تقارير واخبار..إدارة أوباما تسارع لتأكيد متانة العلاقات بعد انتقاداتهما... تصريحات تركي الفيصل وبندر تهز أعصاب واشنطن....ما وراء الموقف السعودي... محاولة للتفسير...العرب بين مطرقة واشنطن وسندان طهران...لاريجاني: لماذا يخاف الأميركيون من ترشح الأسد إن كان لايحظى بشعبية؟

أنشأوا معسكرًا خاصًا بهم في شمال البلاد... 200 جهادي ألماني في سوريا....ترشيح زعيم المعارضة اليوناني لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية ..خلاف أميركي ـ إسرائيلي حول النووي الإيراني...."خارطة طريق" طموحة للخروج من الأزمة التونسية

تاريخ الإضافة الجمعة 25 تشرين الأول 2013 - 6:20 ص    عدد الزيارات 1624    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

خلاف أميركي ـ إسرائيلي حول النووي الإيراني
(رويترز، يو بي أي)
اختلف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في ما بينهم بشأن البرنامج النووي لإيران حيث دعت إسرائيل الى إنهائه في حين اقترحت الولايات المتحدة استخدام ضمانات تظهر أنه سلمي وليس عسكرياً.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية محادثات في روما بينهما أمس، بشأن مفاوضات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، لكن خيم في ما يبدو الحديث في تلك المحادثات عن إيران.
وقال نتنياهو للصحافيين: "يتعين ألا تملك إيران قدرة لإنتاج أسلحة نووية.. بمعنى أنه يجب ألا يكون لديها أجهزة للطرد المركزي للتخصيب وألا يكون لديها مفاعل يعمل بالماء الثقيل لانتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في تصنيع أسلحة نووية فقط".
أضاف "يجب أن يتخلصوا من مخزونهم من المواد الانشطارية وألا يكون لديهم منشآت نووية سرية.. تكون سرية لسبب واحد.. أغراض عسكرية"، واصفاً برنامج إيران النووي بأنه المشكلة الأمنية الرئيسية للمنطقة.
وتقول إيران إن هدفها من تخصيب اليورانيوم هو انتاج الكهرباء ولأغراض طبية وليس لصناعة أسلحة نووية.
واتخذ كيري الذي يقوم مساعدوه باستكشاف حل ديبلوماسي لكبح النشاط النووي الإيراني، مساراً مختلفاً عن نتنياهو بإشارته الى أن إيران قد توضح أن برنامجها سلمي برضوخها للمعايير الدولية التي تلتزم بها الدول الأخرى.
وفي بداية اجتماعه مع نتنياهو، في مقر السفير الأميركي في روما، قال كيري: "سنطلق مبادرة ديبلوماسية لكن بعيون مفتوحة وإدراك بأنه سيكون من الضروري على إيران أن تلتزم بالمعايير التي تلتزم بها دول أخرى لديها برامج نووية بعد إثباتها أن هذه البرامج سلمية بالفعل".
وقال كيري الذي اعتبر أنه من المبكر الحديث عن رفع العقوبات عن إيران برغم الانفتاح الذي أبداه النظام الإيراني بشأن قضيته النووية: "نحتاج أن نعرف أن إجراءات تتخذ ليكون واضحاً وضوح الشمس.. وضوحاً لا يمكن إنكاره بما يجعل العالم مطمئناً الى سلمية البرنامج (الإيراني) أياً كان النهج الذي يتبع"، وحذرها في الوقت نفسه من أن "القول ينبغي ألا يستبدل الفعل".
وأجرت القوى العالمية الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) محادثات مع إيران في جنيف الأسبوع الماضي، لاختبار إمكانية التوصل الى حل ديبلوماسي.
وفتحت هذه المحادثات وهي الأولى من نوعها منذ انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني في حزيران الماضي، احتمالات التوصل الى اتفاق بعد سنوات من المواجهة المتصاعدة. ومن المقرر عقد جولة ثانية من هذه المحادثات أوائل تشرين الثاني في جنيف أيضاً.
 
"خارطة طريق" طموحة للخروج من الأزمة التونسية
(ا ف ب)
يرتكز "الحوار الوطني" لحل الازمة السياسية في تونس، الذي بدأ امس، على خارطة طريق طموحة ما زال مضمونها موضع خلاف بين الاسلاميين الحاكمين والمعارضة.
وهذه الوثيقة التي قام بصياغتها اربعة وسطاء بينهم الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، تنص على اجراء مفاوضات خلال شهر لتشكيل حكومة مستقلين وقيادة البلاد نحو انتخابات لاخراجها من "المرحلة الانتقالية" التي بدأت مع ثورة كانون الثاني 2011.
وستعلن الحكومة الائتلافية بقيادة اسلاميي حركة النهضة قرار الاستقالة، على ان تتفق الفعاليات السياسية في غضون الايام السبعة التالية على اسم رئيس وزراء جديد ليس له انتماءات حزبية.
ثم في غضون اسبوعين، يقوم المفاوضون بتشكيل حكومة مستقلة بعدها فقط تستقيل الحكومة بقيادة حركة النهضة رسميا ليبدأ عمل الحكومة الجديدة التي سيلتزم اعضاؤها بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وتنص خارطة الطريق ايضا على ان يقر المجلس الوطني التأسيسي التي تمثل فيه النهضة الغالبية قانونا يحد بشكل كبير من امكانية الرقابة على الفريق الحكومي المقبل.
وسيتعين على الاحزاب وضع اللمسات الاخيرة على مشروع الدستور بمساعدة لجنة خبراء.
وخلال اربعة اسابيع تجرى مشاورات ومفاوضات، لكن المجلس الوطني التأسيسي المنتخب قبل نحو سنتين سيعمد تباعا الى اقرار بنود هذا النص ثم المصادقة عليه بكامله بغالبية الثلثين.
وتصطدم صياغة الدستور منذ اشهر بمواضيع خلافية لدى الفريقين مثل الاشارة الى الاسلام او صلاحيات الرئيس.
وامام المشاركين في الحوار الوطني خمسة عشر يوما لتشكيل هيئة انتخابية مستقلة مكلفة تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.
وكان تشكيل هذه الهيئة الذي انطلق في بداية الصيف، ابطل في ايلول بقانون اداري ما فرض العودة الى نقطة البداية.
وفي غضون ذلك، يتوجب صياغة قانون انتخابي ثم اقراره من قبل المجلس الوطني التأسيسي. وفي نهاية هذا المسار المفترض ان يستمر ثلاثة او اربعة اشهر ينبغي تحديد موعد الانتخابات.
وفي خلال السنتين الاخيرتين، اعلن القادة التونسيون مرات عدة جداول زمنية لاقرار الدستور ومواعيد الانتخابات المقبلة الا انه لم يتم الالتزام بأي منها.
 
