تقارير..الفلسطينيون بحاجة إلى تصريحات قوية من أوروبا.....في انتظار «جنيف - 2»... أين سورية في التسوية الأميركية - الروسية؟.....عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو لـ «الراي»: مَن خطّطوا لمعركة «حزب الله» في سورية حكموا عليه بالموت...اردوغان يتغلب على الحركة الاحتجاجية ويطارد مثيري الاضطرابات....اجلاء الآلاف في روسيا بعد انفجارات في مخزن ذخيرة

فرنسا تنتظر من إيران «مبادرات ملموسة لإرساء الثقة».. روسيا تدعو الغرب لتخفيف العقوبات على طهران و«انتهاز الفرصة» لحل الملف النووي....نجاد ناقش وروحاني نقل السلطة وَوضَعَ «كل إمكاناته بتصرّفه»

تاريخ الإضافة الخميس 20 حزيران 2013 - 6:19 ص    عدد الزيارات 1970    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

فرنسا تنتظر من إيران «مبادرات ملموسة لإرساء الثقة».. روسيا تدعو الغرب لتخفيف العقوبات على طهران و«انتهاز الفرصة» لحل الملف النووي

لندن ـ موسكو: «الشرق الأوسط».. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا تترقب من طهران «مبادرات ملموسة لإرساء الثقة» في الملف النووي الإيراني بعد انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي: «إننا ننتظر من إيران أن تقوم بمبادرات ملموسة لإرساء الثقة بغية تطبيق كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن «فرنسا تبقى مصممة مع شركائها» في مجموعة «5+1» (التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا، إضافة إلى ألمانيا) على «إيجاد حل دبلوماسي طويل الأمد».
وتابع: «كما تعلمون أن فرنسا أخذت علما بانتخاب حسن روحاني، ونحن مستعدون للعمل معه».
وأكد الرئيس الإيراني المنتخب، حسن روحاني، الاثنين، رفضه أي وقف لبرنامج تخصيب اليورانيوم الذي يثير قلق القوى العظمى، لكنه وعد بمزيد من «الشفافية»، وذلك في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، عقده في طهران. ويشتبه الغربيون في سعي إيران إلى اقتناء القنبلة الذرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الأمر الذي تنفيه طهران.
من جهة اخرى دعت روسيا أمس الغرب إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران؛ إذ عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ظهور أمل غير مسبوق بإحداث انفراج في الأزمة النووية فيما تستعد ظهران لتقديم تنازل كبير في مسألة تخصيب اليورانيوم.
وقال لافروف إن إيران مستعدة الآن للموافقة على تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%. وفي حال تم ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون أكبر تنازل تقدمه طهران منذ سنوات بشأن هذه الأزمة. وجاءت تصريحات لافروف لتضاف إلى مشاعر التفاؤل الحذر التي تلت انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا لإيران خلفا للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد.
وقال لافروف في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) نشرت نصه الخارجية الروسية أمس: «من الضروري تفادي تشديد العقوبات على إيران والبدء بالتفكير في طرق تخفيفها تدريجيا بطريقة تشعر بها إيران». وأجرت إيران جولتين من المحادثات مع الدول الكبرى في ألمآتا في كازاخستان سادتها أجواء أفضل من تلك التي سادت المحادثات السابقة. وقال لافروف: «لأول مرة منذ سنوات عدة، بدأت مؤشرات أمل تظهر في هذه العملية». وأضاف أن «الإيرانيين يؤكدون الشيء الرئيس وهو الاستعداد حتى في المرحلة الحالية لوقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%».
ويشكل تخصيب اليورانيوم العقبة الرئيسة في الأزمة المستمرة منذ عقد حول برنامج إيران النووي نظرا لأن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى استخدام اليورانيوم وقودا نوويا أو نواة متفجرة لقنبلة ذرية.
وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران إلى حيازة أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران بشدة.
ولمح كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي عقب محادثات في ألمآتا في أبريل (نيسان) الماضي إلى احتمال تقديم تنازل بشأن تخصيب اليورانيوم. وقال إن إيران يمكن أن «تعيد النظر» في عمليات تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20% فيما أصر على حقوق بلاده في دورة الوقود الكاملة.
وقال لافروف: «يمكن أن يكون هذا اتفاقا يشكل انفراجا ويخفف إلى درجة كبيرة حدة المشكلات الحالية»، مشيرا إلى أن تقديم إيران أي تنازلات يجب أن تقابله خطوات من الدول الكبرى. وأضاف: «يتعين على المجتمع الدولي أن يبدي رد فعل كافيا على أي خطوات بناءة تتخذها إيران من بينها الإزالة التدريجية للعقوبات الأحادية والعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي». وأكد أن «عدم انتهاز هذه الفرصة أمر لا يمكن غفرانه».
ولا يعرف بعد كيف يمكن أن تستجيب القوى الغربية لدعوات لافروف. إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال أول من أمس إن على طهران أن تدرك أن أقسى العقوبات الاقتصادية ستبقى مفروضة إذا لم تتخذ طهران خطوات واضحة تبرهن على أنها لا تقوم بتطوير قنبلة نووية. وقال: «لقد كان كلامنا دائما هو: أظهروا للمجتمع الدولي أنكم تلتزمون بالمعاهدات والواجبات الدولية وأنكم لا تقومون بتطوير سلاح نووي».
وتخضع إيران لسلسلة عقوبات من الأمم المتحدة تم تشديدها بحصار مصرفي ومالي من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعد أن كانت في البداية تستهدف القطاع النووي والدفاع، وأصبحت تضر بالاقتصاد الإيراني بشكل أوسع متسببة في قلق لدى أبناء الشعب الإيراني وحتى القادة.
وفي بيان منفصل، رحبت وزارة الخارجية الروسية بما وصفته بـ«وعود روحاني» بإظهار شفافية أكبر بشأن برنامج إيران النووي. ودعت إلى عقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران والدول الكبرى بالسرعة الممكنة، «خصوصا أنه تم إرساء أسس للتحرك باتجاه اتخاذ أولى القرارات في المفاوضات».
 
