الرقم صحيح وعدد النازحين كأشخاص اكثر من مليون.
¶ ما هو الرقم المتوافر لديكم اليوم لأعداد الاسر النازحة التي لم تعد بعد الى ديارها؟
- نتعامل بعدد العائلات وليس الاشخاص، ولدينا اليوم 175 الف عائلة نازحة، لكن هناك شيء مهم وهو ان كثيراً من هذه الاسر اندمجت مع الوضع الجديد ولم تعد خاضعة لصفة النزوح. هناك اكثر من 60 في المئة من العوائل لا ترغب في العودة الى اماكنها الاصلية، بحسب استطلاعات اجريناها بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية.
¶ لماذا لا تعلنون ذلك؟
- ننوي ذلك في الايام المقبلة. كانت اولويتنا سابقا عودة المواطنين الى اماكنهم الاصلية وقد رفعنا سقف المنح المالية وبقية الامتيازات لتشجيع الناس على العودة لاسيما بعد تحسن اوضاع الامن. سجلنا عام 2011 رغبة 65 الف عائلة بالعودة، ولدينا استراتيجية لهذه السنة تتلخص بتخيير العوائل بين العودة او التوطين او الاندماج. واذا حصل ذلك، فسيكون بامكاننا اسقاط النسبة من العد الكلي.
¶ هل لديكم سقف زمني محدد للانتهاء من ملف النازحين؟
- كان طموحنا الانتهاء هذا العام، لكن قلة مواردنا المالية والبشرية تحول دون ذلك. فعندما اريد انهاء هذه المسألة يتوجب علي اعطاء منح مالية للنازحين لمساعدتهم على العودة او الاندماج. المبلغ المخصص للطوارئ في 2012 لا يكفي لذلك. انهينا ميزانية العام الماضي البالغة 300 مليار دينار قبل نهاية العام، وهذه السنة انخفضت ميزانيتنا الى 250 ملياراً في وقت كنا  قد طلبنا مبلغ 870 مليارا لتغطية نفقات عودة النازحين وادماجهم وهذا الامر يحد من قدرتنا على معالجة هذا الملف.
¶ هناك حديث عن وجود مخيمات للنازحين داخل بغداد؟
- لا، اثير موضوع المخيمات للمواطنين العائدين من سوريا بسبب الاضطرابات الموجودة، فحدث كلام حول انشاء مخيمات لهم، ونحن نرفض ذلك ولا نقيم مخيمات لمواطنينا. هناك حالات عودة يومية تقريبا بشكل انسيابي وطبيعي. كانت الفكرة أن نقيم مراكز استقبال لخشيتنا من تدفق كبير للعائدين، كون اعداد المقيمين في سوريا كبيرة. فكرنا ان اضطراب الامور هناك قد يدفع بعودة اعداد كبيرة، لكننا لم نحتج الى ذلك لأن الامور تسير بانسيابية على رغم الارتفاع النسبي لأعداد العائدين.
¶ هل لديكم احصاء عن اعداد العائدين من سوريا؟
- من عام 2008 لدينا نحو 16 الف مواطن عائد من سوريا وهي اعداد طبيعية خصوصا اذا ما علمنا ان عدد العراقيين في سوريا نحو 101 الف بحسب احصاء لمفوضية شؤون اللاجئين، وهذا الرقم يشمل المسجلين لدى المفوضية فقط، والا فالعدد اكبر من ذلك. هناك دخول وخروج من والى سوريا في المنافذ الحدودية لحد الآن.
¶ عقدت قمة بغداد الشهر الماضي، هل طرحت ورقة المواطنين العراقيين الموجودين في الدول العربية على جدول اعمال القمة؟
- لا، ولسنا بحاجة لذلك، لأن الدول العربية التي يوجد فيها عراقيون لا تعتبر وجودهم مشكلة او شكلا من اشكال النزوح، بل هم موجودون كضيوف احيانا ومستثمرين احيانا اخرى، وسمعت من بعض التجار ان نسبة الأموال العراقية المستثمرة في الاردن تصل الى 45 في المئة من الأموال الخارجية المستثمرة في المملكة. فالاردن مستفيد من وجود العراقيين وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا ولبقية الدول. بل ان الدول تحصل على بعض المساعدات الدولية في مجالي الصحة والتربية من منظمات دولية بسبب وجود العراقيين.
¶ قيل الكثير عن الترحيل القسري للعراقيين الموجودين في دول الاتحاد الاوروبي. ما هو تعليقكم على هذا الموضوع؟
- نعم، نحن متابعون لهذا الموضوع بدقة. لاحظ ان هذه الدول مستقلة ولها سيادتها على اراضيها وهي حرة في استبعادهم او ابقائهم. الموقف هنا قانوني وليس سياسياً فطالبو اللجوء سواء العراقيين أو غيرهم دخلوا بطريقة شرعية ومسألة قبولهم او عدمها متعلقة بسياسة تلك الدول وقضائها. نعم، ابعادهم يشكل ضغطاً علينا، خصوصا ان البعض منهم موجودون منذ سنوات طويلة وقد انفق الكثير من الاموال للوصول الى تلك الدول وقسم منهم اصبح له ابناء لا يجيدون لغتهم الأم، وحيال ذلك لا نملك الا مناشدة دول الاتحاد الاوروبي في التريث بموضوع الابعاد الى حين تحسن اوضاع الأمن والاقتصاد في العراق وتوافر فرص عمل اكثر للعائدين.
¶ ماذا عن عودة الكفايات من الخارج؟
- العراق يملك عدداً هائلاً من الكفايات في الخارج من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه، وفي الظروف الطبيعية كان العراق مصدّرا للكفايات الى الجزائر واليمن ودول عربية اخرى، واليوم يوجد الكثير من الكفايات خارج البلد لأسباب مختلفة. بعد 2003 صدر القرار 441 من مجلس الوزراء لتشجيع عودتهم واعطاهم بعض الامتيازات، وهناك استجابة ورغبة في العودة لدى البعض، وقد عاد عن طريق وزارتنا فقط بحدود 3500 كفاية منذ عام 2008.
¶ ما عدد العائلات التي نزحت الى اقليم كردستان وخصوصا من المسيحيين؟
- لدينا بحدود 40 الف عائلة نازحة من جميع المكونات من العرب والاكراد والمسيحيين. تعلم ان اكثر الاسر المسيحية هي من جذور تعود الى مناطق الاقليم. لدينا نازحون مسيحيون في سهل نينوى وهو غير تابع للاقليم، ولدينا اكثر من 19 الف عائلة نازحة في دهوك غالبيتهم من المسيحيين، و8 آلاف في اربيل وتحديدا في منطقة عين كاوه.
 


المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,562,355

عدد الزوار: 6,955,246

المتواجدون الآن: 78