ترشيح زعيم المعارضة اليوناني لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية والبرلمان يصوت لوقف تمويل أحزاب اليمين المتطرف في أثينا

جريدة الشرق الاوسط... أثينا: عبد الستار بركات .. قرر مجلس رؤساء اليسار الأوروبي، ترشيح أليكسيس تسيبراس زعيم حزب تحالف اليسار الراديكالي سيرزا، أكبر أحزاب المعارضة في اليونان، لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية في الانتخابات الأوروبية القادمة التي ستجرى عام 2014 وذلك وفقا لإعلان صادر من حزب سيرزا هنا في أثينا. ومن المقرر أن يتم عرض الاقتراح رسميا في المؤتمر الرابع لليسار الأوروبي الذي ينعقد في العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو المخول من الناحية الشكلية باتخاذ القرار النهائي.
ووفقا لإعلان سيرزا، فإن ترشيح تسيبراس، لقي القبول والدعم القوي والترحاب من قبل كل المشاركين، وأن هذا التطور يعتبر إنصافا معنويا وسياسيا وآيديولوجيا لحزب سيرزا، فمعنويا لأنه يعترف بالدور الطليعي للحزب في التطورات المتعلقة باليسار الأوروبي، وسياسيا لأنه يبرز ما كان حزب سيرزا يقوله منذ بداية الأزمة: أي أن الأزمة هي أزمة أوروبية، إضافة إلى أنه يظهر بصورة أكثر وضوحا أن هناك حاجة لقيام جبهة ضد نهج أنجيلا ميركل في فترة توجد فيها أوروبا عند تقاطع طريق تاريخي.
ويعتبر ألكسيس تسيبراس النجم الصاعد في سماء السياسة اليونانية، الرافض لخطة التقشف الأوروبية، وكان قد أحدث مفاجأة من العيار الثقيل في انتخابات السادس مايو (أيار) 2012. بحصوله على المركز الثاني، خلف حزب الديمقراطية الجديدة اليميني، بقيادة أندونيس ساماراس.
ويبلغ تسيبراس من العمر تسعة وثلاثين عاما، وبدأ مشواره السياسي في حزب سينابسيموس حيث عُين رئيسا له في العاشر من فبراير (شباط) 2008 بعد تراجع الرئيس السابق للحزب، أليكوس ألافانوس، لأسباب شخصية، وفي أكتوبر (تشرين الأول) ألفين وتسعة تم انتخابه نائبا لإحدى مقاطعات أثينا عقب الانتخابات التشريعية.
وفي غضون ذلك، صوت البرلمان اليوناني، صباح أمس، لصالح تعليق التمويل الحكومي للأحزاب السياسية المتهمة بالضلوع في جرائم جنائية أو إرهابية، وصوت 235 نائبا في البرلمان المكون من 300 مقعد لصالح قانون يأتي ضمن حملة تستهدف حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف في البلاد، وإيقاف تمويله ماليا.
ويذكر أن السلطات اليونانية قد شنت موجة اعتقالات في صفوف ناشطي الحزب الذين يطلق عليهم اسم النازيين الجدد، بعد قيام أحد أعضاء هذا الحزب بقتل مطرب مناهض للفاشية في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، واتهم ستة نواب من الحزب حتى الآن على خلفية الجريمة، بـ«تشكيل أو الانتماء إلى منظمة إجرامية»، أي ثلث الكتلة البرلمانية للحزب البالغ عدد نوابها 18، وثلاثة من المتهمين، من بينهم زعيم الحزب نيكوس ميخالولياكاس، هم قيد السجن الاحتياطي لحين محاكمتهم، وثلاثة آخرون ممنوعون من السفر خارج البلاد.
ومن جانبه وصف النائب في حزب الفجر الذهبي إلياس كاسيدياريس وهو أحد المتهمين وممنوع من السفر خارج البلاد، وصف التعديل باللادستوري، وقال: «هذا التنقيح المتعلق بوقف تمويل حزب الفجر الذهبي غير قانوني وهو لا دستوري، وينبغي أن يرمى به، أولا لأنه لا دستوري، الفصل التاسع والعشرون، في الفقرة الثانية من الدستور، ينص على أن الأحزاب السياسية تتمتع بدعم مالي من الدولة، حتى تجابه نفقات العمليات الانتخابية، كما ينص على ذلك القانون» وقد أضحى حزب الفجر الذهبي الذي يمثل شعاره الصليب المعقوف للنازيين، ثالث قوة سياسية في البلاد العام الماضي، مستغلا موجة الاحتجاج ضد الإجراءات التقشفية وتنامي الشعور المعادي للمهاجرين، وارتفاع نسبة البطالة، ولكن يقول المحللون إن الشعب اليوناني صوت لحزب الفجر الذهبي ليس حبا فيه، وإنما كرها في الأحزاب الأخرى التي أوصلت البلاد للأزمة المالية.
 
لاريجاني: لماذا يخاف الأميركيون من ترشح الأسد إن كان لايحظى بشعبية؟
الرأي.. طهران - من أحمد أمين
ندد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، بما سماه «تدخل المسؤولين الاميركيين وتصريحاتهم في الشؤون الداخلية ومايتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية»، ووصف تلك التصريحات بأنها «وقحة». وأضاف «اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد، وفقا لمزاعم الاميركيين، لايحظى بأي قاعدة شعبية ويريد هؤلاء ارساء الديموقراطية في سورية، فلم يشعروا بالخوف من ترشح الاسد للانتخابات الرئاسية؟».
وقال: «خلال الايام الاخيرة اطلق بعض المسؤولين الاميركيين تصريحات حول مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية ووضعوا شروطا امام مشاركة ايران في المؤتمر ومنها القبول بنتائج جنيف 1 وعملية تسليم السلطة وعدم ترشح بشار الاسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، واصفا الساسة الاميركيين بانهم «يعانون من النسيان او التظاهر بهذا المرض النفسي».
وقال ان «الجميع يتذكر الصخب والاثارات التي مارسها هؤلاء حول مؤتمر جنيف 1 وتأكيدهم على عدم مشاركة ايران في المؤتمر»، موضحا: «في ذلك الوقت لم تكن الحرب في سورية بهذه الصورة ولم تشارك ايران في مؤتمر جنيف 1 الا انها اكدت موقفها مرارا في رفض الحل العسكري، والعمل لارساء الديموقراطية في سورية، بل شددت على اتباع اسلوب الحوار الوطني والتوصل الى حل مرض عند الاطراف المؤثرة والشعب السوري».
وتابع: «في اعقاب مؤتمر جنيف 1 اتبع المشاركون طريق الحل العسكري بتصور امكانية المغامرة في سورية، ماسبب المصائب للشعب في هذا البلد»، وطالب لاريجاني المشاركين في مؤتمر جنيف 1 بتقديم الرد على سبب عدم تنفيذهم لقرارات المؤتمر المذكور وسلوك طريق آخر و«ليس توجيه سؤال لايران التي لم تشارك في المؤتمر».
وقال ان «على اميركا وبعض بلدان المنطقة التي شاركت في المؤتمر واثارت الصخب فيه الاجابة عن اسباب توجهها صوب الحل العسكري في سورية، وهو ما اوقع المجازر بين المسلمين في هذا البلد، وعليها ايضا الاجابة عن سبب عدم تشكيلها حكومة انتقالية في سورية؟»، مبينا ان «من الواضح ان هذا المشروع الخيالي لم يتحقق حيث كانت نتائجه بمثابة الصورة الظاهرية للقضية اما الباطن فكان يتضمن تحقيق اهداف اخرى لم يكشف عنها».
وتابع ان «الاطراف المناهضة كانت تريد اسقاط هذه الدولة المقاومة التي تقف امام الكيان الصهيوني، ولو كان ذلك عبر الحرب، حيث عبّأ الجميع امكاناتهم لتحقيق هذا الهدف وقاموا بارسال السلاح والاموال الى المجاميع الارهابية في سورية، الا انهم آلوا الى الخيبة بعد عامين ونصف من تأجيج النزاع، وادركوا اي وحل مخيف يغطسون فيه وضرورة التفكير بمصير الارهابيين المدججين بالسلاح، لذلك اصبحوا يطلقون التصريحات حول مؤتمر جنيف 2 في ظل هذه الاجواء».
وفي اشارة الى وزير خارجية اميركا جون كيري، قال «ان المسؤول الاميركي يقوم بجولات عديدة الا انه لا يجهد نفسه قليلا في فهم الساحة وتقييم خطواته والتفكير بتصريحاته والتناقضات التي اطلقها خلال العام الاخير»، لافتا الى ان طهران «ليست مندفعة وراء المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ولو كانت الممارسات نصف المحترقة سياسيا تضع العلاج لهم فعليهم الاستمرار بها»، وقال لاريجاني ان «ايران تنظر الى الازمة بواقعية وشددت مرارا على ان اسلوب الحل لايتمثل بالتدخل العسكري وارسال السلاح سواء الى سورية او البحرين، ومثل هذه الاستعراضات الدعائية لن تترك اي تاثيرات على الاستراتيجية الايرانية»، واكد «ان ايران تشارك في مؤتمر جنيف 2 اذا كان اسلوب الحل ديموقراطيا ويتخذ الشعب السوري الاساس لعمله».
في غضون ذلك، اكد مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان موقف طهران الداعم لمساعي الامم المتحدة ومندوبها الاخضر الابراهيمي «لاتباع آلية سياسية لحل الازمة في سورية»، وشدد على انه «لايمكن الغاء دور الحكومة او اي طرف مؤثر في سورية».
وحول اجتماع «اصدقاء سورية» الذي عقد في لندن، اعتبر تأكيد جميع الاطراف المشاركة في الاجتماع على اتخاذ آلية سياسية لحل الازمة في هذا البلد بانه «يبعث على الامل».
 