نجاد ناقش وروحاني نقل السلطة وَوضَعَ «كل إمكاناته بتصرّفه»
الحياة....طهران - محمد صالح صدقيان
قام الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد أمس، بزيارة ملفتة للرئيس المنتخب حسن روحاني، ناقشا خلالها آليات انتقال السلطة، فيما علمت «الحياة» أن الأخير يسعى إلى إنهاء إخضاع الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي لإقامة جبرية، بعد تسلّمه مهماته في آب (أغسطس) المقبل.
وأفاد الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية بأن زيارة نجاد لروحاني في مكتبه في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، استغرقت ساعة وناقشا خلالها «مسائل سياسية واقتصادية تمرّ بها البلاد»، فيما وضع نجاد «كل إمكاناته بتصرّف روحاني، لينجز مهمته».
وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن نجاد «تمنّى» للرئيس المنتخب «النجاح في إدارة شؤون البلاد»، مشيرة إلى أن لقائهما هدف إلى «التنسيق». وأضافت أن الرجلين ناقشا «آليات انتقال السلطة»، واتفقا على «تعيين ممثليَن عنهما لمتابعة» الأمر.
وكان روحاني سُئل خلال مؤتمره الصحافي الاثنين، عن مصير موظفين في إدارة نجاد، فأجاب: «سأُبقي الإداريين الجيدين، لا مَن يستقلّون الباص من دون تذكرة».
واستقبل روحاني في مكتبه أيضاً، منافسيه في انتخابات الرئاسة، علي أكبر ولايتي وسعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف.
وأشارت مصادر إلى أن الرئيس المنتخب يدرس مع مستشارين، خيارات اختيار أعضاء حكومته، خصوصاً بعد تأكيده خلال مؤتمره الصحافي، رغبته في تشكيل حكومة تستند إلى كفاءات، بصرف النظر عن مسائل حزبية وفئوية.
في غضون ذلك، تحدثت مصادر عن توجيه موسوي وكروبي «رسالتَي تهنئة شفوية» لروحاني، عبر «أصدقاء مشتركين». ,وقالت مصادر قريبة من الرئيس المنتخب أنه يسعى إلى إنهاء إخضاع الزعيمَين المعارضَين لإقامة جبرية، مرجحة إنجاز ذلك «بعد تسلّمه منصبه» في آب المقبل.
ورأت المصادر أن «إبقاء موسوي وكروبي في إقامة جبرية لم يعد مبرراً، لانتفاء الموضوع إذ كانا يعترضان على إعادة انتخاب نجاد الذي انتهت ولايته بانتخاب روحاني» رئيساً.
وكان مراسل لصحيفة «اعتماد» الإصلاحية سأل روحاني خلال مؤتمره الصحافي، في شكل ضمني، إن كان سيطلق موسوي وكروبي، فأجاب الرئيس المنتخب: «نحتاج إلى التحلي بالصبر مع مسألة الإقامة الجبرية، إذ إن مسائل كثيرة ليست فقط من عمل الرئيس، بل على السلطات الثلاث التعاون في هذا الصدد. ولكنني متفائل جداً بتغيّر الأجواء والتمهيد لتحقيق مطالب كثيرة».
إلى ذلك، نفى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن يكون استدعاء المحكمة الجنائية نجاد، يستند إلى مسائل شخصية بينه وبين الرئيس المنتهية ولايته. وقال: «أوردت وسائل إعلام الخبر في شكل يوحي برفع شكوى شخصية من رئيس البرلمان. لا شكاوى شخصية». واستدرك: «قد تكون لجنة المادة 90 (التي تنظر في شكاوى المواطنين ضد المسؤولين)، رأت انتهاكاً وأحالته على القضاء». وعدّد رئيس اللجنة محمد علي بورمختار ثلاث قضايا نظرت فيها عام 2010، وتتصل بـ «انتهاكات ارتكبها» نجاد.
 
أردوغان يتمسك بـ «النهج الأمني» واعتقالات تطاول عشرات المناهضين لحكومته
أنقرة - أ ف ب، رويترز
إعتقلت الشرطة التركية عشرات من اليساريين المتطرفين، للإشتباه في صلتهم بالتظاهرات المناهضة للحكومة التي تهز البلاد منذ نهاية أيار (مايو) الماضي، فيما أعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان تعبئة انصاره احبطت «المؤامرة» التي أعدّت ضد حكومته الاسلامية - المحافظة.
في اسطنبول، أوقف حوالى 90 عضواً في الحزب الاشتراكي للمضطهدين، وهو تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الاخيرة، إثر دهم منازلهم، والذي شمل ايضاً مقر صحيفة «اتيليم» ووكالة انباء «ايتكين» المقربتين من الحزب ذاته. وأكد النائب سيري سوريا اوندر اعتقال نائب رئيس الحزب الب التينورس من داخل منزله، وكذلك صحافية انضمت الى وفد «معتصمي تقسيم» الذي التقى أردوغان في 12 الشهر الجاري.
واعتقل 30 شخصاً في انقرة، و13 آخرين في اسكيشهر (شمال غرب)، كما شملت عمليات الشرطة 18 محافظة أخرى.
وكانت الشرطة اوقفت حوالى 600 شخص في اسطنبول وأنقرة الأحد الماضي، علماً انها تستطيع احتجاز الموقوفين اربعة ايام بموجب القانون قبل تقديمهم الى مدعٍ عام يقرر إمكان توجيه اتهامات اليهم، أو وضعهم قيد التوقيف الاحتياطي أو إطلاقهم.
الى ذلك، بدأت وزارة العدل العمل لإصدار قوانين تتعلق بالجرائم الالكترونية، من أجل تقييد دور شبكات التواصل الاجتماعي في نشر دعوات للتظاهر ضد الحكومة.
وكان حوالى 25 شخصاً اعتقلوا مطلع الشهر الجاري في أزمير (غرب)، بعد نشرهم تغريدات على موقع «تويتر» تضمنت «معلومات خاطئة أو تشهيرية» حول التظاهرات.
وفي خطابه الأسبوعي أمام نواب حزب «العدالة والتنمية»، قال اردوغان ان «الشعب احبط المؤامرة ضد الحكومة بعدما تجمع بمئات الآلاف خلال لقاءات نظمها الحزب نهاية الاسبوع الماضي في انقرة واسطنبول»، منتقداً تنفيذ هيئات نقابية اضراباً «غير قانوني عكس تفكيرهم في مصالحهم الخاصة».
واضاف: «عكست التجمعات الصورة الحقيقية لتركيا، وليس التظاهرات التي نظمها خونة ومتآمرون معهم في الخارج، وسيناريو المؤامرة بات في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه»، مشيراً الى ان حزب «العدالة والتنمية» سينظم تجمعات كبيرة جديدة بدءاً من الجمعة في مدن قيصري وسمسون وإرزوروم، تحت شعار الدفاع عن الحكومة.
وكرر اردوغان دفاعه عن رجال الشرطة التي واجهت انتقادات بسبب عنفها تجاه المتظاهرين، معتبراً انها «نجحت في اختبار الديموقراطية، واستخدامها الغاز المسيّل للدموع ورذاذ الفلفل الحر حقها الطبيعي».
وزاد: «سنعزز أجهزة الشرطة، وقدرتها على التدخل ضد المتظاهرين. ونكرر أن السلطات نفذت واجبها في اطار دولة القانون، وطهرت ساحة تقسيم وحديقة غازي باي من المحتلين الذين دمروا كل شيء، فيما نزرع الأشجار والزهور مجدداً».
في المقابل، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» توثيق موجة كبيرة من الاعتقالات العشوائية في تركيا، وهجمات شنتها الشرطة على المستشفى الألماني قرب «ساحة تقسيم» وعيادات ميدانية.
وقالت الباحثة في الشؤون التركية بالمنظمة ايما سينكلير ويب ، إن «مهاجمة الشرطة حشداً سلمياً في حديقة غازي بارك، واستخدام غاز مسيل للدموع في أماكن ضيقة اظهر استخفافاً خطراً بسلامة المتظاهرين والمارة وحياتهم».
ودعت الحكومة الى «تغيير تكتيكات الشرطة، وإظهار إشارة واضحة على ضبط النفس».
في واشنطن، نفت وزارة الخارجية الأميركية ضلوع منظمات او افراد في الولايات المتحدة في احتجاجات تركيا. وقالت الناطقة باسم الخارجية جينيفر بساكي: «نرفض كلياً اتهام مجموعات او اشخاصاً اميركيين بتنظيم التظاهرات في تركيا او المساهمة في تأجيجها».
وزادت: «ركزنا على الدعوات الى الهدوء وضبط النفس، وما زلنا حليفاً قوياً لتركيا».
 