العرب بين مطرقة واشنطن وسندان طهران
الحياة...فوزي زيدان ** كاتب لبناني
اعتقد كثيرون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان جاداً في تهديده النظام السوري بضربة عسكرية لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق، بناء على تحذيره له منذ أكثر من سنة من أن استخدام هذه الأسلحة هو خط أحمر، لن تدعه الولايات المتحدة يمر من دون عقاب. واعتقدوا أن محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد ستكون قاسية كونه، كما جاء على لسان أوباما وغيره من قادة الدول الأوروبية، مسؤولاً بصورة رئيسة عن المجزرة التي ذهب ضحيتها مئات السوريين الأبرياء، خصوصاً الأطفال.
ولكن مجريات الأمور سارت عكس هذه التوقعات، إذ ما لبث أوباما أن تراجع عن تهديده بتوجيه ضربات مؤلمة إلى مواقع عسكرية سورية أساسية، واكتفى بموافقة النظام السوري على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية عملاً بالاتفاق الأميركي - الروسي الذي هندسه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف. وبذلك استطاع الروس إبعاد الأسد عن المحاسبة، وتثبيت موقعه في الرئاسة، وحماية نظامه، وحماية أمن إسرائيل. وأدت مقاربة الولايات المتحدة لموضوع الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري، من دون الأخذ في الاعتبار الأوجه الأخرى من الأزمة السورية، إلى خيبة أمل كبيرة لدى الرأي العام العربي، وكسر جدار الثقة بينها وبين بعض الدول الإقليمية لعدم إدراجها صفقة الأسلحة من ضمن تسوية شاملة للأزمة السورية. وبدا لافتاً غضب الشارع العربي من التسوية التي اقتصرت على اتفاق أميركي - روسي حول الكيماوي السوري، وأهملت الأزمة السورية المستمرة منذ ما يزيد على عامين، ومن تراجع الإدارة الأميركية عن محاسبة الأسد على جرائمه ضد شعبه، وعن مطلب تنحيه عن السلطة. وما زاد في غضب الشارع واستيائه من إدارة أوباما زيارة وزير خارجيته جون كيري إسرائيل على أثر الاتفاق فيما لم يكلف نفسه عناء زيارة الدول الخليجية للغاية نفسها، وامتداحه الأسد لامتثاله لتنفيذ نزع أسلحته الكيماوية. وأوجس العرب من الاتصالات الأميركية - الإيرانية والمكالمة الهاتفية بين أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد قطيعة بين بلديهما دامت أكثر من ثلاثة عقود، التي حملت إشارات كثيرة إلى معاودة المفاوضات بينهما بوتيرة متسارعة من أجل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، تتوقف إيران بموجبه عن تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية وتتابع تخصيبه لأغراض سلمية، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية والأخرى الأميركية التي ترزح تحتها، وباتت غير محتملة بالنسبة إليها. ويكمن هاجس العرب من هكذا اتفاق إلى إهماله القضايا التي يعانونها من إيران منها، تدخلها في شؤون بعض الدول العربية وإثارة القلاقل والفتن الطائفية فيها، وسعيها إلى تعميم نفوذها وسيطرتها داخل هذه الدول.
ويهدف أوباما من خلال انفتاحه على إيران إلى إيجاد حل سلمي لملفها النووي يجنب بلاده حرباً معها، بالتالي يطبع عهده بأنه الرئيس الذي لم يصنع حرباً.
وسيؤدي حل الملف النووي الإيراني إلى إراحة إيران اقتصادياً، بالتالي إلى توجيه اهتماماتها بصورة أكبر نحو دول المنطقة، وتعزيز نفوذها فيها، والتمسك أكثر بـ «حزب الله» وتقويته على أساس أن يكون هو قاعدتها العسكرية المتقدمة لردع إسرائيل من القيام بأي عمل ضدها. ولا تشير المعلومات إلى أن الانفتاح الأميركي - الإيراني والاستعدادات المتبادلة من أجل إيجاد حل للملف النووي الإيراني يتضمن تقديم تنازلات من إيران، خصوصاً في ما يتعلق بدعمها نظام الأسد ومده بالمال والسلاح والخبراء، وتمسكها بسلاح «حزب الله» وبوجوده في سورية، ومن غير المرتقب أن ينعكس الانفتاح الذي عبر عنه روحاني تغييراً في موقف إيران الداعم لـ «حزب الله». لذا، فإن أي اتفاق أميركي - إيراني لا يتضمن حلولاً للقضايا التي تعانيها دول المنطقة من إيران سيكون كارثياً على هذه الدول، وسيؤدي إلى زيادة الاحتقانات والفتن الطائفية بين مكونات شعوب المنطقة، خصوصاً بين السنة والشيعة، بحيث تصبح الكلمة الأولى للمتشددين من الطرفين.
وعلى عكس أوباما الذي يرغب في إيجاد حل سريع للملف النووي الإيراني، وعقد تفاهم مع إيران ينهي 30 سنة من العداء، ويؤسّس لعلاقة تعاون صادقة وجدية تؤمن المصالح الحيوية والاستراتيجية للبلدين، فإن قادة الحرس الثوري الإيراني الذين اعتبروا الاتصال الهاتفي «خطأ تكتيكياً» يريدون أن يكون مسار المفاوضات طويلاً وتدريجياً، خشية أن تكشف سرعة التجاوب الإيراني الرسمي مدى الضيق الاقتصادي والمعيشي الذي تواجهه إيران، ما قد يضعف موقفها.
وكما أدى اتفاق الأسلحة الكيماوية إلى خلاف وتباعد بين أميركا والدول العربية، كذلك أدى التناغم بين أميركا وإيران إلى اتساع الهوة بين الأميركيين والدول الخليجية، خصوصاً على ضوء المواقف الأميركية من الملف النووي الإيراني التي تنذر بمعالجة له مماثلة لملف الكيماوي السوري.
وخلاصة القول، إن اتفاق الكيماوي أراح إسرائيل من خطر أسلحة كانت تثير الرعب فيها، والاتفاق الأميركي - الإيراني المحتمل سيريحها من خطر أسلحة نووية كان في نية إيران إنتاجها، وهي تأمل بأن يفقد سلاح «حزب الله» وظيفته عند حصول هذا الاتفاق. أما العرب فقد خرجوا من هذه المسرحية خاسرين، فالأسد باقٍ في السلطة حتى انتهاء ولايته كحد أدنى، ولا عقاب له على جرائمه ضد شعبه، وإيران، في حال اتفاقها مع الأميركيين، ستستعيد عافيتها وتتفرغ إلى تعزيز نفوذها في المنطقة. وهذا ما يجعلنا نضع العرب بين مطرقة من كانوا يعتقدونها حليفتهم وسندان من ادعت أخوتهم في الدين.
 
 
ما وراء الموقف السعودي... محاولة للتفسير
الحياة....عبدالله بن عبدالكريم السعدون * * كاتب سعودي
حملت خطوة السعودية، التي قال الكثير من المحللين إنها كانت مفاجئة، ردود فعل عدة، أحاول هنا تقديم قراءة تفسيرية خاصة للموقف لا تركن لفكرة المفاجأة كثيراً، خصوصاً أن تحليل مضامين الخطاب السياسي السعودي في الآونة الأخيرة بل وسلوك المملكة السياسي أيضاً يمكنه أن ينبئ عن مناخ عام لا يبتعد كثيراً عن هذا الموقف.
ابتداء لا يمكن برأيي الشخصي التوصل إلى إجابة كاملة من خلال استخدام سؤال «لماذا اعتذر السعوديون عن عدم قبول عضوية المجلس»؟ من دون النظر في سؤال يسبقه، وهو لماذا يدخل السعوديون ابتداء مجلس الأمن، خصوصاً أن التحفظ السعودي على الانضمام لم يكن سراً؟ إلا أن الحديث في تفاصيل هذا الأمر يطول.
الحديث الدائر عن المخاوف من سياسة انعزال سعودية ومخاطرها في نقد هذا القرار يخوض في الخيط الرفيع والملتبس أحياناً بين العزلة بحد ذاتها كخيار سياسي لصانع القرار وبين الاحتجاج. في العزلة انسحاب سلبي، لم تقدم المملكة أية مؤشرات تدعمها، خصوصاً وهي تتقدم لترشيح نفسها الى عضوية المجلس وتحصل فعلياً على تأييد المجتمع الدولي وثقته وتفوز بالمنصب، والاحتجاج كمحاولة تأثير إيجابي من خلال فعل مبادر! غير أن القرار السعودي كما يبدو يتجاوز حتى مسألة الاحتجاج العلني الشعاراتي إلى أغراض أخرى قد تترتب عليها مكاسب أكبر، ناهيك عن أن عضوية مجلس الأمن لم تكن يوماً حجر زاوية في السياسة السعودية، ولم تكن يوماً مؤشراً على الفاعلية السياسية أو الاندماج الدولي.
لا شك في أن الخطوة السعودية جريئة بما لا يتطابق مع أسلوب قيادتها المحافظ لعلاقاتها الدولية، بل ومبتكرة ربما، لكنها في ظل المنافسة الهائلة بين المشاريع السياسية والتغيرات الدولية سلوك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً! والتوقيت كركن رئيس من أركان التأثير الفعال للقرار السياسي كان يحتم إعلانه في هذه المرحلة بالذات. على مستوى صنع القرار، يبدو الموقف السعودي ناتج اندماج مدرستين سياسيتين تحكمان تفاعلاتها الدولية أخيراً، التقليدية منها التي تفضل العمل بهدوء خلف الكواليس العامة من دون أن تظهر إلى العلن وأثبتت تحقيق مقدار واضح من النجاح، والثانية التي فرضتها ظـــروف سياسية دولية في العقد الأخير دفعت المملكة إلى المبـــادرة عبر الديبلوماسية المتعددة الأطراف للفــت الانتـــباه نحو مواقف محددة وتعظيـــم الـــدور الســـياسي من خلال الديبلوماسية العامة فـــي إطار أروقة الأمم المتحدة التي كانت في شـــكل ملاحظ مركزاً لنشاط المملكة الديبلوماسي المتعدد الأطراف أخيراً.
العضوية في شكلها الحالي تحمل في طياتها مخاطر قد تفوق المكتسبات المفترضة. عضوية مجلس الأمن غير الدائمة في شكلها الحالي إن لم تتوافر لها المقومات الكافية لضمان النجاح تصبح عديمة الجدوى في الحالات العادية إن لم تضع الدولة ومصالحها في دائرة الضوء السلبي.
هذا الأثر المحدود بالنسبة الى دولة مثل السعودية في المجلس ليس أمراً يمكن قبوله في هذه المرحلة، خصوصاً أنه وارد جداً لأسباب عدة، بغض النظر عن «آلية العمل المعتمدة» التي تحتاج إلى إصلاح، فهذه قضية ليست مستجدة ولا طارئة، كما أنها ليست غريبة على صانع القرار السعودي. غالبية دول العالم في الجمعية العامة تعبّر في شكل واضح عن امتعاضها الدائم من نظام مجلس الأمن، وتدعو دائماً إلى إصلاحه، وغني عن القول إن المملكة خاضت السباق للوصول إلى المجلس وهي تعلم مسبقاً هذه الإشكالات في آليات العمل، كما أنها كانت تنتقدها في الوقت ذاته الذي تخوض سباقاً «مع الذات أحياناً وقبل كل شيء» استعداداً للوصول إليه.
إلا أنه كما يبدو للمملكة مشكلة مع العقيدة السياسية لإدارة الرئيس الأميركي أوباما أكبر منها مشكلة مع نظام مجلس الأمن، ومع حلفاء مثل رئيس البيت الأبيض بوضعه المشلول حالياً «داخلياً قبل أن يكون خارجياً»، وخصوم مثل روسيا والصين، تتضاءل الفرص أمام المملكة لتحقيق أي من تطلعاتها داخل مجلس الأمن. كانت الآمال تصب في ظهور موقف أميركي أكثر صرامة وأقل ميوعة في الفترة الرئاسية الثانية، وأقل ارتباكاً وتردداً وأكثر وضوحاً في تحديد أهدافه، أو أن تأتي الانتخابات برئيس أكثر صلابة ووضوحاً في مواجهة تحديات المنطقة، لكن أياً من هذه الآمال لم تكن متحققة مما أوصل المملكة إلى قناعة بأن قراراً بالعمل من داخل المجلس في ظل ظرف الشلل الواضح غير مجدٍ، بل وربما يعود بنتائج سلبية من خلال طبيعة تأثيرات الديبلوماسية المتعددة الأطراف على علاقاتها الثنائية مع الدول ذات العلاقة. ليس سراً أن الصعوبة اليوم في التناغم مع عقيدة الحليف الأميركي في سياسته الخارجية والتي لا تخدم تطلعات المملكة، وبخاصة في مواجهة خصوم مثل روسيا والصين سيقود الى مواجهات مع الحلفاء قبل الخصوم، الأمر الذي يصعّب مهمة الديبلوماسية السعودية كثيراً وهو ما تحاول تجنبه.
الإطار المؤسسي للتفسير يسلط الضوء على حال مجلس الأمن الذي يعاني من شلل واضح أخيراً، تجلى في تعاطيه مع كثير من القضايا التي حظيت باستياء الدول الأعضاء وليس القضية السورية وحدها. نظام المجلس من جهته لا يسمح بصلاحيات للأعضاء غير الدائمين بما يتوافق مع إمكاناتهم تسمح باستثمار هذه الإمكانات في عضويتها، الأمر الذي يحد من أية إضافة يمكن أن تقدمها السعودية لمجلس الأمن بما يخدم قضاياها، دعك من الإضافة التي يمكن العضوية أن تقدمها للمملكة، خصوصاً أن الديبلوماسية السعودية أثبتت أكثر من مرة أنها تعمل بنجاح أكبر في تفاعلاتها خارج الإطار المؤسسي للمجلس.
شلل مجلس الأمن ليس أمراً مفاجئاً، وليس سراً أن الهند والبرازيل وألمانيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول الصناعية البازغة على الساحة تحاول قيادة توجه يوسع الصلاحيات ويكسر الاحتكار للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وتستغل الشلل الواضح لنظام المجلس الحالي في حل الأزمات الدولية لتقود حراكاً لتوسيع مجلس الأمن للضغط من أجل تحقيقه بحلول العام 2015. دخول السعودية في هذا المعترك الآن والزخم الذي يعطيه انسحابها ليس فقط محاولة للضغط من أجل القضية السورية وحسب، وإنما أبعد من ذلك أيضاً في محاولة لترحيل استحقاقها السياسي في المجلس الى ما بعد 2015، ليكون أكثر نفوذاً وتأثيراً وفقاً لمتغيرات المرحلة المقبلة.
مجلس الأمن ليس الإطار الوحيد للتداول السياسي والديبلوماسي لدول العالم، والنأي عن المجلس في مرحلة شلل من تاريخه قد تكون سياسة أسلم، بخاصة أن المملكة بعضويتها ستغامر بكل ما تحمله من ثقل مادي ومعنوي من دون شراكة في الصلاحيات التي تمكنها من تحقيق دورها المطلوب.
في ظل هذه المعطيات، قد لا يبدو الموقف السعودي انسحاباً سلبياً بقدر ما هو محاولة لتحويل فشل مجلس الأمن السياسي إلى مكسب سياسي للمملكة، خصوصاً أن التجارب المختلفة لدول كثيرة في مجلس الأمن لم تكن ذات تأثير فعال كما ينبغي في خضم الأحداث ولم تترك بصمة حقيقية على المجلس. ان عضوية مجلس الأمن غير الدائمة في شكلها الحالي تشبه عضوية الفائزين بـ «نوبل»! مجتمع نخبوي يحظى بالاحترام والمكانة الخاصة دولياً لكنه لا يمتلك التأثير! لا تمنح العضوية غير الدائمة للدول من القدرات وأدوات التأثير أكثر مما تمنحه «نوبل» للفائز بها من الاعتراف الدولي. وعلى رغم أن الجميع يدرك أن «نوبل» ليست حجر الزاوية في تحديد قيمة الأديب أو مكانته، إلا أن الجميع يتهافت للحصول عليها، وفي كثير من الأحيان يحدث أن الزهد في مكانة معينة بعد الوصول إليها تحقق من التأثير والخدمة ما هو أبلغ وأكبر. يتذكر الجميع سارتر الذي رفض «نوبل» بعد أن فاز بها على رغم ما تمثله الجائزة من قيمة واعتراف دوليين، إلا أن خطاب اعتذاره عنها فقط أوصل رسالة أعمق وأبلغ تأثيراً، في حين لا يذكر أحد خطابات القبول التي ألقاها المئات من متلقي الجائزة! لا يبدو الناتج الذي يمكن أن يحققه الوجود السعودي في المجلس والمماثل لكثير من الدول التي أتت ومضت على طاولة المجلس المستديرة على رغم التفاوت الواضح في الإمكانات والتأثير براقاً لدولة بحجم المملكة. يحاول السعوديون تجاوز مرحلة الوجود إلى التأثير الفعال، خصوصاً أن هذا هو الهدف من الوجود. دولة في مجموعة الـ20 تطمح إلى التأثير في ظروف إقليمية حساسة لم يعد الوجود المجرد يخدمها إلا في مجال العلاقات العامة، ناهيك عن أن الوجود السلبي محسوب على صاحبه.
وقف جان بول سارتر يوماً مدافعاً عن قراره برفض الانضمام الى مجتمع نوبل، معتبراً أن هذا القرار «أنقذ حياته» كما وصفه في إحدى مقابلاته! النظرة نفسها تبناها تولستوي الذي اعتبر عدم انضمامه الى مجتمع نوبل أمراً «خلصه من مصاعب كبيرة»، كما ذكر في إحدى رسائله الشخصية! ولربما كان صانع القرار السعودي ينظر الى الموقف في مجلس الأمن اليوم بالعين ذاتها!
 