اردوغان يتغلب على الحركة الاحتجاجية ويطارد مثيري الاضطرابات
(ا ف ب)
احتفل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس بتغلبه على المتظاهرين الذين تحدوا سلطته خلال اكثر من اسبوعين، وبدأ عملية تصفية حسابات بإطلاقه حملة مطاردة واسعة لـ"مثيري" الاضطرابات.
وغداة فشل تعبئة النقابتين الكبيرتين اللتين هبتا لدعم الحركة الاحتجاجية المناهضة لرئيس الحكومة استغل اردوغان خطابه الاسبوعي امام نواب حزبه، حزب العدالة والتنمية، لطي هذه الصفحة غير المسبوقة التي هزت بلاده.
وقال اردوغان في خطابه وسط التصفيق الحاد "ان ديموقراطيتنا تعرضت مجددا لاختبار وخرجت منه منتصرة"، مضيفا "ان الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية احبطا هذه المؤامرة التي حاكها خونة وشركاؤهم في الخارج".
وخلال اكثر من ساعة ندد اردوغان بمن نعتهم بـ"اللصوص" و"الفوضويين" الذين احتلوا الشارع، وبـ"وسائل الاعلام الدولية" المتهمة بـ"التضليل" وكذلك الانتقادات التي وجهت اليه لموقفه المتصلب اثناء الازمة والقمع العنيف الذي مارسته الشرطة.
وقال "اشكر ايضا وايضا الشرطة لصبرها وحكمتها"، مبررا لجوءها الكثيف للغاز المسيل للدموع. وشدد اردوغان على القول "في الواقع اعتمدت شرطتنا موقفا ديموقراطيا ضد العنف المنهجي ونجحت في اختبار الديموقراطية".
واستطرد ان "هذه المؤامرة احبطت وهذا السيناريو اصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه"، مؤكدا "سنعزز بشكل اضافي شرطتنا وسنزيد بشكل اضافي قدراتها على التدخل" ضد المتظاهرين.
واوضح ان حزب العدالة والتنمية قرر تنظيم تجمعات كبرى جديدة اعتبارا من الجمعة في ثلاث مدن اخرى في تركيا تحت شعار الدفاع عن الحكومة.
وبعد ان انتقد المعارضة بالتلاعب بالحركة الاحتجاجية، اخذ عليها غيابها "ولأن المعارضة لم تقم بواجبها اراد الناس التظاهر". وحذر اردوغان الذي بدا واثقا من قوته، من اي رغبة في التظاهر بعد اجلاء المعتصمين في حديقة غازي وساحة تقسيم باسطنبول.
واضاف مهددا "اعتبارا من الان لن يكون هناك اي تساهل ازاء اناس او منظمات تنخرط في اعمال عنيفة".
وان كان ليل الاثنين - الثلاثاء هادئا بشكل عام، فإن الشرطة استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لإبعاد متظاهرين اقاموا حواجز في انقرة فرد الاخيرون بالقاء الحجارة. وصباح امس، اعتقلت الشرطة عشرات الاشخاص في اوساط اليسار المتطرف يشتبه بصلتهم بالتظاهرات المناوئة للحكومة.
وفي اسطنبول، اعتقلت الشرطة نحو 90 عضوا في الحزب الاشتراكي للمضطهدين، وهو تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الاخيرة، من داخل منازلهم، بحسب ما افادت نقابة المحامين في اسطنبول. واشارت وسائل الاعلام التركية الى اعتقال 30 شخصا في انقرة و13 في اشكيشهير (شمال غرب) والى حملات دهم للشرطة في 18 محافظة اخرى.
وتحدث وزير الداخلية معمر غولر عن توقيف 62 شخصا في اسطنبول و23 في انقرة في اطار عملية اعدت منذ زمن طويل ضد "المنظمة الارهابية (الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني) التي شاركت ايضا في تظاهرات حديقة غازي".
كما قامت قوات الامن بتوقيف نحو 600 شخص الاحد في اسطنبول وانقرة بحسب نقابتي المحامين في هاتين المدينتين.
وذكرت صحيفة "حرييت دايلي نيوز" ان وزارة العدل بدأت العمل على مشروع قانون لمكافحة الاجرام على الانترنت من اجل تقييد دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الدعوات الى التظاهر.
وفي بداية الحركة الاحتجاجية وصف اردوغان شبكة تويتر، وسيلة التواصل المفضلة لدى المتظاهرين بـ"اثارة الفتن".
وللالتفاف على حظر التظاهر في ساحة تقسيم التي لا تزال محاطة بتدابير مشددة من قبل الشرطة دشن المتظاهرون شكلا جديدا لتحدي الحكومة وهو اتخاذ وضعية "الرجل الموقوف".
وهكذا تسمر مصمم الرقص اردم غوندوز مساء الاثنين صامتا بدون حراك خلال ساعات طوال قبل ان تضع الشرطة حدا لعمله التمثيلي بتفريق الحشد الذي احاط به.
 
اجلاء الآلاف في روسيا بعد انفجارات في مخزن ذخيرة
موسكو - رويترز
قالت وزارة الطوارئ انه تم اجلاء نحو 6000 شخص من قرية في منطقة سمارا جنوب غربي روسيا امس الثلاثاء بعد أن هزت انفجارات في مخزن للذخيرة ساحة للتدريب العسكري.
 
وأضافت الوزارة أن خمسة انفجارات وقعت في بادئ الامر مساء امس في الموقع ما تسبب في اندلاع حريق ما زال يؤدي إلى وقوع انفجارات اخرى بعد مرور ساعات.
 
وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون الرسمي الروسي أعمدة من الدخان الأسود تنبعث من الموقع الذي قالت وزارة الطوارئ انه يضم 11 مليون قطعة ذخيرة مخزنة.
 
وقال فلاديمير ستيبانوف المسؤول في الوزارة "تم اجلاء نحو 6000 شخص من قرية قريبة.. احتاج اكثر من 30 شخصا للعلاج وما زال اربعة منهم في المستشفى".
 
وقال المسؤولون ان سبب الانفجارات لم يعرف بعد لكنهم لم يذكروا ما قد يشير إلى انها وقعت نتيجة عمل تخريبي.
 