 
سكان ريف سيدني يغادرون منازلهم مع امتداد حرائق الغابات
كانبيرا - رويترز
 
طالبت السلطات الأسترالية أمس، بمغادرة آلاف من السكان منازلهم، بعدما هيأت الرياح الجافة بسرعة مئة كيلومتر في الساعة الظروف المناسبة لنشوب حرائق واسعة في غابات خارج سيدني، حيث يكافح رجال الإطفاء منذ أيام للسيطرة على حرائق.
 
وقال شين فيتز سيمونس، مفوض جهاز مكافحة الحرائق في الريف، إن «الأجواء المحيطة بالحرائق المندلعة أمس تعتبر الأسوأ حتى الآن في أزمة حرائق الغابات المندلعة منذ الخميس الماضي في ولاية نيو ساوث ويلز، ما دمِّر أكثر من 200 منزل و120 ألف هكتار من الأراضي، إذ تمددت النيران في مناطق متفرقة جنوب سيدني وغربها.
 
ودعا مايكل جالاشير، وزير الطوارئ في نيو ساوث ويلز إلى توجه السكان إلى وسط المدينة، في وقت يبذل رجال الإطفاء ما في وسعهم لحماية المواطنين كي لا تسوء الأمور.
 
وأفاد جهاز مكافحة الحرائق في الريف بأن «59 حريقاً لا تزال مندلعة في أنحاء الولاية، بينها 19 خارج السيطرة». وأوضح أن الجهود تتركز على مكافحة 3 حرائق مندلعة منذ أيام في منطقة الجبال الزرقاء التي تبعد مئة كيلومتر غرب سيدني، وتعتبر مقصداً سياحياً يسكنها حوالى 75 ألف شخص.
 
ومن اجل السيطرة على الحرائق ومنع توسعها إلى المناطق المأهولة يستخدم رجال الإطفاء تقنية الحرق، أي إشعال نباتات يابسة في شكل مضبوط بين حريقين من اجل سحب ما يغذيهما.
 
وتـشهد استراليا غالباً حـرائق خـلال الـصـيف بين كانـون الأول (ديسـمـبر) وشـباط (فبراير). وعام 2009، أدى حريق في ولاية فيكتوريا (جنوب) إلى مقتل 173 شخصاً وتدمير آلاف من المنازل.
 
وأعلن مركز مجلس المناخ للبحوث أن السنة الحالية قد تكون الأكثر حراً في استراليا، وستتجاوز أرقاماً قياسية سجلت عام 2005.
 
إجلاء الآلاف إثر تفاعل مواد كيماوية شديدة الانفجار في جامعة بسيدني
سيدني - يو بي أي
أجلي 5 آلاف شخص من جامعة التكنولوجيا في مدينة سيدني الأسترالية بعدما تفاعلت مواد كيماوية شديدة الانفجار، وتعمل فرق الإطفاء على احتواء الوضع.
وأفادت صحيفة (سيدني مورننغ هيرالد) الأسترالية اليوم الخميس انه تم إجلاء الطلاب والموظفين في مباني الجامعة الـ3 ويقدر عددهم بـ5 آلاف شخص بعد اكتشاف المواد الكيماوية شديدة الانفجار.
ونقلت عن رئيس قسم الحرائق والإنقاذ في نيو ساوث ويلز توم كوبر قوله ان تم الإعلان عن حالة طوارئ بد اكتشاف زجاجات تحتوي على حمض البكريك المتبلور.
وأوضح ان الخطر يكمن في انه عند تبلور هذا الحمض فهو يصبح قابلاً للانفجار عند اتصاله بالهواء، وإذا لم يتم التعامل معه بشكل دقيق يمكنه أن يحدث انفجاراً ضخماً.
وأغلقت الطرق المؤدية إلى الجامعة مع وصول فرق تفكيك القنابل إلى المكان، وتعمل فرق الإطفاء على احتواء هذه المواد فيما بات الوضع بحسب السلطات المختصة "تحت السيطرة".
 
اردوغان يبرر خيار شراء صواريخ من الصين
(أ ف ب)
برر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس، اختيار شركة صينية لتجهيز تركيا بصواريخ بعيدة المدى في قرار اثار استياء الولايات المتحدة والحلف الاطلسي، مؤكدا في الوقت نفسه الاعلان قريبا عن قرار نهائي بهذا الصدد. وقال اردوغان متحدثا الى الصحافيين في انقرة ان "الصين تقدم في الوقت الحاضر افضل الشروط"، مشيرا الى ان "الشركة الصينية تتعهد بانتاج مشترك مع تركيا الدولة العضو في الحلف الاطلسي، وهو شرط لا بد منه بنظر بلاده". واوضح اردوغان ان "السلطات الصينية والتركية تخوض حاليا مناقشات معمقة لتوقيع اتفاق محتمل سيقر هذا المشروع المقدر بثلاثة مليارات دولار".
 
سجال فرنسي - أميركي حول «التجسس»
واشنطن - أ ف ب
اضطرت أجهزة الاستخبارات الأميركية للتحرك لمواجهة الغضب الذي عبّرت عنه كل من فرنسا والمكسيك إزاء فضيحة التجسس الأميركي الواسع النطاق، مؤكدةً أن المعلومات الصحافية عن هذا الموضوع «غير دقيقة ومضللة».
وتدخل مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر بنفسه في المسألة مشككاً في المقالات التي نشرتها صحيفة «لوموند» في فرنسا والتي أججت الجدال.
وقال كلابر إن «المعلـومات الـتي أفـادت بأن الوكالة الأميـركية للأمـن الـقومـي جمعت أكثر من 70 مليون تسجيل لبيانات هاتفية لمواطنين فرنسيين، هي خاطئة» من دون أن يحدد الأوجه غير الدقيقة في هذا التقرير.
في المقابل، تمسكت «لوموند» أمس، بكامل معلوماتها. ونشرت على موقعها على الانترنت «الوثيقة الصادرة عن وكالة الأمن القومي والتي شكك فيها كلابر وهي رسم بياني يصف حجم عمليات المراقبة الهاتفية التي جرت في فرنسا».
وشددت الصحيفة على أنها «تشير بوضوح إلى أن الوكالة سجلت بيانات 70.3 مليون اتصال لفرنسيين» بين 10 كانون الاول (ديسمبر) 2012 و8 كانون الثاني (يناير) 2013.
في المقابل، صرح كلابر الذي يترأس 16 وكالة استخبارات منها وكالة الأمن القومي: «لن نتوسع في التفاصيل حول نشاطاتنا ولكن قلنا بوضوح أن الولايات المتحدة تجمع عناصر استخباراتية من النوع نفسه الذي تجمعه كل الدول».
وأوضح كلابر الذي كرر الخطاب الرسمي لواشنطن للتقليل من أهمية القضية، أن «الولايات المتحدة تجمع معلومات لحماية مواطنيها ومصالحهم وحماية حلفائها من التهديدات الإرهابية أو من انتشار أسلحة الدمار الشامل».
وختم قائلاً إن «الولايات المتحدة تعير أهمية كبيرة لصداقتها الطويلة مع فرنسا وسوف نواصل التعاون في مجال الأمن والاستخبارات».
وقلل بعض المراقبين ووسائل الإعلام الفرنسـية أيضاً من أهمـية الـفتور بـين العاصمـتـين، ومـنها صـحيفة «لـوبـاريـزيـان/أوجوردوي آن فرانس» الشعبية التي عنونت أمس: «باريس غاضبة لكن ليس كثيراً».
وأشار الخبراء ايضاً إلى أن كلا البلدين يحتاج إلى الآخر على صعيد التعاون في مكافحة الإرهاب.
وجددت باريس أول من أمس، مطالبتها بتوضيحات، لكنها أشارت بلسان الناطقة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم إلى أنها لا تريد «فضيحة».
وأعلن وزير الداخلية المكسيكي أوسوريو شونغ مساء أول من أمس، أن مكسيكو ستقوم بتحقيق «شامل» حول أنشطة التجسس المنسوبة إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن «الرئيس أمر بإجراء تحقيق يفترض أن يحدد ما اذا كان ثمة أدلة» على التجسس الأميركي وما إذا كان موظفون أو مواطنون مكسيكيون شاركوا فيها.
وقال الوزير المكسيكي أن الحكومة «استعرضت وعززت الآليات الأمنية للاتصالات الصوتية والمعطيات وكذلك الشبكات والبرمجيات وأنظمة الترميز والتشفير التي يستخدمها الرئيس وجميع الاجهزة الأمنية للحكومة» منذ وصول انريكي بينيا نيينو إلى الرئاسة في كانون الاول (ديسمبر) 2012.
وكان وزير الخارجية المكسيكي خوسيه انطونيو ميادي أعلن قبل ذلك بقليل خلال زيارة إلى جنيف استدعاء السفير الاميركي قريباً لطلب توضيحات بشأن المعلومات المتعلقة بمراقبة الوكالة الأميركية للأمن القومي البريد الالكتروني للرئيس المكسيكي السابق فيليب كالديرون.
 