الفلسطينيون بحاجة إلى تصريحات قوية من أوروبا

ديفيد ماكوفسكي
ديفيد ماكوفسكي هو زميل زيغلر المميز ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن.
ليس هناك شك بأن الإعلان النهائي الذي سيصدر عن اجتماع قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية الذي سينعقد هذا الأسبوع سوف يتضمن الحديث عن قضية السلام في الشرق الأوسط، وربما يأتي ذلك داعماً لمساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإحياء مفاوضات السلام. وفي أي حال، سوف يذهب أي تصريح طي النسيان بمجرد انتهاء القمة. ومع ذلك، تستطيع أوروبا أن تساعد كيري في مساعيه.
يجدر بنا أن نتذكر أنه قبل انعقاد قمة مجموعة الثماني مباشرة قبل عامين، ألقى الرئيس الأمريكي أوباما خطاباً بارزاً حول الشرق الأوسط، تضمن تعبيراً هاماً وهو الحب الخشن. فقد قال رئيس الولايات المتحدة، الراعية التقليدية لإسرائيل، إن الأساس للمفاوضات المتعلقة بالأراضي يجب أن يتضمن تبادل أراضي على أساس الحدود التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967 -- وهي دعوة رددها هذا العام وفد من الجامعة العربية.
ونظراً لأن الخطاب حدد شروط تبادل الأراضي للوصول إلى اتفاق سلام، لم يلق خطاب أوباما قبولاً لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهو الأمر في الولايات المتحدة، حيث وجه جمهوري رائد، ميت رومني، اتهامات إلى أوباما بأنه "يرمي إسرائيل تحت الحافلة"، وإلى جانب ذلك لم يلق الخطاب دعماً من الديمقراطيين أيضاً.
وقد حاز أوباما على استحسان أولي من الأوروبيين، ثم أعقب ذلك فترة من الصمت. وللأسف، فإن "اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط" -- الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة -- لم تدعم خطاب الرئيس الأمريكي بشكل كافٍ. وبعد مسودات عديدة في صيف 2011، ساعدت موسكو في منع إصدار أي تصريح من قبل "اللجنة الرباعية" لتوجيه الدعم للخطاب نظراً لبعض جوانبه حيث شعرت بأنه لا يلق القبول والاستحسان الكافيين من الفلسطينيين.
ولم يشهد موقف "اللجنة الرباعية" أي تحسن على الإطلاق. ولم تعد هذه "اللجنة" قوة دبلوماسية، على الرغم من أن مبعوثها الخاص، رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، قد شارك في إجراءات اقتصادية وحوكمة مواتية لدعم الفلسطينيين.
لقد آن الأوان لإصدار خطاب أوروبي موحد، يكون مضاهياً لخطاب أوباما. ولو قال الرئيس الأمريكي للإسرائيليين أشياء لا يرغبون في سماعها، فعلى الاتحاد الأوروبي، الراعي التقليدي للفلسطينيين، أن يخبر الفلسطينيين بما يحتاجون إلى سماعه. ومن شأن هذا الخطاب أن يمنح كيري فرصة للنجاح، بيد أن ذلك لا يعد ضمانة له. كما أن خطاباً كهذا سيُعلِم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه لا يمتلك شيكاً على بياض من أوروبا، فلصبر الاتحاد الأوروبي مع الفلسطينيين حدوده. كما سيخبر الإسرائيليين بأن الباب ليس موصوداً أمامهم على الساحة الدولية.
ويصعب على الأوروبيين القول بأن الفلسطينيين استنفدوا خيارات التفاوض، نظراً لأن عباس كان قد وافق على إجراء مباحثات لمدة ثلاثة أسابيع فقط خلال السنوات الأربع الماضية، ونظراً لأنه كان قد تم تقديم عرض إسرائيلي في أيلول/سبتمبر 2008 من قبل رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، ايهود أولمرت، ولكنه لم يتلق أي رد.
وبطبيعة الحال، فإن نتنياهو ليس بعيداً عن نطاق اللوم. فلننظر إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية. لكن مسار التفاوض لم يتعرض للاختبار خلال سنوات عديدة، رغم الأسطورة التي تزعم عكس ذلك. وباستثناء عام 2008، كان الطرفان قد اتفقا على إجراء مباحثات حول الوضع النهائي أو القضايا الجوهرية مرة واحدة أخرى فقط -- في عامي 1999 و 2000، خلال السنوات الأخيرة لفترة رئاسة بيل كلينتون في البيت الأبيض.
ومن أجل منح مباحثات السلام في الشرق الأوسط فرصة جديدة، فيما يلي بعض النقاط التي ينبغي أن يتضمنها الخطاب الأوروبي:
·     الطريق الوحيد لتحقيق إقامة دولة فلسطينية هو من خلال إجراء مباحثات مباشرة وغير مشروطة مع إسرائيل. وقد تضمّن خطاب مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الكثير من ذلك في إعلان دبلوماسي، لكن الخطاب لم يُقال إلى الفلسطينيين مباشرة. وسوف تؤيد الأمم المتحدة عن طيب خاطر إقامة دولة افلسطينية، إلا أن مجلس الأمن الدولي كان قد حال دون ذلك في الماضي، والانضمام إلى "اليونسكو" لن يرفع السيطرة الإسرائيلية عن الضفة الغربية. يتعين على الفلسطينيين إعطاء فرصة لتجربة التفاوض. فالطريق إلى إقامة الدولة يمر عبر السلام.
·         لكل من اليهود والعرب روابط تاريخية بالأرض، ومن ثم يجب مشاركتها بينهم.
·         يستطيع أي لاجئ فلسطيني أن يذهب إلى دولة فلسطين الجديدة، ولكن ليس إلى فلسطين وإسرائيل.
·     إسرائيل لا تخطئ بإصرارها على اتخاذ ترتيبات أمنية صارمة. إن الأمن ليس أمراً مساعداً لأي اتفاق. فمثلما يحتاج العالم إلى التعاطف مع محنة الفلسطينيين، ينبغي لنا كذلك أن ننظر إلى المسائل الأمنية من خلال أعين إسرائيل. فعلى الحدود بين مصر وغزة، تُستخدم الأنفاق لتهريب الصواريخ إلى غزة التي أُمطرت بها المدن الإسرائيلية بشكل متكرر وبدون تمييز. وليس هناك شك في أن بعض جوانب قرار مجلس الأمن رقم 1701 التي تدعو إلى فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى «حزب الله» بعد حرب لبنان عام 2006 لم تنفذ أبداً. وعلاوة على ذلك، لا يمكن لمراقبي حفظ السلام الدوليين أن يكونوا الأساس الوحيد للأمن -- كما يتضح من القرار الذي اتخذته النمسا مؤخراً بالانسحاب من "قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك" المتمركزة بين القوات السورية والإسرائيلية.
وفي محادثات تُجرى على انفراد، يتفق العديد من الدبلوماسيين الأوربيين على العديد من هذه النقاط. لكن أياً من القادة الأوروبيين لم يظهر شجاعة أوباما في دعم تلك النقاط علانية. وربما يكون الوقت قد حان لكي يوقف الأوروبيون الشكوى بشأن غياب النجاح الأمريكي في الشرق الأوسط. فمربط الفرس ليس هوية الراسل، وإنما أن تكون هناك رسالة موحدة.
يمكن أن يكون لأوروبا تأثير ويتعين أن يكون لها كهذا. لقد أخبر الرئيس أوباما الإسرائيليين أنه يجب ألا يخالجهم أي شك بشأن الثمن الإقليمي الذي يتعين دفعه لإنهاء الصراع. وعلى الأوروبيين، الذين ليسوا أقل دعماً للفلسطينيين من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، فعل الشيء ذاته مع الفلسطينيين. على الأوروبيين أن يخبروهم بأن دعم الاتحاد الأوروبي لن يكون بدون قيد أو شرط بعد اليوم.
إن القيادة هي ليست حول إخبار المرء لأصدقائه بما يرغبون سماعه، وإنما حول القول لهم بما يحتاجون إلى سماعه. وتحتاج أوروبا إلى الرد بالمثل على خطاب أوباما -- بمعنى خطاب آخر مشابه يأتي من جانبها.
 
 
في انتظار «جنيف - 2»... أين سورية في التسوية الأميركية - الروسية؟
الرأي... بيروت ـ من ريتا فرج
كشفت الأزمة السورية عن تباينٍ واضح بين موقفيْ واشنطن التي دعت مراراً وتكراراً الى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وموسكو التي رفضت** «الإملاءات الخارجية» واعتبرت قضية التنحي مسألة داخلية تعود الى الشعب السوري.
يرى كثيرون أن التناقض بين الدولتين الكبريين رغم الاتفاق على عقد مؤتمر «جنيف ـ 2» الذي تتراجع حظوظه، يعود الى عدم نضوج التسوية التي ستكون المسألة السورية جزءاً منها يضاف اليها الملف الفلسطيني و«الدرع الصاروخية» وملفات أخرى.
وإذ يعتبر البعض أن المراوحة الأميركية حيال الأزمة السورية مردّها الى انشغال الولايات المتحدة بانسحابها العسكري من أفغانستان بعدما غادرت قواتها العراق، يؤكد آخرون أن الادارة الأميركية تبدو غير قادرة على بلورة استراتيجية محددة بسبب تشابُك الملف السوري وتعقيداته الدولية والاقليمية، ما انعكس على المواقف التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي اتضحت حين قال: «في وضع مماثل للوضع في سورية عليّ أن أتساءل هل يمكننا أن نُحدث فرقاً؟ وهل سيكون للتدخل العسكري وقع؟ كيف سيؤثر ذلك على قدرتنا وعلى دعم قواتنا التي لا تزال منتشرة في افغانستان؟ ماذا ستكون عواقب تورطنا على الارض؟ هل سيزيد ذلك من العنف أو يؤدي الى استخدام الأسلحة الكيميائية؟ ما الذي يقدم افضل الفرص لنظام مستقر لما بعد الاسد؟ أتساءل دائماً أين ومتى على الولايات المتحدة التدخل او التحرك لخدمة مصلحتنا الوطنية وضمان أمننا وليتناسب ذلك مع أعلى قيمنا وانسانيتنا».
ثمة مَن يفسر هذا التردد الأميركي في سياق استنزاف «القوى المعادية» للولايات المتحدة مثل ايران و«حزب الله» والإسلاميين المتطرفين، معتبرين أن «طاحونة الجهاد والجهاد المعاكس» لن تتوقف قبل استكمال دورتها إذ أصبحت سورية موطئاً للجهاديين العابرين للحدود.
وفي ظل استراتيجية الانتظار أو التراخي الأميركي، تقدّم روسيا الدعم السياسي والعسكري للنظام السوري. دمشق بالنسبة لموسكو بوابة مهمة للمنطقة العربية، وهي التي فقدت العديد من حلفائها في الشرق الأوسط إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، وخسارة سورية تؤشر الى فقدانها لمعبر نفوذها على المتوسط، ولذا تسعى الى أن تكون جزءاً محورياً من أي تسوية سياسية مرتقبة بشأن الملف السوري وقضايا أخرى.
تخشى موسكو من تكريس عرف دولي يبيح التدخل الخارجي في الشوؤن الداخلية للدول، وتتخوف من بلوغ مدّ الربيع العربي جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. فهناك هواجس لدى روسيا من تواتر الاضطراب السوري الى محيطها الجيوـ سياسي ومن تداعي «التطرف الاسلامي» اليه. حتى الداخل الروسي يشهد بدوره حراكاً مطلبياً يدعو الى الاصلاح في موازاة المطالب الأميركية المتكررة بضرورة الإصلاحات الديموقراطية.
بين تردد واشنطن ودفاع موسكو عن نفوذها في الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، والى حين نضوج التسوية الأميركية ـ الروسية حول ملفات مختلفة، أي مسار ستسلكه الأزمة السورية على خطى مؤتمر «جنيف ـ 2» الذي تضطرد حوله الرهانات وتتناقض التوقعات؟
وللإضاءة على هذا الملف الشائك، التقت «الراي» كلاً من الخبير في الشؤون العربية ـ الروسية يوسف مرتضى والسفير السابق لدى واشنطن رياض طبارة.
• مؤتمر «جنيف 2» سيكون مدخلاً لبحث ملفات عدة ... وإيران تطبق خريطة البنتاغون التقسيمية عبر القصير
• سقوط النظام السوري سيتبعه إنشاء دويلة علوية تمتد من القصير وتنتهي في طهران
• لا ننتظر الكثير من «جنيف - 2» والرهان على القمة بين أوباما وبوتين في سبتمبر
• موسكو تعتبر العلويين حلفاء لها وهي لا تتمسك بالأسد بل بنظام يكون لهم فيه الكلمة الفصل أو حق «الفيتو»
الخبير في الشؤون العربية - الروسية يوسف مرتضى: واشنطن تتعامل مع الساحة السورية كـ «مطحنة» للأسد والتيارات الإسلامية المتشددة و«حزب الله» وإيران
رأى الخبير في الشؤون العربية - الروسية يوسف مرتضى أن «انعقاد مؤتمر (جنيف 2) لن يحدث قبل التسوية الأميركية - الروسية على ملفات عالقة بين الدولتين»، مشيراً الى ان «الإدارة الأميركية تريد إطالة أمد الصراع فتتعامل مع الساحة السورية كأنها مطحنة لطحن قوى الخصم المتمثلة بالنظام السوري والتيارات الاسلامية المتشددة و«حزب الله» وإيران.
وأكد أن «موسكو تعمل على أن تكون شريكاً أساسياً في أي حل سياسي مرتقب في سورية»، مشدداً على أنها «تتخوف من امتداد موجة (الربيع العربي) الى آسيا الوسطى ولذا تقف في وجه أي محاولة أممية لتغيير الأنظمة بالقوة».
ولفت مرتضى الى أن «التقدم العسكري في القصير محاولة إيرانية - سورية - روسية لفرض واقع جديد على مؤتمر جنيف ـ 2»، معتبراً أن «سقوط النظام السوري سيتبعه إنشاء دويلة علوية بدعم إيراني تمتد من القصير وتنتهي في طهران وعندها يمكن الحديث عن هلال شيعي».
كيف تقرأ المقاربة الأميركية للأزمة السورية بعد مرور أكثر من عامين؟
- من المهم القول إن النهج الذي يسلكه الرئيس الأميركي باراك أوباما يهدف في الدرجة الأولى الى عدم توريط الولايات المتحدة في أي عمل عسكري جديد، في الوقت الذي يعمل على الانسحاب من الحروب السابقة التي خاضتها واشنطن في العراق وأفغانستان، من دون ان ينفي ذلك أن لدى أوباما وإدارته موقفاً واضحاً ومعلناً ضد سياسة القمع التي يتبعها النظام السوري ضد الثورة.
هناك تيار آخر يُعبّر عنه الحزب الجمهوري والمحافظون إذ يحاولون الضغط باتجاه موقف أكثر تشدداً من الادارة الاميركية حيال الأزمة السورية، حيث يبحثون عن الذرائع والأسباب الواقعية التي من شأنها أن تؤدي لاتخاذ خطوات سريعة مثل إثارة الجرائم التي تقع بحق الشعب السوري واستخدام الأسلحة الكيماوية، في محاولة لدفع اوباما الى موقف أكثر حسماً تحت عنوان تسليح المعارضة السورية بغية تحقيق نوع من توازن القوى مع النظام.
تدرك الادارة الاميركية أن ثمة نقصاً في دعم المعارضة السورية وتتقصد ذلك بهدف إطالة أمد الصراع في سورية. تريد لهذا الصراع أن يستمر لأطول فترة ممكنة انطلاقاً من أن سورية أصبحت ميداناً لقوى سياسية عديدة تعتبرها خصماً لها، فتتعامل مع الساحة السورية كأنها مطحنة لطحن قوى الخصم المتمثلة بالنظام السوري والتيارات الاسلامية المتشددة و«حزب الله» وايران كما أنها ترى أن مرحلة 2013 وما بعدها ستكون مرحلة استنزاف ايران في سورية.