أنشأوا معسكرًا خاصًا بهم في شمال البلاد... 200 جهادي ألماني في سوريا
إيلاف...لميس فرحات
تقدر الاستخبارات الألمانية أن نحو 200 من المجاهدين الألمان وصلوا إلى سوريا أو هم في طريقهم إليها، ذهبوا للمشاركة في الجهاد ضد بشار الأسد ونظامه، وأقاموا المعسكر الألماني في الشمال السوري.
بيروت: تحولت الثورة السورية إلى أرض معركة خصبة تسودها الفوضى، ما يجعلها ملاذًا للمتطرفين من جميع أنحاء العالم. وفي حين تتحدث الكثير من التقارير عن أقدام أجنبية على أرض سوريا، تقلق دول الخارج من موجة تطرف تجتذب مواطنيها الذين يحاربون في سوريا، ليعودوا بعدها إلى البلاد بنزعة عنيفة تهدد أمنها الداخلي.
وتقدر السلطات الأمنية الألمانية أن ما يقرب من 1000 جهادي متطوع من مختلف أنحاء أوروبا يتمركزون الآن في سوريا، مقارنة مع 250 فقط في أواخر العام 2012، وهم 90 من بريطانيا و120 من بلجيكا و50 من الدنمارك و150 من كوسوفو. ووفقا لأحدث الإحصاءات، تعتقد وكالات الاستخبارات الألمانية أن ثمانية جهاديين ألمان لقوا حتفهم في معارك بسوريا.
معسكر ألماني
يتجه عدد متزايد من الجهاديين الألمان إلى سوريا للانضمام إلى الثوار في معركتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وفقًا للاستخبارات الألمانية، تجمع نحو 200 من الإسلاميين من جميع انحاء البلاد في شمال سوريا، في ما أطلق عليه اسم "المعسكر الألماني".
ولاحظت الاستخبارات الألمانية زيادة حادة في عدد الإسلاميين الألمان الذين يسافرون إلى سوريا لمساعدة المعارضة في الحرب الأهلية المستعرة هناك، إذ يقول تقرير سري صدر عن المكتب الاتحادي لحماية الدستور أن نحو 200 من الأصوليين الإسلاميين الألمان في طريقهم إلى سوريا أو وصلوا اليها بالفعل، بعد أن أصبحت سوريا المكان الأكثر جاذبية للجهاديين".
وكشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية عن التقرير السري من 71 صفحة، يسلط الضوء على الدعم الذي تحظى به المعارضة السورية في الداخل الألماني المسلم، سواء من الجمعيات الخيرية للمساعدات الإنسانية أو حملات التبرعات التي جمعت مئات الآلاف من اليورو، في ما وصفته وكالات الاستخبارات بـ "حملات التجنيد" حيث يجمع الأئمة الأموال لشراء الأسلحة وتجنيد الشباب للانضمام إلى الجهاد.
تجنيد إفتراضي
تميل الجماعات المعارضة لنظام الأسد إلى تجنيد متطوعين ألمان لتنفيذ مهام انتحارية، وذلك أساسًا لأنهم يفتقرون إلى الخبرة القتالية ولا يتكلمون اللغة العربية. ويقع "المعسكر الألماني" في شمال سوريا، وهو الآن بمثابة نقطة تجمع وربما مركز تدريب للمقاتلين الناطقين بالألمانية. غالبية هؤلاء الشبان يأتون من ولاية شمال الراين وستفاليا، موطن لثلث السكان المسلمين في ألمانيا، لكن البعض الآخر يأتون من ولايات هيس، برلين، بافاريا وهامبورغ.
وتقلق ألمانيا من مؤشرات على أن الإسلاميين الألمان ينظمون مراكز إعلامية في سوريا، لتنفيذ حملات تجنيد على الإنترنت وعبر وسائل الاعلام الاجتماعية. ففي أواخر تموز (يوليو) أطلق موقع Shamcenter حملة بخمس لغات، بينها الألمانية، لتعزيز الجهاد الاجتماعي، ما أثار قلق الاستخبارات الألمانية من تأثير مثل هذه المواقع على تحفيز التطرف في ألمانيا.
ويشير تقرير المكتب الاتحادي إلى أن حملات التجنيد تنشط أيضًا على يد المقاتلين الألمان في سوريا، الذين يعودون بعد المعركة إلى الوطن، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو عشرة منهم عادوا إلى ألمانيا ويشكلون تهديدًا أمنيًا.
 