الى متى ستستمر هذه المراوحة الأميركية رغم الكلفة الباهظة في عدد الضحايا والمخاطر التي يمكن أن ينتجها الملف السوري على دول الجوار؟
- يقارب الأميركيون الأزمة السورية انطلاقاً من مصالحهم ولا يعنيهم عدد الضحايا. هذا الموقف سيستمرّ لفترة طويلة، ولذا لا نرى رغم الكلام الروسي ـ الأميركي عن تقارب في وجهات النظر أي معالم لتسوية قريبة.
في الواقع تبحث واشنطن عن تعقيدات لتعقيد العملية السياسة وحتى تعطيلها بعد استكمال المطحنة السورية وبعد أن تنضج الظروف ما يؤدي الى فرض شروط التسوية التي لا تنحصر في الأزمة السورية. ينطلق الاميركيون من الأزمة السورية من أجل معالجة ملفات أخرى بينها الملف الفلسطيني. ومؤتمر «جنيف 2» سيكون مدخلاً لبحث ملفات اخرى، وستكون الأولوية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي تحت شعار مبادلة الأرض بين اسرائيل والضفة الغربية ومشروع الدولتين على ان تقوم فيديرالية اردنية فلسطينية. ويعمل أوباما جاهداً من أجل إنجاز هذا الحل في عهده الأخير، ويريد أن يسجل نصراً تاريخياً، وهو يعتبر أن بنيامين نتنياهو ليس في أحسن حالاته وأن وضع اسرائيل ضعيف، ووضع العرب مناسب جداً، وسورية التي كانت قادرة على التعطيل، الآن هي معطلة، ومصر تساوم مع الاميركي على الموضوع، وقد تعمل طهران على التعطيل لكنها غارقة في المستنقع السوري.
ماذا في شأن الموقف الروسي من الأزمة السورية؟ وكيف تفسرون اصرار موسكو على دعم النظام السوري؟
- يختلف الموقف الروسي في مقاربة الأزمة السورية عن المقاربة الأميركية من زاوية مصلحتها المباشرة وليس من زاوية مصلحة النظام السوري. تعتبر موسكو أن ما جرى في ليبيا حين وافقتْ على قرار من مجلس الأمن الدولي من أجل تأمين منطقة آمنة، ثم تحوُّل هذا القرار الى غطاء لحلف شمال الأطلسي وإخراجها لاحقاً من المعادلة الليبية، بمثابة الطعن في الظهر ولذلك لا تريد تكرار هذه التجربة في سورية.
ستكون روسيا متضررة من فكرة تغيير الأنظمة من الخارج، وتدرك أن هذا الامر يصيبها في الصميم، فالربيع العربي الذي أدى الى نهوض التيارات الاسلامية في المنطقة سيمتدّ الى آسيا الوسطى أي الى الحدود الروسية التي هي أيضاً في ظروف موضوعية جاهزة لوصول مثل هذا الربيع اليها.
إن معيار تعامل موسكو مع الأزمة السورية ينهض على الوقوف في وجه إسقاط الأنظمة عبر التدخل العسكري ولذا اتخذت موقفاً منذ اللحظة الأولى ضد التدخل العسكري في الأزمة السورية عبر استخدام الفيتو، حتى لا يصبح هناك نموذج يتكرر في تغيير الأنظمة بالقوة خشية على نفسها، ولذا ارسلوا الاسطول الروسي الى المتوسط كي يقولوا «نحن هنا».
لا تريد روسيا أن تنتهي الأزمة السورية بانتصار فريق المعارضة العسكرية، وتحاول سياسياً لجم الدفع الغربي لتسليح المعارضة السورية، لأن هذه الأخيرة لو تمكنت من هزيمة النظام ستخسر كل شيء، ولذلك نراها تدعم النظام بالتسليح والمعلوماتية وصور الأقمار الصناعية لإدارة المعركة في شكل أفضل، وهي تغض الطرف عن دعم ايران و«حزب الله» للرئيس السوري من جهة وتندد بالتدخل الخارجي من جهة ثانية.
بعد الحسم العسكري من النظام و«حزب الله» في القصير هل الميدان هو الذي سيحدد مسار مؤتمر «جنيف ـ 2»؟
- هذا التقدم العسكري في القصير محاولة ايرانية - سورية - روسية لفرض واقع جديد على مؤتمر «جنيف ـ 2» بهدف القول إن موازين القوى أصبحت لصالحنا. لكن معركة القصير أدت الى ظهور تعقيدات جديدة، اذ لن ينعقد المؤتمر لأن المعركة العسكرية ستؤخر الحل، عدا عن أن الاميركيين لن يرضخوا لنتيجة القصير وسيتخذونها حجة اضافية لاستبعاد أي بحث مع النظام السوري.
ليست معركة القصير حالة معزولة، المطلوب تحقيق انتصار عسكري ضمن مضمون جيو - سياسي. ثمة تحضير ايراني وسوري «للخطة ب» وإذا سقط النظام سيتم التحضير لدولة علوية بدءاً من القصير مع امتدادها الجغرافي الى حمص والرستن والتلبيسة. وبذلك يصبح جبل العلويين مفتوحاً على شمال لبنان، أي منفذ شيعي لبناني، ومفتوح من جهة العراق على دير الزور وصولاً الى ايران. هنا يمكن الحديث عن هلال شيعي، وقد أصدرنا كتاباً تحت عنوان «العرب الى أين؟» يتضمن خريطة للشرق الأوسط الجديد تُدرس في حلف شمال الأطلسي. هذه الخريطة يظهر فيها دولة سنية في غرب العراق مع الاردن، ودولة شيعية في جنوب العراق مع البصرة مع جزء من ايران، ودولة سنية داخل ايران نفسها ودولة كردية تضم أكراد العراق وسورية وتركيا، أما لبنان الدولة الوحيدة التي تتوسع مساحتها حيث ينضم اليه الساحل السوري حتى اللاذقية، وتصوري أن ايران تطبق بذلك خريطة البنتاغون التقسيمية عبر القصير.
ما الرهانات الروسية في ما يتعلق بـ«جنيف ـ 2»؟
- روسيا تريد أن تكون شريكاً في حلّ الأزمة السورية كي تحمي نفسها من الضغوط الغربية ومن التحركات التي يمكن أن تحدث في آسيا الوسطى، كما أنها تعمل على أن يكون لها موطئ قدم في الموضوع الفلسطيني.
إذا تغيّر الوضع في سورية في شكل لا يتناسب مع مصالح روسيا ستصبح المعركة على حدودها ولذا تتمسك بأوراقها. مؤتمر «جنيف 2» لن يعقد قبل نضوج التسوية الأميركية ـ الروسية وهي لم تنضج بعد ولذا لن يعقد المؤتمر قريباً.
سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة: باراك أوباما يعتمد «القيادة من الخلف» وروسيا تعتبر خسارة سورية استراتيجية
اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن التردد في الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية يعود الى أن أميركا ليست «متضررة من سياسة الانتظار فكل أعدائها متورطين في سورية»، مؤكداً وجود عقبات كثيرة أمام مؤتمر «جنيف ـ 2».
وقال طبارة إن «الوقائع على الأرض فرضت نفسها على المقاربة الاميركية المترددة ما يفسر عدم الوضوح»، مشيراً الى أن «سورية بالنسبة لروسيا المنفذ الأخير على البحر المتوسط ولذا تتمسك بالنظام السوري الذي يؤمن لها مصالحها».
ورأى ان «خسارة سورية بالنسبة لروسيا تعد بمثابة الخسارة الاستراتيجية التي لا تعوض بسهولة وتالياً تفقدها منفذها الوحيد على المتوسط»، مشيرا إلى ان الرئيس الأميركي باراك اوباما «يعتمد على نظرية في الحرب تُسمى القيادة من الخلف أي العزوف عن إدارة العمليات القتالية في شكل مباشر وصريح وترك الأمر للحلفاء».
كيف تفسرون التردد الأميركي في مقاربة الأزمة السورية؟
- ثمة أسباب مختلفة لهذا التردد، ويُقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصية مترددة وقد كُتبت عدة مقالات في الصحف الأميركية منذ فترة حول هذه المسألة. لا يوجد ضغط شعبي أميركي على أوباما كي يتخذ مواقف حاسمة، لأن الاعلام لا يهتم كثيراً بالقضية السورية. ويضاف الى هذه العوامل أن اللوبي الاسرائيلي لم يتحرك بعد.
لا تشعر الولايات المتحدة بأنها متضررة من سياسية الانتظار لأن كل مَن تعتبرهم أعداء لها متورطين في الأزمة السورية كايران و«حزب الله» و«القاعدة»، وتالياً هي تكتفي بالمراقبة ولا تريد الاستعجال لأنها ترى أن خصومها يتعرضون لحال من الاستنزاف.
لقد أعطى أوباما صلاحيات واسعة لوزير الخارجية جون كيري في الشأن السوري وملفات دولية أخرى لأنه يريد التركيز على الشؤون الداخلية. يعتبر كيري نفسه خبيراً في الأمور الخارجية، والدافع الذي يحرّكه في ادارة الأزمة السورية يمكن إيجازه بقضيتين: الأول، الخوف الاسرائيلي والأميركي من أن يقع السلاح الكيماوي والأسلحة المتطورة في يد «حزب الله» أو أيدي مجموعات إسلامية متطرفة مما يشكل خطراً على أمن اسرائيل؛ والثاني التخوف من فقدان السيطرة على سورية بسبب نمو الإرهاب ما يعني تحوّلها الى دولة فاشلة.
ماذا تتوقعون من اللقاء بين الرئيسين الأميركي والروسي؟ وهل ستخرج الدولتان بقرارات مهمة في شأن الملف السوري؟
- أعتقد أن كل الاجتماعات التي تعقد، حتى اجتماع «جنيف ـ 2» في حال إنعقاده، لا ننتظر منها الكثير. الرهان سيكون على الاجتماع الذي سيعقد بين أوباما وبوتين في شهر سبتمبر المقبل. ولا نعلم عمّا إذا كان الوضع في سورية سيتحمل طوال هذه الفترة. ثمة تخوف من امتداد الأزمة السورية الى دول الجوار مثل لبنان وتركيا والاردن والعراق وهذا يقتضي معالجة جدية.
هذه المرحلة صعبة جداً والانتظار حتى سبتمبر المقبل ليس سهلاً. وإذا حدث اتفاق بين بوتين واوباما بعد ثلاثة أشهر في دعوة كل الاطراف الى وقف العنف، هل يمكن تطبيقه؟ وهل ستلتزم الجهات المتصارعة مثل الحركات المتطرفة بهكذا قرار؟ أعتقد أن كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يكن إيجابياً ومطمئناً حين قال: «إن واشنطن انضمت متأخرة إلى جهود وقف العنف وهي تحاول منع الانهيار الكامل للبلاد».
والأهم من ذلك هل بإمكان الروس الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل التنحي إذا توصل الطرفان الى اتفاق على هذه النقطة؟
لماذا تتحرك واشنطن في شكل بطيء تجاه الأزمة السورية في حين ان السياسة الروسية تبدو ثابتة وأكثر دينامية؟
- تُعتبر سورية بالنسبة لروسيا المنفذ الأخير على البحر المتوسط لذا تتمسك بالنظام السوري الذي يؤمن لها مصالحها، وفي أقصى الحالات تريد تأمين جهات سياسية ضامنة لها داخل السلطة الجديدة في حال رحيل الرئيس بشار الأسد.
يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة بلاده الى قوّتها على المستوى الدولي زمن السوفيات. قبل تفكك الاتحاد السوفياتي كان لموسكو ممرات عدة على البحر المتوسط في الجزائر ومصر وليبيا وسورية، والآن لم يبق له سوى حليف واحد في دمشق ولذا فان خسارة سورية بالنسبة لروسيا تعد بمثابة الخسارة الاستراتيجية التي لا تعوض بسهولة وتالياً تفقدها منفذها الوحيد على المتوسط.
هل يتعرض الرئيس الأميركي الى ضغوط من المحافظين من أجل اتخاذ مواقف واضحة تجاه الأزمة السورية؟
- ثمة ضغوط من الادارة السابقة التي كانت محيطة به وقد طالبته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وقائد الجيش ورئيس الاستخبارات بالتدخل السريع لإنهاء الأزمة السورية، وهذا لم يحدث. اليوم ثمة ضغط عليه من بعض العاملين مع جون كيري وكذلك من رئيس لجنة القوات المسلحة وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين. لكن هذه الضغوط تبقى سياسية ولم تصل الى المستوى الشعبي رغم ظهور كتابات في الصحف الأميركية تشير الى أن باراك اوباما جبان ومتردد.
في أي مسار يمكن أن يتحرك الرئيس الأميركي إذا أراد الدخول في الخيار العسكري؟
- قد يتحرك ضمن مسارات عدة: تأمين منطقة حظر جوي لقسم من سورية أو إنشاء مناطق عازلة أو تسليح المعارضة العسكرية مع ضمان عدم وصول الأسلحة الى جهات متطرفة ما يعني تغيير موازين القوى على الارض. وقد يلجأ الى الضربات الجوية الخاطفة فيتم قصف مواقع الطيران السوري والدفاع الجوي السوري. يعتمد باراك اوباما على نظرية في الحرب تُسمى القيادة من الخلف أي العزوف عن إدارة العمليات القتالية في شكل مباشر وصريح وترك الأمر للحلفاء، وهو طبّقها في ليبيا ومالي. وقد حاول في السابق تطبيق استراتيجية القيادة من الخلف على سورية لكنه لم يلاقِ تواجباً من القوى الحليفة له.
يعتبر مؤتمر «جنيف 2» مؤتمر الفرصة الاخيرة وثمة رهانات دولية عليه. ما العقبات التي تقف في وجهه؟
- مؤتمر «جنيف ـ 2» ليس نهاية المطاف، نهاية المطاف هي القمة في سبتمبر. المؤتمر خطوة من خطوات الحل ولا ينتظر أحد أنه سينجح في شكل كبير أو يؤدي الى اختراق لكل المشاكل التي تحدثنا عنها سابقاً ومن بينها تنحي الرئيس بشار الأسد الذي تطالب به المعارضة السورية قبل تأليف الحكومة الانتقالية.
هل ثمة مخاوف لدى الادارة الاميركية من وصول الاسلاميين المتشددين الى الحكم في سورية؟
- في البداية فاوض الروس الاميركيين على نظامٍ بديل يؤمن مصالحهم في سورية. تعتبر موسكو أن العلويين حلفاء لها وهي لا تتمسك بالرئيس السوري بل بنظام يكون للعلويين فيه الكلمة الفصل أو حق الفيتو أي أن يكون للطائفة العلوية دور في المحافظة على المصالح الروسية. حين قويت «جبهة النصرة» في سورية وجماعات إسلامية متطرفة أخرى تنازلت أميركا لمصلحة روسيا وبدأت تميل الى الحل الروسي.
لماذا لم تبلور الولايات المتحدة طوال الفترة الماضية سياسة واضحة تجاه الأزمة السورية؟
- لأن سياستها متغيرة. في البداية تركت الادارة الأميركية الأمور تسير كما هي وانشغلت لاحقاً بهاجس «القاعدة» والمتطرفين الاسلاميين. بمعنى أدق الوقائع على الأرض فرضت نفسها على المقاربة الاميركية المترددة تجاه الأزمة السورية وهذا ما يفسر عدم الوضوح. كلنا يتذكر ما قاله الرئيس الاميركي باراك أوباما منذ شهرين وعبّر صراحة عن حيرته. هذه الحيرة ظهرت أيضاً في موقفه حيال استخدام النظام للسلاح الكيماوي.
ما السيناريوات الكارثية التي تضعها واشنطن حيال الأزمة السورية إذا لم يتم التوصل الى حل سياسي؟
- السيناريو الأخطر تحوُّل سورية الى مركز لاستقطاب المتطرفين وانتشار الفوضى وانعكاسها على دول الجوار.
 