إدارة أوباما تسارع لتأكيد متانة العلاقات بعد انتقاداتهما... تصريحات تركي الفيصل وبندر تهز أعصاب واشنطن
إيلاف....نصر المجالي
بعد تصريحات لافتة للأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، حول رغبة المملكة في الحد من تعاونها مع الولايات المتحدة، خرج الأمير تركي الفيصل بانتقادات لاذعة لسياسات أوباما في سوريا ووصفها بأنها "جديرة بالرثاء".
سارعت الولايات المتحدة الى التأكيد بأن العلاقات بين واشنطن والرياض ما زالت قوية، مستبعدةً المعلومات الصحافية التي تحدثت عن رغبة المملكة السعودية، في الحد من تعاونها مع واشنطن بشأن سوريا.
وكان التباعد المتزايد بين الولايات المتحدة والسعودية واضحًا أيضًا في واشنطن، حيث انتقد أمير سعودي رفيع آخر سياسات أوباما في الشرق الأوسط واتهمه "بالتردد"، في ما يتصل بالوضع في سوريا ومساعي السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وكان رئيس المخابرات السعودية الامير بندر بن سلطان آل سعود، أعلن لدبلوماسيين أوروبيين أن الرياض ستقلص تعاونها مع الولايات المتحدة، من أجل تسليح وتدريب معارضين سوريين، حسب صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية.
لا رسالة سعودية
وعمّا إذا كانت السعودية أبلغت الولايات المتحدة بمثل هذا التغيير في السياسة، أكد المسؤول الاميركي "حسب علمي، هذه الرسالة لم ترسل الى وزارة الخارجية من قبل السعوديين". وقد رفضت السعودية، الجمعة الماضي، الدخول لمجلس الامن الدولي، غداة انتخابها لمقعد غير دائم لمدة سنتين، في قرار غير مسبوق يهدف الى الاحتجاج على "عجز" المجلس خصوصًا امام المأساة السورية.
وأضافت الصحيفة الأميركية: أن "الامر يتعلق برسالة الى الولايات المتحدة وليس الى الامم المتحدة"، حسب ما قال الامير بندر لهؤلاء الدبلوماسيين. وأكدت أن السعوديين يأخذون خصوصًا على حليفهم الاميركي، عدم توجيه ضربات للترسانة الكيميائية السورية. كما تنظر السعودية بريبة الى التقارب بين الولايات المتحدة وايران.
تصريحات هارف
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف من جانبها، الثلاثاء، إن "علاقتنا وشراكتنا مع السعوديين قوية، نولي اهمية كبرى لمبادراتهم في عدد كبير من المجالات". وقالت إننا "نعمل معًا على مشاكل مهمة ونتقاسم معهم الاهداف نفسها، سواء لناحية وضع حد للحرب في سوريا والعودة الى حكومة ديموقراطية في مصر، أو لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي".
واضافت هارف أن الرياض لم تنقل إلى وزارة الخارجية عزمها تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة. وقالت إن المسألة أثيرت أيضًا في الاجتماع بين كيري والوزير السعودي. وقالت "حسب علمي لم ينقل السعوديون تلك الرسالة الى وزارة الخارجية. ونحن تباحثنا بشأن بعض القضايا الصعبة التي نريد أن نعالجها معًا".
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن "مسألة معرفة كيفية تحقيق هذه الاهداف، هي بالتحديد ما ندرسه في هذا الوقت مع السعوديين، وكل شركائنا الدوليين".
كلام كيري
ولفتت هارف الى أن وزير الخارجية جون كيري التقى نظيره السعودي لمدة ساعتين، أمس الأول الاثنين، في باريس ووصفت اللقاء بأنه كان "مثمرًا". وخلال هذا اللقاء حض جون كيري السعودية على القبول بمقعدها داخل مجلس الامن الدولي.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال لصحافيين في لندن، الإثنين، إنه بحث بواعث قلق الرياض عندما اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس يوم الاثنين.
وقال كيري إنه ابلغ الأمير سعود الفيصل أن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران افضل من ابرام اتفاق سيىء. وأضاف: "لدي ثقة كبيرة في أن الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنا".
انتقادات تركي الفيصل
وفي تصريحات لاذعة على غير العادة، وصف الأمير تركي الفيصل سياسات أوباما في سوريا بأنها "جديرة بالرثاء" وسخر من الاتفاق الأميركي الروسي للتخلص من الأسلحة الكيميائية لحكومة الأسد. وقال إنها حيلة لتمكين أوباما من تفادي القيام بعمل عسكري في سوريا.
وقال الأمير تركي عضو الأسرة الحاكمة في السعودية والمدير السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق في واشنطن ولندن:"التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيميائية لبشار ستكون هزلية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل صارخ. وهي تهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع (عن توجيه ضربات عسكرية)، وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه".
ويشار الى أن الانتقادات السعودية جاءت بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الأربعين للحظر النفطي العربي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 الذي فرض لمعاقبة الغرب على مساندته إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية.
وقال تقرير لـ(رويترز): وكانت تلك إحدى نقاط الضعف في العلاقات الأميركية السعودية التي تضررت بشدة أيضًا من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وكان معظم منفذي الهجمات مواطنين سعوديين.
وبدرت عن السعودية علامة واضحة على استيائها من السياسة الخارجية لأوباما الأسبوع الماضي، حينما اعتذرت عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على ما سمته "ازدواجية المعايير" في الأمم المتحدة.
لا تراجع
وأشار الأمير تركي إلى أن السعودية لن ترجع عن ذلك القرار الذي قال إنه كان نتيجة لتقاعس مجلس الأمن عن ايقاف الأسد وتنفيذ قرارات المجلس الخاصة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال في كلمة في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية ومقره واشنطن "لا شيء غريب في قرار الامتناع عن قبول عضوية مجلس الأمن. إنه يرجع إلى عدم فعالية تلك الهيئة".
وإلى ذلك، فإنه ينظر إلى الأمير بندر الذي عمل سفيراً للسعودية في واشنطن لمدة 22 عامًا على أنه أحد متشددي السياسة الخارجية ولاسيما في الأمور التي تخص إيران. وأدت حدة التنافس بين المملكة وإيران إلى زيادة التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط.
ويقول دبلوماسيون في الخليج إن الأمير بندر وهو نجل وزير الدفاع وولي العهد الراحل الأمير سلطان وكان مقربًا من العاهل الراحل الملك فهد، استدعي من جديد العام الماضي لتولي رئاسة المخابرات مفوضاً بالعمل على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافوا أنه قاد على مدى السنة الأخيرة جهود السعودية لتوصيل أسلحة ومساعدات اخرى لمقاتلي المعارضة السورية في حين تولى ابن عمه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الجهود الدبلوماسية.
تقاعس أميركي
وقال المصدر "أبلغ الامير بندر الدبلوماسيين أنه يعتزم الحد من التعامل مع الولايات المتحدة. وهذا يحدث بعد تقاعس الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا وفلسطين". واضاف المصدر: "العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون أن الولايات المتحدة تتقارب مع ايران كما أحجمت الولايات المتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين".
وامتنع المصدر عن تقديم مزيد من التفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الدبلوماسيين الأوروبيين، والتي جرت في الأيام الأخيرة. لكنه المصدر أشار إلى ان التغيير المزمع في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون له تأثير على مجالات كثيرة من بينها مشتريات السلاح ومبيعات النفط.
وتحتفظ السعودية بجانب كبير من إيراداتها في صورة أصول أميركية. ويعتقد أن معظم الاحتياطيات النقدية لمؤسسة النقد العربي السعودي الصافية وقدرها 690 مليار دولار مقومة بالدولار وقسط كبير منها في صورة سندات خزانة أميركية.
جميع الخيارات مطروحة
وقال المصدر السعودي:"جميع الخيارات على الطاولة الآن، وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير". وأضاف أنه لن يجري مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال.
وأبلغت المملكة الولايات المتحدة بما تقوم به في سوريا، ويقول دبلوماسيون إنها استجابت لطلب الولايات المتحدة عدم تزويد المعارضة السورية بأسلحة متقدمة يخشى الغرب أن تصل إلى ايدي جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وزاد غضب السعودية بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا رداً على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب. وجاء تراجع الولايات المتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيميائية.
وإلى ذلك، قال النائب كريس فان هولين، عضو القيادة الديمقراطية لمجلس النواب الأميركي، لمؤتمر قمة رويترز في واشنطن يوم الثلاثاء، إن التحركات السعودية تهدف إلى الضغط على أوباما للقيام بتحرك في سوريا.
وقال فان هولين "نحن نعرف هذه اللعبة. إنهم يحاولون إرسال إشارة مفادها أنه يجب علينا أن نتدخل عسكريًا في سوريا وأعتقد أن هذا لو حدث فسوف يكون خطأ كبيرًا في خضم الحرب الأهلية السورية".
وأضاف فان هولين قوله: "ويجب أن يبدأ السعوديون بالكف عن تمويلهم جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، وذلك فضلاً عن حقيقة أنه بلد لا يسمح للنساء بقيادة السيارات". وفان هولين مقرب من أوباما في القضايا الداخلية في الكونغرس لكنه أقل تأثيرًا على السياسة الخارجية.
صفقة واشنطن - طهران
وتشعر السعودية أيضًا بالقلق من الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران وهو أمر تخشى الرياض أن يؤدي إلى "صفقة كبرى" بشأن البرنامج النووي الإيراني تجعلها في وضع سيىء. وعبر الأمير تركي الفيصل عن تشككه في أن ينجح أوباما في ما سماه "نهج فتح الذراعين" لإيران، التي اتهمها بالتدخل في سوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين.
وقال: "نحن السعوديين نراقب جهود الرئيس أوباما في هذا الصدد. والطريق أمامنا محفوف بالصعاب. وتثور بالفعل شكوك في إيران بشأن مسألة ما إذا كان (الرئيس الإيراني حسن) روحاني سينجح في توجيه إيران نحو اتباع سياسات رشيدة. فقوى الظلام في قم وطهران راسخة الجذور".
وشلت يدا مجلس الأمن عن اتخاذ اجراء في الصراع المستمر في سوريا منذ 31 شهراً، حيث عرقلت روسيا والصين، وهما عضوان دائمان في المجلس، اكثر من مرة اتخاذ اجراءات لإدانة الرئيس السوري بشار الأسد. ويشار في الختام، إلى أن كثيراً من المصالح الاقتصادية الأميركية في السعودية يشتمل على تعاقدات مع الحكومة في مجال الدفاع وقطاعات امنية اخرى والرعاية الصحية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والبناء.
 
 
 
 
 

 


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,116,349

عدد الزوار: 6,978,968

المتواجدون الآن: 77