 
عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو لـ «الراي»: مَن خطّطوا لمعركة «حزب الله» في سورية حكموا عليه بالموت
بيروت - من ريتا فرج
وصف عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو تجربة الثوار في القصير بـ «البطولية» مشيراً الى أنه سيكون «هناك ألف قصير وقصير قبل أن يحدث **تطور استراتيجي لصالح النظام» داعياً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى سحب «عناصره» من سورية.
وأشار كيلو، الذي فوجئ بحجم تورط «حزب الله» عسكرياً في سورية، الى أن «خروج الحزب لم يعد قراراً يتخذه هو، بل أعداؤه وخصومه من السوريين الذين سيقضون على وجوده في لبنان»، معتبرا ان «مَن خططوا لمعركة حزب الله في سورية حكموا عليه بالموت».
وإذ شدد على ضرورة مشاركة الائتلاف الوطني السوري في «جنيف 2» دعا المعارضة الى وضع خطة تقدم الى المؤتمر، مؤكداً أن الصراع في سورية «لم يعد محكوماً بالظرف السوري»، ومشيراً الى «تقصير أميركي فاضح» مشدداً على أن الموقف الدولي سيتغير مع «الاقتراب» من مؤتمر «جنيف 2».
«الراي» اتصلت بـ «ميشال كيلو» وأجرت معه الحوار الآتي:
• من المحتم أن يكون هناك ألف «قصير» قبل أن يحدث تطور استراتيجي لصالح النظام ويقوم كيان علوي ما
• النظام يراهن على التصدعات داخل المعارضة لدحر الثورة واحتوائها
• كيف قرأتَ تجربة القصير في صمودها وسقوطها؟
- كانت تجربة بطولية بيّنت عمق الثورة السورية، وتمسُّك مقاتليها بحقهم في مقاومة الظلم، وتصميم رجالها على مقاتلة كل مَن يحاول حرمانهم من ثمار نضالهم المرير والمكلف. أعتقد أن مَن دخلوا إلى المعركة فهموا ذلك، وعلموا أن انتصارهم لم يكن بلا ثمن، وأن مَن واجهوهم كانوا ثواراً حقيقيين، وإلاّ لما صمدوا طوال ثلاثة أسابيع ونيف أمام فرق متفوقة تفوقاً ساحقاً عليهم بالعدد والعُدّة.
• يرى البعض أن سقوط القصير تطور استراتيجي لتظهير معالم الكيان العلوي. ما رأيك؟
- لا ليس تطوراً استراتيجياً ولا علاقة له بمعالم ما تسمينه «الكيان العلوي». القصير معركة صغيرة ستكون ذات عِبر ونتائج داخلية وعربية ودولية كبيرة، ومن المحتم أن يكون هناك الف قصير وقصير قبل أن يحدث تطور استراتيجي لصالح النظام ويقوم كيان علوي ما.
• وقف حزب الله ضد الثورة السورية منذ اندلاعها رغم أنه طالب بالاصلاح لكن المعطى الجديد كان انتقال الحزب من لبنان الى سورية للقتال في القصير. ماذا يعني ذلك؟
- هذا يعني بكل بساطة أن إيران و«حزب الله» هما الآن الطرف الرئيس في القتال ضد الشعب السوري وفي قمع ثورته وتطلُّعه إلى الحرية. ويعني أنهما وضعا نفسيهما في مكان لا يحسدان عليه، وأن معركتهما في سورية لن تكون نزهة، وأنهما دخلا إلى فخ قاتل لن يخرجا منه سالمين، ويعني أن من خططوا لمعركة حزب الله في سورية حكموا عليه بالموت، ليس فقط لأنهم فضحوا وظائفه الحقيقية وارتباطه المعادي للحرية وللشعوب، بل كذلك لأن خروجه من سورية لم يعد قراراً يتخذه هو، بل يتخذه اعداؤه وخصومه من السوريين، الذين سيقضمون عافيته في سورية وسيقضون على وجوده في لبنان.
• قيل إنك كنت على اتصال بقيادة «حزب الله» عبر وسطاء في المرحلة السابقة. هل فوجئت بهذا الحجم من التورط العسكري للحزب في سورية؟
- طبعاً فوجئت كما فوجئ غيري. كنت أعتقد أن «حزب الله» سيساعد النظام، لأنه يتلقى أوامره من إيران التي تقاتل بكل وضوح إلى جانب النظام، لكنني لم أكن أعتقد أنه سيكشف ظهره أمام الاسرائيليين، كي يقاتل شعباً لطالما سانده ووقف معه وأيّده. كما لم أعتقد أن السيد حسن نصر الله سيقبل بتحويل المعركة في سورية إلى معركة طائفية اقليمية، وظننت دائماً أنه أكثر حرصاً على جماعته وسمعتها من أن يزجّ بها في مثل المأزق الذي دفع بها إليه، ولن تكون نهايته غير وخيمة بالنسبة له، إلاّ إذا كان يتوهم أن الأقلية تستطيع قهر الغالبية إلى الأبد، وأن التطورات ستبقى دائماً في صالحها، وأن العنف احتكار لطرف واحد وأنه يمكنه في زماننا إسكات الشعب وفرض العبودية عليه.
• ماذا تقول للسيد حسن نصر الله ما بعد سقوط القصير؟
- اقول له: هذه غلطة لن تتمكن من إصلاحها، إلاّ إذا انسحبتَ اليوم قبل الغد من سورية، وتركتَ نظام الأسد لأنه لا يستحق أن تدافع عنه.
• ثمة من يعتقد أن القصير كانت أول الغيث في إعادة تبديل موازين القوى لمصلحة النظام بمؤازرة حزب الله. هل تخشى من بداية تهاوي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة العسكرية الواحدة تلو الأخرى؟
- ليست أول الغيث، ولن تغيّر الواقع على الأرض، وربما أدت إلى عكس ما كان يراد بها، والأيام والأسابيع المقبلة ستبين صحة هذا التوقع.
• هل دفعت القصير ثمن تواطؤ أميركي - روسي ما؟
- كان هناك تقصير اميركي فاضح، فهل نرى فيه ضرباً من المؤامرة مع الروس، لا أعتقد ذلك.
• يلاحظ تراخ في الموقف الدولي والاقليمي الداعم للثورة السورية ما أتاح لموسكو وايران بقيادة هجوم معاكس في سورية وعلى المستوى الديبلوماسي. أي أفق للوضع السوري في ضوء هذا المناخ؟
- سيكون هناك تبدل في الموقف الدولي مع اقتراب مؤتمر جنيف 2، وإلا تعرض الأميركيون لهزيمة أمام الروس، وإذا عقدوا تسوية معهم لن تكون لصالحهم.
لم تعد نتائج الصراع في سورية محكومة بالظرف السوري الداخلي في الدرجة الاولى، لذلك لا خوف من هزيمة الثورة لأن هزيمتها ستكون هزيمة لأميركا التي لم تقف معها بصورة جدية إلى اليوم، لكنها لم تتخل عنها تماماً أيضاً.
• هل عملية تعديل موازين القوى على الأرض هي محاولة لاقتياد المعارضة الى مؤتمر جنيف 2 على قاعدة الحد الأدنى؟
- لا ليست على قاعدة الحد الأدنى، بل على القاعدة الممكنة في صراعات معقدة كالصراع السوري المتشابك مع صراعات عربية واقليمية ودولية تتداخل فيها عوامل استراتيجية عليا مع عناصر طائفية منحطة.
• ما خطط الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف 2؟
- مشاركة الائتلاف مطلوبة وإلاّ لن يكون هناك مؤتمر في جنيف. أما ما الخطط التي سيقدمها هناك؟، فأنا لا اعرفها وأعتقد أنها ليست موجودة بعد، وهذه مشكلة لابد من إيجاد حل لها بالسرعة الممكنة.
• قيل الكثير عن تصدعات داخل الائتلاف الوطني وعن تجاذبه بين المحاور العربية ما أظهر المعارضة وكأنها تلهو في مسائل فئوية في لحظة مصيرية. هل تجاوز الائتلاف هذا الاختبار في النزوع نحو المحاصصة؟
- هناك تصدعات جدية داخل المعارضة في الداخل والخارج وكذلك في الجيش الحر، ويقيني أن النظام يراهن عليها لدحر الثورة واحتوائها، ويمكن أن يكون لرهانه حظ من النجاح إذا استمرت الحال على ما هي عليه. نحن لم نعمل بالمحاصصة كديموقراطيين، قلنا إن لنا الحق في التمثيل داخل الائتلاف كي نؤمن التمثيل الحقيقي لأطياف المعارضة السورية. هذا ليس محاصصة بل هو مطلب عادل وكان يجب أن يلبى منذ وقت طويل، لأنه يجب أن يلعب دوراً وازناً في حاضر ومستقبل الصراع الجاري.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,978,156

عدد الزوار: 6,973,650

المتواجدون الآن: 63